Off Canvas sidebar is empty


 أبوظبي - تشهد دولة الامارات العربية المتحدة ، منذ بداية الأسبوع الجاري، طقساً حاراً إلى شديد الحرارة بوجه عام، وغائماً جزئياً ومغبراً أحياناً، ونصح المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل سكان الدولة بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، خصوصاً في فترات الذروة، بين الساعة الـ12 ظهراً والثالثة عصراً، مشيراً إلى أن الطقس المتوقع، حتى يوم الأحد المقبل، حار إلى شديد الحرارة نهاراً، ورطب ليلاً على السواحل، حيث تصل درجة الحرارة إلى 51 درجة مئوية، ويتشكل ضباب خصوصاً غرباً، يومي السبت والأحد، وتتكون بعض السحب الركامية بعد الظهر شرقاً وجنوباً، قد يصاحبها سقوط أمطار، خصوصاً يومي الجمعة والسبت، والرياح شرقية وجنوبية شرقية خفيفة إلى معتدلة السرعة، تنشط يومي الجمعة والسبت شمالاً وشرقاً، وتكون مثيرة للغبار والأتربة، فيما يكون البحر خفيفاً إلى متوسط الموج في الخليج العربي وفي بحر عمان، يصبح مضطرباً أحياناً من يوم الجمعة في الخليج العربي وبحر عمان.

الحالة الجوية، التي تشهدها الدولة طبيعية، وتتكرر كل عام في يوليو، أكثر الأشهر حرارة في المنطقة.

وأوضح المركز، لـ«الإمارات اليوم»، أن السبب الرئيس في الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة منذ بداية الأسبوع، والذي يستمر حتى الأحد المقبل، هو الرياح الجنوبية القادمة من الصحراء، والتي تؤدي إلى رفع درجات الحرارة في معظم ساعات النهار، خصوصاً بالمناطق الساحلية والداخلية، كما يزيد الشعور بارتفاع الحرارة نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، حيث تراوح درجات الحرارة من اليوم وحتى الأحد المقبل، بين 50 و51 درجة مئوية، فيما بلغت أقل درجة حرارة تم تسجيلها أمس 22.6 درجة مئوية في منطقة دمثة الساعة 5.30 صباحاً.

وأكد المركز أن الحالة الجوية، التي تشهدها الدولة طبيعية جداً، وتتكرر كل عام في يوليو، المعروف عنه أنه من أكثر الأشهر حرارة في المنطقة، مشيراً إلى أن امتداد المنخفض الجوي القادم من الجنوب الشرقي، والمسبب لحركة الرياح الجنوبية الشرقية القادمة من بحر العرب، يؤدي إلى تكثيف الهواء، وتكوين سحب ركامية تتحول إلى أمطار على المرتفعات الشرقية، لافتاً إلى أن هذه الأمطار تتكرر كل عام في فترة الصيف.

وأشار المركز إلى تأثر المنطقة بمنخفضات حرارية، أهمها منخفض الهند الموسمي، والتي تعمل على ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى أن دورة نسيم البر والبحر تلعب دوراً مهماً، خصوصاً خلال هذا الشهر، حيث تتأثر الدولة برياح جنوبية شرقية ليلاً وصباحاً، ورياح شمالية نهاراً، وكذلك تتأثر الدولة أحياناً برياح جنوبية نشطة، خصوصاً خلال فترة الصباح قد تثير الغبار، كما تنشط الرياح الشمالية الغربية أحياناً، وتكون محملة ومثيرة للغبار.

وأكد المركز أن المناطق الجبلية الشرقية والجنوبية من الدولة تتعرض، خلال هذا الشهر، لاحتمالية تكون السحب الركامية حيث تتطور هذه السحب بسبب الجبال وارتفاع في درجات الحرارة، وينتج عنها سقوط أمطار مختلفة الشدة في فترات ما بعد الظهر، أما المناطق الأخرى فإن فرصة سقوط الأمطار بها تكون قليلة، حيث يمكن أن تتأثر المنطقة بحزام التجمع الاستوائي، الذي يصاحبه تكون بعض السحب الركامية الممطرة أحياناً.«الإمارات اليوم»


القدس - في صفعة جديدة للحكومة الإسرائيلية، تبنَّت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، أمس الثلاثاء، 4 يوليو/تموز 2017، قراراً يؤكد "عدم وجود سيادة إسرائيلية على مدينة القدس"، وأدانت أعمال الحفر التي تقوم بها دائرة الآثار الإسرائيلية بالمدينة المحتلة.

جاء هذا القرار خلال في ختام أعمال اللجنة في دورتها الحادية والأربعين، التي انعقدت بمدينة كراكوفا في بولندا، وتم إعداد القرار بشأن "بلدة القدس القديمة وأسوارها" من قبل الأردن وفلسطين، وقدَّمته المجموعة العربية، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

وقالت الوكالة، إن القرار الذي أيَّدته 10 دول وعارضته 3، جاء "رغم الضغوط الهائلة التي مارستها إسرائيل على الدول الأعضاء ويونسكو لإفشال القرار، الذي أكد اعتماد 12 قراراً سابقاً للمجلس التنفيذي لليونسكو، و7 قرارات سابقة للجنة التراث العالمي".

وأشارت إلى أن جميع القرارات الواردة تنصُّ على أن تعريف الوضع التاريخي القائم في القدس، هو ما كان عليه تراث المدينة المقدسة قبل احتلالها من قبل إسرائيل عام 1967.

وفي المقابل، أشاد مجلس وإدارة أوقاف القدس ومفتي القدس والهيئة الإسلامية العليا في بيان، بموقف لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو.

ونصَّت بنود القرار على "إدانة شديدة، ومطالبة للسلطات الإسرائيلية بالوقف الفوري لجميع أعمال الحفريات غير القانونية، باعتبارها تدخلات صارخة ضد تراث القدس والأماكن المقدسة"، وفق الوكالة.

ولفت إلى "بطلان الانتهاكات والنصوص القانونية التي بُنيت على ما يسمى (القانون الأساس)، الذي أقرَّه الكنيست الإسرائيلي لتوحيد القدس كعاصمة لدولة إسرائيل عام 1980".

واعتبر أن "جميع هذه الإجراءات باطلة ولاغية، وأن إسرائيل مطالَبة بإلغائها، وملزمة بالتراجع عنها، حسب قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، وخصوصاً قرار مجلس الأمن الأخير 2334 (2016)".

