عمان - يوثق كتاب «الرهانات المغلقة» للإعلامي اللبناني يقظان التقي الصادر حديثاً في بيروت عن دار رياض الريّس، لمرحلة سياسية عاشهما لبنان في العامين الاخيرين وذلك عبر مجموعة حوارات مع سياسيين ومفكرين وأكاديميين ورجال قانون واقتصاد.
تنهض حوارات الكتاب على السجالية الحوارية وفيها أسئلة عن الحرب والدولة القانونية والفراغ والعنف والحرية والفوضى السياسية في العلاقات الدولية وأكثر في المسألة الداخلية اللبنانية في زمن صعب، وقد نُشرت جميعها في جريدة «المستقبل» تباعاً، في محاولة المؤلف التقي لإعادة ترتيب المشهد السياسي وسط فوضى عارمة شهدها لبنان في تلك المرحلة، وكانت سنوات الفراغ الرئاسي أكثر السنوات تعقيداً التي سبقتها مسألة التمديد للمجلس النيابي وقد رافقتها التصدّعات على اختلافها بين القوى السياسية ورافق ذلك تبادل الاتهامات حول العجز عن ملء الشغور في الرئاسة، أضف إلى ذلك التدخلات الخارجية وسط كل ما يجري من حول لبنان في المنطقة.
تجيء الحوارات في إطار المساهمات الفكرية والإعلامية لمجموعة حاولت توضيح الإشكالات في القضايا الداخلية اللبنانية إلى جانب العالمَين العربي والغربي بشكل عام، والكتاب تمّ نشره في فترة ليست بعيدة عن الأحداث ويضمّ بشكل تراتبي الأسماء التالية: «داود الصايغ، ساري حنفي، محمد عبدالحميد بيضون، انطوان مسرّة، جيلبير الأشقر، رضوان السيّد، وضّاح شرارة، خالد زيادة، فاديا كيوان، وجيه كوثراني، عصام خليفة، شفيق المصري، منى فيّاض، شارل رزق، سعود المولى، طارق متري، ناصيف حتّي، فارس سعيد، محمد حسن الأمين، روجيه ديب، ميشال كيلو، كريم مروّة وجوزف أبي خليل».
تتسم المقابلات بالتشويق الآتي من إطار الأسئلة والأجوبة وأيضاً المقدمات الخاصة بكل مقابلة والتي توجز مسيرة كل شخصية تمت محاورتها أو إنجازاتها ومواقفها المرتبطة مباشرة بالموضوعات التي تطرق إليها المحاور في أسئلته، ومن دون شك إن كل الأفكار والطروحات والاقتراحات بقيت في حدود التكهنات والاستنتاجات أو التصورات للمستقبل.
يشار الى ان «الرهانات المغلقة» هو الكتاب الثاني ليقظان التقي بعد «الإعلام والعولمة والديموقراطيات» وهو كناية عن دراسة أعدّها المؤلف ونال عنها شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية في «المعهد العالي للدكتوراه» في الجامعة اللبنانية وقد حضر لها التقي إلى جانب عمله الدائم كناقد في شؤون المسرح والموسيقى والمعارض في صحيفة «المستقبل» وتحضيره الأسبوعي لبرنامج إعلامي في «إذاعة الشرق» في بيروت.