Off Canvas sidebar is empty

"كل شيء هادئ على الجبهة الغربية".. فيلم ألماني يبهر متابعي الأوسكار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شو في نيوز - يعد فيلم "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" أول عمل يُجرى تعديله بلغة غير إنجليزية لرواية المؤلف الألماني إريك ماريا ريمارك المناهضة للحرب التي تحمل الأسم نفسه.

وأخذ المخرج إدوارد بيرغر على عاتقه نقل هذه المغامرة الألمانية التي تسرد أهوال الحرب إلى المشاهدين حول العالم حيث تم عرض الفيلم على منصة نتفليكس في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأشاد نقاد بالفيلم باعتباره عملا ناجحا مناهضا للحرب، لكن هذا النجاح الكبير لم يكن مانعا دون تعرضه لانتقادات أبرزها القول بأن مخرج الفيلم قام باختراع قصص جديدة وحذف شخصيات ومشاهد حاسمة من الرواية عند نقلها إلى الشاشة.

ومع ذلك، فإن فيلم "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" حصل على 9 ترشيحات لجوائز الأوسكار من بينها أفضل تصوير وأفضل فيلم دولي وأفضل تأثيرات بصرية وأفضل صوت وأفضل مكياج وأفضل تصميم إنتاج.

رواية تصلح ليومنا هذا

نشرت رواية إريك ماريا ريمارك "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" أو بالألمانية "لا جديد في الغرب" عام 1929 وتسرد قصصا لجيل من الشباب اُضطر إلى ترك الدراسة والذهاب إلى جبهات القتال إبان الحرب العالمية الأولى التي دارت رحاها بين عامي 1914 و 1918.

وقال مخرج الفيلم بيرغر في مقابلته مع DW إن قضية الفيلم مازالت صالحة ليومنا هذا رغم مرور أكثر من مئة عام على الحرب خاصة مع تزايد الأفكار والحركات الشعبوية والقومية، مضيفا أنه قبل ثلاث سنوات عندما بدأ العمل على إخراج الفيلم شعر بالقلق حيال التطورات السياسية ليس فقط في أوروبا وإنما في العالم بأسره.

 

قال المخرج بيرغر إن صعود القومية في السنوات الأخيرة كان الدافع وراء إخراجه الفيلم

 

وقال: "في تلك الفترة حدث البريكست وقامت حكومة يمينية في المجر وتصاعد اليمين في فرنسا وألمانيا والعديد من البلدان الأوروبية. ما يعني أن المؤسسات التي جلبت السلام مثل الاتحاد الأوروبي قبل سبعين عاما، باتت محل شكوك".

وأضاف بيرغر، الذي يعيش في برلين، أنه شعر بالصدمة من "خطاب الكراهية" الذي كانت تردده بعض الحكومات، قائلا "هذا الخطاب وجد صدى في الشوراع لقد سمعت جملا سواء وأنا في المترو أو وفي طريقي للعمل أعادتني إلى حقبة الثلاثينيات في ألمانيا".

وقال إن تصاعد الشعوبية والقومية كان الحافز الذي دفعه إلى إخراج الفيلم، مضيفا "شعرت أنه سيكون وقتا جيدا لإنتاج فيلم يذكرنا بالأجواء والأوقات قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى إذ لم يكن الأمر بالقدر الكبير من الاختلاف. كنت اعتقد في السابق أننا لن نعود لتلك الحقبة أبدا".

نشرت رواية "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" في ألمانيا عام 1929 فيما كانت من أفضل الأعمال في تاريخ الأدب الألماني بفضل استنادها على تجارب عاصرها المؤلف كجندي في جبهات القتال إبان الحرب.

وفي عام 1930، جرى تقديم الرواية كفيلم لأول مرة في الولايات المتحدة حيث فاز الفيلم الكلاسيكي الحربي بجائزتي أوسكار بما في ذلك جائزة أفضل فيلم فيما كانت النسخة الثانية من الفيلم عام 1979.

وتعد النسخة الثالثة من الفيلم للمخرج بيرغر أول تعديل ألماني للرواية.

وفي ذلك، قال بيرغر"روت أفلام الحرب الأمريكية أو البريطانية قصصا عن أبطال استنادا على وقائع تاريخية مثل أن أمريكا دخلت الحرب وأن إنجلترا دافعت عن نفسها. وهذا الأمر يترك إرثا مختلفا بشكل كبير بين الجمهور من جهة وبين صانعي الأفلام الذين نشأوا في تلك الفترة من جهة أخرى".

