Off Canvas sidebar is empty

ماذا سيحدث لو اختفت الأشجار من على وجه الأرض؟
نيكو مكسيكو - في فيلم "ماكس المجنون: طريق الغضب"، تجابه فيوريوزا الصعاب للعودة إلى "المكان الأخضر"، تلك الواحة الخضراء المليئة بالأشجار بعد أن عم الخراب والدمار أرجاء العالم. وعندما وصلت فيوريوزا إلى البقعة المقدسة لم تجد إلا كثبانا رملية وبقايا جذوع أشجار ميتة، وأطلقت صرخة ألم مدوية من فرط اليأس.

وتقول ميغ لومان، مديرة مؤسسة الأشجار غير الربحية في فلوريدا: "الغابات قوام الحياة، وتؤدي وظائف استثنائية وضرورية تساعدنا على البقاء على قيد الحياة على سطح الأرض".

وتتراوح وظائف الأشجار على كوكب الأرض من اختزان الكربون وحفظ التربة لتنظيم دورة الماء، ودعم النظم الغذائية، وتوفير مأوى لأنواع لا حصر لها من الحيوانات والطيور، وكذلك مواد البناء للبشر.

لكن البشر كثيرا ما يتعاملون مع الأشجار بلا اكتراث، فيقطعونها لجني مكاسب اقتصادية أو لأنها تعيق الزحف العمراني البشري. إذ اقتلع البشر منذ 12 ألف عام نصف أشجار العالم تقريبا التي يقدر عددها بنحو 5.8 تريليون شجرة، بحسب دراسة نشرت في دورية "نيتشر".

وتُقطع نحو 15 مليار شجرة سنويا، خاصة في المناطق الاستوائية. وتراجعت رقعة الغابات منذ الثورة الصناعية بنسبة 32 في المئة. وفي أغسطس/آب الماضي زاد عدد الحرائق في غابات الأمازون البرازيلية بنسبة 84 في المئة مقارنة بنفس الفترة السنة الماضية. وزادت عمليات قطع الأشجار وحرقها لاستصلاح الأراضي في إندونيسيا ومدغشقر.

ورغم أنه يكاد يكون مستحيلا أن تسقط جميع الأشجار دفعة واحدة على كوكب الأرض، إلا في حالة وقوع كارثة لا تخطر على بال، إلا أن تخيل هذه الصورة الكئيبة للعالم بلا أشجار، كما في فيلم "ماكس المجنون"، قد يساعدنا في تقدير حجم كارثة فقدان الأشجار.

في البداية إذا اختفت الأشجار فجأة ستزول معظم مظاهر التنوع الحيوي على ظهر الكوكب. فإن فقدان البيئة الطبيعية هو المحرك الرئيسي لانقراض الحيوانات حول العالم.

ويقول جيمي بريفديلو، عالم بيئي بجامعة ريو دي جانيرو بالبرازيل، إن تدمير جميع الغابات سيكون له عواقب كارثية على النباتات والحيوانات والفطريات وغيرها. وسيحدث انقراض جماعي لجميع الكائنات الحية محليا وعالميا.

وفي عام 2018، اكتشف بريفديلو وزملاؤه أن مستويات ثراء الأنواع بشكل عام كانت أعلى بنسبة تتراوح بين 50 و100 في المئة في المناطق التي تتناثر فيها الأشجار مقارنة بالمناطق الخالية من الأشجار. ويقول بريفديلو إن الأشجار المتفرقة قد تستقطب التنوع الحيوي كالمغناطيس، فتوفر الموارد اللازمة للحيوانات والنباتات المختلفة للبقاء على قيد الحياة.

وسيتغير المناخ تماما على ظهر الكوكب في حالة اختفاء الأشجار على المدى الطويل والقصير. إذ تقوم الأشجار بدور المضخات البيولوجية في دورة الماء، فتسحب الماء من التربة وتطلقه في الغلاف الجوي في صورة بخار ماء. وبذلك تسهم الغابات في تكوين السحب وهطول الأمطار.

وقد تمنع الأشجار الفيضانات عن طريق حجز المياه المتدفقة حتى لا تصب في البحيرات والأنهار، وتعمل على صد العواصف والرياح في المجتمعات الساحلية. وتساعد جذور الأشجار في تثبيت التربة في مكانها وحمايتها من الانجراف بفعل الأمطار وتوفر المأوى للمجتمعات الجرثومية.

وستصبح الأراضي التي اقتلعت منها الأشجار أكثر تأثرا بموجات الجفاف الشديدة. وستزداد الفيضانات، وسيؤثر تآكل التربة على المحيطات والكائنات البحرية. وقد تغرق جزر عديدة بعد أن تقتلع منها الأشجار، التي كانت تحجز مياه المحيط.

ويقول توماس كراوثر، عالم بيئي بالمعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا بزيوريخ: "إن اقتلاع الأشجار سيؤدي إلى غرق مساحات شاسعة من الأراضي في المحيطات".

وتعمل الأشجار أيضا على تخفيض درجة حرارة الطقس في المناطق التي تنمو فيها. إذ تظلل الأشجار التربة وتحافظ على درجة حرارتها، ويمتص هذا الجزء الداكن من التربة الحرارة بدلا من عكسها. وتستفيد الأشجار من الطاقة المستمدة من أشعة الشمس في تحويل الماء إلى بخار.

ولهذا، فإن الأماكن التي اقتلعت منها الأشجار ستصبح على الفور أكثر دفئا. وفي دراسة أخرى، لاحظ بريفيديلو وزملاؤه أن إزالة الأشجار تماما من مساحة قدرها 25 كيلومترا مربعا أدى إلى زيادة درجة حرارة المنطقة التي اقتلعت منها بمقدار درجتين مئويتين على الأقل. ولاحظ الباحثون وجود تفاوت في درجات الحرارة بين المناطق المزروعة بالأشجار وبين المناطق الخالية من الأشجار.

وتخفف الأشجار من آثار الاحتباس الحراري الناتج عن تغير المناخ، إذ تختزن الكربون في جذوعها وتزيل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

وأشار تقرير نشرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن إزالة الغابات تسهم بالفعل بنحو 13 في المئة من إجمالي انبعاثات الكربون العالمية، بينما يسهم تغيير أنماط استغلال الأراضي بنحو 23 في المئة من الانبعاثات.

ويقول باولو دودوريكو، أستاذ العلوم البيئية بجامعة كاليفورنيا، إن الأنظمة البيئية التي اقتلعت منها الأشجار ستصبح مصدرا لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

ومع الوقت، ستتضاعف كميات الكربون في الغلاف الجوي. وبينما تمتص النباتات الصغيرة الكربون بمعدلات أسرع مقارنة بالأشجار، فإنها تطلقه أيضا في الغلاف الجوي بوتيرة أسرع. وفي غضون عقود ستعجز هذه النباتات عن الصمود أمام آثار الاحتباس الحراري.

وعندما تتحلل النباتات ستطلق كميات هائلة من الكربون في الغلاف الجوي، وسترتفع درجة حرارة الأرض بمعدلات غير مسبوقة، لم نر لها مثيلا منذ ظهور الأشجار. وستتسرب كميات ضخمة من الكربون إلى المحيطات وتسبب زيادة كبيرة في معدلات الحموضة إلى حد أنها قد تقضي على جميع الأحياء المائية باستثناء قناديل البحر.

