تقرير خاص - (الإيكونوميست) 31/5/2018
بيروت- قبل ست سنوات، عاد نبيل موسى، عالم البيئة الكردي، إلى الوطن بعد أكثر من عقد قضاه في الخارج، ليجد العراق وقد تغير. تحولت الأنهار التي كان يسبح فيها طوال العام إلى قيعان من الغبار في الصيف. والسماء التي كانت تمتلئ ذات مرة بطيور اللقلق ومالك الحزين أصبحت خاوية. والجفاف دفع المزارعين إلى التخلي عن محاصيلهم. والعواصف الترابية، التي كانت نادرة في وقت ما، أصبحت تجعل الهواء خانقاً. ألهمه هذا الواقع ضرورة عمل شيء، فانضم إلى مجموعة محلية لحماية الطبيعة، تدعى "طبيعة العراق"، والتي تهدف إلى الضغط من أجل ممارسات أكثر خضرة. لكن المسؤولين الأكراد لا يولون هذه المسألة الكثير من العناية. ويقول موسى: "لعل أحد آخر الأشياء التي نريد التفكير فيها هو تغير المناخ".
هذه اللامبالاة تجاه تغير المناخ أمر شائع في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حتى بينما تتفاقم المشاكل المرتبطة بها في هذه المنطقة. ويقول معهد ماكس بلانك للكيمياء في ألمانيا، إن فترات الجفاف الطويلة وموجات الحرارة الأكثر سخونة والعواصف الترابية المتكررة أصبحت تحدث الآن، من الرباط إلى طهران. وأصبحت المواسم الجافة الطويلة مسبقاً تزداد طولاً وجفافاً، وتؤدي إلى ذبول المحاصيل. كما تشكل ارتفاعات الحرارة معضلة متزايدة أيضاً؛ حيث تشهد البلدان في هذه المنطقة درجات حرارة صيفية مميتة بشكل منتظم. ولنتصور امتداد هذه الاتجاهات لبضع سنوات، وسيبدو الأمر مخيفاً -وبضعة عقود، وستبدو أنها نهاية العالم.
يتوقع المعهد الألماني أن ترتفع درجات الحرارة في الصيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل ضعفي سرعتها في المتوسط العالمي. وسوف تزيد احتمالية مشاهدة درجات حرارة قصوى عند 46 درجة مئوية (115 درجة فهرنهايت) أو أكثر، خمس مرات بحلول العام 2050 عما كانت عليه في بداية القرن، عندما بلغت الحرارة ذُرى مماثلة في 16 يوماً في السنة في المتوسط. وبحلول العام 2100، ربما ترتفع "درجات حرارة الميزان الرطب" -وهو مقياس للرطوبة والحرارة- إلى ذروة عالية في الخليج العربي لتجعله كله غير صالح للسكن، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة "الطبيعة" (على الرغم من أن معظم توقعاتها الكارثية تستند إلى افتراض أن الانبعاثات لن تنخفض). وفي العام الماضي، اقتربت إيران من كسر حاجز أعلى درجة حرارة مسجلة بدرجة موثوق بها، والتي بلغت 54 درجة مئوية، والتي كانت الكويت قد وصلت إليها في العام السابق.
مناخ جاف وغير مستساغ
يشكل الماء مشكلة أخرى في المنطقة. ولا تمتلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الكثير منه كبداية، ومن المتوقع أن يتراجع هطول الأمطار بسبب التغير المناخي. وفي بعض المناطق، مثل المرتفعات المغربية، قد ينخفض الهطول بنسبة تصل إلى 40 %. (قد يؤدي تغير المناخ إلى هطول المزيد من الأمطار على الدول الساحلية، مثل اليمن، لكن من المحتمل أن تقابل ذلك زيادة في التبخر). ويحفر المزارعون الذين يكافحون من أجل تغذية المحاصيل العطشى المزيد من الآبار، ويستنزفون طبقات المياه الجوفية الموجودة منذ قرون. وقد توصلت دراسة باستخدام الأقمار الاصطناعية لوكالة "ناسا" إلى أن حوضي دجلة والفرات فقدا 144 كيلومتراً مكعباً (حول حجم البحر الميت) من المياه العذبة في الأعوام من 2003 إلى 2010. ونجم معظم هذا الفقدان عن ضخ المياه الجوفية لتعويض انخفاض هطول الأمطار.
يعمل تغير المناخ على جعل المنطقة أكثر تقلباً من الناحية السياسية. فعندما اجتاح الجفاف المناطق الشرقية من سورية في الأعوام من 2007 إلى 2010، فر نحو 1.5 مليون شخص إلى المدن، حيث واجه الكثيرون العنت والمصاعب. وفي إيران، تسببت دورة من الجفاف الشديد منذ تسعينيات القرن الماضي في خروج آلاف المزارعين المحبطين من الريف. أما كم غذت هذه الأحداث بالضبط الحرب التي اندلعت في سورية في العام 2011 والاضطرابات الأخيرة في إيران، فهو موضوع لنقاش كبير. لكنها أضافت بالتأكيد إلى المظالم التي يشعر بها الكثيرون في كلا البلدين.
يمكن أن يؤدي مجرد احتمال مواجهة نقص في المياه إلى نشوب الصراعات؛ حيث تتسابق الدول لتأمين إمدادات المياه على حساب الدول الجارة على مجاري الأنهار. وعندما بدأت إثيوبيا ببناء سد هائل على نهر النيل، والذي يمكن أن يحد من التدفق، هددت مصر، التي تعتمد على النهر في كل مياهها تقريباً، بشن الحرب. وأثارت السدود التركية والإيرانية على طول نهري دجلة والفرات والأنهار الأخرى غضباً مماثلاً في العراق الذي تهاجمه موجات الجفاف.
وضع العلماء خطوات يمكن أن تتخذها الدول العربية للتكيف مع تغير المناخ. وعلى سبيل المثال، يمكن تحويل الإنتاج الزراعي إلى محاصيل مقاومة للحرارة. وتستخدم إسرائيل الري بالتنقيط، الذي يساعد على توفير المياه، ويمكن نسخ تجربتها. كما يمكن تعديل تصميم المدن للحد من "تأثير الجزر الحرارية الحضرية"؛ حيث تعمل الحرارة المنبعثة من المباني والسيارات على جعل المدن أكثر حرارة من المناطق الريفية المجاورة. وقد جربت الحكومات العربية القليل من هذه الجهود، لأنها غالباً ما تكون منشغلة بمعالجة مشاكل أخرى. ويقول السيد موسى إن المسؤولين الأكراد الذين ينشط للضغط عليهم كانوا مشتتي الانتباه بحرب مع "داعش"، واستفتاء فاشل على الاستقلال، والآن، بإصلاح العلاقات مع الحكومة المركزية العراقية في بغداد.
