Off Canvas sidebar is empty

عسل.. من دون نحل


كاليفورنيا- زود النحل الإنسان بالعسل منذ القدم، ولا يزال يمده بتلك المادة المغذية حتى يومنا هذا. لكن هذا الوضع قد يتغير قريباً، حيث ترغب شركة أمريكية ناشئة في قرصنة صناعة العسل من النحل، بعد اكتشاف طريقة لصنعه من دون تلك الحشرات، وترى في اكتشافها وسيلة للمساعدة في إنقاذ 20 ألف نوع من النحل البري والأصلي المعرضين للخطر.

وتفيد الشركة الناشئة، التي أسسها رجل الأعمال في صناعة الأغذية، داركو مانديتش، مع الباحث في بيركلي جامعة كاليفورنيا، آرون شالو عام 2020، أن الهدف النهائي وراء المنتج هو جعل سوق العسل العالمي أكثر استدامة، وتحقيق التوازن بين الأعمال التجارية الكبرى للعسل والحاجة للحفاظ على أنواع النحل وحمايتها.

وتشير التوقعات إلى توسع سوق تربية النحل العالمي إلى 11.8 مليار دولار بحلول عام 2026 في مقابل 9.5 مليارات دولار في عام 2020.

وما ألهم داركو مانديتش لتأسيس الشركة هو معرفته كيف يؤدي الاحتفاظ بالنحل في خلايا النحل، من أجل إنتاج العسل، إلى فقدان التنوع السكاني للنحل. وقد أوضح مانديتش لموقع «سبرنيغ وايز» المتخصص في الابتكارات أن استخدام العلم كوسيلة بديلة يخفف الضغط على النحل البري والمحلي، فالنحل يعتبر حيوياً للتنوع البيولوجي وإنتاج الغذاء.

وتشير التقديرات إلى أنه من دون النحل، قد تحتوي محلات السوبرماركت على نصف كمية الفاكهة والخضار، حيث يقوم النحل والحشرات الأخرى بتلقيح حوالي 75% من أنواع المحاصيل.

وفي سبيل تخفيف الضغط على النحل، صممت الشركة عمليتين. تنظر العملية الأولى في كيفية وصول النحل إلى النباتات وما يستخلصونه لصنع العسل، فيما تتناول الثانية كيفية تكبير المنتج وصنعه عن طريق تحسين التركيب الجزيئي لعسل النحل.

وفي العملية الثانية، اعتمدت الشركة مفهوماً يسمى «التخمير الدقيق» يستخدم الكائنات الحية والمضيفات الميكروبية كـ«مصانع خلايا» لإنتاج مكونات وظيفية محددة.

وجمعت الشركة مؤخراَ 5.7 ملايين دولار من التمويل الأولي لمساعدتها في التوسع ودخول خدمات الأغذية والأنشطة التجارية، وتتعاون الآن مع 30 شركة أخرى تنوي إجراء دراسات للتحقق من صحة المفهوم. وأفيد أن التمويل الجديد سيذهب نحو إجراء المزيد من الأبحاث وتوسيع نطاق عملية «التخمير الدقيق» استعداداً للإطلاق الرسمي للمنتج الشهر المقبل.

وأفادت الشركة أنها ستنظر بعد ذلك في كيفية تطبيق تنقيتها على سوق المكونات الغذائية الأوسع، ذلك أنه «ما هو جيد للنحل جيد لنا جميعاً».