كاليفورنيا - يخيل لك عندما ترى سطح أكاديمية كاليفورنيا للعلوم بمدينة سان فرانسيسكو أنك في قرية الأقزام بتلالها الخضراء وأبوابها الصغيرة المستديرة. لكن الفارق أن هذه الأبواب مصنوعة من الزجاج وتدعمها مجموعة من الأذرع الفولاذية الميكانيكية الضخمة التي تُبقي بعض النوافذ مواربة.
ويعد هذا السطح الأخضر المتموج واحدا من التصميمات والتقنيات المعمارية التي تساعد على تهوية المباني بطريقة طبيعية. وقد أضحى مبنى أكاديمية كاليفورنيا للعلوم واحدا من أكبر المباني في الولايات المتحدة التي تكاد تعتمد كليا على حيل طبيعية للتبريد حتى في أوج فصل الصيف.
إذ يسعى المهندسون المعماريون والمصممون لاستخدام أساليب وتقنيات جديدة في تصميم المباني لتهويتها بطرق طبيعية دون استخدام مكيفات الهواء. وقد زادت أهمية ذلك في الآونة الأخيرة في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة المسجلة عالميا. ومن المتوقع أن يزداد عدد أجهزة التكييف في العالم بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050، للتعامل مع موجات الحر التي أصبحت أكثر تواترا جراء تغير المناخ.
لكن المشكلة أن أجهزة التكييف لا تستهلك كميات هائلة من الكهرباء فحسب، بل أيضا تحتوي على مواد مبردة تعد من الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري، وقد غدت هذه المواد أسرع مصادر انبعاثات الغازات الدفيئة انتشارا في العالم.
لكن ثمة بدائل عديدة لأجهزة التكييف، بدءا من تصميمات المباني التي أثبتت كفاءتها منذ أكثر من 7000 سنة، إلى أحدث التقنيات المتطورة في أكاديمية كاليفورنيا للعلوم. فمن الممكن استخدام تقنيات معمارية للحفاظ على برودة المباني دون استهلاك الطاقة.
وتساهم القباب الخضراء على سطح الأكاديمية في التدفق الطبيعي للهواء داخل المبنى. إذ صممت هذه التلال بحيث يعمل الضغط المنخفض في أحد جوانبها على سحب الهواء، عند هبوب الرياح، إلى داخل المبنى عبر نوافذ السطح التي يُتحكم فيها آليا.
وتساعد النباتات التي تغطي سطح المبنى في تخفيض درجات الحرارة داخل المبنى.
ويقول أليسدير ماكغريغور، رئيس قسم الهندسة الميكانيكية بشركة "أراب" للهندسة الذي شارك في تصميم المبنى: "لقد عزمنا منذ البداية على الاستغناء إلى أقصى حد عن أجهزة التكييف".
ويضيف أن هذه الطريقة على الرغم من أنها لا تصلح لجميع المباني، لتعذر فتح النوافذ، على سبيل المثال، أو لوجود الكثير من المعدات الساخنة في الداخل، كما في المستشفيات، إلا أنها نجحت في تقليل الاعتماد على أجهزة التكييف إلى الحد الأدنى.
غير أن مشروع إعادة تصميم أكاديمية كاليفورنيا للعلوم ناهزت كلفته نصف مليار دولار وشارك فيه نخبة من أفضل المهندسين المعماريين والمهندسين المتخصصين في التنمية المستدامة في العالم. فهل هناك حلول أخرى للتبريد الطبيعي التي تجعل المباني العادية التي نقضي فيها جل أوقاتنا مقاومة للموجات الحارة؟
تساعد عملية تبخر الماء في تغيير درجات الحرارة، وتسمى هذه الطريقة بالتبريد التبخيري التي تعد من أبسط طرق التبريد السلبي. إذ يستمد الماء الطاقة اللازمة للتحول من سائل إلى بخار من الهواء في صورة حرارة. وثمة أمثلة عديدة على ظاهرة التبريد التبخيري، إذ يساعد تبخر الماء في تبريد الأسطح، مثل الجلد عند التعرق.
وفي بعض أقاليم إسبانيا يُختزن الماء أو الخمر في أوانٍ فخارية تعتمد على أساليب التبريد الطبيعي بواسطة التبخير. إذ يساعد تبخر كميات ضئيلة من المشروب المختزن في هذه الأواني عبر جدرانها المسامية في الحفاظ على برودة السائل داخلها حتى في الجو الحار.
وقد استخدمت تقنيات التبريد بواسطة التبخير في المباني في عهد الفراعنة والرومان. لكن أوضح مثال على تقنيات التبريد بالتبخير في المباني هو المشربية التي شاعت في العمارة العربية. إذ لم تكن المشربية تظلل الغرف فحسب، بل كانت الجرار الفخارية المملوءة بالمياة توضع بجوارها، وعندما يتدفق الهواء عبر المشربية وفوق الجرار الفخارية يساعد في تلطيف الجو داخل الغرفة.
وثمة طرق أخرى للاستفادة من ظاهرة التبريد التبخيري دون عناء سواء في المبنى أو خارجه، مثل وجود بركة مياه أو نافورة أو حتى وضع آنية فخارية مملوءة بالمياه بجوار النافذة.
جوف الأرض
إذا استمرت درجات الحرارة العالمية في الارتفاع، قد يجدر بسكان المناطق الشمالية من العالم التعلم من تصاميم المباني القديمة والحديثة في الجنوب للتعامل مع درجات الحرارة فائقة الارتفاع.
ويقول مانيت راستوغي، الذي شارك في تأسيس شركة "مورفوجنيسيس" للتصميم المعماري في الهند: "إن الجزء الجنوبي من العالم كان دوما حارا"، ودأب سكانه على استخدام تقنيات التبريد الطبيعي منذ آلاف السنين.
وفي مدينة جايبور بولاية راجاستان شمالي الهند على سبيل المثال، تتجاوز درجات الحرارة نهارا في المعتاد 40 درجة مئوية في أشهر الصيف. لكن درجة الحرارة على عمق بضعة أمتار من سطح الأرض في المنطقة لا تتعدى 25 درجة مئوية، حتى في حر الصيف القائظ.
ويقول راستوغي، إن الحل في هذه الحالة هو الحفر. وقد استوحى راستوغي، الذي صمم أكاديمية "بيرل"للأزياء في جايبور، تصميم بركة المياه في صحن الأكاديمية المظلل من الآبار المدرجة التقليدية في الهند. إذ شيدت درجات حجرية رمادية ضخمة تؤدي إلى بركة من مياه الأمطار ومياه الصرف المعالجة من المبنى.
وتمتص بركة المياه التي تستمتد برودتها من درجات الحرارة المنخفضة في جوف الأرض، كمية كبيرة من الحرارة من الفناء لتسهم في تلطيف الجو.
وتستغل أيضا أنظمة التبريد والتدفئة الأرضية درجات الحرارة الجوفية الثابتة على مدار العام. إذ يُضخ السائل عبر أنابيب مدفونة تحت الأرض، بحيث تعمل درجة الحرارة المنخفضة تحت الأرض على تبريد السائل، وبعدها يُضخ مرة أخرى عبر أنانبيب تحت البلاط داخل المبنى لتلطيف الجو في المنازل.
