هيئة التحرير - (ستراتفور) 26/6/2017
- ستبقى الخلافات بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي بلا حل
- يقدم الخلاف الخليجي خدمة لأنقرة ووسيلة لتوسيع نفوذها بالخليج
- تواجه القوات المدعومة إيرانياً مخاطر الاشتباك مع حلفاء أميركا بسورية
- ستواجه إسرائيل تهديدات متزايدة على حدودها الشمالية والجنوبية خلال الصيف
- سيستمر الصراع السياسي بساحات المعارك بالوكالة بين السعودية وإيران
- تتنافس إيران وتركيا على النفوذ بشمال العراق وستواجهان تداعيات استفتاء كردستان
- لن يسمح متشددو إيران لروحاني بتليين الخطاب ضد السعودية والولايات المتحدة
- خسائر "داعش" في الأراضي لن تعطل قدرته على إلهام الهجمات بالعالم
منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي مفترق طرق العالم. وهي تضم شبه الجزيرة العربية، وجبال إيران، وسهول تركيا، وصحارى بلاد الشام، والأراضي الواقعة شمال الصحراء الأفريقية وكل الشواطئ بينها. وقصة المنطقة، كما هو دائماً حال الأماكن العالقة بين اللاعبين الأجانب، هي قصة تجارة وتبادل وصراع. والقوى التقليدية في المنطقة هي تركيا وإيران -المملكة العربية السعودية ومصر هما القوى العربية الراهنة. وتنافسها لكسب النفوذ على دول المنطقة الأضعف هو الذي تجعل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مسرحاً للعنف وعدم الاستقرار.
سوف تكشف المعركة التي تختمر بين قطر وبعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي كلاً من عيوب استراتجية واشنطن المعتمدة على التحالف الذي تقوده السعودية لإدارة الصراعات الإقليمية، والفجوة الآخذة في الاتساع بين تركيا وجيرانها في الخليج.
في الأثناء، سوف تتصاعد الأزمة بين وكلاء السعودية وإيران في ساحات المعارك الممتدة من منطقة الخليج إلى بلاد الشام.
سوف تواجه القوى التي تدعمها إيران أيضاً تصاعد خطر الاشتباك مع القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في سورية، بينما تتسابق للوصول إلى الحدود العراقية، وسط التراجع البطيء لقوات "داعش".
سوف تعمل كل من إيران وتركيا، من خلال التنافس بقوة على النفوذ في شمال العراق، على مواجهة الزخم التي سيتكون خلف الاستفتاء المقرر إجراؤه على الاستقلال الكردي.
مشاحنة بين الحلفاء تلفُّ الشرق الأوسط
مع انتهاء الربع الثاني من العام 2017، استحوذ نزاع دولة قطر مع حفنة من أقرانها في مجلس التعاون الخليجي على اهتمام بقية المجتمع الدولي. لكن الخلافات بينهم سوف تبقى بلا حل في الربع المقبل، بينما تكشف المشاحنات عن خطوط القسمة الدائمة في داخل التحالف المناهض للإرهاب الذي أملت الولايات المتحدة -وزعيمة دول مجلس التعاون الخليجي بحكم الأمر الواقع، السعودية- في أن يتعامل مع إدارة صراعات الشرق الأوسط الكثيرة. وبينما تحاول المملكة ترسيخ سلطتها بين نظيراتها من دول الخليج عن طريق إخضاع مسار الدوحة المستقل، سوف تكافح قطر للحفاظ على مكانة السياسة الخارجية الفريدة التي اختطتها لنفسها خارج حدود الظل السعودي.
سوف يفعل دور الولايات المتحدة في المنطقة الكثير في تشكيل حصيلة هذه المواجهة. فمن جهة، لدى السعودية وحليفتها، الإمارات العربية المتحدة، ثقة في دعم البيت الأبيض لأجندتهما لاحتواء أنشطة الإسلاميين السياسيين والمسلحين، بالإضافة إلى إيران. ومن جهة أخرى، لدى الجيش الأميركي بصمة عميقة ودائمة في قطر، والتي لن يسمح للنزاع الدبلوماسي الحالي بأن يمحوها وهكذا، طالما كان الطرفان يستطيعان الاعتماد على دعم واشنطن، فإنهما يستطيعان تحمل كلفة الاستمرار في التمسك بمواقفهما، وهو ما يؤكد عبثية محاولات البيت الأبيض ضم أعضاء من دول مجلس التعاون الخليج المتنازِعة لتشكيل "ناتو عربي" قادر على التعامل مع إيران وتحييد التهديد الجهادي.
سوف تقف تركيا، التي تشارك قطر دعمها للمجموعات الإسلامية في جميع أنحاء المنطقة، إلى جانب شريكتها في شجارها مع دول مجلس التعاون الخليجي. وبفعلها ذلك، سوف تكشف عن صدع عميق بين القوى السنية التي تنظر إلى الإسلاميين كتهديد وجودي، وبين تلك التي ترى في مثل هذه المجموعات جزءاً لا يتجزأ من مجتمع الشرق الأوسط. وبالنسبة لأنقرة، لا يمكن أن يكون توقيت هذا التشاحن أفضل مما هو الآن: فبعد كل شيء، يقدم هذا الوضع لأنقرة وسيلة لتوسيع نفوذها في الخليج مع تنامي تنافسها الهادئ مع إيران في سورية والعراق.
مع ذلك، سوف تؤدي مواجهة أنقرة بطريقة أكثر وضوحاً مع نظرائها السنة، إلى تحفيز السعودية والإمارات على زيادة انخراطهما في صراعات سورية والعراق على أمل إحداث توازن ضد تركيا وإيران. وبينما تتحول قطر نحو تركيا وإيران وروسيا من أجل المساعدة الدبلوماسية واللوجستية في نزاعها مع دول مجلس التعاون الخليجي، سوف تصبح السعودية أكثر اقتناعاً بالحاجة إلى التمسك بموقف صارم تجاه الدوحة.
سوف يستمر الشعور بالآثار التجارية والدبلوماسية لهذا الخلاف في الربع الثالث أيضاً. ولأن قطر تعتمد على موقع الإمارات العربية المتحدة كمركز إقليمي للترانزيت، فإن سلاسل الإمداد التي تشمل منتجات تُشحن من قطر براً أو جواً، مثل الهيليوم، تواجه خطر الانقطاع الحاد مع استمرار المشاحنة. وسوف تكون تجارة النفط والغاز المسال أقل تأثراً، بما أن قطر تمتلك مرافق مخصصة للتصدير المباشر، ولديها القدرة على التكيف مع القيود المفروضة على الموانئ الإقليمية (ولو بكلفة أعلى) على شحنات النفط والغاز المسال. لكن قطر ستشهد اهتزازاً في قطاعها المالي، بسبب اعتماد هذه الصناعة الكثيف على الصلات مع القطاعات المصرفية في كل دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة الإمارات العربية المتحدة. وسوف تضيف الضربة التي وُجهت إلى الخطوط الجوية القطرية، بفعل حظر استخدام المجالات الجوية السعودية والإماراتية والبحرينية، إلى الضغط المتصاعد على الدوحة لإجبارها على الانصياع للمطالب المحتملة للكتلة.