وسيحصد ارتفاع درجات الحرارة واختلال دورة الماء وفقدان الظلال أرواح المليارات من البشر والمواشي، ولن يجد الكثيرون من العاملين في قطاع الغابات مورد رزق. وسيختفي الحطب الذي يعتمد عليه الكثيرون للطهي وتدفئة منازلهم. وسيصبح الحطابون وصنّاع الأوراق وجامعو الثمار والنجارون وغيرهم ممن يكسبون رزقهم من الأشجار عاطلين عن العمل، وسيكون لذلك تداعيات وخيمة على الاقتصاد العالمي. إذ يوظف قطاع الخشب 13.2 مليون عامل، ويدر 600 مليار دولار سنويا.

وستختل الأنظمة الزراعية أيضا، إذ ستتراجع المحاصيل التي تعتمد على ظلال الأشجار، كالقهوة، وكذلك المحاصيل التي تعتمد على الطيور والحشرات الناقلة لحبوب اللقاح التي تعيش على الأشجار.

وستبور الأراضي التي كانت خصبة في بعض المناطق جراء ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار، بينما ستنمو المحاصيل في مناطق أخرى لم تكن تصلح للزراعة. وستستنزف التربة مع الوقت، ولن يثمر النبات إلا باستخدام كميات ضخمة من السماد. وسترتفع درجات الحرارة إلى حد يستحيل معه العيش والزراعة في معظم المناطق على سطح الأرض.

أما عن التداعيات الصحية، فإن الأشجار تعمل على تنظيف الهواء عن طريق امتصاص الملوثات وحجز الجسيمات الدقيقة في أوراقها وفرروعها وجذوعها، إذ قدر باحثون من هيئة الغابات الأمريكية كمية الملوثات التي تزيلها الأشجار من الهواء بنحو 17.4 مليون طن سنويا في الولايات المتحدة وحدها.

ويقول دودوريكو إننا قد نشهد تفشي بعض الأمراض النادرة أو الجديدة المنقولة من حيوانات لم نعتد الاقتراب منها من قبل. ولاحظ هو وفريقه أن مرض الإيبولا انتقل إلى البشر في المناطق التي تقلصت فيها رقعة الغابات التي كانت تستوطنها الحيوانات.

فإذا اختفت الغابات فجأة سنصبح أكثر عرضة للإصابة بأمراض حيوانية المنشأ، مثل الإيبولا وفيروس نيباه وفيروس غرب النيل، وكذلك الأمراض التي ينقلها البعوض مثل الملاريا وحمى الضنك.

وكشفت أبحاث عديدة عن فوائد الأشجار والطبيعة لصحتنا النفسية. إذ تنصح إدارة حماية البيئة بولاية نيويورك بالمشي في الغابات لتحسين الصحة العامة، وتقليل الضغط النفسي ورفع مستويات الطاقة والتغلب على الأرق.

وتساعد الأشجار أيضا المرضى على التعافي، إذ أشارت دراسة عام 1984 إلى أن المناظر الطبيعية تسهم في تسريع تعافي المرضى بعد الجراحات. وأثبتت دراسات أخرى أن قضاء وقت بين الأعشاب والأشجار يخفف أعراض اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه لدى الأطفال، وأن المساحات الخضراء تحسن أداء الأطفال في المدارس.

وأشارت دراسة إلى أن زيادة عدد الأشجار بنسبة 10 في المئة ترافق مع انخفاض في معدل الجريمة بنسبة 12 في المئة في بالتيمور. وتقول كاثي ويليس، أستاذة التنوع الحيوي بجامعة أوكسفورد، إن بعض الأطباء الآن في اليابان ينصحون المرضى بقضاء وقت في الغابات بسبب فوائدها الصحية.ن

وتمثل الأشجار جزءا راسخا من ذكريات الطفولة لعدد لا يحصى من البشر، وكانت محورا للكثير من الأشعار والروايات الأدبية واللوحات الفنية وغيرها. ولعبت دورا بارزا في الكثير من الأديان الوثنية والسماوية منذ فجر التاريخ. إذ وصل بوذا إلى حالة الاستنارة بعد الجلوس تحت شجرة لمدة 49 يوما، ويتعبد الهندوس عند شجرة التين المقدسة التي ترمز إلى الإله فيشنو.

وورد في التواره والعهد القديم أن الله خلق الأشجار في اليوم الثالث، قبل الحيوانات والبشر، وذكر في الإنجيل، أن يسوع مات على صليب خشبي مصنوع من الأشجار.

والخلاصة، أن حياة البشر ستصبح جحيما في عالم بلا أشجار. إذ ستزول مظاهر التحضر وأنماط الحياة الغربية، وسيموت الكثيرون تحت وطأة الجوع والحرارة والجفاف والفيضانات. وربما لن يبقى على وجه الأرض إلا القبائل التي تعرف أسرار الطرق التقليدية للعيش في بيئات بلا أشجار، مثل شعب الأبورجين في أستراليا.

ويرى كراوثر أن المجتمعات المتبقية على الأرض ستكون أشبه بمستعمرات في المريخ، تدار بالتكنولوجيا ولا تمت بصله إلى الحياة كما عهدناها.

ويقول كراوثر إن كوكب الأرض ينفرد عن سائر الكواكب في الكون بوجود أشكال الحياة التي عجز العلماء عن تفسيرها حتى الآن، لكن لو اختفت الأشجار، قد تختفي جل مظاهر الحياة.

BBC Future

آيفون 11 سيأتي بثلاث كاميرات خلفية وفقا لمعظم التسريبات (بي جي آر)
 بروكسل - شوو في نيوز  - قبل يومين فقط على موعد إطلاق هواتف "أبل" الجديدة، في حدث ينتظره عشرات الملايين حول العالم، كشفت تقارير صحفية أن عشاق "آيفون" قد يتعرضون بصدمة، وينتظرون حتى العام المقبل لشراء جهازهم المفضل.

وجاءت التقارير مؤخرا لتؤكد أن سلسلة هواتف "آيفون 11" لن تختلف بشكل جذري عن سابقتها "آيفون X"، لكنها ستحمل تغييرات طفيفة، بينما ستقوم الشركة الأميركية بتغيير أكثر شمولا في هواتف العام المقبل.

وقال موقع "9 تو 5 ماك" المختص بأخبار شركة "أبل"، إن الشركة تعتزم إجراء 3 تغييرات جذرية لسلسلة هواتف 2020 التي قد تحمل اسم "آيفون 12"، وهو ما قد يدفع المستخدمين لتغيير هواتفهم وقتها، وتجنب اقتناء هواتف "آيفون 11".

وقال الموقع إن "أبل" ستقوم بثلاثة تغييرات جذرية قد تزيد مع مرور الوقت، تعد نقلات في هواتف "آيفون"، في النسخ التي ستطرح في سبتمبر 2020.

ويتوقع إن  يكون التغيير الكبير الأول في عام 2020 سيكون في شكل الهاتف، حيث قالت مصادر داخلية في الشركة إن آيفون سيشهد "تصميما متكاملا جديدا".

وقال الموقع إن هناك احتمال لإطلاق هاتف آيفون قابل للطي، مع تغييرات أخرى ستطرأ على شكل الهواتف العادية، من ضمنها الشاشة الأمامية الكاملة دون أي نتوءات.

أما التغيير الثاني فسيكمن في خاصية الجيل الخامس، التي ستشملها جميع هواتف آيفون عام 2020.

ووفقا للموقع، سيكون التغيير الثالث في كاميرا الهاتف، التي ستشمل 3 عدسات للتصوير، وميزات ستحاول أبل فيها تصدر سباق كاميرات الهواتف.