وتستخدم أيضا هذه الأنظمة في التدفئة في الشتاء، لكنها أكثر شيوعا في التبريد ولا سيما في المدن الشمالية في الصين في فصل الصيف.
واستخدمت في مبنى أكاديمية بيرل حيل أخرى لتخفيض درجات الحرارة. إذ صُمم المبنى على شكل مستطيل من الخارج لزيادة المساحة الداخلية على حساب مساحة السطح الخارجية، لأن كل متر مربع معرض للشمس يمتص الحرارة. وأُحيط المبنى بأكمله بغلاف من الحجارة المثقوبة على بعد أربعة أقدام من الجدران الخارجية ليساعد في تظليل المبنى وحجب الحرارة.
وقد نجحت هذه الحيل المعمارية في الحفاظ على درجة حرارة المبنى من الداخل عند 29 درجة مئوية حتى في الأشهر الأشد حرارة التي تفوق فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية.
الرياح
اشتهرت مدينة يزد الإيرانية بأبراج الرياح التي تعرف باسم ملاقف الهواء، وهي أبراج عالية بفتحات مقوسة فوق المباني ذات الأسطح المستوية، بحيث تواجه اتجاهات الرياح.
وتلتقط هذه الأبراج الرياح منذ قرون وتوجهها إلى أسفل داخل المنازل. ويساعد السطح المقوس لأبراج الرياح في زيادة دوران الهواء حتى لو لم تهب رياح قوية في الخارج. كما يساعد تدفق الهواء فوق بركة من المياه والصهاريج العميقة ذات الأسطح المقببة في تبريد الهواء.
وأشار بحث أجراه مهناز محمودي زاراندي، وهو أستاذ مساعد في مجال الهندسة المعمارية بجامعة آزاد الإسلامية في طهران، إلى أن أبراج الرياح تعد من أكثر أساليب التبريد ابتكارا وتنوعا في الشرق الأوسط. وذكر أن أكثر نماذج أبراج الرياح كفاءة أسهمت في تخفيض درجات الحرارة في الداخل من 40 درجة مئوية إلى 29.3 درجة مئوية.
ويقول ماك غريغور، إن ثمة أساليب أخرى مشابهة لتلطيف الجو، فقد يسهم فتح النوافذ في الجهات المختلفة من المبنى على ارتفاعات مختلفة في سحب الهواء داخل المبنى، وقد يساعد في توليد تيار هواء شديد.
غابة خرسانية
قد يسهم أيضا فهم العلاقة بين المبنى وبين سائر المباني في المناطق السكنية في تخفيض درجات الحرارة. وثمة مثال بسيط يكشف عن مدى تأثير تصميمات المباني على درجات الحرارة في المناطق السكنية. إذ صُممت ناطحة سحاب "ووكي توكي" في لندن بواجهة مقعرة عملاقة. وقبل اكتمال المبنى اكتُشف أن السطح المقعر الساطع يركز أشعة الشمس ويعكسها على منطقة صغيرة، فيما يشبه أثر الزجاج المكبر.
وقد أدت حرارة الشمس الشديدة التي كان يعكسها المبنى على الجهة المقابلة من الشارع إلى إذابة الطلاء في بعض المتاجر وانصهار أجزاء من السيارات وتشقق البلاط.
وقد حُلت المشكلة بوضع مظلة عملاقة من قضبان الألومنيوم تساعد على تشتيت أشعة الشمس. لكن الخرسانة الرمادية أيضا في المناطق السكنية تمتص حرارة الشمس وتوجهها إلى الشارع فتشتد وطأة الحر على المارة.
وثمة أساليب عديدة قد تسهم في تخفيض درجات الحرارة في المناطق السكنية، مثل زراعة الأشجار. فمن المعروف أن ظلال الأشجار، مثلا تساعد في تلطيف الجو. وفي مدينة ميديلين بكولومبيا، طرحت البلدية مبادرة لزرع ممرات خضراء في المدينة، وثبت أن هذه الشرائط الخضراء خفضت درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين.
وتعتزم مدينة ميلانو الإيطالية زراعة ثلاثة ملايين شجرة بحلول عام 2030. ووضعت مدينة ملبورن بأستراليا برنامجا لزراعة الأشجار لتخفيف وطأة الحرارة في الموجات الحارة.
ولا شك أن تصميمات التبريد التي لا تعتمد على أجهزة التكييف لن تكفي لتلبية متطلبات بعض المباني، كما هو الحال في المستشفيات المليئة بالمرضى، حيث تقتضي الحاجة لضبط درجات الحرارة في الداخل استخدام أجهزة تكييف الهواء.
لكن الهدف الأساسي من أساليب وتقنيات التبريد الطبيعي هو تقليل الاعتماد على مكيفات الهواء، بحيث تصبح الخيار الأخير إذا اقتضت الضرورة. ويقول ماكغريغور إن أفضل ميزة لأساليب التبريد السلبي هي أنها تساعدنا على الاستغناء تدريجيا عن مكيفات الهواء التي تسهم في رفع درجات حرارة الأرض.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Future
بيروت - أفاد مصدران مطلعان لوكالة "رويترز" بأن "حزب الله" اللبناني يخطط لتنفيذ "ضربة محسوبة" ضد إسرائيل، ردا على حادث بيروت، لن تؤدي إلى اندلاع حرب في المنطقة.
ونقلت الوكالة عن أحد المصدرين اللذين تحدثا لها، اليوم الثلاثاء، أن الرد "سيتم ترتيبه بطريقة لن تؤدي إلى حرب لا يريدها أي من حزب الله وإسرائيل".
وأضاف المصدر نفسه: "التوجه الآن إلى ضربة محسوبة، أما الطريقة التي ستتطور بها الأحداث، فهذه مسألة أخرى".
وأعلن "حزب الله" اللبناني، فجر الأحد الماضي، أن طائرة استطلاع مسيرة إسرائيلية سقطت في ضواحي بيروت، التي تعد معقلا له، فيما انفجرت أخرى في أجواء المنطقة نفسها، فيما أكدت حكومة البلاد لاحقا وقوع الحادث، معتبرة أنه اعتداء سافر من قبل إسرائيل على سيادة لبنان.
وفي خطاب ألقاه عقب الحادث، قال الأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصر الله، إن الأمر يمثل أول عدوان من نوعه ضد لبنان من قبل إسرائيل، قائلا في تطرقه إلى المعلومات الأولية إن الطائرة الأولى كانت مهمتها استطلاعية لإعطاء صورة دقيقة للهدف الذي خططت لضربه الطائرة الثانية.
لكن لاحقا قال "حزب الله" اللبناني إن الطائرة الثانية أيضا كانت مفخخة بمتفجرات وتعطلت فوق بيروت، فيما نشر صورة لها.