على رأس هذه المطالب تخفيف التغطيات التي تُعدها المنافد الإعلامية مثل قناة الجزيرة، وقطع العلاقات مع الجماعات الإسلامية، ومواءمة السياسة الخارجية القطرية مع سياسة الرياض. ويرجح أن تتخذ قطر خطوات للتعامل مع المطلبين الأولين؛ حيث تقوم بإنشاء بعض مؤسسات الأخبار المستقلة الجديدة، بينما تخفف من وجود الجماعات الإسلامية داخل حدودها، كما بدأت تفعل مسبقاً بتكتم. لكن السعودية والإمارات ربما تذهبان خطوة أبعد، فتطلبان من قطر قطع علاقتها بإيران، وطرد الإسلاميين البارزين والحد من تعاونها العسكري مع تركيا -وهي شراكة أقلقت السعودية في سعيها إلى أن تكون القوة السنية القائدة في المنطقة. وبطبيعة الحال، لا تنوي الدوحة الانصياع بسهولة إلى أي من هذه المطالب التي تزعم أنها لا تقوم على أساس. (ناهيك عن حقيقة أن الروابط مع إيران والجماعات الإسلامية تنطوي على أهمية حاسمة لأجندات قطر الاقتصادية وأجندات السياسة الخارجية). ومع أن الأطراف الخارجية، مثل الولايات المتحدة وتركيا، ستحاول التوسط لحل للأزمة، فإن السعودية والولايات المتحدة ستعملان على إبقاء الوساطة في داخل أسرة دول مجلس التعاون الخليجي، بتركيز المفاوضات في الكويت وسلطنة عمان.
خصمان قديمان يتعاركان بالوكالة
بينما تستخدم السعودية دعم البيت الأبيض لمحاولة تعزيز دورها القيادي في المنطقة، سوف تتصاعد التوترات بين المملكة وإيران. وقد اتضحت مخاطر التصعيد في تنافسهما المحتدم مسبقاً في ميادين المعارك المستعرة في كل أنحاء الشرق الأوسط خلال الربع الثاني من العام. وتستمر قدرة إيران على تجهيز الوكلاء الإقليميين، مثل الثوار الحوثيين الذين يحاربهم التحالف بقيادة السعودية في اليمن، في إثارة مخاوف المملكة. وينطبق الشيء نفسه على تأثير إيران على اللاعبين المحليين في الأماكن غير المستقرة في الجوار، مثل المنطقة الشرقية في السعودية، وفي البحرين، حيث قدمت الحكومة الإيرانية دعماً شفوياً للحركات الشيعية الانفصالية، وحيث تكافح قوات الأمن السعودية والبحرينية لتعقب واعتقال الخلايا المسلحة. وبالإضافة إلى ذلك، تقدم عمليات الرياض الأمنية المستمرة في منطقة الماسورة في العوامية، للمتمردين الشيعة في المنطقة فرصة لمهاجمة القوات السعودية. ولذلك، ستبقى المملكة متشككة بعمق في إيران، وسوف تراقب بحذر أي محاولة تبذلها طهران لإثارة الاضطرابات في الأجزاء التي تقطنها أغلبيات شيعية في شبه الجزيرة العربية -وسوف تستخدم مخاوفها كذريعة لتعزيز دعمها الخاص للمسلحين الذين يستهدفون المصالح الإيرانية.
سوف تتكثف لعبة اللوم المتبادل بين القوتين المتنافستين في الربع الثالث من العام. وكانت طهران قد وجهت على مدى الأشهر الأخيرة اتهامات غير مسبوقة للسعودية بإثارة الاضطرابات داخل حدود إيران. (على سبيل المثال، زعمت طهران أن الرياض وواشنطن كانتا متورطتين في هجوم "داعش" المزدوج يوم 7 حزيران (يونيو) في العاصمة الإيرانية). وسوف تستمر الحكومة الإيرانية في الإشارة بأصابع الاتهام إلى السعودية في أي تهديدات تنشأ لاستقرار إيران، بغض النظر عن وجود أي أدلة تدعم ادعاءاتها. ويمكن أن تفضي المزاعم المتبادلة إلى تصعيد في الغارات ضد الجماعات المتشددة، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى إثارة المزيد من الاضطرابات. وتشمل المناطق الساخنة التي تمكن مراقبتها لرصد علامات هذه الدوامة المتقلبة أماكن استهدفتها إيران مسبقاً في غاراتها لمكافحة الإرهاب، مثل مناطقها الشمالية الغربية الكردية المجاورة لحدود العراق؛ ومناطق في جنوب البلاد حيث أغلبية السكان من السُنة؛ ومحافظة سيستان-بلوشستان المضطربة في جنوب شرق البلاد. وفي الحقيقة، تزعم إيران مسبقاً أنها تمتلك الدليل على تدخل السعودية بين المجتمعات المتشددة المحلية في هذه المناطق.
سوف يتجلى صراع الجبابرة هذا بين القوتين في ساحات المعارك السياسية أيضاً. وبينما كان الربع الثاني من العام موشكاً على الانتهاء، وافق المشرعون اللبنانيون على قانون انتخابي جديد ومددوا ولاية البرلمان حتى 20 أيار (مايو) 2018. ويخفض القانون الجديد عدد الدوائر الانتخابية في البلد من 26 إلى 15، وهي خطوة تُقلق الأحزاب اللبنانية والجماعات الديمغرافية الأصغر. وعلى مدى الأشهر القليلة القادمة، سوف يعرض المشرعون تفاصيل الانتخابات النيابية، وسوف يعمل القادة الدروز والمسيحيون والسنة على ضمان أن لا تضيع أصواتهم وسط الأغلبية الشيعية في البلد. ومع ذلك، ربما يكون أكثر تداعيات القانون الجديد أهمية هو أنه سوف يحد من قدرة أي لاعب أجنبي -بما في ذلك إيران والسعودية- على فرض أجندته على الحكومة اللبنانية.
بطبيعة الحال، لم تنس السعودية التحديات التي تواجهها في الوطن وسط نضالها من أجل الهيمنة في الشرق الأوسط بشكل عام. وفي الأشهر المقبلة، يتوقع أن تعلن الرياض عن طرحها الأولي المتوقع كثيراً لأسهم شركة البترول السعودية، بالإضافة إلى نتائج المراجعة الجارية لاحتياطيات النفط في المملكة. وقد دافع ولي العهد المعين حديثاً، محمد بن سلمان، عن جهود طرح الاكتتاب العام.
