واشنطن -قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر غزو أوكرانيا خلال أيام وذلك بعد أن طلب الانفصاليون الذين تدعمهم موسكو المدنيين مغادرة المناطق الانفصالية في حافلات في خطوة يخشى الغرب أنها جزء من ذريعة لشن هجوم.
وفي واحدة من أسوأ أزمات ما بعد الحرب الباردة تريد روسيا منع انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي وتتهم الغرب بالهستيريا وقالت إنه ليس لديها خطط للغزو بينما تصر الولايات المتحدة وحلفاؤها على استمرار الحشد العسكري.
وقالت شركة الصور الأمريكية ماكسار يوم الجمعة إن صور الأقمار الصناعية تظهر نشاطا عسكريا في مواقع متعددة عبر روسيا البيضاء وشبه جزيرة القرم وغرب روسيا بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وقالت ماكسار إن الصور تظهر انتشارا ضخما جديدا لطائرات هليكوبتر في شمال غرب روسيا البيضاء ونشر مجموعة قتالية للدبابات وناقلات جنود ومعدات دعم في مطار ميليروفو الواقع على بعد 16 ميلا من الحدود الأوكرانية.
وانطلقت صفارات الإنذار في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين يوم الجمعة بعد أن أعلن زعماء المتمردين هناك إجلاء مئات الآلاف من الأشخاص إلى روسيا.
وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض “لدينا ما يدعونا للاعتقاد بأن القوات الروسية تخطط وتنوي مهاجمة أوكرانيا في الأسبوع المقبل ، في الأيام المقبلة”.
وأضاف ” إنني مقتنع في هذه اللحظة بأنه اتخذ هذا القرار”.
وقالت المخابرات العسكرية الأوكرانية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إن القوات الخاصة الروسية زرعت متفجرات في منشآت البنية التحتية الاجتماعية في دونيتسك وحثت السكان على البقاء في منازلهم. ولم يرد جهاز الأمن الاتحادي الروسي على الفور على طلب للتعليق.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية في وقت لاحق عن مراسلين على الأرض قولهم إن انفجارين وقعا في مدينة لوهانسك الرئيسية في جمهورية لوهانسك الشعبية الانفصالية في أوكرانيا وإن حريقا شب في جزء من خط أنابيب الغاز في المنطقة.
وفي وقت سابق اتهم دينيس بوشلين الزعيم الانفصالي في دونيتسك أوكرانيا بالاستعداد لمهاجمة المنطقتين قريبا وهو اتهام وصفته كييف بأنه باطل. ولم يقدم بوشلين أي أدلة تدعم ما قاله. وردا على سؤال حول الإجلاء قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنه “مثال جيد” لما تخشاه واشنطن.
وقالت للصحفيين “توقعنا … منذ فترة طويلة أن يشارك الروس في ذرائع أو خطوات من شأنها أن تضع أساسا لأي حرب أو لإثارة الارتباك أو نشر معلومات مضللة على الأرض.”
وبعد ساعات من إعلان الإجلاء انفجرت سيارة جيب أمام مبنى حكومي للمتمردين في مدينة دونيتسك عاصمة المنطقة التي تحمل نفس الاسم.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن السيارة خاصة بمسؤول انفصالي.
وسيطر المتمردون المدعومون من روسيا على مساحات شاسعة من شرق أوكرانيا في عام 2014 وهو نفس العام الذي ضمت فيه موسكو منطقة القرم الأوكرانية. وتقول كييف إن أكثر من 14 ألف شخص لقوا حتفهم منذ ذلك الحين في الصراع في الشرق.
ومع إظهار الكرملين قدرته العسكرية على عدة جبهات من المقرر أن يشرف الرئيس الروسي على مناورات قوات الصواريخ النووية الاستراتيجية يوم السبت.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي يوم الجمعة إن ما بين 40 و 50 في المئة من القوات الروسية الموجودة قرب الحدود مع أوكرانيا اتخذت “مواقع هجومية”.
وتخشى الدول الغربية نشوب صراع إذا غزت روسيا أوكرانيا على نطاق لم يحدث في أوروبا على الأقل منذ حربي يوغوسلافيا والشيشان في التسعينيات واللتين أسفرتا عن سقوط مئات القتلى وتشريد الملايين.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه يوجد ما يقرب من 150 ألف جندي روسي على الحدود من بينهم نحو 125 كتيبة تكتيكية.
