شووفي نيوز- الفحيص – رفعت العلان
لمن أراد الابتعاد عن هموم الحياة والتوقف قليلا عن متابعة الاحداث السياسية والعسكرية خارجيا وداخليا، ومن اراد ان يعيش ساعات من الراحة وهدأة النفس ويرى الفرح في عيون البشر وأرواحهم، ومن أراد ان يستمتع ببراءة الاطفال وسعادتهم. سيجد ذلك هناك في بلدة الفحيص وضمن الايام العشرة لمهرجانها العريق الشامل، الكبار هناك سيجدون ضالتهم وكذلك الفتيان والاطفال يحصلون على متعتهم. نعم، هناك في الفحيص مهرجان العائلة الحاوي للفن والثقافة والتراث وأبعد من ذلك على الانسانية التي نطمح ان تسود عالمنا المتزلزل.
سيرعى سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني المعظم، حفل افتتاح مهرجان الفحيص "الاردن تاريخ وحضارة" بدورته 26، تكريما لشهداء الوطن وضحايا الارهاب من الاردنيين العسكريين والمدنيين،عند السابعة من مساء الاربعاء 2 آب 2017.
مساء الاربعاء 2 أب..الى الفحيص لا تتردد في الحضور، فلا ملل من الطريق المكتظ بالاشجار على جانبيه ولا من الجبال والاودية العامرة بالمزارع والمنازل، ولا موجة الحر الزائلة عند موعد الافتتاح، ولا من المكان العائلي الاليف الحميم في مواقع الفعاليات ولا بالتكاليف المادية، فلك أن تزور المدينة وموقع المهرجان ومشاهدة حفلات الغنائية والعروض المسرحية للاطفال على مسرح القناطر مجانا، ولمن أراد الفكر والثقافة أيضا.
ولا من غلاء التذاكر المدروسة بعناية وقيمتها التى لا تكاد تذكر، فبإمكان الزائر يتابع جميع حفلات البرنامج الفني بمبلغ 25 دينار، أي بما يعادل 3 دنانير لكل حفل من حفلات كبار الفنانين العرب والاردنيين، مثل: الفنانة الكبيرة ميادة الحناوي، وسلطان الطرب جورج وسوف، وملك الهوارة عاصي الحلاني، والسوري الصداح حسين الديك، وفرقة ابداع التراث الشعبي من فلسطين، ومجموعة من الفنانين الاردنيين. ومنهم: محمد وهيب، سلوى العاص، فواد حجازي، جمانا مرجي، مهند حسين، متعب الصقار، جهاد سركيس، رامي شفيق، اسامه جبور، غالب خوري، احمد عبنده، بشاره الربضي، محمد الحوري.
الفحيص باتت جاهزة لاستقبال ضيوفها، فقد كثفت بلدية الفحيص ونادي شبابها من جهودهم الحثيثة، وظهرت المدينة بأبهى حللها من حيث الخدمات العامة ومواقف السيارات والنظافة وتجهيزات المسارح الفنية وقاعات العروض.
وكان مدير مهرجان الفحيص ايمن سماوي اعلن في مؤتمر صحفي عقد في مطعم زرياب بمدينة الفحيص عن فعاليات المهرجات التي جاءت زاخرة بالامسيات الفنية والثقافية والفكرية بالاضلفة الى المعروضات التراثية.
جده - الاء بكار
تتواصل في مدينة جده السعوديه فعاليات صيف جدة 38 في نسخته الـ 19 عبر 100 فعالية سياحية وترفيهية وثقافية ورياضية تناسب مختلف شرائح المجتمع ، وتستمر على مدى 30 يوماً بإشراف مباشر من محافظة جدة ودعم من الهيئة العامة للترفيه والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وغرفة جدة، مرسخاً مكانته كأول حدث من نوعه على مستوى الشرق الأوسط .
