Off Canvas sidebar is empty

لوفان - بترا  – ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، في جامعة لوفان الكاثولوكية ببلجيكا، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، وجلالتي ملك بلجيكا فيليب، والملكة ماتيلدا، وعدد من الأكاديميين والباحثين المختصين في الشؤون الإسلامية، وطلبة من الجامعة، كلمة أكد فيها أن "التفجيرات المروعة التي وقعت في بروكسل وباريس ]قبل أشهر[ ليست من الإسلام بشيء"، مبينا جلالته أن "مرتكبي هذه الأفعال مجرمون، وليسوا جنودا في نظر الإسلام".
وأوضح جلالته: "قبل أكثر من ألف سنة من اتفاقيات جنيف، كان الجنود المسلمون يُؤمرون بألا يقتلوا طفلا أو امرأة أو طاعنا في السن أو كاهنا، وألا يلحقوا الضرر بكنيسة أو يقطعوا شجرة. أنا جندي وأقول لكم إن هذه المبادئ مازالت راسخة لدينا في زمننا هذا".
وفيما يلي نص كلمة جلالته: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، صاحبا الجلالة، سعادة رئيس الجامعة الكاثوليكية البرفسور بلونديل، سعادة رئيسة جامعة غنت البرفسورة دي باب، أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلبة، الضيوف الكرام، أصدقائي، شكرا لكم جميعا، ويشرفني جدا حضوركما جلالة الملك فيليب وجلالة الملكة ماتيلدا. أدرك مقدار إخلاصكما وتفانيكما في خدمة الشعب البلجيكي. البروفيسور بلونديل والبروفيسورة دي باب، والجميع هنا من علماء متميزين على مستوى العالم، وقادة مبدعين وشباب متفوق – أقول لكم إن تفانيكم في عملكم هو سر قوة بلادكم وقدرتها على تجاوز الأوقات الصعبة، وخلق أمل جديد. إن أصدقاءكم في الأردن سعيدون بأن يكونوا شركاء لكم في هذا الدرب.
أقدر عالياً فرصة زيارة مركز الدراسات الإسلامية متعدد التخصصات في العالم المعاصر في الجامعة الكاثوليكية. فهذا المركز يتمتع بشهرة عالمية لما يقوم به من دراسات عن الإسلام في العالم المعاصر. إن استخدام عبارة "في العالم" في تسمية المركز يوحي بمسألة في غاية الأهمية – وهي حق وواجب المسلمين والمسلمات في ممارسة دور أساسي في بناء مجتمعاتهم والعالم.
واليوم، ونحن نحارب الإرهاب العالمي، أود أن أدق ناقوس الخطر حول مخاطر التوتر بين المسلمين وغير المسلمين. وآمل أن تقبلوا دعوتي لكم لتكونوا شركاء لنا في اتخاذ خطوات فاعلة للدفاع عن مستقبلنا المشترك.
اسمحوا لي أن أبدأ بذكر شيء يعرفه معظمكم، ولكن لا بد أن نشير له بكل وضوح، فالتفجيرات المروعة التي وقعت في بروكسل وباريس ليست من الإسلام بشيء. وفي الواقع، إن مرتكبي هذه الأفعال مجرمون، وليسوا جنودا في نظر الإسلام. فقبل أكثر من ألف سنة من اتفاقيات جنيف، كان الجنود المسلمون يُؤمرون بألايقتلوا طفلا أو امرأة أو طاعنا في السن أو كاهنا، وألا يلحقوا الضرر بكنيسة أو يقطعوا شجرة. أنا جندي وأقول لكم إن هذه المبادئ مازالت راسخة لدينا في زمننا هذا.
إن التسامح والرحمة وحق الجميع بأن تصان كرامتهم الإنسانية هي القيم التي تعلمتها، وهي التي أعلمها لأبنائي وبناتي، تماما كما يفعل غيرنا من المسلمين في الأردن، وهنا في بلجيكا، وفي كل مكان. ليس بوسعنا السكوت على مسألة كهذه، بل يجب أن نتكلم بصراحة، وفي مختلف ميادين الحياة العامة، وفي العمل والمدرسة، وعبر وسائل الإعلام الاجتماعية وغيرها. وفي هذا الصدد، اسمحوا لي أن أثني على العمل الجاد الذي تقوم به هذه الجامعة في تعزيز مفهوم التعايش.
أصدقائي، دعونا ندرك مواطن الخطر. يريد خوارج هذا العصر أن يغلقوا أبواب المستقبل أمام المسلمين وغير المسلمين على حد سواء. وإن سعيهم للسلطة قد أوقع الضحايا وشرد الملايين من الأبرياء، والغالبية العظمى منهم مسلمون. لقد جعلوا من النساء رقيقا، واستغلوا الأطفال، واضطهدوا الأقليات، وذبحوا الآلاف من السجناء، وقتلوا عشرات الآلاف من الأبرياء، وقد نهب هؤلاء الخوارج الموارد الوطنية، وأغلقوا المدارس ودمروا التراث العالمي.
إن العالم الذي تعمل فيه هذه العصابات لا يمكن أبدا أن يكون آمنا لنا، ولا بد من هزيمتهم.
وهي حرب، في المقام الأول داخل الإسلام، والدول الإسلامية في طليعتها. وخوضها واجب علينا لحماية ديننا وقيمنا ومستقبلنا.
إلا أن الإرهاب يشكل مصدر قلق عالمي، فليس من الصواب القول: إن "هذا الهجوم أو عملية الخطف أو العنف هو مشكلة إفريقيا" أو القول بأن "هذه الأزمة هي قضية خاصة بالشرق الأوسط"، فعصابات داعش والنصرة والقاعدة وبوكو حرام والشباب وغيرها تشكل جزءاً من تهديد واحد. وللتصدي له، فإننا بحاجة إلى تحديد الروابط المعقدة بينها، وبناء رد جماعي منسق لها.
إن التعاون في مجال الأمن وإنفاذ القانون هو أحد مفاتيح الحل، ولكنه لا يوفر الحل كله،إننا بحاجة إلى شراكة اقتصادية عالمية لدعم البلدان التي تتبع سياسات سليمة،ونحن بحاجة إلى جهد دبلوماسي جديد من أجل العدالة العالمية. لقد استغل المتطرفون في جميع أنحاء العالم حرمان الفلسطينيين من إقامة دولتهم، وقد أججت التهديدات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية والهوية العربية التاريخية للمدينة الغضب في العالم أجمع. وعليه، يجب علينا معالجة الصراعات ومواطن الضعف التي يستغلها الخوارج ذريعة في سوريا، وليبيا، والعراق، وإفريقيا، وجنوب شرق آسيا وغيرها. ومن شأن النجاح في هذا المسعى أن يفتح فضاء استراتيجيا أوسع لمواجهة التهديدات في أماكن أخرى.
واليوم أيضا، تؤكد أزمة اللاجئين الكارثية ترابط التحديات التي تواجهنا. لقد واجه الأردن منذ سنوات هذه الأزمة الإنسانية، التي كانت تبعاتها شديدة على شعبنا واقتصادنا. فهناك لاجئ سوري من بين كل خمسة أشخاص يعيشون في الأردن، كما نستضيف أشقاء ليبيين ويمنيين وعراقيين وعربا مسيحيين فروا من اضطهاد داعش وغيرهم الكثير. إن حجم اللاجئين في الأردن يعادل دخول أكثر من مليوني لاجئ إلى بلجيكا في أقل من خمس سنوات.
وكلنا يعرف أن الأزمة الدولية للاجئين قد تتسع إلى أبعد من ذلك إذا عجزت الدول المستضيفة في الإقليم مثل الأردن عن القيام بدورها تجاههم. وعليه، فإن دعم التنمية المستدامة لدينا أمر ضروري. ونحن نعمل بشكل وثيق مع بلجيكا وأوروبا لتلبية هذه الحاجة الملحة.
أصدقائي، لأوروبا دور ريادي وحيوي في مختلف الجهود التي ذكرتها. فبعد قرون من الصراع، شيّد شعبكم مستقبلا جديدا عبر تكريس وإعلاء قيم التعايش والاندماج في منطقتكم. وليس من قبيل الصدفة أن هذه القيم هي المستهدفة من قبل المتطرفين، بغض النظر عن عقائدهم. وعلينا أن نؤكد هنا أن الاحترام والعون المتبادل ضروريان لتعزيز المنعة والأمن الإقليمي.
وتتجلى أهمية ذلك في منطقة البلقان أكثر من غيرها. فهذه المنطقة هي خط المواجهة في أوروبا ضد التطرف وخط دفاعكم الأول. فالقارة بأكملها – ومناطق أبعد منها – ستعاني في حال عدم استقرار هذه المنطقة. وعليه، يجب ألا يسمح لأحد باستغلال الهوية الدينية أو أية هوية أخرى ذريعة للعنف والتطرف. ودول البلقان ذات الأغلبية المسلمة مثل البوسنة والهرسك وألبانيا وكوسوفو تعمل جاهدة لاستباق مثل هذه التهديدات. فهم وجيرانهم بحاجة إلى دعم جميع الأوروبيين. اسمحوا لي أن أقول: اجعلوهم جزءا فاعلا من قارتكم التي تحتضن الجميع، واجعلوا منهم أركانا للتعايش ولقيم الاعتدال الأوروبي.
وكذلك في بقية أوروبا، يبقى الانسجام والتعايش والاندماج قيماً في غاية الأهمية. يجب أن تقاوموا التحديات التي تهدد مُثلكم العليا؛ ولكل مواطن، بغض النظر عن خلفيته، دور يؤديه ضمن هذا الجهد. فالمسلمون وغير المسلمين في أوروبا بحاجة إلى أن يروا بعضهم بعضا على حقيقتهم: جيران، وزملاء عمل، وشركاء في المواطنة، و جزء من قوة أوروبا ومستقبلها.
أصدقائي، غلب الحديث عن أوروبا على خطابي، ولكن ما أقوله ينطبق على العالم بأسره، خصوصا مناطقنا. فما يحدث على جانب من البحر الأبيض المتوسط، يؤثر بعمق على الجانب الآخر. ولأوروبا والشرق الأوسط دور مشترك في بناء المستقبل. وتقع علينا مجتمعين مسؤولية مشتركة في رسم مسار قضايانا على أساس من الاحترام المتبادل.
شكرا لكم.