بعد قفزه تواً إلى مقدمة صف خلافة عرش المملكة، وتحييد ولي العهد السابق محمد بن نايف في العملية، يتمتع محمد بن سلمان بتفويض جديد لتكثيف نهجه الحازم تجاه إيران والإصلاح الاقتصادي. كما أصبح ولي العهد الجديد يتمتع الآن بالسلطة لممارسة نفوذ أكبر على شؤون الأمن القومي السعودي، وسوف لن يضيع وقتاً في اعتبار إيران مسؤولة عن التهديدات التي يواجهها البلد. وسوف يستخدم بن سلمان دون شك نفوذه الجديد لمحاولة تخويف القوى السنية في المنطقة لدفعها إلى اتباع قيادة السعودية والوقوف متحدة ضد إيران. وعلى الرغم من أفضل الجهود التي يبذلها، فإن دولاً مثل قطر ولبنان ومصر ستعمل على تجنب جرها إلى مواجهة الرياض المتصاعدة مع طهران. ومع ذلك، لن تكون الموازنة بين الطرفين عملية سهلة كثيراً بالنسبة لبلدان لديها كثافة سكانية كبيرة من السنة والشيعة، وعلاقات إيجابية مع كلتا القوتين، مثل باكستان والعراق.
متشددو إيران يضيقون على الرئيس
بطريقة تسعد كثيراً حليفها السعودي، سوف تحتفظ الولايات المتحدة بالعقوبات الاقتصادية قائمة ضد برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية في هذا الربع من العام، بينما تواصل استهداف الأفراد والشركات المرتبطين بجهاز الحرس الثوري للجمهورية الإسلامية. وسوف تناضل كل من واشنطن وطهران للإبقاء على خطة العمل الشاملة المشتركة قائمة، لكن الاحتكاك الدائم بين البلدين سوف يحد من الخيارات السياسية للرئيس الإيراني حسن روحاني. وفي هجوم "داعش" المزدوج في طهران يوم 7 حزيران (يونيو)، سوف يغتنم الحرس الثوري الإيراني الفرصة لتأمين المزيد من الموارد ولتوسيع نشاطاته في الخارج. ومع أنه أعيد انتخابه حديثاً، سوف يواجه روحاني أوقاتاً عصيبة في استخدام تفويضه الجديد لتخفيف نفوذ الحرس الثوري، وهو هدف حاول تحقيقه من قبل. ونتيجة لذلك، لن يتمكن الرئيس من الذهاب باتصالات إيران مع السعودية والولايات المتحدة إلى مزيد من الاعتدال.
ليس هذا الواقع غير معتاد بالضرورة بالنسبة لإيران؛ فقد واجه رؤساء الولاية الثانية في البلد المصاعب تاريخياً لدى محاولة ترسيخ أجنداتهم والإبقاء على الحرس الثوري وحلفائه السياسيين المتشددين مع الخط. وبينما يناضل روحاني للوفاء بوعود حملته الانتخابية حول الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، فإن الفجوة بينه وبين بقية الحكومة الإيرانية (التي معظم أعضائها مُعين وليس منتخباً) سوف تتسع بلا شك، وربما يتبين أن العوائق التي يضعها الحرس الثوري الإيراني أمام الإصلاح لا يمكن تجاوزها.
الحرب الأهلية السورية
عبر حدود إيران الغربية، عانى تنظيم "الدولة الإسلامية" من هزائم معوقة في العراق وسورية. لكن خسارة الأراضي في مناطق عمليات المجموعة الرئيسية لم تعطل قدرتها على إلهام منفذي الهجمات في الأماكن الأخرى من العالم. ما يزال تهديد "داعش" يتطور بلا توقف، كما يتضح من هجماته الأولى في طهران في الربع الماضي. ومع ذلك، ربما يتجسد أحد التداعيات المحتملة للحادثة في جر إيران أعمق إلى القتال ضد "داعش" في سورية. وتخاطر قوات طهران، التي تندفع شرقاً فعلياً في سورية في اتجاه مواقع "داعش" بالقرب من الحدود العراقية، باحتمال الاشتباك مع القوات الأميركية المنتشرة هناك.
من جانبها، تركز الولايات المتحدة أنظارها على "داعش". وبدعم من الولايات المتحدة، بدأت قوات سورية الديمقراطية تقدمها نحو مدينة الرقة الاستراتيجية، والتي تشكل واحداً من آخر معاقل المجموعة الجهادية. ولكن، في انعطافة جديدة للأحداث، وجد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤه من الثوار أنفسهم في مواجهة مع الحكومة السورية المدعومة من إيران وروسيا، في إطار سباق لانتزاع باقي مناطق "داعش" من قبضته المتراخية. ويتحرك كل واحد من المشاركين في هذا السباق على الحدود العراقية بدفع مصالح مختلفة، لكن رغبتهم المشتركة في السيطرة على نفس القطاع م نالأرض سوف تضعهم في مواجهة بعضهم بعضاً، وهو يزيد مخاطر الصدام في هذا الربع من العام.
بالنسبة للحكومة السورية، يشكل الوصول إلى مواقع أمامية في أقصى الشرق وشمال الشرق شأناً حاسماً لطموحاتها إلى استعادة السيطرة على البلد. ويبدو راعيها الإيراني أكثر اهتماماً بكثير في استغلال الاندفاعة لبناء جسر بري يمتد من طهران إلى دمشق والبحر الأبيض المتوسط -وهي صلة سوف توسع إلى حد كبير وصول طهران عن طريق تقوية اللوجستيات وخطوط الإمداد وتحسين قدرتها على ممارسة القوة. كما أن روسيا منخرطة بعمق أيضاً في اندفاعة الموالين والمكونة من ثلاث شعب في اتجاه الحدود العراقية. وبينما تصبح قوات الحكومة السورية أقرب، فإنها يمكن أن تعرقل عمليات الثوار في المنطقة.
أدى تواجد حلفاء الولايات المتحدة في شرق سورية مسبقاً إلى تعقيد حملة الموالين في اتجاه الشرق، وسوف يواصلون ذلك في الربع القادم. ومع ذلك، من المرجح أن لا يتمكن حلفاء واشنطن من الحيلولة دون وصول خصومهم المدعومين من إيران وروسيا إلى الحدود أولاً، وبحلول نهاية العام.
معركة الموصل
ثمة معركة مهمة أخرى في القتال ضد "داعش" تصل إلى نهاياتها أيضاً. فالمعركة من أجل استعادة مدينة الموصل العراقية توشك على الانتهاء؛ وقد حاصرت القوات العراقية وطهرت تقريباً آخر جيب للمشتددين المسلحين في المدينة. وبمجرد انتهاء المهمة، ستصبح هذه القوات حرة في التحول لإضفاء الاستقرار على أجزاء أخرى من البلد، بما فيها تلعفر، الحويجة، وديالا والأنبار. كما ستحول انتباهها أيضاً إلى الأراضي المستعادة التي أصبحت مضطربة وحرونة، مثل طوز خورماتو وسنجار. ومع أنه تم طرد قوات "داعش" من هذه الأماكن، فإنها تظل موطناً لسكان متنوعين وشخصيات سياسية تتنافس على الحق في حكم هؤلاء السكان. وحتى الآن، استطاع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وضع هذه المسألة وراء ظهره، لكن نهاية عملية الموصل سوف تعيد إحياء المفاوضات حولها، بالإضافة إلى نشر القوات في المناطق المتنازع عليها. وسوف تسخن المحادثات حول هذه المسائل الشائكة في الأشهر القادمة، مما يؤدي إلى تفاقم الصدوع داخل حكومة إقليم كردستان، وبين أربيل وبغداد.
