Off Canvas sidebar is empty

لندن - قطعت السعودية ومصر ودولة الإمارات المتحدة والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع قطر هيمنت الأزمة بين قطر والسعودية وبعض الدول العربية الأخرى، وأصداء الهجوم الذي تعرضت له لندن السبت الماضي على صحف الثلاثاء البريطانية، التي تناولت هذين الموضوعين في افتتاحياتها ومقالات الرأي فيها فضلا عن تحقيقاتها وتقاريرها.

وكرست غير صحيفة مقالها الافتتاحي لتناول الأزمة القطرية كما هي الحال مع صحيفة التايمز، وصحيفة الفايننشال تايمز التي نشرت أيضا في صفحتها الأولى تقريرا لمراسلها من دبي، سيمون كير، يرى فيه أن ما حرك السعودية ومصر ودولة الإمارات المتحدة والبحرين لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإغلاق الحدود معها والأجواء والموانئ بوجه وسائل نقلها، كان فدية بمبلغ مليار دولار قدمتها قطر لتحرير أعضاء في عائلتها الحاكمة كانوا في رحلة لصيد الصقور واختطفوا في العراق.

وينقل المراسل عن أشخاص، يقول إنهم على صلة بالصفقة التي تمت في أبريل/نيسان، قولهم إن ما اغضب السعودية وحلفاءها هو دفع الدوحة لفدية الى جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تقاتل في سوريا ورجال أمن إيرانيين.

وتقول الصحيفة إنها تحدثت إلى اشخاص من كل الأطراف المشتركة في صفقة إطلاق سراح الرهائن، من بينهم مسؤولان حكوميان وثلاثة قياديين من الميليشيات الشيعية العراقية وشخصيتان قياديتان في المعارضة السورية.

وتضيف أن مبلغ 700 مليون دولار دفع إلى شخصيات إيرانية وميليشيات محلية تدعمها إيران، لتحرير القطريين الـ 26 المختطفين في العراق.

كما دفعت الدوحة من 200 إلى 300 مليون دولار إلى جماعات إسلامية في سوريا، ذهب معظمها إلى جماعة فتح الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة مقابل إطلاق سراح 50 مسلحا شيعيا كانوا في قبضتهم.
"كتائب حزب الله"

ويوضح التقرير أن القضية بدأت مع قيام ميليشيا كتائب حزب الله في العراق باختطاف القطريين في ديسمبر/كانون الأول 2015، ويضيف أن ثلاثة من قادة الميليشيا العراقية قالوا إن الرهائن نقلوا إلى إيران.

وترى الصحيفة أن هذه الميليشيا على صلة بجماعة حزب الله اللبنانية، التي تقاتل لدعم نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين لم تسمهما قولهما إنهما يعتقدان أن محفز اختطاف القطريين كان لإعطاء حزب الله وإيران ذريعة للتفاوض لإطلاق سراح مقاتلين شيعة محتجزين لدى جماعة فتح الشام السنية المتشددة في سوريا، التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة وتمثل فرع تنظيم القاعدة في سوريا.

ويضيف الدبلوماسيان أن الصفقة شملت اتفاقا منفصلا لتسهيل إجلاء بلدتين يحاصرها مسلحو المعارضة السورية مقابل أخريين يحاصرهما مسلحون شيعة.

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله "لقد ظلت قطر وإيران تبحثان لوقت طويل عن غطاء لعقد هذه الصفقة، وقد وجدتا ذلك أخيرا".

كما تنقل عن شخصيات قيادية في المعارضة السورية قولها إن قطر استخدمت ترتيبات الإجلاء لدفع مبلغ 120 إلى 140 مليون دولار لجماعة فتح الشام، فضلا عن 80 مليون أخرى لجماعة إسلامية أخرى هي أحرار الشام.

"ترويض الجارة"

وتقول الصحيفة ذاتها في افتتاحيتها إن السعودية قد تحركت لترويض جارتها "المغرورة"، وترى أن عدة عوامل وقفت وراء هذا التوتر، أولها: إن الدول الخليجية تلوم قطر على إيوائها ودعمها للعديد من الحركات الإسلامية، المعتدلة والمتطرفة، في عموم المنطقة.

وترى الصحيفة أن العامل الثاني تمثل في اندلاع التوتر عندما رفضت قطر أن تساير التوجه الاقليمي (للسعودية وحلفائها) لدعم الانقلاب العسكري الذي اطاح بحكومة جماعة الإخوان المسلمين المنتخبة في مصر، والثالث هو رفض قطر مسايرة التوجه السعودي بتصعيد الضغط على إيران.

    لقد ظلت قطر وإيران تبحثان لوقت طويل عن غطاء لعقد هذه الصفقة، وقد وجدتا ذلك أخيرا
    دبلوماسي غربي في حديث لصحيفة الفايننشال تايمز

أما العامل الرابع فهو توافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووجهات نظر الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن الشرق الأوسط مع وجهات نظر السعودية، ومن بينها رغبتها في تبني موقف منحاز بشكل مفتوح في النزاع الشيعي السني في منطقة الشرق الأوسط.

وترى صحيفة التايمز في افتتاحيتها بهذا الشأن أن استياء وغضب جيران قطر منها كان يختمر منذ سنوات.