وكالة شووفي نيوز تجولت في عزيز مول في جده وتابعت احدى الفعاليات وهو معرض فني حيث نظمت مجموعه trazy بمشاركة مجموعه من الفنانين العرب بمختلف الجنسيات معرض فني حيث يعرض كل فنان أعماله ونشاطاتهم المختلفة وأفكار شبابية إبداعية جديده ليتعرف عليها المجتمع ومن هذه الفعاليات رسم لايف وتحليل شخصيات ومكياج سينمائي وحروفيات رسم بالرمل ورسم على حبة الرز ورسم كاريكاتير ولوحات زيتية واكريليك وخشبي ومائي وباستيل وجميع الخامات المستخدمه في الرسم وبوب آرت وثري دي ورسم سيريالي ومسابقات رسم احترافي وهناك جانب تعليمي للأطفال.
يشار الى المشاركين مجموعات تتبدل باستمرار خلال فترة شهر تنهي في 20 ذي القعدة من المشاركين محمد قايدي بوب آرت و محمد غندور رسم بالرمل وعلى حبة الأرز وسمية النجار رسامه بورتريه بالفحم و ياسر الجفري رسام d3 ورسام تشكيلي و صالح باوارث محل شخصيات وخطاط ومحمد باجبير رسم شخصيات بأسلوب الحروفيات جيلاني كاريكاتير وعلياء الأسمري تشكيلية وسيريالي ووجدان رسم بوتريه وزيتي وسناء شخصيات وبوب آرت وزينه النجار مكياج سينمائي
وشهد المهرجان إقبال كبير من أهل مدينه جده ومن جميع مدن المملكه ونال إعجاب الجميع وكثير منهم قام بأخذ التحف والأسماء المنحوته على الفخار
دبي، الامارات العربية المتحدة - أعلن آرت دبي اليوم عن شراكته التنظيمية مع مؤسسة الفن جميل لنسخة هذا العام من برنامج كامبس آرت دبي (CAD 6) حيث توفر هذه المدرسة منصة تنافسية للفنانين والقيمين والكاتبين والمنتجين الثقافيين المتواجدين في الإمارات العربية المتحدة من خلال مجموعة مختارة من المحاضرات والحوارات وورش العمل التي تتناول المواضيع والممارسات الفنية المعاصرة بإدارة نخبة من الأكاديميين المحليين والعالميين.
وضمن النشاطات المنبثقة من هذه الشراكة، ستفتح منصة مشاريع الفن جميل أبوابها لتحول معرضها إلى استوديو صيفي تجريبي للطلاب الحاليين والسابقين لبرنامج كامبس آرت دبي للفترة من 30 يوليو ولغاية 6 سبتمبر 2017 ليحصل المشاركون على مساحة عمل شبه عامة لتجربة وتكوين ودراسة وتبادل أفكارهم الفنية ليختتم هذا المشروع أعماله من خلال معرض مفتوح بتاريخ 26 أغسطس في تمام الساعة الخامسة في منصة مشاريع الفن جميل في السركال أفينيو ليعرض الفنانين أعمالهم الأصيلة والجديدة، وستبقى أبواب المعرض مفتوحة لحين انتهاء البرنامج في السادس من سبتمبر بالإضافة إلى تقديم جولات تعريفية بصحبة الفنانين.