ومع التغييرات الكبيرة القادمة في 2020، يقول الموقع إن شراء هواتف "آيفون 11" سيكون بمثابة شراء النسخة الأخيرة من آيفون الحالي، تماما مثل "آيفون 8" الذي فشل تجاريا بسبب تشابهه مع النسخة التي سبقته.


عمان - شووفي نيوز -  أعلنت شركة زين الأردن اليوم الخميس، عن إطلاق خدمات مركزها الإقليمي لتخزين البيانات والمعلومات والتعافي من الكوارث (The Bunker)، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، والواقع في مجمع الملك الحسين للأعمال، على مساحة 4300 متر مربع.

وافتتح وزير الاقتصاد الرقمي والريادة المهندس مثنى غرايبة، المركز، مندوباً عن سمو الأمير فيصل بن الحسين، بحضور الرئيس التنفيذي لشركة زين الأردن فهد الجاسم، والرئيس التنفيذي لمجمع الملك الحسين للأعمال سعود السرور.

واطلع الغرايبة على مرافق المركز وما يحتويه من أحدث حلول الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي تجعله مركز بيانات مثالي يضمن حماية وأمان البيانات بأعلى المستويات وحسب المعايير العالمية، من خلال البنية التحتية وجاهزية الخدمة على مدار الساعة، وذلك من خلال استخدام أجهزة عالية الجودة تسمح القيام بعمليات الصيانة أو تبديل أي من أجهزة الطاقة أو مرفقاتها مع إمكانية إدارة المركز دون توقف.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في منصة زين للإبداع (ZINC) عقب افتتاح المركز، قال الرئيس التنفيذي لشركة زين الأردن فهد الجاسم: "نواصل اليوم جهودنا في خدمة التحوّل الرقمي وتطوير البنية التحتية الرقمية في المملكة، وتوفير أحدث حلول الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العالمية وحلول الأعمال التي تخدم كبرى الشركات والمؤسسات، وتحفّز البيئة الاستثمارية في المملكة، وهو الأمر الذي نحرص عليه في مختلف عملياتنا تحت مظلة "زين أعمال".

وأشاد الرئيس التنفيذي لمجمع الملك الحسين للأعمال، عطوفة المهندس سعود السرور، بالشراكة الاستراتيجية مع شركة زين والتي تجسدت من خلال تحويل مركز المعلومات في مجمع الاعمال إلى مركز متخصص لإدارة وتخزين وحماية البيانات والمعلومات والتعافي من الكوارث، والذي من شأنه أن يثري منظومة الخدمات النوعية المتميزة التي يقدمها المجمع، وتمكين كبرى الشركات المحلية والاقليمية والعالمية من الوصول إلى حلول البيانات المتطورة، ومن التعامل مع أي طارئ أو ظرف بكل سهولة، ومن الحفاظ على بياناتها في بيئة آمنة، مما سيعزز من تمكين المجمع من الاستمرار في أخذ دوره الريادي والمتميز كأبرز معلم لقطاع الأعمال في المملكة.

وتحدّث الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة زين الأردن؛ يوسف أبو مطاوع، عما يتمتع به المركز من خصائص تجعله متميّزاً، ومنها موقعه المحصَّن والمنخفض 12 متراً تحت سطح الأرض، واحتواءه على جدران خرسانية مقاومة للكوارث الطبيعية، ووجود أنظمة حماية من الضربات النووية، وبذلك فهو يعد المركز الأول والوحيد في المنطقة الذي يتميّز بهذه الخصائص، مما يضعه أيضاً في قائمة أكثر المراكز تطوراً في العالم، حيث ان نظام التحصين والحماية للمركز يضاهي ما هو معمول به في المنشآت العسكرية، حيث يتوجب لدخوله المرور بخمس نقاط للتحقق من الهوية.

وأضاف أبو مطاوع، بأنه تم تزويد المركز بأحدث الخوادم والأجهزة الأمنية، وأجهزة حفظ الطاقة (UPS) المتصلة بمزودات الكهرباء الرئيسية لضمان تمرير التيار الكهربائي الغير منقطع إلى أجهزة المركز الخدمية التي تعمل على مسارين مختلفين، لضمان تقديم الخدمة في حالة توقف أحد المسارات عن العمل، كما تم استخدام أحدث تكنولوجيا في غرف البيانات تتضمن وحدات التبريد الصفية in-row-cooling ، التي تتميز بالمحافظة على الطاقة، فيما سيكون المركز تحت مراقبة وإدارة فريق من أصحاب الاختصاص بمجال تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى أجهزة حماية ومراقبة على مدار الساعة، تراقب جميع الأنظمة والأجهزة، كما انه مزوَّد بحساسات للكشف عن الحرائق ونظام إطفاء الحرائق ونظام الإنذار وحساسات الكشف عن تسرب المياه وحساسات مراقبة الرطوبة.

من جانبه، قال المدير التنفيذي لدائرة أعمال الشركات في شركة زين الأردن، مهند عوده؛ ان المركز سيوفر خدمات تخزين البيانات والمعلومات والتعافي من الكوارث (Disaster Recovery)، للمؤسسات الحكومية والشركات المحلية والإقليمية العاملة في مختلف القطاعات، كالقطاع المالي والصحي والتعليم والتأمين والطيران وغيرها، حيث يحتوي على غرف استضافة للخوادم (Colocation DC) منها ما هو مشتَرَك، وأخرى منفصلة وخاصة، بالإضافة إلى وجود مكاتب طوارىء يمكن استخدامها في حالة الحاجة لإدارة الأجهزة الخاصة بالشركة أو المؤسسة، بالإضافة إلى توفّر الخدمات السحابية (Cloud Services) بمختلف أنواعها، وأضاف بأن المركز يعتمد على تقنية الألياف الضوئية التي تربط مركز البيانات بكابلات دولية، مما يسمح للشركات بالتوسّع والاستفادة من إمكانات النمو الدولية، كما يضمن استمرارية العمل بنسبة 99.982% وعدم الانقطاع، ففي حال حدوث أي خلل على أي من الأجهزة أو المعدات، فإن جهاز آخر سيقوم بنفس العمل دون أي تأثير.

وكانت شركة زين قد وقّعت في العام 2017 اتفاقية مع مجمع الملك الحسين للأعمال لإنشاء المركز، وذلك بعد فوزها بعطاء استئجار وإعادة تأهيل وإنشاء وإدارة وتشغيل المركز لمدة 20 عاماً.

آيفون 11
بروكسل -  لن تطلق شركة "آيفون" هاتفها "منخفض التكلفة" في الأيام القادمة مع انطلاقة هواتفها الجديدة، بل ستؤجل الإطلاق العام المقبل.

وقالت مصادر لموقع "نيكي آسيا" إن الشركة تعتزم عرض هاتفها "الرخيص" في 2020، في محاولة جدية لدخول سوق الهواتف منخفضة التكلفة.

ويترقب محبو هواتف "آيفون"، ما ستطرحه شركة "أبل"، بعد أيام، بكثير من الفضول، وسط آمال بأن تحمل الأجهزة عددا كبيرا من المزايا دون أن تكون باهظة السعر، وهو ما لن يتحقق.

وتشير التوقعات إلى أن "أبل" ستعلن هواتف "آيفون" الجديدة في العاشر من شهر سبتمبر الحالي، ويتعلق الأمر بكل من "آيفون 11"، الذي سيكون مصمما على غرار "آيفون  XI، فضلا عن "آيفون 11ماكس"، و"آيفون XI R".

وقال الموقع إن أبل تخطط لإصدار الهاتف "الرخيص" الجديد في فصل الربيع من العام المقبل، وسيتم تسويقه كإصدار من الجيل الجديد من هاتف " آيفون SE"  الذي أصدر عام 2016، الذي يبدأ سعره من 399 دولارا.

