شو في نيوز - فقط في الأفلام والقصص، يمكن أن ينجو شخص من محاولة لاغتياله بفضل قوته أو خفة حركته، بل لأسباب أخرى بعضها غريب للغاية.
وفي الواقع، يلعب القدر والصدفة وبعض الأسباب التي يمكن أن توصف بالعجيبة، بالإضافة إلى قلة دهاء ومهارات وحظوظ المنفذ، دورا في نجاة الضحايا من محاولات الاغتيال، وليس قوة المستهدف أو دهاءه.
وبين السيارة التي تحملت 140 رصاصة، وطبقات الملابس التي حمت صاحبها من نصل صغير، مرورا بمن خانه مسدسان في الإطلاق، جمعت "العين الإخبارية" أغرب ٩ محاولات اغتيال فاشلة في التاريخ.
لويس الخامس عشر
في ليلة باردة وثلجية في كانون الثاني عام 1757، اقترب روبرت فرانسوا داميان، من ملك فرنسا آنذاك، لويس الخامس عشر، ومر بين حراسه حتى وصل وطعن الملك في جنبه بسكين صغيرة.
ويبدو أن داميان، لم يفكر جيدا في هذه الخطة، لأنه استخدم شفرة صغيرة جدًا، وفي ليلة باردة، كان من المحتمل أن ملك فرنسا يرتدي الكثير من طبقات الملابس.
وبعد الطعنة، اعتقد الملك أنه سيموت واعتذر على الفور لزوجته، الملكة، لخيانته لها مع عشيقاته.
وفي النهاية، أصبح الملك على ما يرام، وذلك بفضل الطبقات العديدة التي كان يرتديها؛ إذ لم يمر النصل فيه أكثر من نصف بوصة، وتم إعدام داميان بعد شهرين.
ثيودور روزفلت
في أثناء الحملة الانتخابية لرئيس الولايات المتحدة السابق، ثيودور روزفلت، في ميلووكي، بولاية ويسكونسن، تم إطلاق النار عليه من قبل شخص يدعى جون شرانك.
لكن الصدفة في هذه الحادثة، التي وقعت في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1912، تسببت فيها علبة النظارات الفولاذية وخطاب من 50 صفحة وضعه في جيب صدره، حيث أعاقا الرصاصة، ولم تتسبب في ضرر جسيم.
أندرو جاكسون
يجب أن تكون احتمالات حدوث خطأ في إطلاق نار من بندقيتين منفصلتين واحدة تلو الأخرى، ضئيلة، لذلك من الواضح أن ريتشارد لورانس يملك حظا سيئا للغاية.
وفي 30 يناير/كانون الثاني 1835، حاول ريتشارد لورانس اغتيال رئيس الولايات المتحدة آنذاك أندرو جاكسون، لكن المحاولة كانت فاشلة على جولتين.
إذ أطلق لورانس النار على جاكسون بمسدس، لكن حدث خلل ما ولم يطلق المسدس رصاصته.
ثم حاول مرة أخرى بمسدس آخر، لكن مسدسه الجديد فشل أيضا في إطلاق النار، ليتقدم جاكسون نحو لورانس ويضربه بعصاه حتى تم القبض عليه.
رونالد ريغان
تختلف دوافع الاغتيال من الصورة السياسية والاجتماعية وربما الانتقام، لكن في قصة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان، كان الدافع الهوس ببطلة أحد الافلام عام 1976.
إذ كان الجاني جون هينكلي جونيور مهووسا بالممثلة جودي فوستر، والتي شاركت في الفيلم الذي قام ببطولته روبرت دي نيرو، في دور بطل شرير يريد اغتيال مرشح رئاسي.
وأوصله هوسه لدرجة الانتقال إلى منطقة نيو هيفن، بعد أن اكتشف أنها كانت تدرس في جامعة ييل هناك، وحتى إنه سجل في فصل الكتابة في الحرم الجامعي حتى يكون قريبًا منها.
ومع ذلك، باءت محاولاته للتواصل معها بالفشل، وبدأ يشعر بالغضب، وتوصل إلى خطة لجذب انتباهها: اغتيال الرئيس، على غرار ترافيس بيكل في الفيلم.
وفي الأصل، كان ينوي قتل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، ولكن تم القبض عليه في ناشفيل لحيازته سلاحًا ناريًا بشكل غير قانوني، ما منعه من تنفيذ الخطة.
ولم ينفذ خطته إلا في عام 1981، عندما تولى رونالد ريغان منصبه، إذ اقترب من ريغان خارج فندق هيلتون في العاصمة وأطلق عليه ست رصاصات.
لم يصب أي منها ريغان بشكل مباشر، لكن رصاصة واحدة ارتدت من سيارة الليموزين الرئاسية لتضرب ريغان في صدره، ما أدى إلى ثقب في رئته وتسببت في نزيف داخلي خطير.
وبفضل الرعاية الطبية السريعة، نجا ريغان، وتمت محاكمة هينكلي بتهمة الشروع في القتل بعد الهجوم، لكن تم تشخيصه بالجنون.
فيدل كاسترو
على الرغم من وجود فيلم وثائقي بريطاني بعنوان 638 طريقة لقتل كاسترو، عام 2006، فإن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لم تحاول في الواقع قتل رئيس كوبا السابق، فيدل كاسترو، 638 مرة.
لكن كان لديها عدد كبير من الخطط لقتل كاسترو، إلى جانب المحاولات التي قام بها آخرون، بمن في ذلك المنفيون الكوبيون في عهده.