كتب روستاسلاف ايشنكو مقالة تحت هذا العنوان ذكر فيها أن الولايات المتحدة نشرت في يوم 12 مايو/ أيار في قاعدة الدرع الصاروخية في رومانيا، أول 24 صاروخا من الصواريخ الاعتراضية.

وفي يوم 13 مايو/ أيار تم الاحتفال بوضع أساس قاعدة مماثلة في قرية ويدزيكوفو في شمال بولندا وستصبح جاهزة للعمل في 2018. وفيها سيجري نشر صواريخ اعتراضية متوسطة المدى من طراز "إس ام -3".

وفي نفس اليوم جاء رد فعل روسيا على لسان الرئيس فلاديمير بوتين الذي أعلن أن الولايات المتحدة لن تتمكن من خداع روسيا بالتصريحات حول الطابع الدفاعي لهذه المنظومة وشدد على أن الحديث يجري عمليا عن نقل قسم من الترسانة النووية الأمريكية إلى أوروبا الشرقية لتصبح قريبة جدا من حدود روسيا. وأكد بوتين على أن روسيا سترد بشكل مناسب على هذا التهديد لأمنها القومي.

ومباشرة بعد تصريح الرئيس الروسي، بدأت الهستيريا في الولايات المتحدة والناتو بخصوص رد الفعل الروسي غير المتناسب على تصرف "غير مؤذ" من جانب الحلف. وهنا يظهر السؤال، هل فعلا هذه القواعد الأمريكية الجديدة "غير مؤذية"؟.

تدل التجربة على مدى سنوات طويلة على أن الرئيس بوتين لا يستعجل عادة في إطلاق التصريحات القاسية اللهجة. ومن الواضح أن تصريحه الأخير كان قاسيا وشديدا بشكل لا سابقة له بتاتا. فعند تحدثه عن ضرورة " تحييد" التهديدات التي ظهرت حول أمن روسيا، ألمح بوتين بشكل لا لبس فيه إلى أن دول شرق أوروبا التي سمحت بنشر القواعد الأمريكية في أراضيها تحولت إلى أهداف محتملة للضربات الروسية. وقبيل ذلك أعلنت الخارجية الروسية أن تصرفات الولايات المتحدة المذكورة تعتبر بمثابة انتهاك لمعاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى الموقعة في 1987.