وأخبرت 3 مصادر "نيكي آسيا"  أن الجهاز سيكون مشابها لحجم جهاز "آيفون 8" عام 2017، الذي يحتوي على شاشة بحجم 4.7 بوصة.

ولم يتم تحديد اسم للجهاز "منخفض التكلفة"، أو سعرا محددا له، وإن كان يبدو أنه لن يختلف كثيرا عن "آيفون SE".

وقال الخبير التكنولوجي جيف بو: "يمكن أن يمثل جهاز آيفون الرخيص القادم قوة دفع للمبيعات في النصف الأول من العام المقبل، إذا لم يكن أداء أجهزة آيفون الفاخرة الجديدة قويا في الأشهر المقبلة".

وتراهن أبل على هواتفها الجديدة لرفع المبيعات، لاسيما أن حصتها من السوق تراجعت على نحو ملحوظ، خلال السنوات الأخيرة، وعزا خبراء رقميون هذا التعثر إلى غلاء الأسعار وعدم جلب مزايا ثورية في الأجهزة الجديدة.

من المتوقع أن تكشف شركة "أبل" الأميركية عن هواتفها الجديدة الأسبوع المقبل، في مؤتمرها السنوي الذي ينتظره الملايين من عشاق هواتف "آيفون".

وبحسب ما أوردت مجلة "فوربس" الأميركية، فإن "أبل" ستكشف عن 3 هواتف دفعة واحدة في المؤتمر، هي "آيفون 11"، و"آيفون 11 برو"، و"آيفون 11 برو ماكس".

ومن بين الأمور الجديدة التي ستضيفها الشركة الأميركية على هواتفها القلم الإلكتروني، الذي أضافته "أبل" إلى الجهاز اللوحي "آيباد برو" عام 2015.

لكن، وبعد 4 سنوات، تريد الشركة الأميركية إدخال هذا الابتكار في مجال الهواتف الذكية، بما يخالف وصية المؤسس الراحل ستيف جوبز.

وكان جوبز الذي توفي عام 2011، قد وعد بعدم إضافة القلم إلى هواتف "آيفون"، وقال في أحد المؤتمرات إن هذه الهواتف "تملك أفضل قلم في العالم"، وأشار إلى إصبعه.

ولاقت فكرة جوبز حينها استحسان الكثيرين، باستثناء فريق التطوير على ما يبدو.

بطاطا مقلية


لندن - حذر خبراء من مخاطر الانتقائية الشديدة في اختيارات الطعام، وذلك بعد أن فقد صبي بصره إثر العيش على نظام غذائي يتكون من البطاطا المقلية ورقائق البطاطس.

واعتنى أطباء العيون في مدينة بريستول البريطانية بالصبي البالغ من العمر 17 عاما بعد أن ساء بصره إلى حد العمى.

وظل الصبي، بعد أن أنهى المرحلة الابتدائية، يعيش على أكل البطاطا المقلية، ورقائق البطاطس (برينغلز) والخبز الأبيض، وبعض قطع لحم الخنزير والنقانق من وقت إلى آخر.

وكشفت الفحوص أنه مصاب بنقص حاد في الفيتامينات وأنه تضرر من سوء التغذية.

وذهب الصبي، الذي لم يكشف عن اسمه، إلى طبيب عام وهو في سن الـ14 لأنه كان يشعر بالتعب، وتدهور الصحة. وأبلغه الطبيب آنذاك بأن لديه نقصا في فيتامين ب 12، ونصحه بتناول المزيد منه، ولكنه لم يلتزم بنصائحه ولم يحسن نظام أكله.

وبعد ثلاث سنوات نقل إلى مستشفى العيون في بريستول لأنه بدأ يفقد بصره، بحسب تقرير طبي.

وقالت الطبيبة دينيز أتان، التي عالجته في المستشفى: "نظامه الغذائي كان أساسا كمية من البطاطا المقلية يشتريها كل يوم من مطعم محلي للسمك والبطاطا. واعتاد أيضا أن يتناول وجبة خفيفة من رقائق البطاطس، برينغلز، وأحيانا شريحة من الخبز الأبيض، أو لحم الخنزير، دون أي فواكه أو خضروات".

وأضافت: "وبرر ذلك بكرهه لبعض الأطعمة التي لا يستطيع تقبلها، ولذلك أحس أن الأطعمة الوحيدة التي يستطيع أكلها هي البطاطا المقلية ورقائق البطاطس".

وفحصت الطبيبة أتان وزملاؤها مستويات الفيتامينات لدى الصبي، ووجدوا نقصا لديه في فيتامين ب 12، وبعض الفيتامينات الأخرى المهمة والمعادن، مثل النحاس والسيلينيوم وفيتامين د.

نتائج صادمة

لم يكن الصبي مفرط الوزن ولا نحيفا، لكنه كان مصابا بسوء تغذية شديد بسبب نظام أكله السيء.

وقال الأطباء: إنه "يعاني من نقص معادن في عظامه، وهذا أمر صادم بالنسبة إلى من في سنه".

ونصح الصبي بتناول كميات محددة من الفيتامينات، ثم حول إلى فريق من متخصصين في النظام الغذائي والصحة العقلية.

ونظرا لفقده بصره فقد سجل الصبي في سجلات الدولة كأعمى.

وقالت الطبيبة أتان إن "لديه بقع عمى في وسط عينيه. وهذا يعني أنه لا يستطيع قيادة سيارة، وسيكون من الصعب عليه القراءة، ومشاهدة التلفزيون، أو تمييز الوجوه".

وأضافت: "يمكنه التجول بمفرده هنا وهناك لأنه يستطيع الرؤية من الجوانب".

وكان يمكن علاج حالته، التي تعرف باعتلال العصب البصري بسبب التغذية، إذا شخصت مبكرا. ولكنها تركت فترة طويلة حتى ماتت الألياف العصبية في العصب البصري، وأصبح الضرر دائما.

وقالت الطبيبة أتان إن الحالات مثل حالة الصبي غير شائعة، لكن يجب على الآباء والأمهات أن يعرفوا الأضرار المحتملة التي قد يسببها النظام الغذائي الانتقائي المقصور على أنواع معينة، وأن يطلبوا مساعدة الخبراء عند الضرورة.

ونصحت من يقلقون بألا يقلقوا بسبب ذلك النوع من النظام الغذائي، وأن يقدموا لأولادهم، بدلا من ذلك، نوعا أو نوعين جديدين من الأطعمة مع كل وجبة".

وأضافت أن أقراص الفيتامينات المتعددة يمكن أن تساعد كعنصر إضافي مع الوجبات، ولكنها لا يمكن أن تكون بديلا للأكل الصحي.

وقالت: "من الأفضل تناول الفيتامينات مع نظام غذائي متوازن ومتعدد الأنواع"، مضيفة أن تناول فيتامينات معينة، ومنها فيتامين أ قد يكون ساما. وتقول: "لذلك لا تزد الجرعة منها".

وقالت الطبيبة أتان إن من يتناولون الأطعمة غير الحيوانية معرضون هم أيضا لخطر نقص فيتامين ب 12، المرتبط بمشكلات النظر، إن لم يعوضوا ما يفقدونه عندما يستبعدون اللحوم من نظامهم الغذائي ب ب سي

الكويكبات بدأت تقترب أكثر من كوكبنا في السنوات الأخيرة.

واشنطن - تستعد وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" لما وصفه كثير من علماء الفلك بـ"أكبر مهمة فضائية" من أجل حماية كوكب الأرض من الكويكبات التي تقترب منه، وبدأ خطرها يتعاظم في السنوات الأخيرة.

