Off Canvas sidebar is empty

عبده الزراع يتسائل عن اللغة العربية ويحذر من السم في العسل في كرتون ديزني و يدعو لعمل كرتون عربي مصري

 القاهرة - شو في نيوز - أقيمت، أمس بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ، ندوة بعنوان «برنامج وأغنية ودراما الطفل» التي أقامتها شعبة السيناريو بالنقابة، برئاسة  الكاتب السيناريست إبراهيم محمد علي،  وتحدثت فيها  الدكتورة نفيسة البقلي والكاتبة والباحثة سارة طالب السهيل، والكاتبة نهاد إبراهيم، والكاتب عبده الزراع.

وبدأت الكاتبة الدكتورة نفيسة البقلي حديثها، فقالت: " أنه حاليًا لا يوجد برامج للأطفال بسبب أنه لا يوجد أطفال بالمعنى المعروف فالأطفال الحالية  لا يعرفوا شيئًا عن التليفزيون وبرامجه بينما ينصب كل اهتمامهم على برامج السوشيال ميديا، كذلك لا يهتموا باللغة العربية فى دراستهم".

و قالت الدكتورة نفسية: "أنها تخاف على هذه الأجيال من تغير السلوك، والأخلاقيات التي تدعو الطفل أن يحضر الشرطة لأهله إذا على صوتهم كما يفعل الأطفال في الغرب و قالت أن الأطفال توقفوا أصلًا عن القراءة".

 الغناء للأطفال الصغار وسيلة ممتعة

ووجهت الباحثه سارة السهيل رسالة لوسائل الاعلام كافة أنه إن أردتم أطفال ناجحة سوية محترمة معطاءة صالحة يجب أن تعيدوا النظر فيما تنشرون من أخبار و قصص و خاصة التركيز على القدوة و المثال الأعلى فمن تجعلونهم مشاهير الآن أنتم تتسببون بدمار المجتمع الذي يتاثر بهم و بسلوكهم و افعالهم و اشكالهم و كل شيء عنهم انتبهوا اي قدوة تبثون بين أطفالكم.
 

وأكدت "السهيل":  أن الطفل صفحة بيضاء نخط فيها سطورًا من المعاني والتجليات تترك بصماتها على شخصيته ورؤيته للكون وإحساسه بالجمال أو القبح، الحب أو العنف والكره، مما يجعل مهمة التشكيل الأول لتنمية عقل ووجدان الطفل من أصعب المهام البشرية عبر العصور والحضارات، فالزرع لابد له من أن يروى بماء نظيف طاهر ونقي وذكي  يؤتى ثمارًا ناضجة طازجة دائمًا  كانت الجدات في كل الحضارات تهدهد الاطفال في مرحلة المهد بأغاني خفيفة وبإيقاعات موسيقية  بسيطة مستقاة من طبيعة البيئة وتراثها الشعبي ومقدراته اللغوية .
 

وأشارت" السهيل" إلى أن الغناء للأطفال الصغار وسيلة ممتعة لهم جدا ويسهم في تقوية مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية  وقواهم العقلية أيضًا،  وكما أكد على ذلك أيضًا عالم النفس هوارد جاردنر عام 1983، حيث قال أن الذكاء الموسيقي لا يقل أهمية عن الذكاء المنطقي والعاطفي للأطفال، فالتعرض للموسيقى يدعم نمو الأطفال لتعلم أصوات النغمات والكلمات.

وقالت سارة السهيل ان الموسيقى اللبنة الأولى في تذوق الأطفال للجمال ، فحسب دراسة أجريت عام 2016 في معهد الدماغ والإبداع التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا ، فإن التجارب الموسيقية في مرحلة الطفولة يمكنها تسريع نمو الدماغ ، خاصة بمجال اكتساب اللغة ومهارات القراءةو يشجع على استخدام الكلمات وحفظها تقوية الذاكرة وإكسابه خبرات ومعارف تسهم في نموه العقلي والنفسي والانفعالي، وما نقدمه من  أغاني قومية ووطنيه تترسخ في وجدان الصغار وتؤثر لاحقًا في طموحهم ونظرتهم للمستقبل ارتباطا بمخزونهم الوجداني بمرحلة الطفولة الأولى.
 