ما الذي أثار قلق قيادة روسيا ولماذا هذه الهيستيريا من جانب الناتو؟

تجدر الإشارة إلى أن مجمعات منظومة  Aegis تعتبر أساس الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا وهي تحمل في طياتها خطرا مزدوجا بالنسبة لروسيا.

بعد التوقيع على معاهدة ستارت الأخيرة قلصت روسيا والولايات المتحدة ترسانة الرؤوس القتالية النووية إلى 6-7 آلاف لدى كل دولة( روسيا تملك رسميا 7300 رأس). ولكن لكي يصبح كل رأس قتالي فعالا يجب أن يتم نقله إلى الهدف. لدى روسيا في القوت الراهن 526 حامل منتشر للسلاح النووي

وخلال ذلك تشكل الطائرات الاستراتيجية والغواصات النووية، نصف وسائط حمل الرؤوس القتالية النووية المنتشرة. ولكن يجب الأخذ بالاعتبار أنه وفي حال حدث الهجوم الوقائي المفاجئ من قبل الخصم لن تتمكن جميع الطائرات من الإقلاع حتى وإن أقلعت لن تتمكن جميعها من الوصول إلى منطقة إطلاق الصواريخ النووية. وكذلك لن تتمكن كل الغواصات من الوصول إلى مناطق المناوبة القتالية. وأما تلك التي تتواجد في مناطق المناوبة القتالية فستتعرض حتما للهجوم المفاجئ من جانب الأسطول البحري الأمريكي قبل البدء الرسمي للحرب.  اليوم روسيا تملك فقط 10 غواصات تحمل صواريخ بالستية، من النوع التي يصعب على البحرية الأمريكية تحييدها. وبهذا الشكل فقط منصات الإطلاق البرية للصواريخ البالستية العابرة للقارات، تضمن الإصابة المحققة لأراضي الولايات المتحدة وهذه الصواريخ بالذات تعتبر الهدف الحقيقي لمنظومة الدرع الصاروخية الأمريكية التي يجب على اقترابها الكبير من الحدود الروسية أن يسمح باعتراض الصواريخ الروسية العابرة للقارات الحاملة للرؤوس النووية ذلك عند وجود هذه الصواريخ في أشد مراحل ضعفها، في مرحلة الاندفاع بعد الإطلاق.

في الوقت الراهن تملك روسيا حوالي 300 صاروخ عابر للقارات يمكنها حمل الرؤوس النووية ومن الواضح أن نشر 24 صاروخا اعتراضيا في رومانيا لن يسمح بإنقاذ الولايات المتحدة من ضربة الانتقام النووية. ولكن واشنطن لا تنوي الاكتفاء بهذا العدد ومن المعروف أنه ومع تشغيل القواعد لن يكون من الصعب زيادة عدد منصات الإطلاق وزيادة عدد الصواريخ الاعتراضية فيها. بالإضافة إلى ذلك يمكن لمجمعات منظومة  Aegis أن تطلق الصواريخ الاعتراضية وكذلك صواريخ توماهوك المجنحة الحاملة للرؤوس النووية وهو ما يتعارض مع معاهدة عام 1987.

في الثمانينيات من القرن الماضي نشرت واشنطن في غرب أوروبا صواريخ توماهوك وبيرشينغ لتهدد أهدافا في القسم الاوروبي من الاتحاد السوفيتي، وكانت تحتاج فقط لـ5-8 دقائق لتصيب أهدافها في الجمهوريات السوفيتية حتى جبال أورال. والآن إذا انتشرت صواريخ توماهوك في رومانيا وبولندا فستصبح أقرب إلى المدن الروسية من تلك الفترة بألف كلم أو أكثر وبالتالي سيتقلص زمن وصولها للهدف. هذا يعني أن الوقت سينعدم تقريبا لدى القيادة الروسية، بعد إطلاق مثل هذه الصواريخ، لكي تقرر هل تعرضت البلاد لهجوم نووي أو لا وهل يجب أن تعطي الإشارة بالرد قبل أن يتم تدمير الصواريخ الروسية وهي في قواعدها. وطبعا بعد تقليص عدد الرؤوس القتالية ووسائط حملها وفقا لمعاهدة ستارت الأخيرة، لم يعد هناك أمل بأنه وفي حال الهجوم الأمريكي المفاجئ، ستنجو الكمية الكافية من الصواريخ الروسية لتوجيه الضربة الانتقامية. وهذا بحد ذاته سيزيد من مستوى خطر المواجهة النووية بين روسيا والولايات المتحدة وخاصة وأن الوضع الدولي حاليا في غاية الخطورة لأن الولايات المتحدة لا ترغب الإقرار بانتهاء فترة هيمنتها على العالم وتراهن على استخدام القوة المسلحة للمحافظة على ذلك. ولولا نشر روسيا لوسائل دفاع جوي حديثة جدا في سوريا كانت هذه الاخيرة ستشهد حتما تنفيذ السيناريو الليبي على أراضيها.

تجدر الإشارة إلى أن الجيش الروسي كان قد أعلن عند بدء واشنطن بالترويج لنشر منظومة درعها الصاروخية في أوروبا الشرقية قبل عدة سنوات، أن افضل وسيلة لتلافي الخطر القادم منها هو توجيه ضربات وقائية ضدها بصواريخ " اسكندر"( والآن بواسطة صواريخ كاليبر) في حال قررت القيادة السياسية الروسية أن الحرب واقعة لا محالة.

تدمير قواعد الدرع الصاروخية بواسطة أسلحة غير نووية عالية الدقة، لن يؤدي حتما لحرب نووية مع الولايات المتحدة ولكنه عمليا سيضمن مواجهة عسكرية مع الدول حيث تقع هذه القواعد.

ولكن القيادة الروسية قد تعتبر أن اقتراب القواعد، التي يمكن منها إطلاق صواريخ نووية، بشكل خطير من الحدود الروسية بمثابة التهديد الخطير لوجود الدولة الروسية. وفي هذه الحالة يمكن للقيادة ان تستخدم السلاح النووي وفقا للعقيدة الدفاعية الجديدة حتى لو لم يستخدم الخصم السلاح النووي ضد روسيا.