وصوتت 10 دول لصالح القرار الفلسطيني وهي: أذربيجان وإندونيسيا ولبنان وتونس وكازاخستان والكويت وتركيا وفيتنام وزيمبابوي وكوبا، في حين امتنعت 8 دول عن التصويت وهي: أنغولا وكرواتيا وفنلندا والبيرو وبولندا والبرتغال وكوريا الجنوبية وتنزانيا، وعارضته 3 دول أخرى هي: الفلبين وجامايكا وبوركينافاسو.

كما أدان القرار بشدة "اقتحامات المتطرفين وقوات الاحتلال، وتدنيس قداسة المسجد الأقصى/الحرم الشريف، باعتباره مكان عبادة للمسلمين فقط"، وأكد أن "إدارته من حق الأوقاف الإسلامية الأردنية، حسب تعريف الوضع التاريخي القائم منذ قبل احتلال عام 1967".

وطالب السلطات الإسرائيلية بـ"تسهيل تنفيذ مشاريع الإعمار الهاشمي (الأردني) في المسجد الأقصى/الحرم الشريف، مع التشديد على وقف التدخل في مبنى باب الرحمة، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى".

وطالب إسرائيل بـ"السماح غير المشروط لوصول السلطة المعنية والمتمثلة بخبراء الأوقاف الأردنية، من أجل المحافظة على بلدة القدس القديمة وأسوارها من الداخل والخارج، بما في ذلك حق الوصول وترميم طريق باب المغاربة، الذي يُعتبر جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى".

وتضمَّن القرار "إدانة شديدة" ومطالبة "سلطات الاحتلال بوقف جميع مشاريع التهويد، مثل بيت هليبا وبيت شتراوس والمصاعد الكهربائية والتلفريك الهوائي والقطار الخفيف، الذي يمر بمحاذاة سور القدس، وإزالة آثار الدمار الناجم عن هذه المشاريع".

ودعا سلطات الاحتلال إلى "إعادة الآثار المسروقة، وتزويد مركز التراث العالمي في اليونسكو بتوثيق واضح لما تمت إزالته، أو تزوير تاريخه من آثار في بلدة القدس القديمة ومحيطها".

وتضمَّن "الإبقاء على "بلدة القدس القديمة وأسوارها" على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، كموقع مسجل من قبل الأردن عام 1981.


هيئة التحرير - (ستراتفور) 26/6/2017

-  ستبقى الخلافات بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي بلا حل
-  يقدم الخلاف الخليجي خدمة لأنقرة ووسيلة لتوسيع نفوذها بالخليج
-  تواجه القوات المدعومة إيرانياً مخاطر الاشتباك مع حلفاء أميركا بسورية
-  ستواجه إسرائيل تهديدات متزايدة على حدودها الشمالية والجنوبية خلال الصيف
-  سيستمر الصراع السياسي بساحات المعارك بالوكالة بين السعودية وإيران
-  تتنافس إيران وتركيا على النفوذ بشمال العراق وستواجهان تداعيات استفتاء كردستان
-  لن يسمح متشددو إيران لروحاني بتليين الخطاب ضد السعودية والولايات المتحدة
-  خسائر "داعش" في الأراضي لن تعطل قدرته على إلهام الهجمات بالعالم

