لندن- ضرب اعتداء جديد ليل السبت الأحد، وسط لندن حيث قام ثلاثة مهاجمين على متن شاحنة صغيرة بدهس حشد على جسر لندن بريدج ثم هاجموا مارة بالسكاكين موقعين ستة قتلى، قبل ان تقتلهم الشرطة.
ونقل أكثر من خمسين شخصا الى خمسة مستشفيات في العاصمة البريطانية، كما ذكرت أجهزة الاسعاف التي اوضحت انها عالجت عددا من المصابين بجروح اقل خطورة في المكان.
وقالت الشرطة انها تتعامل مع هذه الهجمات التي تأتي قبل خمسة ايام فقط من الانتخابات التشريعية في بريطانيا، على انها "اعتداءات ارهابية". وهو ثالث اعتداء تشهده بريطانيا في اقل من ثلاثة اشهر.
وعلى الإثر أعلن المحافظون تعليق حملتهم الانتخابية.
وقع الهجوم الذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه حتى صباح الاحد، بعد دقائق من انتهاء المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا في كرة القدم، التي تجمع عدد كبير من المشاهدين لمتابعتها على شاشات كبيرة في حانات الحي.
وقالت الشرطة في بيان انها تلقت اتصالا عند الساعة 22,08 (21,08 ت غ) على اثر شهادات تحدثت عن مركبة دهست حشدا على الجسر. وتوجهت الشاحنة الصغيرة بعد ذلك الى حي بورو ماركيت. واضافت ان المهاجمين تركوا الآلية هناك وقاموا بطعن عدد من الاشخاص بينهم ضابط في شرطة النقل اصيب بجروح خطيرة.
وتابعت الشرطة في بيانها ان عناصرها "ردوا بسرعة متصدين بشجاعة لهؤلاء الافراد الثلاثة الذين قتلوا في بورو ماركيت" الحي المجاور للندن بريدج حيث قام المهاجمون بصدم حشد بشاحنة صغيرة، مؤكدة ان المهاجمين قتلوا في الدقائق الثماني التي تلت اول اتصال تلقته الشرطة.
وأوضحت ان "المشتبه بهم كانوا يرتدون ما يشبه سترات ناسفة، تبين انها مزيفة"، داعية الى تجنب التوجه الى الاحياء التي جرى فيها الهجوم للسماح لرجال الانقاذ بالقيام بعملهم.
كما اعلنت عن زيادة عديد افرادها في لندن في الايام المقبلة، بينما ستشهد بريطانيا في الثامن من حزيران/يونيو انتخابات تشريعية. وذكرت مصادر رسمية ان جسر لندن بريدج سيبقى مغلقا ليلا بينما تم تطويق ثلاثة مستشفيات في وسط لندن.
عاش الموقعان السياحيان في قلب لندن كابوسا ليل السبت الاحد، إذ اغلقت محطات مترو الأنفاق والشوارع المحيطة فاضطر الناس للبقاء في المطاعم والحانات، بينما كانت تسمع صفارات سيارات الشرطة المسرعة.
وقال الساندرو وهو شاهد عيان، لشبكة بي بي سي "رأيت شاحنة صغيرة تتحرك بسرعة يمينا ويسارا لتصدم اكبر عدد من الناس، وكان الناس يحاولون الهرب منها".
اما دي (26 عاما) التي تقيم في لندن، فاكدت انه "هجوم ارهابي أنا أكيدة من ذلك. رأيت شاحنة صغيرة تصدم الحشد على لندن بريدج ثم رجلا يشهر سكينا وهو يتوجه الى حانة".
من جهته، قال جيرار للبي بي سي "كانوا يطعنون الجميع وهم يهتفون +هذا باسم الله+"، مؤكدا انه شاهد امرأة تسقط. واكد ايريك وهو شاهد آخر تحدث عن "مجزرة"، انه سمع هذا الهتاف ايضا.
وفي واشنطن، اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اكد لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "الدعم الكامل" للولايات المتحدة بعد "الاعتداء الارهابي الوحشي"، وذلك في اتصال هاتفي جرى ليل السبت الاحد.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأحد ان فرنسا تقف "أكثر من أي وقت مضى الى جانب بريطانيا". وقال ماكرون في تغريدة "في مواجهة هذه المأساة الجديدة، تقف فرنسا اليوم اكثر من اي وقت مضى الى جنب بريطانيا. أفكر في الضحايا وأقاربهم".
وأكد المستشارة الألمانية انغيلا ميركل وقوف المانيا "بثبات" الى جانب بريطانيا.
اكد رئيس بلدية لندن صادق خان انه "ليس هناك اي مبرر ممكن لمثل هذه الاعمال الوحشية". اما زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن، فقد قال انه "يفكر في الضحايا وعائلاتهم".
وقال خان انه سيشارك صباح الأحد في اجتماع طارىء للحكومة لمناقشة الاعتداء.
وهذا الاعتداء هو الثالث الذي تشهده بريطانيا في ثلاثة أشهر. ففي 22 آذار/مارس الماضي قام رجل بدهس مارة على جسر وستمنستر فقتل اربعة اشخاص. وقتل المهاجم خالد مسعود.