غالباً ما تعترض السياسة طريق حل المشكلات المناخية. ونادراً ما تكون البلدان قادرة على الاتفاق على كيفية تقاسم الأنهار وطبقات المياه الجوفية. وفي غزة؛ حيث يؤدي تسرب المياه المالحة ومياه الصرف الصحي وإجهاد طبقة المياه الجوفية إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض، جعل الحصار الذي تفرضه إسرائيل ومصر من الصعب بناء وتشغيل محطات لتحلية المياه. وفي لبنان، ثمة أمل ضئيل في أن تقوم الحكومة، المقسمة على أسس طائفية، بفعل أي شيء لوقف تراجع إمدادات المياه الذي تنبأت به وزارة البيئة هناك. وسوف تصارع دول مثل العراق وسورية؛ حيث دمرت الحرب البنية التحتية، للاستعداد لمواجهة مستقبل أكثر حرارة جفافاً.
تحاول بعض الدول كبح الانبعاثات على الأقل. وتقوم المغرب ببناء محطة ضخمة للطاقة الشمسية في الصحراء، وكذلك تفعل دبي في الإمارات العربية المتحدة. ولن تتوقف المملكة العربية السعودية عن تصدير النفط، لكنها تخطط لبناء مصنع هائل للطاقة الشمسية، والذي سيكون حجمه أكبر بنحو 200 ضعف من المنشأة التي تعمل هناك اليوم. ومثل غيرها من البلدان التي تغمرها الشمس في المنطقة، تنظر السعودية إلى الطاقة الشمسية كوسيلة فعالة من حيث التكلفة لزيادة إمدادات الكهرباء وخفض دعم الطاقة. وتقول صفاء الجيوسي من "إندي أكت" IndyACT، وهي مجموعة لحماية البيئة في بيروت: "عندما بدأتُ العمل أول الأمر، كان الناس ينظرون إلى أنصار حماية البيئة باعتبارهم مجموعة عاطفية من محبي احتضان الأشجار. أما الآن، فأعتقد أن القضية الأهم هي الحجة الاقتصادية".
تستطيع الدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تفعل القليل من أجل تخفيف تغير المناخ. ومع ذلك، فإنها ستحتاج بشكل حتمي إلى التكيف. وحتى الآن، تم فعل القليل في هذا الصدد إلى حد محبِط. ويقول موسى: "أشعر أحياناً بأننا ندور في حلقة مفرغة".
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Climate change is making the Arab world more miserable
امستردام - لم يعد الأمر حلما في حكم الغيب، أو أملا مرهونا بتطور تكنولوجي لا يزال بعيدا.. إذا كنت من سكان هولندا، فسوف يكون بإمكانك العيش في بيت "مطبوع"، تم تشييده عن طريق طابعة ثلاثية الأبعاد.
وأثمر التعاون بين جامعة أيندهوفن للتكنولوجيا وعدد من الشركاء الآخرين، عن البدء في خطة لإنشاء بيوت تمت طباعتها في مطابع ثلاثية الأبعاد، حسبما أفادت تقارير صحفية محلية.
وسيتم إنشاء أول 5 بيوت "مطبوعة" في أيندهوفن جنوبي هولندا، في وقت لاحق من العام الجاري.
وقال متحدث باسم الجامعة إن المشروع سيكون الأول من نوعه لإنشاء بيوت لأغراض تجارية في العالم، مضيفا: "المنازل ستكون مأهولة بالسكان وستتفق ومتطلبات البناء الحديث".
وتم إجراء تجارب سابقة لبناء بيوت على طريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد، لكنها جميعا كانت لأغراض بحثية.
وسيتألف أول بيت يشيد بهذه الطريقة في هولندا من طابق واحد، فيما يأمل فريق العلماء لاحقا في بناء بيوت من 3 طوابق بالطابعات ثلاثية الأبعاد.
واعتبر المتحدث باسم جامعة أيندهوفن أن "طباعة" المنازل ستمثل نقلة ثورية في عالم العقارات، حيث سيتمكن المهندسون من بناء أي تصميم بالمواصفات والألوان التي يريدونها.( سكاي نيوز عربية)
باريس - منح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجنسية الفرنسية كمكافأة لمهاجر إفريقي أنقذ طفلا من السقوط من شرفة مرتفعة.
ووعد ماكرون، المهاجر المالي مامادو غاساما(22 عاما)، خلال استقباله له في قصر الإليزيه بباريس، بتقنين أوضاع إقامته في فرنسا ومنحه الجنسية، واصفا غاساما، بأنه "بطل"، وعرض عليه العمل في هيئة الإطفاء في البلاد.
كما كرم الرئيس الفرنسي، غاساما، بـ "وسام الشجاعة والتفاني".
ووقع الحادث، عندما تلقت فرق الإنقاذ بلاغا من بعض المارة يفيد بأنهم رأوا طفلا متدليا من الطابق الرابع من مبنى في شمال العاصمة باريس، وعند وصولها رأت فرق الإنقاذ الشاب غاساما، يتسلق المبنى بيديه لإنقاذ الطفل.
واعتقلت الشرطة الفرنسية والد الطفل وفتحت تحقيقا في الحادثة.
من جهتها شكرت مطافئ باريس الشاب الذي أنقذ الطفل على بطولته وشجاعة ، مطالبة المواطنين أن يتصلوا بالطوارئ في حالة الخطر.
المصدر: وكالات
موسكو - حدد خبراء التغذية قائمة بمجموعة من الأعشاب الخضراء (النباتات) الأكثر فائدة للصحة وخاصة بعد انقضاء فصل الشتاء.
ونشرت مجلة "Archyworldys" العلمية مقالا عن أكثر الأعشاب فائدة للجسم والتي تساعد على سد نقص الفيتامينات لدى الإنسان بعد مرور فصل الشتاء.
تناول هذه الأطعمة لتحافظ على رئتيك!
وجاءت نبتة الحميض البري في قائمة المواد المفيدة لأنها تساعد على تعزيز عمل القلب والأوعية الدموية كما تساهم في تقوية الرؤية.