وفي العام المقبل، ستطلق وكالة ناسا مهمة فضائية تعد الأكثر تأثيرا حتى الآن على كوب الأرض، تتمثل في تصميم اختبار لإعادة توجيه الكويكبات، لكي تتحطم بعيدا عن الأرض، وفق ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، السبت.

ويعد تصميم هذه المهمة بمثابة محاولة لاختبار مدى استجابة البشر من خلال وكالات الفضاء في حال تم اكتشاف صخور فضائية تقترب من كوكب الأرض بشكل تصادمي قد يؤثر على حياة البشر، وتسمى "قتلة المدينة".

وعلى الرغم من أن الكويكبات بات تشكل تهديدا للأرض في الآونة الأخيرة على نحو أكبر، فإن هذا التهديد يعد مجرد واحد من سلسلة أخطار محدقة بالكوكب دفعت العلماء للبحث عن حلول.

قريبا.. وجهك هو جواز سفرك على خطوط دلتا الأمريكية !

مانشستر - يمر ملايين المسافرين عبر مطارات المملكة المتحدة كل عام ، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد بحلول عام 2050. وتم تطوير تقنية جديدة تستخدم مزيجًا من تقنية التعرف على الوجه والهاتف المحمول في محاولة لتسريع عملية السفر. وتدرس وزارة الداخلية البريطانية وحرس الحدود استخدام هذه التقنية في المستقبل.

مراسل بي بي سي سيمون براوننج اختبر هذه التقنية

https://farm3.static.flickr.com/2417/1647372275_6b395d96db_o.jpg

برلين - على حافة الغابة السوداء في جنوب غربي ألمانيا؛ دلفنا مع إدغار ماير، المسؤول التنفيذي السابق في إحدى شركات صناعة السيارات، إلى طريق يعود إلى العصور الوسطى يتسع بالكاد لمرور سيارة من تلك القادرة على السير فوق كافة التضاريس، والمعروفة باسم "إيه تي في".

لم يكن يُسمع في الأجواء حولنا، سوى زقزقة العصافير، وأزيز السيارة العتيقة من طراز "بي إم دبليو" التي كنا نستقلها. وعلى الرغم من أننا كنا نمر عبر بلدة دوسنهايم المكتظة بسكانها، فقد كنا وحدنا في هذا الدرب الصغير الذي يحفه السكون والسلام.

كنا نسير في درب ضيق قريب مما يُعرف بـ "طريق بيرتا التذكاري"، الذي يشكل - حسبما قال ماير - أقرب نموذج مماثل للطرق البدائية، التي سارت عليها بيرتا بنز وبناها المراهقان في أغسطس/آب 1888، عندما أجروا أول تجربة في العالم للقيام برحلة لمسافة طويلة، على متن سيارة تعمل بالوقود.

وجسد جانب كبير من رحلة بيرتا، التي قامت بها دون علم زوجها وقطعت فيها 194 كيلومترا ذهابا وإيابا بين منزلهما في مدينة مانهايم وبيت والدتها في مدينة بفورتسهايم، جسارة رواد صناعة السيارات. واستقلت خلالها سيارة تحمل اسم "موتور فاغن 3"، التي شكلت نسخة مُعدلّة قليلا من "موتورفاغن" الأصلية، التي حصل كارل بنز على براءة اختراعها عام 1886، وهي تلك السنة التي يُتفق بشكل عام، على أنها هي التي شهدت أول ظهور للسيارة.

المعروف أن بيرتا استفادت من مهرها، في المساعدة على تمويل مشروع زوجها، رغم ما كان يعاني منه وقتذاك من صعوبات. ففي تلك الآونة، حظر مسؤولو الحكومة المتشككون استخدام السيارة التي اخترعها كارل بنز في طرقات مانهايم، خاصة بعد تجربة قيادة مبكرة كارثية، أدت في نهاية المطاف إلى أن تندفع الكلاب والجياد نحو الحشود، بفعل ذعرها من الضجيج الذي سببه محرك السيارة.

ومن هذا المنطلق، بدا استخدام نموذج تجريبي من السيارة التي اخترعها كارل بنز للقيام بجولة غير قانونية بكل معنى الكلمة، إعلانا راديكاليا بأن تلك المركبة آمنة وجاهزة لطرحها للبيع، ورسالة خاصة منها في الوقت نفسه لزوجها كارل، توصيه من خلالها بالتحلي بالشجاعة لمواصلة مسيرته.

ويقول ماير: "لم يكن كارل وحده هو من اخترع السيارة، لقد حدث ذلك بفضل فريق ضمه وزوجته بيرتا. فكلاهما آمن بـ `موتورفاغن`، وكانا يعملان باستمرار عليها".

وفي عام 2008، عكف إدغار ماير على إجراء أبحاثه بشأن مسار تجربة بيرتا، ورسم هذا المسار كذلك على الخريطة. ويمضي هذا الطريق عبر المدن والبلدات والقرى، التي مرت بها هذه السيدة. ويقول ماير في هذا الصدد: "أردت أن أعطي لبيرتا المكان الذي تستحقه في التاريخ".

ففي حقبة سبقت رسم خرائط للطرق، واستخدام "نظام التموضع العالمي" المعروف باسم "جي بي إس"، لم يكن بوسع بيرتا سوى أن تهتدي بالأنهار ومسارات السكك الحديدية، لكي تصل إلى منزل والدتها. وقد أدركتُ مدى جسارتها وشجاعتها؛ عندما تخيلتها وهي تشق طريقها فوق أحجار مكسوة بالسواد، مُستقلةً عربة مزودة بعجلات خشبية ومحرك رباعي. وجال بخاطري أن هذه السيدة ربما كانت مهووسة قليلا، وقد يكون ذلك ذاته هو السبب الذي أدى إلى نجاح خطتها.


وقد كان تقصي موقع ألمانيا في تاريخ السيارات، هو ما قادني إلى القلب الصناعي للمناطق الجنوبية منها. لأتنقل بالسيارة عبر ولايتيْ بافاريا وبادن-فورتمبرغ، اللتين تمركزت فيهما شركات صناعة السيارات الفارهة في ألمانيا. وزرت في جولتي هذه مجموعة مكثفة من المعالم والمتاحف المرتبطة بالسيارات وثقافتها.

وقال لي ماير وأنا أجوب المناطق الريفية في بلاده: "عندما يحلل المرء بلدا ما من منظور مختلف تماما، مثل تاريخ السيارات فيه، فإن ذلك يعني أنه يكتشفه من جديد بحق. وهذه هي المغامرة".

وشكلت رحلة بيرتا تدشينا لعصر السيارات في العالم. وأدت إلى أن يبدأ بحلول عام 1888 إنتاج مركبة "موتور فاغن - رقم 3" بدلا من أن ينتهي بها الحال في سلة مهملات التاريخ. وفي عام 1900، أصبحت شركة "بنز آند سي" أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم.

وبعد سنوات طويلة من ذلك، لا تزال ألمانيا وطنا للسيارات المتميزة ولثقافة السيارات كذلك. وأفادت دراسة نشرها مركز أبحاث ألماني عام 2018، بأن ثلثيْ السيارات الفارهة، التي بيعت في مختلف أنحاء العالم عام 2016 وأكثر من نصف مركبات الركاب التي قصدت الأسواق الأوروبية في العام نفسه، كانت ألمانية التصميم. ولعل المرء يتساءل هنا عن السبب وراء ذلك.