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي مفترق طرق العالم. وهي تضم شبه الجزيرة العربية، وجبال إيران، وسهول تركيا، وصحارى بلاد الشام، والأراضي الواقعة شمال الصحراء الأفريقية وكل الشواطئ بينها. وقصة المنطقة، كما هو دائماً حال الأماكن العالقة بين اللاعبين الأجانب، هي قصة تجارة وتبادل وصراع. والقوى التقليدية في المنطقة هي تركيا وإيران -المملكة العربية السعودية ومصر هما القوى العربية الراهنة. وتنافسها لكسب النفوذ على دول المنطقة الأضعف هو الذي تجعل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مسرحاً للعنف وعدم الاستقرار.
سوف تكشف المعركة التي تختمر بين قطر وبعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي كلاً من عيوب استراتجية واشنطن المعتمدة على التحالف الذي تقوده السعودية لإدارة الصراعات الإقليمية، والفجوة الآخذة في الاتساع بين تركيا وجيرانها في الخليج.
في الأثناء، سوف تتصاعد الأزمة بين وكلاء السعودية وإيران في ساحات المعارك الممتدة من منطقة الخليج إلى بلاد الشام.
سوف تواجه القوى التي تدعمها إيران أيضاً تصاعد خطر الاشتباك مع القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في سورية، بينما تتسابق للوصول إلى الحدود العراقية، وسط التراجع البطيء لقوات "داعش".
سوف تعمل كل من إيران وتركيا، من خلال التنافس بقوة على النفوذ في شمال العراق، على مواجهة الزخم التي سيتكون خلف الاستفتاء المقرر إجراؤه على الاستقلال الكردي.
مشاحنة بين الحلفاء تلفُّ الشرق الأوسط
مع انتهاء الربع الثاني من العام 2017، استحوذ نزاع دولة قطر مع حفنة من أقرانها في مجلس التعاون الخليجي على اهتمام بقية المجتمع الدولي. لكن الخلافات بينهم سوف تبقى بلا حل في الربع المقبل، بينما تكشف المشاحنات عن خطوط القسمة الدائمة في داخل التحالف المناهض للإرهاب الذي أملت الولايات المتحدة -وزعيمة دول مجلس التعاون الخليجي بحكم الأمر الواقع، السعودية- في أن يتعامل مع إدارة صراعات الشرق الأوسط الكثيرة. وبينما تحاول المملكة ترسيخ سلطتها بين نظيراتها من دول الخليج عن طريق إخضاع مسار الدوحة المستقل، سوف تكافح قطر للحفاظ على مكانة السياسة الخارجية الفريدة التي اختطتها لنفسها خارج حدود الظل السعودي.
سوف يفعل دور الولايات المتحدة في المنطقة الكثير في تشكيل حصيلة هذه المواجهة. فمن جهة، لدى السعودية وحليفتها، الإمارات العربية المتحدة، ثقة في دعم البيت الأبيض لأجندتهما لاحتواء أنشطة الإسلاميين السياسيين والمسلحين، بالإضافة إلى إيران. ومن جهة أخرى، لدى الجيش الأميركي بصمة عميقة ودائمة في قطر، والتي لن يسمح للنزاع الدبلوماسي الحالي بأن يمحوها وهكذا، طالما كان الطرفان يستطيعان الاعتماد على دعم واشنطن، فإنهما يستطيعان تحمل كلفة الاستمرار في التمسك بمواقفهما، وهو ما يؤكد عبثية محاولات البيت الأبيض ضم أعضاء من دول مجلس التعاون الخليج المتنازِعة لتشكيل "ناتو عربي" قادر على التعامل مع إيران وتحييد التهديد الجهادي.
سوف تقف تركيا، التي تشارك قطر دعمها للمجموعات الإسلامية في جميع أنحاء المنطقة، إلى جانب شريكتها في شجارها مع دول مجلس التعاون الخليجي. وبفعلها ذلك، سوف تكشف عن صدع عميق بين القوى السنية التي تنظر إلى الإسلاميين كتهديد وجودي، وبين تلك التي ترى في مثل هذه المجموعات جزءاً لا يتجزأ من مجتمع الشرق الأوسط. وبالنسبة لأنقرة، لا يمكن أن يكون توقيت هذا التشاحن أفضل مما هو الآن: فبعد كل شيء، يقدم هذا الوضع لأنقرة وسيلة لتوسيع نفوذها في الخليج مع تنامي تنافسها الهادئ مع إيران في سورية والعراق.
مع ذلك، سوف تؤدي مواجهة أنقرة بطريقة أكثر وضوحاً مع نظرائها السنة، إلى تحفيز السعودية والإمارات على زيادة انخراطهما في صراعات سورية والعراق على أمل إحداث توازن ضد تركيا وإيران. وبينما تتحول قطر نحو تركيا وإيران وروسيا من أجل المساعدة الدبلوماسية واللوجستية في نزاعها مع دول مجلس التعاون الخليجي، سوف تصبح السعودية أكثر اقتناعاً بالحاجة إلى التمسك بموقف صارم تجاه الدوحة.
سوف يستمر الشعور بالآثار التجارية والدبلوماسية لهذا الخلاف في الربع الثالث أيضاً. ولأن قطر تعتمد على موقع الإمارات العربية المتحدة كمركز إقليمي للترانزيت، فإن سلاسل الإمداد التي تشمل منتجات تُشحن من قطر براً أو جواً، مثل الهيليوم، تواجه خطر الانقطاع الحاد مع استمرار المشاحنة. وسوف تكون تجارة النفط والغاز المسال أقل تأثراً، بما أن قطر تمتلك مرافق مخصصة للتصدير المباشر، ولديها القدرة على التكيف مع القيود المفروضة على الموانئ الإقليمية (ولو بكلفة أعلى) على شحنات النفط والغاز المسال. لكن قطر ستشهد اهتزازاً في قطاعها المالي، بسبب اعتماد هذه الصناعة الكثيف على الصلات مع القطاعات المصرفية في كل دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة الإمارات العربية المتحدة. وسوف تضيف الضربة التي وُجهت إلى الخطوط الجوية القطرية، بفعل حظر استخدام المجالات الجوية السعودية والإماراتية والبحرينية، إلى الضغط المتصاعد على الدوحة لإجبارها على الانصياع للمطالب المحتملة للكتلة.
على رأس هذه المطالب تخفيف التغطيات التي تُعدها المنافد الإعلامية مثل قناة الجزيرة، وقطع العلاقات مع الجماعات الإسلامية، ومواءمة السياسة الخارجية القطرية مع سياسة الرياض. ويرجح أن تتخذ قطر خطوات للتعامل مع المطلبين الأولين؛ حيث تقوم بإنشاء بعض مؤسسات الأخبار المستقلة الجديدة، بينما تخفف من وجود الجماعات الإسلامية داخل حدودها، كما بدأت تفعل مسبقاً بتكتم. لكن السعودية والإمارات ربما تذهبان خطوة أبعد، فتطلبان من قطر قطع علاقتها بإيران، وطرد الإسلاميين البارزين والحد من تعاونها العسكري مع تركيا -وهي شراكة أقلقت السعودية في سعيها إلى أن تكون القوة السنية القائدة في المنطقة. وبطبيعة الحال، لا تنوي الدوحة الانصياع بسهولة إلى أي من هذه المطالب التي تزعم أنها لا تقوم على أساس. (ناهيك عن حقيقة أن الروابط مع إيران والجماعات الإسلامية تنطوي على أهمية حاسمة لأجندات قطر الاقتصادية وأجندات السياسة الخارجية). ومع أن الأطراف الخارجية، مثل الولايات المتحدة وتركيا، ستحاول التوسط لحل للأزمة، فإن السعودية والولايات المتحدة ستعملان على إبقاء الوساطة في داخل أسرة دول مجلس التعاون الخليجي، بتركيز المفاوضات في الكويت وسلطنة عمان.