أما نبتة الهندباء بزهورها وأوراقها الصفراء فهي تمتلك تأثير مضادات الالتهابات ويمكن أن تساعد على التعامل بسرعة مع نزلات البرد.
وحل الفجل في المترتبة الثالثة من حيث أهميته في بداية فصل الربيع فهو يساعد على استقرار عملية الأيض ويحسن الهضم.
واحتل الملفوف المرتبة الرابعة ضمن قائمة أكثر المواد فائدة في شهر مايو باعتباره طاردا للسموم. ثم السبانخ لغناها باليود، وهو مفيد للأشخاص الذين يعانون من أمراض الغدد الصماء.
المصدر: لايف. رو
ليماسول - لا يصيب تساقط الشعر فروة الرأس فحسب، وإنما قد يصيب الجسم بأكمله. قد تحدث هذه الحالة بسبب تغيرات هرمونية أو وراثية أو بسبب أمراض وأدوية معينة. قد تصيب هذه الحالة أي شخص كان، ولكنها أكثر انتشارا بين الرجال.
هذا ما ذكره موقع www.mayoclinic.org الذي أوضح أن "الصلع" هو مصطلح يدل على التساقط المفرط للشعر في فروة الرأس.
ويعد التساقط الوراثي للشعر الذي يحدث مع تقدم السن أكثر أنواع الصلع شيوعا. وعلى الرغم أن البعض لا يحاولون علاج الصلع، إلا أن آخرين يستخدمون العلاجات المتوفرة حاليا للمساعدة على نمو الشعر ومنع فقدان المزيد منه.
ولكن قبل البدء بالعلاج، ينصح بالتحدث مع الطبيب حول السبب وراء تساقط الشعر والخيارات العلاجية المتوفرة حاليا.
الأنماط
يختلف نمط تساقط الشعر اعتمادا على السبب وراءه. فهو قد يكون فجائيا أو تدريجيا، وقد يصيب فروة الرأس فقط أو الجسم بأكمله. وتكون بعض أنواع تساقط الشعر مؤقتة بينما تكون أخرى دائمة. وتتضمن أنماط تساقط الشعر الآتي:
التساقط التدريجي في قمة الرأس، وهو أكثر الأنماط شيوعا.
تساقط الشعر على شكل بقع أو دوائر، والذي عادة ما يحدث في فروة الرأس، غير أنه قد يصيب الشاربين والحاجبين أيضا.
التساقط المفاجئ لشعر الرأس، والذي عادة ما يحدث نتيجة لصدمة نفسية أو جسدية.
تساقط شعر الرأس والجسم كاملين، والذي يحدث نتيجة لحالة مرضية أو علاج، من ذلك العلاج الكيميائي للسرطان.
الأسباب
يفقد الإنسان الطبيعي ما معدله 100 شعرة في اليوم الواحد، وينمو شعر جديد في نفس الوقت. ويحدث الصلع عند اضطراب هذه الحلقة. وتاليا بعض الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشعر:
الوراثة، والتي تعد أكثر أسباب تساقط الشعر شيوعا.
التغيرات الهرمونية وبعض الحالات المرضية، فهناك العديد من الحالات اتي تسبب تساقط الشعر المؤقت والدائم، منها التغيرات الهرمونية الناجمة عن الحمل والولادة وانقطاع الحيض ومشاكل الغدد. وتتضمن الحالات المرضية المرض النفسي الذي يعرف بنتف الشعر، فضلا عن التهابات فروة الرأس.
بعض الأدوية والمكملات الغذائية، منها العلاج الكيميائي للسرطان.
العلاج الإشعاعي لمنطقة الرأس.
تسريحات الشعر التي تقوم بشده إلى الخلف أو الأعلى، فضلا عن بعض العلاجات الخاصة بالشعر مثل زيت الشعر الساخن.
العلاج
توجد علاجات فعالة لبعض أنواع تساقط الشعر، حيث يكون بالإمكان إبطاء التساقط أو استعادة نمو الشعر. وفي بعض الحالات، يعود الشعر لينمو من تلقاء نفسه من دون علاج خلال عام واحد. وتتضمن العلاجات المتوفرة حاليا الأدوية والليزر لحث الشعر على النمو، فضلا عن زراعة الشعر.
ليما علي عبد
مترجمة طبية وكاتبة تقارير طبية
موسكو - يسود رأي يقول إن الزوجات عادة ما يرفضن العلاقة الحميمية بحجة الإجهاد أو الصداع، لكن نتائج دراسة أثبتت أن الرجل هو من يتجنب العلاقة بسبب الضغوط النفسية القوية التي يعاني منها.
وأوضحت نتائج الدراسة الأخيرة أن فتور الرغبة الجنسية لدى الزوجين يتحمله الزوج بشكل أكبر، بسبب أنه يعاني من ضغط نفسي جراء سعيه المستمر لإثبات فحولته أمام زوجته. وقد جاءت نتائج 64 دراسة علمية في مجال العلاقة الجنسية بين الزوجين بما يؤكد أن الرجال هم من يتجنبون العلاقة الحميمية مع زوجاتهم بسبب الخوف من خيبة الأمل بشكل أساسي.
وإضافة لهذا، قد يعود تجنب ممارسة العلاقة الحميمية إلى برود العلاقة العاطفية، أو عقد النقص الخاصة بتقدم السن ونقص الجاذبية عند الرجل. كما تدحض نتائج هذه التحاليل صورة نمطية أخرى بأن المرأة هي من تملّ العلاقة الزوجية، حيث أثبتت الدراسات ضرورة وجود علاقات عاطفية مستقرة بين الزوجين، وهي ما يعدّ الأساس الصلب الذي يجب أن يستند إليه مستوى العلاقات الجنسية.
ويقول الباحثون من جامعة كنتاكي الأمريكية: "هناك اعتقاد سائد في مجتمعنا، بأن الرغبة الجنسية لدى المرأة أقل من الرجل، بينما يعدّ نشاطها المضطرد ظاهرة شاذة، وبالعكس عند الرجل، حيث يعد نشاطه الجنسي المتقد هو الطبيعي، والنشاط الفاتر هو الاستثناء. لكن نتائج الدراسات العلمية التي أجريت خلال السنوات الأخيرة أكّدت بوضوح أن هذا الاعتقاد في قضية الرغبة الجنسية لدى الجنسين هو مجرّد اعتقاد سائد لا تؤكده أي نتائج علمية".