بعد شهرين وقع اعتداء اسفر عن سقوط 22 قتيلا واكثر من مئة جريح عندما فجر بريطاني من اصل ليبي نفسه في مانشستر في نهاية حفلة غنائية للمغنية اريانا غراندي.-(أ ف ب)
المفرق - قالت مصادر موثوقة ان فصائل المعارضة السورية تصدت لرتل عسكري تابع للمليشيات الشيعية المدعومة من إيران على اوتستراد دمشق درعا ومنعته من التقدم.
وتوقعت هذه المصادر عملية عسكرية مرتقبة في الجنوب السوري بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة التي تسيطر على مناطق في الجنوب.
وقالت ذات المصادر إن طيران التحالف الدولي قام بإلقاء مناشير تحذيرية قبل أيام على عناصر الميليشيات الشيعية عند نقطة مقهى الشحمي الواقعة على طريق دمشق بغداد في الجنوب السوري، بعد تقدم للمليشيات لمسافة 55 كيلومترا من قاعدة التنف العسكرية.
وأشارت إلى أن المناشير التحذيرية تضمنت تحذيرا لعناصر المليشيات الشيعية ودعوتهم للعودة إلى نقطة منطقة ظاظا، وإخلاء المناطق القريبة من الحدود الإدارية لمعبر التنف.
ويذكر أن جيشي مغاوير الثورة وأسود الشرقية التابعان للجيش الحر يقومان بحماية البادية السورية والجنوب السوري ومنع المليشيات الشيعية من الاقتراب من معبر التنف والحدود الإدارية التابعة له، ومتابعة تحركاتها في مناطق البادية السورية بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي.
وأكدت المصادر أن "التعزيزات العسكرية في منطقة التنف بالشرق السوري من قبل فصائل المعارضة السورية التابعة للجيش الحر، تمكنت حتى الآن من منع الميليشيات الشيعية من الاقتراب من المعبر، والتصدى لأي أرتال عسكرية مدعومة من إيران، والتي تتمركز على طريق دمشق بغداد السريع، حيث يتم مهاجمتها بشكل عكسي بالتنسيق مع قوات مغاوير الثورة وطيران التحالف الدولي.- الصوره من الارشيف
كابول- أدى انفجار قوي وقع صباح اليوم الأربعاء في الحي الدبلوماسي من كابول إلى وقوع ما لا يقل عن 40 ضحية بين قتيل وجريح، على ما أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية.
وقال المتحدث نجيب دانيش "هناك أربعون قتيلا وجريحا" بدون أن يكون بوسعه إعطاء المزيد من التفاصيل في الوقت الحاضر. وافاد متحدث باسم وزارة الصحة أن أكثر من ستين جريحا معظمهم من المدنيين نقلوا إلى مستشفيات كابول مضيفا "لا نعرف عدد القتلى بعد". وكان دانيش ذكر ان "سيارة مفخخة انفجرت (...) عند الساعة 08,25 (03,55 ت غ)"، بدون ان يضيف اي تفاصيل عن هدف الاعتداء.ويضم الحي الدبلوماسي في كابول عددا من السفارات الاجنبية.وارتفع عمود من الدخان الكثيف في السماء لكن لم يعرف الموقع الدقيق للانفجار.
وشاهد مصور من وكالة الصحافة الفرنسية اضرارا جسيمة بالقرب من مكان الانفجار واشخاصا ممدين ارضا، ما يوحي بحصيلة كبيرة للضحايا.وهز الانفجار بقوته جزءا كبيرا من المدينة وادى الى تحطم زجاج نوافذ والى حالة هلع بين السكان. وذكر مراسل للوكالة ان نساء ورجالا كانوا يحاولون عبور نقاط التفتيش للبحث عن اقرباء لهم.وقالت وزيرة الخارجية الهندية شوشما سواراج في تغريدة ان "طاقم السفارة الهندية سالم بعد الانفجار في كابول.ولم تتبن اي مجموعة الهجوم لكن الانفجار يأتي بعيد بدء "هجوم الربيع" الذي تشنه حركة طالبان سنويا.-(أ ف ب)
عمان- مع اقتراب انتهاء مهلة دولية للإعداد لإقامة مناطق لوقف إطلاق النار في سورية، اكدت مصادر رسمية اردنية وجود مفاوضات اميركية روسية جرت في عمان اخيرا، ويتوقع استئنافها قريبا، تستهدف إقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري، المحادد للمملكة.
وشددت على دعم الأردن لكل الجهود الدولية والاقليمية “التي تضمن حماية حدودنا وتضمن مصالحنا”. وبينت أن “الأردن منخرط في المباحثات مع روسيا والولايات المتحدة ومختلف الاطراف لتحديد طبيعة المنطقة الامنة في الجنوب السوري وتشكيلة القوات التي ستتواجد فيها وتحرسها وتضمن وقف اطلاق النار فيها”.
وكانت انباء صحفية اشارت امس إلى استئناف مسؤولين أميركيين وروس في عمان بعد أيام، محادثات عسكرية ودبلوماسية لإقامة “منطقة آمنة” جنوب سورية.