وسيشمل جدول الفعاليات المفتوحة للمعرض الفعاليات التالية (يستوجب حضور الفعاليات التسجيل المسبق عبر الموقع الالكتروني لمؤسسة الفن جميل):
* أربعة جلسات لنادي لقراءة الكتب بإدارة الفنان المقيم في دبي والأستاذ في مدرسة دبي للفنون "لانتيان زي" حيث ستركز الجلسات النقاشية على موضوع "أسباب العنف بين الذكريات والحنين إلى الماضي"
* كما سيحصل بعض الفنانين المبدعين على دعوة خاصة من المشاركين للانضمام إلى سلسلة مآدب العشاء التي يقيمها برنامج كامبس آرت دبي لطلابه السابقين وذلك بهدف مناقشة موضوع "التكلف والتآلف" وفرص التعاون المستقبلي مع الطلبة الجدد
* ورشتي عمل تحت عنوان "الرسم من وحي الأفلام" بإدارة الفنانة المقيمة في الإمارات نادين غندور حيث ستخصص إحدى هاتين الورشتين للفنانين المراهقين وستكون الأفلام المختارة تشكيلة من المقتطعات القصيرة والمأخوذة من القنوات الفضائية وبعض الأفلام الشخصية التي تبحث مجموعة متنوعة من المواضيع
وتأتي هذه الشراكة كجزء من مشاريع مؤسسة الفن جميل المتنوعة في مجال التعليم الفني ولدعم الفنانين والمبدعين في الساحة الفنية الإماراتية كما ستوفر هذه الشراكة للمشاركين في برنامج كامبس آرت دبي فرصة الاستفادة من المكتبة وللمرافق البحثية التابعة لمؤسسة الفن جميل والتي ستفتح أبوابها في شتاء 2018.
جدير بالذكر أن النسخة السادسة من برنامج كامبس آرت دبي ستحمل عنوان "الفكرة – الصيغة – التوجه – السياق" لتتضمن مناقشة مختلف المواضيع الخليجية المعاصرة واستخدام مجموعة متنوعة من الوسائط المقروءة والمرئية والصوتية حيث ستناقش الجلسات السياق الخليجي على أنه عمل تمثيلي من منظورات إخراجية مختلفة مثل المسلسلات الكوميدية وأفلام الخيال العلمي وأفلام الخيال التاريخي وأفلام الحركة والإثارة والأفلام السريالية ومسلسلات الجريمة وأفلام الرحلات والأفلام الوثائقية وأفلام الغرب الأمريكي. ويمكن للفنانين والكاتبين والقيمين والمصممين والمعماريين والمنتجين الثقافيين المتواجدين في الإمارات العربية المتحدة التقديم للمشاركة في النسخة السادسة من برنامج كامبس آرت دبي عبر الرابط الالكتروني:
http://www.artdubai.ae/campus-art-dubai-6-0/
عمان- رسمي الجراح
كشفت اللجنة المنظمة لسمبوزيوم بنك القاهرة عمان الدولي للفنون , عن تفاصيل السمبوزيوم حيث سيكون موعد الانطلاق في الثاني من الشهر المقبل ويستمر لعشرة ايام وتقام ورشاته الفنية في مقر البنك بوادي صقره .
وكشفت اللجنة ايضا عن اسماء المشاركين في الدورة الثالثة من السمبوزيوم وبرنامج السمبوزيوم الذي يشهد ورشات رسم وندوة فنية وجولات سياحيه للمشاركين لعدد من الاماكن التاريخية والشعبية في المملكة .
يشارك في الدورة الثالثة من السمبوزيوم الفنانين من مصر جورج بهجوري وابراهيم غزاله ومن العراق اسماعيل عزام وحسن حداد ومن روسيا الاء خفاسونوفا وجوليا زوكوفا ومن اوكرانيا آنا بانتيلمونوفا وماريان ابراموفا ومن فلسطين سليمان منصور ونبيل عناني ومن الاردن ريم عوده وعبد الرؤوف شمعون وعزيزعموره وغدير ابو بوخه وعلي عمرو وياسر دويك ومن المغرب حسن بورقيه ومن لبنان غاده زغبي ومن الصين وانغ زاهو ووليد زويري من تونس و ومريم الزدجالي من سلطنة عمان .
سيكون امام المشاركين عشرة ايام من الابداع حيث يقدمون خلالها من مخيلتهم ومن المحيط العام للعاصمة عمان رؤى بصرية متعدده بمختلف الخامات فجميع المشاركين لهم مسيرة فنيه غزيرة بالانتاج الفني والمشاركات .