خصمان قديمان يتعاركان بالوكالة
بينما تستخدم السعودية دعم البيت الأبيض لمحاولة تعزيز دورها القيادي في المنطقة، سوف تتصاعد التوترات بين المملكة وإيران. وقد اتضحت مخاطر التصعيد في تنافسهما المحتدم مسبقاً في ميادين المعارك المستعرة في كل أنحاء الشرق الأوسط خلال الربع الثاني من العام. وتستمر قدرة إيران على تجهيز الوكلاء الإقليميين، مثل الثوار الحوثيين الذين يحاربهم التحالف بقيادة السعودية في اليمن، في إثارة مخاوف المملكة. وينطبق الشيء نفسه على تأثير إيران على اللاعبين المحليين في الأماكن غير المستقرة في الجوار، مثل المنطقة الشرقية في السعودية، وفي البحرين، حيث قدمت الحكومة الإيرانية دعماً شفوياً للحركات الشيعية الانفصالية، وحيث تكافح قوات الأمن السعودية والبحرينية لتعقب واعتقال الخلايا المسلحة. وبالإضافة إلى ذلك، تقدم عمليات الرياض الأمنية المستمرة في منطقة الماسورة في العوامية، للمتمردين الشيعة في المنطقة فرصة لمهاجمة القوات السعودية. ولذلك، ستبقى المملكة متشككة بعمق في إيران، وسوف تراقب بحذر أي محاولة تبذلها طهران لإثارة الاضطرابات في الأجزاء التي تقطنها أغلبيات شيعية في شبه الجزيرة العربية -وسوف تستخدم مخاوفها كذريعة لتعزيز دعمها الخاص للمسلحين الذين يستهدفون المصالح الإيرانية.
سوف تتكثف لعبة اللوم المتبادل بين القوتين المتنافستين في الربع الثالث من العام. وكانت طهران قد وجهت على مدى الأشهر الأخيرة اتهامات غير مسبوقة للسعودية بإثارة الاضطرابات داخل حدود إيران. (على سبيل المثال، زعمت طهران أن الرياض وواشنطن كانتا متورطتين في هجوم "داعش" المزدوج يوم 7 حزيران (يونيو) في العاصمة الإيرانية). وسوف تستمر الحكومة الإيرانية في الإشارة بأصابع الاتهام إلى السعودية في أي تهديدات تنشأ لاستقرار إيران، بغض النظر عن وجود أي أدلة تدعم ادعاءاتها. ويمكن أن تفضي المزاعم المتبادلة إلى تصعيد في الغارات ضد الجماعات المتشددة، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى إثارة المزيد من الاضطرابات. وتشمل المناطق الساخنة التي تمكن مراقبتها لرصد علامات هذه الدوامة المتقلبة أماكن استهدفتها إيران مسبقاً في غاراتها لمكافحة الإرهاب، مثل مناطقها الشمالية الغربية الكردية المجاورة لحدود العراق؛ ومناطق في جنوب البلاد حيث أغلبية السكان من السُنة؛ ومحافظة سيستان-بلوشستان المضطربة في جنوب شرق البلاد. وفي الحقيقة، تزعم إيران مسبقاً أنها تمتلك الدليل على تدخل السعودية بين المجتمعات المتشددة المحلية في هذه المناطق.
سوف يتجلى صراع الجبابرة هذا بين القوتين في ساحات المعارك السياسية أيضاً. وبينما كان الربع الثاني من العام موشكاً على الانتهاء، وافق المشرعون اللبنانيون على قانون انتخابي جديد ومددوا ولاية البرلمان حتى 20 أيار (مايو) 2018. ويخفض القانون الجديد عدد الدوائر الانتخابية في البلد من 26 إلى 15، وهي خطوة تُقلق الأحزاب اللبنانية والجماعات الديمغرافية الأصغر. وعلى مدى الأشهر القليلة القادمة، سوف يعرض المشرعون تفاصيل الانتخابات النيابية، وسوف يعمل القادة الدروز والمسيحيون والسنة على ضمان أن لا تضيع أصواتهم وسط الأغلبية الشيعية في البلد. ومع ذلك، ربما يكون أكثر تداعيات القانون الجديد أهمية هو أنه سوف يحد من قدرة أي لاعب أجنبي -بما في ذلك إيران والسعودية- على فرض أجندته على الحكومة اللبنانية.
بطبيعة الحال، لم تنس السعودية التحديات التي تواجهها في الوطن وسط نضالها من أجل الهيمنة في الشرق الأوسط بشكل عام. وفي الأشهر المقبلة، يتوقع أن تعلن الرياض عن طرحها الأولي المتوقع كثيراً لأسهم شركة البترول السعودية، بالإضافة إلى نتائج المراجعة الجارية لاحتياطيات النفط في المملكة. وقد دافع ولي العهد المعين حديثاً، محمد بن سلمان، عن جهود طرح الاكتتاب العام.
بعد قفزه تواً إلى مقدمة صف خلافة عرش المملكة، وتحييد ولي العهد السابق محمد بن نايف في العملية، يتمتع محمد بن سلمان بتفويض جديد لتكثيف نهجه الحازم تجاه إيران والإصلاح الاقتصادي. كما أصبح ولي العهد الجديد يتمتع الآن بالسلطة لممارسة نفوذ أكبر على شؤون الأمن القومي السعودي، وسوف لن يضيع وقتاً في اعتبار إيران مسؤولة عن التهديدات التي يواجهها البلد. وسوف يستخدم بن سلمان دون شك نفوذه الجديد لمحاولة تخويف القوى السنية في المنطقة لدفعها إلى اتباع قيادة السعودية والوقوف متحدة ضد إيران. وعلى الرغم من أفضل الجهود التي يبذلها، فإن دولاً مثل قطر ولبنان ومصر ستعمل على تجنب جرها إلى مواجهة الرياض المتصاعدة مع طهران. ومع ذلك، لن تكون الموازنة بين الطرفين عملية سهلة كثيراً بالنسبة لبلدان لديها كثافة سكانية كبيرة من السنة والشيعة، وعلاقات إيجابية مع كلتا القوتين، مثل باكستان والعراق.
متشددو إيران يضيقون على الرئيس