المصدر: ميديك فوروم
دبي- إذا كنت تحاولين تحقيق التوازن بين حياتك المهنية والشخصية والاجتماعية خلال الشهر الفضيل، بالكاد سيكون لديك الوقت للقيام بالمهام الملقاة على عاتقكِ، فما بالك بقضاء ساعات كل أسبوع في العناية ببشرتك. ولذلك جمعنا لك فيما يلي 5 نصائح تؤمن لك الحصول على بشرة رائعة في أسرع وقت ممكن.
1-نظمي نفسك:
ألقي نظرة على رف الحمام. هل يمكنك حتى أن تريه تحت كل هذه المنتجات المتراكمة عليه؟ إذا أردت تبسيط روتين العناية ببشرتك، احرصي على أن تكون فقط الأشياء التي تستخدمينها يوميا موجودة هناك. وبدلا من إضاعة الوقت في البحث عن المنظف (وتناول الملطف بالغلط)، ضعي منتجات العناية ببشرتك الضرورية فقط بشكل مرتب حسب ترتيب استخدامها. على أن تكون كل المنتجات الأخرى (مطاطات الشعر، مستحضرات البشرة الأسبوعية، وغيرها من العلب والزجاجات) مرتبة تحت المغسلة أو في سلة جميلة.
2-اعتمدي على تعدد المهام:
خذي منظف الوجه والمقشر حين تستحمين بحيث يكون كل ما عليك فعله هو الاستحمام وتنظيف الجسم والوجه جيدا. ومن الطرق الأخرى لتعدد المهام هي استخدام منتجات تقوم بأكثر من مهمة- كريم منظف يقشر البشرة أيضا، الشامبو الذي يحتوي على كونديشنر، أو مستحضرات الماكياج التي لها أكثر من استخدام (مثل أحمر الخدين الذي يمكن استخدامه كملون للشفاه). فكلما قل عدد المهام التي عليك القيام بها في الصباح والمساء، كان ذلك أفضل.
3-قللي من الماكياج:
ليس عليك أن تضعي ماكياجا كاملا في كل مرة تخرجين فيها من المنزل، خاصة إذا لم يكن لديك وقت كافٍ. واستخدام القليل من المستحضرات قد يجعلك تبدين رائعة، كما أن المنتجات المناسبة قد توفر عليك وقتا كبيرا في الصباح. استبدلي كريم الأساس الثقيل (الذي يستغرق وضعه بشكل صحيح بعض الوقت) بكريم مرطب ملون، الذي يتم وضعه بسرعة وسهولة دون أخطاء. ضعيه كما تضعين أي كريم مرطب. أضيفي الكونسيلر في الأماكن التي بحاجة لذلك (تحت العينين، حول الأنف) وثبتيه ببودرة شفافة. ويمكن أيضا استخدام ملون الخدود كملون للشفاه.
4- اهتمي بالحصول على كفايتك من النوم والطعام
أفضل طريقة لتوفير وقت العناية بالبشرة هي ضمان أن تبدو بشرتك جيدة دون أن تضطري إلى بذل الكثير من الجهد:
• احصلي على كفايتك من الراحة: النوم لمدة تتراوح بين 6 و8 ساعات ليلياً يمنح بشرتك الوقت الكافي للتجدد.
• حافظي على رطوبة البشرة: عدم شرب كميات كافية من الماء يجعل البشرة تبدو باهتة ومتعبة بقدر ما ستشعرين أيضا بالتعب جراء جفاف الجسم.
• تناولي غذاء جيدا: تخلي عن الأطعمة المصنعة المليئة بالملح والسكر، والتي قد تجرد بشرتك من الحيوية مع مرور الوقت. بدلا من ذلك، اختاري الأطعمة الجيدة مثل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الجيدة، مثل تلك الموجودة في زيت الزيتون والمكسرات والأفوكادو.
4- احرصي على الخضوع لجلسة تنظيف الوجه:
من الطرق الأخرى لتقليل وقت العناية ببشرتك هي إجراء جلسات لتنظيف الوجه والعناية به في معهد التجميل. فجلسة واحدة كل 6 أو8 أسابيع تنظم بشرتك وتمنحك بشرة صافية، ناعمة، وخالية من البقايا التي تسد المسام، كما أن هذا سيقلل من احتمال تعرضها للمشاكل الصغيرة.
5- واظبي على روتين العناية اليومية:
احرصي على تنظيف وجهك صباحاً ومساءً برغوة منظّفة تتناسب مع طبيعة بشرتك بعد إزالة الماكياج. واحرصي على تطبيق مصل مغذٍّ قبل وضع كريم النهار أو كريم الليل. ولا تنسي وضع كريم واقٍ من الشمس عند التعرّض المباشر لأشعتها الذهبية.-العربية نت
عمان- يشهد الأردن وبوتيرة متزايدة أحداثا مناخية متعددة، كانخفاض معدل هطل الأمطار، وتقلب درجات الحرارة، وعواصف غبارية، تسهم جميعها بخسائر اقتصادية وزراعية وبيئية ومائية كبيرة، وفق خبراء.
وعلى الرغم من اتخاذ الحكومة إجراءات للتخفيف والتكيف مع ظاهرة التغير المناخي، إلا أن الخبراء يرون أنها "ما تزال متواضعة، ولا تشير إلى أن القضية على سلم أولوياتها".
فإحصائيات وزارة المياه والري؛ تشير إلى أن مخزون السدود؛ بلغ العام الحالي؛ نحو 147 مليون م3؛ أي 43٪ من إجمالي المخزون مقارنة بـ 150 مليون م3، أي نحو 45 ٪ العام الماضي.
كما أن انعكاسات الظاهرة؛ لا تقتصر على المصادر المائية وحدها، بل تعدتها لتشمل القطاع الزراعي، الذي تشير التوقعات إلى انه سيشهد "نقصا في إنتاجية المحاصيل الزراعية، وتغيرا في خريطة توزيعها الجغرافي، وزيادة معدلات التصحر".
وإذ تعمل وزارة البيئة حاليا، على إعداد مشروع نظام سيحدد المرجعية في العمل المناخي، لكن ثمة انتقادات وجهها رئيس اتحاد الجمعيات البيئية عمر الشوشان لبنود المسودة الاولى، اذ "تدل على أن الامور ما تزال تدار في نطاق لجان حكومية".