وقالت المصادر الرسمية لـ”الغد” ان الأردن “ينسق” مع كل الاطراف الدولية والاقليمية للوصول الى مرحلة وقف اطلاق النار في سورية، بما فيها الجنوب السوري، المحادد للمملكة. وأوضحت ان “وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، وان يبقى هذا الجنوب هادئا ومستقرا، هو مصلحة أردنية”.
وشددت المصادر على ان الاردن “منفتح على كل الاطراف”، وهو “يقوم بكل الخطوات والإجراءات المناسبة لحماية أمننا وحدودنا ضد أي اخطار يمكن ان تأتي من الجنوب السوري”، وبما يتضمن “دعم إقامة مناطق آمنة”.
وأكدت المصادر وجود المفاوضات الروسية الأميركية في عمان، وان الأردن مطلع عليها، وينسق مع الطرفين كما مع كل الاطراف المعنية، لضمان الوصول الى حماية الحدود الاردنية واستقرارها.
وجددت المصادر التأكيد على ان الاردن يقبل بوجود أية قوات على حدوده، باستثناء قوات من عصابة “داعش” او من الميليشيات الطائفية”، في اشارة الى ميليشيات محسوبة على إيران وتقاتل في سورية.
وحرصت المصادر على التاكيد مجددا على موقف الاردن الداعي لحل سياسي للأزمة السورية بما يضمن “وحدة الاراضي السورية واستقلالها واستقرارها”.
يشار الى ان الرابع من حزيران “يونيو” القادم، هو موعد انتهاء المهلة التي تعهدت فيها روسيا وايران وتركيا، في محادثات استانا الخاصة بالازمة السورية، لتقديم تصورات وبرامج تفصيلية لتأمين اربع مناطق آمنة ويسري فيها وقف إطلاق النار، في سورية، بينها واحدة في الجنوب السوري.
في الأثناء، لم تعلق مصادر دبلوماسية غربية في عمان على المحادثات الروسية الأميركية في عمان، وقالت لـ”الغد”، إن “هذه المعلومات ليست من النمط الذي يصل إلى المواقع الدبلوماسية أو الإعلامية”، مشيرة إلى أن نتائج اجتماعات “استانا” المتعلقة بموضوع الممرات الآمنة “لم تعلن بعد”.
وكانت اخبار صحفية تحدثت امس عن ان المباحثات الروسية الاميركية تاتي “في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن حماية فصائل “الجيش الحر” في التنف قرب حدود العراق، ودعم “قوات سورية الديمقراطية” لتحرير الرقة من “داعش”، وذلك ضمن تحرك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاختراق “الهلال الإيراني” في سورية”.
ونقلت تلك الانباء عن مسؤولين غربيين بأن “الغارات الأميركية على “ميليشيا إيرانية” موالية لدمشق قبل أيام، كانت لمنعها من التقدم إلى معسكر التنف، الذي يقيم فيه مقاتلون معارضون ومدربون أميركيون وبريطانيون ونرويجيون، “وهي المرة الأولى التي يدافع فيها الجيش الأميركي عن مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة”.
وأشارت إلى أن “المسؤولين الروس الذين كانوا يتفاوضون وقتذاك مع نظرائهم الأميركيين في عمان حول “المنطقة الآمنة” لم ينسحبوا من الاجتماع، رغم القصف الأميركي قرب التنف”.
وبحسب المسؤولين “ستتناول المحادثات المقبلة مساحة “المنطقة الآمنة” والمجلس المحلي والمراقبين والمساعدات الإنسانية، إضافة إلى اشتراط واشنطن رفض أي وجود لميليشيا إيران في المنطقة الممتدة من القنيطرة في الجولان إلى درعا وريف السويداء، وصولًا إلى التنف، مع احتمال قبول وجود رمزي لدمشق على معبر نصيب مع الأردن”.
عمان- أخطار أمنية متداخلة ومتشابكة يفرضها تواصل الأزمة السورية على الحدود الأردنية الشمالية، وتفرض بتحدياتها على المملكة أعباء أمنية واقتصادية واستراتيجية كبيرة، لصد تلك الأخطار، أو التقليل من آثارها السلبية.
استقراء خريطة التهديدات والتحديات الأمنية التي يشكلها اشتعال الأرض السورية بالحرب، وتنازعها بين عشرات ومئات التنظيمات المسلحة والتشكيلات العسكرية النظامية التي تعود لعدة دول، يؤشر أساسا إلى وجود "ثلاثة أخطار" مباشرة يواجهها الأردن عند حدوده الشمالية مع سورية، أبرزها تنظيم "داعش" وجبهة النصرة الارهابيين وحلفائهما من جهة، تليها قوات "الجبهة الجنوبية"، ثم المليشيات الشيعية وتلك المقربة من إيران.
وتتوزع تلك التنظيمات المتطرفة والفصائل المسلحة على الشريط الحدودي بين الأردن وسورية، والممتد لمسافة 375 كيلو مترا، ما يزيد من حجم الأعباء على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في التعامل مع الأخطار المحتملة.