بطريقة تسعد كثيراً حليفها السعودي، سوف تحتفظ الولايات المتحدة بالعقوبات الاقتصادية قائمة ضد برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية في هذا الربع من العام، بينما تواصل استهداف الأفراد والشركات المرتبطين بجهاز الحرس الثوري للجمهورية الإسلامية. وسوف تناضل كل من واشنطن وطهران للإبقاء على خطة العمل الشاملة المشتركة قائمة، لكن الاحتكاك الدائم بين البلدين سوف يحد من الخيارات السياسية للرئيس الإيراني حسن روحاني. وفي هجوم "داعش" المزدوج في طهران يوم 7 حزيران (يونيو)، سوف يغتنم الحرس الثوري الإيراني الفرصة لتأمين المزيد من الموارد ولتوسيع نشاطاته في الخارج. ومع أنه أعيد انتخابه حديثاً، سوف يواجه روحاني أوقاتاً عصيبة في استخدام تفويضه الجديد لتخفيف نفوذ الحرس الثوري، وهو هدف حاول تحقيقه من قبل. ونتيجة لذلك، لن يتمكن الرئيس من الذهاب باتصالات إيران مع السعودية والولايات المتحدة إلى مزيد من الاعتدال.
ليس هذا الواقع غير معتاد بالضرورة بالنسبة لإيران؛ فقد واجه رؤساء الولاية الثانية في البلد المصاعب تاريخياً لدى محاولة ترسيخ أجنداتهم والإبقاء على الحرس الثوري وحلفائه السياسيين المتشددين مع الخط. وبينما يناضل روحاني للوفاء بوعود حملته الانتخابية حول الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، فإن الفجوة بينه وبين بقية الحكومة الإيرانية (التي معظم أعضائها مُعين وليس منتخباً) سوف تتسع بلا شك، وربما يتبين أن العوائق التي يضعها الحرس الثوري الإيراني أمام الإصلاح لا يمكن تجاوزها.
الحرب الأهلية السورية
عبر حدود إيران الغربية، عانى تنظيم "الدولة الإسلامية" من هزائم معوقة في العراق وسورية. لكن خسارة الأراضي في مناطق عمليات المجموعة الرئيسية لم تعطل قدرتها على إلهام منفذي الهجمات في الأماكن الأخرى من العالم. ما يزال تهديد "داعش" يتطور بلا توقف، كما يتضح من هجماته الأولى في طهران في الربع الماضي. ومع ذلك، ربما يتجسد أحد التداعيات المحتملة للحادثة في جر إيران أعمق إلى القتال ضد "داعش" في سورية. وتخاطر قوات طهران، التي تندفع شرقاً فعلياً في سورية في اتجاه مواقع "داعش" بالقرب من الحدود العراقية، باحتمال الاشتباك مع القوات الأميركية المنتشرة هناك.
من جانبها، تركز الولايات المتحدة أنظارها على "داعش". وبدعم من الولايات المتحدة، بدأت قوات سورية الديمقراطية تقدمها نحو مدينة الرقة الاستراتيجية، والتي تشكل واحداً من آخر معاقل المجموعة الجهادية. ولكن، في انعطافة جديدة للأحداث، وجد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤه من الثوار أنفسهم في مواجهة مع الحكومة السورية المدعومة من إيران وروسيا، في إطار سباق لانتزاع باقي مناطق "داعش" من قبضته المتراخية. ويتحرك كل واحد من المشاركين في هذا السباق على الحدود العراقية بدفع مصالح مختلفة، لكن رغبتهم المشتركة في السيطرة على نفس القطاع م نالأرض سوف تضعهم في مواجهة بعضهم بعضاً، وهو يزيد مخاطر الصدام في هذا الربع من العام.
بالنسبة للحكومة السورية، يشكل الوصول إلى مواقع أمامية في أقصى الشرق وشمال الشرق شأناً حاسماً لطموحاتها إلى استعادة السيطرة على البلد. ويبدو راعيها الإيراني أكثر اهتماماً بكثير في استغلال الاندفاعة لبناء جسر بري يمتد من طهران إلى دمشق والبحر الأبيض المتوسط -وهي صلة سوف توسع إلى حد كبير وصول طهران عن طريق تقوية اللوجستيات وخطوط الإمداد وتحسين قدرتها على ممارسة القوة. كما أن روسيا منخرطة بعمق أيضاً في اندفاعة الموالين والمكونة من ثلاث شعب في اتجاه الحدود العراقية. وبينما تصبح قوات الحكومة السورية أقرب، فإنها يمكن أن تعرقل عمليات الثوار في المنطقة.
أدى تواجد حلفاء الولايات المتحدة في شرق سورية مسبقاً إلى تعقيد حملة الموالين في اتجاه الشرق، وسوف يواصلون ذلك في الربع القادم. ومع ذلك، من المرجح أن لا يتمكن حلفاء واشنطن من الحيلولة دون وصول خصومهم المدعومين من إيران وروسيا إلى الحدود أولاً، وبحلول نهاية العام.
معركة الموصل
ثمة معركة مهمة أخرى في القتال ضد "داعش" تصل إلى نهاياتها أيضاً. فالمعركة من أجل استعادة مدينة الموصل العراقية توشك على الانتهاء؛ وقد حاصرت القوات العراقية وطهرت تقريباً آخر جيب للمشتددين المسلحين في المدينة. وبمجرد انتهاء المهمة، ستصبح هذه القوات حرة في التحول لإضفاء الاستقرار على أجزاء أخرى من البلد، بما فيها تلعفر، الحويجة، وديالا والأنبار. كما ستحول انتباهها أيضاً إلى الأراضي المستعادة التي أصبحت مضطربة وحرونة، مثل طوز خورماتو وسنجار. ومع أنه تم طرد قوات "داعش" من هذه الأماكن، فإنها تظل موطناً لسكان متنوعين وشخصيات سياسية تتنافس على الحق في حكم هؤلاء السكان. وحتى الآن، استطاع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وضع هذه المسألة وراء ظهره، لكن نهاية عملية الموصل سوف تعيد إحياء المفاوضات حولها، بالإضافة إلى نشر القوات في المناطق المتنازع عليها. وسوف تسخن المحادثات حول هذه المسائل الشائكة في الأشهر القادمة، مما يؤدي إلى تفاقم الصدوع داخل حكومة إقليم كردستان، وبين أربيل وبغداد.
لأن "داعش" فر إلى حد كبير من كردستان العراق، تمكنت الفصائل السياسية المحلية من استئناف نقاشها حول مستقبل المنطقة شبه المستقلة. وقرب نهاية الربع الثاني من العام، أعلن الساسة الأكراد عن عقد استفتاء على الاستقلال في 25 أيلول (سبتمبر). وقد دفع التقاء الأكراد وتحالفهم المؤقت حول هذه المسألة القوى المعنية إلى محاولة إخراج التصويت عن مساره، خاصة بما أنه سيشمل محافظة كركوك الغنية بالنفط. ومن المرجح أن تحاول بغداد، على سبيل المثال، تشتيت انتباه القادة الأكراد عن الاستفتاء عن طريق إجبار حكومة إقليم كردستان على تسوية نزاعاتها غير المحلولة المتعلقة بالأراضي والطاقة مع الحكومة المركزية العراقية.