وتضيف أن الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي قد اختارا في الوقت الحاضر نسيان دعوة الرئيس الأمريكي لتوحيد الصف السني في مواجهة إيران، وأعلنا حملة مفتوحة ضد قطر لمزاعم ميلها للتقارب مع إيران ودعمها للأقليات الشيعية في المنطقة.

وتنقل عن مسؤول سعودي قوله إن بلاده تسعى "لحماية أمنها القومي من خطر الإرهاب والتطرف".

وتضيف الصحيفة أن قطر أقرت في السابق بصلاتها مع حماس وفصائل إسلامية متشددة تقاتل في سوريا فضلا عن جماعة الإخوان المسلمين، لكنها تستدرك بالقول إن الجماعات الجهادية، في تعريفها العام، تدين بالكثير لمتبرعين سعوديين وللأيديولوجيا الدينية الوهابية المهيمنة في السعودية أكثر من دينها لأي بلد آخر.

خسارة 8 مليارات

وتنشر الصحيفة ذاتها تقريرا موسعا عن الآثار الاقتصادية للخطوة السعودية، يشير إلى أنها تسببت في خسارة نحو 8 مليارات دولار من قيمة أسهم هذه الدولة الخليجية الصغيرة ذات الاسثمارات الواسعة في الاقتصاد البريطاني، مقدرة ذلك بناء على انخفاض قيمة الأسهم القطرية في بنسبة 7 في المئة الأسواق المالية.


ويضيف التقرير أن الخلاف بشأن مزاعم الصلات بجماعات إرهابية تركت قطر، التي تعد أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم والمالكة لحصص كبيرة من أسهم شركات وبنوك بريطانية، من أمثال: باركليز وسينزبري وبورصة لندن، معزولة.

ويوضح التقرير أن مؤشر الأسهم في البورصة القطرية انخفض بنسبة 7.2 في المئة ليصل إلى 9,202,62 ، ما تسبب في خسارة نحو 8 مليارات دولار من قيمة الأسهم، وهو أكبر انخفاض يحدث في يوم واحد منذ ثمانية أعوام.

ويضيف التقرير أن قطر تسيطر على ما قيمته 40 مليار جنيه استرليني من الأصول البريطانية، من بينها، أعلى بناية في بريطانيا المسماة "شارد" ونصف الحي التجاري في منطقة كناري وارف بلندن، وسلسلة من العقارات المهمة في العاصمة البريطانية.

وتضيف أن قطر أعلنت في مارس/آذار الماضي عن خططها لاستثمار 5 مليارات جنيه استرليني أخرى في بريطانيا بمعزل عن تأثير التصويت بالخروج عن الاتحاد الأوروبي على الاستثمارات في بريطانيا.


 دبي -قطعت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين  وجمهورية اليمن علاقتها الدبلوماسية مع قطر، بسبب دعمها وإيواها للجماعات الإرهابية.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن الحكومة المصرية قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معادي لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثناءه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الاخوان الارهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم احكام قضائية في عمليات ارهابية استهدفت امن وسلامة مصر، فضلا عن اصرار قطر على التدخل في الشئون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الامن القومي العربي.

إقرأ أيضا: الإمارات تؤيد بياني مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية بشأن قطر
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر حكومي قوله إن "حكومة المملكة العربية السعودية انطلاقاً من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي ، وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف ، فإنها قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية ، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية"، لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي.
وكانت البحرين قد أعلنت قطع علاقاتها مع قطر وقالت في بيان نشرته الوكالة الرسمية إن "مملكة البحرين تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر حفاظا على أمنها الوطني وسحب البعثة الدبلوماسية البحرينية من الدوحة وامهال جميع افراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد مع استكمال تطبيق الاجراءات اللازمة".
كما أغلقت البحرين الأجواء أمام حركة الطيران وإقفال الموانئ والمياه الاقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر خلال 24 ساعة من إعلان البيان .

الأهلي السعودي يفسخ عقد الرعاية مع الخطوط القطرية
وأضاف البيان "وإذ تمنع حكومة مملكة البحرين مواطنيها من السفر إلى قطر أو الإقامة فيها فإنها تأسف لعدم السماح للمواطنيين القطريين من الدخول الى أراضيها اوالمرور عبرها كما تمنح المقيمين والزائرين القطريين مهلة 14 يوما لمغادرة اراضي المملكة تحرزا من أي محاولات ونشاطات عدائية تستغل الوضع رغم الاعتزاز والثقة العالية في اخواننا من الشعب القطري وغيرتهم على بلدهم الثاني".
ولاحقا أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية بأن الحكومة قررت "قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ومنع دخول القطريين إلى الإمارات وأمهلت المقيمين والزائرين القطريين 14 يوما لمغادرة البلاد لأسباب أمنية".

بدورها أعلنت الحكومة اليمنية قطع العلاقات مع قطر، متهمة الدوحة بدعم الجماعات المتطرفة في اليمن.
وأشارت الحكومة إلى تأييدها قرار التحالف بإنهاء مشاركة القوات القطرية.
وتدهورت علاقة قطر بجيرانها منذ الـ24 من الشهر الماضي عندما بثت وسائل الإعلام القطرية كلمة للشيخ تميم بن حمد أمير قطر ملخصها الخطوط العامة للسياسة القطرية التي لا تتسق وكونها عضو في مجلس التعاون الخليجي وملتزمه بالخط العام لسياساته.