ويبين الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد الدكتور فايز الدويري، أن هذه الفصائل المسلحة داخل الأراضي السورية تمتد ابتداء من الحدود الأردنية السورية الفلسطينية التاريخية، وحتى نقطة لقاء الحدود الأردنية السورية العراقية.
وأشار الدويري لـ"الغد"، إلى أن الشريط الحدودي أصبح "عبارة عن نقطة فراغ بعد انسحاب قوات الجيش السوري، بحسب المفهوم العسكري، ما شكل عبئا إضافيا على القوات المسلحة الأردنية التي باتت مسؤولة عن حماية الحدود بين الطرفين".
التهديدات والتحديات للأمن الوطني الأردني، على هذه الحدود بدأت بعد اندلاع الأزمة السورية في آذار (مارس)2011، وتفاقم الخطر وتعقد بعد اضطرار الجيش السوري لترك مهامه في حماية حدود بلاده مع انشغاله بالحرب الأهلية، ليتولى حرس الحدود الأردني تلك المهام ومضاعفة جهوده لحماية أمنه الوطني.
الدويري يقسم الحدود الأردنية السورية إلى أجزاء عدة؛ هي منطقة "حوض اليرموك" الواقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش"، إلى جانب المنطقة الممتدة من ريف درعا من الجنوب الغربي حتى الشرق من تلال الرفاعيات، وتوجد فيها قوات "الجبهة الجنوبية" التي تضم عشرات الفصائل الصغيرة، إضافة الى جبهة النصرة التي يطلق عليها حاليا (هيئة تحرير الشام)، إضافة إلى وجود جماعات شيعية في المناطق غير المسيطر عليها من قبل المعارضة المسلحة، فضلا عن خطر المليشيات الشيعية.
ويشير إلى منطقة البادية، التي تمتد من نهاية المنطقة الثانية حتى الحدود الأردنية السورية العراقية، الموصوفة بـ"الرمادية"، وتتواجد فيها مجموعة من الفصائل المسلحة ذات الامتدادات العشائرية، مثل (جيش مغاوير الثورة، أسود الشرقية، أحرار العشائرية، جيش سورية الجديد وقوات أحمد العبده)، وهي مجموعة قريبة من الأردن وقوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.
وقال: "بالرغم من أن منطقة البادية تتواجد بها فصائل مسلحة قريبة من الأردن، إلا أنها تشكل أيضا خطرا استراتيجيا على المملكة".
ويتساءل الدويري: "ماذا بعد الرقة؟ أين سيذهب تنظيم داعش؟" ويرى ان "داعش" لن يكون أمامه سوى ثلاثة خيارات "إما الاحتفاظ بوادي الفرات الذي يمتد من دير الزور مرورا بالميادين والبوكمال وانتهاء بمنطقتي (بعانا وراوا) في العراق، أو أن يذوب في صحراء الأنبار ويركز وجوده في وادي حوران والرطبة، وبالتالي يعتمد استراتيجية (سمكة الصحراء) في تنفيذ عملياته القتالية المستقبلية، أو أن يتجه نحو بادية الشام الجنوبية".
جيش خالد بن الوليد التابع لداعش، يبعد مسافة كيلو متر واحد عن الحدود الأردنية، فيما تبعد تنظيمات إسلامية والجيش الحر، والميليشيات الشيعية التابعة لإيران 70 كيلو مترا، "وقد تصبح داعش بعد عملية الرقة أكثر قربا من حدودنا" بحسب تقديرات الدويري.
ووفق الدويري، فإن "تداعيات الثورة السورية، خاصة بعد النصف الثاني من 2012، أفرزت ما يطلق عليه "الجيش الحر"، الذي كان له حضور قوي في ريفي درعا والقنيطرة، بعد أن حقق انتصارات على قوات الجيش السوري، ليدخل بعدها تنظيم جبهة النصرة الذي بايع زعيمه أبو محمد الجولاني، زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ما دفع كثيرا من دول العالم لوضع هذا التنظيم على قائمة المنظمات الإرهابية.
ويشرح "أثناء تلك الفترة، جرى تنسيق بين الجيش الحر وجبهة النصرة، وتم تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة ضد الجيش السوري، ومن أبرز تلك العمليات ما عرف بعملية مثلث الموت، التي وقعت أحداثها في منطقة تمثل حلقة الوصل بين ريفي درعا والقنيطرة، ويوجد فيها عدة تلال، منها تل مسحرة، وتل المال، وتل الحرة، وفي الوقت ذاته ظهرت في تلك المناطق مجموعة من التنظيمات الإسلامية المعتدلة، مثل أحرار الشام، وفيلق الرحمن وجيش الإسلام، ثم ظهر تنظيم داعش الإرهابي الذي خلط الأوراق في المنطقة".
وبين أنه "نتج عن ظهور داعش، تآكل الجيش الحر في الثورة السورية، مقابل زيادة قوة الفصائل الإسلامية، ومنها جيش خالد بن الوليد، وحركة المثنى في حوض اليرموك اللذان بايعا تنظيم داعش، وبالتالي أصبحت هذه الفصائل الموجودة في حوض اليرموك تشكل شوكة في خاصرة الأمن الأردني، وذلك لأهمية موقعها الجغرافي الذي تسيطر عليه، وقربه من الحدود الأردنية".