لأن "داعش" فر إلى حد كبير من كردستان العراق، تمكنت الفصائل السياسية المحلية من استئناف نقاشها حول مستقبل المنطقة شبه المستقلة. وقرب نهاية الربع الثاني من العام، أعلن الساسة الأكراد عن عقد استفتاء على الاستقلال في 25 أيلول (سبتمبر). وقد دفع التقاء الأكراد وتحالفهم المؤقت حول هذه المسألة القوى المعنية إلى محاولة إخراج التصويت عن مساره، خاصة بما أنه سيشمل محافظة كركوك الغنية بالنفط. ومن المرجح أن تحاول بغداد، على سبيل المثال، تشتيت انتباه القادة الأكراد عن الاستفتاء عن طريق إجبار حكومة إقليم كردستان على تسوية نزاعاتها غير المحلولة المتعلقة بالأراضي والطاقة مع الحكومة المركزية العراقية.
في الأثناء، سوف تعمد الدول الأخرى التي تضم أعداداً كبيرة من الأكراد، مثل تركيا وإيران، إلى استغلال الفصائل الكردية التي لها نفوذ عليها، لإقحام نفسها في خطط الاستفتاء. فبعد كل شيء، سوف يؤسس نجاح محاولة الاستقلال في كردستان العراقية سابقة للمجموعات الكردية الأخرى في كل أنحاء الشرق الأوسط، حيث يمكن تلهم بعضها الشروع في الضغط لإقامة دولها الخاصة. وبالنظر إلى القيود المفروضة على أعمال تركيا في سورية، سوف تبحث أنقرة عن فرص في العراق لتشكيل المناخ السياسي والأمني في المنطقة بعد أن تنتهي عملية الموصل. ومع ذلك، وبإقحام نفسها في كردستان العراق، سوف توتر تركيا علاقاتها مع رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني. وفي كل هذه الفترة، سوف تستخدم إيران حلفاءها العراقيين والأكراد المتمركزين بجوار القوات التي تدعمها تركيا لحماية مصالحها الخاصة في شمال العراق ولإفساد خطط الأتراك.
على الرغم من التدخل المتفشي، لن يفقد الاستفتاء الكردي زخمه. لكنه سيقع مع ذلك فريسة للاقتتال الداخلي بين الفصائل الكردية المتنافسة، والذي سيسفر إما عن تصويت ترفض بغداد الاعتراف به، أو واحد لا يعتزم الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم التمسك به. (ببعض الطرق، دافع برزاني عن الاستفتاء ليصرف انتباه ناخبيه عن مشاكل حكومة إقليم كردستان الضاغطة وعن بقائه غير القانوني في المنصب، أكبر من تأمين الاستقلال لشعبه).
سوف تخضع الحكومة العراقية في بغداد لتغييراتها السياسية الخاصة بينما تقوِّي التحالفات نفسها وقواعد دعمها استعداداً لانتخابات المحافظات في أيلول (سبتمبر) المقبل. أما إذا كانت الانتخابات ستُجرى في وقتها المقرر أم لا، فإن ذلك يعتمد على موافقة البرلمان على قانون انتخابي جديد. وفي حال فشلت الموافقة في التحقق، فإن انتخابات المحافظات يمكن أن تترافق مع الانتخابات البرلمانية في النصف الأول من العام 2018. ولكن، حتى في حال التأجيل، فإن التسابق بين الأحزاب السياسية العراقية سوف يتواصل خلال الربع الثالث بينما يحاول كل منها الفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد في المجلس التشريعي. وحتى الآن، يشعر الزعيم الشيعي القوي مقتدى الصدر بالسرور من الكيفية التي يتشكل بها القانون الانتخابي، وشرع في التواصل مع الأحزاب الكردية والسنية لتوسيع نطاق قبوله الشعبي. ومع ذلك، وفي حال لم يمر مشروع القانون في شكله الحالي الذي يفضل الأحزاب الصغيرة على الكبيرة، فإن الصدر ربما يلجأ إلى دعوة الحشود من أنصاره للخروج إلى الشوارع.
إسرائيل تستعد لصيف متوتر
عبر حدود العراق الغربية، كثفت إسرائيل نشاطها في سورية. وخلال الربع الثاني من العام، شنت العديد من الغارات الجوية ضد قوافل أسلحة تعود إلى حزب الله، الجماعة اللبنانية المتشددة المسلحة التي تدعمها إيران، بينما تعبر شمال سورية. وتؤكد الهجمات على التهديد المقيم الذي يشكله الحلفاء السوريون والإيرانيون قرب حدود إسرائيل الشمالية على أمنها القومي.
كما تواجه إسرائيل أيضاً تهديداً مستمراً على حافتها الجنوبية. وقد أثار مسؤولون إسرائيليون احتمال وقوع صدام جديد مع المتشددين السلفيين في غزة بعد اعتراض عدة هجمات صاروخية صغيرة -والتي قيل إنها من تنفيذ مجموعات عدة- بجوار الحدود. وربما تضيف العداوة المقيمة بين مجموعتي فتح وحماس الفلسطينيتين على الموارد في غزة الوقود على النار، ولو أنها ليست لدى أي منهما الإرادة السياسية لإثارة صراع أكبر مع إسرائيل.
بدلاً من ذلك، كانت حماس منشغلة بنزاع قطر مع دول مجلس التعاون الخليجي، الذي هدد عمليات المجموعة في الدوحة. ومن المرجح أن يكون مسؤولو حماس بصدد إعداد خطط للطوارئ في حال اضطرارهم إلى نقل بعض أو كل أنشطتهم إلى مكان آخر. وربما تكون إيران هي الحل لمشكلة المجموعة: فبعد سنة من العلاقات الباردة، شرعت علاقات طهران بحماس في اكتساب بعض الدفء، وعبر كلا الطرفين عن الرغبة في ضمان استمرار هذا الاتجاه. لكن إيران ليست خاطب ود حماس الوحيد، فقد عرضت مصر أيضاً إرسال إمدادات الكهرباء إلى غزة وتخفيف القيود عن معبرها الحدودي مع القطاع في مقابل تنازلات أمنية. ولذلك سوف تمضي حماس الربع المقبل في وضع الاستراتيجيات التي تمكنها من تحقيق التوازن بين عروض طهران والقاهرة من تدون تنفيرهما معاً.
الحرب الأهلية الليبية
على امتداد قطاع مختلف من ساحل البحر الأبيض المتوسط، ما تزال ثلاث حكومات متنافسة ليبية تتقاتل من أجل السيطرة على البلد. وسوف تعمل حكومة الوفاق الوطني، التي تتخذ من طرابلس مقراً لها والمعترف بها من الأمم المتحدة، مع خليفة حفتر، القائد الميداني للجيش الوطني الليبي، وحلفائه في مجلس النواب الشرقي، على متابعة خريطة الطريق السياسية التي وقعوا عليها في وقت سابق من هذا العام. (يشمل الاتفاق خطة لعقد انتخابات في الربع الأول من العام 2018). ومع ذلك، سوف تؤدي الانقسامات المتعمقة في كلا المعسكرين إلى الحد من نجاح المحادثات، حتى بينما يحاول حفتر تحسين صورته وتخفيف موقفه من الميليشيات التي تدعم حكومة الوفاق الوطني.