في الأثناء، سوف تعمد الدول الأخرى التي تضم أعداداً كبيرة من الأكراد، مثل تركيا وإيران، إلى استغلال الفصائل الكردية التي لها نفوذ عليها، لإقحام نفسها في خطط الاستفتاء. فبعد كل شيء، سوف يؤسس نجاح محاولة الاستقلال في كردستان العراقية سابقة للمجموعات الكردية الأخرى في كل أنحاء الشرق الأوسط، حيث يمكن تلهم بعضها الشروع في الضغط لإقامة دولها الخاصة. وبالنظر إلى القيود المفروضة على أعمال تركيا في سورية، سوف تبحث أنقرة عن فرص في العراق لتشكيل المناخ السياسي والأمني في المنطقة بعد أن تنتهي عملية الموصل. ومع ذلك، وبإقحام نفسها في كردستان العراق، سوف توتر تركيا علاقاتها مع رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني. وفي كل هذه الفترة، سوف تستخدم إيران حلفاءها العراقيين والأكراد المتمركزين بجوار القوات التي تدعمها تركيا لحماية مصالحها الخاصة في شمال العراق ولإفساد خطط الأتراك.
على الرغم من التدخل المتفشي، لن يفقد الاستفتاء الكردي زخمه. لكنه سيقع مع ذلك فريسة للاقتتال الداخلي بين الفصائل الكردية المتنافسة، والذي سيسفر إما عن تصويت ترفض بغداد الاعتراف به، أو واحد لا يعتزم الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم التمسك به. (ببعض الطرق، دافع برزاني عن الاستفتاء ليصرف انتباه ناخبيه عن مشاكل حكومة إقليم كردستان الضاغطة وعن بقائه غير القانوني في المنصب، أكبر من تأمين الاستقلال لشعبه).
سوف تخضع الحكومة العراقية في بغداد لتغييراتها السياسية الخاصة بينما تقوِّي التحالفات نفسها وقواعد دعمها استعداداً لانتخابات المحافظات في أيلول (سبتمبر) المقبل. أما إذا كانت الانتخابات ستُجرى في وقتها المقرر أم لا، فإن ذلك يعتمد على موافقة البرلمان على قانون انتخابي جديد. وفي حال فشلت الموافقة في التحقق، فإن انتخابات المحافظات يمكن أن تترافق مع الانتخابات البرلمانية في النصف الأول من العام 2018. ولكن، حتى في حال التأجيل، فإن التسابق بين الأحزاب السياسية العراقية سوف يتواصل خلال الربع الثالث بينما يحاول كل منها الفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد في المجلس التشريعي. وحتى الآن، يشعر الزعيم الشيعي القوي مقتدى الصدر بالسرور من الكيفية التي يتشكل بها القانون الانتخابي، وشرع في التواصل مع الأحزاب الكردية والسنية لتوسيع نطاق قبوله الشعبي. ومع ذلك، وفي حال لم يمر مشروع القانون في شكله الحالي الذي يفضل الأحزاب الصغيرة على الكبيرة، فإن الصدر ربما يلجأ إلى دعوة الحشود من أنصاره للخروج إلى الشوارع.
إسرائيل تستعد لصيف متوتر
عبر حدود العراق الغربية، كثفت إسرائيل نشاطها في سورية. وخلال الربع الثاني من العام، شنت العديد من الغارات الجوية ضد قوافل أسلحة تعود إلى حزب الله، الجماعة اللبنانية المتشددة المسلحة التي تدعمها إيران، بينما تعبر شمال سورية. وتؤكد الهجمات على التهديد المقيم الذي يشكله الحلفاء السوريون والإيرانيون قرب حدود إسرائيل الشمالية على أمنها القومي.
كما تواجه إسرائيل أيضاً تهديداً مستمراً على حافتها الجنوبية. وقد أثار مسؤولون إسرائيليون احتمال وقوع صدام جديد مع المتشددين السلفيين في غزة بعد اعتراض عدة هجمات صاروخية صغيرة -والتي قيل إنها من تنفيذ مجموعات عدة- بجوار الحدود. وربما تضيف العداوة المقيمة بين مجموعتي فتح وحماس الفلسطينيتين على الموارد في غزة الوقود على النار، ولو أنها ليست لدى أي منهما الإرادة السياسية لإثارة صراع أكبر مع إسرائيل.
بدلاً من ذلك، كانت حماس منشغلة بنزاع قطر مع دول مجلس التعاون الخليجي، الذي هدد عمليات المجموعة في الدوحة. ومن المرجح أن يكون مسؤولو حماس بصدد إعداد خطط للطوارئ في حال اضطرارهم إلى نقل بعض أو كل أنشطتهم إلى مكان آخر. وربما تكون إيران هي الحل لمشكلة المجموعة: فبعد سنة من العلاقات الباردة، شرعت علاقات طهران بحماس في اكتساب بعض الدفء، وعبر كلا الطرفين عن الرغبة في ضمان استمرار هذا الاتجاه. لكن إيران ليست خاطب ود حماس الوحيد، فقد عرضت مصر أيضاً إرسال إمدادات الكهرباء إلى غزة وتخفيف القيود عن معبرها الحدودي مع القطاع في مقابل تنازلات أمنية. ولذلك سوف تمضي حماس الربع المقبل في وضع الاستراتيجيات التي تمكنها من تحقيق التوازن بين عروض طهران والقاهرة من تدون تنفيرهما معاً.
الحرب الأهلية الليبية
على امتداد قطاع مختلف من ساحل البحر الأبيض المتوسط، ما تزال ثلاث حكومات متنافسة ليبية تتقاتل من أجل السيطرة على البلد. وسوف تعمل حكومة الوفاق الوطني، التي تتخذ من طرابلس مقراً لها والمعترف بها من الأمم المتحدة، مع خليفة حفتر، القائد الميداني للجيش الوطني الليبي، وحلفائه في مجلس النواب الشرقي، على متابعة خريطة الطريق السياسية التي وقعوا عليها في وقت سابق من هذا العام. (يشمل الاتفاق خطة لعقد انتخابات في الربع الأول من العام 2018). ومع ذلك، سوف تؤدي الانقسامات المتعمقة في كلا المعسكرين إلى الحد من نجاح المحادثات، حتى بينما يحاول حفتر تحسين صورته وتخفيف موقفه من الميليشيات التي تدعم حكومة الوفاق الوطني.
وقد أعطت هذه الميليشيات حكومة الوفاق الوطني اليد العليا في طرابلس منذ انسحب خصومها من ميليشيات مصراتة، المتحالفة مع "المؤتمر الوطني العام"، في الربع الماضي من العام. لكن معركة حكومة الوفاق الوطني من أجل الشرعية في المدينة الاستراتيجية لم تُكسب بعد: فما تزال ميليشيات مصراتة تحوم في بعض أجزاء ضواحي طرابلس. وفي الأثناء، وعلى الرغم من أن الجيش الوطني الليبي سوف يواصل تقدمه إلى الجنوب والغرب، فإن عوز حفتر للقوات البرية سوف يعيق تحركه إلى خارج خطوط المعركة الحالية.
مكنت عودة الاستقرار إلى الكثير من أنحاء ليبيا قطاع النفط في البلد من الشروع في التعافي البطيء. ومع ذلك، سوف يستمر التقلب في تعريض هذا التعافي للخطر. وفي الربع القادم من العام، يمكن أن ينخفض إنتاج النفط عن معدلاته التي سجلها في شهر أيار (مايو)، والتي بلغت 730.000 برميل يومياً، لتهبط إلى نحو 450.000 برميل في حال انفجر أي من خطوط الصدع الليبية الكثيرة. ومع ذلك، فإن ارتفاعاً في الإنتاج (ولو مؤقتاً) إلى ما بين 900.000 و1.000.000 برميل يومياً يبقى احتمالاً قوياً خلال فترات الهدوء.