وقال: "إيران لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء مصالحها الاستراتيجية في سورية، فسعت لإثبات وجودها في منطقة جنوب دمشق، في ريفي درعا والقنيطرة، من خلال إرسال عناصر من الحرس الثوري، وفيلق القدس، وحزب الله اللبناني، وميليشيات عراقية، والتي يتركز قسم منها في ريف دمشق الجنوبي، وفي ريف درعا الشرقي، وريف القنيطرة".
وأوضح أنه "رغم إخراج عناصر تنظيم داعش من إدلب وحماه، إلا أنه في صيف 2014 تمكن التنظيم من التمدد وأصبح يشكل خطورة أكثر على الأمن الأردني".
أما على صعيد منطقة البادية السورية الجنوبية، فيرى الدويري، أنها "منطقة رمادية"، مشيرا إلى أنها "تتميز بأمرين، أولهما شبه الفراغ السكاني، وثانيهما غياب السيطرة العسكرية الفعلية، ما يسمح لأي قوات بسهولة الحركة في تلك المنطقة".
وعن "الخطر" الذي يواجهه الأردن من الوجود والنفوذ الايراني في الازمة السورية، يرى الدويري أن "التحضير الأميركي الفاعل بعملية الرقة، أدى إلى إنهاء المشروع الإيراني (الحلم) بإنشاء طريق الحرير الذي يبدأ من "قم" إلى بغداد، ثم إلى جنوب الموصل وجنوب تل عفر، وجنوب جبل سنجار، ثم مدينة الحسكة وحلب ثم اللاذقية وطرطوس".
وهو يرى انه "كان لا بد لإيران أن تجد البديل، للإبقاء على الشريان الحيوي لإمداد حزب الله والقوات التابعة لها والجيش السوري، فلم يتبق لها حاليا سوى طريق بغداد- التنف- دمشق".
ويشير الى انه "بناء على ذلك، أرسلت إيران بعض المليشيات، مثل كتائب "سيد الشهداء"، وكتائب "الإمام علي شرقا"، والتي وصلت إلى منطقة "السبع أبار" التي تبعد عن دمشق مسافة 120 كيلو مترا، وعندما لم يتم التعامل معها أو إعاقتها عسكريا من قبل قوات التحالف، قامت بالخطوة الثانية وهي الحركة لمسافة 60 كيلو متر شرقا، ما دفع الطائرات الأميركية للتدخل وتدمير بعض المعدات العسكرية لتلك الكتائب".
ويضيف الدويري أن القوات الأميركية "لم تكتف بذلك، بل فرضت حدودا إدارية حول التنف تمتد من مركزه إلى 40 كيلو مترا غربا، واعتبرتها منطقة خاضعة للفصائل المتحالفة معها، كما لم تسمح لإيران والفصائل المتحالفة معها بالتواجد فيها".
ويشير الدويري إلى أن "الخطورة تتمثل الآن بوجود ميليشيات تابعة لايران تبعد 70 كيلو مترا عن الحدود الأردنية في منطقة "السبع آبار"، وهي خارج السيطرة وتقع في المنطقة الرمادية، ما يسمح لتلك المليشيات بالتسلل للحدود الاردنية".
وأضاف: "هذه التحديات والتهديدات التي تواجه الأردن وتشكل خطرا على أمنه الوطني، تعني أنه لا بد من وجود تهديدات داخلية، كالخلايا النائمة التابعة لتنظيمات سنية أو شيعية متطرفة، أو ذئاب منفردة تتبع تلك التنظيمات".
وتابع: "كما توجد تهديدات خارجية، من قبل الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، والتي تحاول اجتياز الحدود الأردنية أو الإخلال بأمن المناطق الحدودية المأهولة كما حدث في الركبان"، لافتا إلى أنه "لهذا برز مفهوم "الدفاع بالعمق"، الذي أشار إليه جلالة الملك عبدالله الثاني، والذي يعني أنه على القوات المسلحة الأردنية أن تتدخل من خلال تنفيذ عمليات تحت مبدأ "المخاطرة المحسوبة"، بالتعامل مع أي هدف تشير المعلومات الاستخبارية إلى أنه يشكل خطرا على الأمن الوطني الأردني".
ويقترح الدويري حلولا عسكرية في مواجهة تنظيم داعش (جيش خالد بن الوليد) القريب من الحدود الشمالية الأردنية، وذلك "باستخدام طائرات سلاح الجو بأنواعها المقاتلة، أو الطائرات العامودية المسلحة، أو طائرات الدرون-أي بدون طيار- أو باستخدام النيران المسددة بعيدة المدى، أو العمليات الخاصة".
ولا يرى الدويري أي مصلحة أردنية بإرسال قوات أرضية تقاتل في الداخل السوري "بسبب التداعيات السلبية التي قد تنتج عن ذلك التدخل"، ويقول "يمكن الاستعاضة عن تلك القوات بإعادة بناء وتأهيل الجماعات السورية المسلحة القريبة من الأردن لتتولى تلك المهام".- الغد
القاهره - قالت وزارة الصحة المصرية إن 26 شخصا قتلوا وأصيب 23 آخرون ظهر اليوم الجمعة، بعدما فتح مسلحون النار على حافلة تقل أقباطا جنوبي القاهرة.
