هوليوود - يجمع فيلم "القوة 12" (12 Strong) بين الأفلام الحربية التاريخية والدرامية وأفلام الحركة والمغامرات المبنية على شخصيات وأحداث حقيقية. وهذا الفيلم من إخراج المخرج الدانماركي نيكولاي فوجلسيج، وهو أول فيلم من إخراجه. واشترك في كتابة سيناريو الفيلم الكاتبان السينمائيان تيد تالي وبيتر كريج، وذلك استنادا إلى كتاب "جنود الخيل"، وهو من تأليف الكاتب الأميركي دوج ستانتون. وهذا الكتاب مبني على شخصيات وأحداث حقيقية تتعلق بالقوات الأميركية الخاصة "القبعات الخضراء" التي أرسلت إلى أفغانستان لمحاربة عصابات طالبان الأفغانية الإرهابية المساندة لتنظيم القاعدة، وذلك ردّا على هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة في العام 2001.
وتشتمل القوات الأميركية المشتركة في هذه العمليات على قوة خاصة للجيش الأميركي بقيادة قائد عسكري جديد هو الكابتن ميتش نيلسون (الممثل كريس هيمسويرث). وقامت هذه القوات بشن هجماتها بدعم من القوات الجوية الأميركية. كما تشتمل هذه القوات على ضباط مرتبطين بوكالة المخابرات المركزية الأميركية، بالإضافة إلى قوات عسكرية أخرى. وتعاونت القوات الأميركية في أفغانستان خلال حملتها العسكرية مع قوات الجنرال الأفغاني عبد الرشيد رستم (الممثل الإيراني نيفيد نيجاهبان)، وهذه القوات جزء من التحالف الشمالي، سعيا للاشتراك في معارك غير نظامية ضد قوات طالبان.
وبعد مرور حوالى شهر على وقوع الهجمات الجوية الإرهابية على مواقع في مدينتي نيويورك وواشنطن الأميركيتين في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 تم اختيار قوة مؤلفة من 12 عسكريا من القوات الأميركية الخاصة "القبعات الخضراء" وإرسالها في مهمة عسكرية سرية في أفغانستان التي تدرب فيها الإرهابيون في تنظيم القاعدة الذين شنوا الهجمات الجوية الإرهابية في الولايات المتحدة.
وأمضى أفراد القوة العسكرية الأميركية بعد وصولهم إلى أفغانستان مرحلة تكيّف للتعرف على حلفائهم من المحاربين الأفغان والتأقلم مع طبيعة المنطقة وتضاريسها الوعرة. واستخدمت هذه القوة العسكرية الأميركية في عملياتها العسكرية في أفغانستان ركوب الخيل بسبب طبيعة المنطقة الوعرة التي نفذت فيها عملياتها التي شملت استعادة مدن رئيسية تسيطر عليها عصابات طالبان.
ويقدّم فيلم "القوة 12" عرضا واقعيا مكثفا للمعارك والاشتباكات العنيفة، بما في ذلك تفاصيل إطلاق النار والغارات الجوية الأميركية الموجهة ضد الأعداء من قوات طالبان والقاعدة ومهاجمة معسكراتهم. وتبلغ المعارك في فيلم "القوة 12" ذروتها حين تشن "القوة 12" هجوما كاسحا على ظهور الخيل بقيادة الكابتن ميتش نيلسون ضد قوات طالبان المتفوقة في العدد في سلسلة من المعارك الحاسمة المنفذة تنفيذا واقعيا مدهشا يترك لدى المشاهد إحساسا مؤثرا عميقا.
ويجمع فيلم "القوة 12" بين العديد من المقومات الفنية، كقوة الإخراج والسيناريو وتطوير الشخصيات وبراعة التصوير والعروض الواقعية المثيرة للمعارك والمواجهات الحربية. ويتميز الفيلم بدقة وواقعية المشاهد الحربية والتصوير في المواقع الحقيقية واستخدام الخيول في الهجمات الحربية وسط هجمات الدبابات وسقوط القنابل من الطائرات الحربية الأميركية. كما يتميز الفيلم بدقة التفاصيل المتعلقة بالشخصيات وبالأحداث المتعلقة بأعضاء القوة العسكرية الأميركية وأدائهم لمهمتهم العسكرية، مما يشد المشاهد طوال عرض مشاهد الفيلم، خاصة خلال عرض المشاهد الختامية لتفاصيل المعارك الواقعية. ويشتمل هذا الفيلم على مشاهد حربية واقعية ندر مثلها في الأفلام السينمائية الحربية، خاصة أن المحاربين يخوضون المعارك على ظهور الخيل وسط إطلاق النار وسقوط الصواريخ دون أي حماية تذكر.
واحتل فيلم "القوة 12" في أسبوعه الافتتاحي المركز الثاني في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية، وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 56 مليون دولار خلال ثلاثة أسابيع، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 25 مليون دولار. وعرض هذا الفيلم في 3018 من دور السينما الأميركية.
وشملت الطواقم الفنية التي اشتركت في إنتاج فيلم "القوة 12" 58 من مهندسي وفنيي المؤثرات البصرية و20 في المؤثرات الخاصة و55 في التصوير و31 في القسم الفني و27 في قسم الصوت و26 من البدلاء و13 في المونتاج وعشرة في الماكياج وتسعة في تصميم الأزياء وثمانية في قسم الموسيقى، بالإضافة إلى تسعة من مساعدي المخرج.