ولهذا السبب بالذات كان رد الفعل الهستيري على تصريح الرئيس بوتين. هم توقعوا أن الجانب الروسي سيتراجع بعد أن يجد نفسه امام الأمر الواقع ولكن موسكو قبلت التحدي ورفعت مستوى الرهان وهو ما سيفرض على واشنطن حتمية القرار: مواصلة المخاطرة مع احتمال نشوب حريق نووي واسع أو تحكيم العقل والتراجع أمام العالم كله.

المصدر: نوفوستي

موسكو - حول حلف الناتو بعد عام 2014 القارة الأوروبية بكاملها إلى معسكر حربي موحد يشهد المناورات العسكرية  الواحدة تلو الأخرى. وتجري عمليات حشد أنواع جديدة من الأسلحة بالقرب من الحدود الروسية وتزداد وتقوى الحملة الإعلامية الشرسة ضد روسيا في دول الحلف وتجري فعليا عملية شيطنة روسيا في العالم.

ويبدو واضحا حتى للإنسان العادي أن ما يجري ليس إلا عملية تحضير لنزاع مسلح، ولكي تتمكن "الخاصرة الشرقية" للناتو من صد " العدوان الروسي" قرر حلف شمال الأطلسي إقامة بنية عسكرية تحت اسم " Spearhead Force" ( رأس الرمح) وهي تتضمن قوات بحرية وجوية وبرية ووحدات المهمات الخاصة بعدد إجمالي يبلغ 30-40 ألف شخص مع مقرات قيادة في بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا.

ويزيد الناتو من حجم قوته في "الخاصرة الشرقية" عن طريق إرسال المزيد من السفن الحربية إلى البحرين الأسود والبلطيق.

ويجري بشكل مستمر تكوين ما يسمى بقوات " المبادرة" التابعة للحلف وهي تضم حوالي 5 آلاف عسكري، وعليها أن تكون قادرة على الانتشار والعمل خلال 48 ساعة عند الأزمات.

ولكن هناك ملاحظة واحدة مهمة. " رأس الرمح" المذكور، لا يبدو مريعا بتاتا ولا يعتبر بمثابة " ورقة جوكر" مخيفة بالمقارنة مع الترسانة الروسية المسلحة في مقاطعة كالينينغراد المحاذية لأوروبا.

 أجل هناك مدينة روسية على شاطئ البلطيق تستطيع  خلط وتشويش اتجاهات " رماح الناتو" الموجهة ضد روسيا. وهذا أمر يعرفه جيدا جنرالات الحلف.

ونقلت صحيفة Financial Times عن أحدهم القول:" عند محاولة نشر قوات التدخل السريع التابعة للناتو شرق نهر أودر، ستتعرض للهزيمة حتى قبل أن تستعد للقتال".

وقال جنرال آخر:" لدى روسيا مجمعات صاروخية للدفاع الجوي وضد السفن متمركزة على البر وفي البحر وتوجد طائرات حربية مقاتلة في كالينينغراد والمناطق الروسية القريبة. وهذه مشكلة ندركها جيدا ونأخذها بالاعتبار عند التخطيط".

وبالفعل تملك روسيا 3 ألوية نخبة مجهزة بالكامل في المنطقة وتناوب أيضا في كونيغسبرغ مجمعات الدفاع الجوي الصاروخية الأفضل في العالم "إس-400" (تريومف) ومجمعات الصواريخ البالستية من طراز " اسكندر-م" .

سابقا كانت كالينينغراد تعتبر "حلقة ضعيفة" في استراتيجية روسيا الجديدة ولكن تم في الوقت الراهن تعزيزها بشكل كبير وهو ما يجعلها قادرة على جلب الضرر الكبير للخصم إذا تعرضت لأي اعتداء.

ومن نافل القول إن قيادة الناتو تدرك جيدا أنه في حال اندلاع النزاع المسلح مع روسيا، لن تنفع الحلف لا مجموعة التدخل السريع ولن تنقذ أي قطعات كانت، الدول الشرقية من أوروبا على الاقل من الضربة الروسية الماحقة.

ولكن من الواضح أن "رأس الرمح" ليست إلا بنية تشكلت من أجل تأجيج النزاع بين الناتو وروسيا وهي إلى حد ما عبارة عن استعراض للقوة القتالية التي يمكن للحلف نشرها واستخدامها في الاتجاه الضروري عند الحاجة.

ولكن المشكلة تكمن في روسيا ليست دولة ضعيفة بل تملك ترسانة قتالية ضخمة. وأي نزاع مسلح معها لن يكون إلا نزاع شامل وهو أمر يبدو واضحا إن الناتو غير مستعد له لا من الناحية الاقتصادية ولا من الناحية العسكرية.

وذلك يمكن القول إنهم لم يتمكنوا من شحذ رؤوس الرماح بالشكل الذي يسمح لها من اختراق فروة الدب الروسي.

المصدر: warfiles.ru

طهران- أكدت الخارجية الأمريكية معارضتها توريد روسيا منظومات "إس-300" للدفاع الجوي لإيران، معترفة في الوقت ذاته بأن تنفيذ العقد بهذا الخصوص لا يشكل انتهاكا لاتفاقية النووي الإيراني.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة، إليزابيث ترودو، في مؤتمر صحفي عقد الثلاثاء 10 مايو/أيار: "رغم معارضتنا لهذا البيع، فهو لا يشكل انتهاكا للاتفاقية الشاملة حول البرنامج النووي الإيراني (التي وقعتها إيران في يوليو/تموز الماضي مع القوى الكبرى) أو قرار مجلس الأمن الدولي 2231".

وأضافت المسؤولة الأمريكية: "نعلم عن الأنباء حول سير عمليات تصدير روسيا منظوماتهما للدفاع الجوي من طراز إس-300 لإيران، وأعربنا وما زلنا نعرب بوضوح عن اعتراضاتنا لأي مبيعات من هذه المنظومات".

وأشارت ترودو إلى أن "وزير الخارجية الأمريكي بحث هذا الموضوع مرارا خلال محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف"، مؤكدة أن واشنطن تواصل متابعة الوضع حول بيع روسيا "إس-300" لطهران بدقة.

من جهة أخرى، أعلنت ترودو أن الخارجية الأمريكية تنتظر ردا على رسالة من الكونغرس تسعى إلى فرض عقوبات إضافية على إيران بسبب تسلمها منظومات الدفاع الصاروخي من طراز "إس 300" من روسيا.