وقالت وسائل إعلام مصرية إن 10 مسلحين يرتدون زيا عسكريا استهدفوا الحافلة في محافظة المنيا جنوبي مصر أثناء توجهها إلى دير الأنبا صموئيل غربي المحافظة، وأن قوات الأمن شرعت في تمشيط المنطقة ومطاردة المهاجمين.
وبحسب ما توفر من معلومات فإن المهاجمين كانوا يستقلون 3 سيارات دفع رباعي واستخدموا الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في الهجوم على الحافلة التي كانت في رحلة دينية وكانت تستقل الطريق الصحراوي الرابط بين محافظتي بني سويف والمنيا جنوبي البلاد.
ويأتي الهجوم بعد شهر ونصف الشهر على اعتداءات ضد كنيستين قبطيتين أوقعت 45 قتيلا وتبناها تنظيم داعش الإرهابي.
الرياض- اختتم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أعمال القمة الإسلامية الأميركية في الرياض، الأحد، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يقوم بزيارة تاريخية للمملكة العربية السعودية، وذلك بمشاركة 55 دولة عربية وإسلامية.
وتحدث عدد من زعماء العالم الإسلامي في القمة التاريخية حيث قال جلالة الملك عبد الله : إن الإرهابيين يستخدمون هوية دينية خاطئة في محاولة للتأثير وإن المجموعات الإرهابية خارجة عن الإسلام ولا تمثل المسلمين أو العرب".
وأضاف جلالته أن المجتمع الدولي له مصلحة مباشرة في تحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط.
فيما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بضرورة مواجهة كل الجماعات الإرهابية دون تمييز معتبرا أن الإرهاب بات يمثل تهديدا كبيرا لشعوب العالم. وأضاف السيسي أن اجتماعنا اليوم يحمل قيمة رمزية كبيرة.
وقال السيسي إن المعركة ضد الإرهاب هي معركة فكرية بامتياز مشيرا إلى وجود دول دعمت الإرهاب وتمده بمعلومات وأموال.
وأشار السيسي إلى إن الإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح بل أيضا من يُموله ويُدربه، موضحا أن مصر تخوض يوميا حربا ضروسا ضد الإرهابيين في شمال سيناء.
وقال السيسي: نقدر الرؤية الثاقبة للرئيس ترامب في مواجهة الفكر المتطرف، وندين كل محاولات التدخل في شؤون الدول العربية وإذكاء الفتنة الطائفية.
وعلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على كلمة الرئيس السيسي قائلا: "السعودية ستدعمكم بكل قوة".
فيما أكد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أن الطريقة العسكرية لا تقضي على الإرهاب إنما يجب مواجهته فكريا.
وقال أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمته أمام القمة بأنهم ممتنون للرئيس ترامب على إصراره على عقد هذه القمة مع العالم الإسلامي.
وفي وقت سابق، توافد الزعماء إلى مركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات في العاصمة السعودية الرياض، حيث استقبلهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
يذكر أن القمة العربية الإسلامية الأميركية، والتي تأتي في اليوم الثاني من زيارة ترامب للرياض، هي الأولى من نوعها.
وتبحث القمة التعاون المشترك مع الولايات المتحدة، إضافة إلى محاربة الإرهاب والتطرف وسبل مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة وقضايا أمنية واقتصادية أخرى.
ولاقت القمة العربية الإسلامية التاريخية مع الرئيس الأميركي في الرياض ترحيباً كبيراً على المستويين العربي والإسلامي، حيث تأتي في ظروف معقدة يمر بها العالم.
ويتطلع المسلمون و العرب إلى قمم الرياض، كنافذة جديدة تؤسس لعلاقات قائمة على التواصل مع واشنطن، عملت على تنظيمها والدعوة لها جهود حثيثة قام بها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل شهرين، وذلك بعد تشكيل السعودية لتحالفين ناجحين، أحدهما إسلامي وقبله عربي، مهمتهما مرحب بها من قبل واشنطن، فالهدف واحد.. جعل العالم أكثر أمناً وسلاماً، لشعوب أكثر رفاهية. -العربية
الرياض - وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الرياض اليوم السبت في أول زيارة خارجية له منذ تسلمه منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي.
وحطت طائرة الرئاسة في مطار الملك خالد عند الساعة 09,50 بالتوقيت المحلي (06,50 ت غ)، وتوقفت أمام سجادة حمراء فرشت لاستقبال ترامب. ثم فتح باب الطائرة وظهر أحد مرافقي الرئيس الذي انتظر وصول السلم لبدء خروج الوفد، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
وسيعقب زيارة السعودية، توجه ترامب إلى إسرائيل، وإيطاليا، وبروكسل، وستكون برفقته "كرة القدم النووية" التي يصطحبها بحقيبة سوداء، بحسب ما ذكرت النسخة الماليزية من موقع بيزنس إنسايدر، السبت 20 مايو/أيار 2017.