ويقول غيرهارد هايدبرينك، مسؤول في قسم الأرشيف بشركة "مرسيدس بنز"، إن "بوسعك القول إن `شيئا ما كان في الأجواء` في مختلف أنحاء أوروبا"، مُشيرا بذلك إلى الإنتاج الميكانيكي، الذي هيمن خلال القرن التاسع عشر على بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بواكير عهد هذه الدول بالصناعة.

وفي تلك الأثناء، أدت قوانين الوراثة المعقدة في بافاريا وبادن-فورتمبرغ إلى تقسيم المزارع ذات الملكية العائلية إلى قطع أرض تتقلص مساحتها باستمرار، ما جعل النشاط الزراعي غير مربح. ولذا كان على الأجيال المتعاقبة هناك أن تبتكر سبلا جديدة لكسب العيش. وهكذا فعندما تخرج كارل بنز وبدأ العمل مهندسا ميكانيكيا، وجد نفسه محاطا بزملاء مخترعين، في منطقة شكلت وقتذاك أرضا خصبة للأعمال الحرة والصناعة الثقيلة.

وربما كان لخصال تقليدية معينة يتسم بها الألمان، دور في النجاح الذي حققه صناع السيارات في هذا البلد، مثل "الحماسة المفعمة بالمشاعر" و"الاهتمام بالتفاصيل".

ومن بين الأمثلة على الاتصاف بهذه السمات، ما شهدته مانهايم من إقامة نموذج بالحجم الطبيعي لخط تجميع أصلي تابع لشركة "بورشه" يعود إلى عام 1990. فقد حرص القائمون على هذا المشروع على استكمال مختلف التفاصيل المتعلقة به، بما في ذلك وضع زجاجات الجعة، التي كان العمال يتلقونها خلال نوبات العمل. فإن لم يكن ذلك هو "الاهتمام بالتفاصيل" بعينه فماذا سيكون إذا؟

من جهة أخرى، لم يكن من العبث أن يختار مؤسس شركة "دايملر موتورين غيزيلشافت"، التي أصبحت الآن "دايملر آيه جي" وهي الشركة التي دشنت علامة "مرسيدس بنز" التجارية، ورفيقه في العمل شعار الشركة "الأفضل أو لا شيء على الإطلاق".

ومع تقدم مسيرة صناعة السيارات في ألمانيا، بدأت ملامح هذا العالم تتشكل عبر بزوغ نجم شركات وأفول أخرى، والاندماج بين بعضها، وتفكك البعض الآخر إلى شركات أصغر، وكل ذلك في إطار منافسة مستمرة على اقتناص أفضل المواهب في مجال الهندسة والميكانيكا.

وتبدلت طبيعة العلاقات بين الشركات، من منافسة ضارية أحيانا إلى تحالف كامل في أحيان أخرى، كما حدث عندما اندمج الخصمان اللدودان؛ بنز ومقرها مانهايم، ودايملر ومقرها شتوتغارت، في شركة واحدة عام 1926. لكن ذلك لا يمنع من أن المشاعر والولاءات لا تزال قوية أكثر من أي وقت مضى. فلا أنسى عندما قال لي مرشد سياحي في مانهايم - معقل بنز - مازحا بعض الشيء: "إذا لم تُرِد حدوث متاعب هنا، فلا تقل أن اختراع السيارة يعود إلى دايملر".

لكن تبدل أشكال العلاقات بين الشركات لم يكن بالضرورة أمرا سيئا. ففي أغلب الأحيان، أدى ذلك إلى تحفيز المبتكرين وتشجيعهم.

وعبر زيارة متاحف السيارات في ألمانيا؛ يصبح بمقدور المرء البدء في إدراك كيف سار المبتكرون والمخترعون الألمان على درب كارل بنز وسيارته "موتورفاغن"، من خلال ابتكار قائمة أكثر طولا من السيارات، التي كانت بدورها الأولى في هذه الفئة أو تلك.

ومن بين ما تحتويه هذه القائمة، سيارة ابتكرها دايملر ورفيقه في تصميم السيارات فيلهلم مايباخ، وكانت الأولى على صعيد استخدام البنزين كوقود. كما تضم القائمة أيضا أول سيارة من فئة مرسيدس أنتجتها دايملر تحت اسم "مرسيدس 35 بي إس"، وقدمت من خلالها للعالم في عام 1900، شكل ومفهوم السيارة الحديثة.

وإلى جانب ذلك أيضا، السيارة الأيقونية التي أنتجتها "بورشه" عام 1948، باسم "بورشه 356"، واسْتُلْهِمَ تصميمها - الذي اتسم بالبساطة - من مدرسة "باهاوس" الفنية الألمانية للتصميم.

ولا يمكن لنا أن نغفل كذلك في هذا الإطار، ما شهده عام 1972 من إنتاج "بي إم دبليو" لأول سيارة كهربائية، حملت في تصميمها الأوليّ اسم "بي إم دبليو 1602 إي". ولم تتوقف هذه الابتكارات حتى العام الجاري، إذ تضم قائمة ابتكارات المخترعين الألمان كذلك؛ السيارة "أودي إيه 8" المتطورة المزودة بخصائص القيادة الذاتية بدعم من تقنيات الذكاء الاصطناعي، والقائمة تطول.

وباستثناء الفترة التي شهدت طفرة الابتكارات الفرنسية في عالم صناعة السيارات، في تسعينيات القرن التاسع عشر؛ ظل مصنعو السيارات الألمان في صدارة أترابهم في هذا المضمار. ويقول هايدبرينك، المسؤول في قسم الأرشيف بشركة "مرسيدس بنز"، إن صناع السيارات في بلاده، اتسموا بالبراعة والإبداع في هذا الشأن.

ويمكن أن نجد مثالا على ذلك، في آلاف الأفكار التي يتطوع عمال شركة "أودي آيه جي" - في شتى أنحاء العالم - بتقديمها سنويا من أجل تحسين منتجات شركتهم. وينتهي المطاف بالكثير من هذه الأفكار للتطبيق بالفعل.

من جهة أخرى، يبدو أن لدى الناس هنا شغفا عميقا بالسيارات، ما يحدو بهم لتحسينها وكذلك الاستمتاع بها وبقيادتها. ولعلنا نذكر في هذا السياق، ما قاله الكاتب الأمريكي الشهير مارك توين بعد أسفاره المكثفة في جنوب غربي ألمانيا، من أن هذا البلد "في الصيف هو الصورة الأبهى والأكمل للجمال".

وبالفعل كانت المناظر الطبيعية التي رأيتها من داخل السيارة خلابة، بما تشمله من تلال وحقول وغابات وقلاع وقرى تعود للعصور الوسطى. وبدا المشهد الطبيعي - الذي يخترقه الطريق السريع المعروف باسم "أوتوبان" وغيره من الطرق الفرعية - وكأنه أُعِدَ خصيصا للقيام برحلات طويلة على متن السيارات من جهة، وأنه يشكل كذلك سببا لكي يبدي الألمان التقدير والإعجاب، بما اخترعوه من مركبات من جهة أخرى.

ويقول فينفريد أيه زيدل، الذي أنشأ متحفا للسيارات التي ابتكرها كارل بنز في قرية لادنبورغ التي استقر فيها آل بنز في نهاية المطاف، إن "السيارات تضرب بجذورها عميقا في الثقافة الألمانية، بما يفوق مجرد كونها وسيلة للتنقل".