*ستراتيجيك فوركاستينغ (بالإنجليزية Strategic Forecasting, Inc)؛ والمعروفة أكثر باسم ستراتفور (بالإنجليزية STRATFOR)، هو مركز دراسات استراتيجي وأمني أميركي، يعتبر إحدى أهم المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، وهو يعلن على الملأ طبيعة عمله التجسسي، ويجسّد أحد أبرز وجوه خصخصة القطاعات الأميركية الحكومية. تطلق عليه الصحافة الأميركية اسم "وكالة المخابرات المركزية في الظل" أو الوجه المخصخص للسي آي إيه (بالإنجليزية The Private CIA). معظم خبراء مركز ستراتفور ضباط وموظفون سابقون في الاستخبارات الأميركية.

*نشر هذا التقرير تحت عنوان: 2017 Third-Quarter Forecast: Middle East- الغد


دمشق- قتل تسعة أشخاص في التفجير الانتحاري الذي استهدف صباح اليوم الأحد ساحة التحرير في شرق العاصمة السورية دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية ان بين القتلى في ساحة التحرير مدنيين وعسكريين، مشيرا الى اصابة "ما لا يقل عن 15 آخرين" بجروح.

وكان الاعلام الرسمي السوري افاد صباح الثلاثاء عن تفجير انتحاري في ساحة التحرير، مشيرا الى تمكن الجهات الامنية من احباط اثنين آخرين على طريق المطار عن مدخل دمشق.

وافاد التلفزيون الرسمي في شريط عاجل ان "الجهات المختصة" لاحقت ثلاث سيارات وتمكنت من تفجير اثنتين عند مدخل مدينة دمشق، وحاصرت ثالثة في ساحة التحرير "فقام الارهابي بتفجير نفسه ما اسفر عن ارتقاء شهداء وعدد من الجرحى".

واكد عبد الرحمن ان التفجيرين الآخرين على طريق المطار اسفرا عن مقتل السائقين بعد استهدافهما من قبل القوات الامنية.

وقال محمد تيناوي، احد سكان ساحة التحرير، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "سمعنا في البداية اصوات اطلاق رصاص عند نحو الساعة السادسة صباحا، ومن بعدها دوى تفجير ادى الى سقوط الزجاج في منازل الحي".

واظهرت صور فيديو بثها التلفزيون الرسمي من ساحة التحرير سيارات عدة تضررت واخرى احترقت بالكامل. وبدت اثار الحريق واضحة على الحاجز الامني في المكان، كما تضررت بشكل كبير واجهة احد المباني القريبة.

وبرغم بقائها في منأى عن المعارك العنيفة والمدمرة التي شهدتها مدن سورية كبرى، استهدفت العاصمة ومحيطها خلال سنوات النزاع الطويلة بعدة تفجيرات دامية اودت بحياة العشرات.

وفي منتصف اذار/مارس الماضي مع دخول النزاع في البلاد عامه السابع، قتل 32 شخصا في دمشق جراء تفجيرين انتحاريين لم تتبن اي جهة مسؤوليتهما. وجاء ذلك بعد ايام على تفجيرين دمويين تسببا بمقتل 74 شخصا في احد احياء دمشق القديمة وتبنتهما هيئة تحرير الشام (تضم جبهة النصرة سابقا وفصائل اخرى جهادية متحالفة معها).-(أ ف ب)

الصورة ارشيفيه


بغداد - شهد يوم الخميس 29 يونيو/حزيران 2017، تسجيل أعلى درجة حرارة كرقم قياسي عالمي في إيران، بعدما وصلت إلى 53.7 درجة مئوية بمدينة الأهواز غرب البلاد.


ووفق ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، عن إتيان كابيكيان، أحد خبراء توقُّع الأرصاد الجوية في وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية (ميتيوفرانس)- فإن هذه هي "أعلى درجات الحرارة المحلية الموثقة بإيران"، وأعلى درجات الحرارة المسجلة في يونيو/حزيران الجاري في آسيا.

وكانت أعلى درجات الحرارة السابقة التي تم تسجيلها في إيران قد وصلت إلى 52.4.

ويشير موقع Weather Underground إلى أن حرارة الأهواز تصاعدت لتصل إلى 54.2 درجة مئوية ما بين الساعة 4:51 و5 عصراً بالتوقيت المحلي.

وفي حالة كون قراءة الحرارة التي وصلت إلى 54.2 درجة مئوية هي قراءة دقيقة، فستكون هذه الحرارة هي الأعلى على الأرض في الأزمنة الحديثة.

وحلّل كريستوفر بارت، مؤرخ الطقس في Weather Underground، درجات الحرارة العالمية القصوى، وحدد أن قراءات درجة حرارة 54.2 التي تم تسجيلها في منطقة مطربة بالكويت في 21 يوليو/تموز عام 2016، ومنطقة وادي الموت بكاليفورنيا في 30 يونيو/حزيران عام 2013، هي أعلى درجات الحرارة الموثقة في الأزمنة الحديثة.

ورسمياً، سجلت منطقة وادي الموت أعلى درجات الحرارة على الأرض في 10 يوليو/تموز عام 1913 حين وصلت إلى 57 درجة مئوية، إلا أن بارت نشر نقداً مدمراً لهذا القياس في أكتوبر/تشرين الأول 2016، ليوضح أن هذه القراءة لم تكن ممكنة من منظور الأرصاد الجوية، وأن مراقب الطقس ارتكب أخطاء.

وستحتاج قراءة 54.2 التي سجلتها الأهواز، إلى مراجعتها بواسطة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لتتساوى مع أعلى درجات الحرارة المسجلة عالمياً بشكل رسمي.

وكانت القبة الحرارية المتمركزة فوق الشرق الأوسط هي التي تمكنت من تسجيل هذه القراءة الحرارية.

وبدا طقس الأهواز -المدينة ذات الـ1.1 مليون نسمة- الساخن أكثر اختناقاً؛ بسبب الرطوبة المرتفعة.

ومع ارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى الخمسينات، ارتفعت نقطة الندى –مقياس الرطوبة- كذلك لتصل إلى أوائل السبعينات عبر مقياس فهرنهايت، وهو ما يعد مرتفعاً بالنسبة لمنطقة صحراوية (بسبب تدفق الهواء من الخليج العربي نحو الجنوب)، وزاد معامل الحرارة -المستخدم لقياس الإحساس بالحرارة مع وضع الرطوبة في الاعتبار- على 140 درجة.

وكان مزيج الحرارة والرطوبة شديد التطرف حتى إنه تفوق على المستويات التي صُمم معامل الحرارة لقياسها.

وجاءت درجات الحرارة الإيرانية القياسية بعد شهر من وصول درجات الحرارة في العديد من مناطق الشرق الأوسط إلى أعلى قياس لها في مايو/أيار خلال إحدى موجات الحرارة الاستثنائية.

في 28 مايو/أيار، بلغت درجة حرارة تُربت الباكستانية 53.5 درجة مئوية، متعادلة مع أعلى درجات الحرارة المسجلة في تلك البلاد، ومع درجة الحرارة القياسية العالمية في مايو/أيار، وفقاً لجيف ماسترز، عالم الأرصاد الجوية في Weather Underground.

وفي الوقت نفسه، أفاد ماسترز بأن درجات الحرارة وصلت إلى 54 درجة مئوية في قاعدة كنارك العسكرية شرق إيران "لتحطم بذلك درجات الحرارة الإيرانية القياسية في مايو/أيار (50.5 في بوستان في مايو/أيار 1999).