ويجعل ذلك عدد محاولات الاغتيال التي تمت ضد حياة كاسترو أكثر من 600 مرة، وقف وراءها أطراف عدة.
ومن بين الخطط، فكرت وكالة المخابرات المركزية في وقت ما الاستفادة من حب كاسترو للغوص من خلال زرع قذائف الرخويات التي تحتوي على متفجرات في المحيط، وطلائها بألوان زاهية حتى ينجذب إليها تحت الماء.
ثم عندما يقترب بما فيه الكفاية، تنفجر، وكانت هناك فكرة أخرى تتمثل في إيصال بدلة غوص له مصابة بالفطريات التي قد تسبب مرضًا جلديًا مميتًا.
حتى إنهم جندوا عشيقته السابقة لقتله، لكن ذلك لم ينجح لأنه بمجرد أن أصبحا بمفردهما، اكتشف كاسترو أنها تنوي إطلاق النار عليه ودفعها إلى القيام بذلك، حتى إنه عرض عليها بندقيته، وأخبرته أنها لا تستطيع.
ومن المحاولات الأخرى، الأقلام السامة والسيجار المتفجر والسموم البكتيرية المعدة لتذوب في قهوته أو الشاي الخاص به، وباءت جميعها بالفشل.
فرانكلين ديلانو روزفلت
حاول جوزيبي زانجارا إطلاق النار على الرئيس الأمريكي الأسبق، فرانكلين ديلانو روزفلت، في 15 فبراير/شباط 1933، في أثناء خطابه في ميامي.
وللقيام بذلك، كان على المسلح الذي يبلغ طوله خمس أقدام أن يقف على كرسي قابل للطي حتى يتمكن من رؤية هدفه بوضوح.
وبعد أن أطلق رصاصة واحدة، هاجمه الجمهور، وضربوه وأسقطوه من مكانه، ما أفسد تحديده لهدفه في أثناء إطلاقه أربع طلقات أخرى.
وفي المجمل، أصيب خمسة أشخاص، من بينهم أنطون سيرماك، عمدة شيكاغو، الذي كان بالقرب من الرئيس، وتُوفي بعد ستة أسابيع متأثراً بجراحه.
أدولف هتلر
تعتبر عملية فالكيري، أشهر المحاولات الـ42 التي تمت لاغتيال زعيم ألمانيا النازية، أدولف هتلر، في 20 يوليو/تموز 1944.
وتضمنت المؤامرة، التي دبرتها المقاومة الألمانية، حقيبة مليئة بالمتفجرات، يزرعها أوبرست كلاوس فون شتاوفنبرغ بجوار هتلر في اجتماع.
لكن تم إحباط العملية عندما حرك اللواء، هاينز براندت، الحقيبة عن غير قصد، ما أدى إلى إعادة توجيه انفجارها وقُتل ثلاثة رجال آخرون.
وجرى إعدام جميع المشاركين في الخطة، ولم يعان هتلر سوى من ثقب في طبلة الأذن نتيجة الهجوم.
ويليام هنري سيوارد
كان من المفترض أن يموت وزير الخارجية الأمريكي ويليام هنري سيوارد في نفس اليوم الذي مات فيه الرئيس الأمريكي الأسبق، أبراهام لينكولن، في 14 أبريل/نيسان 1865.
وكانت خطة اغتياله ضمن هجوم تزامن مع هجوم جون ويلكس بوث، على لينكولن، وهجوم آخر شنه جورج أتزيرودت على نائب الرئيس آنذاك أندرو جونسون.
وكانت نية لويس باول الأصلية هي التسلل إلى منزل سيوارد بحجة أنه كان يسلم الدواء لوزير الخارجية طريح الفراش، الذي أصيب في حادث عربة قبل تسعة أيام، ثم يذهب إلى غرفة سيوارد ويقتله.
سارت الخطة بسلاسة حتى دخل باول إلى المنزل، والتقى مع الابن الأكبر لسيوارد، فريدريك، على الدرج، الذي أخبره أن سيوارد كان نائمًا وأنه سيأخذ الدواء إلى والده بنفسه.
فأصيب باول بالذعر وحاول إطلاق النار على فريدريك، لكن بندقيته فشلت، فضرب فريدريك بها على رأسه بدلاً من ذلك.
وعلى الرغم من أن هذا أدى إلى اكتشاف ابنة سيوارد فاني الأمر، فإن باول استمر في محاولة تنفيذ مؤامرته، واقتحم غرفة سيوارد بخنجر.
وطعن سيوارد عدة مرات في الوجه والرقبة قبل أن يفر، ما أدى إلى إصابة ابن سيوارد الآخر وجندي وممرضة وشخص آخر.
لكن جميع من كان في المنزل نجوا من الموت، وتم القبض على باول في اليوم التالي، ثم تم شنقه لاحقًا بتهمة مؤامرة اغتيال الرئيس.
شارل ديغول
حاول متآمرون اغتيال الرئيس الفرنسي شارل ديغول، في 22 أغسطس/آب 1962، لكنهم لم يخططوا لكيفية اختراق سيارة رئاسية ضد الرصاص.
وبينما كان ديغول وزوجته مسافرين من قصر الإليزيه إلى مطار أورلي، أطلق المهاجمون 140 رصاصة على سيارتهم من طراز سيتروين دي إس.
وأسفر الهجوم عن مقتل اثنين من حراس الدراجات النارية للرئيس وتدمير إطارات السيارة الأربعة، لكن السيارة نجت من الهجوم لأنها مضادة للرصاص.