Off Canvas sidebar is empty


عمان -شووفي نيوز - يتشرف المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة بدعوتكم لحضور المؤتمر الصحفي الذي يعقده بمناسبة إقامة المهرجان الدولي الهادف لإطلاق منصة “مصنع” ”Factory” الجديدةالتي يطلقها المتحف والتي تُعنى بدعم وتفعيل وتشجيع المشاريع الإبداعية
وذلكفي تمام الساعة 11:00من صباح يوم الإثنين الموافق 25 حزيران 2018في مقر المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة- جبل اللويبدة، شارع حسني فريز‘ بناية رقم 6.
-    يحمل المهرجان الدولي عنوان "في الهامش"؛حيث يجمع بين مختلف أنواع الثقافةالمعاصرة والمشاريع الاجتماعيةوالبيئية،والفنون مثل الرقص والموسيقى والفنون التشكيلية والبصرية والسينماوالهندسةالمعماريةوالتصميم والآداب والرسوم الكرتونية والجرافيتي،
-    يستمر المهرجان لمدة أسبوع؛ حيث تتخلله العروض الأدائية والمسرحية والعروض الموسيقية والندوات وورش العمل، بالإضافة إلى المعرض الجماعي لفنانين محليين ودوليين.
-    سيتم الإعلان عن البرنامج الكامل قريباً.

وللمزيد من المعلومات، يمكنكم التواصل معنا على:
-    البريدالإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
-    أو على حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي على:
o    إنستجرام: @factory_jo
o    فيسبوك: Factory
o    تويتر: @factory_jo
___________________________
عن منصة "مصنع"”Factory
منصة مصنع هي مشروع في مجال الفن والبحث المعاصر، يهدف إلىتكوين شبكة من الجهات العالمية المتخصصة في دعم الإبداع والإنتاج الفني في مختلف القطاعات الثقافية مع مراعاة خصائصها الفردية.


جدة -لا تزال مدائن صالح من المناطق الأثرية غير المعترف بها في نظام السجل الأثري، بسبب الأوضاع الجغرافية والسياسية والدينية في المملكة العربية السعودية. ولكن سيتمكن العالم عما قريب من استكشاف المعالم التي تميز هذه المنطقة الأثرية الرائعة.
الداخل مفقود والخارج مولود

في ليلة مظلمة وعاصفة، كانت الرمال الناعمة تزحف عبر الطريق المؤدي من المدينة المنورة إلى العلا، حيث تمتد الصحراء على جانبي الطريق الذي توجد فيه بعض أعمدة النور المضاءة. عبَر الرحالة المغربي ابن بطوطة هذا الطريق سنة 1326 ميلادي راكباً أحد الجِمال، وقد كتب عن قساوة هذه المنطقة الصحراوية قائلاً "الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود".

يحكي الروائي الإنكليزي نيكولاس شكسبير لصحيفة The independent البريطانية رحلته للمنطقة الأثرية

لقد سافرت إلى كل المدن "المفقودة" في البتراء وماتشو بيتشو وأنغكور وات، قبل أن يدمرها السياح للمرة الثانية على التوالي. وهذه المرة، كانت وجهتي وادي الصخور الرملية التي أشاد بها الشاعر والرحالة تشارلز داوتي الذي كان أول رحالة أوروبي يزورها سنة 1876. وحول هذه الزيارة يقول داوتي: "لقد جئت من بلاد بعيدة إلى الجزيرة العربية للبحث عن مدائن صالح الرائعة".

حماس لم يسبق له مثيل

بسيري على نفس خطى دواتي، شعرت بحماس لم يسبق لي أن عشته منذ أن كنت في العشرين من عمري. وقد أشاد توماس إدوارد لورنس بكتاب دواتي بعنوان "الصحراء العربية"، الذي اعتمده فيما بعد ككتاب تعليم عسكري، ليكون أعظم كتاب عن المغامرة والسفر باللغة الإنكليزية.
معترف بها دولياً وغير معترف بها محلياً

بدأ الأمر عندما حاول داوتي الدخول إلى مدائن صالح متنكراً بهوية أحد الحجاج السوريين الفقراء. وإلى حد هذا اليوم، لم يزر الكثير من الأوروبيين مهد هذه الحضارات المنسية. على الرغم من أنها صنفت ضمن مواقع التراث العالمي سنة 2008، إلا أنها لا تزال غير معترف بها في نظام سجل الآثار الوطنية بسبب الأوضاع الجغرافية والسياسية والدينية في المملكة العربية السعودية.
جوهرة التاج السعودية لم يزرها سياح من قبل

سألت مرشدي السياحي أحمد، "عن عدد السياح الأجانب الذين زاروا هذا المعلم الأثري خلال السنة الماضية، فأخبرني بأن أحداً لم يزره من قبل". وفي شهر يوليو/ تموز الماضي، وبمبادرة من ولي العهد السعودي الجديد، محمد بن سلمان، تكفلت اللجنة الملكية بالإشراف على كل من مدائن صالح والمناطق المحاذية لها. ويقول أحد علماء الآثار، الذين يسعون إلى التنقيب عن هذه الموقع، "إنها تعتبر جوهرة التاج الوحيدة التي تمتلكها المملكة العربية السعودية".

في ديسمبر/كانون الأول، منع السياح من زيارة المنطقة؛ أولاً من أجل إجراء دراسة استطلاعية لمعانية المكان، ومن ثم وضع إستراتيجية لحماية الموقع الأثري، وبذلك ستصبح مدائن صالح متاحة لجميع الزوار. وقد كانت زيارتي الأولية فرصة لاكتشاف هذا المعلم، حسب تقريره في الصحيفة البريطانية.
على الطريق من دمشق للمدينة المنورة

عند طلوع الشمس، كان أحمد يرافقني عبر الأبواب المقفلة، مروراً بخط السكك الحديدية الألمانية التي تربط دمشق بالمدينة المنورة، التي قام لورنس العرب بتفجيرها، (حيث لا تزال بعض القبائل المحلية تطلق اسم "الأوران" (أو العوران) على أبنائها) وصولاً إلى المقابر النبطية الصخرية المشهورة.

من البتراء إلى مدائن صالح

سمع تشارلز داوتي عن مدائن صالح لأول مرة في البتراء، على بعد 300 ميل شمالاً. وقبل خمسين سنة من الآن، انبهر أحد القادة البحريين البريطانيين وهو يحدق في كنوز البتراء الخالدة في ذهول. وهمس القائد، كما لازال يفعل العديد من الزوار، قائلاً: "لا شيء في العالم يشبه ما أراه الآن"، لكنه كان على خطأ. وعلى الرغم من أن مدائن صالح تعد أقل بهجة مقارنة بالمعالم الأخرى، إلا أنها قادرة بدورها على خطف الأنظار، حيث ترتفع المباني ذات الواجهات المزخرفة من قلب الصحراء المسطحة، الواحدة تلو الأخرى.

وقد تم نحت 111 مبنى على الجبال الصخرية على ارتفاع أربعة طوابق، بينما زُيّنت مداخلها الصغيرة في القرن الأول ميلادي من قبل عمال بناء من الإسكندرية، بمثلّثات يونانية، وأعمدة رومانية وزهور فارسية، إلى جانب مجسم أبو الهول المصري فضلاً عن عدد من الطيور. وفي هذا السياق، قال المرشد أحمد إن: "مدائن صالح تعد بمثابة توأم البتراء"، الفرق الوحيد هو أننا كنا سنكون وسط ازدحام الحشود خلال زيارة البتراء.