ويعقد ترامب اجتماعات مع المسؤولين السعوديين السبت، ويلقي خطاباً مرتقباً حول الاسلام امام مسؤولين من دول عربيّة ومسلمة غداً الاحد.
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز في استقبال الرئيس الأمريكي، الذي نزل من الطائرة مع زوجته ميلانيا التي ارتدت سروالاً اسود فضفاضاً مع قميص أسود وحزام ذهبي، مكشوفة الشعر.
وسار ترامب والملك جنباً الى جنب وخلفهما ميلانيا، ثمّ توقفا لبضع دقائق في صالة كبار الشخصيّات، حيث جلس الملك بين الرئيس الاميركي وزوجته، وغادروا بعد ذلك جميعهم في موكب وسط حراسة مشدّدة. وتُرافق ترامب أيضاً، ابنته ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر، اللذان خرجا من الباب الخلفي للطائرة الرئاسيّة.
وتظهر المملكة العربيّة السعوديّة حماسة كبيرة لاستقبال ترامب، في زيارة وصفتها بـ"التاريخيّة". وأغرقت سلطات الرياض شوارع العاصمة بصفوف طويلة من الاعلام السعوديّة والأمريكية، وباللوحات الضخمة التي جمعت صورتي العاهل السعودي وترامب والى جانبهما شعار الزيارة "العزم يجمعنا".
وكانت أعلنت السعوديّة ان زيارة ترامب ستشمل توقيع اتفاقات سياسيّة وتجاريّة وستُساعد على تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الارهاب. والسعوديّة اوّل بلد خارجي يزوره ترامب منذ تسلّمه منصبه، وتأتي الزيارة في بداية جولة تستمرّ لثمانية أيّام وتشمل القدس ثمّ الفاتيكان.
البحر الميت - شوو في نيوز - افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم السبت، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي تستضيفه المملكة، تحت شعار "تمكين الأجيال نحو المستقبل".
ويلتئم المنتدى في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، بمشاركة عدد من رؤساء الدول وأكثر من 1100 شخصية من قادة الأعمال والسياسيين، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والشبابية من أكثر من 50 دولة.
وألقى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى، وفيما يلي نصها:
"بسم الله الرحمن الرحيم أصحاب الجلالة، أصحاب الفخامة والسمو، البروفسور شواب، الضيوف الكرام: شكراً على هذا الترحيب الطيب، والشكر الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية لجهودهما في تنظيم هذا المنتدى الذي يجمعنا.
يشرفني أن أتحدث هنا باسم وطني الغالي الأردن، وأن أعبر عن آمالنا المشتركة في المنطقة. واسمحوا لي أن أشكر، باسم جميع الأردنيين، أصدقاءنا الذين جاؤوا من سائر أنحاء العالم ليساهموا في إنجاح هذا المنتدى.
يأتي محور نقاشات المنتدى هذا العام حول مفهوم التحول وتمكين الأجيال نحو المستقبل في الوقت المناسب، فصناع القرار في عصرنا هذا يحتاجون إلى توظيف مهارات التحليل والإدارة والتخطيط بدقة متناهية، ليواكبوا حجم وسرعة التغيير والتحول في عالمنا.
ولكن، بالنسبة للشباب هنا وفي كل مكان، والذين يشكلون الأغلبية في منطقتنا، فنحن ولدنا في عالم يتسم بالتحول المتسارع، حيث الابتكار المستمر هو جزء أساسي من حياتنا. فقد نشأنا على وقع التكنولوجيا والتطبيقات وأساليب جديدة للتواصل والتعلم والعمل. إن التغيير المستمر بات، في الواقع، النمط الثابت الذي نعيشه.
يعيش شباب الشرق الأوسط، كباقي الشباب في أرجاء العالم، في بحر واسع من المتغيرات المستمرة. إلا أن بحرنا يتجاذبه تياران متعاكسان، متساويان في القوة مختلفان في الاتجاه.
فأحدهما يدفع باتجاه غادِر، ويستدرج شبابنا نحو واقع ظلامي يغرقنا في المزيد من العنف، والتعصب، والفكر المتطرف الذي يتخذ من المنخرطين فيه وقودا له. والآخر يأخذنا إلى شواطئ مشرقة وواعدة تتسم بالاعتدال، حيث تعيش هويتنا العربية والإسلامية بسلام وتناغم إلى جانب التقدم والحداثة، وإلى واقع يمكننا من المساهمة بإيجابية وإنتاجية في العالم من حولنا.
نحن لن نسمح لأي تيار بأن يجرفنا، فالخيار بأيدينا. ما يريده الشباب العربي هو ذاته ما يريده أقرانهم في كل مكان. يريدون فرصا عادلة؛ يريدون فرصة ليكون صوتهم مسموعاً؛ وفرصة لإحداث التغيير. وما يميز شبابنا العربي أنهم تواقون ومتعطشون لهذه الفرص لدرجة لم أشهد لها مثيلاً. قد يعود ذلك إلى التحديات الصعبة التي نواجهها، والتي تدفعنا للتشبث أكثر بالأمل. فالشباب في منطقتنا هم من أكثر الفئات استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. نحن جيل نشط في استخدام الهواتف الذكية والألعاب الرقمية والتواصل اللحظي. نحن أيضاً الطلاب الذين ينهلون من المعرفة العالمية من خلال الإنترنت، ونحن كذلك الرياديون الشباب الذين يوظفون التكنولوجيا الرقمية لبناء الأسواق والتوسع بمشاريعهم.