وقال إن نسبة القوات الموجودة في مواقع هجومية أعلى مما كان معروفا من قبل وتشير إلى أن تلك الوحدات الروسية يمكن أن تهاجم أوكرانيا دون سابق إنذار.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يوم الجمعة إنها لا تعتقد أن قيام روسيا بغزو كامل لأوكرانيا هو السيناريو الأكثر ترجيحا ولكنها أوضحت أن روسيا قد تدبر انقلابا هناك.
وقالت أمام مؤتمر ميونيخ للأمن “سيناريو الغزو الكامل ربما يكون ممكنا، لكنني لست متأكدة من أنه السيناريو الأكثر ترجيحا”.
وأضافت “ما يثير مخاوفي أكثر هو أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو (عملية) مستترة أو انقلاب” أو أشياء من قبيل هجوم إلكتروني أو هجوم على البنية التحتية لأوكرانيا.
وقالت كييف أيضا إن حدوث غزو كامل أمر غير مرجح.
ومنذ الإطاحة برئيس موال لروسيا أجرت أوكرانيا مناورات عسكرية مشتركة مع حلف شمال الأطلسي وسلمت أسلحة تضمنت صواريخ جافلين الأمريكية وطائرات تركية مسيرة.
ويقول بوتين إن علاقات أوكرانيا المتنامية مع الحلف يمكن أن يجعلها نقطة إطلاق للصواريخ التي تستهدف روسيا.
ومع تفاقم يدرس الغرب أيضا خياراته غير العسكرية.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض يوم الجمعة، في تأكيد لتقرير لرويترز، إن أي حزمة عقوبات مبدئية يتم فرضها في حالة حدوث غزو لن تشمل على الأرجح حظر روسيا من نظام سويفت المالي.
وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون، وسط خلافات داخل الاتحاد الأوروبي، إنه لم يتم الاتفاق على الطريقة التي ينبغي أن يرد بها الحلفاء على أي اعتداءات خلاف الغزو الشامل.
وقال دبلوماسي رفيع إن “الدول الأقرب إلى روسيا مثل المجر ستعارض فرض أي عقوبات دون حدوث غزو عسكري”.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه يتعين على الغرب إظهار تضامن بشكل قاطع إذا أراد إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم غزو أوكرانيا.
وأدلى جونسون بهذه التصريحات مع بدء مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الجمعة والذي سيستمر ثلاثة أيام وتهيمن عليه الأزمة الأوكرانية وستحضره شخصيات بارزة من بينهم نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج.
وقال جونسون في بيان قبيل زيارته لميونيخ “لا تزال هناك فرصة لتجنب إراقة دماء لا داعي لها لكن ذلك سيتطلب إظهار تضامن غربي بشكل قاطع يتجاوز أي شيء رأيناه في التاريخ الحديث”.
وأضاف “على الحلفاء أن يتحدثوا بصوت واحد كي يؤكدوا للرئيس بوتين الثمن الباهظ الذي سيدفعه نظير أي غزو روسي آخر لأوكرانيا. لا يزال بإمكان الدبلوماسية أن تسود”.-(رويترز)
برلين - أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، أن صخرة فضائية ضخمة تتجه نحو الأرض هذا الأسبوع، على الرغم من أنه من غير المرجح اصطدامها بها.
وتقول ناسا إن الكويكب 2022 BH7 سيقترب من الأرض يوم الجمعة 18 فبراير، ومن المتوقع أن يكون بحجم مبنى إمباير ستيت الشهير في نيويورك.
ولحسن الحظ، فإنه في طريقه للتحليق بأمان عبر كوكبنا ولا يشكل أي تهديد للحياة على الأرض.
وفي حالة حدوث اصطدام، سيكون الكويكب 2022 BH7 كبيرا بما يكفي لتدمير قارة بأكملها.
وقدّم مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا ملخصا عن الصخور الفضائية في قاعدة البيانات الخاصة بالأجسام القريبة من الأرض (NEO) على الإنترنت.
وتتعقب المنصة أي شيء يمر ضمن مسافة 120 مليون ميل من الأرض - وهي مسافة قريبة نسبيا وفقا لمعايير الوكالة الفضائية.
ويتتبع العلماء آلاف الأجسام القريبة من الأرض لرصد ما إذا كانت في مسار تصادم مع كوكبنا.