وقد أعطت هذه الميليشيات حكومة الوفاق الوطني اليد العليا في طرابلس منذ انسحب خصومها من ميليشيات مصراتة، المتحالفة مع "المؤتمر الوطني العام"، في الربع الماضي من العام. لكن معركة حكومة الوفاق الوطني من أجل الشرعية في المدينة الاستراتيجية لم تُكسب بعد: فما تزال ميليشيات مصراتة تحوم في بعض أجزاء ضواحي طرابلس. وفي الأثناء، وعلى الرغم من أن الجيش الوطني الليبي سوف يواصل تقدمه إلى الجنوب والغرب، فإن عوز حفتر للقوات البرية سوف يعيق تحركه إلى خارج خطوط المعركة الحالية.
مكنت عودة الاستقرار إلى الكثير من أنحاء ليبيا قطاع النفط في البلد من الشروع في التعافي البطيء. ومع ذلك، سوف يستمر التقلب في تعريض هذا التعافي للخطر. وفي الربع القادم من العام، يمكن أن ينخفض إنتاج النفط عن معدلاته التي سجلها في شهر أيار (مايو)، والتي بلغت 730.000 برميل يومياً، لتهبط إلى نحو 450.000 برميل في حال انفجر أي من خطوط الصدع الليبية الكثيرة. ومع ذلك، فإن ارتفاعاً في الإنتاج (ولو مؤقتاً) إلى ما بين 900.000 و1.000.000 برميل يومياً يبقى احتمالاً قوياً خلال فترات الهدوء.
*ستراتيجيك فوركاستينغ (بالإنجليزية Strategic Forecasting, Inc)؛ والمعروفة أكثر باسم ستراتفور (بالإنجليزية STRATFOR)، هو مركز دراسات استراتيجي وأمني أميركي، يعتبر إحدى أهم المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، وهو يعلن على الملأ طبيعة عمله التجسسي، ويجسّد أحد أبرز وجوه خصخصة القطاعات الأميركية الحكومية. تطلق عليه الصحافة الأميركية اسم "وكالة المخابرات المركزية في الظل" أو الوجه المخصخص للسي آي إيه (بالإنجليزية The Private CIA). معظم خبراء مركز ستراتفور ضباط وموظفون سابقون في الاستخبارات الأميركية.
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: 2017 Third-Quarter Forecast: Middle East- الغد
دمشق- قتل تسعة أشخاص في التفجير الانتحاري الذي استهدف صباح اليوم الأحد ساحة التحرير في شرق العاصمة السورية دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية ان بين القتلى في ساحة التحرير مدنيين وعسكريين، مشيرا الى اصابة "ما لا يقل عن 15 آخرين" بجروح.
وكان الاعلام الرسمي السوري افاد صباح الثلاثاء عن تفجير انتحاري في ساحة التحرير، مشيرا الى تمكن الجهات الامنية من احباط اثنين آخرين على طريق المطار عن مدخل دمشق.
وافاد التلفزيون الرسمي في شريط عاجل ان "الجهات المختصة" لاحقت ثلاث سيارات وتمكنت من تفجير اثنتين عند مدخل مدينة دمشق، وحاصرت ثالثة في ساحة التحرير "فقام الارهابي بتفجير نفسه ما اسفر عن ارتقاء شهداء وعدد من الجرحى".
واكد عبد الرحمن ان التفجيرين الآخرين على طريق المطار اسفرا عن مقتل السائقين بعد استهدافهما من قبل القوات الامنية.
وقال محمد تيناوي، احد سكان ساحة التحرير، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "سمعنا في البداية اصوات اطلاق رصاص عند نحو الساعة السادسة صباحا، ومن بعدها دوى تفجير ادى الى سقوط الزجاج في منازل الحي".
واظهرت صور فيديو بثها التلفزيون الرسمي من ساحة التحرير سيارات عدة تضررت واخرى احترقت بالكامل. وبدت اثار الحريق واضحة على الحاجز الامني في المكان، كما تضررت بشكل كبير واجهة احد المباني القريبة.
وبرغم بقائها في منأى عن المعارك العنيفة والمدمرة التي شهدتها مدن سورية كبرى، استهدفت العاصمة ومحيطها خلال سنوات النزاع الطويلة بعدة تفجيرات دامية اودت بحياة العشرات.
وفي منتصف اذار/مارس الماضي مع دخول النزاع في البلاد عامه السابع، قتل 32 شخصا في دمشق جراء تفجيرين انتحاريين لم تتبن اي جهة مسؤوليتهما. وجاء ذلك بعد ايام على تفجيرين دمويين تسببا بمقتل 74 شخصا في احد احياء دمشق القديمة وتبنتهما هيئة تحرير الشام (تضم جبهة النصرة سابقا وفصائل اخرى جهادية متحالفة معها).-(أ ف ب)
الصورة ارشيفيه
بغداد - شهد يوم الخميس 29 يونيو/حزيران 2017، تسجيل أعلى درجة حرارة كرقم قياسي عالمي في إيران، بعدما وصلت إلى 53.7 درجة مئوية بمدينة الأهواز غرب البلاد.
ووفق ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، عن إتيان كابيكيان، أحد خبراء توقُّع الأرصاد الجوية في وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية (ميتيوفرانس)- فإن هذه هي "أعلى درجات الحرارة المحلية الموثقة بإيران"، وأعلى درجات الحرارة المسجلة في يونيو/حزيران الجاري في آسيا.
وكانت أعلى درجات الحرارة السابقة التي تم تسجيلها في إيران قد وصلت إلى 52.4.
ويشير موقع Weather Underground إلى أن حرارة الأهواز تصاعدت لتصل إلى 54.2 درجة مئوية ما بين الساعة 4:51 و5 عصراً بالتوقيت المحلي.
وفي حالة كون قراءة الحرارة التي وصلت إلى 54.2 درجة مئوية هي قراءة دقيقة، فستكون هذه الحرارة هي الأعلى على الأرض في الأزمنة الحديثة.
وحلّل كريستوفر بارت، مؤرخ الطقس في Weather Underground، درجات الحرارة العالمية القصوى، وحدد أن قراءات درجة حرارة 54.2 التي تم تسجيلها في منطقة مطربة بالكويت في 21 يوليو/تموز عام 2016، ومنطقة وادي الموت بكاليفورنيا في 30 يونيو/حزيران عام 2013، هي أعلى درجات الحرارة الموثقة في الأزمنة الحديثة.
ورسمياً، سجلت منطقة وادي الموت أعلى درجات الحرارة على الأرض في 10 يوليو/تموز عام 1913 حين وصلت إلى 57 درجة مئوية، إلا أن بارت نشر نقداً مدمراً لهذا القياس في أكتوبر/تشرين الأول 2016، ليوضح أن هذه القراءة لم تكن ممكنة من منظور الأرصاد الجوية، وأن مراقب الطقس ارتكب أخطاء.
وستحتاج قراءة 54.2 التي سجلتها الأهواز، إلى مراجعتها بواسطة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لتتساوى مع أعلى درجات الحرارة المسجلة عالمياً بشكل رسمي.
