Off Canvas sidebar is empty

سيجارة سائق حافلة الطلاب المؤذيه


عمان – رسمي الجراح
ينظر زياد ابن الصف السادس الى سائق حافلة المدرسة نظرة ترقب وتمني  ان لايشعل السائق سيجارته المؤذية , فهو مصاب بالربو وكم هي قاسية وثقيله عليه لحظات الطريق الى المدرسة , فهو لا يطيق رائحتها ولا يستطيع  الطلب من السائق اطفاءها ففي كل مره ينتابه شعور الالم الممزوج بالقهر .
ولكن السائق لايعبا بما يشعر به زياد ولا باقرانه بل يشعل سيجارته لتتسلل رائحة الدخان الى انوف الطلاب ممتعضين مغلوب على امرهم, واكثر ما يشغل تفكير  السائق ايصال الحافلة الى بوابة المدرسة ومغادرة الطلاب الحافله ليلتحق بالتجمع الصباحي مع بقية السائقين للافطار وتدخين السجائر .
عندما كانت تداهم زياد نوبة السعال من سيجارة السائق كان يكابد كثيرا  ويغلق يده بفمه ورغم صوت سعاله المرتفع الا ان صوت الطلاب في الحافلة المرتفع كان يطغى على صوت سعاله والمه فلا يلتفت اليه احد .
كان يداهم زياد ذلك الشعور السيء يوميا, ويحمل هم حضورة ومغادرته في تلك الحافلة وكان يفكر مليا في كيفية الانفكاك والخلاص من تلك الرحلة الصباحية والسيجارة المؤذيه .

وبالرغم من انه نقل ذلك الى والده مرارا وتكرارا والذي هون عليه الامر الا انه بات امرا لايطاق , ونقل ذلك الى مدير مدرسته في صباح احد الايام  ,الذي وعد بالنظر في تلك المسالة لكنه لمشاغله الكثيرة  ذهبت شكواه ادراج الرياح .
مرة تلو المره كان يفكر مليا في تفادي سيجارة السائق عبر الهروب الى المقاعد الخلفيه في حال كان فيها متسعا للجلوس او الجلوس بجانب النافذة التي كان يفتحها قليلا ايام البرد , لكان كان همه الاكبر ان لايكون بمقربة من السائق الغافل عما يدور خلفه .
ذات يوم شكا لوالده مرة اخرى فاحضر والده كمامه واعطاه اياها ووضعها على فمه وفي الصباح حين صعد للحافله لفت نظر السائق وبادرة بالسؤال هل انت مريض ولماذا ترتدي كمامه لم يخجل زياد من رد متمكن واجابة صريحة وبادرة بالقول سيجارتك تسبب لي الاختناق وانا مصاب بالربو, هنالك وقع جواب زياد على السائق كالصاعقه وصمت وشعر بالخجل .
للمرة الاولى لم يشعل السائق سيجارته وكانت على وجهه علامات حزن في حين كان زياد يرقب السائق هل سيشعلها ام لا وما ان غادر الحافلة الى بوابة المدرسة شعر انه حقق انجازا ليس بالقليل , وما ان التقى السائق زملاءه الاخرين عرضوا عليه السجائر فرفض فرفعوا عقيرتهم بصوت واحد هل تركت التدخين اجاب بصوت خفيض تركت الاذى وسرد لهم ما حدث معه.
في رحلة العودة للبيت وحين هم زياد بالصعود للحافلة بادره السائق بالقول  قررت الابتعاد عن السجائر لاجلك فبامكانك ازاله كمامتك من الان  متمنيا لك الصحة دوما .
وحين دخل زياد بيته بادرته والدته بالسؤال اين كمامتك قال لا حاجة لي بها بعد الان فقد هجر سائق الحافلة التدخين منذ اليوم وانا الان اشعر بالفرح لانني تخلصت من السيجارة المؤذيه وبالفخر لان سائق الحافلة بات غير مدخن وكسب صحته .