وإذا كانت هناك فرصة ضئيلة لتصطدم بالأرض وتتسبب في أضرار جسيمة في المستقبل، فسيتم تصنيفها على أنها "خطر محتمل".
واكتشف الكويكب 2022 BH7 في وقت سابق من هذا العام ويعتقد أن عرضه يتراوح بين 170 و380 مترا.
ووفقا لوكالة ناسا، ستمر صخرة الفضاء بالأرض على مسافة آمنة تبلغ 2.3 مليون ميل. وهذا ما يقارب ستة أضعاف المسافة بين الأرض والقمر، لذلك ليس هناك داع للقلق.
ويتتبع علماء الفلك حاليا أكثر من ألفي جسم قريب من الأرض بحجم أكبر من كيلومتر واحد – وهي بذلك كبيرة بما يكفي للتسبب في انقراض جماعي.
ولم تشهد الأرض كويكبا ذا نطاق مروع منذ صخرة الفضاء التي قضت على الديناصورات قبل 66 مليون سنة.
ومع ذلك، فإن الأجسام الصغيرة القادرة على تدمير مدينة بأكملها تصطدم بالأرض بين الحين والآخر. بينها انفجار نيزكي دمر نحو 800 ميل مربع (نحو 2000 كم مربع) من الغابات بالقرب من تونغوسكا في سيبيريا في 30 يونيو 1908.
ولحسن الحظ، لا تعتقد وكالة ناسا أن أيا من الأجسام القريبة من الأرض التي تراقبها في مسار تصادم مع كوكبنا، إلا أن ذلك قد يتغير في الأشهر أو السنوات القادمة، لذلك، تقوم وكالة الفضاء الأمريكية بمراجعة المسارات المتوقعة للأجسام باستمرار.
وتقول الوكالة: "ناسا لا تعلم بوجود كويكب أو مذنب في مسار تصادم مع الأرض حاليا، لذا فإن احتمال حدوث تصادم كبير ضئيل للغاية. وفي الحقيقة، أفضل ما يمكن أن نقول، ليس من المحتمل أن يضرب أي جسم كبير الأرض في أي وقت في بضع مئات من السنين القادمة".
وحتى لو اصطدمت بكوكبنا، فإن الغالبية العظمى من الكويكبات لن تمحو الحياة كما نعرفها.
وقالت وكالة ناسا إن "الكوارث العالمية" تحدث فقط عندما تصطدم أجسام يزيد ارتفاعها عن 900 متر بالأرض.
المصدر: ذي صن
أوسلو -يودع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، الاثنين، نحو 8 آلاف عينة بذور محاصيل، في مخزن طوارئ عالمي بُني في منطقة جبلية بالقطب الشمالي، لحفظ بذور محاصيل الأرض من الحروب، والأمراض، والكوارث الأخرى.
ويستقبل القبو، الاثنين، بذوراً لمحاصيل مثل الدخن (الذرة العويجة)، والذرة الرفيعة (السرجوم)، والقمح (الحنطة)، وذلك كعينات احتياطية من بنوك جينات دول السودان وأوغندا ونيوزيلندا وألمانيا ولبنان.
ويسمى المخزن الموجود على جزيرة سبتسبرجن، الواقعة في المنتصف تقريباً بين البر الرئيسي للنرويج والقطب الشمالي، بـ"قبو سفالبارد العالمي للبذور"، ولا يتم فتحه إلا بضع مرات في السنة للحد من تعرض مخزوناته للعالم الخارجي.
ولا تخرج عينات من القبو الذي يحوي نحو 1.1 مليون عينة بذور لقرابة 6 آلاف نوع من النباتات أرسلها 89 بنكاً حول العالم، إلا إذا كان الهدف إرسالها للبنك الذي خرجت منه أول مرة.
وجرى نقل مركز "إيكاردا"، عام 2012، من مقره في حلب السورية، إلى العاصمة اللبنانية بيروت بسبب الحرب الأهلية السورية، وكان المركز أول من سحب عينات من المخزن العالمي في 2015 لتعويض مجموعة تضررت بسبب الحرب.
كما أجرى البنك عمليتي سحب إضافيتين في 2017 و2019 لإعادة بناء مجموعته الخاصة التي يحتفظ بها في لبنان والمغرب.