وكانت القبة الحرارية المتمركزة فوق الشرق الأوسط هي التي تمكنت من تسجيل هذه القراءة الحرارية.
وبدا طقس الأهواز -المدينة ذات الـ1.1 مليون نسمة- الساخن أكثر اختناقاً؛ بسبب الرطوبة المرتفعة.
ومع ارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى الخمسينات، ارتفعت نقطة الندى –مقياس الرطوبة- كذلك لتصل إلى أوائل السبعينات عبر مقياس فهرنهايت، وهو ما يعد مرتفعاً بالنسبة لمنطقة صحراوية (بسبب تدفق الهواء من الخليج العربي نحو الجنوب)، وزاد معامل الحرارة -المستخدم لقياس الإحساس بالحرارة مع وضع الرطوبة في الاعتبار- على 140 درجة.
وكان مزيج الحرارة والرطوبة شديد التطرف حتى إنه تفوق على المستويات التي صُمم معامل الحرارة لقياسها.
وجاءت درجات الحرارة الإيرانية القياسية بعد شهر من وصول درجات الحرارة في العديد من مناطق الشرق الأوسط إلى أعلى قياس لها في مايو/أيار خلال إحدى موجات الحرارة الاستثنائية.
في 28 مايو/أيار، بلغت درجة حرارة تُربت الباكستانية 53.5 درجة مئوية، متعادلة مع أعلى درجات الحرارة المسجلة في تلك البلاد، ومع درجة الحرارة القياسية العالمية في مايو/أيار، وفقاً لجيف ماسترز، عالم الأرصاد الجوية في Weather Underground.
وفي الوقت نفسه، أفاد ماسترز بأن درجات الحرارة وصلت إلى 54 درجة مئوية في قاعدة كنارك العسكرية شرق إيران "لتحطم بذلك درجات الحرارة الإيرانية القياسية في مايو/أيار (50.5 في بوستان في مايو/أيار 1999).
وتعكس درجات الحرارة القياسية التي تم تسجيلها خلال الأعوام الأخيرة، وضمنها قراءة الخميس في الأهواز، وقراءات الكويت ووادي الموت في 2016 و2013، تطرُّف درجات الحرارة وهو ما يتسق مع ما يتوقع علماء المناخ رؤيته في عالم يزداد احتباسه الحراري.
ونشرت الأكاديمية الوطنية للعلوم تقريراً في 2016، جاء فيه أن موجات الحرارة المتفاقمة هي من بين الأحداث المناخية التي يمكن بسهولة ربطها بالتغير المناخي الذي تسبب فيه البشر.
وحذرت دراسة منشورة في مجلة Nature Climate Change في 2015، من تصاعد درجات الحرارة في الشرق الأوسط بنهاية القرن بسبب التغير المناخي، لتصل إلى درجة لا يتحملها البشر.
موسكو - شددت روسيا على لسان وزير خارجيتها أنها سترد "بشكل مناسب" إذا اتخذت الولايات المتحدة إجراءات استباقية ضد قوات الحكومة السورية لوقف ما تقول واشنطن إنه هجوم كيماوي محتمل.
وأكد الوزير سيرغي لافروف أنه "لن يكون من الصواب على الأرجح" ألا يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس الأميركي دونالد ترامب، محادثات في قمة مجموعة العشرين التي ستعقد الشهر المقبل في ألمانيا.
وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني، في مدينة كراسنودار في جنوب روسيا، أنه ليس لديه ما يضيفه إلى تكهنات وسائل الإعلام في شأن أي خطط للقاء رسمي ثنائي خلال القمة.
وقال إن من المتبع في مثل هذه القمم أن يلتقي الزعماء ببعضهم بعضا، وهو ما قد يحدث الشهر المقبل، إذ إن بوتن وترامب سيكونان في نفس المبنى. وإذا تقابلا فسيكون ذلك أول لقاء مباشر بينهما.
وأوضح لافروف، أنه من المهم للغاية أن تتاح لبوتن وترامب الفرصة للحديث في شأن الصراع في سورية وجهود إيجاد حل سلمي. -سكاي نيوز عربية
واشنطن - تعتزم وزارة الخارجية الأميركية، فرض شرط وجود “علاقة أسرية وثيقة” أو “صلة تجارية” على مواطني 6 دول ذات غالبية مسلمة، من أجل الحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة.
وبحسب ما نقلته وكالة أسوشيتدبرس، عن تعميم أرسلته الخارجية الأميركية لسفاراتها المعنية، فإن تطبيق الشرط الجديد سيبدأ اعتباراً من صباح اليوم وذلك عقب صدور قرار المحكمة العليا، بتطبيق حظر السفر المؤقت والمعدل، الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب.
وبناءً على ذلك، يتوجب على مواطني سوريا وإيران والصومال وليبيا والسودان واليمن، توثيق وجود قريب من الدرجة الأولى لهم (أب، أم، زوج أو زوجة، أخ، أخت، طفل، ابن أو ابنة بالغين، صهر، زوجة ابن)، أو الحصول على قبول رسمي من شركة قانونية.
ومن المقرر أن يشمل الشرط الجديد، جميع اللاجئين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فيما عدا بعض الاستثناءات.
وسمحت المحكمة العليا، كما يشير هاف بوست عربي الإثنين الماضي، لترامب، بتطبيق حظر السفر المؤقت والمعدل الذي أصدره ضد القادمين من الدول الست، ممن لا يملكون أية صلة داخل الولايات المتحدة من دراسة أو عمل أو أقارب، حتى الانتهاء من البت في هذه القضية.
ووقع الرئيس الأميركي، في 6 مارس/آذار الماضي، أمراً تنفيذياً يحظر دخول مواطني إيران وليبيا وسوريا والصومال والسودان واليمن، إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوماً، ويبدأ سريانه في 16 من الشهر نفسه.
ويعد هذا الأمر، نسخة معدلة من أمر تنفيذي آخر أصدره ترامب، في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الأمر الجديد استثنى من الحظر مواطني العراق، لدور بلادهم في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، إضافة إلى حاملي البطاقات الخضراء.
وأثار الأمر التنفيذي السابق، الذي وصف بـ”العنصري”، احتجاجات واسعة داخل أميركا وخارجها، وأوقف القضاء الأميركي تنفيذه.
نيقوسيا - أفادت قناة CNN الإخبارية نقلا عن مصادر لم تكشفها بأن الولايات المتحدة أوعزت لقواعدها الجوية والبحرية في الشرق الأوسط أن تكون على أهبة الاستعداد لقصف محتمل لقاعدة جوية سورية.
ووفقا لمعطيات القناة، فإن الولايات المتحدة تراقب قاعدة الشعيرات الجوية السورية، بعيد تصريح واشنطن بأنه من المحتمل أن ينطلق من خلالها هجوم كيميائي، ولكن المراقبة الأمريكية للشعيرات بحسب الصحيفة لم تلحظ أي نشاط يثير الشك في الآونة الأخيرة، ولكن تهديد البيت الأبيض الأخير لسوريا الذي حذر فيه من استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي وتلويحه برد قاس في حال حدوثه أثار حفيظة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، ما دفعها لمراقبة القاعدة على مدار الساعة.
