Off Canvas sidebar is empty

كيف نجهز أنفسنا لاستقبال رمضان؟


عمان- الراي - أيام معدودة تفصلنا عن موعد الشهر الفضيل، والذي يجب أن نتحضر له جيدا، حتى  نجني منه الفوائد العظيمة من عدة نواح، كالناحية الجسدية والنفسية والروحية.
لكن الكثير منا في شهر رمضان المبارك يصاب بالتعب والإرهاق جسدياً؛ فتجده يصاب بالصداع بسبب الانقطاع المفاجئ عن التدخين أو الكافيين وبالتخمة بعد الإفطار أو الجفاف، بسبب قلة شرب السوائل كما يربك ساعته البيولوجية بسبب تغير أوقات أكله وشربه ونومه واستيقاظه، وهذا قد يتعبه نفسيا، ويتسبب له بمشكلات مع عائلته وأصدقائه وزملاء عمله وحتى مع نفسه.
ناهيك عن فقدانه للتركيز الذي قد يزيد نسبة تعرضه لحوادث السير وقلة إنتاجيته في العمل أو الدراسة، ولا ننسى أيضاً الوعكة الاقتصادية التي تصيب بعض العائلات بسبب "مصروف رمضان" من تعدد الأصناف على سفرة رمضان والولائم الفارهة التي تقام للأهل والأصحاب والجيران بهدف التفاخر والتباهي.
كل هذا التعب والإرهاق يأتي بسبب عاداتنا السيئة وعدم جاهزيتنا لهذا الشهر الفضيل وكذلك بسبب الترف الذي تعودنا عليه، فقد وجد شهر رمضان ليحسن من صحتنا "صوموا تصحوا" عندما نأكل باعتدال وبشكل صحي، نتعلم الصبر والاكتفاء بالقليل والشعور بالمحتاجين، ويعودنا على العطاء و"الجود من الموجود" وليس الترف و"فرد السفر" التي لا نهاية لها للتفاخر والتباهي.
كيف نتجهز جسديا:
زد كمية الماء الذي تشربه منذ اليوم حتى تحمي نفسك من الجفاف.
ابتعد عن الوجبات الغذائية الضارة والمحتوية على نسب عالية من الدهون، وأكثر من تناول المنتجات والوجبات الغذائية المفيدة، كمنتجات الألبان والخضراوات والفواكه، ونق جسدك من السموم بالإكثار من شرب الأعشاب.
يجب البدء بتعديل كميات الطعام التي تتناولها؛ فلا تقوم باستهلاك كميات مبالغ فيها، بحجة أن شهر رمضان قادم، فتناول الطعام بهذه الطريقة سيضاعف شهيتك في الشهر الكريم أثناء صيامك، الأمر الذي سيجعل الصيام أصعب بأشواط.
السحور خلال أيام الشهر المبارك قد يربك الجهاز الهضمي في أول أيام رمضان بسبب عدم تعود المعدة على تناول الطعام في هذا الوقت من اليوم؛ لذلك عليك تناول الفطور باكرا، خصوصا إن كنت لا تحب تناول الفطور، فالفطور المبكر يساعد الجسم على التأقلم مع السحور خلال رمضان بسرعة.
يجب الاكتفاء  بثلاث وجبات يوميا فقط والاستغناء عن الوجبات الخفيفة التي بين الوجبات الرئيسة، ففي رمضان ستتناول وجبتين فقط؛ الإفطار والسحور، وهكذا تكون قد تخليت عن وجبة واحدة فقط، في المقابل ان كنت تعتمد الوجبات الخفيفة بين الوجبات الأساسية، فحينها ستقوم بالتخلي عن 4 أو 5 وجبات مما يجعل الصيام بالغ الصعوبة.
حاول أن تحد من استهلاك القهوة تدريجيا لتخفف الصداع في رمضان، إن كنت مثلا تتناول 4 أو 5 أكواب من القهوة يوميا، فحاول أن تستبدل واحداً منها بقهوة خالية من الكافيين، ثم قم بزيادة العدد تدريجيا حتى تصل الى مرحلة الانقطاع الكلي قبل مجيء الشهر الفضيل.
