Off Canvas sidebar is empty

أتلانتيك: بوتين لا يدرك كم تغيّرت الحروب

موسكو - لفت مؤلف كتاب "ستالينغراد" أنتوني بيفور إلى أنّ الجيش الروسيّ يكرّر ارتكاب أخطاء الجيش السوفياتي. وكتب في مجلة "
أتلانتيك" أنّ الزعيم السوفياتي الأسبق جوزف ستالين ضغط بشدة على المارشال جورجي جوكوف لإرسال دباباته إلى برلين بدون دعم من المشاة في نسيان 1945.

لم ترتكب قوات #بوتين الخطأ نفسه وحسب بل استنسخت أيضاً طريقة ربط السوفيات أبراج دباباتهم بقطع غريبة من الحديد على أمل أن يساهم المعدن المضاف بتفجير الصواريخ المضادة للدبابات بشكل سابق لأوانه.

لم ينقذ هذا الأمر الدبابات بل كبّر حجمها وجذب صائديها كما جذبت الدبابات السوفياتية في برلين مجموعات من شباب هتلر وقوات الأمن الخاصة التي عملت على استهدافها بصواريخ "بانزرفوستس".

أضاف الكاتب أن الدبابات كانت رمزاً عظيماً للقوة خلال الحرب العالمية الثانية. لكن أن يواصل بوتين رؤيتها بهذا الشكل أمر يتحدى المنطق. لقد أثبتت أنها ضعيفة جداً أمام الدرونز والأسلحة المضادة للدبابات في نزاعات حديثة مثل ليبيا وناغورنو كراباخ.

في آب 1968، قيل لقوات حلف فرصوفيا أن مواطني تشيكوسلوفاكيا سيرحبون بها كمحررة. لكن هذه القوات وجدت نفسها مكروهة وجائعة وبلا وقود. بإمكان سيطرة بوتين على الإعلام المحلي إخفاء الحقيقة عن معظم السكان الروس، لكنّ المجنّدين الذين أجبروا على توقيع عقود جديدة تحوّلهم إلى متطوعين مدركون تماماً للواقع.

وذكر الكاتب أن تدمير #روسيا لغروزني وحلب كشف مدى ضآلة تطور عقيدتها في حرب المدن، على عكس القوات الغربية. أظهر التحالف الدولي الذي استعاد السيطرة على الرقة والموصل من داعش نهجاً أكثر تحديداً للأهداف فأغلق المدن وقام بتنظيفها قطاعاً تلو الآخر.

أثّر الفساد الممنهج في الحكومة الروسية على كل شيء حتى وصل الأمر إلى استفادة الضباط من بيع قطع الغيار وتجاهل الدعم اللوجستي لصالح مشاريع الأبّهة. بينما يدمر المدافعون الأوكرانيون بشكل منظم دبابات تي-72 العائدة إلى حقبة الحرب الباردة، كانت الأولوية الروسية في حفظ ما يكفي من المال لشراء دبابات "أرماتا" من الجيل التالي.

لكنّ دبابات "أرماتا" ستخدم للاستعراضات العسكرية في الساحة الحمراء، بينما سيكون مصيرها مشابهاً لمصير تي-72 على الميدان. وعلى الرغم من أنّ وحدات النخبة والمظليين والسبيتسناز لا تزال موجودة في الجيش الروسي، ستظل عاجزة عن تحقيق الكثير بمفردها في ظل فوضى القيادة والإمرة السيئتين.

وأشار بيفور إلى أنّه تم إدخال نظام جديد للاتصالات المشفرة لدى الجيش الروسي لكن استخدامه عانى من افتقار للبصيرة. على افتراض أنه آمن، يعتمد النظام على أبراج خاصة بالجيل الثالث للاتصالات، لكن روسيا دمرتها. بما أن النظام لم يعمل ببساطة، اضطر الضباط الروس إلى التواصل عبر الهواتف الخلوية وكان الأوكرانيون سعداء بالاستماع إليها.

كشف اجتياح جورجيا غياب الكفاءة والضعف لدى الجيش الروسي مما أدى إلى إطلاق خطط لإعادة التجهيز والإصلاح في القوات المسلحة الروسية. لكن ذلك لم ينجح.

وتوقع الكاتب أن يكون الجيش الروسي قابلاً للانهيار. إنّ تفككاً كاملاً للمعنويات يمكن أن يؤدي إلى انسحاب مهين، نتيجة لعدم قدرة بوتين على التخلي عن الماضي السوفياتي.