Maddin Saleh by Mohammed Abdo on 500px.com

وخلال وقوفنا بمفردنا في صمت، على ضفاف الوادي، تذكرت ردة فعل الفنان الفيكتوري، ديفيد روبرتس، الذي مد العالم بأول صورة لمدينة البتراء. فعند رؤيته لتلك المدينة، قال: "تركت المدينة، حتى بعد مغادرتها، في نفسي شعوراً لن يفارقني ما حييت". لقد نحتت هذه القبور التي تعود للقبائل النبطية التي حكمت هذه المنطقة لمدة 300 سنة إلى أن استولى الرومان عليها سنة 106 بعد الميلاد. وسيطر الأنباط، وهم البدو الذين استقروا وتمكنوا لاحقاً من جمع ثروة هناك، على طريق التوابل المدر للمال، والذي يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر.
رحلت القبائل النبطية وبقيت آثارهم

وعلى غرار تلك الحضارات التي سبقتهم كمملكة دادان، ومملكة لحيان، وأخيراً قوم ثمود، تلاشت القبائل النبطية لتُصبح من الماضي. وقد سُلبت مقابرهم، حيث نُهبت الأبواب المصنوعة من خشب السنط من أجل الحطب، وصُهرت التماثيل الرخامية لصنع الجير من أجل الجبس، كما حُطّمت الجرار التي صنعت من حجر الرخام السماقي. كل ما تبقى من مدينة القوافل، مدائن صالح، هو ساحة مسطحة خلف سياج من الأسلاك. وفي هذا السياق، كتب دوتي: "تحولت شوارع مدائن صالح المبنية من الطين إلى غبار متناثر في الصحراء".

كما شهدت المملكة التوراتية الأقدم، دادان، والتي تقع على حافة إحدى الواحات على بعد دقائق قليلة بالسيارة، الدمار نفسه. وعموماً، تعد زيارة كلا المعلمين فرصة للاطلاع على السياق التاريخي لهذه الحضارات التي مازال البحث فيها متواصلاً حتى الآن. وحتى القرن العشرين، كانت قصص هذه الحضارات منحوتة على الصخور إما بالخط النبطي أو الثمودي.

هناك، قادني أحمد بين اثنين من المنحدرات الوعرة إلى أحد أقدم النقوش، التي كُتبت منذ ستة آلاف سنة. وفي الأسفل، وجدت حفرة مربعة الشكل وسط أرضية صخرية كانت سابقاً مكاناً تُقدم فيه القرابين منذ عهد مملكة دادان. ومن المرجح أن أحمد كان يتحدث في السجل التاريخي عن ذلك التجويف حين قال: "كانوا يقدمون القرابين لإله واحد، يعرف باسم ذو غيبة، أي "الشخص الغائب".

في الصحراء، نحتت الريح لنفسها آلهة ورموزا هيروغليفية غامضة. كان المشهد رائعاً. وفي البتراء، التي تشكل جزءاً من الكتلة الجبلية ذاتها، عجز ديفيد روبرتس عن وصف جمالها، معتقداً أن الحطام والآثار المتبقية "تغرق في اللاأهمية بالمقارنة مع هذه الصخور الهائلة".
آثار العلا.. حضارة قديمة وقصور حجرية

كانت العلا "دادان" مركزاً تجارياً بارزاً على طريق القوافل القديم، كما عُرفت بنشاطها الزراعي.

وكانت التجارة القادمة من إفريقيا وآسيا وجنوب شبه الجزيرة العربية التي تحمل التوابل والعطور والبخور، تتجمع في العلا القديمة.

ولموقعها المميز، خضعت العلا لسيطرة 4 حضارات قديمة؛ هي: دادان، ولحيان، ومعين، والأنباط، في تاريخ يمتد إلى القرن السادس قبل الميلاد، وتركت هذه الحضارات آثاراً لا يزال بعضها باقياً حتى الآن.

Al-Fareed - Mada'in Saleh - Saudi Arabia by Anwar Yafai on 500px.com

تضم العلا منطقة الحجر أو مدائن صالح والتي تعتبر متحفاً مفتوحاً، يضم آثاراً حجرية قديمة تمثل أماكن العبادة ونقوشاً صخرية، وهي آثار تُنسب لقوم ثمود والحضارة النبطية، وتوجد فيها مدافن مدائن صالح التي يعود بعضها لما قبل الميلاد، وتضم كذلك قصوراً صخرية مميزة ومعبداً نبطياً منحوتاً في الصخر أيضاً.

وفي العلا أيضاً مجموعة من الآثار، بعضها يعود للحقبة العثمانية، مثل قلعة الحجر التي بُنيت 1375، وسكة حديد الحجاز التي كانت تربط الحجاز بالشام وصولاً إلى عاصمة الدولة العثمانية إسطنبول.

وتوجد كذلك قلعة موسى بن نصير التي أقام فيها القائد العسكري الأموي، وتعتبر أقدم مباني العلا، حيث أنشأها الأنباط في القرن السادس قبل الميلاد.

وفوق هضبة صحراوية بالعلا، توجد البلدة القديمة المبنية بالحجر والطين، وتعتبر حالياً منطقة أثرية خالية من السكان، لكن لا تزال تحتفظ ببيوتها القديمة ومنازلها ومساجدها وأسواقها القديمة.

وتعتبر الساعة الشمسية "الطنطورة" أحد معالم العلا التي تُستخدم لحساب الوقت اليومي وتمييز الفصول الأربعة، ولا تزال صالحة للاستخدام حتى اليوم.
قصص قديمة تعود للواجهة

فجأة، أصبحت قصص عمرها آلاف السنين مكشوفة للعلن، في حين تمت إماطة اللثام عن اكتشافات تحيل إلى سلسلة من المواقع، قد تكون أكثر أهمية من مدينة البتراء الأثرية نفسها. وكان المرشد السياحي، أحمد الإمام، الذي رافقني خلال رحلتي، أفضل ممثل لماضي العلا ومستقبلها، حيث يرجع نسبه إلى مجموعة كبيرة من الأئمة ينحدرون من قبيلة ضخمة وصلت إلى المدينة القديمة في العلا سنة 1400 ميلادي.

وبالعودة إلى هذه المنطقة المهجورة في سنة 1983، السنة ذاتها التي شهدت ولادة أحمد، اتخذت هذه المنازل الطينية والشوارع المتعرجة التي تشبه المتاهة محل مملكة دادان ومدينة الحجر. وقد تم بناء هذه المنازل والشوارع باستخدام الحجارة من أنقاض تلك المدن، التي يمكن اعتبارها بمثابة حصن قديم.

يقودنا أحمد إلى شارع فارغ، ليرينا المنزل الذي كان يسكنه والداه. وقد كانت عوارض المنزل منهارة، وانتشرت فيه أقفاص مقلوبة رأساً على عقب. لقد أراني المسجد الذي أقيم على الموقع الذي توقف فيه النبي محمد، صلى الله عليه وسلم في سنة 630 بعد الميلاد. وقد استخدم عظام ماعز ليرسم على الرمال الاتجاه المؤدي نحو المدينة. وقد كان عم أحمد الإمام الأخير في المنطقة.

ويعتبر كثير من رجال الدين في السعودية أن زيارة مدائن صالح (ديار قوم ثمود) مكروهة، إلا لغرض العظة والاعتبار، باعتبار أن قوم ثمود أصابهم العذاب بعد تكذيبهم للنبي صالح وقتلهم الناقة المعجزة التي أتى بها، ويحكي القرآن قصة قوم ثمود وتكذيبهم لنبيهم صالح وعذابهم بالصاعقة في أكثر من موضع.
واكتشافات جديدة متوقعة

من الصعب عدم الاتفاق مع وجهة نظر روبرتس، فقد تشكلت تجاويف من الحجر الرملي الأحمر والأسود، لتبرز على هيئة أشكال مجنونة وخيالية، حيث ترى العين فيلاً وفطراً عملاقاً وفقمة نائمة. ولو حاولنا تجسيد هذه المشاهد في مقطوعة موسيقية، لكانت من دون شك من إنجاز فاغنر. قلت لأحمد، إنها تجعلك تؤمن بالآلهة الجبلية، ما دفعه لرسم ابتسامة عريضة على وجهه. وأردفت قائلاً: "لم أجرب من قبل تدخين الحشيش. ولكن عندما تسمع الأشخاص بصدد الحديث عن شعورهم، تنتابني ذات الأحاسيس. والأمر سيان هنا، يجعلك الأمر تشعر وكأنك تحلق عالياً".