إقرأ المزيد
الولايات المتحدة تعد لتوجيه ضربة بالغة الخطورة إلى سوريا
وفي هذا السياق صرح وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، بأن السلطات السورية " تعاملت بجدية مع التحذيرات الأمريكية" وأعادت النظر في فكرة الهجوم الكيميائي.
وكان البيت الأبيض قد زعم أول أمس أن القوات المسلحة السورية تعد لهجوم كيميائي صاروخي، في الوقت الذي لم يستند فيه لأي أدلة تثبت ادعاءاته، ووعد حينها بأن السلطات السورية "ستدفع ثمنا باهظا" إذا ما حدث الهجوم.
وردت دمشق على هذه المزاعم بأنها لم تستخدم السلاح الكيميائي ولن تستخدمه في المستقبل.
من جانبها وصفت وزارة الخارجية الروسية هذه الادعاءات بـ "الهراء" واعتبرتها بمثابة "دعوة مفتوحة" للإرهابيين والمعارضة في سوريا للقيام باستفزازات من شأنها زعزعة التهدئة، كما دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، نظيره الأمريكي في مكالمة هاتفية أمس لعدم وضع واشنطن العراقيل أمام الجيش السوري الذي يطارد الإرهابيين داخل سوريا.
برلين - اندلاع حرب كبرى في منطقة الشرق الأوسط أصبح محتملاً بشكل كبير في ظل تصعيد كل الأطراف في جبهات متعددة. فالوضع في سوريا ومنطقة الخليج العربي ينذر بالتصاعد إلى صراع إقليمي وربما حتى عالمي، حسب تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
خطوات التصعيد
وتصاعدت التوترات بشكل كبير بين الولايات المتحدة وروسيا في أعقاب إسقاط طائرة حربية سورية من قبل القوات البحرية الأميركية في 18 من يونيو/حزيران.
ورداً على ذلك، أصدرت وزارة الدفاع الروسية بياناً حذَّرت فيه من أنَّها ستتعقب مقاتلات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، والطائرات بدون طيارٍ التابعة له التي تجدها روسيا عاملةً غرب نهر الفرات كأهداف. كما علَّق الروس فجأةً خطاً ساخناً كانوا قد فتحوه مع واشنطن يهدف إلى تجنب الصدامات بين القوات الروسية والأميركية العاملة في سوريا، لكن المسؤولين الأميركيين ادعوا أنَّ الخط الساخن لا يزال قيد الاستخدام.
وفي التاسع عشر من يونيو/حزيران 2017، اعترضت مقاتلةٌ روسية طائرة استطلاعٍ أميركية فوق بحر البلطيق. ووفقاً لمسؤولين أميركيين في القيادة الأوروبية الأميركية، كانت المقاتلتان على بُعد بضعة أقدام فقط في بعض الأحيان.
وقبل ذلك بيوم، 20 من يونيو/حزيران 2017، أسقطت مقاتلة أميركية طائرة بدون طيار إيرانية الصنع فوق سوريا.
وفي حادثةٍ أخرى ربما أكثر خطورة وقعت في الحادي والعشرين من يونيو/حزيران، اقتربت مقاتلةٌ تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) من طائرةٍ روسية فوق بحر البلطيق، وكان على متنها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وظهرت مقاتلة روسية مرافقة من طراز سو-27 ورفعت أجنحتها لإظهار أسلحتها، ثُمَّ طارت مقاتلة الناتو المتطفلة بعيداً.
وفي حادثةٍ أخرى، وبحسب الجيش الإسرائيلي، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي في 26 يونيو/حزيران 2017 مواقع مدفعية تابعة للقوات الحكومية السورية بعدما سقطت 10 قذائف في الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل في مرتفعات الجولان.
وفي حين لم تؤكِّد أي جهة مستقلة حتى الآن صحة الادعاء الإسرائيلي، تجب الإشارة إلى أن الحادث وقع بعد يومٍ واحد من تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنَّ إسرائيل لن تسمح لإيران بأن تتواجد بشكل دائم في الجولان. ويتعين انتظار ما إذا كانت هذه الخطوة ستثير رداً من مؤيدي الأسد، ما سيسمح لإسرائيل بفتح جبهةٍ شرقية ضد الرئيس السوري.
ومما قد يثير القلق أنه منذ عام 2013، تكهّن دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة ستدخل في مواجهة مع إيران، وآنذاك، كان ترامب مجرد رجل غني يُقحم نفسه في الأمور السياسية ويوجه انتقادات لاذعة لوزير الخارجية جون كيري على قناة "فوكس نيوز". لكن في وقت لاحق، كمرشح رئاسي ثم كرئيس، كان خطابه وسياساته المعادية لطهران لافتة للانتباه حسب تقرير لمجلة Vice الكندية.
حرب الكلمات
وفي أعقاب التطورات الأخيرة في العلاقات الأميركية الإيرانية، زاد إسقاط الطائرة الحربية السورية والطائرة بدون طيار الإيرانية التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بشكلٍ حاد، وهو التوتُّر الذي من المحتمل أن يتصعّد إلى صراع أوسع نطاقاً.
ففي البداية، دعا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في 14 يونيو/حزيران 2017 إلى تغيير النظام في إيران. وقال أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إنَّ إيران تزعزع استقرار المنطقة، ووعد بدعم الولايات المتحدة لـ"تلك العناصر داخل الجمهورية الإسلامية التي قد تُحدث انتقالاً حكومياً سلمياً".
ورداً على ذلك، انتقد قائد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، في خطاب ناري الحكومة الأميركية قائلاً: "الحكام الأميركيون لا يعرفون الدولة الإيرانية. إنَّ قادة البيت الأبيض الجدد يشبهون الشباب الهمجيين الذي يرعبون الناس بالتلويح بسكاكينهم حتى يلكمهم شخص ما بقبضته في الفم ويضعهم في مكانهم الصحيح".
وقال خامنئي، في إشارة إلى بيان تريلسون: "يقولون: نريد تغيير نظام الجمهورية الإسلامية.. في أيّ زمنٍ لم تكن هذه هي إرادتكم؟ دوماً ما أردتم، ودوماً ما ارتطمتم بالجدار، ودوماً ما مُرّغ أنفكم بالتراب، وسيكون هذا هو حالكم بعد اليوم أيضاً".
وتوجد أيضاً جبهة قتال جديدة بين وكلاء روسيا وإيران في سوريا من جهة، والولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها من جهةٍ أخرى للسيطرة على جنوب شرقي سوريا، وهي المنطقة القريبة من الحدود العراقية حيث يمر الطريق السريع بين دمشق وبغداد. وبالنسبة لإيران، يُعَد هذا الطريق ذا أهمية استراتيجية لأنَّه يربط سوريا بالعراق ثُمَّ إيران في الشرق. وستمكِّن السيطرة على ذلك الطريق طهران من الاتصال بحليفها الرئيسي في المنطقة حزب الله اللبناني عبر سوريا.