وفي طريقي من لادنبورغ إلى ميونيخ ومقار مجموعة "بي إم دبليو"، مررت على شطر من طريق يُعرف باسم "رومانتيش شتراسه" أو "الطريق الرومانسي". ويبلغ طول هذا الطريق، الذي تحف به المناظر الطبيعية الخلابة، 350 كيلومترا تقريبا ويمر عبر ولايتيْ بافاريا وبادن-فورتمبرغ.

وبينما تصورت أن نشوة قدرتي على الاستفادة من كل لفة من لفات محرك سيارتي المستأجرة من طراز "فولكسفاغن"، وأنا أقودها على طريق "أوتوبان" المهيب، هي المتعة الأعظم التي حظيت بها وأنا أجلس خلف المقود منذ سنوات، كانت هناك مفاجأة في انتظاري. فقد اندهشت عندما رأيت حدودا قصوى للسرعة في بعض المناطق على الطريق. وكان من الآسر بالنسبة لي أن أرى أن هذه الحدود، لا تظهر فقط على اللافتات والعلامات الموجودة على جانبي الطريق، وإنما تظهر أيضا مباشرة على لوحة القيادة أمامي في السيارة، وهي تكنولوجيا من المؤكد أنها متقدمة بسنوات، عن أي تقنيات أخرى أنعم بها الآن، في أي سيارة مستأجرة في كندا حيث أقيم.

رحلة بيرتا التي قطعت فيها 194 كيلومترا ذهابا


وبعد أكثر من قرن من الرحلة التي قامت بها بيرتا بنز ل لمسافة طويلة، يبدو أن الألمان لا يزالون يجدون سبلا لجعل القيادة أمرا أكثر إتقانا.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Travel

موسم الأعاصير يبدا في يونيو وينتهي في نوفمبر

واشنطن - تقول وكالة علمية في الولايات المتحدة إن استخدام أسلحة نووية لتدمير الأعاصير ليس فكرة جيدة. وجاء ذلك في أعقاب ورود تقارير نسبت إلى الرئيس دونالد ترامب الرغبة في استكشاف هذا الخيار.

وقال موقع أكسيوس الأمريكي الإخباري إن ترامب سأل عددا من مستشاري الأمن القومي عن هذا الاحتمال.

لكن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي قالت إن النتائج التي قد تترتب على ذلك ستكون "مدمرة".

ويتعرض الساحل الشرقي للولايات المتحدة لأضرار بالغة بسبب الأعاصير التي يواجهها.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها هذه الفكرة.

وعقب ورود التقارير بالاقتراح المنسوب إلى ترامب، انتشر على موقع تويتر هاشتاغ#هكذا تبدأ نهاية العالم.

سأل ترامب لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة إلقاء قنبلة على عين العاصفة لوقف وصولها إلى اليابسة، بحسب ما ذكره موقع أكسيوس.

وقالت إدارة المحيطات والغلاف الجوي إن استخدام الأسلحة النووية "قد لا يغير وجهة العاصفة" وإن "النشاط الإشعاعي الناتج سيتحرك بسرعة مع اتجاه الرياح ويؤثر في الأراضي القريبة".

وتضيف أن الصعوبة في استخدام الأسلحة النووية لمواجهة الأعاصير تكمن في كمية الطاقة المطلوبة.

إذ إن الحرارة الناتجة عن الإعصار تعادل الحرارة الناتجة عن تفجير قنبلة نووية قوتها 10 ميغاتون كل 20 دقيقة.

وبالرغم من تقارب الطاقة الناتجة بين القنبلة النووية والإعصار، فإن "تركيز نصف هذه الطاقة على بقعة محددة وسط المحيط البعيد مهمة بالغة الصعوبة"، بحسب ما تقوله الإدارة.

وتضيف أن: "مهاجمة الأمواج المدارية الضعيفة أو المنخفضات، قبل أن تتاح لها الفرصة لتصبح أعاصير، غير مجد أيضا".

"إذ إن حوالي 80 في المئة من تلك الاضطرابات تتشكل كل سنة في قاع المحيط الأطلسي، لكن خمسة منها فقط تنمو وتصبح أعاصير خلال السنة. وليس هناك ما يساعدنا مقدما في معرفة أي منها سينمو ويتطور".

برزت فكرة تدمير الأعاصير بالقنابل النووية في الخمسينيات من القرن الماضي، حينما قدم الاقتراح عالم يعمل في الحكومة الأمريكية.

وفي خطاب أمام نادي الصحافة الوطنية في عام 1961، قال فرانسيس ريتشيلدرفير، رئيس مكتب الأحوال الجوية في الولايات المتحدة إنه "يمكنه تخيل احتمال تفجير قنبلة نووية، يوما ما، في إعصار في منطقة بعيدة في البحر".

وكان حصول مكتب الأحوال الجوية على قنابل نووية آنذاك مرهونا بـ"أن نعرف ماذا نفعل"، بحسب ما نقله موقع (ناشونال جيوغرافيك) عن ريتشيلدرفير.

وتقول الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إن الفكرة يعاد طرحها غالبا في موسم الأعاصير.

وتقول شارون سكواسوني، الأستاذة في جامعة جورج واشنطن، إن الفكرة بزغت من برنامج (بلاوشيرز بروغرام) في الخمسينيات حينما "وضعت قائمة بالاستخدامات المختلفة، والغريبة، والخيالية، والمجنونة" للأسلحة النووية، بحسب ما رآه علماء الحكومة.

وخلال 20 عاما تقريبا، فجرت الولايات المتحدة 31 رأسا حربية في 27 اختبارا من أجل التأكد من إمكانية استخدام أمريكا لأسلحتها النووية في حفر قنوات، أو مناجم، أو إنشاء موانئ للسفن.

ومع وضوح مخاطر الإشعاع أكثر، أسقطت الفكرة، بحسب ما قالته البروفيسورة سكوانسي لبي بي سي.

وأضافت أن المعاهدات الدولية الحالية تحظر على الولايات المتحدة تفجير أي سلاح نووي في إعصار.

وطفت على السطح في السنوات الماضية عدة أفكار أخرى غريبة، من بينها الدعوة التي ظهرت على صفحة في فيسبوك، وطالبت مالكي البنادق في الولايات المتحدة بـ"إطلاق النار" على إعصار (إرما) في 2017، باستخدام الرصاص وقاذفات اللهب.

واجتذبت الدعوة 55000 شخص، وقعوا عليها، وأخذوا الأمر على محمل الجد، إلى درجة أن أحد رؤساء الشرطة في فلوريدا أصدر أمرا صارما نشره على تويتر يقول فيه: "لن تستطيعوا تحويل مسار (الإعصار)، وسيكون لهذا عواقب وخيمة"

يبدأ موسم الأعاصير الأطلسية من 1 يونيو/حزيران وحتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني. وتكون ذروة الموسم في سبتمبر/أيلول، حينما تكون حرارة مياه البحر في أعلى درجاتها.

وبدأت حاليا دوامات العاصفة المدارية، دوريان، باتجاه جزر الكاريبي، ويتوقع أن تتحول إلى إعصار الثلاثاء، وسوف تهدد حدود جزيرة بورتو ريكو الأمريكية في الأيام المقبلة.

وعندما سألت بي بي سي المتحدث باسم مركز الأعاصير في ميامي عن تعليقه على هذا الأمر، قال إن المركز يركز على دوريان، ويحيل أي أسئلة عن "موضوع الأعاصير والأسلحة النووية" إلى إرشادات إدارة المحيطات والغلاف الجوي.

وكانت إدارة المحيطات قد حذرت الشهر الماضي من أن الظروف مناسبة الآن للأنشطة غير الطبيعية للأعاصير. وتنبأت بحدوث ما بين 10 إلى 17 عاصفة، سيتحول منها ما بين 5 إلى 9، إلى أعاصير، من بينها 2 إلى 4 ستكون أعاصير كبيرة.

