أبوظبي - شووفي نيوز- بحضور معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح، وراعي مهرجان أبوظبي، أحيت نيكولا بينيديتي، إحدى أشهر عازفات الكمان في العصر الحديث، مساء أمس في قصر الإمارات الحفل الموسيقي الأول المدرج على قائمة الأمسيات الرئيسية للدورة الخامسة عشرة من مهرجان أبوظبي 2018. وانضمت بينيديتي إلى فرقة أوركسترا عصر التنوير، إحدى أهم فرق الأوركسترا في المملكة المتحدة، التي قدمت سيمفونية بيتهوفن الرابعة وكونشيرتو الكمان لبيتهوفن على سلم "دي ميجور" الافتتاحية رقم 61، والتي لعبت خلالها "نيكولا بينيديتي" دوري العازف وقائد الأوركسترا في آنٍ واحد.
وأكّدت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، على أنّ "التزام مهرجان أبوظبي بإثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي تتم ترجمته من خلال التركيز على الأعمال الفنية العريقة، واحتضان الإرث الموسيقي العربي والعالمي، عبر مبادرات عديدة بينها "بيت الفارابي" و"منبر التأليف والإبداع الموسيقي" وغيرها، وصولاً إلى أمسيات الموسيقى الكلاسيكية كعنصر رئيسي من عناصر الفن الرائع الذي يقدّمه المهرجان لجمهوره في الإمارات والعالم".
وقالت سعادتها: "إن حضور واحدة من أشهر عازفات الكمان، نيكولا بنديتي، ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي، في عرضها الأول في العالم العربي، برفقة أوركسترا عصر التنوير، يعكس جهود الدبلوماسية الثقافية ويترجم دور أبوظبي كملتقى للثقافات العالمية ومنبر للإبداع في الثقافة والفنون، عبر الجمع بين الابتكار الموسيقي المعاصر والإبداع الأصيل، في مزيج فني يقوم على الوفاء للماضي والحفاظ على الإرث الثقافي والموسيقي من جهة والانتماء إلى مشهد النهضة الثقافية العالمية من جهة أخرى".
وأضافت سعادتها: "إننا نستهدف من خلال هذه الأمسيات الاستثنائية إبراز الدور العالمي للموسيقى وتقديم أفضل العروض في أبوظبي، ونسعى للارتقاء بالذائقة الموسيقية لدى الشباب الإماراتي عبر تعريفه بالتجارب العالمية بأصالتها وأدائها وشغفها بروائع الموسيقى الكلاسيكية لبيتهوفن بخاصة السيمفونية الرابعة وكونشيرتو الكمان، وموسيقى موزارت وشوبان وآخرين".
واحتفاءً بالهند، الدولة ضيف الشرف لهذا العام، يقدم مهرجان أبوظبي ثلاثة عروض لمجموعة من أشهر الفنانين والفرق الاستعراضية الهندية، ويستهلها بحفل "ذا ميرتشانتس أوف بوليوود" مساء يومي الخميس والجمعة 8 و9 مارس على مسرح قصر الإمارات. العرض من تصميم الموهبة الرائدة فيبافي ميرتشانت إلى جانب الثنائي الحائز على العديد من الجوائز العالمية سالم وسليمان ميرتشانت. وتُقام مساء الاثنين 19 مارس على مسرح قصر الإمارات، أمسية بعنوان "نحن الأحياء: رقص كلاسيكي من الهند" تقدّمه أكاديمية تانُسري شنكر للرقص، بقيادة مصممة الرقص تانُسري شنكر التي تعدّ أحد أبرز الشخصيات المساهمة في تشكيل فن الرقص الهندي المعاصر. أما عشّاق الموسيقى الهندية الكلاسيكية فموعدهم مساء يوم الأحد 25 مارس في مسرح قصر الإمارات، مع حفل "سيد السارود: أستاذ أمجد علي خان"، الذي سيطرب الجمهور بموسيقاه الساحرة على آلة السارود التي تعتبر عنصراً أساسياً في تقاليد الموسيقى الهندية.