السعودية تغلق المنافذ البحرية و البرية مع قطر
وجاء في كلمة الأمير التي بثت على وكالة الأنباء الرسمية والتلفزيون الرسمي أن: 

وجود قاعدة العديد الأميركية في بلاده سبب في حماية بلاده "من أطماع بعض الدول المجاورة"، مؤكدا أنها (القاعدة) "الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة".

وأن لدى قطر تواصل مستمر مع إسرائيل، مشيرا إلى أن التوتر مع الولايات المتحدة لن يستمر "بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأميركي".



وعن علاقات بلاده مع إيران، أوضح أمير قطر أن "إيران تمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله"، وأن بلاده تحتفظ بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة وإيران في وقت واحد.

وأوضح في حديثه أن ليس من المصلحة التصعيد مع إيران خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة. كما وصف الشيخ تميم مليشيات حزب الله اللبنانية بأنها حركة مقاومة.

في اليوم التالي، وبعد الضجة التي أحدثتها تصريحات الأمير، كونها تعبر تماما عن خط السياسة القطرية، أعلنت قطر أن موقع وكالة الأنباء تم اختراقه وليس هناك تصريحات للأمير وكانت وكالة الأنباء سحبت الكلمة بالفعل.- الان


لندن - قالت الشرطة في بيان إنها اعتقلت 12 شخصا في شرق لندن اليوم الأحد فيما يتعلق بالهجوم الذي أودى بحياة سبعة أشخاص وأصاب 48 آخرين أمس السبت. وماتزال عملية التفتيش لعدد من المباني في باركينج مستمرة.

اعتقلت الشرطة اليوم الأحد (الرابع من جزيران/ يونيو 2017) 12 شخصا عقب مداهمات في حي باركينغ بشرق لندن على صلة باعتداء السبت الذي وقع على جسر في العاصمة البريطانية وخلف سبعة قتلى، بحسب بيان. وجاء في البيان أن "التحقيق في هجوم ليلة أمس المروع في لندن يتقدم بسرعة فيما تواصل شرطة المدينة التحقيق في ما حدث".

وأضاف البيان انه لا يزال يجري تفتيش "عدد من المواقع" في حي باركينغ. وشاهد مصور وكالة فرانس برس الشرطة تقتاد أربع نساء يرتدين النقاب، رغم أنه لم يتضح ما إذا كن في عداد المعتقلين.

ووقفت العديد من آليات الشرطة أمام مجموعة من الشقق التي أغلقت الطرق المؤدية إليها. وتحدث تلفزيون "سكاي نيوز" سابقا عن اعتقال أربعة رجال في أعقاب مداهمة قامت بها الشرطة المسلحة عند الساعة السادسة صباحا بتوقيت غرينتش، إضافة إلى اعتقال امرأة تم الإفراج عنها لاحقا.
مشاهدة الفيديو 01:11

وكان عناصر الشرطة قتلوا السبت الرجال الثلاثة الذين هاجموا مارة بالسكاكين في بورو ماركت بوسط لندن بعدما دهسوا آخرين بوساطة شاحنة صغيرة على الجسر. وصرحت مفوضة شرطة لندن كريسيدا ديك للصحافيين في وقت سابق الأحد "نعتقد أننا وضعنا حدا للتهديد الذي يشكلونه .. بالطبع الأمر معقد ومرتبك جداً".

وأضافت "لذلك من المهم أن نتأكد أولا وقبل كل شيء أنه لا يوجد أي شخص آخر (متورط). لا نعتقد أنه يوجد أي شخص ولكن يجب أن نتأكد تماماً من ذلك". وتابعت "نعد حالياً تقريراً كبيراً جداً، وسنسعى إلى التأكد مما إذا كان أي شخص آخر عمل أو ساعد بأي طريقة في التخطيط لهذا الهجوم".

وذكرت مصادر إعلامية أن الشرطة داهمت مسكنا في شرق لندن كان يستخدمه أحد المهاجمين الثلاثة الذين قتلوا سبعة أشخاص في وسط المدينة. وقالت الشرطة إنها تنظر في تقارير إعلامية تربط بين المداهمة وهجوم مساء أمس السبت عندما قاد ثلاثة مهاجمين شاحنة صغيرة بسرعة كبيرة ودهسوا المارة على جسر لندن قبل أن يطعنوا آخرين في شوارع قريبة. ولم تؤكد الشرطة وجود صلة بين الواقعتين.

 (رويترز، أ ف ب)