وأصدرت وزارة الخارجية بيانا طلبت خلاله من المندوبة اللبنانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك التقدم بشكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي، لإدانة هذا "الخرق الخطير للسيادة اللبنانية"، فيما لم تعلق إسرائيل رسميا على الحادث.
المصدر: رويترز + وكالات
برازيليا - أعلن الرئيس البرازيلي، جائير بولسونارو، مساء الجمعة، أنه سينشر عددا من أفراد القوات المسلحة لمواجهة الكم الهائل من الحرائق التي اجتاحت غابات الأمازون.
وقال في خطاب متلفز إن "حرائق الغابات يمكن أن تحدث في أي بلد ولا ينبغي استخدامها كذريعة للعقوبات الدولية".
ومن المقرر أن يتم إرسال الجنود إلى المحميات الطبيعية والأراضي التي يسكنها السكان الأصليون بالإضافة إلى المناطق الحدودية.
وجاء إعلان بولسنارو بعد ضغوط شديدة من زعماء أوروبيين هددوا بإلغاء صفقة تجارية كبيرة مع الكتلة الرئيسية في أمريكا الجنوبية (ميركوسور) بسبب موقف بولسونارو بشأن البيئة.
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه تحدث هاتفياً إلى الرئيس بولسونارو، وأخبره أن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة.
وكانت فرنسا وإيرلندا هددتا بوقف التصديق على اتفاقية تجارية ضخمة مع دول أمريكا الجنوبية ما لم تفعل البرازيل المزيد لمكافحة نيران غابات الأمازون.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "الرئيس جائير بولسونارو كذب عليه بخصوص موقفه من التغير المناخي".
ووافقت مجموعة السبعة الأوروبية على إدراج القضية في اجتماعها في نهاية هذا الأسبوع في فرنسا.
برلين - تخيل أن تكون على علم بأن كل وجبة تتناولها قد تكون الأخيرة، وأن هذا الإفطار أو الغداء أو العشاء ربما يكون مسموما، والأنكى من ذلك، أنك مضطر لالتهام هذا الطعام في كل الأحوال.
ما سبق لم يكن سوى طبيعة الحياة اليومية المعتادة لمجموعة من الفتيات الشابات، اللواتي عشن في كنف الرايخ الثالث. فقد كُنّ مكلفات بتذوق وجبات الطعام التي تُقدم للزعيم النازي أدولف هتلر خلال آخر عامين ونصف من أعوام الحرب العالمية الثانية.
فقد طلب الزعيم النازي أن يُستعان بشابات من أنقى السلالات الألمانية لاختبار عينة من كل وجبة طعام تُعد له، تحسبا لأن يكون هناك من يحاول قتله بالسم، سواء من الحلفاء أو حتى من المحيطين به. وكان هذا الدور يعد بمثابة شرف لمن يُناط به، وأسلوب لخدمة الزعيم النازي.
ولم يعرف العالم بالقصة المذهلة الخاصة بتجربة ذلك الفريق من المتذوقات سوى في عام 2013. وقتذاك كشفت إحداهن، وتدعى مارغوت فولك، عن الدور الذي لعبته في هذا الإطار، وذلك في مقابلة أجرتها مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، حينما كانت في الخامسة والتسعين من العمر.
الآن، أصبحت تلك القصة محورا لمسرحية تحمل اسم "هتلرز تيسترز" (متذوقات طعام هتلر)، كتبتها ميشيل كولوس بروكس، وأطلقت فيها لخيالها العنان، لكي تتصور كيف يمكن أن يشعر المرء وهو يخاطر بحياته خلال تناوله الطعام قضمة إثر أخرى.
المسرحية التي عُرِضَت في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة عبرت المحيط لتُعرض لمدة شهر في إطار مهرجان "أدنبرة فرينج" للفنون، وهو المهرجان الفني الأكبر من نوعه في العالم.
ويركز العمل - الذي لا يوجد بين المشاركين فيه رجل واحد - على قصة أربع فتيات (في الحقيقة كان الفريق يضم 15 فتاة يعملن بالتناوب)، ممن كن يُقِمنَ في مبنى يُستخدم كمدرسة، بالقرب من "وكر الذئب"، وهو اسم مقر قيادة هتلر على الجبهة الشرقية، الذي كان يقع في شرق بروسيا (بولندا حاليا).
وقد عَلِمَت بروكس بقصة هذا الفريق من المتذوقات بمحض الصدفة، حينما سمعتها عَرَضا على لسان زميل كان يشاركها كتابة أحد الأعمال، أثناء انتظارهما لموعد إقلاع طائرة كانا بصدد استقلالها.
وتتذكر بروكس هذه اللحظات بالقول: "سألت زميلي `أتعتزم كتابة هذه القصة؟ لأنك إذا لم تكن ستفعل، سأقوم أنا بذلك`". وبالنسبة لبروكس بدت القصة على الفور ثرية من حيث موضوعها، فهي "تغطي مختلف القضايا التي أفكر فيها وانشغل بها، مثل كيف تُعامل الفتيات الشابات، وكيف يُسْتَخْدم الأطفال في ميادين القتال، بجانب مدى صعوبة أن تكون الفتاة في مرحلة المراهقة، فضلا عن مسألة الاستغلال والتلاعب السياسييْن".
ورغم أن كل ذلك يبدو معقدا وعسيرا على النفس؛ فإن المسرحية في واقع الأمر عبارة عن كوميديا وإن كانت سوداء. ومع أن بروكس جعلت الأحداث تدور في سياقها التاريخي الحقيقي، فإنها تخيلت أولئك النسوة الصغيرات العالقات في فخ تذوق طعام الزعيم النازي، وكأنهن مراهقات يعشن في الفترة الحالية.
فقد أظهرتهن وهن يرقصن على موسيقى البوب، ويلتقطن صورا ذاتية (سيلفي) لأنفسهن. لكنها أيضا جعلتهن يثرثرن بشأن هوسهن بشخصيات مثل فرانك سيناترا وكلارك غيبل، بل وهتلر نفسه، وهو أمر مثير للغثيان في حد ذاته. ورغم أنهن يظهرن ضمن الأحداث، وهن يستخدمن المفردات الدارجة ذاتها التي تتبادلها الآن فتيات كاليفورنيا في أحاديثهن، فإنهن يتحدثن بعد ذلك عن اليهود بشكل مفعم بالكراهية، كما كان يحدث في تلك الحقبة من تاريخ ألمانيا النازية.
وتقول بروكس إنها اختارت تقديم الفتيات بهذه الطريقة، لأنها شاهدت ذات مرة الممثلات اللواتي يُجسدن شخصياتهن، وهن يلتقطن - في حياتهن الواقعية - صورا ذاتية لأنفسهن، ورأت كم كُنّ حريصات على أن تخرج هذه الصور على أفضل وجه. وفكرت آنذاك أنه لا فارق بينهن وبين الشابات اللواتي كُلفن بتذوق طعام هتلر "الفارق الوحيد هو اختلاف الزمن ليس إلا".
وأضافت: "لم أشأ أن يكسو الطابع التاريخي العتيق شخصيات الفتيات الأربع، بل أردت أن يعطين انطباعا بأنهن معاصرات بشدة".