وواصلت الكاتبة سارة إلى أن أغنية الطفل تواجه  تجاهلا من كبار المطربين نظرًا لغياب جهات الإنتاج المهتمة بالطفولة، خاصة وأغاني الاطفال تحتاح تقنيات فنية عالية وتكاليف انتاجية أعلى، وأزمة المباشرة وطريقة المواعظ والتلقين  وهو ما ينفر الطفل منها .

وعن نصوص الدراما المقدمة للطفل استطردت كلمتها الباحثة سارة السهيل بأن نصوص دراما الطفل تسهم بشكل كبير في صقل شخصية الطفل واكتسابه المهارات العقلية والوجدانية كالصدق والأمانة واحترام الآخرين وحب الجمال وحب الخير ونبذ العنف والتنفير منه.
 

ومن أهم وظائف  النص الدرامي تربية الطفل على الإحساس بالجمال وتذوقه في كافة مراحل النمو المختلفة، وكل ما يبثه النص الدرامي الموجه للطفل من قيم تربوية وجمالية تؤثر في التكوين الجمالي للطفل وتوقظ الإحساس بالجمال لديه وتحقق الكمال والخير  في سلوكه الشخصي، و يفجر في داخله طاقات الخير، ولن يتحقق هدف تنمية الذوق للصغار وتربيتهم أخلاقيا وجماليًا بدون أساليب فنية مبتكرة تحول النص الدرامي إلى عمل مشوق مبهر وأن تكون حودايته في حدود المعقول والمألوف مع الخيال المناسب لمرحلة الطفل العمرية.


وأشارت السهيل  كذلك الى ان مشكلات مسرح الطفل أنه لا يحظي بالضوء الإعلامي ولا ينالون شهرة مسرح الكبار والميزانيات المرصودة لمسرح الصغار وأن المتابعة النقدية الخاصة بمسرح الطفل  ضعيفة جدا ويجب تقديم الدعم لمسرح الصغار للعمل على تطويره بما يناسب عصرنا، خاصة وانه يحتاج إلى إمكانيات و ميزانيات ودور عرض وتحريك للعروض فى مختلف أنحاء البلاد  ليشاهده كل الأطفال، وأن  برامج الأطفال تلعب  دورا مهما في تشكيل شخصيات الاطفال وبناء هوياتهم وتوجيه سلوكهم ، بما تتضمنه من عوامل تشويق تجعل الطفل منجذبا إليها ، خاصة أطفال المرحلة العمرية المبكرة .

وتظل مسئولية الأسرة المهمة هي دقة اختيار برامج مناسبة لأطفالهم تحتوي على قصص واقعية ودينية واجتماعية قريبة لخيالهم، وتوصل لهم الأفكار بطريقة واضحة وسهلة، وتساعد على غرس القيم والأخلاق

واختتمت  كلامها سارة السهيل  بالدعوة للتعاون العربي في إنتاج أفلام كارتون تعبر عن الواقع العربي وقيمه الأخلاقية وتراثه مستقاة من بيئته وتفاعلها الفكري والاجتماعي تناسب طفل الألفية الثالثة للميلاد  بمذاق ونكهة عربية.

 دور الإذاعة المصرية

وتحدث الكاتب عبده الزراع  مستهلا بثنائه  على ما قدمته الباحثة سارة السهيل حول الإشكاليات التى تعوق تواجد برامج وأغنية الطفل و قال أن سارة السهيل هي كاتبة عربية و لكن هي أيضًا مصرية و ليست غريبة على مصر بل عاشت بيننا و أبدعت بيننا قلبا و قالبا.