وقالت وزيرة التنمية الدولية النرويجية آن باثه تفينراي، إن إعادة بناء مجموعة البذور التي دُمرت في سوريا خلال الحرب الأهلية بشكل منهجي، تُظهر أن "القبو يعمل كضمانة لإمدادات الغذاء الحالية والمستقبلية ولضمان الأمن الغذائي المحلي".
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
جو لوريا – (كونسورتيوم نيوز) 4/2/2022
تقوم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بنصب الأسلحة في أوكرانيا. وتقول كييف إنها لا تخطط لشن هجوم على دونباس، ولكن في حال فرضت واشنطن هجوما، فسيكون أمام موسكو قرار مهما لتتخذه.
* * *
تعتمد خطط الولايات المتحدة لإضعاف روسيا من خلال فرض عقوبات أو جلب إدانة عالمية لموسكو على هستيريا واشنطن بشأن حدوث غزو روسي لأوكرانيا.
في مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم الثلاثاء، (الأول من شباط/ فبراير)، قال فلاديمير بوتين:
“ما زلت أعتقد أن الولايات المتحدة ليست قلقة بشأن أمن أوكرانيا، على الرغم من أنهم ربما يفكرون به على الهامش. إن هدفها الرئيسي هو احتواء تطور روسيا ونموها. هذا كل ما في الأمر. وبهذا المعنى، فإن أوكرانيا هي مجرد أداة للوصول إلى هذا الهدف. يمكن القيام بذلك بطرق مختلفة: من خلال جرنا إلى بعض النزاعات المسلحة، أو إجبار حلفائها في أوروبا على فرض عقوبات صارمة علينا كما تتحدث الولايات المتحدة اليوم”.
وفي مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين، قال مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا: “يقول زملاؤنا الغربيون إن وقف التصعيد ضروري، لكنهم أول من يزيد التوتر ويشدد الخطاب ويصعد الموقف. الأحاديث عن حرب وشيكة هي استفزازية في حد ذاتها. قد يبدو الأمر وكأنكَ تطلب ذلك، وتريده وتنتظر قدومه، كما لو أنك تريد لمزاعمك أن تتحقق”.
حتى أن هوس الحرب الذي تثيره وسائل الإعلام الأميركية والبريطانية يذكّر بتحذير زبيغنيو بريجنسكي من أن “إثارة الهستيريا المعادية لروسيا… يمكن أن يصبح في النهاية نبوءة محقِقة لذاتها”.
من دون حدوث غزو تبدو الولايات المتحدة ضائعة: لا عقوبات، ولا استهجان عالمي، ولا إضعاف لروسيا. فإذا كانت الولايات المتحدة تحاول إغراء روسيا بالوقوع في فخ في أوكرانيا، فكيف يمكن أن يبدو ذلك؟
هجوم على دونباس
تقول أوكرانيا إنها لا تخطط لشن هجوم على مقاطعتي لوهانسك ودونيتسك الانفصاليتين المتاخمتين لروسيا في الشرق. ولكن، قبل عشرة أيام فقط من تاريخ هذا المقال، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي متحدثاً إلى جهاز المخابرات الأجنبية الأوكراني:
“لقد تعلمنا احتواء التهديدات الخارجية. وقد حان الوقت لأن نبدأ بأعمال هجومية تهدف إلى تأمين مصالحنا الوطنية. إن مواطنينا متحدون في الرغبة في استعادة أراضيهم”.
قال جو بايدن إن الغزو الروسي سيأتي في شباط (فبراير)، عندما تتجمد الأرض. ولكن، قد يكون هذا هو الوقت المناسب أيضًا لهجوم تشنه كييف لاستعادة مقاطعتي الدونباس. وتقوم دول الناتو بصب أسلحة في أوكرانيا بدعوى الدفاع عنها ضد “الغزو”. لكن نقل الأسلحة يمكن أن يكون، بدلاً من ذلك، تحضيراً لهجوم تشنه أوكرانيا بأوامر من واشنطن. ومنذ الانقلاب المدعوم من الولايات المتحدة في العام 2014، تدير الولايات المتحدة البلد بشكل أساسي، ويعمل جميع القادة الأوكرانيين، بمن فيهم زيلينسكي، من أجل إرضاء رئيس الولايات المتحدة.