وهكذا استغلت المسرحية هذا الفصل الغريب من فصول الحرب العالمية الثانية، كطريقة لدراسة ما يمكن أن تشعر به النساء في مرحلة المراهقة في مختلف أنحاء العالم، حتى وإن كان الأمر هنا يتعلق بالمرور بهذه المرحلة العمرية، في سياق مفعم بخطر استثنائي.
لكن الأمر اللافت بالنسبة لحياة هؤلاء المتذوقات أنه بينما كانت كل لقمة يتناولنها مشحونة بالمخاطر، فإن حياتهن في ذلك المكان كانت في الوقت ذاته مملة وعادية بل وتافهة بشكل لا يصدق.
فإذا قورنت حياة هؤلاء الفتيات بما كابده الكثيرون خلال الحرب، سنجد أنها اتسمت بطابع إيجابي من ناحية واحدة على الأقل. فبحلول عام 1944، كان الكثيرون في ألمانيا يعانون من الجوع، بينما كانت متذوقات طعام الزعيم النازي يحصلن يوميا على ثلاث وجبات مُشبعة مكتملة العناصر الغذائية.
بالطبع، كانت الوجبات نباتية المكونات؛ فقد كان من المعروف أن هتلر يتحاشى تناول اللحوم. وقد سبق أن وصفت فولك طبيعة النظام الغذائي النباتي الذي كان مخصصا له، قائلة إنه كان يتألف من الخضروات والأرز والمعكرونة والشعيرية، بجانب الفواكه المجلوبة من خارج ألمانيا، والتي كان توفيرها أمرا نادرا بحق في تلك الفترة. لكن بالرغم من أن الطعام المُقدم إليهن كان "جيدا، بل جيدا للغاية" بحسب قول فولك، فإنه لم يكن بوسعهن الاستمتاع به، كما أشارت هذه السيدة.
وأضافت في مقابلة أُجريت عام 2013: "بعض الفتيات كُنّ يشرعن في ذرف الدموع وهن يبدأْن في تناول الطعام، من فرط الخوف. كان علينا التهام كل ما يُقدم لنا، ثم نضطر للانتظار لمدة ساعة، ونحن نشعر بالخوف طيلة الوقت من فكرة أننا قد نصاب بالمرض والإعياء (في أي لحظة). اعتدنا البكاء كالكلاب من فرط السعادة لأننا لا نزال على قيد الحياة".
كان الطعام يُعد على يد عناصر من وحدات منظمة "إس إس" التابعة للحزب النازي. وخلال ساعة الانتظار التي تحدثنا عنها من قبل، كان هؤلاء العناصر يترقبون ما إذا كانت أي من فتيات فريق التذوق ستسقط ميتة أم لا. وبمجرد الاطمئنان إلى أن ذلك لم يحدث، كانوا يأخذون الطعام إلى هتلر ليتناوله. لكن بين الوجبات، لم يكن لدى الفتيات شيء لفعله تقريبا، سوى انتظار ما إذا كًنّ سيفارقن الحياة أم لا.
وتقول بروكس إنها سعت من خلال المسرحية للتعرف بعمق على الكيفية التي كانت "هذه الفتيات يقتلن بها الوقت والملل معا. ما الذي كُنّ يتحدثن عنه؟". وتستطرد قائلة: "شعرت أنه كان يتعين عليهن - للبقاء على قيد الحياة - أن يجدلنّ شعور بعضهن بعضا، وأن يضحكن، وأن يجدن طريقة لإيجاد أي معنى منطقي لكل هذا الجنون الذي كان يحدث لهن".
وحسبما نعلم، لم تلق أي من فتيات فريق التذوق النسائي هذا حتفها، بسبب تناولها طعاما مسموما. لكن قصتهن لم تُوثق تقريبا، بل إنها لم تكن لتُعرف من الأصل، لولا ما قالته فولك في مقابلتها مع "دير شبيغل".
وبدا أن هذه السيدة هي الوحيدة التي ظلت على قيد الحياة من بين متذوقات طعام هتلر. فبالتزامن مع تقدم القوات السوفيتية صوب برلين في الأيام الأخيرة للحرب، نجح ضابط ألماني برتبة ملازم في جعلها تتسلل إلى قطار تابع لوزير الدعاية النازي، جوزيف غوبلز، أقلها إلى العاصمة الألمانية. ويُعتقد أن كل الفتيات الأخريات، ممن بقين في مبنى المدرسة القريب من "وكر الذئب"، قُتلن على يد الجنود السوفيت.
وأقرت الكاتبة بأن استلهام عمل كوميدي من قصة تتناول وضعا كهذا الذي مرت به تلك الفتيات، يمكن أن يشكل أمرا مربكا، مشيرة إلى أن هناك من سألوها، عما إذا كان من الملائم أن يضحكوا على مشاهد المسرحية أم لا، كما أن ثمة من رفضوا مشاهدتها من الأصل.
وأضافت: "البعض قالوا إنهم لا يريدون مشاهدة العمل لأنهم سيضحكون في هذه الحالة على شيء فظيع. لكن إذا شاهدت العرض فستعلم أننا لا نقوم بشيء فظيع".
وبطريقة مازحة تشي بتشككها في أن ثمة حاجة للتأكيد على حقيقة كهذه، قالت بروكس: "إننا غير متواطئين مع هتلر، بل إننا في الحقيقة لا نحبه".
وفي نهاية المطاف، يمكن القول إن مسرحية "متذوقات طعام هتلر"، تتمحور حول الضحك مع هؤلاء الشابات البريئات في الأساس، والإقرار في الوقت نفسه بأن السخرية من المستبدين المهووسين، تمثل إحدى الطرق الكفيلة بإضعاف ما لديهم من قوة ونفوذ.
BBC Culture
موسكو- تحت العنوان أعلاه، كتب الباحث السياسي الألماني الكسندر راهر، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول دور بوتين في تحول الصين إلى قوة عظمى، وتشكل قطب عالمي أوراسي جديد.
وجاء في المقال: قبل 20 عاما، فتح فصل جديد في تاريخ روسيا. ففي الـ 9 من أغسطس 1999، قام بوريس يلتسين بترشيح فلاديمير بوتين الذي لم يكن معروفا آنذاك إلى منصب رئيس وزراء روسيا وعينه خلفا له في منصب رئيس الدولة.
حقبة بوتين، بالنسبة للغرب، مواجهة جيوسياسية مستمرة. فالغرب، في الواقع، حاول استعادة بنية الأمن الأوروبية القائمة على معاهدة فرساي للعام 1919. فيما أعاق بوتين، بكل الوسائل، استعادة "عالم فرساي" الجيوسياسي، وتمكن من وقف توسع الناتو في أوكرانيا وجورجيا. إلا أن روسيا دفعت ثمناً باهظاً لمقاومة الغرب. فقد تم فرض حظر عليها بل حاولوا الحجر عليها. ولا شك في أن ولاية بوتين الرئاسية الأخيرة ستندرج في التاريخ كأساس لنظام عالمي مستقبلي (متعدد الأقطاب). ولكن كيف سيبدو هذا النظام الجديد؟
لا رجعة في موقف الغرب. فهناك لا يرون مفرا لبوتين من الغرب. ينبغي عليه، وفقا للغرب، تبني نموذج ديمقراطي ليبرالي، وبعد ذلك سوف يساعده الغرب في التحديث. لا يجري النظر في خيارات أخرى لتطوير روسيا البوتينية في الغرب.