بروح معنوية عالية، أقول إنه لا أحد تمكن من تحقيق ما وصل إليه عالم الآثار البريطاني الذي التقيت به في تلك الليلة. لقد كان جامي كوارترمان Jamie Quartermain ضمن فريق دولي يعمل منذ شهر مارس/آذار على استطلاع هذه المواقع.

صرح كوارترمان، وهو أحد المختصين في مسح الأراضي الذي كان رائداً في استخدام الطائرات من دون طيار في هذا المجال، قائلاً: "لقد كنا نرغب في العمل هنا، لكن السعودية كانت تغلق الباب أمامنا. يعد المكان بمثابة احتياطي غير مستغل إلى الآن".

وأضاف المصدر ذاته أنه "على الرغم من الإدراك بأنها صحراء كبيرة مفتوحة، إلا أنه عندما أحاول معرفة أي شيء عنها لا أجد إلا كتاباً واحداً يمكن الاعتماد عليه. يعد اكتشاف وجود العديد من المواقع الأثرية بمثابة صدمة كبيرة لمعظم الناس. ولقد كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي".
طائرة استكشاف بدون طيار

وبناءً على نصيحة من الهيئة الملكية التي تتوقع وجود 450 موقعاً غير مُكتشف، يقدر كوارترمان العدد الأقرب إلى الصواب بين 6 آلاف و10 آلاف موقع. وفي هذا الصدد، قال كوارترمين: "بقاء تلك الآثار أمر مثير للإعجاب، حتى إن بعضها ما زال في أفضل حالاته. نحن لا نعثر عليها بعد قيامنا بالحفر، فهي موجودة على السطح في حالة جيدة وجليّة للعيان".

من خلال تخصيص طائرة من دون طيار لتحلق في المنطقة، بدأ كوارترمان بخلق سطح تركيبي ثلاثي الأبعاد. فكان ما اكتشفه أمراً مثيراً للغاية حيث صرح قائلاً: "يمكنك أن ترى علم الآثار بين يديك يتوجه لك بالنداء حتى تعمل أكثر". عندما كنت في العشرين من عمري، زرت البتراء، ونمت في أحد الكهوف، وتحدثت إلى رئيس قبيلة بدول، التي تزعم أنها تنحدر من نسل الأنباط، الذي قال لي: "لدينا مقولة تقول إنه كلما زادت ثروتك، زادت خلايا المخ التي تحتاجها لتكون قادراً على إدارتها".
والأمير تشارلز نقش عليها بمفتاح سيارته

كانت هناك نقوش حديثة تحمل اسم "تشارلز" على الجدار الطيني الذي يتخذ لون نبتة الشوفان. وفي حين أنني، ومن الوهلة الأولى، كنت آمل أن تكون لتشارلز داوتي، لكنها كانت ترجع للأمير تشارلز، حيث قام بنقشها مستخدماً مفتاح سيارته وذلك أثناء زيارته للمدينة سنة 2015. وقد تمت ترجمتها إلى اللغة العربية في الأسفل.هاف بوست


عمان- تُشارك الفنانة السعودية "عهد كامل" في بطولة فيلم الرعب الأميركي "Being" للمخرج دوغلاس ويليامز، وسيُعرض أواخر العام الحالي. وذلك أن حققت نجاحاً بمشاركتها في مسلسل "Collateral" البريطاني بدور لاجئة تتورط في قضايا تهريب ببريطانيا إلى جانب النجوم كاري موليجان، جون سيم وبيلي بايبر. علماً أنها أول ممثلة سعودية تلعب دوراً رئيسياً في مسلسل أجنبي من إنتاج شبكة "نتفليكس" على شاشة BBC البريطانية.
الجدير ذكره أنها تُعد من أهم صنّاع الأفلام في المملكة العربية السعودية. ولقد بدأت مسيرتها المهنية كمخرجة بالفيلم القصير "Three Queens" في العام 2006، ثم صنعت في العام 2009 أهم أفلامها "القندرجي"، الذي حازت عنه جوائز من مهرجانات دولية. وبعده فيلم "الإسكافي" الذي نال الجائزة الذهبية لأفضل فيلم قصير بمهرجان بيروت الدولي في نسخة العام 2010، وكذلك حصد فيلمها "حُرمة" الجائزة الذهبية من المهرجان نفسه في نسخة العام 2013.
كما شاركت في التمثيل بفيلم "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور، الذي وصل لمراحل متقدمة في ترشيحات مهرجان الأوسكار، فيما كانت لها مشاركة أيضاً في الفيلم التركي "رزان"، الذي حصلت من خلاله على جائزة "البوابة الذهبية" لأفضل ممثلة من مهرجان سان فرانسيسكو السينمائي.


القاهرة - قال وكيل نقابة الإعلاميين المصريين طارق سعدة، السبت، إن النقابة ستنسق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لوقف برنامج "رامز تحت الصفر" الذي يقدمه رامز جلال بعد تجاوزاته فى أول حلقتين.

وأضاف طارق سعدة في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن البرنامج تضليل للرأي العام، واستنفد أهدافه منذ ثلاث نسخ سابقة، ولم يقدم جديدا للإعلام أو المشاهد.

وصرح أن الذين يدعون أن البرنامج يحقق نسبة مشاهدة، عليهم ملاحظة أن نسبة المشاهدة المرتفعة تتمثل فى متابعة المشاهدين تأتي للحكم على كذب وصدق الموقف، ودائما ما يأتي حكم المشاهدين بأن البرنامج مفبرك ومُتفق عليه مع الضيوف، والمتابعة لم تكن للموقف وإنما للمقدمة والإفيهات الكوميدية التي يسخر بها رامز من ضيوفه.

وشدد وكيل نقابة الإعلاميين على أن النقابة ترفض هذه النوعية من البرامج، مناشدا القنوات الفضائية بعدم مراعاة مثل هذه البرامج منتهية الصلاحية من حيث المضمون، وأن توجه هذه الملايين من الجنيهات لإنتاج محتوى إعلامي وقوالب رمضانية تفيد وتثري المشاهد المصري والعربي، بدلا من هذه النوعية من البرامج.

المصدر: موقع "اليوم السابع"

هذه اللوحة، البرتقالية كثيرا، يمكن أن تكون أكثر شهرة من الفنان الذي رسمها. كما أنها أشهر لوحات فريدريك ليتون نفسه وهي بنفس الوقت تجسيد لأسلوبه الكلاسيكي.
وهناك الكثير من نقاط الشبه التي تجمعها بلوحة الليل لـ مايكل انجيلو، والموجودة في كنيسة ميديتشي بـ فلورنسا.
وحسب كلام ليتون، فإن طريقة تصميم اللوحة لم تأت وفق تخطيط مسبق. بل جاءت بالصدفة عندما رأى موديله دوروثي دين وهي ترتاح على إحدى الأرائك بتأثير التعب والإرهاق.
دوروثي كانت ممثّلة انجليزية، وقد ظهرت لاحقا في العديد من لوحات الرسّام.
وهو كان يعتبرها المرأة التي تطابق ملامحها نموذجه المثالي.
وقد كانت معروفة بوصفها أجمل امرأة في انجلترا في نهاية القرن التاسع عشر.
ويشاع أن الرسّام كان على علاقة حبّ معها قبل وفاته. لكن لم يكن مقدّرا لهما أن يتزوّجا أبدا بسبب فارق السنّ بينهما. فـ ليتون كان في السبعين ودين في الثامنة والعشرين من عمرها.
وقد عُرضت هذه اللوحة للبيع في المزاد في ستّينات القرن الماضي، أي في وقت كان من الصعب أن تباع فيه لوحة من العصر الفيكتوري. لذا لم تحقّق سعر الحدّ الأدنى الذي حُدّد لها وهو 140 ألف دولار.
لكن اللوحة اكتسبت شعبية هائلة مع انتعاش الفنّ الفيكتوري. وقد نجت من النسيان عندما اشتراها متحف في بورتوريكو حيث ظلّت فيه إلى اليوم.