سوف تكون الأرض قد تجمدت أيضاً لقوات كييف في شباط (فبراير)، وهو شهر الانقلاب في العام 2014 الذي وقع بينما كان بوتين في سوتشي لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. وهو الآن في بكين لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية للعام 2022، بعيدًا عن مركز القيادة في موسكو. (كانت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للعام 2008 في بكين هي أيضًا الوقت الذي شنت فيه جورجيا حربها مع روسيا ضد مقاطعاتها المنشقة، بأمر من الولايات المتحدة).
عندما صعَّدت كييف هجماتها ضد دونباس في آذار (مارس) وتشرين الأول (أكتوبر) 2021، زادت روسيا في هذين الوقتين انتشار قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية، وهو ما فسرته واشنطن هذه المرة على أنه خطط لغزو “وشيك”.
وهو غزو تحتاجه الولايات المتحدة بالتأكيد لتنفيذ خططها لإضعاف روسيا (وفي النهاية استبدال بوتين بقائد مرن على غرار بوريس يلتسين). وبما أن موسكو لم تهدد علنًا بتنفيذ مثل هذا الغزو، يبدو أن الولايات المتحدة تعمل على ابتكار طرق للحصول عليه.
“المؤامرة” الروسية
يوم الخميس، الثالث من شباط (فبراير)، سربت المخابرات الأميركية ما قالت أنه مخطط شيطاني وضعته روسيا من أجل افتعال استفزاز في دونباس، أو حتى على الأراضي الروسية نفسها، لتوفير ذريعة لغزو. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” التفاصيل الرهيبة لهذه المؤامرة المفترضة:
“تتضمن المؤامرة -التي تأمل الولايات المتحدة إفسادها من خلال الإعلان عنها- شن وتصوير هجوم مفبرك من الجيش الأوكراني، إما على الأراضي الروسية أو ضد الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا.
“وقال مسؤولون إن روسيا تعتزم استخدام الفيديو المصوّر لاتهام أوكرانيا بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الناطقين بالروسية. وبعد ذلك، ستستخدم الغضب الذي يثيره الفيديو لتبرير هجوم أو لجعل القادة الانفصاليين في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا يدعون إلى تدخل روسي.
“وقال المسؤولون إن الفيديو كان يجب أن يكون مفصلا، مع وجود خطط لتضمينه صوراً مروعة للتداعيات المرحلية المليئة بالجثث في أعقاب انفجار ولقطات لمواقع مدمرة. وقالوا إن الفيديو كان سيشمل أيضًا صور معدات عسكرية أوكرانية مزيفة، وطائرات تركية من دون طيار، وممثلين يلعبون دور النادبين من الناطقين بالروسية”. (انتهى الاقتباس).
لكن ما لم يُقل، بطبيعة الحال، هو أن بإمكان الولايات المتحدة حمل كييف على شن هجوم فعلي، حتى داخل روسيا، ثم الادعاء بأن ما حدث كان هجوماً مفبركاً، في محاولة لدفع التدخل الروسي.
وكالعادة، رفض “مسؤولو المخابرات” الأميركيون تقديم أي دليل على وجود مثل هذه المؤامرة. وذكرت الصحيفة أن “المسؤولين لن يفرجوا عن أي دليل مباشر على الخطة الروسية، أو يحددوا كيف علموا بها، قائلين إن من شأن ذلك أن يعرض مصادرهم ووسائلهم للخطر”.
ودفع ذلك مات لي، مراسل وزارة الخارجية لوكالة “أسوشييتد برس” إلى خوض هذا الحوار مع المتحدث نيد برايس يوم الخميس الماضي. ولأن برايس لم يكن قادرا على تقديم أي دليل، لجأ إلى تشويه سمعة لي باعتبار أنه يجد “عزاءا” في المعلومات الروسية.
نشر موقع “ذا هيل” على تويتر:
المراسل: “إنه إجراء تقول إنهم اتخذوه، لكنك لم تظهر أي دليل يؤكد ذلك. […] هذا يشبه عمل –فاعلي الأزمة؟ حقاً؟ إنه شيء منطقة أليكس جونز (1) هو الذي تلمح إليه الآن”.
وأجاب برايس: “إذا كنت تشك في مصداقية الحكومة الأميركية، والحكومة البريطانية، والحكومات الأخرى، وتريد، كما تعلم، أن تجد العزاء في المعلومات التي ينشرها الروس، فأنت حر في ذلك”.