في الواقع، يقوم بوتين، من خلال التحول من الغرب إلى الشرق في مساعدة الصين في أن تصبح ثاني قوة عظمى على هذا الكوكب. فروسيا والصين، في النظام العالمي المستقبلي، حليفتان. تتشكل أوراسيا جديدة وتنمّي قدراتها، وهي سوف تشمل أيضا تركيا وإيران. تتكون في آسيا بنية جديدة لحكم العالم. من المستبعد أن تتمكن أوروبا من الإفلات من النظام العالمي الجديد. وهي ربما تفضل البقاء تحت (جناح) الولايات المتحدة، وإلا فإنها ستواجه انقساما إلى أوروبا شرقية موالية لأميركا وأوروبا ألمانية فرنسية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
سيبيريا - دفن خمسة مهندسين نوويين روس قتلوا في انفجار محرك صاروخي في مدينة ساروف الواقعة على بعد 373 كيلومترا إلى الشرق من مدينة موسكو، التي تضم مصنعا للرؤوس النووية الحربية الروسية.
وقالت وكالة الطاقة النووية الحكومية الروسية، روساتوم، إن الخبراء كانوا يختبرون محركا صاروخيا نوويا، ولكنها لم تعط أي تفاصيل تقنية بشأن الحادث.
وكان الاختبار يجري قبالة منصة في المنطقة القطبية الشمالية، في ميدان اختبار بحري للتجارب العسكرية.
وسبق لروسيا أن اختبرت صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية يدعى "بوريفيستنيك".
بيد أن المسؤولين لم يحددوا النظام التقني الصاروخي المستخدم في تجربة الخميس التي انتهت بكارثة الانفجار.
وأعقب الانفجار وميض اشعاع نووي نحو أربعين دقيقة في مدينة سيفيرودفينسك الواقعة على بعد 40 كيلومترا إلى الشرق من ميدان التجربة في نيونوكاسا في البحر الأبيض.
وقال مسؤولون في سيفيرودفينسك إن الإشعاع في المدينة وصل إلى 2 مايكروسيفيرت في الساعة، ثم انخفض إلى المستوى ضمن المدى الطبيعي وهو 0.11 مايكروسيفيرت، وكلا المستويين يُعد صغيرا ولا يمكن أن يسبب أمراضا من جراء الإشعاع.
وجرح ثلاثة مهندسين آخرين في الانفجار، وما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى، بحسب روساتوم.
ويقول خبراء من روسيا والغرب إن من المرجح أن يكون الاختبار على صلة بصاروخ 9 أم 730 بوريفيستنيك، والذي يعني بالروسية "طائر النوء، وهو أحد أصغر الطيور البحرية".
وسبق للرئيس بوتين أن تحدث عن هذا الصاروخ في خطاب له أمام البرلمان الروسي في مارس/آذار 2018، وقد وصف حلف الناتو الصاروخ بأنه نوع أس أس سي- إكس -9 سكايفول.
ويقول مارك غاليوتي، المحلل الروسي البارز والباحث في معهد "رويال يونايتد سيرفيسس" إن نظام الدفع النووي يمثل تحديا تقنيا هائلا.
وأضاف متحدثا لبي بي سي: "ثمة قضية السرعة مقابل الوزن في هذا النظام، فضلا عن خطر أن الصاروخ يخلف إشعاعا أينما ذهب".
وأوضح "هذه الأنظمة (الصاروخية) الجديدة لها أصولها من المرحلة السوفيتية، وقد أخرجت مشاريعها من فوق الرفوف ومنحت استثمارات جديدة".
وسيكون نظام الدفع النووي في صاروخ بوريفيستنيك، بحسب الرئيس الروسي بوتين، "غير محدود" المدى، بيد أن انفجار نيونوكاسا قد يشمل سلاحا مختلفا مثله قادرا على حمل الرؤوس النووية :
نوع جديد من صواريخ كروز طويل المدى مضاد للسفن يدعى زيركون، يسير بسرعة تفوق سرعة الصوت، إذ يمكن أن يسير بسرعة تصل الى 8 مرات أسرع من الصوت، بحسب الجيش الروسي.
نوع جديد من المركبات المسيرة تحت الماء تُطلق من غواصة وتدعى بوسيدون.
ماذا نعرف عن الانفجار؟
قال فالنتين كوستيوكوف، الموظف البارز في روساتوم، إن المهندسين الخمسة القتلى في الانفجار كانوا من "نخبة" الخبراء و "أبطالا" خبروا المخاطر وأجروا تجارب سابقة مماثلة "تحت ظروف بالغة الصعوبة واستثنائية".
ويرأس كوستيوكوف مركز ساروف النووي، الذي يعد منشأة سرية من حقبة الحرب الباردة مسؤولة عن ترسانة القنابل الهيدروجينية الروسية.
وأعلن أسماء القتلى الخمسة وهم: أليكسي فويوشين (مصمم وخبير برمجيات) ويفجيني كوروتافيف" (مهندس كهربائي بارز) وفياتشسلاف ليبشيف ( رئيس فريق التجارب العلمية) وسيرغي بيتشوغين (مهندس اختبارات) وفلاديسلاف يانوفيسكي (نائب رئيس وحدة التجارب العلمية).
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت في البداية إن الانفجار الذي وقع في الثامن من آب/أغسطس شمل محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل وقد أسفر عن مقتل شخصين، من دون تحديد أسماء الضحايا.
وفي وقت لاحق، قالت روساتوم إن الاختبار شمل "مصدر دفع يعمل بوقود من النظائر المشعة" وأجري في منصة بحرية.
وأضافت أن المهندسين أكملوا الاختبار لكن حريقا مفاجئا اندلع أدى إلى انفجار المحرك وقذف بالرجال في البحر.
وأفادت الإدارة المحلية في مدينة سيفيرودفينسك أن وميض إشعاع عم المدينة نحو 40 دقيقة، وأفادت تقارير أن سكانها هرعوا إلى الصيدليات لشراء حبوب اليود.
وتعطي حبوب اليود للحماية من اليود المشع، وكان ثمة طلب هائل عليها عند وقوع كارثة مفاعل تشيرنوبل عام 1986.
وقبيل إجراء التجربة، فرضت وزارة الدفاع منطقة حظر في خليج دفينا، في المنطقة البحرية الواقعة إلى الشمال من ميدان التجربة في نيونوكاسا. وظلت هذه المنطقة مغلقة أمام إبحار المدنيين حتى
وأفاد الموقع النرويجي المختص بأخبار منطقة القطب الشمالي، بارينتس أوبزرفر، أن سفينة الشحن النووية الروسية، سيريبريانكا، كانت داخل منطقة الحظر البحرية في التاسع من آب/أغسطس.