تصدّر هذا البورتريه الأخبار عام 2006 عندما بيع في مزاد بـ نيويورك بأكثر من 40 مليون دولار. وقد كان واحدا من سلسلة من خمس لوحات رسمها فان غوخ كإشادة بصديقه بول غوغان.
مدام جينو كانت تسكن في آرل وكانت متزوّجة من جوزيف جينو. كما كانت تمتلك مقهى مشهورا هناك كان فان غوخ يتردّد عليه أثناء إقامته في آرل.
كان ذلك في نفس الفترة التي قطع فيها الرسّام إحدى أذنيه.
وقد رسمها عندما كان يمرّ بحالة حزن شديد بعد انتهاء علاقته بـ غوغان وبعد أن اُدخل إلى المصحّة العقلية.


في هذا البورتريه يرسم سلفادور دالي زوجته وملهمته والمرأة التي كان يصفها بأنها وسيط بين عالم العباقرة والعالم الحقيقي.
كانت غالا تكبر دالي بعشر سنوات. ومع ذلك كان يعشقها كثيرا، وهذا واضح في لوحاتها التي رسمها لها في ثلاثينات القرن العشرين عندما كان يوقّع لوحاته باسمه واسمها معا.
عُرف دالي بحياته الخاصّة غير المستقرّة وبمغامراته العاطفية. وقد ذكر أكثر من مرّة أن غالا هي التي أنقذته من الجنون ومن الموت المبكّر في ذلك الوقت.
لكن السنوات الأخيرة من علاقتهما شابها كثير من المرارة بسبب مغامرات غالا الكثيرة التي لم تراع فيها حساسية دالي ووقوعه فريسة للشكّ والإحساس بعدم الأمان.
ومعظم لوحاته التي رسمها لها في ما بعد كان يرسمها بضوء معتم وغامض.
بورتريه غالا، هنا أيضا، ينقصه التعبير الطازج والعميق الذي ميّز لوحات دالي السابقة لزوجته.
ومع ذلك، تظلّ غالا المرأة التي ألهمت دالي رسم مجموعة من أفضل وأشهر لوحاته.


توصف هذه اللوحة بأنها موناليزا الشمال أو موناليزا الهولندية. وهي إحدى تحف فيرمير المشهورة. ونقطة الارتكاز فيها القرط اللؤلؤ الذي ترتديه الفتاة.
اللوحة ليست بورتريها بالمعنى المتعارف عليه، وإنما دراسة عن رأس امرأة.
الموديل الظاهرة في اللوحة غير معروفة. لكن يقال أنها ماريا ابنة فيرمير الكبرى، أو قد تكون ماغدالينا ابنة الرجل الذي كان يوفّر له الدعم والرعاية.
وفي بعض الأوقات راجت فكرة تقول إن فيرمير استخدم خادمة كموديل للوحة. وقد تكرّست هذه الفكرة أكثر بعد ظهور بعض الروايات الخيالية مؤخّرا، وأشهرها رواية تريسي شيفالييه التي حملت نفس اسم اللوحة وتحوّلت إلى فيلم.
لكن لا توجد حتى الآن أدلّة تاريخية تدعم هذه الفرضية.
ورغم أن فيرمير رسم 35 لوحة فقط، إلا انه يعتبر احد أعظم رسّامي العصر الذهبي الهولندي.
وأثناء حياته، لم يحقّق شهرة كبيرة، غير انه اكتسب احتراما وتقديرا واسعين بعد وفاته.
تقنيات فيرمير المبتكرة، وخاصّة براعته في استخدام الضوء، ألهمت الكثير من الرسّامين المعاصرين مثل دالي وغيره.


كانت فريتزا فون ريدلر واحدة من نساء كثيرات استخدمهنّ غوستاف كليمت في لوحاته التي هيمنت عليها فكرة المرأة المسيطرة.
المرأة في هذه اللوحة المشهورة تبدو في وضعية جلوس بينما ترتدي فستانا من الدانتيل الأبيض.
كان كليمت ابنا لرجل كان يشتغل بالمنقوشات الذهبية والفضّية. وقد استفاد كليمت من خبرة أبيه فأضفى على لوحاته عناصر زخرفية فخمة.
هذه اللوحة أيضا عامرة بالأشكال الهندسية المختلفة والموشّاة بالألوان الذهبية والفضيّة.
ورغم انه لا يُعرف الكثير عن فريتزا فون ريدلر، إلا أن اللوحة أصبحت في ما بعد واحدة من أشهر لوحات كليمت وأكثرها تأثيرا على معاصريه من الفنّانين الشباب. وهي موجودة اليوم في احد متاحف فيينا بالنمسا.


في هذه اللوحة، يرسم جيمس ويلسر والدته العجوز.
تقول بعض القصص إن الموديل التي كان الفنان ينوي رسمها لم تصل في موعدها فانتدب والدته للمهمّة.
وهناك قصّة أخرى تقول إن السيّدة ويسلر التي كانت آنذاك في السابعة والستين من عمرها كان يفترض أن تُرسم واقفة في اللوحة. غير أنها لتعبها فضّلت أن تجلس في الوقت المتبقي من الرسم.
استخدمت اللوحة كثيرا في الثقافة الشعبية وفي الروايات والسينما والعاب الفيديو وخلافه.
ويُنظر إليها كرمز متميّز للأمومة.
وفي أربعينات القرن الماضي ظهرت اللوحة على طابع بريدي مع شعار، احتفالا بالأمّهات الأمريكيات وتكريما لهنّ.


ارتبط بابلو بيكاسو بعلاقة حبّ مع ثيودورا ماركوفيتش، أو دورا مار، دامت عشر سنوات.
كانت مار مصوّرة وشاعرة على قدر كبير من الجمال. واشتهرت بكونها ملهمة بيكاسو الخاصّة ورفيقته وشريكة أفكاره.
كانت علاقتهما عاصفة وغير تقليدية. وقد عانت مار كثيرا من تقلّب مزاج بيكاسو وعصبيته. لكن حبّها له كان حبّا غير مشروط.
بيكاسو عُرف بدأبه على إيذاء عشيقاته. وقد رسم مار بأشكال غريبة وأحيانا مروّعة.
وكانت دورا مار غالبا ما تنفي حبّ بيكاسو الأثيري لها بقولها: إن جميع بورتريهاته لي هي محض أكاذيب. كلّها صور لـ بيكاسو ولا توجد بينها واحدة تمثلني".
إحدى صورها تلك كسرت كلّ الأرقام القياسية عندما بيعت في مزاد في لندن بمبلغ يربو على 95 مليون دولار أمريكي، ما جعلها إحدى أغلى اللوحات في العالم.


كانت اديل بلوكباور زوجة لـ فرديناند بلوكباور، وهو رجل صناعة ثريّ كان يرعى الرسّام غوستاف كليمت ويدعم أعماله.
وقد نشأت بين اديل وكليمت علاقة عاطفية بدأت العام 1899 واستمرّت عدّة سنوات.
ونتيجة لذلك، أصبحت سيّدة المجتمع الوحيدة التي رسمها كليمت مرّتين. كما استخدمها كموديل في اثنتين من لوحاته الأخريات.
هذه اللوحة تعتبر نموذجا لأسلوب كليمت الفنّي من حيث غلبة الطابع الزخرفي وكثرة المساحات الذهبية والفضيّة فيها.
وقد نهب النازيون اللوحة بعد غزوهم للنمسا ولم تعد إلى الورثة الشرعيين إلا منذ سنوات. وفي عام 2006 بيعت اللوحة إلى احد غاليريهات نيويورك بمبلغ 135 مليون دولار متجاوزة بذلك السعر الذي حقّقته لوحة بيكاسو بعنوان صبيّ مع غليون، أي 104 مليون دولار.