عمان- ثلاثة عشر يوما مضت حتى يوم أمس على فقدان الطفلين الشقيقين جلال ويامن من مخيم الزعتري بمحافظة المفرق في ظروف غامضة، فيما لم تؤد عمليات البحث والتحري التي نفذها والدهما، والتعميم عليهما من قبل مديرية الأمن العام عن أي معلومات توصلهما لخيط عن مكانهما.
وبحسب ما ذكر والدهما محسن أبو الخير، لـ"الغد"، وهو لاجئ سوري مقيم في مخيم الزعتري من ريف دمشق "الغوطة" أن طفليه اعتادا كباقي ابناء اللاجئين اللعب على الساتر الترابي للمخيم، مشيرا إلى أن بتاريخ فقدانهما في العشرين من الشهر الماضي، كانا يلعبان مع أقرانهما من أطفال المخيم على الساتر، وكانت الساعة حينها السابعة مساء.
وأضاف بعد أن "تأخر جلال (11 عاما) ويامن (9 أعوام) عن العودة إلى المنزل الذي يبعد عن الساتر نحو 100 متر فقط، بدأت بالبحث عنهما داخل المخيم وطرقت أبواب الجيران والاصدقاء والاقارب الذين ما نتردد عندهم"، في رحلة بحث استمرت لصباح اليوم التالي.
ويضيف توجهت بعدها الى المركز الأمني بمخيم الزعتري وأبلغت عن فقدانهما" مرجحا أن المركز الأمني عمم عليهما لكن لغاية هذه اللحظة (يوم أمس) لم نكتشف مكان تواجدهما".
وأشار إلى أن المركز الأمني "اعطاني اجازة عدة أيام للبحث عنهما، حيث قمت بالبحث في المزارع المجاورة للمخيم لكن دون جدوى، كما توجهت إلى مدينة المفرق أكثر من مرة للبحث عنهما وللاسف لم أعثر عليهما".
ومحسن أبو الخير هو لاجئ سوري جاء إلى الأردن في صيف 2013، عبر الساتر الحدودي طلبا للأمن من جراء النزاع المسلح الذي ما تزال تعيشه معظم المدن السورية.
وبحسبه فإن زوجته واسرته تعاني من ظروف مأساوية بسبب غياب طفليهما، مناشدين كل من يعثر عليهما تسليمهما الى أقرب مركز أمني.-الغد


لندن- ضرب اعتداء جديد ليل السبت الأحد، وسط لندن حيث قام ثلاثة مهاجمين على متن شاحنة صغيرة بدهس حشد على جسر لندن بريدج ثم هاجموا مارة بالسكاكين موقعين ستة قتلى، قبل ان تقتلهم الشرطة.

ونقل أكثر من خمسين شخصا الى خمسة مستشفيات في العاصمة البريطانية، كما ذكرت أجهزة الاسعاف التي اوضحت انها عالجت عددا من المصابين بجروح اقل خطورة في المكان.

وقالت الشرطة انها تتعامل مع هذه الهجمات التي تأتي قبل خمسة ايام فقط من الانتخابات التشريعية في بريطانيا، على انها "اعتداءات ارهابية". وهو ثالث اعتداء تشهده بريطانيا في اقل من ثلاثة اشهر.

وعلى الإثر أعلن المحافظون تعليق حملتهم الانتخابية.

وقع الهجوم الذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه حتى صباح الاحد، بعد دقائق من انتهاء المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا في كرة القدم، التي تجمع عدد كبير من المشاهدين لمتابعتها على شاشات كبيرة في حانات الحي.

وقالت الشرطة في بيان انها تلقت اتصالا عند الساعة 22,08 (21,08 ت غ) على اثر شهادات تحدثت عن مركبة دهست حشدا على الجسر. وتوجهت الشاحنة الصغيرة بعد ذلك الى حي بورو ماركيت. واضافت ان المهاجمين تركوا الآلية هناك وقاموا بطعن عدد من الاشخاص بينهم ضابط في شرطة النقل اصيب بجروح خطيرة.

وتابعت الشرطة في بيانها ان عناصرها "ردوا بسرعة متصدين بشجاعة لهؤلاء الافراد الثلاثة الذين قتلوا في بورو ماركيت" الحي المجاور للندن بريدج حيث قام المهاجمون بصدم حشد بشاحنة صغيرة، مؤكدة ان المهاجمين قتلوا في الدقائق الثماني التي تلت اول اتصال تلقته الشرطة.

وأوضحت ان "المشتبه بهم كانوا يرتدون ما يشبه سترات ناسفة، تبين انها مزيفة"، داعية الى تجنب التوجه الى الاحياء التي جرى فيها الهجوم للسماح لرجال الانقاذ بالقيام بعملهم.

كما اعلنت عن زيادة عديد افرادها في لندن في الايام المقبلة، بينما ستشهد بريطانيا في الثامن من حزيران/يونيو انتخابات تشريعية. وذكرت مصادر رسمية ان جسر لندن بريدج سيبقى مغلقا ليلا بينما تم تطويق ثلاثة مستشفيات في وسط لندن.

عاش الموقعان السياحيان في قلب لندن كابوسا ليل السبت الاحد، إذ اغلقت محطات مترو الأنفاق والشوارع المحيطة فاضطر الناس للبقاء في المطاعم والحانات، بينما كانت تسمع صفارات سيارات الشرطة المسرعة.

وقال الساندرو وهو شاهد عيان، لشبكة بي بي سي "رأيت شاحنة صغيرة تتحرك بسرعة يمينا ويسارا لتصدم اكبر عدد من الناس، وكان الناس يحاولون الهرب منها".

اما دي (26 عاما) التي تقيم في لندن، فاكدت انه "هجوم ارهابي أنا أكيدة من ذلك. رأيت شاحنة صغيرة تصدم الحشد على لندن بريدج ثم رجلا يشهر سكينا وهو يتوجه الى حانة".

من جهته، قال جيرار للبي بي سي "كانوا يطعنون الجميع وهم يهتفون +هذا باسم الله+"، مؤكدا انه شاهد امرأة تسقط. واكد ايريك وهو شاهد آخر تحدث عن "مجزرة"، انه سمع هذا الهتاف ايضا.