وقالت المسؤولة الأمريكية، ردا على سؤال حول موقف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من فرض عقوبات على إيران: "لن نسبق مناقشة العقوبات الآن".

من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، في وقت سابق من الثلاثاء، أن قوات الدفاع الجوي الإيرانية تسلمت منظومات "إس- 300" الروسية.

وأوضح دهقان أن الصواريخ باتت بحوزة الدفاع الجوي في قاعدة "خاتم الأنبياء"، التابعة للحرس الثوري، مشيرا إلى أن إيران تعمل على مشروع مشابه داخل البلاد، ومن المتوقع أن يكون جاهزا في غضون السنة القادمة.

وكان دهقان قد صرح، في بداية أبريل/نيسان الماضي، بأن بلاده تسلمت دفعة من منظومات "إس- 300". وتحدثت وسائل الإعلام الإيرانية آنذاك عن أنه تم عرض هذه الصواريخ أمام الجماهير في العرض العسكري خلال الاحتفالات بمناسبة اليوم الوطني للجيش الإيراني.

يذكر أن موسكو وطهران وقعتا، في العام 2007، عقدا خاصا بتوريد 5 كتائب من منظومات "إس – 300" لإيران، لكن الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف (رئيس الوزراء الحالي)، فرض في العام 2010 حظرا على توريد هذه المنظومات للجهة الإيرانية، مستندا إلى قرارات دولية بشأن إيران تم تبنيها بسبب برنامج طهران النووي.

وأدت هذه الخطوة إلى إلغاء العقد الذي بلغت قيمته أكثر من 800 مليون دولار، فيما أعادت روسيا إلى طهران الدفعة المالية التي استلمتها كسلفة على العقد.

ورفعت إيران بسبب عدم تنفيذ العقد دعوى قضائية في هيئة التحكيم الدولية في جنيف مطالبة بتعويض من روسيا يبلغ حوالي 4 مليارات دولار.

وفي أبريل/نيسان من العام 2015، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برفع الحظر المفروض على توريد "إس-300" إلى إيران، وذلك بعد إحراز تقدم حاسم في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني وتوقيع طهران اتفاقية بخصوص مستقبل البرنامج مع الدول الست الكبرى.

وتتهم الولايات المتحدة، التي تعارض شراء إيران نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 300"، طهران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

ومن الخصائص الفريدة لهذه المنظومات تأمين الحماية الذاتية بالإضافة إلى الدفاع الجوي، حيث باستطاعتها مجابهة جميع أنواع الصواريخ ذات المدى المتوسط الموجودة في العالم.

وتبلغ سرعة صواريخها خمسة أضعاف سرعة الصوت وتستطيع ضرب 6 أهداف في آن واحد بـ12 صاروخا على مسافة 400 كلم.

المصدر: وكالات

حلب- قالت مصادر عسكرية إن الجيش التركي قتل 55 من مقاتلي تنظيم "داعش" في قصف شمالي مدينة حلب السورية مساء السبت. القصف دمر ثلاث مركبات وثلاثة تجهيزات صاروخية.

أفادت وسائل إعلام تركية اليوم الأحد (الثامن من مايو/ أيار 2016) بمقتل 55 مسلحا من تنظيم "داعش" في قصف شنه الجيش التركي على مواقع التنظيم شمالي محافظة حلب السورية.

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء عن مصادر عسكرية القول إن طائرات استطلاع تركية حددت، مساء أمس السبت، مواقع للتنظيم في ناحية صوران وقرية براغيدة التابعة لها، وقصفتها بالمدفعية وراجمات الصواريخ. ولفتت المصادر إلى "تدمير ثلاث مركبات عسكرية وثلاث منصات صواريخ وقتل 55 إرهابيا".

وكان مكتب حاكم غازي عنتاب في تركيا قد أعلن أول أمس الجمعة أن جنوداً أتراكاً قتلوا خمسة أشخاص في المحافظة الواقعة بجنوب شرق البلاد لدى محاولتهم العبور إلى سوريا للانضمام لتنظيم "داعش". وأضاف مكتب الحاكم أن القوات اعتقلت خمسة أشخاص آخرين. وتتاخم غازي عنتاب بلدة كلس التركية التي تشهد إطلاقاً متكرراً للصواريخ من أراض في سوريا تسيطر عليها "داعش".

ليبيا- لقي نحو 113 مهاجرا غير شرعي مصرعهم قبالة السواحل الليبية نتيجة غرق قوارب كانت تقلهم في طريق الهجرة إلى أوروبا.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنها أحصت مئات القتلى بين ليبيا وإيطاليا بين يومي الجمعة والاثنين؛ مشيرة إلى أن 84 مهاجرا ما زالوا مفقودين بعد حادث غرق قارب مطاطي بالقرب من جزيرة سيسيليا الإيطالية. بينما أوردت وسائل الإعلام الإيطالية أن قارب صيد إيطاليًا أنقذ 26 شخصا في عرض البحر الأبيض المتوسط بعد تعطل محرك القارب.

الإبحار نحو الموت

وازدادت وتيرة محاولات الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط بشكل غير مسبوق خلال الفترة الماضية؛ حيث لا يمر يوم من دون تسجيل حوادث غرق، أو إنقاذ مجموعة كانت تنوي الوصول إلى أوروبا.

وتأتي ليبيا في مقدمة الدول المصدرة للمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، انطلاقا من الضفة الأخرى لحوض البحر الأبيض المتوسط بفعل حالة الفوضى، التي تعيشها منذ سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي قبل نحو أربع سنوات.

فغياب الدولة المركزية في ليبيا، وعدم وجود قوات خفر سواحل مجهزة لمحاربة الهجرة؛ جعل البلاد مرتعا خصبا لعصابات الاتجار بتهريب البشر، التي تجني أموالا طائلة مقابل تسهيل عبور المهاجرين.

وغالبا ما تنتهي رحلة الهجرة الشاقة بالموت في عرض البحر الأبيض المتوسط؛ حيث يتطلب الوصول إلى إيطاليا انطلاقا من ليبيا قطع مسافة 300 كيلومتر على متن قوارب متهالكة لا تقوى على مواجهة هيجان البحر.  

المعبر الأخير

وتشكل ليبيا حاليا الوجهة الأولى لطالبي اللجوء السري نحو أوروبا؛ حيث تشير تقديرات وزارة الدفاع الفرنسية إلى أن ما لا يقل عن 800 شخص ينتظرون دورهم في رحلة الموت إلى أوروبا، ما يهدد بانفجار الوضع.