وإذن، إذا جاء الهجوم هذا الشهر بحادث مفبرك أو من دونه، فكيف سترد روسيا؟
خيارات روسيا
إذا حاول هجوم كبير استعادة دونباس (والذي يرجح أن تقلل وسائل الإعلام الغربية من شأنه) فليس هناك سبب للشك في أن روسيا ستستمر في إمداد الميليشيات هناك بالأسلحة والذخيرة والاستخبارات والدعم اللوجستي.
ومع ذلك، إذا بدأت تلك الدفاعات في السقوط، فسيكون أمام الكرملين قرار رئيسي ليتخذه: التدخل بواسطة الوحدات الروسية النظامية لإنقاذ السكان، ومعظمهم من المتحدثين بالروسية؛ أو التخلي عنهم لتجنب إعطاء واشنطن الغزو الذي تسعى إليه من أجل استدعاء استجابة أميركية قاسية.
إذا لم تتدخل روسيا، فسوف تشهد أعدادًا كبيرة من اللاجئين، وتدميراً لاتفاقيات مينسك التي كان من شأنها منح دونباس الحكم الذاتي، ووجود قوة أوكرانية معادية على حدودها. وسيكون على بوتين أيضًا أن يواجه جهنم الغضب من مجلس الدوما الذي يحرك تشريعات لضم هذه المقاطعات إلى روسيا، وهي خطوة قاومها بوتين حتى الآن. ولو أنها أصبحت جزءًا من روسيا، لكان بوسع موسكو المجادلة بأنه لم يكن غزوًا على الإطلاق.
قال المحلل السياسي ألكسندر ميركوريس لـ”سي. إن. مباشر” يوم الأربعاء إنه يعتقد أن هجوماً أوكرانياً سيكون غير مرجح بسبب المعنويات المنخفضة لكبار الضباط في الجيش الأوكراني. لكنه قال:
“إذا حدث هجوم في شرق أوكرانيا، فإن روسيا ستدعم الميليشيا… وإذا كانت هناك فرصة لاختراق أوكراني، أعتقد أن الروس سيردون، وسيردون بشكل حاسم. لا أعتقد أن هذه تكهنات. إذا نظرتَ إلى التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الروس، بما في ذلك تصريحات (وزير الخارجية سيرجي) لافروف، وإلى حد كبير تصريحات بوتين نفسه، أعتقد أنه من الواضح تمامًا كيف سيكون الرد الروسي”.
لكن هذا سيكون، طالما أن دونباس يبقى جزءا من أوكرانيا، الغزو الذي تصرخ واشنطن بشأنه والذي يبدو الكثير من العالم مستعدًا للاعتقاد بأنه على وشك الحدوث. وسيعني ذلك أن روسيا التقطت الطُعم ووقعت في فخ الولايات المتحدة.
سوابق نصب الفخاخ
ثمة سوابق لهذا. إحداها الإشارة الواضحة التي أعطتها للزعيم العراقي صدام حسين إبريل غلاسبي، سفيرة الولايات المتحدة في العراق في العام 1990، بأن الولايات المتحدة لن تفعل شيئًا لمنعه من غزو الكويت. وقالت السفيرة لصدام أن الولايات المتحدة ليس لها “رأي في النزاعات العربية – العربية مثل الخلاف الحدودي مع الكويت”. ولم تكن غلاسبي وحدها هي التي تركت الباب مفتوحًا إلى الكويت. ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في 17 أيلول (سبتمبر) 1990:
“في نفس الأسبوع الذي قابلت فيه السفيرة إبريل غلاسبي خطبة مهدِّدة من صدام بردود محترِمة ومتعاطفة، قالت كبيرة مساعدي وزير الخارجية جيمس بيكر للشؤون العامة، مارغريت توتويلر، ومساعده الرئيسي لشؤون الشرق الأوسط، جون كيلي، علانية أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بالذهاب لمساعدة الكويت إذا تعرضت الإمارة لهجوم. كما فشلا في التعبير عن دعم واضح لوحدة أراضي الكويت في مواجهة تهديدات صدام”.
وفي أعقاب الثورة الإسلامية في طهران في العام 1979 التي أطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة، سعت الولايات المتحدة إلى احتواء إيران من خلال تقديم ما يساوي مليارات الدولارات من المساعدات والاستخبارات والتكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج والتدريب للعراق، الذي قام بغزو إيران في العام 1980، مشعلاً حرباً وحشية استمرت ثماني سنوات. وانتهى ذلك الصراع المدمر إلى طريق مسدود فعليا في العام 1988 بعد خسارة أرواح ما بين مليون إلى مليوني إنسان.