ليس هناك الكثير مما يمكن أن يقال عن الموناليزا ممّا لا يعرفه معظم الناس.
ليوناردو هو الرسّام، لكن هويّة المرأة التي تصوّرها اللوحة ما تزال لغزا بالنسبة للكثيرين.
وهناك تكهّنات متطرّفة تقول إن السيّدة ما هي إلا ليوناردو نفسه في شكله الأنثوي.
غير أن أكثر النظريات قبولا هي تلك التي تقول إن المرأة ذات الابتسامة الغامضة هي ليزا جيرارديني زوجة فرانشيسكو بارتولوميو، الرجل الذي كلّف دافنشي برسم البورتريه.
من الحقائق شبه المؤكّدة أيضا انه عندما جلست جيرارديني أمام ليوناردو لرسمها كان عمرها 24 عاما وكانت أمّا لطفلين.
وجانب من شهرة اللوحة يعود إلى حقيقة أنها سُرقت من متحف اللوفر في باريس في عملية سطو مثيرة قام بها ايطاليون متعصّبون كانوا يطالبون بإعادتها إلى ايطاليا. غير أن اللوحة استعيدت بعد سنتين من تلك العملية.
السيّدة الغامضة ما تزال تقيم إلى اليوم في اللوفر وراء جدار زجاجي لا يخترقه الرصاص.
وقد صُممت للوحة غرفة بمواصفات خاصّة بلغ إجمالي تكلفتها أكثر من سبعة ملايين دولار.

 

كان جون سنغر سارجنت أشهر رسّام للبورتريه في زمانه. وقد رسم هذا البورتريه الاستثنائي في بدايات اشتغاله بالرسم.
كان يتمنّى أن يكسبه الشهرة. وقد تحقّق له ذلك، لكن ليس بالطريقة التي كان يتصوّرها.
تعرّف سارجنت إلى فيرجيني غوترو ، وهي سيّدة مجتمع مشهورة وجميلة وزوجة مصرفي فرنسي بارز. وظلّ يطاردها لسنتين كي توافق على طلبه بأن تكون الموديل لهذه اللوحة. واختار الرسّام طريقة وقوفها بعناية فرسمها في وضع جانبي بجسد زجاجي وبشرة عاجية. وعندما أتمّ اللوحة وعرضها في صالون باريس في العام 1884، أثارت ما يشبه الفضيحة.
فقد صُدم الناس بمكياج المرأة الأبيض الشاحب. وصُدموا أكثر لأن احد شريطي فستانها، في اللوحة الأصلية، كان منحسرا عن كتفها، وهي علامة اعتبرت غير لائقة في ذلك الوقت.
وقد دفع ذلك فرجيني إلى اعتزال المجتمع، بينما اضطرّ سارجنت إلى إعادة رسم شريط الكتف بعد أن انتهى المعرض. ثم غادر باريس بعد ذلك الصخب مباشرة. لكنّه كان يصرّ دائما على أن البورتريه كان أفضل لوحة رسمها.
في ما بعد، أي في العام 1916، باع الرسّام اللوحة إلى متحف المتروبوليتان الذي ظلّت فيه إلى اليوم.


ميلانو - يُعتبر رافائيل احد أعظم الرسّامين الذين أنجبهم عصر النهضة الايطالي. وقد ولد في أوربينو عام 1483 وتلقّى تعليما مبكّرا في الرسم على يد والده، الذي كان رسّاما هو الآخر.
في عام 1504 انتقل رافائيل إلى فلورنسا، حيث درس أعمال كبار الرسّامين آنذاك مثل ليوناردو دافنشي ومايكل أنجيلو، وتعلّم أساليبهما في التعامل مع الضوء والظلّ وعلم التشريح والعمل الدرامي والحركة.
من أشهر أعمال رافائيل لوحته الرمزية بعنوان "حلم الفارس". وهي تصوّر فارسا من العصور الوسطى وهو نائم بينما تقف عن يساره ويمينه امرأتان.
المرأة إلى اليسار ترمز إلى الفضيلة. وهي ترتدي ثياب أثينا إلهة العدالة اليونانية وتمسك بإحدى يديها كتابا وبالأخرى سيفا، بينما تقف بموازاة طريق يقود إلى جبل صخري يظهر في نهايته منحدر بُنيت على أطرافه قلعة عالية. المعنى الذي قصده رافائيل هو أن الطريق الذي يؤدّي إلى الفضيلة من الصعب سلوكه لأنه شاقّ ووعر.
المرأة إلى اليمين ترتدي ثوبا ملوّنا وعقدا من اللؤلؤ. وهي لا تقدّم للفارس سوى زهرة صغيرة. والطريق الذي تقف بمحاذاته يمرّ عبر تلال ومروج وينتهي بمنزل فاره يقع على شاطئ البحر. والمعنى الكامن هنا هو أن الطريق إلى الحبّ أسهل بكثير من الطريق المؤدّي إلى الفضيلة.
رافائيل استخدم في اللوحة وسيلة جديدة وغير عاديّة وهي انه رسم الجبال في الخلفية بنفس لون السماء كي يعطي وهما بالمسافة البعيدة والأفق النائي.
هناك نظريات متعدّدة حول ما ترمز إليه اللوحة. بعض المؤرّخين يعتقدون أن الفارس النائم يمثل الجنرال الروماني سيبيو افريكانوس الذي رأى في الحلم انه مضطرّ للاختيار بين الفضيلة وبين متعة الحبّ.
غير أن المرأتين في اللوحة لا تظهران كمتنافستين بالضرورة. فالكتاب والسيف والزهرة، مجتمعةً، كثيرا ما ترمز إلى الصفات المثالية التي ينبغي أن يحوزها الفارس. فهو مقاتل في الأساس. لكنه بنفس الوقت عالم وعاشق.
المعروف أن رافاييل توفّي في روما في يوم عيد ميلاده السابع والثلاثين، أي في ابريل من عام 1520م.


