Off Canvas sidebar is empty

«زوتوبيا».. نموذج لتفوق أفلام الرسوم المتحركة

عمان  - فيلم «زوتوبيا» (Zootopia) (2016) هو أحدث أفلام الرسوم المتحركة من إنتاج استوديو والت دزني، أقدم وأشهر استوديوهات هوليوود في إنتاج هذا اللون السينمائي. وهو الفيلم الخامس والخمسون لأفلام الرسوم المتحركة الروائية الطويلة التي بدأ استوديو دزني إنتاجها في ثلاثينيات القرن الماضي. ويجمع هذا الفيلم بين أفلام الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد والحركة والمغامرات والأفلام الكوميدية. واشترك في إخراج هذا الفيلم ثلاثة من المخرجين المتخصصين في أفلام الرسوم المتحركة هم بيرون هوارد وريتش مور وفيل جونتون، كما اشترك في كتابة سيناريو الفيلم ثمانية كتّاب سينمائيين بينهم مخرجو الفيلم الثلاثة.
تقع أحداث قصة فيلم «زوتوبيا» في منطقة تشتمل على عدة مقاطعات وغابة ماطرة ومنطقة متجمدة تعيش فيها الحيوانات الثديية الناطقة والمتنوعة، من الأفيال الضخمة إلى الفئران الصغيرة. وقد تطورت هذه الحيوانات على مر السنين لتشكّل مجتمعا متآلفا يعيش في وئام بحيث يندمج الحيوانات من مختلف الأحجام والأنواع في حياتهم اليومية.
نتعرف على الشخصية الرئيسية في أحداث قصة فيلم «زوتوبيا» وهي الأرنبة جودي هوبز (صوت الممثلة جينيفر جودوين) التي يتحقق حلمها بالانضمام كضابطة إلى إدارة الشرطة لتصبح أول أرنبة تشغل هذا المنصب، وتؤكد دائما أن «زوتوبيا مكان يحق فيه لأي حيوان أن يكون أي شيء». إلا أنها تكتشف بسرعة أن كونها أرنبة تشغل منصبا عاليا وتعمل على تطبيق القانون في دائرة الشرطة التي تضم حيوانات ضخمة وقوية ليس بمهمة سهلة. وفي سعيها لإثبات مقدرتها تتبنى مسؤولية حل قضية معقّدة تتعلق بالحيوانات المفقودة. وتستعين في هذه المهمة الصعبة بالثعلب الأحمر المخادع نيكولاس وايلد (صوت الممثل جيسون بيتمان). إلا أن المهمة التي جندت نفسها لها تنتهي بتعلقها وارتباطها بالثعلب الأحمر المخادع، الأمر الذي يعقّد مهمتها.
وبعد سلسلة من الأحداث والتطورات المثيرة تنجح الأرنبة جودي هوبز وفريقها بإنقاذ الحيوانات المفقودة وتنال التقدير الجدير بهذا الإنجاز العظيم، كما ينضم صديقها الثعلب الأحمر نيكولاس وايلد إلى دائرة الشرطة كعضو جديد في فريق الأرنبة جودي هوبز.
وحصل فيلم «زوتوبيا» على معدل 99% على موقع «الطماطم الفاسدة» الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما في الولايات المتحدة. ويجمع الفيلم بين العديد من المقومات الفنية كقوة الإخراج والسيناريو وبراعة أداء أصوات شخصيات الفيلم وتطوير شخصيات القصة وسرعة الإيقاع والإثارة والتشويق والمونتاج وسلاسة الحوار، ويقدّم نموذجا متفوقا للعروض والمؤثرات البصرية واستخدام الألوان. وتروق هذه العوامل في مجملها لمشاهدة الأطفال والكبار على حد سواء، أي لجميع أفراد الأسرة. ويتضح ذلك في الإقبال الجماهيري الواسع على مشاهدة هذا الفيلم حول العالم. واحتل هذا الفيلم المرتبة الأولى في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية والعالمية على مدى أسبوعين، وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 233 مليون دولار خلال الأيام الثلاثة الأولى لعرضه، وهي أعلى إيرادات يحققها فيلم رسوم متحركة من إنتاج استوديو دزني في أسبوعه الافتتاحي. وحقق الفيلم 468 مليون دولار. وعرض الفيلم في 3827 من صالات العرض الأميركية. وافتتح الفيلم في مهرجان بروكسيل لأفلام لرسوم المتحركة، وعرض في 54 دولة حول العالم. وفيلم «زوتوبيا» هو سادس فيلم من أفلام الرسوم المتحركة الروائية الطويلة التي تقتصر على شخصيات حيوانية، ولا تظهر فيها شخصيات آدمية.
ويقدّم فيلم «زوتوبيا» مثالا آخر لأفلام الرسوم المتحركة الروائية الطويلة الضخمة الإنتاج التي تحقق نجاحا فنيا وجماهيريا حول العالم، والتي شهدت انبعاثا جديدا في إنتاج هوليوود السينمائي منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي بعد غيبة لهذا اللون السينمائي عن إنتاج هوليوود استمرت نحو نصف قرن.
وشارك في تقديم أصوات شخصيات فيلم «زوتوبيا» عدد من نجوم هوليوود، ومنهم جنيفر جودوين وجيسون بيتمان وإدريس إيلبا وجيني سليت ونيت تورينس وبوني هانت ودون ليك وأوكتافيا سبنسر. كما شاركت المغنية الشهيرة شاكيرا بصوتها في دور غزالة في أول أفلامها السينمائية، ويشتمل دورها على تقديم إحدى أغانيها، وهي أغنية «جرّب كل شيء» (Try Everything) وهي من الأغاني الشائعة. يشار إلى أن الفنانة شاكيرا، واسمها الكامل هو شاكيرا إيزابيل مبارك، متحدرة من أصل لبناني، وهي من مواليد كولومبيا وحققت شهرة واسعة في أميركا الجنوبية قبل الانتقال إلى الولايات المتحدة حيث حققت شهرة عالمية. وشاكيرا فنانة متعددة المواهب، فهي مغنية وملحنة وراقصة ومصممة رقص ومنتجة أسطوانات.