وثمة تكهنات أن السفينة قد ارسلت إلى هناك لرفع أي حطام ملوث إشعاعيا من موقع التجربة الفاشلة، وقد تكون مستمرة في مهمتها حتى الآن.
وقد تكون المنطقة المغلقة إجراءً احتياطيا لمنع تسرب وقود الصاروخ السام إلى المياه التي يمارس فيها المدنيون الصيد.
هل يمثل الصاروخ المسير نوويا تحولا كبيرا؟
وقال مارك غاليوتي "ثمة الكثير من الشك بشأن إمكانية أن يرى (صاروخ) بوريفيستنيك النور".
وأشار إلى أن صاروخا حديثا آخر يدعى بولافا "فشلت تجارب له لعدة سنوات".
ويعد صاروخا زيركون وبوسيدون مشروعين أكثر تقدما. ويتخذ بوسيدون شكل مركبة مسيرة عن بعد تسير تحت الماء ومازال في طور نموذجه الأولي.
بيد أن بوسيدون ، مثل بوريفيستنيك، يبدو أنه سلاح "مدمر"، بحسب قول غاليوتي، وغير مناسب للاستخدام في أي شيء أقل من الحرب النووية الشاملة.
ووصفت صحيفة الحكومة الروسية روسيسكايا غازيتا الشهر الماضي بوريفيستنيك بأنه "سلاح انتقامي". وهذا الوصف سبق أن استخدمه النازيون لوصف الصواريخ التي اطلقت على بريطانيا في المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.
وقالت الصحيفة إن بوريفيستنيك قادر على الطيران لفترة طويلة وتجنب الدفاعات الجوية، ويستهدف أي بنى تحتية حيوية تبقى في أعقاب ضرب الصواريخ البالستية العابرة للقارات لمنطقة تابعة للعدو.
وقال غاليوتي إنه مع الانهيار الأخير لمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى، ستركز الولايات المتحدة أكثر على "تطوير ترسانة من الأسلحة متوسطة المدى، وهي شيء غير كاف في حالة الحرب الشاملة".
واضاف "إن الجيش الروسي يريد الحصول على هذه القدرة بسبب مخاوفه من الصين أيضا".
لندن -عادة ما يكون شارع كانون في لندن صاخبا وحافلا بالحركة المحمومة في ساعة الذروة الصباحية. وفي غمار مسارعة المارة للذهاب إلى أعمالهم، لا يلاحظ سوى قليل منهم أن جدار البناية رقم 111 في الشارع يحتوي على تجويف صغير يوجد بداخله صندوق زجاجي. عدد أقل من هؤلاء، يدركون أن التحديق بداخل التجويف، سيكشف النقاب عن حجر لا يوجد فيه ما هو لافت أو مميز، بل مجرد كتلة من الحجر الجيري الأوليّ.
علاوة على ذلك، لا توجد في هذا الحجر أي معادن ثمينة أو نقوش، كما أنه لا يمثل قطعة أثرية رائعة من تلك التي يمكن أن تجدها في المتاحف. لكنه يظل جزءا من لندن وتاريخها مجازا وحرفا، إلى حد أن بعض كُتّاب القرن الثامن عشر، ذهبوا إلى القول إنه أشبه بوثن قالت الأساطير الإغريقية، إنه كان يسبغ حمايته على مدينة طروادة. واعتبر هؤلاء أن الحفاظ على هذا الحجر أمر جوهري لبقاء لندن نفسها.
ويتحدث روي ستيفنسون، أبرز المعنيين بالبيئة التاريخية للعاصمة البريطانية في متحف لندن، عنه قائلا: "إنه دوما هناك، وسيبقى كذلك. يوجد تقريبا في البقعة نفسها، بينما يتغير كل ما هو محيط به".
وحتى هذه اللحظة يكتنف الغموض أصل الكتلة الصخرية المعروفة باسم "حجر لندن"، والتي تبلغ أبعادها 53 سنتيمترا x 43 سنتيمترا x 30 سنتيمترا. وقد رجحت دراسات أُجريت في ستينيات القرن الماضي أن تكون هذه الكتلة منتمية إلى الأحجار الجيرية الخاصة بقرية كليبشام المشهورة بمقالع الحجر الجيري الموجودة فيها.
كما يُعتقد أن الحجر استُخْرِجَ من حزام صخري يعود للعصر الجوراسي، يمتد من دورست في جنوب غربي إنجلترا وحتى لينكُنشير في شمال شرقي البلاد. وفي عام 2016، أشارت نتائج اختبارات أجراها متحف لندن للآثار، إلى أن هذا الحجر أتى في الأساس من منطقة كوتسوولدز الواقعة على بُعد 160 كيلومترا إلى الغرب من لندن.
على أي حال، كان حجر لندن موجودا في أقدم الخرائط المطبوعة للعاصمة البريطانية في القرن السادس عشر. وفي عام 1578، وصفه فرنسي زائر لبريطانيا بالقول إنه يبلغ ثلاثة أقدام ارتفاعا وقدمين عرضا بينما يصل سمكه إلى قدم واحد.
لكن ما تبقى منه الآن ليس سوى جزء بسيط من الحجر الأصلي، الذي كان يشكل جانبا من أرضية شارع كاندلويك، الذي يعرف الآن باسم شارع كانون. وكان مكانه الأصلي في منتصف الشارع، على مسافة قصيرة مشيا من برج لندن.
وفي عام 1598، كتب مؤرخ لندني يُدعى جون ستو قائلا: "إنه مترسخ بقوة في مكانه، لدرجة أنه إذا مرت عليه عربات ذات دواليب، بفعل سهو وإهمال من يقودونها، فسيؤدي ذلك إلى تهشم الدواليب، دون أن يتحرك الحجر من مكانه قيد أنملة".
وقد كان ذلك موقعا غير عملي للحجر بلا ريب. وإذا وضعنا في الاعتبار التغيرات الكبيرة التي طرأت على تضاريس لندن خلال الألفية الأخيرة، فمن الإنصاف الافتراض أن الشوارع والطرق مُدت حول هذا الحجر. لكن ذلك هو كل ما يمكن أن نقوله بشكل قاطع بشأن تلك الكتلة الحجرية.
ويقول جون كلارك، مسؤول فخري في متحف لندن: "يعجز العلم عن تفسير هذا الأمر، فنحن هنا بصدد حالة فشل فيها علم الآثار".
ولعدة قرون، ظل حجر لندن أحد معالم المدينة، وشَهِدَ على بعض الأحداث الدراماتيكية في تاريخها. ففي الثاني من سبتمبر/أيلول 1666 شب حريق في مخبز بزقاق بودينغ، واستشرت النيران على مدى الأيام الثلاثة أو الأربعة التالية، ما شكّل ما بات معروفا باسم "حريق لندن الكبير"، الذي التهم المناطق الواقعة في قلب المدينة، التي شُيّدت في العصور الوسطى. ودمر الحريق أكثر من 13 ألف مبنى، بما فيها تلك التي كانت تحيط بـ "حجر لندن". وبينما حماه موقعه في وسط الشارع - على الأرجح - من أن تلحق به أضرار جسيمة، أدى الحريق إلى اكتشاف مذهل.