وفي واشنطن، اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اكد لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "الدعم الكامل" للولايات المتحدة بعد "الاعتداء الارهابي الوحشي"، وذلك في اتصال هاتفي جرى ليل السبت الاحد.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأحد ان فرنسا تقف "أكثر من أي وقت مضى الى جانب بريطانيا". وقال ماكرون في تغريدة "في مواجهة هذه المأساة الجديدة، تقف فرنسا اليوم اكثر من اي وقت مضى الى جنب بريطانيا. أفكر في الضحايا وأقاربهم".

وأكد المستشارة الألمانية انغيلا ميركل وقوف المانيا "بثبات" الى جانب بريطانيا.

اكد رئيس بلدية لندن صادق خان انه "ليس هناك اي مبرر ممكن لمثل هذه الاعمال الوحشية". اما زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن، فقد قال انه "يفكر في الضحايا وعائلاتهم".

وقال خان انه سيشارك صباح الأحد في اجتماع طارىء للحكومة لمناقشة الاعتداء.

وهذا الاعتداء هو الثالث الذي تشهده بريطانيا في ثلاثة أشهر. ففي 22 آذار/مارس الماضي قام رجل بدهس مارة على جسر وستمنستر فقتل اربعة اشخاص. وقتل المهاجم خالد مسعود.

بعد شهرين وقع اعتداء اسفر عن سقوط 22 قتيلا واكثر من مئة جريح عندما فجر بريطاني من اصل ليبي نفسه في مانشستر في نهاية حفلة غنائية للمغنية اريانا غراندي.-(أ ف ب)


المفرق - قالت مصادر موثوقة ان فصائل المعارضة السورية تصدت لرتل عسكري تابع للمليشيات الشيعية المدعومة من إيران على اوتستراد دمشق درعا ومنعته من التقدم.
وتوقعت هذه المصادر عملية عسكرية مرتقبة في الجنوب السوري بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة التي تسيطر على مناطق في الجنوب.
وقالت ذات المصادر إن طيران التحالف الدولي قام بإلقاء مناشير تحذيرية قبل أيام على عناصر الميليشيات الشيعية عند نقطة مقهى الشحمي الواقعة على طريق دمشق بغداد في الجنوب السوري، بعد تقدم للمليشيات لمسافة 55 كيلومترا من قاعدة التنف العسكرية.
وأشارت إلى أن المناشير التحذيرية تضمنت تحذيرا لعناصر المليشيات الشيعية ودعوتهم للعودة إلى نقطة منطقة ظاظا، وإخلاء المناطق القريبة من الحدود الإدارية لمعبر التنف.
ويذكر أن جيشي مغاوير الثورة وأسود الشرقية التابعان للجيش الحر يقومان بحماية البادية السورية والجنوب السوري ومنع المليشيات الشيعية من الاقتراب من معبر التنف والحدود الإدارية التابعة له، ومتابعة تحركاتها في مناطق البادية السورية بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي.
وأكدت المصادر أن "التعزيزات العسكرية في منطقة التنف بالشرق السوري من قبل فصائل المعارضة السورية التابعة للجيش الحر، تمكنت حتى الآن من منع الميليشيات الشيعية من الاقتراب من المعبر، والتصدى لأي أرتال عسكرية مدعومة من إيران، والتي تتمركز على طريق دمشق بغداد السريع، حيث يتم مهاجمتها بشكل عكسي بالتنسيق مع قوات مغاوير الثورة وطيران التحالف الدولي.- الصوره من الارشيف


كابول- أدى انفجار قوي وقع صباح اليوم الأربعاء في الحي الدبلوماسي من كابول إلى وقوع ما لا يقل عن 40 ضحية بين قتيل وجريح، على ما أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية.
وقال المتحدث نجيب دانيش "هناك أربعون قتيلا وجريحا" بدون أن يكون بوسعه إعطاء المزيد من التفاصيل في الوقت الحاضر. وافاد متحدث باسم وزارة الصحة أن أكثر من ستين جريحا معظمهم من المدنيين نقلوا إلى مستشفيات كابول مضيفا "لا نعرف عدد القتلى بعد". وكان دانيش ذكر ان "سيارة مفخخة انفجرت (...) عند الساعة 08,25 (03,55 ت غ)"، بدون ان يضيف اي تفاصيل عن هدف الاعتداء.ويضم الحي الدبلوماسي في كابول عددا من السفارات الاجنبية.وارتفع عمود من الدخان الكثيف في السماء لكن لم يعرف الموقع الدقيق للانفجار.
وشاهد مصور من وكالة الصحافة الفرنسية اضرارا جسيمة بالقرب من مكان الانفجار واشخاصا ممدين ارضا، ما يوحي بحصيلة كبيرة للضحايا.وهز الانفجار بقوته جزءا كبيرا من المدينة وادى الى تحطم زجاج نوافذ والى حالة هلع بين السكان. وذكر مراسل للوكالة ان نساء ورجالا كانوا يحاولون عبور نقاط التفتيش للبحث عن اقرباء لهم.وقالت وزيرة الخارجية الهندية شوشما سواراج في تغريدة ان "طاقم السفارة الهندية سالم بعد الانفجار في كابول.ولم تتبن اي مجموعة الهجوم لكن الانفجار يأتي بعيد بدء "هجوم الربيع" الذي تشنه حركة طالبان سنويا.-(أ ف ب)