ولفت الشوشان إلى أن "الحكومة اتخذت مؤخرا؛ قرارين مفصليين يدلان على توجهها بشأن ملف التغير المناخي، والذي يبعد كل البعد عن السياسة الوطنية المتبعة في هذا المجال".
وبين أن "القرار الصادر من وزارة المالية بشأن السيارات الهايبرد، لم يكن مبررا لغاية هذه اللحظة، والذي كان سببا في نقض الحكومة لالتزاماتها الدولية بشأن البيئة، مع أن تقرير التحديثات الأخير؛ أظهر أن قطاع النقل المساهم الأكبر في انبعاثات الكربون في الأردن".
وسيسهم قرار الحكومة بـ"إعفاء مصفاة البترول من التقيد بالشروط والمواصفات، في تدني مستوى جودة الديزل أكثر، ما ينعكس على صحة الإنسان والبيئة"، بحسب الشوشان، مبينا أن هذين الأمرين "يعكسان عدم التزام الحكومة بسياسة التغير المناخي، وأنها لا تتعامل معها بجدية كما يجب".
أما في موضوع التكيف مع الظاهرة، فأكد أن "ما نمتلكه من معلومات في هذا الشأن غير محدثة".
وكان الأردن سلم "تقرير التحديثات والذي يخطو على نحو، لكنه لا يعكس الأثر السلبي للظاهرة على الزراعة والمياه"؛ لذلك "لا بد أن يكون هنالك تضافرا في جهود تتسم بالجدية لتقديم المعلومات على نحو علمي وتقني، وليس فقط من وزارة وحدها، بل ومن مختلف الجهات المعنية الأخرى".
ولا بد بحسبه، أن "يكون هناك فريق تنفيذي، من كافة الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة في تزويد اللجنة المركزية في المعلومات، عبر برنامج بناء قدرات وطني تقني، لكل من له علاقة بهذا الجانب".
وشدد على "أهمية عدم اختزال قضايا التغير المناخي في مديرية تتبع للوزارة وحدها، والذي لا يعد تفكيرا استراتيجيا، يهدف لإشراك كافة المؤسسات للعمل في مجال التكييف والتخفيف من تلك الظاهرة".
أما في قطاع المياه؛ وللتأكد من وجود تغيرات مناخية، وآثارها على هذا القطاع أو غيره، فإن "الأردن بحاجة للكثير من السنوات؛ لقياس تلك الظاهرة والاستدلال على هذا الشأن"، وفق أستاذ علوم المياه الجوفية وكيميائية المياه في الجامعة الأردنية إلياس سلامة.
وبين سلامة أن "كثيرا من الدلائل تشير إلى أن التغيرات المناخية وتأثيراتها؛ نشهدها الآن، ولكن لا يوجد أدلة للآن عليها"، لكن "هنالك ما يؤشر إلى أن الأمطار في الأردن بدأت تقل، بخاصة في الشمال، وتزداد جزئيا في الجنوب".
وحذر من " استمرار الوضع على ما هو عليه، فالمصادر المائية أكانت سطحية أم جوفية، ستقل، ولا بد من بدء اتخاذ الاجراءات الضرورية، لتأمين أخرى بديلة وإضافية"
من وجهة نظره؛ فإن ذلك الأمر "لا يمنح الأردن سوى الذهاب باتجاه التحلية أو استيراد المياه من سورية والعراق، وهو حاليا صعب تنفيذه، نظرا للوضع السياسي الراهن"؛ مضيفا أن "الحل الوحيد المتاح؛ تحلية مياه العقبة وضخها، والتي تعد قضية تقنية غير معقدة، ورخيصة، ولا يوجد أي مشاكل تنتج عنها".
لكنه أوضح أن "ضخ المياه باتجاه المناطق الأخرى، قد يكون مكلفا بعض الشيء، في وقت يشكل فيه إيقاف إسالة مياه الديسي للعقبة، الحل المؤقت لتلك المعضلة، الى حين انشاء محطات تحلية متعددة في تلك المحافظة، تكون المصدر المائي الرئيس للمملكة".
وأوضح أن "السماح للشركات ببناء المحطات، مقابل أرباح مالية تعود اليها، يجب أن يتناسب مع الانظمة والقوانين والتشريعات المعمول بها بما يجذب الاستثمار في هذا المجال، بعيدا عن فرض الضرائب، التي لا تجعل من الأردن مكانا للمنافسة".
"فقضية بناء الثقة بين رأس المال والحكومة، قد يسهم باستقرار الاستثمار، وعدم التخبط في هذه المسألة"، منوها أن "وزارة المياه والري تسير ضمن استراتيجية جيدة، لكن تنفيذها على نحو صحيح، مرتبط بالقوانين والأنظمة التي تسمح للقطاع الخاص، بأن يكون شريكا لها في بناء محطات التحلية"، وفق الناطق الإعلامي باسم "المياه والري" عمر سلامة.
وبلغ الهطل المطري لهذا العام، ولغاية مطلع أيار (مايو) الحالي، 87٪ من المعدل السنوي الطويل الأمد لهطل الأمطار، والذي يبلغ نحو 8 مليار م3، في حين أن ذلك المعدل انخفض العام الماضي لنحو 83٪، وفق احصائيات وزارة المياه.
ولا يعد ذلك الأمر بحسب سلامة، معيارا يظهر أن العام الحالي شهد هطلا للأمطار، أفضل من الأعوام السابقة، فالتوزيع والوقت يلعبان دورا رئيسا في تلك القياسات، فما شهدته المملكة الشهر الحالي والماضي من تساقط للأمطار؛ لا ينعكس على ما يخزن في السدود، كما هو الحال في الشهور الاولى من العام، نتيجة عدة عوامل، من بينها تبخر للمياه".
وبلغ مخزون السدود لهذا العام؛ نحو 147 مليون م3، أي بنسبة 43٪، مقارنة بـ150 مليون، أي نحو 45٪، العام الماضي.
وللتخفيف والتكيف مع ظاهرة التغير المناخي، بدأت "المياه والري" بتنفيذ برامج تحلية المياه المالحة والبحر، ببناء أول محطة في محافظة العقبة، وبطاقة استيعابية تبلغ 5 ملايين م3مكعب، وتعمل على تزويد المناطق بالمياه المحلاة، تبعا له.