المدخنون الذين لا يقومون بتحضر أنفسهم للصيام يختبرون أعراض الانقطاع عن النيكوتين كسرعة الغضب، وحدة الطباع وضعف التركيز والصداع الحاد، لتفادي هذا الأمر يجب التقليل من عدد السجائر بشكل تدريجي، فإن كنت تستهلك 20 سيجارة يومياً، فقلل كل يوم 3 سجائر، ففي حال تمكنت من الوصول إلى مرحلة الانقطاع التام قبل شهر رمضان، فأنت قادر على الإقلاع عن هذه العادة بشكل كلي، فاستغل هذا الشهر للتخلص من هذه العادة كليا.
حاول أن تصوم أياما متفرقة قبل بداية الشهر لتدرب نفسك على الصيام جسديا وروحيا؛ فصم يوما وافطر يومين ثم صم يوما آخر وهكذا، ولكن احرص على التوقف عن الصيام قبل رمضان ب4 أيام كحد قصى.
إن كنت من الذين يخلدون للنوم في وقت متأخر وتجد صعوبة في الاستيقاظ باكرا، فعليك البدء بتعديل نظام نومك؛ فخلال شهر رمضان ستستيقظ باكرا من أجل السحور ثم الصلاة، لذلك عليك البدء بالاعتياد على الخلود للنوم باكرا منذ الآن، حتى لا تربك ساعتك البيولوجية؛ فبكّر في وقت نومك نصف ساعة يوميا لتصل للوقت المطلوب، وتعوّد على النهوض قبل آذان الفجر بقليل لتشرب كأسا من الماء على الأقل لتحضر نفسك للسحور.
كيف نتجهز روحيا:
- نقِ قلبك؛ فسامح من أساء إليك وصل رحمك لتدخل رمضان نظيف القلب.
تذكر أن كل عادة إيجابية يمكنك اكتسابها بـ 21 يوما، وكذلك يمكنك أن تتخلص من أي عادة سلبية أيضاً؛ فحدد ماذا تريد أن تكتسب في هذا الشهر الكريم كالكرم والعطاء والصبر، وماذا تريد أن تغير من عادات سلبية كالعصبية ونمط الغذاء غير الصحي...
ابحث عن الصغار في عائلتك وشجعهم أن يصوموا ربع يوم ثم استراحة يوم ثم نصف يوم ثم استراحة ثم يوم كامل وكافئهم على ذلك، ولكن لا تنس أن توقفهم عن الصيام قبل رمضان بأربعة أيام على الأكثر لئلا يرهقوا بسبب صغر سنهم.
حاول أن تتشارك في أعمال جماعية لتحضيرات رمضان مع عائلتك أو جيرانك أو زملاء عملك، لتشعر بنكهة وروح رمضان معهم أكثر؛ فزينوا العمارة مثلا بالهلال والنجمة، ووزعوا التمر على الناس في الشوارع...
نصائح عامة:
حاول أن تشتري حاجيات رمضان والعيد منذ الآن لتفادي أزمة رمضان.
شراء بعض الأشياء التي تشجع الأطفال على أداء الصلاة وممارسة الطقوس الدينية خلال رمضان، مثل شراء ملابس صلاة جديدة للفتيات وإهداء سجادة صلاة ومصحف لكل طفل، وجعلهم يشاركوا في عمل المسابح من الخرز والخيطان، وعمل مسابقات لحفظ القرآن ومكافأة الفائز منهم.
اتفق مع أفراد أسرتك ألا يكون الإفطار كل يوم على طبخة جديدة؛ فإن تبقى طعاما من اليوم السابق فلا بأس من تناوله على الإفطار كما تفعلون عادة في باقي شهور السنة.
اتفق مع عائلتك وأصدقائك وجيرانك أن تقللوا من تنوع الأطعمة في الولائم، وأن تكثروا في المقابل من الأموال التي تنفقونها على الفقراء والمحتاجين، وحبذا لو تمكنت من إقناعهم أن تتناولوا طعام الإفطار معا مرة كل أسبوع مثلا على أن تحضر كل أسرة طبقا واحدا فقط، وبهذا تتمكنون من التقليل من مصروف الولائم وكذلك يكون الأكل أقل مما يزيد الفائدة ويقلل التخمة.
استعدادنا وتجهّزنا لشهر رمضان الفضيل بهذا الشكل يجني فوائد عظيمة، وسنكتسب عادات إيجابية ونتخلص من عادات سلبية، وستعود بهجة رمضان وروحانياته المميزة التي بتنا نشتكي من اختفائها منذ زمن بعيد.- الغد