وقد تكونت هذا العام أربعة أعاصير حتى الآن، وهي أندريا، وباري، وشانتال، ودوريان. بي بي سي عربيه


القاهرة - كانت ميكروبات الخميرة الفرعونية نائمة (خاملة) لأكثر من 5000 عام، ومدفونة داخل أوان خزفية (من الفخار المصري)، حتى قرر الأمريكي شيموس بلاكلي استخدامها الآن في صناعة الخبز. وبالفعل تم إنتاج رغيف باستخدام الخميرة الفرعونية.

والأمريكي بلاكلي، أحد هواة علم المصريات ومطور ألعاب محترف لجهاز أكس بوكس Xbox، كما أنه يهوى صناعة الخبز وينشر العديد من الصور على وسائل التواصل الاجتماعي.

واعترف بأنه صنع "أرغفة رهيبة تشبه الصخور في شكلها". لكن هذه التجربة (باستخدام الخميرة الفرعونية) كانت في إطار مختلف تماما.

بدأ بلاكلي عمله بخطوة استخراج ميكروبات الخميرة من أوان فخارية فرعونية دون تدمير هذه الأواني. وتمكن بمساعدة عالمة الآثار سيرينا لوف، من الوصول إلى مجموعة من أدوات فرعونية لصناعة البيرة والخبز كانت محفوظة في متحفين في مدينة بوسطن الأمريكية.

واستعان أيضا بعالم الأحياء المجهرية بجامعة أيوا الدكتور ريتشارد بومان، لاستخراج الخميرة من الأواني الفخارية وتحديد سلالتها أيضا.

وحقن عالم الأحياء بومان المواد الغذائية في الأواني الفخارية حتى تتغذى عليها ميكروبات الخميرة النائمة، وبعد ذلك سحب السائل النائج عن هذه العملية. وأرسل معظم العينات لتحليلها معمليا، لكن بلاكلي احتفظ بواحدة.

وباستخدام المياه والحبوب القديمة وحاويات معقمة، جهز المواد الأولية لتصنيع العجينة لمدة أسبوع. وذلك من أجل الوصول إلى أقرب المكونات التي كان يستخدمها المصريون القدماء لصناعة ما كانوا يعتبرونه خبزا.

ووضع بلاكلي الخمائر مع خليط من الحبوب التي طحنها بنفسه ولم يكن من بينها القمح المعروف حاليا، وكان الخليط مكونا من الشعير ونبات الحجل (يشبه القمح البري وحيد الحبة)، الذي كان يستخدمه الفراعنة قبل 10 آلاف عام.

ويوضح بلاكلي أن هذه الخمائر قديمة جدا، "بينما كانت هذه الخمائر نائمة، توصل المصريون القدماء إلى القمح الحديث".

وأضاف أن أقدم الأهرامات المعروفة في الجيزة يعود تاريخه إلى حوالي 4500 عام، بينما كانت سلالات الخميرة هذه مخزنة قبل ذلك بحوالي 700 عام، أي أنها عمرها يصل إلى 5200 عام.

ويقول: "كانت رائحتها (العجينة الأولية للخبز) مختلفة تماما عن تلك المعروفة حديثا". "كانت الفقاعات أصغر: أقل حدة، ولكنها أكثر نشاطا."

بالصور: قطط محنطة في مقابر الفراعنة

لصوص الفراعنة الذين خربوا مقابر الملوك

العثور على قبر ابنة أحد ملوك الفراعنة في دهشور جنوب القاهرة

ولكن كما سيخبرك أي خباز متخصص في العجين المخمر، فإن الخمائر موجودة في الهواء وتحتاج فقط إلى مضيف أو عجينة بداية مناسبة للتكاثر. إذا، كيف نتأكد من أن هذه الخميرة هي حقا خميرة من عهد المصريين القدماء، وليست من الأشياء الموجودة حديثا؟

استخدمت التجارب السابقة عينات من الخميرة مكشوطة من أسطح الأواني، لكن يمكن تلوثها بسهولة. لقد نجحت تجربة إسرائيلية في استخراج الخميرة من داخل الأواني، ولكن باستخدام طرق دمرت الأوعية الفخارية نفسها.

لاستبعاد التلوث، أرسلت عينات الخميرة لعملية تسلسل الجينوم (عملية تحديد التسلسل الكامل للحمض النووي لجينوم الكائن الحي). وقد تم بالفعل تسلسل بعض سلالات الخميرة الحديثة، مما يجعل من الممكن تحديد علامات حداثتها أو أنها بالفعل قديمة.


يعترف الدكتور بومان بأنه فوجئ بالحصول على نتائج سريعة من العينة الأولى، لكن قدرة الخميرة الكمون كل هذه السنوات أمر معروف.

وقال بومان لبي بي سي: "يمكن لميكروبات الخميرة أن تنام وتنشط مرة أخرى." "الخمائر مخلوقات قوية للغاية."

يصعب خبز الحبوب القديمة لأنها تحتوي على القليل من الجلوتين، لكن بلاكلي يقول إن الخميرة "أحبتها": "لقد صنعوا بنية لطيفة (من العجين) ولب خبز يشبه الكعكة، كان ناعما جدا".

وكان الخبز برائحة الكراميل، أكثر حلاوة من العجين المخمر بخمائر حديثة.

وخبز هذا الرغيف في فرن المطبخ التقليدي، ولكن كما أوضحت عالمة الآثار سيرينا لوف، كان المصريون القدماء يخبزون الخبز في أوان فخارية ساخنة.

في المرحلة التالية من المشروع، ستعمل هي وبلاكلي مع فناني صناعة الفخار لإعادة إنشاء الأواني القديمة على الطراز المصري واستخدامها في الخبيز.

فريق البحث المرتقب لديه بالفعل إذن من متحف آخر لاستخراج عينات الخميرة ومُكن من التعامل مع مجموعتين جديدتين من الأواني.

تكمن الفكرة في جمع عينات الخميرة من الممالك القديمة والوسطى والحديثة، ويفصل كل منها بين 500 و 700 عام ، ويتم خبز الأرغفة باستخدامها جميعا.

سيقوم السيد بومان بترتيب الجينوم لتتبع الاتجاه الوراثي (التغير الوراثي) عبر القرون.

"هذا هو بالضبط نوع الأشياء التي يهدف علم الآثار إلى القيام بها"، بحسب الدكتورة لوف. ومع ذلك، تضيف: "هذا يستند إلى العلم. سيتم نشر هذا في مجلة أكاديمية."

فهل هناك أي خطط لتطوير الخمائر القديمة وجعلها متاحة لجمهور أوسع؟

يقول عالم الأحياء الدقيقة بومان: "كنت أخبر خطيبتي حول هذا الأمر، لقد كانت هادئة للغاية، لكنها تعمل في مجال التسويق وكانت تحاول إيجاد طريقة لتسويق ذلك". "نود أن نقدم شيئا يمكن بيعه، ربما نجمع الوصفات القديمة".

من جانبه، فإن بلاكلي، الذي درس اللغة الهيروغليفية بعمق كاف لترجمتها، يدافع بقوة عن مصر القديمة ضد أي محاولات للإساءة إليها بسبب طرق الطهي.

ويقول "لقد كانت هذه حضارة عظيمة ولديها تقاليد في تذوق الطعام، كان الفرعون إمبراطورا لكل الأرض المعروفة. الآن يمكننا إعادة تطوير أساليبهم ومشاركة الخبز معهم."