هذا الرقم يسير نحو ارتفاع مستمر نتيجة مجموعة من العوامل: فليبيا حلقة وصل بين أوروبا ودول إفريقيا جنوب الصحراء، ولا توجد رقابة على حدودها البرية الشاسعة؛ ما يجعلها طريقا سالكا للمهاجرين القادمين من مالي وتشاد والنيجر والسودان والصومال وغيرها من دول إفريقيا.

كما أن إغلاق أكثر طرق أوروبا ازدحاما بأسراب المهاجرين وهو معبر البلقان، شهر مارس/آذار الماضي، والاتفاق الذي وقعه الاتحاد مع تركيا لوقف تدفق المهاجرين عبر اليونان؛ دفع المرشحين للهجرة إلى البحث عن طريق آخر للوصول إلى القارة العجوز.

هذه المعطيات جعلت السواحل الليبية في المرتبة الأولى من حيث الكثافة العددية للمهاجرين؛ لكنها هي الأولى أيضا من حيث عدد الضحايا بسبب خطورة المغامرة.

لا بد من حل



وإذا كانت دول صربيا وسلوفينيا ومقدونيا تمكنت من إغلاق طريق البلقان، الذي قصده 850 ألف مهاجر خلال العام الماضي فقط، فإن دول أوروبا الواقعة على الطرف المقابل لليبيا من البحر الأبيض المتوسط لم تستطع حتى الآن إغلاق بواباتها البحرية أمام المهاجرين الذين يطرقونها بشكل دائم.

وتبحث كل من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا عن حل جذري لأزمة الهجرة المستفحلة؛ حيث صرح وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك إيرولت بأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، ويجب إيقافه بأي طريقة كانت.

وقد أطلق الاتحاد الأوروبي عملية أطلق عليها اسم "صوفيا" لاعتراض المهاجرين، وإعادتهم من حيث أتوا. ويعتقد الاتحاد أنها أنقذت حياة الألوف من المهاجرين؛ لكنه يريد تعزيزها بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي.

وبعد فشل الاتحاد (حتى الآن) في الحصول على ترخيص من الحكومة الليبية بتنفيذ عمليات داخل المياه الإقليمية الليبية، بدأ بالتفكير في تدريب وحدات من خفر السواحل التابعة لحكومة الوفاق الوطني.

وتشير وثيقة نشرها موقع "شبيغل أونلاين" الألماني إلى أن الاتحاد قد يدرس خيار إنشاء مقرات سرية في ليبيا لتجميع المهاجرين بعد أن امتلأت أماكن الاحتجاز الليبية.

لكن أكثر ما يقلق الأوروبيين في معضلة الهجرة السرية هو نشاط مجموعات إرهابية لجمع أموال الهجرة والتسلح بها من ناحية، ومن ناحية أخرى تهريب انتحاريين إلى أوروبا ضمن قوافل المهاجرين.

عمان- كشف قائد حرس الحدود، العميد الركن صابر المهايرة، عن ضبط طير حمام زاجل، كان تنظيم داعش الإرهابي أرسله إلى شخص مقيم في الأردن، مزودا برسالة فيها رقم هاتف أردني.

كما كشف خلال مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، في مبنى قيادة حرس الحدود بمنطقة خو في محافظة الزرقاء، عن ضبط طائرة تجسس موجهة أيضا من تنظيم داعش إلى الأراضي الأردنية.

وأشار العميد الركن المهايرة إلى وجود مصادر معلوماتية داخل مخيم في منطقة الرقبان على الحد الشمالي الشرقي، تعمل لحساب تنظيم داعش لكنه أشار كذلك إلى أنها لا تشكل أي خطر أمني على الأردن، وفي حال شكلت أي تهديد سيتم التعامل معه.

وقال إنه يوجد في مخيم الرقبان الذي يقع على مساحة 21 كم ومقسم إلى 3 مناطق، 59 ألف لاجئ سوري أغلبهم يرغب في العبور إلى الأردن، وإن العدد في ازدياد.  

وأشار المهايرة إلى منطقة يتواجد فيها "تجار الحرب" الذين يستغلون اللاجئين، ومنطقة أخرى تتواجد فيها مصادر استخباراتية لتنظيم داعش معظمهم من منطقتي تدمر والرقة.

وأضاف أنه تم التفاهم وإبلاغ جميع الفصائل المتواجدة قرب الحدود الأردنية الشمالية والشمالية الشرقية والشرقية الابتعاد عن الحدود مسافة 7 كم وذلك حماية للأراضي الأردنية، منوها إلى أن أي فصيل أو تنظيم يدخل في هذه المسافة سيتم الرد عليه بحزم.

 

الرياض-بترا- عقد جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، في العاصمة الرياض، مباحثات تناولت مستجدات الأوضاع الإقليمية، وسبل التعامل معها في إطار تعزيز أمن واستقرار المنطقة، وبما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، إضافة إلى بحث العلاقات الراسخة بين البلدين وسبل تعزيزها.
وصدر، في ختام مباحثات الزعيمين، بيان مشترك، فيما يلي نصه: "انطلاقا من العلاقات التاريخية الراسخة التي تربط المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقتين، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، فقد قام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية بزيارة المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء 20/7/1437 هجرية الموافق 27/4/2016 ميلادية.  وقد عقد اجتماع بين الجانبين جرى فيه بحث مجمل الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة، إضافة إلى الأحداث الإقليمية والدولية. كما بحث الجانبان آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها.
وبناء على ما تم الاتفاق عليه - في ضوء ما تضمنه البيان المشترك الصادر يوم الاثنين 4/7/1437 هجرية الموافق 11/4/2016 ميلادية - خلال الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى المملكة الأردنية الهاشمية، تلبية لدعوة كريمة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
 وبناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ورغبة من البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بينهما في المجالات كافة، فقد تم توقيع محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني في مدينة الرياض يوم الأربعاء 20/7/1437 هجرية الموافق 27/4/2016 ميلادية، ويرأس الجانب السعودي في المجلس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، كما يرأس الجانب الأردني دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور.

