Off Canvas sidebar is empty

فيلم "الشيء".. رعب خيالي

واشنطن - اشترك في كتابة سيناريو الفيلم ثلاثة كتّاب سينمائيين هم تشيس بالمر وكاري فوكوناجا وجاري دوبيرمان، وذلك استنادا إلى رواية "الشيء" للكاتب ستيفين كنج، أشهر كتّاب الرعب.وتبدأ أحداث قصة فيلم "الشيء" في بلدة ديري الخيالية بولاية مين الأميركية في العام 1988، حيث يواجه عدد من الأطفال في سني المراهقة المبكّرة المخلوق الغريب متغير الشكل بينيهاوس أو "الشيء" (الممثل بيل سكارسجارد) المسؤول عن اختفاء العديد من الأطفال في تلك البلدة، تاركا الآثار الدموية لضحاياه الأبرياء، وهو مخلوق مثير للرعب بين سكان تلك البلدة الصغيرة التي تقع فيها تلك الجرائم الخطيرة. ويستغل هذا المخلوق مخاوف وقلق ضحاياه الصغار لإخفاء شخصيته أثناء الاعتداء على هؤلاء الضحايا. وتتوحد مجموعة من سبعة أطفال مراهقين مصابين بالرعب والصدمة ويصممون على تحدّي هذا المخلوق الشرير في سلسلة من المواجهات العنيفة وقتله. ويضم الأطفال المراهقون السبعة ستة فتيان وفتاة واحدة هي بيفيرلي مارش (الممثلة صوفيا ليليس). ويقود المجموعة الفتى بيل دينبرو (الممثل جيدين ليبيرهير).

     وتنتقل أحداث الفيلم ستة أشهر إلى الأمام وتتواصل في العام 1989. ويلقي فيلم "الشيء" الضوء على حياة كن من الأطفال المراهقين السبعة وما يواجهونه من مشاكل شخصية وعائلية وما يعانيه كل منهم من ألم وقلق. ويسهم كل ذلك في التأكيد على تقديم أحداث قصة الفيلم كدراما إنسانية في المقام الأول وفيلم رعب خيالي في المقام الثاني.

     وعرض فيم "الشيء" في أربعة مهرجانات سينمائية شملت كلا من مهرجان دوفيل الفرنسي، ومهرجان فرايتفيست البريطاني، ومهرجان فانتازي فيلميست الألماني، ومهرجان داون تاون الكوميدي الدولي الياباني. واحتل فيلم "الشيء" في أسبوعه الافتتاحي المركز الأول في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية، واحتفظ بهذا المركز على مدى أسبوعين. وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية مليون دولار 652 مليون دولار. وسجل الفيلم عددا من الأرقام القياسية في الإيرادات، وبلغت تكاليف إنتاجه 35 مليون دولار. وافتتح هذا الفيلم في 4148 من دور السينما الأميركية، وعرض في 70 دولة حول العالم.

     وسجّل فيلم "الشيء" معدل 86% على موقع "الطماطم الفاسدة" الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما الأميركيين. ويجمع هذا الفيلم بين العديد من المقوّمات الفنية التي تشمل قوة الإخراج للمخرج أندي موشيتي وبراعة وواقعية السيناريو في اقتباس رواية "الشيء"، وهي رواية طويلة جدا، من تأليف الكاتب ستيفين كنج، والجو الكوميدي الواقعي والمؤثر لفيلم رعب درامي، وبراعة التصوير المتقن، وفن استخدام الإضاءة والأجواء الواقعية الملائمة لشخصيات وأحداث القصة. كما يتميز الفيلم بقوة أداء الممثلين، وفي مقدمتهم الممثل بيل سكارسجارد في دور المخلوق الشرير والممثل المراهق بيل وولفهارد، وبراعة اختيار الممثلين لأدوارهم المناسبة في الفيلم، بمن في ذلك الممثلون المراهقون الصغار الذي ظهروا كفريق محترف ومتناغم يتميز بالوئام الواقعي، بحيث يقتنع المشاهد بأنهم أصدقاء حقيقيون. كما يتميز فيلم "الشيء" بالإبداع في استخدام أحدث ما توصل إليه فن المؤثرات البصرية.

     وحصل فيلم "الشيء" على ثناء كبير من الكاتب ستيفين كنج مؤلف الرواية التي استند إليها الفيلم، حيث قال "لم أكن متأهبا لمشاهدة فيلم بهذا المستوى المتميز". يشار إلى أن رواية "الشيء" التي صدرت في العام 1986 رواية طويلة تتألف من 1138 صفحة، وهي الرواية الثامنة عشرة للكاتب ستيفين كنج الذي قام أيضا بتأليف 22 كتابا. ويعدّ ستيفين كنج أشهر كاتب رعب معاصر. وصعدت رواية "الشيء" عند صدورها إلى قائمة صحيفة النيويورك تايمز الأميركية لأكثر الكتب رواجا في الولايات المتحدة، وحققت ذلك على مدى 12 أسبوعا خلال العام 1986، وهو إنجاز لم يحققه أي كتاب آخر خلال ذلك العام. ويعدّ فيلم "الشيء" الجزء الأول من ثلاثية سينمائية، وسوف يعقب بإنتاج فيلمين آخرين خلال السنوات القادمة.

     وكانت رواية "الشيء" قد اقتبست في المسلسل التلفزيوني الأميركي – الكندي القصير "الشيء" المؤلف من جزأين في العام 1990.

وجمع هذا المسلسل بين النجاح الفني والشعبي، وبلغ عدد مشاهديه 30 مليون مشاهد، وفاز بعدة جوائز أهمها جائزة إيمي التلفزيونية الأميركية.

     وكما هو متوقع لفيلم من أفلام الرعب والخيال العلمي فقد اشترك في إنتاج فيلم "الشيء"  أعداد كبيرة من الطواقم الفنية التي شملت 165 من مهندسي وفنيي المؤثرات البصرية و19 في المؤثرات الخاصة و70 في قسم الموسيقى و62 في القسم الفني و52 في التصوير وإدارة المعدّات الكهربائية و22 في الماكياج و20 من البدلاء و20 في تصميم الأزياء و17 في قسم الصوت و13 في المونتاج، بالإضافة إلى 15 من مساعدي المخرج.