فعندما بدأ المهندسون المعماريون إعادة بناء لندن، وجد مساحو الأراضي أن ما يظهر من الحجر لا يعدو سوى جزء ضئيل من تكوين صخري أكبر حجما، ما يجعله أشبه بجبل جليدي. فقد اتضح أن "جذر" الحجر يمتد لنحو ثلاثة أمتار إلى أسفل في عمق الأرض.
وفي ذلك الوقت، قال روبرت هوك، من الجمعية الملكية في بريطانيا، إن هذا الحجر ربما يكون "نوعا من المسلات". وقد حصلت هذه النظرية على دعم كريستوفر رين، مهندس معماري عاش في القرن السابع عشر. وتكهن هذا الرجل من خلال نجله كريستوفر رين الابن بأن هذا الحجر كان يُشكّل نقطة انطلاق لكل الطرق في الإمبراطورية الرومانية، وكذلك الموقع الذي يبدأ منه قياس المسافات عبر مختلف أنحائها، وذلك على غرار نصب حجري قديم كان موجودا في روما القديمة.
لكن من المحزن أن الأدلة التي تعزز النظريات الخاصة بأن هذا الحجر يعود إلى عصر الإمبراطورية الرومانية ضئيلة وبعيدة كل البعد عن أن تكون باتة وقاطعة. ومما زاد من صعوبة إثبات صحة هذه النظريات، حقيقة أن الحجر نُقل بعد ذلك بوقت ليس بالطويل. كما أدى إنشاء خط "متروبوليتان" للسكك الحديدية في منتصف القرن التاسع عشر إلى إزالة الجانب الأكبر من الأساس الخاص به.
وبحلول عام 1742، ومع تحول شوارع لندن بشكل متزايد إلى طرقات تتوقف فيها الحركة تماما، بفعل ازدياد أعداد السيارات المارة فيها، أصبح الحجر يشكل خطرا، ونُقِل لمسافة قصيرة من منتصف الشارع إلى جانب الرصيف، ليُوضع إلى جوار جدار كنيسة "سانت سويذين".
وفي عام 1940، نجا الحجر مرة ثانية من الدمار، بعدما دُمِرَت الكنيسة بشكل كامل تقريبا جراء الغارات التي شنتها الطائرات الحربية الألمانية ضمن الحملة المعروفة باسم "بليتز" أو "قصف لندن".
وفي عام 1962، أُقيم مبنى إداري محل أطلال الكنيسة المدمرة، لتنتصب بناية حملت رقم 111 في شارع كانون. وحرص مصممو المبنى على إعداد مكان خاص فيه، لحفظ الحجر الذي ظل هناك منذ ذلك الوقت وحتى الآن، باستثناء الفترة ما بين عاميْ 2016 و2018، عندما نُقِلَ إلى متحف لندن، ريثما تنتهي عملية إعادة تجديد البناية.
ولأن الحقائق والأدلة العلمية غائبة تقريبا عن قصة هذا الحجر وأصله، ازدهرت القصص والأساطير المنتشرة بين الناس في هذا الشأن. بطل إحدى هذه الأساطير، يتمثل في جاك كيد، وهو قائد ثورة مسلحة اندلعت عام 1450 ضد الملك هنري السادس، الذي كان لا يحظى بشعبية تُذكر، نظرا لما اعْتُبِرَ من أن حروبه للإبقاء على سيطرته على فرنسا، كانت السبب الرئيسي في تفاقم مديونية إنجلترا في ذلك الوقت.
وتقول الأسطورة إن كيد وضع سيفه على الحجر وأعلن نفسه "سيد لندن"، وهو الحدث الذي رواه شكسبير في الجزء الثاني من مسرحية "هنري السادس"، بطريقة درامية وبكثير من المبالغات. وبالرغم من التأثير الذي خلّفه ذلك على الجماهير، ما من دليل على أن الحجر قد اسْتُخْدِمَ في إعلانات مثل هذه، سواء قبل كيد أو بعده.
ورغم أن الحجر ربما لم يُسْتخدَم للإطاحة بالنظام الملكي في بريطانيا كما قيل في الأسطورة الخاصة بـ "جاك كيد"، فقد لعب دورا في تطبيق المراسيم الملكية. فمن بين الكيانات التي ظهرت إلى الوجود بموجب أحد هذه المراسيم، مؤسسة "ذا وورشيبفل كمباني أوف سبيكتابل ميكرز"، التي تأسست بموجب مرسوم ملكي صدر عام 1629 لـ "دعم جهود الوقاية من الإصابة بضعف البصر، وعلاج مشكلاته". وكان من بين مهام المؤسسة التحقق من مطابقة النظارات (العوينات) للمواصفات القياسية المتبعة في هذا الشأن.
وعندما كانت تعلن أن نظارة ما غير مطابقة لهذه المواصفات، كان الأمر يُحال إلى المحكمة التي تبت فيه. وإذا ما توافق قرار المحكمة مع توصية تلك المؤسسة، كانت عدسات النظارة وإطارها تُهشمان على ذلك الحجر. وأشار محضر يتعلق بقضية نُظِرَت في هذا الشأن عام 1671 إلى أن عدد النظارات التي هُشِمَت عدساتها وإطاراتها على حجر لندن لذلك السبب بلغ 264.
وتقول هيلين بيركنز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "ذا وورشيبفل كمباني أوف سبيكتابل ميكرز"، إن تهشيم النظارات على هذا المعلم الشهير، كان بمثابة طريقة للردع العلني، في ضوء أن "حجر لندن" كان "معلما بارزا ونقطة تجمع، وكذلك منطقة يعرف المسافرون إلى لندن، أن بلوغهم لها يعني وصولهم إلى المدينة بالفعل".
وهكذا فمع أنه قد لا يتسنى لنا التعرف الآن بشكل قاطع على الغرض الأصلي لهذا الحجر، فلا يمكن إنكار أهميته الرمزية. إذ بقي حاضرا على الدوام من حقب المحاربين الرومان وحتى عصر الثورات ضد الملكية، وصامدا في وجه الحريق والقنابل.
وهكذا فقد لا نعرف ماهية حجر لندن أو من أين جاء، لكننا لا نجرؤ الآن على نقله من مكانه، فمستقبل لندن قد يصبح على المحك في تلك الحالة! غير أن ذلك لا ينفي احتمال أن يكون في نهاية المطاف، مجرد حجر لا أكثر ولا أقل.
سانتياغو - توصل علماء جامعتي بيركلي وتولين الأمريكيتين إلى استنتاج مفاده، أن قبائل المايا كانت أكثر عدوانية وتعطشا للدماء، مما كان يعتقد سابقا. فخلال المعارك كانت تحرق مدنا كاملة بسكانها.