ويهدف المجلس إلى تنمية وتعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في المجالات المشار إليها في البيان المشترك، الصادر في 4/7/1437 هجرية الموافق 11/4/2016 ميلادية، كما يهدف إلى التشاور والتنسيق السياسي في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وإلى تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مختلف المجالات، وبما يحقق تطلعات القيادتين والشعبين الشقيقين.
وسيعقد المجلس اجتماعاته بشكل دوري بالتناوب بين البلدين، وفقا لما هو محدد في محضر إنشاء المجلس.
وقد أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على ما لقيه ومرافقيه من حسن استقبال وكرم الضيافة في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية".
ووقع المحضر عن الجانب الأردني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، وعن الجانب السعودي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار عبيد مدني.
وأكد الزعيمان، خلال مباحثات موسعة بحضور كبار المسؤولين في كلا البلدين، حرصهما الكبير على تمتين العلاقات الأردنية السعودية في كل ما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
وشددا على أن التعاون بين البلدين استراتيجي وأساسي، وأن ما يهم الأردن والسعودية واحد، وأن أمنهما مشترك.
ووجه جلالة الملك عبدالله الثاني، في ختام المباحثات، دعوة إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين لزيارة بلده الثاني الأردن.
وجرى لجلالة الملك، لدى وصوله قصر اليمامة، في العاصمة الرياض، مراسم استقبال رسمي، حيث استعرض الزعيمان حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلام الملكي لكلا البلدين.
وكان في الاستقبال، في قصر اليمامة، عدد من أصحاب السمو الأمراء في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وكبار رجال الدولة من مدنيين وعسكريين.
ورافق جلالته في الزيارة، وحضر المباحثات، رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، والمبعوث الخاص لجلالة الملك إلى المملكة العربية السعودية الدكتور باسم عوض الله، ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور جعفر حسان، ووزير التخطيط والتعاون الدولي عماد فاحوري، والسفير الأردني في الرياض جمال الشمايلة.
فيما حضرها عن الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز آل سعود، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الأمير خالد بن فيصل بن تركي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن، ووزير المالية الدكتور ابراهيم العساف، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، رئيس بعثة الشرف المرافقة لجلالة الملك عبدالله الثاني، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار عبيد مدني.
وأقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة غداء تكريما لجلالة الملك عبدالله الثاني والوفد المرافق لجلالته، حضرها كبار المسؤولين في البلدين.
وكان في مقدمة مستقبلي جلالته، في المطار، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية.
كما كان في الاستقبال عدد من أصحاب السمو الأمراء، وكبار المسؤولين السعوديين، والسفير الأردني في الرياض وأركان السفارة.

وكان جلالته قد وصل اليوم الاربعاء الى الرياض في زيارة للسعودية حيث كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مقدمة مستقبليه بمطار  قاعدة الملك سلمان الجوية.

كما كان في استقبال جلالته الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والأمير خالد بن فيصل بن تركي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد الوزير المرافق، ورئيس المراسم الملكية خالد بن صالح العباد، وأمين منطقة الرياض المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، وسفير الأردن لدى المملكة جمال الشمايلة.

وعقب استراحة قصيرة في صالة التشريفات بالمطار، رافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الملك عبدالله الثاني في موكب رسمي إلى مقر الديوان الملكي.

 

الرياض- يزور الرئيس الأميركي باراك أوباما، اليوم الأربعاء، السعودية للبحث في تعزيز جهود مكافحة المتطرفين، وملفي النزاع في سورية واليمن، ومحاولة ترطيب أجواء العلاقات بين الحليفين التقليديين.
ومن المتوقع ان تحط الطائرة الرئاسية الاميركية قرابة الظهر في الرياض، قبيل لقاء مرتقب بين اوباما والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، على ان يشارك الرئيس الاميركي الخميس في قمة لدول مجلس التعاون الخليجي تستضيفها المملكة.
وشهدت الولاية الثانية لأوباما محطات تباين عدة بين الرياض وواشنطن، منها امتناع الرئيس الاميركي في اللحظة الاخيرة في صيف العام 2013، عن توجيه ضربات لنظام الرئيس بشار الاسد الذي تعد الرياض من ابرز الداعمين للمعارضة المطالبة برحيله، والاتفاق الذي توصلت اليه الدول الكبرى مع ايران، الخصم الاقليمي اللدود للسعودية، حول ملف طهران النووي، في صيف العام 2015.
وسعى البيت الابيض الى إبراز اهمية العلاقة بين واشنطن والرياض التي تعود الى سبعين عاما، نافيا ان تكون الزيارة مجرد فرصة لالتقاط صورة تذكارية بين المسؤولين السعوديين، والرئيس الاميركي الذي تنتهي ولايته مطلع السنة المقبلة.
وقال مستشار اوباما بن رودس "العلاقة كانت دائما معقدة.. الا انه ثمة دائما قاعدة تعاون حول المصالح المشتركة، لاسيما منها مكافحة الارهاب".
وتأمل دول مجلس التعاون في زيادة الدعم العسكري الاميركي، لاسيما في مواجهة "التدخلات" الايرانية التي باتت من ابرز هواجس دول الخليج خصوصا السعودية.
وعشية بدء زيارة اوباما، وصل وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر الى الرياض. وقال مسؤول اميركي كبير على هامش الزيارة، ان بلاده تقترح على دول الخليج تكثيف التعاون في مجال الدفاع، خصوصا تدريب القوات الخاصة وتنمية القدرات البحرية لمواجهة نشاطات "زعزعة الاستقرار" الايرانية.
وتقول لوري بلوتكين بوغارت، الباحثة في برنامج سياسة الخليج في معهد الشرق الاوسط لسياسات الشرق الادنى في واشنطن، ان "مصدر القلق الرئيسي للمملكة العربية السعودية هو ان ايران تتدخل في شؤونها الداخلية، وتعمل مع معارضين لاضعاف الحكومة".
وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران مطلع كانون الثاني (يناير) اثر مهاجمة بعثات دبلوماسية لها في ايران من قبل محتجين على اعدام الشيخ السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.
ويأمل قادة دول الخليج في ان يوجه اوباما من الرياض، رسالة حازمة لطهران، لاسيما بعد تصريحات ادلى بها مؤخرا، واثارت موجة انتقادات غير مسبوقة في الصحافة السعودية.
فقد قال اوباما في مقابلة مطولة مع مجلة "ذي اتلانتيك" الشهر الماضي ان "المنافسة بين السعودية وايران التي ساهمت في الحرب بالوكالة وفي الفوضى في سورية والعراق واليمن، تدفعنا الى ان نطلب من حلفائنا ومن الايرانيين ان يجدوا سبيلا فعالا لاقامة علاقات حسن جوار ونوع من السلام الفاتر".
ويقول الباحث في معهد كارنيغي فريدريك ويري "اعتقد ان الولايات المتحدة قلقة منذ مدة طويلة، من الطريقة التي يتصرف بها السعوديون في المنطقة. وهذا الرئيس (اوباما) عبر عن ذلك بطريقة مباشرة اكثر من الذين سبقوه".
الا ان التباين حول الملفات الاقليمية ليس نقطة الخلاف الوحيدة حاليا بين واشنطن والرياض. فالكونغرس الاميركي يبحث مشروع قرار يجيز للقضاء الاميركي النظر في دعاوى قد ترفع اليه، تطال الحكومة السعودية او مسؤولين، على دور مفترض لهم في احداث 11 ايلول (سبتمبر) 2001.
وأكد اوباما الاثنين معارضته مشروع القرار هذا.
وافادت صحيفة "نيويورك تايمز" الاسبوع الماضي ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حذر من ان اقرار المشروع سيدفع السعودية لبيع سندات خزينة اميركية بمئات مليارات الدولارات، وسحب استثمارات من الولايات المتحدة.
كما يدور نقاش في الولايات المتحدة حول ما اذا كان يجب رفع التصنيف السري عن 28 صفحة من تقرير حوادث نيويورك وواشنطن الصادر عن لجنة تحقيق تابعة للكونغرس. ويعتقد ان هذه الصفحات تتطرق الى ادوار محتملة لحكومات وكيانات اجنبية في الهجمات التي نفذها تنظيم القاعدة، وكان غالبية منفذيها يحملون الجنسية السعودية.
وتأمل الادارة الاميركية في الا تؤثر هذه الخلافات على تركيزها الاساسي، وهو مكافحة المتطرفين خصوصا تنظيم داعش. والرياض جزء من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ صيف 2014 ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات من سورية والعراق.
الا ان السعودية منشغلة منذ آذار (مارس) 2015، بقيادة تحالف داعم للحكومة اليمنية ضد المتمردين. وافاد المتطرفون ايضا من هذا النزاع لتعزيز نفوذهم في اليمن.
وترى واشنطن ان حل النزاع في سورية واليمن سيساهم في التركيز على مكافحة المتطرفين. الا ان محاولات التوصل الى حلول في هذين البلدين تواجه عقبات عدة، خصوصا هذا الاسبوع مع تعثر المفاوضات السورية في جنيف، والمباحثات اليمنية في الكويت.
على صعيد آخر، طالبت منظمة العفو الدولية في بيان، اوباما بطرح مسألة حقوق الانسان و"خنق" اصوات المعارضين في السعودية والخليج.
وقالت ان "اسكات هذه الاصوات.. بات روتينا في دول مجلس التعاون الخليجي".-(ا ف ب)