استوحى نيكولا بُوسان لوحاته عن أركاديا من الأدب الكلاسيكي. وأودع فيها صورا لجمال مثالي وخالد يظهر فيه الشخوص بهيئات نبيلة وبملامح تشبه شكل التماثيل القديمة.
وعندما تتأمّل صوره عن الطبيعة الرعوية، سرعان ما تكتشف سحرها وقوّتها التعبيرية الكبيرة والمزاج الشعري والحالم الذي تصوّره.
المقال التالي يلقي بعض الضوء على الرسّام وعلى بعض أعماله.
[The Inspiration of a Poet, 1628]
يُعزى الفضل لـ نيكولا بُوسان في إضفاء مسحة كلاسيكية على الرسم في فرنسا. ومن اجل تلك الغاية، ذهب إلى روما وأقام فيها سنوات طوالا. هناك، وضع رسم الباروك في قلب العالم القديم. لكنه اظهر الجانب المظلم من أركاديا عندما شكّك في التصوّرات القديمة عن بساطة الحياة الرعوية والريفية في اليونان القديمة. كان يرى العالم القديم عالما متخيّلا وكان ينظر إلى أركاديا كمكان ساذج أكثر من كونه مكانا مثاليا.
وكان منافسه في رسم الطبيعة آنذاك هو مواطنه كلود لوران الذي جعل ضوء الشمس نفسه فكرة كلاسيكية.
الطبيعة كانت وسيلة بُوسان المفضّلة للتعبير عن أفكاره وقناعاته. وقد كان يرسمها كي يؤكّد على إحساسه بالمكان. وتكثر في لوحاته مشاهد الرعاة والبحيرات والجبال والأشجار والأوراق التي تطوّحها الريح. وبعض شخوصه يصوّرهم بعضلات كثيرة، لكنهم يبدون كما لو أنهم يفتقرون إلى هياكل عظمية صلبة.
وفي لوحاته، كلّ عنصر له وظيفته. حتى الظلال لها شخصيّتها المستقلّة داخل البناء العام للوحة. كما أن كلّ شيء يبدو في حالة حركة. فالطبيعة عند الرسّام هي تعبير عن حركة الإنسان وعن عقله الواعي والنشط.
والغابات في بعض لوحاته تخلو من الطيور والحيوانات ما لم يكن لها دور تلعبه في حياة الإنسان.
والكثير من الرسّامين الذين أتوا بعده حاولوا اقتباس بعض رؤاه الشاعرية عن الريف الايطالي وضمّنوها في أعمالهم.
بعض لوحات بُوسان تُظهر جبالا عظيمة يجلس فوقها أو حولها أشخاص يعزفون الناي ويُخيّل لمن يراهم أنهم هناك منذ آلاف السنين.
حتى الأشياء الساكنة والمملّة لها لغتها الخاصّة في لوحاته. الأفاعي لها ذكاء الإنسان. والأشجار تنمو وتمدّ أوراقها وأغصانها في الجوّ مسرورة بالمطر وفخورة بالشمس.
لوحته الطوفان يعتبرها بعض النقّاد أجمل لوحة في العالم تصوّر طبيعة تاريخية. فكلّ شيء في هذه اللوحة مرسوم في مكانه المحدّد بعناية وبطريقة متناغمة مع بقيّة العناصر.
وفي صور بُوسان سمة أخرى لا نراها في لوحات غيره، تتمثّل في هذه المزاوجة المتوتّرة والغريبة بين السماوات الزرقاء والعواصف، وبين الحبّ الحميم والموت العنيف. ومشاهده عن العواصف لا تصوّر فقط غضب الطبيعة بل يمكن اعتبارها تأمّلات فلسفية عن جوانب الحياة التي يصعب التنبّؤ بها.
النحّات الايطالي المشهور جيان لورنزو بيرنيني رأى بعض لوحات بُوسان وشبّه تأثيرها بأثر الخطبة العظيمة التي يستمع إليها المرء باهتمام ثم يبتعد عنها في صمت بينما لا يزال مستمتعا بصدى تأثيرها داخل نفسه.
استلهم بُوسان لوحاته عن الطبيعة الأركادية من أشعار أوفيد وفرجيل ومن رحلاته العديدة في ريف روما.
في ذلك الوقت كان كتاب التحوّلات لـ أوفيد احد أشهر الكتب وأكثرها رواجا في أوربّا. والكتاب يتضمّن قصصا عن حبّ الآلهة وعن تَحوّل عشّاقها من البشر إلى نباتات وحيوانات. وكثيرا ما تُفسّر نصوص أوفيد على أنها استعارات مجازية عن دورات الطبيعة.
وهذا النوع من القصص هو الأساس الشعري الذي أقام عليه بُوسان فنّه.
في بعض مناظره تبدو السماء مظلمة والموت متربّصا في كلّ مكان. الموت الذي يكتشفه الرعاة على شاهد قبر كما لو أنهم لم يسمعوا به من قبل. حتى الأساطير التي كان يقدّسها الرسّام تنتهي بالموت دائما.
لوحته المسمّاة "طبيعة ورجل قتلته أفعى" أصبحت موضوعا لكتاب ألّفه الناقد والمؤرّخ الفنّي تيموثي كلارك بعنوان "مشهد الموت" استعرض فيه جماليات اللوحة والاستعارات المضمّنة فيها.
ويقال إن بُوسان استوحى موضوع هذه اللوحة من مكان موبوء بالأفاعي والحيّات السامّة في منطقة بجنوب شرق روما. واللوحة عبارة عن دراسة عن الخوف الذي يثيره مرأى جثّة إنسان ميّت، كما أنها تصوّر، بمعنى ما، انتصار الطبيعة على الإنسان.
رسومات بُوسان عن الطبيعة تدلّ على قوّة ملاحظته. وقد كان يؤمن بأن البشر والطبيعة شيء واحد، لأن كلّ منظر طبيعي يحمل دلالة إنسانية.
كما عُرف بمقدرته الكبيرة على أن يخلق لكلّ لوحة جوّاً ومزاجا خاصّا. ولا بدّ وانه استفاد كثيرا من براعته في استخدام اللون والظل والشكل.

بعض لوحات بُوسان فاتنة وجميلة ومدهشة بما لا يوصف. ولا يبدو أن هناك من ينافسه في استخدام الضوء الذهبي في لوحته إلهام شاعر التي أرادها أن تكون تخليدا لذكرى شاعر راحل، ولا في رسمه الأخّاذ لإحدى الحوريّات وهي تعصر العنب من يدها لتتساقط قطراته في فم ملاك صغير أسفل منها.
صور الرسّام ومواضيعه مختارة بعناية. وهي تشبه نهرا من الأفكار الجميلة التي تمرّ عبر العقل وتستثير الفكر لمحاولة فهمها وحلّ رموزها.
في لوحته "طبيعة يشوبها هدوء" نرى منظرا آخر من أركاديا: ريف، مياه صافية، وأغنام ترعى. الظلّ يتحرّك من الأشجار باتجاه البحيرة المنعكسة على مائها الساكن صور المباني في الخلفية. حتّى في أركاديا يمرّ الوقت سريعا والنهار يتلوه ليل والليل يعقبه نهار. مزاج هذه اللوحة رائق وناعم مع أن فيها لمسة حزن خفيفة.
إن مناظر بُوسان هي نوع من الاحتفال بالحياة والحبّ والشعر. وهو كان يطلب من جمهوره دائما أن يقرأ اللوحة كما يقرأ القصيدة.
رآه أحد أصدقائه ذات يوم وهو يتجوّل على ضفاف نهر التيبر ويرسم المناظر الطبيعية التي كان يحبّها. ونظر إلى منديله فرآه مملوءا بالحجارة الصغيرة وبالأزهار التي كان يأخذها معه إلى البيت ليتأمّلها ويرسمها.
في لوحة أخرى، يرسم بُوسان زواج اورفيوس ويوريديسي. المكان بقعة أخرى من أركاديا. ملابس الأشخاص جميلة وزاهية. غير أن المبنى الظاهر في خلفية الصورة يبدو حديثا ومألوفا. وهو معلم من معالم روما كان قائما زمن الرسّام. والمبنى في اللوحة ينفث الدخان ويبدو كما لو انه يطير في الهواء. الفكرة هنا هي أن هذه المدينة خالدة. لكن حتّى الأشياء الخالدة نفسها لا تدوم إلى الأبد ومصيرها في النهاية إلى زوال.
في بداياته رسم بُوسان لوحات يظهر فيها الأشخاص في حالة من التوق والتطلّع وأحيانا التأمّل الصامت أو الحزين.
غير انه في أواخر حياته رسم مشاهد مظلمة يصعب فهمها أو تفسيرها. حتّى النقاد لم يستطيعوا فكّ شيفرتها مع أنها جميلة وتروق للعين.
لكنّ بعض المؤرّخين يقولون إنها انعكاس لإحساس الرسّام بكراهية الشرور التي كان يراها على الأرض. ورسائله في تلك المرحلة تمتلئ بالتعليقات المريرة والغاضبة وهو يرى الاضطرابات السياسية تعمّ أوربا ولا توفّر حتّى بلده فرنسا.
يقول في إحدى تلك الرسائل: لقد هجر الناس الفضيلة والضمير والدين. ولا وجود الآن سوى للخداع والرذيلة والمصالح الخاصّة. لقد ضاع كلّ شيء وفقدت الأمل في وجود الربّ. فالشرّ كامن في كلّ مكان وفي كلّ شيء".
كان بُوسان يرسم الأفكار. لذا يقال انه أكثر الرسّامين شاعرية. كما كان يؤمن بأفكار الفلسفة الرواقية التي تدعو إلى كبت الأهواء والانفعالات العاطفية وإخضاع الرغبات لحكم العقل. وقد عُرف عنه حبّه للعمارة خاصّة عندما تكون في حالة خرائب وأنقاض.
ولم يكن مستغربا أن يتأثّر به الرومانسيون وفي مقدّمتهم الشاعر الانجليزي جون كيتس الذي كان يعتبره رسّامه المفضّل.


