عمان- اجتاحت العالم مؤخراً لعبة تسمى "سبينر"، التي اجتذبت الأطفال حد الهوس باقتنائها، قبل أن تنتقل إلى السوق المحلية حتى صارت المحال التجارية تقبل على شرائها بكميات كبيرة وتطرحها للبيع، بل غدت مصدر رزق لباعة تخصصوا ببيعها، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتحرك اللعبة بشكل دائري على جهاز بلاستيكي ذي 3 محاور، وتبدأ بالدوران عند الضغط على زر يتوسط هذه المحاور.
وعلى الرغم من انتشار اللعبة، غير أن مصدرا مسؤولا في مؤسسة المواصفات والمقاييس أكد أن "هناك عددا قليل من البيانات الجمركية المحملة بلعبة "سبينر" على الحدود، وهي تخضع لإجراءات احترازية وفحوصات مخبرية لمعرفة إذا ما كانت تشكل مخاطر على سلامة الأطفال".
وأضاف المصدر لـ"الغد"، أن المؤسسة لديها نظام عالمي متصل مع عدة دول يسمى "نظام تلقي المخاطر من الأسواق"، وهو نظام أوروبي يتم الاشتراك به برسوم، للتعميم على جميع الدول الأعضاء عند وجود أي خلل في المنتجات، ومنها لعب الأطفال للتحذير من دخولها، مبينا أن المؤسسة بانتظار إصدار تقرير تفصيلي من النظام بخصوص "سبينر".
وأكد دخول شحنة محملة باللعبة إلى الأسواق الاردنية في الفترة الاخيرة، إلا أن المعلومات العالمية بخصوص وجود خطر من تلك اللعبة، حمل المؤسسة على فحص أي بيان جمركي متعلق بدخول تلك اللعبة.
وحول علاقة اللعبة بإزالة التوتر وعلاج مرض التوحد؛ يقول الدكتور أشرف الصالحي، أخصائي الطب النفسي، إن اللعبة "جديدة كليا، ونتيجة للمشاهدات فقط وغير الموثقة علمياً، يمكن القول إنها تزيل التوتر، لكونها تبعد الفرد عن أفكار ضاغطة يفكر بها".
ويضيف الصالحي: "ربما تجعل الحركة الدورانية للعبة الفرد مركزاً على يديه، وهو ما يزيل التوتر ويتخلص مما يفكر به ويشتت ذهنه عن أي موضوع يسبب له الضغط".
وحول إمكانية علاج مرضى التوحد بهذه اللعبة، يقول: "يمكن للعبة أن تشكل تسلية بالنسبة للمصاب بمرض التوحد، الذي تلفته في العادة ألعاب التركيز، لكنها ليست علاجا للمرض".
على صعيد متصل، بين مصدر طبي، أن لعب "سبينر" لفترات طويلة، "قد يؤدي إلى خلل في إصبع اليد"، مشيراً إلى عدم حدوث مضاعفات، إلا في حالة واحدة كادت فيها أن تبتر إصبع طفل في فلسطين، الأمر الذي دفع الجهات المعنية للتحذير من اللعبة.
وخلال جولة ميدانية محدودة قامت بها "الغد" على بعض محال ألعاب الأطفال والمكتبات، تبين وجود إقبال كبير على اللعبة التي حققت انتشاراً واسعاً بين الصغار والكبار، قادمةً من عدة بلدان بينها الصين، حيث استغلت المحال هذا الإقبال لتسويقها تجارياً بأشكال مختلفة وجذابة، فوصلت أسعار بعضها إلى 10 دنانير. وانتشرت اللعبة في المدارس بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، الأمر الذي دفع العديد من أولياء الأمور إلى البحث عن مصدر اللعبة وماهيتها، وعن حقيقة وجود خطر على أطفالهم من اقتناء تلك اللعبة، بحسبهم.
وقالت ربة منزل (أم عون) إن إصرار أبنائها على شراء تلك اللعبة بعد مشاهدتها مع زملائهم في المدرسة، دفعها للذهاب الى إحدى المكتبات وشرائها لهم، واصفةً اللعبة بـ"السخيفة"، إذ "لا يوجد فيها أي نوع من التسلية أو التعليم"، على حد قولها.
وأبدى الأربعيني أبو عبادة استغرابه من أبنائه بعد معرفتهم أنه قام بشراء لعبة "سبينر" لهم، حيث راحوا يقفزون فرحاً، الأمر الذي دفعه للبحث عن اللعبة على الشبكة العنكبوتية، ليجد أنها أخذت حيزاً واسعاً من اهتمام الناس في بلدان العالم المختلفة.
يذكر أن بعض المدارس في بريطانيا والولايات المتحدة حظرت هذه الأجهزة، لكن يعتقد بعض المدرسين في تلك الدول أنها "قد تساعد الأطفال على التركيز".- الغد