وعلى الرغم من أن أيا من الطرفين لم ينتصر في الحرب، إلا أن جيش صدام ظل قويا بما يكفي ليشكل خطرا على المصالح الأميركية في المنطقة. وكان الفخ هو السماح لصدام بغزو الكويت لإعطاء الولايات المتحدة سببا لتدمير الجيش العراقي. وعلى سبيل المثال، تم إطلاق النار على الجنود العراقيين المنسحبين في ظهورهم في مذبحة “الطريق السريع 80” الذي أصبح يُسمى “طريق الموت السريع”.
“الفخ الأفغاني”
وثمة فخ أميركي آخر كان إغراء الاتحاد السوفياتي بدخول أفغانستان في العام 1979. وفي مقابلة أجرتها معه في العام 1998 مجلة “المراقب الجديد” الفرنسية، اعترف بريجنسكي بأن وكالة المخابرات المركزية الأميركية نصبت فخًا لموسكو من خلال تسليح المجاهدين لمحاربة الحكومة المدعومة من السوفيات في كابول. وقال:
“وفقًا للرواية الرسمية للتاريخ، بدأت مساعدة وكالة المخابرات المركزية للمجاهدين خلال العام 1980، أي بعد غزو الجيش السوفياتي لأفغانستان في 24 كانون الأول (ديسمبر) 1979. لكن الواقع، الذي ما تزال وقائعه تحت حراسة مشددة حتى الآن، كان خلاف ذلك تمامًا: في الواقع، في 3 تموز (يوليو) 1979 وقّع الرئيس كارتر أول توجيه لتقديم المساعدة السرية لمعارضي النظام الموالي للسوفيات في كابول. وفي ذلك اليوم بالذات، كتبتُ ملاحظة إلى الرئيس شرحت فيها أن هذه المساعدة في رأيي ستؤدي إلى تدخل عسكري سوفياتي”.
ثم أوضح أن الهدف من الفخ كان إسقاط الاتحاد السوفياتي (مثلما تحب الولايات المتحدة اليوم إسقاط روسيا بوتين). وقال بريجنسكي:
“كانت تلك العملية السرية فكرة ممتازة. كان لها تأثير جر الروس إلى الفخ الأفغاني، وتريدون مني أن أندم على ذلك؟ في اليوم الذي عبر فيه السوفيات الحدود رسميًا، كتبتُ إلى الرئيس كارتر، بشكل أساسي: ’لدينا الآن فرصة لإعطاء الاتحاد السوفياتي فيتنام الخاصة به‘. وفي الواقع، على مدى 10 سنوات تقريبًا، كان على موسكو أن تخوض حربًا غير مستدامة للنظام؛ صراعاً جلب معه إحباط المعنويات وأخيراً تفكك الإمبراطورية السوفياتية”.
وقال بريجنسكي أيضًا إنه لا يأسف على أن تمويل المجاهدين ولّد مجموعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة. وسأل: “ما هو الأهم في تاريخ العالم؟ طالبان أم انهيار الإمبراطورية السوفياتية؟ بعض المسلمين الغاضبين أم تحرير وسط أوروبا وإنهاء الحرب الباردة”؟
وإذن، إذا كانت الولايات المتحدة تنصب فخًا مشابهًا لموسكو في أوكرانيا، فهل تنجح؟
قال المحلل العسكري سكوت ريتر: “أعتقد أن الروس أذكى من صدام”. سوف تتولى التعامل مع أي توغل أوكراني في دونباس الميليشيات الموالية لروسيا والمدعومة من القوات الروسية. لا أعتقد أن روسيا ستتحرك بشأن أوكرانيا ما لم تتم إثارة موضوع عضوية الناتو”.
يبقى أن نرى ما إذا كانت روسيا ستسير إلى فخ الدب الذي تنصبه أميركا لها في أوكرانيا.