وتعمل الوزارة كذلك على عدة مشاريع مماثلة، بحسب سلامة، كتوسيع الحصاد المائي لزيادة سعة السدود ورفع طاقاتها الاستيعابية لـ400 مليون م3، وتوسيع الاستفادة من المياه المعالجة لاستخدامها في الزراعات المقيدة، ووصلت الى نحو 90 م3، مبينا أن "النية تتجه لرفعها لنحو 240 مليون م3، بحلول عام 2025".
وفي القطاع الزراعي؛ فإنه ولغاية "هذه اللحظة، لا تولي الحكومة الأهمية لهذه الظاهرة، والدليل على ذلك بأن دائرة الأرصاد الجوية تتبع لقطاع النقل، بدلا من البيئة والزراعة"، وفق مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران.
وتعد "هذه الظاهرة من المشكلات التي تواجه القطاع الزراعي، بسبب الارتفاع والانخفاض الحاد في درجات الحرارة، وعدم انتظام الهطل المطري، وتداخل الفصول"، وفقه، إذ يؤثر ذلك، "على الحصاد المائي، فالانحباس المطري يؤدي لعدم تغذية السدود، اذ لم تتجاوز نسبته هذا العام الـ30٪، والتي تستخدم للري".
ولفت العوران إلى أن "مناطق الاغوار أصبحت تتعرض ونتيجة ظاهرة التغير المناخي لموجات صقيع، تسببت بتلف المحصول وخسارة المنتجين، بل وبارتفاع أسعار المنتوجات على المستهلكين، نتيجة نقص الكميات المعروضة".
وبين أن "الارتفاع الحاد في درجات الحرارة صيف العام الماضي، والتي سجلت بأنها اعلى من معدلاتها السنوية، وبنحو 13 درجة مئوية، تسبب كذلك في تلف المحاصيل، لكون ثمارها لم تنعقد".
وللتخفيف والتكيف مع ظاهرة التغير المناخي على القطاع الزراعي، لا بد في رأي العوران من "تفعيل دور البحث العلمي لإنتاج أصناف تتناسب وتتكيف مع هذه الظاهرة، سواء في حالات الصقيع، أو ارتفاع درجات الحرارة، او في حال شح المياه".
وتشير التوقعات المستقبلية العالمية للتغيرات المناخية الى ان الاردن، سيقع في دائرة زيادة درجة الحرارة بين 3 الى 4 درجات بين 2071 الى 2100. وان معدل سقوط الامطار سيتأثر بنقص مقداره 5% لفترة الماضية.
ومن الآثار للتغير المناخي المتوقع، أن هنالك نقصا في إنتاجية المحاصيل الزراعية، وتغيرا في خريطة التوزيع الجغرافي لها، وزيادة معدلات التصحر، والتقليل من إمكانية زراعة المناطق الهامشية نتيجة زيادة الحرارة، وفق مساعد الأمين العام لقطاع الثروة النباتية في وزارة الزراعة، جمال البطش.
ولمكافحة آثار ظاهرة التغير المناخ، دعا إلى "ضرورة إجراء الدراسات والأبحاث اللازمة للوقوف على مدى التغير المناخي في الأردن ووضع الخطط الفعالة لمعالجة آثاره، والتخطيط السليم لاستعمالات الأراضي، واتخاذ الاجراءات التشريعية الجادة لحماية ما تبقى من الاراضي الزراعية.
كما ولا بد من وجهة نظره، تخصيص أراضي المراعي الواعدة وتسجيلها كمراع وإدخالها في خطط التطوير، واختيار الأصناف النباتية الملائمة لظروف الجفاف واستعمالها، ووضع الخطط اللازمة لتحريج الاراضي المملوكة المهملة والمعرضة للانجراف والتدهور، والاسراع في تنفيذ شبكة المحميات الطبيعية.
وكانت المبادرة الاقليمية لندرة المياه في الشرق الادنى وشمال افريقيا التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO في حزيران 2013 بمشاركة ستة بلدان في الإقليم مصر، والأردن، والمغرب، وعمان، وتونس، واليمن، هدفت الى وضع أطر لإدارة المياه وزيادة الإنتاج الزراعي لمواجهة التغيرات المناخية في الإقليم.
ووفق البطش فإن الوزارة نفذت العديد من المشاريع لتعزيز الأمن الغذائي والحفاظ على الموارد الأرضية والمائية".
كما ركزت الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية للأعوام 2002-2010 وتلك الخاصة بالتنمية الزراعية للأعوام 2016-2025، وكذلك الوثيقة الزراعية للعام 2013 على أهمية تأثير التغير المناخي على القطاع الزراعي، بحيث اشتملت عددا من المشاريع الزراعية والإجراءات التي تساهم في التكيف مع هذه التغيرات.
برلين- أوصت الدكتورة يانا فيته مرضى حساسية الأنف، الذين يواجهون متاعب شديدة بشكل مستمر خلال موسم الحساسية، بتعاطي أدوية الحساسية كل يوم.
وأضافت اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية أنه في حال المتاعب البسيطة أو المتاعب، التي لا تحدث كل يوم، يكفي تعاطي الأدوية مثل مضادات الهستامين عند الحاجة فقط.
ويُستثنى من ذلك بخاخ الأنف المحتوي على الكورتيزون، نظراً لأن مفعوله لا يظهر إلا بعد مرور بضعة أيام. لذا ينبغي استعماله بانتظام طوال فترة حدوث المتاعب.
يشار إلى أن أعراض حساسية الأنف تتمثل في سيلان الأنف وانسداد الأنف، بالإضافة إلى الاحمرار والعطس والحكة والعيون الدامعة وتورم حول العينين.-( د ب أ)
بقلم / سارة السهيل
يشكل اللعب أهمية كبيرة في تنشئة الأطفال واسعادهم باللهو والمرح، بجانب انه يخلصهم من الطاقة الزائدة، وتنمية ادراكهم عبر عمليات التخيل والتذكر والتفكر التي يمارسها الطفل خلال لعبه. ومن ثم فان اللعب يؤدي لتنمية نشاطه النفسي وبناء شخصيته.
وكشفت الكثير من الدراسات العلمية عن العلاقة الايجابية بين ارتفاع الذكاء واللعب، وسبق لابن سينا الكشف عن أهمية لعب الاطفال بقوله : " وإذا انتبه الصبي من نومه فالأحرى أن يستحم ثم يخلى بينه وبين اللعب ساعة ،ثم يطعم شيئاً يسيراً ، ثم يطلق له اللعب الأطول.”