وقال" الزراع": "أنا من الجيل الذى تربى على غنوة وحدوته للإذاعية الكبيرة أبلة فضيلة  حيث أن الحياة وقتها فى البلاد لا يوج بها أى وسيله للتسلية،  والتثقيف غير الإذاعة المصرية لأنها كانت تحرك خيالنا بالقصص والدراما، ولكن مع دخولنا عالم التليفزيون فقد تراجعت دور الإذاعة المصرية.

وأصبح التليفزيون أكثر جذبا  للطفل " بينما الوقت الحالى أصبح  الأيباد والموبايل الشخصي،  هو من يسرق أوقات الطفولة لأطفالنا  بشكل كبير جدًا مما تحمل الميديا الحديثة فى طياتها الكثير من العنف الشديد الموجه للأطفال  ورغم عدم الاستغناء عن الميديا الحديثة إلا أن لها مخاطر كثيرة على الأسرة والطفل، وعلى سبيل المثال .. أفلام والت ديزنى حيث يضعون" السم فى العسل" من خلال القصة والتصوير والإيقاع السريع للكرتون المقدم للطفل.
وهنا تساؤل الكاتب عبده لماذا لا يوجد حتى الآن كرتون مصرى أوعربى .؟  وأجاب وللأسف بعد أن كنا نحظى  باهتمام من شركة  صوت القاهرة  للصوتيات والمرئيات لإنتاج العديد من  المسلسلات للكبار والأطفال فأصبح الآن لا يوجد أى اهتمام  ببرامج وإنتاج وإخراج دراما متخصصة للأطفال .

وقالت الدكتورة  نهاد ابراهيم بأن التعامل مع الطفل هو لغة العصر بل كل عصر ، و أوضحت أن برنامج كان يقدمه الفنان القدير الراحل كمال الشناوى والذى كان يقيم على إعداده بنفسه لأنه كان يعشق الرسم والألوان، فكان يقدم الحلقات بشكل مثير للاهتمام الطفل من خلال الصورة والكتلة والفراغ ويستكشف العالم من خلال هذه الأدوات  ونجح هذا البرنامج كثيرا لأنه كان يقيم على فكرة الاستيعاب والقبول والرفض  مما ساعدني كثيرا فى التوسع لكسب المعلومات لدي،  ولهذا ساعد فى ذلك نجاح مسلسله هند والدكتور نعمان ، حيث كان يعمل على ترميم كل أبطال المسلسل فى تعامله مع الطفلة هند، وأشارت د.  نهاد  الى أن هناك ندرة فى من يقدر فى توصيل الرسالة للطفل قائمة على الاستيعاب بالقبول .
برامج المسابقات

ومن ناحيته أكد الكاتب إبراهيم محمد، على الدعوة  نحو أن  نستفيد من الماضى  حيث برامج الأطفال فى كافة المناسبات مثل أعياد الطفولة وعيد الأم، وكذا برامج المسابقات لبابا ماجد وماما نجوى وماما سميحة وغيرهم  من المشاهير الذين قدموا برامج لمسابقات الاطفال وحدوته قبل النوم لمدة 10 دقائق وسينما الأطفال ، مما يدل على الاهتمام بدراما الطفل فى الماضى بينما الآن لا يوجد إدارة مراقبة الأطفال فى التليفزيون والتى تحولت إلى مخازن ولا يوجد مخرجين  لبرامج الأطفال ولكن يوجد كتاب للأطفال للمسرح والتليفزيون ولكن لم يحظوا  بفرصتهم فى الانتشار مثلما حدث بالماضى بالاهتمام والتواجد.

وأثنى الحضور على البحث المقدم من الكاتبة سارة السهيل فقال  الكاتب إبراهيممحمد  أن ما قدمته سارة السهيل بمثابة بحث دكتوراه كما قالت أيضًا الدكتورة نفيسة البقلي أن ما حضرته سارة السهيل يصلح أن يكون فعليا رسالة بحثية للدكتوراه، و اختتمت الندوة بعدد من الصور التذكاري.