القاهره - عقد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي مؤتمرا صحفيا في القاهرة، شكل ملف حقوق الإنسان أحد محاوره الرئيسية مع الإشارة إلى العلاقات "الوطيدة" بين البلدين

بدأ الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الأحد (17 أبريل/ نيسان 2016) زيارة دولة للقاهرة قادما من لبنان، تستمر يومين يؤكد فيها دعمه لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، على أن يتم بحث مسألة الأمن في الشرق الأوسط وملفات تجارية ثنائية.

وبعد استقبال رسمي لأولاند في قصر القبة في القاهرة، عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا، تطرق فيه الرئيس الفرنسي إلى ضرورة احترام حقوق الانسان لأنها "أيضا وسيلة لمكافحة الإرهاب".

وقال أولاند إن مكافحة الإرهاب "تفترض حزما ولكن أيضا دولة، دولة قانون، هذا ما تقصده فرنسا حين تتحدث عن حقوق الإنسان. حقوق الإنسان ليست أمرا مفروضا، إنها أيضا وسيلة لمكافحة الإرهاب".

وكان لا بد لأولاند التطرق إلى ملف حقوق الإنسان بعد أن واجه انتقادات من قبل منظمات حقوقية بتغاضي باريس عن الانتهاكات التي تشهدها مصر في عهد عبد الفتاح السيسي.

وبعد أن تحول سجل حقوق الإنسان إلى محور المؤتمر الصحافي للرئيسين، دافع الرئيس المصري عن سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان، مشيرا إلى الظروف التي تمر بها المنطقة ومؤكدا على حرص مصر أن تكون "دولة قانون تحترم حقوق الإنسان".


    بدأت احداث "الربيع العربي" في تونس بمدينة سيدي بوزيد بعد أن احرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على مصادرة عربته مصدر رزقه، فخرج الشباب والعاطلون عن العمل وعمال النقابات متظاهرين محتجين ونجحوا في وقت قياسي في اسقاط حكومة زين العابدين بن علي الذي فرّ من البلد الى السعودية .



وإلى جانب التأكيد على مستوى العلاقات الثنائية "الوطيدة" بين البلدين، قال السيسي إن "لقائي مع الرئيس أولاند يكتسي أهمية خاصة في ظل خطورة التهديدات الإرهابية التي أصبحت تواجهنا جميعا سواء في منطقة الشرق الأوسط أوأوروبا، الأمر الذي بات يستلزم توثيقا أكبر للجهود المبذولة لمواجهة التحديات وتعاونا أكثر لفهم طبيعتها واستكشاف سبل مواجهتها بنجاح".

وأعرب السيسي عن ثقته في أن المباحثات التي ستجرى بين مختلف المسئولين المصريين مع نظرائهم الفرنسيين خلال هذه الزيارة، ستثمر عن تطوير العلاقات حتى تصل لتحقيق غايات الشعبين.

وأضاف أن الرئيس الفرنسي سجل أثناء المباحثات اهتمامه وحرصه على موضوع حقوق الإنسان في مصر والحريات ليضيف السيسي: "أنتهز هذه الفرصة وأقول لأولاند أننا حريصون على أن نؤكد أننا دولة مدنية حديثة وحريصون على أن يكون هناك مفهوم أوسع وأعمق لمفهوم الحريات وحقوق الإنسان في مصر".

و.ب/س.ك (رويترز، أ ف ب، د ب أ)