Off Canvas sidebar is empty

العلاقة بين نوع الطعام والحالة النفسية


برلين - نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا عن دراسة أمريكية، تتحدث عن ماهية الارتباط بين الطعام وبين الحالة النفسية للإنسان.

وسردت الدراسة، التي أجراها فريق من جامعة "بينغهامتون" الأمريكية، بعض الأمثلة التي تدل على وجود تأثير للطعام على الحالة النفسية، منها تعرض الأشخاص الذين يأكلون وجبات سريعة ثلاث مرات في الأسبوع لاضطرابات عقلية ونفسية.

ووجدت الدراسة أن تناول كميات أقل من "الكربوهيدرات" والإكثار من الفاكهة خفض القلق والاكتئاب، حيث إن الفواكه مرتفعة في مضادات الأكسدة التي تحمي الدماغ.

 وأشارت إلى أن انخفاض تأثير الكربوهيدرات شكل للقائمين على الدراسة لغزا محيرا؛ لأن الكربوهيدرات تعزز من إنتاج السيروتونين أنزيم السعادة.

وأوضحت الباحثة الرئيسية في الدراسة "بقيادة لينا بغداش" بالقول: "إن جزءا كبيرا من الدراسة افتراضي. ويمكننا القول فقط إنهم مرتبطون".

من جهته، أكد أخصائي الطب النفسي، زهير الدباغ، وجود علاقة بين الطعام والحالة النفسية للإنسان، وأشار إلى أن نقص فيتامينات B12 و(د) يسبب بعض الأمراض النفسية.

وتابع في تقرير لموقع عربي21: "هناك بعض الأمراض تنتج عن نقص امتصاص أو تناول بعض العناصر الغذائية مثل الفوليت، وحساسية القمح، ونقص الحديد، وانخفاض مستوى الكالسيوم والمغنيسيوم، أو زيادتها كالدهون وزيت السمك".

وأضاف: "يختلف تأثير الغذاء على الحالة النفسية من شخص لآخر، وذلك حسب العوامل الثلاثة المسببة لتأثيره، من تناول أو امتصاص أو استفادة وتفاعل بالجسم".

وحول كيف يعرف الشخص مدى تأثير عنصر غذائي ما على مزاجه، أوضح الدباغ أن الإكثار من أي شيء يؤدي لأثر سلبي، وهذا يشمل كل العناصر التي ذكرت آنفا، بحسب قوله.

بدوره، نبه أخصائي التغذية، معز الإسلام فارس، الناس إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر حين يشاهدون دارسة جديدة حول الغذاء، وأشار إلى أن الصحف تخطئ كثيرا في عرض نتائج الدراسات العلمية، وتسهم بشكل كبير في نشر المغالطات الصحية والتغذية، بحسب قوله.

وتابع في حديث لـ"عربي21": "للغذاء دور في التأثير على الحالة النفسية والعصبية وحالة المزاج العام للإنسان، وذلك من خلال التأثير على مكونات الدماغ والجهاز العصبي المركزي ذات العلاقة بالحالة النفسية".

وسرد مثلا هرمونات الدوبامين والسيروتونين، وهو ما جعل للقهوة والشوكولاتة دورا في تحسين المزاج والحالة النفسية.

وأشار إلى أن التأثير الأبرز للغذاء والتغذية يظهر من خلال مجموعة من الأمراض النفسية والعصبية، ذات العلاقة بالغذاء والتغذية، مثل اضطرابات الأكل كالقهم العصبي والنهم العصبي والشره والوحام.

وأضاف: "هذه لها أسباب نفسية واجتماعية وسلوكية وثقافية، ولا تنحصر في تسبب الغذاء بالحالة النفسية، بل بمجموع العوامل الأخرى المذكورة".

ولفت فارس إلى أن هناك أطعمة تؤثر على المزاج كالقهوة والشاي.

 وقال: "في الدراسة ظهر أن تكرار تناول الأطعمة السريعة الغنية بالدهون المشبعة والمصنعة وقليلة المحتوى من الدهون الصحية، مثل الأميغا 3 وزيت الزيتون أحادي الإشباع، تزيد من حدة الالتهاب، وتزيد معها المشاكل النفسية، والعكس صحيح لمتبعي حمية البحر المتوسط الغنية بالألياف والدهون الصحية".

واستدرك بالقول: "لكن هذا الارتباط لا يعني التسبب بتلك المشاكل النفسية، فهناك فرق بين علاقة التسبب وعلاقة الارتباط، بمعنى أن هناك عوامل أخرى لم تدرس قد يكون لها ارتباط بالمشاكل النفسية، لكن الدراسة لم تختبرها".

وهذه إحدى الإشكاليات في التعامل مع مخرجات الدراسات العلمية، وهي عدم التفريق بين السبب والارتباط، بحسب قوله.

وختم حديثه بالقول: "أما الأمراض النفسية المذكورة أعلاه، فلا ترتبط بنوع معين من الغذاء، بل بمجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية، مثل شكل الجسم وعلاقته بالزواج والجنس ونظرة الآخر، فمثلا الوحام هو نتيجة لاضطرابات هرمونية، وهكذا..".

يذكر أن دراسات سابقة أشارت إلى أن اتباع النظام الغذائي التابع لمنطقة البحر الأبيض المتوسط جيد للعقل والجسم.