والأهم من ذلك، أن شباب منطقتنا لا يكتفون فقط بتبني التكنولوجيا وتطويعها. فهم أكثر من مجرد مستهلكين؛ إذ ستجدون في منطقتنا، وبكل فخر خاصة في الأردن، شباباً وشاباتٍ يقودون الابتكار والتغيير. فقد ابتكروا حلولا وخدمات تواكب عصرنا الحديث، وأنتجوا محتوى عربياً جديداً على شبكة الإنترنت، وأبدعوا أفكارا جديدة لخدمة منطقتنا وعالمنا. وفي هذا المنتدى، ستستمعون إلى هؤلاء الرياديين يتحدثون عن ابتكاراتهم وعن التحديات التي يواجهونها. وأود هنا أن أهنئ الأردنيين الذين يقودون إحدى وعشرين شركة ناشئة من بين أفضل 100 شركة ناشئة في المنطقة اختارها المنتدى. أنتم تمثلون القدوة لمستقبل شبابنا الواعد في مثابرتكم، وطموحكم، وإصراركم.
وهنا، ومع انطلاقة الثورة الصناعية الرابعة، وشكراً لك بروفسور شواب على حديثك ودورك الرائد في التوعية بأهميتها، فإن أبناء وبنات جيلي يلمسون أثرها العميق في حاضرهم ومستقبلهم. وهم بأمس الحاجة إلى دعمكم جميعا مالياً ومعنوياً ليتركوا بصمتهم. فهم يحتاجون مساعدتكم في تطوير مشاريعهم ليتمكنوا بأنفسهم من استشعار الفرق الذي بإمكانهم أن يحدثوه. يحتاج شبابنا إلى منظومة دعم تمتد عبر المنطقة بأكملها، تمنحهم الأمل وإمكانية الوصول إلى الفرص. وهذا ما يجعل من شراكاتكم أمرا بالغ الأهمية.
إن الشراكة التي نحتاجها تقوم على علاقة متبادلة. فإن أردنا أن نغير حياتنا وأن نغتنم الفرص، علينا نحن الشباب أن نتقبل الدعم وأن نكون مستعدين للاستفادة منه بالدرجة القصوى. وهو ما يتطلب العمل الجاد لنمكِّن أنفسنا بالأدوات والمهارات المطلوبة، فكل شيء حولنا في تطور وتحول مستمر: الأسواق، والمهن، والتجارة والصناعة، والتكنولوجيا، وكذلك المؤهلات المطلوبة لمواكبة هذه التغيرات، مدركين في الوقت نفسه أن هذه التغيرات المتسارعة التي اعتدنا عليها لا تعني السعي نحو النجاح أو الربح السريع. ففي ذلك خطر على أبناء وبنات جيلي من شأنه أن يولد توقعات زائفة. النجاح والتميز والإبداع والوصول إلى القمة أمور تتطلب الصبر والوقت والتفاني والاجتهاد.
وإذا ما أدى كل منا واجبه، فسوف نتمكن من استثمار فرصة لن تتكرر لدى جيلنا في قيادة التغيير الجذري في هذه المنطقة، وفي المحصلة القضاء على التطرف. قد تكون هذه فرصتنا لإطلاق العنان لمواهب وطاقات وآمال الملايين من الرجال والنساء، وكذلك فرصتنا لردم الهوة بين ما يراه الشباب ويتوقون إليه في العالم الافتراضي، وما يتاح لهم في الواقع الحقيقي. فلنمكِّن العقول النيرة التي تصنع الإبداع من صناعة المستقبل الواعد لمنطقتنا. فالأمل ومدى توفر الفرص العادلة سيكونان العامل الحاسم في تحديد التيار الذي سيجذب شبابنا في نهاية المطاف. لذا أدعوكم هنا أن تمدوا أيديكم إليهم لتطلقوا كامل العنان لقوتهم وإمكانياتهم وترشدوهم إلى بر الأمان حيث الأمل والغد الواعد والمشرق.- الراي
المزيد من المقالات...
- دمشق تؤكد مقتل عدد من جنودها بضربة أميركية قرب الحدود الأردنية
- اسماء القاده المشاركين في قمم الرياض - ترامب
- الملك والسيسي يدعوان إلى مواصلة العمل لتوحيد الصف العربي
- قاعدة انجرليك التركيه
- تركيا ترفض زيارة وفد ألماني لقاعدة إنجرليك الجوية والاردن البديل
- الصفدي: لا نريد منظمات إرهابية ولا ميليشيات مذهبية على حدودنا
- "سلاح الجو" يسقط طائرة استطلاع شمالي المفرق
- ماكرون رئيسا لفرنسا
- الفيزيائي الأشهر في العالم يتوقع موعدا جديدا لنهاية الأرض
- شيلا ياخر.. زميلة أوباما البيضاء التي تقدم لها مرتين فرفضه أهلها!
الصفحة 82 من 97