يفيد موقع Phys.org بأن الباحثين اكتشفوا طبقة سميكة من الخشب المتفحم يعود تاريخها إلى عام 697 ميلادي، لا تشبه رماد الحرائق الطبيعية. وفقا لعلماء الآثار، هذه الطبقة تكونت نتيجة الهجوم على مدينة فيتانو لقبائل المايا، استخدمت خلاله سياسة الأرض المحروقة، حيث تم إضرام النيران في الأراضي الخصبة والموارد الأخرى ما تسبب بإلحاق أضرار بالغة بسكان المدينة.
ويفترض بأنه خلال قمة ازدهار حضارة المايا قبل 1500 سنة، كانت العمليات الحربية تجري فقط بين سلالات المايا المتنافسة فيما بينها، بهدف الحصول على فدية مقابل الإفراج عن أفراد العائلة الملكية الحاكمة.
وكان طلع خبراء من جامعة فيينا التقنية بفرضية جديدة تفسر اندثار حضارة المايا التي بلغت أوج ازدهارها في أمريكا الوسطى ما بين سنوات 300 – 700 ميلادية.
وكان الكثير من الخبراء والجامعات المختصة يحاول منذ عقود الكشف عن أسباب اختفاء هذه الحضارة التي أبدع أهلها في فن المعمار وفي الفلك والزراعة، وخرجوا بنتائج مختلفة بدءا من الحرب الأهلية مرورا بالجفاف والقحط، وبالتغير المناخي القاسي والمديد.
ويقول فريق الخبراء من جامعة فيينا التقنية إن هنود المايا كانوا ضحية نظامهم الخاص والمتطور للغاية في مجال إمدادات المياه والري، واستنتجوا عبر تطبيق برامج محاكاة رياضية على خصوصيات تطور مجتمع المايا أن معدلات الولادات المرتفعة كانت مرتبطة بالمياه المتاحة.
وأوضح الخبراء النمساويون أن المايا أقاموا في مدنهم منظومة احتياطية للمياه استخدموها للأغراض الزراعية وللاستخدامات اليومية الأخرى. ولما وصل عدد السكان إلى علامة حرجة أضحى من شأن أي جفاف، وهو يحدث بانتظام في المنطقة، أن يجعل المراكز المكتظة بالسكان مهجورة تماما. ذلك أن المياه الاحتياطية لا تعود إذاك تكفي لا لإنقاذ المحاصيل الزراعية ولا لتلبية احتياجات السكان التي ازدادت أعدادهم بشكل مفرط.
ويؤكد هؤلاء الخبراء أن هذه الحلقة المفرغة هي التي أدت في النهاية إلى اختفاء هذه الحضارة المتطورة التي تركت وراءها صروحا مهيبة لا تزال تقنيات بنائها مجهولة وأسرارها عصية على الكشف.
إن نضوب الموارد واستمرار الجفاف في المراحل الأخيرة من ازدهار حضارة سكان أمريكا الأصليين، أدى إلى نشوب حروب أكثر شراسة وانهيار المجتمعات في سهول المايا عام 1000 ميلادي.
وفقا للعلماء، يشهد هذا الاكتشاف، على أن قبائل المايا كانت تخوض الحروب على مدى 650 سنة، وكان السكان المدنيون هم أكثر المتضررين منها .
المصدر: لينتا. رو
تل ابيب - أفاد موقع "i24 news" الإسرائيلي، يوم السبت بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أكد للوفد الأمني المصري التزام حكومته بحالة الهدوء ما التزمت بها حماس والفصائل في قطاع غزة.
وقال نتنياهو إن "الجيش ينتظر مني الضوء الأخضر لتنفيذ عملية عسكرية في غزة ستؤلم حماس إذا لم تلتزم بالتهدئة".
إقرأ المزيد
حماس تصدر بيانا بعد لقاء قادتها وفد المخابرات المصرية: لن نقبل إلا بكسر الحصار عن غزة
حماس تصدر بيانا بعد لقاء قادتها وفد المخابرات المصرية: لن نقبل إلا بكسر الحصار عن غزة
وأضاف الموقع الإسرائيلي أن نتنياهو قال إن عمليات تصفية من وصفهم بـ"رموز الإرهاب" في غزة، "لم ولن تتوقف، وستكون جزءا من أي عملية عسكرية لنا في غزة".
وأكد رئيس الوزراء للوفد المصري أن "حماس بالتصعيد الأخير طالبتكم بالتدخل لاحتواء الموقف، واستمرارها بالتصعيد في الجنوب، سيدفعني لاتخاذ قرار جريء، وفي حينه لن أقبل وساطتكم، ووساطة الأمم المتحدة، وحتى وساطة قطر، إلا بتحقيق الأهداف كاملة من عمليتي".
وأبلغ نتنياهو المخابرات الأمنية المصرية أنه لن يسمح بنقل الأموال لحركة حماس في غزة، وقال إن "هذا القرار نهائي ولا رجعة عنه".
المصدر: "i24 news" الإسرائيلي
بكين - وأكد كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، خلال زيارته هنغاريا، أنه ما من قوة خارجية ستمنع توحيد الصين، وأنه لا يحق لأي قوة خارجية أن تتدخل في الشأن الصيني.
وحث الدبلوماسي الصيني، واشنطن على إدراك مدى خطورة المسألة، وحذرها من "اللعب بالنار " في ما يتعلق بقضية تايوان.
وأعلن البنتاغون بداية الأسبوع، أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على بيع تايوان أسلحة بقيمة 2,2 مليار دولار تشمل دبابات "أبرامز" وصواريخ "ستينغر".
وفي السنوات الأخيرة تجنبت واشنطن إبرام صفقات سلاح كبيرة مع تايوان خشية إثارة غضب الصين، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي انخرط في حرب تجارية واسعة النطاق مع بكين، أبدى استعدادا أكبر لتعزيز العلاقات مع تايوان وبيعها أنظمة تسلح متطورة.
وتعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، ويحكم الجزيرة نظام منافس بعد وصول الشيوعيين إلى الحكم في الصين عام 1949، في أعقاب الحرب الأهلية الصينية.
المصدر: رويترز
المزيد من المقالات...
- الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا تدقق خطة قصف إيران
- ارخص واغلى المدن العربية بالنسبه للمغتربين
- الدفاعات الجوية السورية تتصدى لهجوم صاروخي في محيط دمشق وريف حمص الغربي
- "سقوط الصقر".. باحث عسكري مصري يضع سيناريوهات متوقعة للرد الأمريكي على إيران
- المخابرات المصرية تنفذ عملية العقرب
- مسؤولون: إدارة ترامب تدرس شن هجوم تكتيكي مكثف على إيران
- اميركا ترسل مزيدا من الجنود للشرق الاوسط
- تفجير ناقلتي نفط بخليج عمان
- اميركا تبلغ اسرائيل بقرب توجيه ضربة عسكرية لايران
- 'طيران اسرائيلي يستهدف مساء الأحد مطار "التيفور" العسكري بريف حمص.
الصفحة 44 من 98