وتعكس درجات الحرارة القياسية التي تم تسجيلها خلال الأعوام الأخيرة، وضمنها قراءة الخميس في الأهواز، وقراءات الكويت ووادي الموت في 2016 و2013، تطرُّف درجات الحرارة وهو ما يتسق مع ما يتوقع علماء المناخ رؤيته في عالم يزداد احتباسه الحراري.

ونشرت الأكاديمية الوطنية للعلوم تقريراً في 2016، جاء فيه أن موجات الحرارة المتفاقمة هي من بين الأحداث المناخية التي يمكن بسهولة ربطها بالتغير المناخي الذي تسبب فيه البشر.

وحذرت دراسة منشورة في مجلة Nature Climate Change في 2015، من تصاعد درجات الحرارة في الشرق الأوسط بنهاية القرن بسبب التغير المناخي، لتصل إلى درجة لا يتحملها البشر.


موسكو - شددت روسيا على لسان وزير خارجيتها أنها سترد "بشكل مناسب" إذا اتخذت الولايات المتحدة إجراءات استباقية ضد قوات الحكومة السورية لوقف ما تقول واشنطن إنه هجوم كيماوي محتمل.
وأكد الوزير سيرغي لافروف أنه "لن يكون من الصواب على الأرجح" ألا يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس الأميركي دونالد ترامب، محادثات في قمة مجموعة العشرين التي ستعقد الشهر المقبل في ألمانيا.
وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني، في مدينة كراسنودار في جنوب روسيا، أنه ليس لديه ما يضيفه إلى تكهنات وسائل الإعلام في شأن أي خطط للقاء رسمي ثنائي خلال القمة.
وقال إن من المتبع في مثل هذه القمم أن يلتقي الزعماء ببعضهم بعضا، وهو ما قد يحدث الشهر المقبل، إذ إن بوتن وترامب سيكونان  في نفس المبنى. وإذا تقابلا فسيكون ذلك أول لقاء مباشر بينهما.
وأوضح لافروف، أنه من المهم للغاية أن تتاح لبوتن وترامب الفرصة للحديث في شأن الصراع في سورية وجهود إيجاد حل سلمي. -سكاي نيوز عربية


واشنطن - تعتزم وزارة الخارجية الأميركية، فرض شرط وجود “علاقة أسرية وثيقة” أو “صلة تجارية” على مواطني 6 دول ذات غالبية مسلمة، من أجل الحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة.

وبحسب ما نقلته وكالة أسوشيتدبرس، عن تعميم أرسلته الخارجية الأميركية لسفاراتها المعنية، فإن تطبيق الشرط الجديد سيبدأ اعتباراً من صباح اليوم وذلك عقب صدور قرار المحكمة العليا، بتطبيق حظر السفر المؤقت والمعدل، الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب.


وبناءً على ذلك، يتوجب على مواطني سوريا وإيران والصومال وليبيا والسودان واليمن، توثيق وجود قريب من الدرجة الأولى لهم (أب، أم، زوج أو زوجة، أخ، أخت، طفل، ابن أو ابنة بالغين، صهر، زوجة ابن)، أو الحصول على قبول رسمي من شركة قانونية.


ومن المقرر أن يشمل الشرط الجديد، جميع اللاجئين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فيما عدا بعض الاستثناءات.
وسمحت المحكمة العليا، كما يشير هاف بوست عربي الإثنين الماضي، لترامب، بتطبيق حظر السفر المؤقت والمعدل الذي أصدره ضد القادمين من الدول الست، ممن لا يملكون أية صلة داخل الولايات المتحدة من دراسة أو عمل أو أقارب، حتى الانتهاء من البت في هذه القضية.


ووقع الرئيس الأميركي، في 6 مارس/آذار الماضي، أمراً تنفيذياً يحظر دخول مواطني إيران وليبيا وسوريا والصومال والسودان واليمن، إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوماً، ويبدأ سريانه في 16 من الشهر نفسه.
ويعد هذا الأمر، نسخة معدلة من أمر تنفيذي آخر أصدره ترامب، في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الأمر الجديد استثنى من الحظر مواطني العراق، لدور بلادهم في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، إضافة إلى حاملي البطاقات الخضراء.
وأثار الأمر التنفيذي السابق، الذي وصف بـ”العنصري”، احتجاجات واسعة داخل أميركا وخارجها، وأوقف القضاء الأميركي تنفيذه.


نيقوسيا - أفادت قناة CNN الإخبارية نقلا عن مصادر لم تكشفها بأن الولايات المتحدة أوعزت لقواعدها الجوية والبحرية في الشرق الأوسط أن تكون على أهبة الاستعداد لقصف محتمل لقاعدة جوية سورية.

ووفقا لمعطيات القناة، فإن الولايات المتحدة تراقب قاعدة الشعيرات الجوية السورية، بعيد تصريح واشنطن بأنه من المحتمل أن ينطلق من خلالها هجوم كيميائي، ولكن المراقبة الأمريكية للشعيرات بحسب الصحيفة لم تلحظ أي نشاط يثير الشك في الآونة الأخيرة، ولكن تهديد البيت الأبيض الأخير لسوريا الذي حذر فيه من استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي وتلويحه برد قاس في حال حدوثه أثار حفيظة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، ما دفعها لمراقبة القاعدة على مدار الساعة.
إقرأ المزيد
الولايات المتحدة تعد لتوجيه ضربة بالغة الخطورة إلى سوريا

وفي هذا السياق صرح وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، بأن السلطات السورية " تعاملت بجدية مع التحذيرات الأمريكية" وأعادت النظر في فكرة الهجوم الكيميائي.

وكان البيت الأبيض قد زعم أول أمس أن القوات المسلحة السورية تعد لهجوم كيميائي صاروخي، في الوقت الذي لم يستند فيه لأي أدلة تثبت ادعاءاته، ووعد حينها بأن السلطات السورية "ستدفع ثمنا باهظا" إذا ما حدث الهجوم.

وردت دمشق على هذه المزاعم بأنها لم تستخدم السلاح الكيميائي ولن تستخدمه في المستقبل.

من جانبها وصفت وزارة الخارجية الروسية هذه الادعاءات بـ "الهراء" واعتبرتها بمثابة "دعوة مفتوحة" للإرهابيين والمعارضة في سوريا للقيام باستفزازات من شأنها زعزعة التهدئة، كما دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، نظيره الأمريكي في مكالمة هاتفية أمس لعدم وضع واشنطن العراقيل أمام الجيش السوري الذي يطارد الإرهابيين داخل سوريا.