*جو لوريا Joe Lauria: رئيس تحرير “كونسورتيوم نيوز” ومراسل سابق من الأمم المتحدة لصحيفتي “وول ستريت جورنال” و”بوسطن غلوب” والعديد من الصحف الأخرى. كان مراسلًا استقصائيًا لصحيفة “صنداي تايمز” بلندن، وكان قد بدأ عمله الاحترافي كمراسل صحفي محلي لصحيفة “نيويورك تايمز” بعمر 19 عامًا.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: What a US Trap for Russia in Ukraine Might Look Like
هامش:
(1) ألكسندر “ألكس” إمريك جونز، أميركي من أتباع اليمين المتطرف ومقدم برامج إذاعية ومؤيد لنظريات المؤامرة. الغد
واشنطن - نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا عن الهدايا التي تلقاها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والوفد الذي رافقه في زيارته إلى السعودية عام 2017، مشيرة إلى وجود "مفاجأة" حولها.
بومبيو يعلق على قضية زجاجة الويسكي المفقودة
وقالت الصحيفة الأمريكية إن عدد هدايا السعوديين إلى مسؤولي ترامب بلغت نحو 82 هدية، وتراوحت من الهدايا العادية مثل الأحذية والأوشحة إلى الهدايا باهظة الثمن، من بينها ثلاثة معاطف مصنوعة من فرو النمر الأبيض والفهد، وخنجر بمقبض يبدو أنه من العاج.
ونقلت الصحيفة عن أحد محامي البيت الأبيض، تأكيده أن حيازة الفراء والخنجر على الأرجح ينتهك قانون الأنواع المهددة بالانقراض، لكن إدارة ترامب احتفظت بها.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في اليوم الأخير لرئاسة ترامب، سلم البيت الأبيض هذه الهدايا إلى إدارة الخدمات العامة بدلا من إدارة الأسماك والحياة البرية الأميركية، التي صادرت الهدايا هذا الصيف، والتي كشف تحليلها عن "مفاجأة" وهي أن المعاطف الثلاثة مزيفة وليست طبيعية.
وقال تايلر شيري، المتحدث باسم وزارة الداخلية، التي تشرف على خدمة الأسماك والحياة البرية الأمريكية: "لقد قرر مفتشو الحياة البرية والوكلاء أن بطانات المعاطف مصبوغة وليست مصنوعة من فراء طبيعي". أما مقبض الخنجر يبدو أنه يحتوي على سن أو عظام من العاج، على الرغم من أن التحليل المعملي الإضافي سيكون مطلوبا لتحديد الأنواع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان السعوديون على علم بأن الفراء مزيف، معتبرة أن "حكاية الفراء ليست سوى مثال واحد على كيفية تحول تبادل الهدايا بين الولايات المتحدة والقادة الأجانب، إلى فوضى عارمة في بعض الأحيان خلال إدارة ترامب".
هذا ويحقق المفتش العام في وزارة الخارجية الأمريكية في مزاعم بأن المعينين سياسيا من قبل ترامب غادروا بأكياس هدايا بقيمة آلاف الدولارات كانت مخصصة للقادة الأجانب في قمة مجموعة السبعة المخطط لها في كامب ديفيد في عام 2020، والتي تم إلغاؤها بسبب جائحة فيروس كورونا.
وقالت "نيويورك تايمز" إن الحقائب احتوت على عشرات الهدايا التي تم شراؤها بأموال حكومية، بما في ذلك محافظ جلدية وصواني القصدير وصناديق الحلي المصنوعة من الرخام المزينة بختم الرئاسة أو توقيعات ترامب وزوجته ميلانيا ترامب.
فيما يواصل المفتش العام ملاحقة مكان وجود زجاجة ويسكي يابانية بقيمة 5800 دولار منحت لوزير الخارجية السابق مايك بومبيو، وعملة ذهبية عيار 22 قيراط منحت لمسؤول آخر في وزارة الخارجية.
المصدر: "نيويورك تايمز"
المزيد من المقالات...
- انطلاق اكسبو الحدث الأول من نوعه فى المنطقة
- أمريكا والصين.. الميزان العسكري
- أحداث 9/11 حقائق وأرقام
- المدن الاكثر امانا في العالم
- الملك يصل موسكو ويلتقي بوتين غداً
- علماء العالم يحذرون من «مستقبل مروّع» بسبب الاحتباس الحراري والطقس المتطرف
- واشنطن تتعهّد بـ”رد جماعي” ضد إيران على خلفية حادثة ناقلة النفط
- مظاهرات في إيطاليا ضد الـGREEN PASS
- بايدن: الهجمات الإلكترونية يمكن أن تؤدي إلى حرب حقيقية
- الملك لسي إن إن: حل الدولتين هو الحل الوحيد وحددنا خطوطنا الحمراء بوضوح
الصفحة 15 من 98