شو في نيوز - يفتتح برعاية الاميرة سناء عاصم عند الخامسة من مساء غد الاربعاء 2/10 في صالة المعارض بزارا سنتر بوادي صقرة معرض الفنانة فايده ماتوخ ويحمل عنوان همهمات الصخور ويضم نحو 35 لوحة مختلفة الاحجام ويستمر المعرض حتى الثامن من الشهر نفسه .
تعتمد الفنانة ماتوخ المنظر الطبيعي في البتراء ووادي رم موضوعا رئيسيا لاعمالها الفنية والتي زارتهما مرارا وتكرارا لتحصل على الصيغ الفنية التي تبتغيها لما فيهما من جمال طبيعي اسر لابد من محاكاته ونبش جمالياته ليغدو فيما بعد صيغة تسر الرائي .
ابتغت الفنانة ماتوخ خلق حالة انسجام بين اللوحة وسطحها وتضاريسها الخشنة وبين المكان الطبيعي هناك في صخور البتراء ووادي رم لان الجمال الكامن في المكان مكثف وكل تفصيلة فيه تحتاج للفت النظر اليها وتسجيل جمالياتها لانها تتبدل تبدل حالة الضوء المتغيرة.
اختارت الفنانة التعبير عن صخور البتراء تحديدا واعتمدت السطح الطولي للوحة لتحاكي هيئة الصخر الشامخة وهي محاكاة انطباعية وواقعيه وبخبرتها الفنية ورؤيتها الصحيحة مفضلة التعبير بكل امانة عن السطح الصخري لتمثل لوحاتها حوارية بين الصخر واللون .
ارتات ماتوخ التعبير عن الالوان في الصخور وايقاع خطوطها كما هي في المكان ذاته فكان اختيارها في مكانه , ولانها تعرف ان ذلك الايقاع اللوني المتعدد هو موسيقى الصخر الصامت المتفاعل مع الضوء حيث الضوء المتسرب او المنعكس يعزف كل لحظة سمفونية لونية مختلفة.
وفي مشاهد الوادي الساحر الغامض وادي رم بدت المشهدية في لوحات الفنانة متسعة فقد انفتح المشهد واتسع فاستقرت جبال الصخور ومصاطب الرمل والكثبان في لوحات افقية واطلت الفنانة على المشهد من بعيد حيث عبرت عنه بانطباعية وبذات التكنيك بتخشين السطح لتكثيف المشهد وبث طاقته وطاقة المادة اللونية المستخدمة والخامات المتعددة لتحصد بعد بحثها اللوني والتكويني مشاهد غزيرة التفاصيل والجماليات.
يقول الناقد الفني رسمي الجراح عن تجربة الفنانة ماتوخ " حينما حملت الفنانة فايده ماتوخ حفنات رمال وحصى مدينة البتراء ووادي رم الى محترفها بعمان كانت قد حفظت ايضا في مخيلتها عشرات المشاهد قاصدة رسم تلك المشاهد بطريقة مغايره لان من وثقوا المكانين كثر من هنا ولا بد لها من تقديم الجديد والمغاير فكان التحدي لتنجز اعمالا غاية في الابداع والجمال.
تجربة الفنانة ماتوخ عن المكان ليست بالاولى بل لها تجربة سابقة في معارض مشتركة ولكن تجربتها الجديدة التي تحمل عنوان همهمات الصخور نضجت تماما وقدمت انطباعية جريئة عن المكان وسحره وغنائيته اللونية وعظمته .
تحشد الفنانة ماتوخ لتجربتها الجديدة نحو 35 لوحة مختلفة الاحجام منها على كانفس او على بورد " سطح خشبي" اعدتها لتعبر باحساس طاغ عن نبض المكان المتدفق باللون والضوء وبملمس وتضاريس تقارب السطح الحقيقي في المكان ذاته .
ذرات الرمال والحصى التي استقرت على سطوح لوحاتها مع المعاجين واللواصق والمواد المختلفة وكحلتها بالوان الاكريلك البراقة من الوردي والفيروزي المضيء والزهري والارجواني والذهبي والفضي والبنفسجي والبرتقال المحمر والاخضر والترابيات استحضرت المكان وكانه لقطة سينمائية او اقتطعت من مشهد حاضر .
عبرت ماتوخ عن صخور السيق وكانها شلال لون متدفق من عل وعن صخور رم كاكوام ذهب تلمع كل غروب وكل شروق وعن تلال الرمال كانها موجات بحر وجبل الاعمدة السبعة كانه مزار حيث صورته بمهابة وبهاء وبالوان ارجوانية معتقه فيها قداسة ورصانة .
نقلت الفنانة ماتوخ المشهد بامانة مبدع وبرؤية عاشقة وفي بعض الاعمال نقلت المكان بطريقة اقرب الى التجريد حيث خلايا الصخور وبصمة الزمن والتاريخ ولم تقدمه بصورة مباشرة بل ان الايقاع الخطوطي واللوني حقق هوية المكان المتفرد في العالم بالوانه المثيرة والمتعددة .