واللعب هنا حركي وجماعي مثل الالعاب الرياضية الشعبية المختلفة التي تربت عليها الاجيال بشكل تفاعلي مع الطبيعة، بعيدا عما نعرفه في عالمنا المعاصر من كابوس الالعاب الاليكترونية التي رغم أنها تحفز الذكاء لدى الأطفال وتنمي ذاكراتهم وسرعة تفكيرهم، ومهارتهم الإدراكية، الا انها اغتالت براءة الصغار ودفعتم للانحراف السلوكي والدخول في علاقات مشبوهة وانتهت الى جرائم الانتحار والقتل خلال تنفيذهم تعليمات اليكترونية افتراضية قضت علي حياتهم ، كما تفعل لعبة " الحوت الازرق".
إن والدتي كانت تخفي عني هذه الألعاب الالكترونية في مرحلة طفولتي « نينتندو بلاي ستيشن» كلما أهداني إياها احد الاقارب ، وكانت تحثني بدلا عنها باللعب في فضاءات الطبيعه و مع الحيوانات ، و عندما كبرت أدركت سبب تخوفها من تلك الألعاب التي تؤدي إلى نتائج ضارة خاصة إذا ما وصل اللعب بها حد الإدمان ، ولا ننكر أن بعضها مفيد خاصة من يعمل على تنمية الذكاء.
لكننا نحذر من بعضها الذي يحث على العنف و الاكتئاب
ناهيك عن بعض الالعاب الالكترونية التي تحتوي على مشاهد غير اخلاقيه والفاظ نابية وسلوكيات منحرفة تغير من عادات الصغار الاجتماعية والاخلاقية المتعارف عليها في بيئتنا الشرقية.
أما على الصعيد الصحي، فانه وفقا للمتخصصين فإن الأطفال وحتى المراهقين المتعاطين مع تطبيقات الألعاب الإلكترونية سرعان ما يقعوا فريسة للاضطرابات السلوكية والعضوية والنفسية، من بينها ما يعرف بالتوحد الإلكتروني، وما يترتب عليه من إنطواء وعزلة ، ما يجعل من امراض الاكتئاب نتيحة حتمية لاندماجهم في عالم افتراضي يغيبوا فيه عن التواصل مع الواقع ، وفي ظل غياب رقابة أسرية واجتماعية تحميهم من الحوت القاتل.
الطامة الكبرى أن الأسر باتت تريح نفسها من مسئولية رعاية الصغار وازعاجهم والانشغال بهم فترمي بهم في أحضان فيديوهات الألعاب والرسوم المتحركة في سنين عمرهم الأولى ، فما أن يصل الطفل عمر الثلاث سنوات حتى يشاهد الرسوم المتحركة، وهو ما يعرضهم في سن مبكرة كما يؤكد الأطباءالمتخصصون ، لاضطرابات في نشاط المخ والأعصاب والنطق والكلام وقصر النظر .
ما يستوجب على الأهل اتباع الحكمة في إختيار النوع وما يتناسب مع العمر اي الجودة و السن المناسب
ويشب الصغار على الالعاب الاليكترونية المسلية، لكن معظمها يحتوي على مضامين تحفز على الاستمتاع بقتل الآخرين وتدمير أملاكهم والاعتداء عليهم ظلما وعدوانا، كما أنَّها تُعلِّمهم طرق ارتكاب الجريمة وتنمِّي لديهم مشاعر العنف والاعتداء على الآخرين.
إن الألعاب الإلكترونية صارت صناعه كبيرة وبات تأثيرها على الاقتصاد العالمي واضحا وهو ما تؤكده ارقام حجم صناعتها الذي يقدر حالياً بنحو 110 مليارات دولار، ومن المتوقع وصوله إلى 200 مليار دولار بحلول 2020.
ألعاب مدمرة
في السنوات الأخيرة انتشرت عدة ألعاب اليكترونية مرعبة شغلت عقل ووجدان الصغار والمراهقين بما احتوته من اثارة وتشويق وغموض لكنها أصابت الاهالي بالذعر خوفا على فلذات أكبادهم، مثل " لعبة مريم " التي انتشرت خاصة في دول الخليج ، بعد ان حرضت الأطفال والمراهقين على الانتحار، لأنها تحمل في طياتها تهديدا لهم بانه إذا لم يتم الاستجابة لها ستؤذي أهاليهم.
وكذلك" لعبة جنيّة النار" التي تشجع الأطفال على اللعب بالنار، حيث توهمهم بتحولهم إلى مخلوقات نارية باستخدام غاز مواقد الطبخ، وتدعوهم إلى التواجد منفردين في الغرفة حتى لا يزول مفعول كلمات سحرية يرددونها، ومن ثم حرق أنفسهم بالغاز، ليتحولوا إلى "جنية نار"، وقد تسببّت في موت العديد من الأطفال حرقاً، أو اختناقاً بالغاز.
كما أدت " لعبة تحدّي شارلي" الى وقوع حالات اغماء وانتحار لأطفال خلال مشاركتهم في هذه اللعبة المنتشرة عبر مجموعة فيديوهات على شبكة الإنترنت، وساهم في انتشارها استهدافها لأطفال المدارس، من حيث اعتمادها على الأدوات المدرسية ، خاصة الورقة وأقلام الرصاص لدعوة شخصية أسطورية مزعومة ميتة تدعى "تشارلي" ثم تصوير حركة قلم الرصاص مع الركض والصراخ.
بينما سيطرت لعبة «البوكيمون» غو، منذ ظهورها قبل عامين، على عقول الملايين عبر العالم، ورغم ما حققته لمستخدميها من متع وتسلية الا انها تسببت في وقوع الحوادث القاتلة بسبب انشغال اللاعبين بمطاردة والتقاط شخصيات « البوكيمون» المختلفة خلال سيرهم في الشوارع. و لا أنكر انني تفاعلت معها عندما كنت في زيارة لامريكا قبل عامين ثم حذفتها لانها كانت تأخذ من وقتي دون فائدة فما بالك بالصغار
الحوت القاتل
وما كاد صغار ومراهقي العالم يفرغون من مخاطر «البوكيمون»، حتى ظهرت لعبة "الحوت الأزرق" التي سلبت عقول مستخدميها من المراهقين والاطفال ودفعتهم للانتحار وكان آخرهم "خالد" نجل المهندس حمدي الفخراني البرلماني المصري السابق، حيث قالت شقيقته ياسمين، عبر حسابها الشخصي على مو قع "فيس بوك"، إنه انتحر شنقا وأن "الحوت الأزرق" قد تكون سببا دفع شقيقها للانتحار.