ويتضمن برنامج مهرجان أبوظبي عدداً من العروض الرائعة، من بينها حفل أوركسترا أكاديمية سانتا تشيتشيليا الوطنية - روما بقيادة السير أنطونيو بابانو مساء يومي 11 و12 مارس؛ وحفل المؤلف الموسيقي الإماراتي إيهاب درويش بعنوان "أمواج حياتي: كل معزوفة تبدأ بنوتة" برفقة أوركسترا أكاديمية بيتهوفن وبقيادة المايسترو البلغاري ستويان ستويانوف، وتقام مساء يوم 14 مارس؛ أمسية الأوبرا للسوبرانو العالمية الشهيرة ديبورا فويت، يرافقها التينور اللبناني المعروف بشارة مفرج في 15 مارس؛ وأمسية جاز مع المغني والملحن الفلسطيني عمر كمال تحت عنوان "عودة الأساطير" في 17 مارس؛ وفرقة "بينك مارتيني" المعروفة بـ"الأوركسترا المصغرة" في 21 مارس؛ و"بيانوغرافيك" أعمال على آلتي بيانو لفيليب غلاس، ستيف رايخ وموريس رافل مع عروض بصرية حية، يقدّمها عازفا البيانو دينيس راسل ديفيز وماكي ناميكاوا، برفقة كوري أولان في 24 مارس؛ وسلسلة أمسيات المهرجان للعزف المنفرد: مشروع باخ في 28 مارس؛ والختام مع الفرقة الوطنية الإسبانية للرقص التي ستقدم عرض الباليه المميز "دون كيشوت" لأول مرة في العالم العربي يومي 29 و30 مارس، كما تستمر عروض أوبرا كارمن في دار الأوبرا الملكية في لندن لغاية 16 مارس وهي انتاج مشترك مع مهرجان أبوظبي.
وطوال فترة انعقاد فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان أبوظبي، ينظم المهرجان عدداً من الفعاليات المجتمعية المفتوحة أمام الجمهور، تتضمن معارض فنية، واستعراضات وورش عمل، والتي تقام ضمن فعاليات المنصات الإبداعية متعددة التخصصات "الشباب في المهرجان"، التي تهدف إلى بناء القدرات، والتمكين الإبداعي، وإتاحة فرض التفاعل الإبداعي أمام الشباب الإماراتي الواعد، ضمن فقرات البرنامج التعليمي والمجتمعي للمهرجان. ومن بين الفعاليات التي ستقدم للجمهور؛ فعالية "المهرجان في الحديقة" التي تعود مجدداً لتقدم حفلات موسيقية في الهواء الطلق، عبر ليلتين من عروض الأداء في حديقة أم الإمارات، بالإضافة إلى ورش عمل تفاعلية ومناسبات مجتمعية. كما تعود للعام الرابع على التوالي فعالية "رواق الأدب والكتاب" إلى مهرجان أبوظبي، بالتعاون مع "اتحاد كتاب وأدباء الإمارات"، الشريك الاستراتيجي لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون الجهة المنظمة لمهرجان أبوظبي، وعدد من دور النشر الإماراتية. ويحتفي برنامج الكتابة والتأليف من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالأدب العربي، وسيكون جمهور المهرجان على موعد مع النسخة الخامسة والعشرين من الفعالية المعرفية الأكثر جماهيرية "رواق الفكر"، والتي توسع نطاق حواراتها هذا العام لتقدم سلسلة من الجلسات الحوارية التي تهدف إلى تعميق الحوار البنّاء بين كبار الشخصيات الفاعلة في ميادين الفكر والسياسة والثقافة، مع الطلبة وعموم الجمهور. وتشهد هذه الدورة إطلاق "رواق الخط العربي" وهي مبادرة تهدف إلى الاحتفاء بفن الحروفية "الكاليغرافي" العريق والاحتفال بثرائه وتنوعه. كما يقام معرض تفاعلي، بمشاركة الفنان محمد مندي والخطاط الهندي راجيف كومار، بالإضافة إلى ورش عمل مع مدرسة أمير ويلز للفنون التقليدية. وبعد نجاحها في مهرجان أبوظبي خلال الدورات الثلاث السابقة، تعود عروض "وزارة العلوم" بعرض حافل بالتجارب لإلهام الأطفال في مجالي العلوم والهندسة، والتي تقدم لأول مرة باللغة العربية هذا العام.
ومن بين أبرز الفعاليات التي يقدمها مهرجان أبوظبي 2018، معرض الفن التشكيلي "من برشلونة إلى أبوظبي"، والذي يرافقه "برنامج تعليمي متخصص في الفنون التشكيلية"، يهدف إلى توفير مصادر الإلهام للفنانين الناشئين الشباب، وتشجيعهم على المشاركة وتحفيز قدراتهم الإبداعية في الفعاليات والأنشطة الفنية التي تنظمها المؤسسات التعليمية، سواء في المدارس أو الجامعات على مستوى الدولة، ويتضمن برنامج المعرض، تنظيم سلسلة من الجلسات الحوارية، والجولات الإرشادية، وورش العمل الإبداعية بقيادة كبار الفنانين.