"فانيتا" كلمة لاتينية تعني الفراغ أو الخواء، لكنّها أيضا تشير إلى معنى التشاوف أو الخيلاء والتفاخر الأجوف بالمال أو السلطة أو الجمال والزينة.
ولو بحثنا عن كلمة بالعربية تعطي نفس الدلالة لما وجدنا أفضل من العبارة التي تقول: ما الدنيا إلا متاع الغرور". والفانيتا أيضا هي نوع من لوحات الطبيعة الساكنة يريد رسّاموها أن يذكّرونا من خلالها بقِصَر الحياة وبعبثية المتع الدنيوية وبحتمية الموت.
وفي هذا النوع من اللوحات، نجد غالبا جماجم ترمز للموت، بالإضافة إلى رموز أخرى مثل الفواكه المتعفّنة والأزهار الذاوية التي ترمز للتحلّل، والشموع المطفأة والدخان والساعات والأدوات الموسيقية والساعات الرملية وغيرها من أدوات قياس الزمن.
كما يمكن أن تتضمّن هذه اللوحات كتباً، سواءً كانت مكدّسة فوق بعضها البعض أو مفتوحة على صفحة بعينها، وموادّ من الكريستال والفضّة وتماثيل صغيرة وآنيات زهور وعملات معدنية وقلائد وخواتم من اللؤلؤ تنبثق من صناديق مزخرفة. وكلّ هذه الأشياء ترمز لقصَر الحياة وفجائية الموت.
وقد اعتاد الناس في أوربّا خاصّة، ومنذ زمن طويل، على أن يستحسنوا هذه اللوحات ويقتنوها لسكونيّتها ولرمزيّتها العميقة. وهذه الفكرة لا تقتصر على الرسم فحسب، وإنّما تمتدّ أيضا لتشمل الشعر والموسيقى والأدب.
وهناك جملة أخرى باللاتينية لها دلالة دينية وتتردّد كثيرا هي "ميمنتو موري"، وتعني حرفيا "تذكّر أنك مخلوق فانٍ"، وهي فكرة ظلّت تحظى بالرواج والشعبية في أوساط الكتّاب والفنّانين المسيحيين على مرّ قرون.
والفكرة تنطوي على نصيحة للناس بأن عليهم أن يستعدّوا للموت في أيّ وقت لأنه يأتي على حين غرّة وبلا سابق إنذار. والسبب هو أن أوربّا شهدت ابتداءً من القرن الرابع عشر مجاعات متكرّرة وحروبا كثيرة مدمّرة مات على إثرها الكثيرون، بالإضافة إلى تفشّي وباء الطاعون الذي اكتسح القارّة وحصد أرواح مئات الآلاف من البشر.
كان الموت وقتها يتربّص بالجميع. ومع ذلك كان الناس يجتهدون في البحث عن التسلية والمتعة متى ما كان ذلك ممكنا. لذا انتشرت آنذاك في بعض أرجاء ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا أغاني تحمل حوارات متخيّلة بين الموت والبشر.
وإحدى أشهر تلك الأغاني كانت كلماتها تقول: إن كنت لا تستطيع أن تعود إلى الوراء لتصبح كالطفل وتغيّر حياتك للأفضل، فلن تستطيع أن تدخل ملكوت الربّ. إن الموت يسرع الخطى، فدعنا نمتنع عن ارتكاب الخطايا".
المعروف أن رسومات الفانيتا ازدهرت في هولندا على وجه الخصوص، وبالتحديد في ذروة ازدهار ما عُرف بالعصر الذهبيّ للرسم الهولنديّ. وأحد أشهر الرسّامين الهولنديين الذين برعوا في رسم الفانيتا هو إدفارت كولير الذي عاش في القرن السابع عشر.
في إحدى لوحاته المشهورة "إلى فوق"، يرسم كولير مجموعة من الأشياء مرتّبة فوق طاولة مغطّاة بالدانتيل البنّيّ اللون. من بين هذه الأشياء تاج ذهبيّ مزيّن بالحرير الأحمر ومرصّع باللآليء الحمراء والسوداء والبيضاء. وعلى الطاولة أيضا هناك صندوق اسود مُحلّى بالذهب تبرز منه مجوهرات وعقود ذهبيّة وفضّيّة.
وبين التاج والصندوق بورتريه لرجل وجيه موضوع داخل إطار مذهّب صغير وبيضاويّ الشكل. وفي خلفية الصورة، هناك مزهرية ذهبيّة ضخمة وإلى يمينها كتاب مفتوح على صفحة تحتوي على نصّ لاتينيّ.
في لوحات الفانيتا المعاصرة، نجد نفس الفكرة التي تعبّر عن قلق الإنسان وحالة عدم اليقين تجاه المستقبل. والرسّام المعاصر يعزّز هذه الفكرة بتوظيفه لأشياء معيّنة كالمرايا والمزهريات الزجاجية والشموع والعظام والجماجم والكتب، بالإضافة إلى منتجات التجميل الحديثة والعبوات البلاستيكية التي تُظهر ميل الإنسان وافتتانه بالسلع الاستهلاكية.
وعندما تتأمّل لوحات الفانيتا وتتمعّن في رمزيّتها، لا بدّ أن تتذكّر رسومات الفنّان الألمانيّ كاسبار فريدريش. كانت رؤية هذا الرسّام سابقة لعصره، لكن الناس في زمانه لم يقدّروا فنّه ولم يحتفوا به كما ينبغي.
مناظر فريدريش المتعدّدة عن الطبيعة الشتوية لم تكن عن الحياة في الشتاء، بل كانت عن الشتاء نفسه؛ عن وحشته وجبروته وعن الإحساس الذي يثيره بالخواء والقفر والعزلة.
أيضا تمتلئ لوحاته بصور الأشجار والجذوع العارية التي تسكنها الغربان والبوم بجانب المقابر والأديرة والأطلال.
في تلك اللوحات أيضا، كان فريدريش يعبّر، وبطريقته الخاصّة، عن مضيّ الزمن والطبيعة المؤقتة للحياة وعن حالته الذهنية الخاصّة.