هذه اللعبة القاتلة ظهرت في روسيا وعبرت حدودها الى باقي دول العالم، و تعرف رواجا عبر تطبيقات الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي، ان " الحوت الأزرق" يعتمد علي غسل عقول المستخدمين الصغار والمراهقين طوال 50 يوما، فيأمرهم بأداء مهمات معينة مثل مشاهدة أفلام رعب، والاستيقاظ في ساعات غريبة من الليل، وإيذاء النفس، حتى انه يأمرهم في نهاية الأمر بالانتحار وسط تشجيع وثناء من القائمين على اللعبة الذين يوهمونه أنه بطل.
استغلال المأزومين
ووفقا لاعتراف الروسي فيليب بوديكين بالجرائم التي تسبب بوقوعها، فانه اعتمد على جذب الأطفال الذي يمكن استغلالهم فكريا ونفسيا والذين يعانون من مشاكل عائلية أو اجتماعية وبعتبر دخولهم في اللعبة حتى النهاية بالانتحار محاولة منه لتنظيف المجتمع من أسماهم ب"النفايات البيولوجية" معتبرا انهم سعداء بالموت.
أما وسيلته في جذب هؤلاء الضحايا الصغار، فتعمد على الايهام بأن هذه اللعبة تؤمن لهم مكاناً إفتراضياً يحاولون إثبات أنفسهم فيه، خاصة الأطفال غير المندمجين مع محيطهم، وبعد أن تشعرهم هذه اللعبة بالانتماء وبأنهم أشخاص مهمون وأصحاب سلطة، تدفعهم نحوالهاوية.
خطورة المعلومات
تسهتدف لعبة "الحوت_الأزرق " كتطبيق يجري تحميله مجانا على الموبايلات وتتكون من 50 مهمة، فئة المراهقين بين 12 و16 عاماً، وبعد أن يقوم المراهق بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه نقش الرمز التالي “F57” أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، و إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً.
بعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، عند 4:20 فجراً مثلاً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة. وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف.
وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى "حوت أزرق"، وبعد كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسين، فيٌطلب منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين.
بينما لا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، وإن حاول أحدهم الانسحاب، فإن المسؤولين عن اللعبة يهددونه ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة. ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم .
إن مخترع هذه اللعبة يقض عقوبة السجن، ورغم أن اغلاق المجموعات الخاصة بهذه اللعبة في صفحات التواصل الإجتماعي من قبل إدارة الموقع، فانه لا يزال هناك ناس يعطون الأوامر من هذه اللعبة لتوفرها على الانترنت بشكل كبير حتى بعد إزالتها من متجر جوجل وابل، ولا تزال هذه اللعبة المجانية تنتشر بصوره كبيرة بين الأطفال ، وليظل ارهاب الحوت الازرق يهدد حياة الصغار وهو أشد خطورة من ارهاب داعش والقاعدة، ومن ثم فانني أتصور هذ النوع من الارهاب يحتاج لموقف دولي حازم ينطلق اولا من مؤسسة اليونسيف المعنية بالطفولة لقيادة حملات دولية لحجب أي مواقع اليكترونية تتيح هذا التطبيق القاتل، وكذلك فان منظمة اليونسكو يقع علي عاتقها دور مهم في قيادة رأي عام ثقافي دولي يناهض اي فكر عدواني اليكتروني. و ان حذفنا لعبه الخوف من انشاء لعبه جديدة لمحاربة هذه النماذج بالقانون الإليكتروني الصارم و بالرقابة المطلوبة من الدوله اولا و الاهل ثانيا و التوعية في المدارس
مكافحة متصلة
ولاشك ان هذ اللعبة الكارثية بكل المقاييس تنتهك حق الانسان في الحياة وتخالف كل الشرائع السماوية والارضية، ومن ثم فان كل اصحاب الديانات مطالبون بتوحيد موقفهم في مكافحة هذا الشيطان العصري وأمثاله المستقبلية عبر خطط توعية بمخاطرها على امن وسلام الاجيال الناشئة.
و أشيد هنا بموقف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في تحذيره من هذه اللعبة لانه تستخدِم أساليبَ نفسيةً معقَّدةً تحرض على إزهاق الروح من خلال الانتحار، وانها انطلقت من روسيا مسجلة 130 حالة انتحار، فانها انتشرت حتى وصلت إلى عالمنا العربي والإسلاميِّ ، وقد نهانا الله سبحانه عن ارتكاب أي شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا فقال : {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} .
ودعا مرصد الازهر الشريف الي ضرورة متابعة الطفل بصفة مستمرة، ومراقبة تطبيقات هواتفهم، وعدم ترك الهواتف بين أيديهم لفترات طويلة، مع شغل أوقات فراغ الأطفال بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة والأنشطة الرياضية المختلفة.
وفي تصوري، ان مخاطر هذه اللعبة تستدعي سن تشريعات قانونية تجرم صناعة وانتاج مثل الالعاب وتقييد حرية المراهقين في استخدامها. اوعلي الصعيد الاجتماعي فان الاسرة والمؤسسة العليمية مطالبين بنشر الوعي بخاطر هذه الالعاب، أما المؤسسات الثقافية والفنية فينغي عليها ان تنتج العابا اليكترونية للصغار والمراهقين تحفزهم علىقيم الحب والسلام واعمال الخير وغيرها. كما تعلمهم التفكير السليم و الاختراعات العلمية المفيدة وكيفية تطوير النفس للافضل بكافة الاصعدة
المزيد من المقالات...
- كيف نجهز أنفسنا لاستقبال رمضان؟
- الاحتجاج الياباني الذكي
- إطلاق مبادرة "مؤسسة بليسينغ" في لبنان
- الصيام 12 ساعة يبطّئ الشيخوخة ويحسّن الإدراك
- منصة زين للابداع (ZINC) تقيم هاكاثون فتيات التكنولوجيا TechGirls
- أقلام أحمر الشفاه التقليدية تحتوي على مواد ضارة بالصحة
- متى يصبح الاستحمام ضارا ولماذا؟
- خطر قلة النوم
- أسباب تجعلك تتناول اللبن كل يوم
- اكثر العلامات التجاريه قيمه
الصفحة 61 من 106