عمان- مع اقتراب انتهاء مهلة دولية للإعداد لإقامة مناطق لوقف إطلاق النار في سورية، اكدت مصادر رسمية اردنية وجود مفاوضات اميركية روسية جرت في عمان اخيرا، ويتوقع استئنافها قريبا، تستهدف إقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري، المحادد للمملكة.
وشددت على دعم الأردن لكل الجهود الدولية والاقليمية “التي تضمن حماية حدودنا وتضمن مصالحنا”.  وبينت أن “الأردن منخرط في المباحثات مع روسيا والولايات المتحدة ومختلف الاطراف لتحديد طبيعة المنطقة الامنة في الجنوب السوري وتشكيلة القوات التي ستتواجد فيها وتحرسها وتضمن وقف اطلاق النار فيها”.
وكانت انباء صحفية اشارت امس إلى استئناف مسؤولين أميركيين وروس في عمان بعد أيام، محادثات عسكرية ودبلوماسية لإقامة “منطقة آمنة” جنوب سورية.
وقالت المصادر الرسمية لـ”الغد” ان الأردن “ينسق” مع كل الاطراف الدولية والاقليمية للوصول الى مرحلة وقف اطلاق النار في سورية، بما فيها الجنوب السوري، المحادد للمملكة. وأوضحت ان “وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، وان يبقى هذا الجنوب هادئا ومستقرا، هو مصلحة أردنية”.
وشددت المصادر على ان الاردن “منفتح على كل الاطراف”، وهو “يقوم بكل الخطوات والإجراءات المناسبة لحماية أمننا وحدودنا ضد أي اخطار يمكن ان تأتي من الجنوب السوري”، وبما يتضمن “دعم إقامة مناطق آمنة”.
وأكدت المصادر وجود المفاوضات الروسية الأميركية في عمان، وان الأردن مطلع عليها، وينسق مع الطرفين كما مع كل الاطراف المعنية، لضمان الوصول الى حماية الحدود الاردنية واستقرارها.
وجددت المصادر التأكيد على ان الاردن يقبل بوجود أية قوات على حدوده، باستثناء قوات من عصابة “داعش” او من الميليشيات الطائفية”، في اشارة الى ميليشيات محسوبة على إيران وتقاتل في سورية.
وحرصت المصادر على التاكيد مجددا على موقف الاردن الداعي لحل سياسي للأزمة السورية بما يضمن “وحدة الاراضي السورية واستقلالها واستقرارها”.
يشار الى ان الرابع من حزيران “يونيو” القادم، هو موعد انتهاء المهلة التي تعهدت فيها روسيا وايران وتركيا، في محادثات استانا الخاصة بالازمة السورية، لتقديم تصورات وبرامج تفصيلية لتأمين اربع مناطق آمنة ويسري فيها وقف إطلاق النار، في سورية، بينها واحدة في الجنوب السوري.
في الأثناء، لم تعلق مصادر دبلوماسية غربية في عمان على المحادثات الروسية الأميركية في عمان، وقالت لـ”الغد”، إن “هذه المعلومات ليست من النمط الذي يصل إلى المواقع الدبلوماسية أو الإعلامية”، مشيرة إلى أن نتائج اجتماعات “استانا” المتعلقة بموضوع الممرات الآمنة “لم تعلن بعد”.
وكانت اخبار صحفية تحدثت امس عن ان المباحثات الروسية الاميركية تاتي “في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن حماية فصائل “الجيش الحر” في التنف قرب حدود العراق، ودعم “قوات سورية الديمقراطية” لتحرير الرقة من “داعش”، وذلك ضمن تحرك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاختراق “الهلال الإيراني” في سورية”.
ونقلت تلك الانباء عن مسؤولين غربيين بأن “الغارات الأميركية على “ميليشيا إيرانية” موالية لدمشق قبل أيام، كانت لمنعها من التقدم إلى معسكر التنف، الذي يقيم فيه مقاتلون معارضون ومدربون أميركيون وبريطانيون ونرويجيون، “وهي المرة الأولى التي يدافع فيها الجيش الأميركي عن مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة”.
وأشارت إلى أن “المسؤولين الروس الذين كانوا يتفاوضون وقتذاك مع نظرائهم الأميركيين في عمان حول “المنطقة الآمنة” لم ينسحبوا من الاجتماع، رغم القصف الأميركي قرب التنف”.
وبحسب المسؤولين “ستتناول المحادثات المقبلة مساحة “المنطقة الآمنة” والمجلس المحلي والمراقبين والمساعدات الإنسانية، إضافة إلى اشتراط واشنطن رفض أي وجود لميليشيا إيران في المنطقة الممتدة من القنيطرة في الجولان إلى درعا وريف السويداء، وصولًا إلى التنف، مع احتمال قبول وجود رمزي لدمشق على معبر نصيب مع الأردن”.