مدريد - كان يواكين سورويا احد أكثر الرسّامين الإسبان رواجا وانتشارا في زمانه. وقد عُرف بقدرته على رسم أكثر المشاهد تلقائيةً في الحياة اليومية وبطريقة فيها الكثير من الحميمية والأناقة.
كانت عائلة سورويا عماد حياته. والصور التي رسمها لزوجته وابنتيه ما تزال من بين أكثر أعماله جاذبيةً وجمالا. منزل الرسّام في مدريد كان عصريّا هو الآخر. وقد بناه بحيث يوفّر لأسرته أعلى مستوى من الراحة والرفاهية.
والديكور الذي استخدمه في البيت كان يعكس الذوق السائد في ذلك الوقت، أي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وكان يتضمّن قطع أثاث من طرز تاريخية متنوّعة بالإضافة إلى تصميمات حديثة.
كان سورويا يستمتع برؤية نفسه محاطا بعائلة حديثة. وكان هو وزوجته كلوتيلدا وابنتاه ماريا وايلينا يولون أهمية فائقة لأسلوب لباسهم، كما يظهر واضحا في صور الرسّام ورسائله. كما كانوا جميعا يتمتّعون بميل طبيعيّ للأناقة وللأسلوب العصريّ في اللباس والعيش.
وعندما كان يذهب في رحلات إلى خارج اسبانيا، لم يكن ينسى أن يعود محمّلا بالكثير من الهدايا لهم من ملابس واكسسوارات وغيرها من الأشياء التي رآها وأعجبته.
رسائل سورويا إلى زوجته عندما كان في رحلات إلى باريس تشي باهتمامه الكبير بالموضة، إذ يشرح لها الاتجاهات الجديدة في الموضة والملابس. كان يحبّ الملابس الصيفية ذات الألوان البيضاء الغارقة في ضوء الشمس والتي تهيمن على أعماله.
لكن زوجته وابنتيه كنّ متمسّكات بالأسلوب الاسبانيّ القديم في اللباس، أي شال فوق فستان اسود في مناسبات الزفاف أو الأعياد الدينية. وقد رسم زوجته كثيرا مرتدية ذلك الزيّ، لكنه أيضا رسمها في العديد من اللوحات وهي تمشي في الحديقة بفستان ابيض مع معطف اسود وقبّعة من ريش الطيور.

ولد يواكين سورويا في بلنسية عام 1893 وتعلّم الرسم على يد أكثر من فنّان. وفي سنّ الثامنة عشرة، سافر إلى مدريد وزار متحف برادو ودرس اللوحات التي كان يضمّها. ثم ابتُعث إلى روما ومنها إلى باريس التي تعرّف فيها على الرسم الحديث. وعند عودته إلى بلنسية، تزوّج من كلوتيلدا ديل كاستيللو التي تنتمي إلى عائلة ثريّة من الطبقة الوسطى.
وقد برع الفنّان في رسم البورتريه والمناظر الطبيعية، لذا عُرف برسّام الضوء لأنه كان يرسم غالبا في الهواء الطلق وتحت نور الشمس.
في ذلك الوقت كانت الطبقة الوسطى في اسبانيا تمرّ بفترة ازدهار، الأمر الذي أدّى إلى رواج رسم البورتريه واكتسابه شعبية إضافية.
كان سورويا معروفا باهتمامه بتفاصيل لباس شخوصه، وبالتدريج أصبح مؤرّخا عارفا بأحوال واتجاهات الموضة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات العشرين. ولوحاته توفّر سجلا دقيقا للتغييرات التي طرأت على ميول وتفضيلات الناس أثناء تلك الفترة في ما يتعلّق بالأزياء والمجوهرات.
ولم يكن يكلَّف فقط برسم العائلات البورجوازية، وإنما أيضا برسم العائلة الملكية الاسبانية. وهو في لوحاته التي رسمها لهؤلاء يكشف عن روح النخبة وأساليب وطرز اللباس التي كانوا يفضّلونها. وفي تلك البورتريهات، تقف النساء أمامه في أجمل وأحدث الملابس، لأن ذلك جزء مهمّ من أناقتهنّ. لكن سورويا لم يكن يركّز في صوره على جمال المظهر الخارجيّ، وإنّما أيضا على حركة الشخصية ومشاعرها الداخلية.
وقد اكتشف الرسّام الخصائص العلاجية لشواطئ اسبانيا ورسم الملابس العصرية التي يكثر مرآها في تلك النواحي مثل المظلات والقبّعات. وسورويا كان شاهدا على ذلك العصر، كما أن أفراد أسرته يستأثرون بغالبية صوره التي رسمها في البحر.
في زياراته لباريس، رسم سورويا مقاهي وشوارع المدينة، بالإضافة إلى دور السينما والأوبرا وغيرها من الأماكن التي جذبت اهتمامه. ولم يكن ينسى أن يزور الأماكن التي تعرض الأقمشة والابتكارات الحديثة في اللباس. وكان يشتري بعض ما يراه ويضمّنه في صوره.

 
بدعم من زين ومنصّة زين للإبداع (ZINC)

عمّان، 12 أيار 2018: إفتتحت منصّة "ديزاين" (Dezain Space) فعالية "سوق ديزاين" التي أقيمت بدعم من شركة زين الأردن ومنصّة زين للإبداع (ZINC) في الهنجر راس العين على مدار ثلاثة أيام ابتداءً من يوم الجمعة ولغاية يوم الأحد، والتي يتم من خلالها استعراض عدد من التصاميم الإبداعية في مجال الأزياء والمنتجات بهدف دعم المصممين المحليين كما أقيمت عدة جلسات حوارية لتبادل الخبرات ومناقشة التحديات التي يواجهها هذا القطاع والإطلاع على قصص نجاح أردنية ملهمة.

 
واشتملت الفعالية على إطلاق مجموعة رمضان وصيف 2018 الخاصة بـ 38 مصمم محلي في عالم الأزياء والمنتجات بحضور الرئيس التنفيذي بشركة زين الأردن أحمد الهناندة ونخبة من المصممين والمختصصين في مجال الأزياء وتصميم المنتجات بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين والمؤثرين على منصات التواصل الإجتماعي.

 

كما ضمّت أجندة الفعالية عدة جلسات نقاشيّة في مختلف المجالات التي تهم المصممين والمقبلين على العمل في مجال التصميم، إذ تناولت الجلسات مواضيع هامة مثل التعريف بمنصّة ديزاين ومساهمة المؤثرين ودورهم في دعم المصممين، ومدى تأثير البازارات على زيادة المبيعات وإشهار العلامة التجاريّة الخاصة بالمصميين، وآليّة تسويق المنتجات عبر منصات التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية، وكيفيّة نمو وتطوير الأعمال لتتحول من شركات ناشئة إلى شركات لها تواجد محلي وإقليمي، بالإضافة إلى مناقشة التحديات التي يواجهها المصممين المحليين.

 

وخلال الفعالية على مدار ثلاثة أيام، قام عدد من المصممين بمشاركة الحضور بقصص نجاحهم وكيف بدأت أعمالهم وتطورت لما هي عليه الآن وعن أهمية التواجد الإقليمي وزيادة قنوات التوزيع. واشتملت الفعالية على عروض لمصممين مثل: ريما دحبور وإيمان الأحمد و"جوبدو" و"يوني آرت" و"لولوز بوكس" و"جويا" وفرح قادري ومريم شكري وبترا أورفلي وزينة علي و"فاشن كارما" ورشا عودة و"جو باي كريتيف جوردن" و"سرو فاشن".

 

يجدر بالذكر بأن منصة ديزاين (Dezain Space) تمثّل المكان الأمثل لتقديم الدعم ومشاركة الخبرات وإقامة الفعاليات والورشات التدريبيّة المعنيّة بصناعة التصميم، لتُمَكّن العاملين في مجال الإبداع من تحويل أفكارهم إلى مشاريع إنتاجية تسوّق  محليا واقليمياً. وتعد منصّة "ديزاين" (Dezain Space) من أوائل المنصّات المخصصة للمصممين في مجال الأزياء والمنتجات والتي تتلقى الدعم من منصّة زين للإبداع (ZINC) وشركة زين والتي يديرها كل من سيما النجّار، المختصّة بمجال الموضة والتكنولوجيا، والفنان شامخ البلوي الذي اشتهر على منصات التواصل الإجتماعي. وتهدف "ديزاين" (Dezain Space) لتوفير الدعم والنصائح الإرشادية وفرص الحصول على التمويل الاستثماري للمصممين المقبلين على سوق العمل، كما تعمل المنصة على تطوير مهارات المصممين التسويقية والإبداعية والمالية، لتساهم المنصة في تمكينهم من الوصول إلى العالمية بأفكارهم الابتكارية.