وكما أوضحت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، يعتزم الأميركيون السيطرة على شرق سوريا لأنَّه بعد هزيمة داعش سيكون "ما يوجد على المحك حقاً قضايا أكثر أهمية. فهل ستعيد الحكومة السورية السيطرة على البلاد وصولاً لحدودها الشرقية؟ وهل ستبقى الصحراء المتاخمة للحدود السورية العراقية غير خاضعة لأحد وتحت سيطرة المسلحين؟ وإن لم يكن ذلك، من سيبسط هيمنته هناك – قوات متحالفة مع إيران، أم روسيا، أم الولايات المتحدة؟ وأي الفصائل السورية ستحظى بأكبر قدر من التأثير؟".
لماذا تزايدت احتمالات الحرب؟
وتشير الصحيفة إلى أنَّه "مع وجود كل تلك القوى على مسارٍ تصدامي، فإنَّ التصعيدات الأخيرة قد أثارت مخاوف من مواجهةٍ مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، أو حتى روسيا".
ويُمثِّل هذا الوضع وصفةً للحرب. فقد قال دوغلاس لوت، الجنرال المتقاعد الحاصل على ثلاث نجوم، وممثل الولايات المتحدة في الناتو حتى يناير/كانون الثاني: "في أي وقت يكون لدينا عدة قوات مسلحة تعمل في نفس ساحة المعركة بدون عمليات لتخفيف التصعيد، يكون هناك مجازفة خطيرة بأن تخرج الأمور عن السيطرة.. إذ يمكن أن يُساء فهم الأعمال التكتيكية على الأرض أو في الجو فوق سوريا ويؤدي ذلك إلى سوء تقدير". وكما يقول أحد خبراء العلاقات الدولية: "يمكن أن تندلع الحرب دون سوء فهم، ولكن نادراً ما يحدث ذلك".
حديث ولي العهد السعودي عن الحرب
ما يجعل الوضع أكثر سوءاً هو العداء غير المسبوق بين إيران والسعودية. ففي 7 يونيو/حزيران 2017، شنَّ تنظيم داعش هجمات على البرلمان الإيراني وضريح المرشد الأعلى الإيراني السابق آية الله روح الله الخميني، بعد تهديداتٍ صريحة من الأمير السعودي محمد بن سلمان في أوائل مايو/أيار 2017.
وقال بن سلمان: "لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل نعمل على أن تكون المعركة لديهم في إيران". ولم يكن لدى مسؤولي الحكومة الإيرانية، بداية من القائد حتى أصغر مسؤول، من شكٍ في أنَّ السعوديين يقفون وراء الهجمات الإرهابية الأخيرة.
ويعد محمد بن سلمان مهندس السياسة الخارجية السعودية الجديدة العدائية صراحةً تجاه طهران. ففي 21 يونيو/حزيران، جرى تعيينه ولياً جديداً للعهد في السعودية، ما يجعله الوريث المقبل للعرش. والسياسي المبتدئ، الذي سيحتفل بعيد ميلاده الـ32 في أغسطس/آب 2017، هو المسؤول عن السياسة الخارجية للمملكة، وسيحافظ على منصبه كوزيرٍ للدفاع، كما سيشرف على الإصلاحات الاقتصادية السعودية بما في ذلك قطاع البترول.
وفي حين أشاد الإسرائيليون بهذا التعيين باعتباره "أخباراً جيدة لإسرائيل والولايات المتحدة"، وصفه السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دانيال شابيرو بأنَّه "خطيرٌ" بالنسبة لإيران. ويجعل تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد إمكانية نشوب نزاعٍ إيراني - سعودي أكثر احتمالاً.
ومن الأمثلة الصارخة التي تعطي للعالم الخارجي لمحة عن السياسة الخارجية الخطيرة للحاكم الفعلي الجديد للسعودية، قائمةٌ من الشروط التي قُدِّمت لقطر في 23 يوليو/تموز 2017 من أجل رفع العقوبات المفروضة عليها من المعسكر الذي تقوده السعودية.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فإنَّ القائمة تنص على 13 شرطاً، بما في ذلك إغلاق شبكة الجزيرة المُموَّلة قطرياً، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية، وتقليص كل العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
وأكَّد العديد من المراقبين أنَّ فرض قيود على العلاقات مع إيران شرطٌ محوري في القائمة. وتنتهك المطالب المبادئ الدولية تماماً، وأولاً وقبل كل شيء مبدأ سيادة الدول. ولم تُفرَض مطالب من هذا النوع حتى على الديكتاتور العراقي صدام حسين بعد هزيمة العراق في حرب الخليج 1991.
وعد ترامب المنسي
إزاء هذه الظروف المحفوفة بالمخاطر، لا يُظهِر أي طرفٍ أي نيةٍ لتخفيف التصعيد، خصوصاً القوتين العظميين النوويتين. ففي أثناء حملة دونالد ترامب الانتخابية، أعطى المرشح الجمهوري أملاً بأنَّ الولايات المتحدة ستسعى إلى التعاون مع موسكو بخصوص القضايا الدولية.
وأَمَلَ الكثيرون في تكوين تحالفٍ بين القوتين لاستئصال داعش في سوريا ووضع حدٍ للكارثة الإنسانية المستمرة في البلاد. ونتيجةً لذلك التعاون الأميركي – الروسي، كان يؤمل أن تتوقف تلك الحالة الهوبزية (نسبةً للمفكر الإنكليزي توماس هوبز) من "حرب الكل ضد الكل" في سوريا، وأن يتوافق المتنافسان الإقليميان الرئيسيان، إيران والسعودية.
وفي أول مؤتمرٍ صحفي له بعد انتخابه، قال ترامب مِراراً إنَّه سيكون من "الإيجابي"، و"الجيد"، بل و"العظيم" حتى إذا "كان بمقدورنا التوافق مع روسيا".
وفي ظل غياب التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، وفي ظل بيئةٍ عدائية بين القوتين، قد ينفجر الشرق الأوسط إلى جحيمٍ مستعر نتيجةً لحربٍ واسعة التأثير.
هاف بوست
دمشق - أعلنت الصفحة الرسمية للرئاسة السورية على "تلغرام" أن بشار الأسد زار قاعدة حميميم الجوية الروسية في غرب سوريا، الثلاثاء، في أول زيارة يقوم بها للقاعدة، التي تنطلق منها الطائرات الروسية التي تدعم قوات حكومة دمشق.
وأظهرت صور نشرت على حسابات موالية للحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي الأسد يجلس في قمرة قيادة طائرة حربية روسية في القاعدة التي تقع قرب اللاذقية.
المزيد من المقالات...
- الشعوب العربية الاكثر تعميرا
- اقوى حاملات الطائرات
- الدول العربية التي ظهر فيها الهلال
- السفن الروسية في المتوسط تضرب داعش في سوريا بصواريخ كاليبر
- الهمج يدمرون الحضاره
- الجيش السوري ينفذ عملية عسكرية واسعة في درعا ويتقدم نحو الحدود الأردنية
- ماكرون: لا أرى بديلا شرعيا للأسد في سوريا
- اتفاقية المناخ باريس
- هل تندلع حرب بين اميركا وايران
- الروس اسقاط الطائرة السورية دعما للارهاب
الصفحة 79 من 98