عمان- أخطار أمنية متداخلة ومتشابكة يفرضها تواصل الأزمة السورية على الحدود الأردنية الشمالية، وتفرض بتحدياتها على المملكة أعباء أمنية واقتصادية واستراتيجية كبيرة، لصد تلك الأخطار، أو التقليل من آثارها السلبية.
استقراء خريطة التهديدات والتحديات الأمنية التي يشكلها اشتعال الأرض السورية بالحرب، وتنازعها بين عشرات ومئات التنظيمات المسلحة والتشكيلات العسكرية النظامية التي تعود لعدة دول، يؤشر أساسا إلى وجود "ثلاثة أخطار" مباشرة يواجهها الأردن عند حدوده الشمالية مع سورية، أبرزها تنظيم "داعش" وجبهة النصرة الارهابيين وحلفائهما من جهة، تليها قوات "الجبهة الجنوبية"، ثم المليشيات الشيعية وتلك المقربة من إيران.
وتتوزع تلك التنظيمات المتطرفة والفصائل المسلحة على الشريط الحدودي بين الأردن وسورية، والممتد لمسافة 375 كيلو مترا، ما يزيد من حجم الأعباء على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في التعامل مع الأخطار المحتملة.
ويبين الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد الدكتور فايز الدويري، أن هذه الفصائل المسلحة داخل الأراضي السورية تمتد ابتداء من الحدود الأردنية السورية الفلسطينية التاريخية، وحتى نقطة لقاء الحدود الأردنية السورية العراقية.
وأشار الدويري لـ"الغد"، إلى أن الشريط الحدودي أصبح "عبارة عن نقطة فراغ بعد انسحاب قوات الجيش السوري، بحسب المفهوم العسكري، ما شكل عبئا إضافيا على القوات المسلحة الأردنية التي باتت مسؤولة عن حماية الحدود بين الطرفين".
التهديدات والتحديات للأمن الوطني الأردني، على هذه الحدود بدأت بعد اندلاع الأزمة السورية في آذار (مارس)2011، وتفاقم الخطر وتعقد بعد اضطرار الجيش السوري لترك مهامه في حماية حدود بلاده مع انشغاله بالحرب الأهلية، ليتولى حرس الحدود الأردني تلك المهام ومضاعفة جهوده لحماية أمنه الوطني.
الدويري يقسم الحدود الأردنية السورية إلى أجزاء عدة؛ هي منطقة "حوض اليرموك" الواقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش"، إلى جانب المنطقة الممتدة من ريف درعا من الجنوب الغربي حتى الشرق من تلال الرفاعيات، وتوجد فيها قوات "الجبهة الجنوبية" التي تضم عشرات الفصائل الصغيرة، إضافة الى جبهة النصرة التي يطلق عليها حاليا (هيئة تحرير الشام)، إضافة إلى وجود جماعات شيعية في المناطق غير المسيطر عليها من قبل المعارضة المسلحة، فضلا عن خطر المليشيات الشيعية.
ويشير إلى منطقة البادية، التي تمتد من نهاية المنطقة الثانية حتى الحدود الأردنية السورية العراقية، الموصوفة بـ"الرمادية"، وتتواجد فيها مجموعة من الفصائل المسلحة ذات الامتدادات العشائرية، مثل (جيش مغاوير الثورة، أسود الشرقية، أحرار العشائرية، جيش سورية الجديد وقوات أحمد العبده)، وهي مجموعة قريبة من الأردن وقوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.
وقال: "بالرغم من أن منطقة البادية تتواجد بها فصائل مسلحة قريبة من الأردن، إلا أنها تشكل أيضا خطرا استراتيجيا على المملكة".
ويتساءل الدويري: "ماذا بعد الرقة؟ أين سيذهب تنظيم داعش؟" ويرى ان "داعش" لن يكون أمامه سوى ثلاثة خيارات "إما الاحتفاظ بوادي الفرات الذي يمتد من دير الزور مرورا بالميادين والبوكمال وانتهاء بمنطقتي (بعانا وراوا) في العراق، أو أن يذوب في صحراء الأنبار ويركز وجوده في وادي حوران والرطبة، وبالتالي يعتمد استراتيجية (سمكة الصحراء) في تنفيذ عملياته القتالية المستقبلية، أو أن يتجه نحو بادية الشام الجنوبية".
جيش خالد بن الوليد التابع لداعش، يبعد مسافة كيلو متر واحد عن الحدود الأردنية، فيما تبعد تنظيمات إسلامية والجيش الحر، والميليشيات الشيعية التابعة لإيران 70 كيلو مترا، "وقد تصبح داعش بعد عملية الرقة أكثر قربا من حدودنا" بحسب تقديرات الدويري.
ووفق الدويري، فإن "تداعيات الثورة السورية، خاصة بعد النصف الثاني من 2012، أفرزت ما يطلق عليه "الجيش الحر"، الذي كان له حضور قوي في ريفي درعا والقنيطرة، بعد أن حقق انتصارات على قوات الجيش السوري، ليدخل بعدها تنظيم جبهة النصرة الذي بايع زعيمه أبو محمد الجولاني، زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ما دفع كثيرا من دول العالم لوضع هذا التنظيم على قائمة المنظمات الإرهابية.
ويشرح "أثناء تلك الفترة، جرى تنسيق بين الجيش الحر وجبهة النصرة، وتم تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة ضد الجيش السوري، ومن أبرز تلك العمليات ما عرف بعملية مثلث الموت، التي وقعت أحداثها في منطقة تمثل حلقة الوصل بين ريفي درعا والقنيطرة، ويوجد فيها عدة تلال، منها تل مسحرة، وتل المال، وتل الحرة، وفي الوقت ذاته ظهرت في تلك المناطق مجموعة من التنظيمات الإسلامية المعتدلة، مثل أحرار الشام، وفيلق الرحمن وجيش الإسلام، ثم ظهر تنظيم داعش الإرهابي الذي خلط الأوراق في المنطقة".