 

وأضاف أن الأمر في ألمانيا كان مختلفا، قائلا "أشعر في أفلام الحرب الألمانية أنه لا يمكن الحديث عن أبطال أو محاربة العدو فلا يوجد شيء بطولي ولا شيء جيد".

 

ولادة "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" من جديد

وشدد بيرغر على أنه ليس قلقا بشأن الانتقادات الموجهة لفيلمه بأنه يعتمد بشكل فضفاض على الرواية على عكس فيلمي عام 1930 و1979.

وفي رده، قال "ذكر ريمارك في إحدى المرات جملة: الكتاب هو كتاب. وعندما يتم تحويله إلى فيلم، فإن الأمر يعد طريقة جديدة"، مضيفا أن صانعي الأفلام يمكنهم – بل يجب – أن يتحلوا بقدر كبير من الحرية عند تحويل الأعمال الروائية إلى عمل درامي.

وأقر بان فيلمه يعد تفسيرا جديدا للرواية، مضيفا "اندلعت الحرب العالمية الأولى قبل أكثر من مئة عام، لدينا وجهة نظر مختلفة للغاية في الوقت الحالي عما كان عليه الوضع في ذاك العصر".

ورغم ذلك، حاول بيرغر وفريقه الالتزام بالحبكة الأساسية للرواية والشخصيات الرئيسة التي تسردها قدر المتسطاع، لكنه في المقابل كان مهتما في المقام الأول بتسليط الضوء على الصراعات الداخلية التي عاني منها بطل الرواية بول بومر.

 

وقال بيرغر "كان بول بومر يخوض الحرب بحماسة وبشكل يتسم بالبراءة. كان يشعر أنه سيكون بطلا، لكنه سرعان ما أدرك أن كل المُثل العليا وكل شيء تعلمه عندما كان طفلا في ألمانيا لا يساوي شيئا."

 

لكن بول بومر يصبح أكثر وحشية خلال أحداث الفيلم حيث يتحول من مجند متحمس جديد العهد بالجيش إلى جندي مصاب بـ"اضطرابات ما بعد الصدمة" بسبب الحرب، فيما يبدو ان مخرج الفيلم كان وفيا في عمله بقضية "الجيل الضائع" التي كانت محور الرواية كما جاء في مقدمتها "سنحاول ببساطة الحديث عن جيل من الرجال، على الرغم من أنهم ربما نجوا من القذائف، فقد دمرتهم الحرب".

أضاف المخرج وفريقه إلى الرواية جوانب وشخصيات جديدة عند تحويلها إلى فيلم خاصة شخصية السياسي ماتياس إرزبيرغر وهو الدور الذي لعبه الممثل الألماني دانيال برول.

وفي ذلك، قال بيرغر إنه رغب في ذلك تسليط الضوء على السخافة البيروقراطية للحرب حيث يحدد نخبة من البيروقراطيين والقادة العسكريون المولعون بالحرب مصير حياة عدد لا يحصى من الجنود في ساحات القتال وهم يجلسون في مكاتبهم.

يشار إلى أن إرزبيرغر، السياسي الذي وقع اتفاقية الهدنة بين ألمانيا وقوات الحلفاء بعد تنازل الإمبراطور الألماني عن العرش عام 1918، يعد شخصية مهمة للغاية في تاريخ ألمانيا.

وفي ذلك، قال بيرغر "نمتلك الآن قدرة على معرفة مسار توقيع معاهدة السلام وما تلا ذلك من أحداث حيث جرى استخدم (إرزبيرغر) من قبل الجيش ككبش فداء بل وإلقاء اللوم عليه في خسارة الحرب".

اُغتيل إرزبيرغر على أيدي القوميين بعد عامين من انتهاء الحرب.

 

حصل الفيلم على إشادة من النقاد باعتباره أشاد عملا ناجحا مناهضا للحرب

حصل الفيلم على إشادة من النقاد باعتباره أشاد عملا ناجحا مناهضا للحرب

 

ويظهر الفيلم استمرار الصراع حتى بعد انتهاء الحرب فيما قال بيرغر إن الحرب العالمية الأولى لم تكن سوى البداية، مضيفا "مات 17 مليون جندي وبعد 15 عاما فقط، تفاقم الجنون".

وكان بيرغر يشير في حديث إلى الحرب العالمية الثانية التي تُعتبر الأكبر من حيث الخسائر والتكلفة في تاريخ الحروب.