وبين أنه "نتج عن ظهور داعش، تآكل الجيش الحر في الثورة السورية، مقابل زيادة قوة الفصائل الإسلامية، ومنها جيش خالد بن الوليد، وحركة المثنى في حوض اليرموك اللذان بايعا تنظيم داعش، وبالتالي أصبحت هذه الفصائل الموجودة في حوض اليرموك تشكل شوكة في خاصرة الأمن الأردني، وذلك لأهمية موقعها الجغرافي الذي تسيطر عليه، وقربه من الحدود الأردنية".
وقال: "إيران لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء مصالحها الاستراتيجية في سورية، فسعت لإثبات وجودها في منطقة جنوب دمشق، في ريفي درعا والقنيطرة، من خلال إرسال عناصر من الحرس الثوري، وفيلق القدس، وحزب الله اللبناني، وميليشيات عراقية، والتي يتركز قسم منها في ريف دمشق الجنوبي، وفي ريف درعا الشرقي، وريف القنيطرة".
وأوضح أنه "رغم إخراج عناصر تنظيم داعش من إدلب وحماه، إلا أنه في صيف 2014 تمكن التنظيم من التمدد وأصبح يشكل خطورة أكثر على الأمن الأردني".
أما على صعيد منطقة البادية السورية الجنوبية، فيرى الدويري، أنها "منطقة رمادية"، مشيرا إلى أنها "تتميز بأمرين، أولهما شبه الفراغ السكاني، وثانيهما غياب السيطرة العسكرية الفعلية، ما يسمح لأي قوات بسهولة الحركة في تلك المنطقة".
وعن "الخطر" الذي يواجهه الأردن من الوجود والنفوذ الايراني في الازمة السورية، يرى الدويري أن "التحضير الأميركي الفاعل بعملية الرقة، أدى إلى إنهاء المشروع الإيراني (الحلم) بإنشاء طريق الحرير الذي يبدأ من "قم" إلى بغداد، ثم إلى جنوب الموصل وجنوب تل عفر، وجنوب جبل سنجار، ثم مدينة الحسكة وحلب ثم اللاذقية وطرطوس".
وهو يرى انه "كان لا بد لإيران أن تجد البديل، للإبقاء على الشريان الحيوي لإمداد حزب الله والقوات التابعة لها والجيش السوري، فلم يتبق لها حاليا سوى طريق بغداد- التنف- دمشق".
ويشير الى انه "بناء على ذلك، أرسلت إيران بعض المليشيات، مثل كتائب "سيد الشهداء"، وكتائب "الإمام علي شرقا"، والتي وصلت إلى منطقة "السبع أبار" التي تبعد عن دمشق مسافة 120 كيلو مترا، وعندما لم يتم التعامل معها أو إعاقتها عسكريا من قبل قوات التحالف، قامت بالخطوة الثانية وهي الحركة لمسافة 60 كيلو متر شرقا، ما دفع الطائرات الأميركية للتدخل وتدمير بعض المعدات العسكرية لتلك الكتائب".
ويضيف الدويري أن القوات الأميركية "لم تكتف بذلك، بل فرضت حدودا إدارية حول التنف تمتد من مركزه إلى 40 كيلو مترا غربا، واعتبرتها منطقة خاضعة للفصائل المتحالفة معها، كما لم تسمح لإيران والفصائل المتحالفة معها بالتواجد فيها".
ويشير الدويري إلى أن "الخطورة تتمثل الآن بوجود ميليشيات تابعة لايران تبعد 70 كيلو مترا عن الحدود الأردنية في منطقة "السبع آبار"، وهي خارج السيطرة وتقع في المنطقة الرمادية، ما يسمح لتلك المليشيات بالتسلل للحدود الاردنية".
وأضاف: "هذه التحديات والتهديدات التي تواجه الأردن وتشكل خطرا على أمنه الوطني، تعني أنه لا بد من وجود تهديدات داخلية، كالخلايا النائمة التابعة لتنظيمات سنية أو شيعية متطرفة، أو ذئاب منفردة تتبع تلك التنظيمات".
وتابع: "كما توجد تهديدات خارجية، من قبل الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، والتي تحاول اجتياز الحدود الأردنية أو الإخلال بأمن المناطق الحدودية المأهولة كما حدث في الركبان"، لافتا إلى أنه "لهذا برز مفهوم "الدفاع بالعمق"، الذي أشار إليه جلالة الملك عبدالله الثاني، والذي يعني أنه على القوات المسلحة الأردنية أن تتدخل من خلال تنفيذ عمليات تحت مبدأ "المخاطرة المحسوبة"، بالتعامل مع أي هدف تشير المعلومات الاستخبارية إلى أنه يشكل خطرا على الأمن الوطني الأردني".
ويقترح الدويري حلولا عسكرية في مواجهة تنظيم داعش (جيش خالد بن الوليد) القريب من الحدود الشمالية الأردنية، وذلك "باستخدام طائرات سلاح الجو بأنواعها المقاتلة، أو الطائرات العامودية المسلحة، أو طائرات الدرون-أي بدون طيار- أو باستخدام النيران المسددة بعيدة المدى، أو العمليات الخاصة".
ولا يرى الدويري أي مصلحة أردنية بإرسال قوات أرضية تقاتل في الداخل السوري "بسبب التداعيات السلبية التي قد تنتج عن ذلك التدخل"، ويقول "يمكن الاستعاضة عن تلك القوات بإعادة بناء وتأهيل الجماعات السورية المسلحة القريبة من الأردن لتتولى تلك المهام".- الغد