اختارت اللجنة المنظمة الفنانين المشاركين في الدورة الحاليه من السمبوزيوم من اجيال مختلفه وذلك لتعزيز فكرة التلاقي الفني بين الاجبال والاستفادة في حين ان تنويع المشاركين من دول مختلفه من شانه بناء جسور الانفتاح على فنون مختلف الدول وعلى تجارب الاخرين .
وبحسب الاسماء المشاركه فان السمبوزيوم شامل في حضور فنانين من مختلف انحاء العالم انطلاقا من بلاد الشام الى بلاد النهرين وحوض النيل والصين والقارة الروسيه والمغرب العربي ودول الخليج .
سيتوج السمبوزيوم بمعرض فني يقام في جاليري بنك القاهرة عمان في نهاية الورشات في حين سيضاف المنجز الفني في الورشة الى مجموعة البنك الفنية الخاصة والتي تضم الاف الاعمال الفنية القيمه .
هذا ويقيم غاليري بنك القاهرة عمان سنويا مسابقة للأطفال أعلنت قبل أسابيع نتائجها الثامنة الى جانب السمبوزيوم ومعارض الفن التشكيلي لنخبة من الفنانين الأردنيين والعرب وهي بمثابة الرسالة الثقافية التي يقدمها البنك كمساهمة اجتماعية في الثقافة الأردنية ولدعم الفنان الأردني وتأكيد جهوده .
يقال أن الأرواح القلقة لا يناسبها التأمّل، والأرواح الهادئة لا تنجذب نحو التعصّب، والأشخاص الحسّاسين والميّالين للفنون يجدون ضالّتهم في الطقوس الصوفية، والأشخاص العقلانيين والفلاسفة يجدون متعتهم في العصف الذهني أو العقلي.
ومع ذلك اعتقد أن الأشخاص المتأمّلين هم أكثر الناس عرضة للحزن والاكتئاب، ربّما لأنهم يفكّرون أكثر ويعملون أقل. وعلى رأس هؤلاء يأتي الفنّانون والشعراء على وجه الخصوص. لكنْ هناك طبعا أسباب مهمّة أخرى تستحقّ أن يُفرد لها موضوع مستقلّ.
من أشهر المتشائمين في تاريخ الأدب العالمي الشاعر الايطاليّ الكبير جياكومو ليوباردي (1798-1837) الذي ظلّ ولفترة طويلة يحتلّ مكانة رفيعة في تاريخ التشاؤم الأوربّي. نظرة ليوباردي العدمية إلى الوجود لا يمكن أن نجد لها مثيلا إلا عند فلاسفة من أمثال شوبنهاور ونيتشه اللذين كانا معجبين به.
منظور ليوباردي المتشائم والكئيب عن الحياة عبّر عنه في العديد من قصائده. في عام 1826 كتب يقول: كلّ شيء شرّ. أعني، كلّ شيء موجود لغاية شرّيرة. هذا الوجود معيب وشاذّ ومتوحّش. والشرّ هو الغاية والغرض النهائي من الكون. والشيء الوحيد الجيّد حقّا هو العدم".
وفي خريف العام 1821، ألّف قصيدة يحتفي فيها بزواج شقيقته الصغرى باولينا. وفي حقيقة الأمر كانت تلك القصيدة نشيدا جنائزيّا أكثر منها ترنيمة فرح على شرف العروس. وعلى الأرجح لم تكن أخته تتوقّع أن تسمع قصيدة ابتهاج من شقيقها الكئيب والحزين دائما.
لكن ليوباردي كان شاعرا يحترم الحقيقة كثيرا مهما كانت جارحة. وكان طوال حياته القصيرة يشعر انه لم يكن فقط محبوسا في منزل تحت سلطة أمّه المتعصّبة دينيّا ووالده العاجز، وإنما أيضا معزولا في المياه الخلفية المتهرّئة لـ ريكاناتي، وهي بلدة متواضعة لم يكن يحدث فيها شيء غير عاديّ.
والأسوأ من هذا كلّه أن وطنه الحبيب ايطاليا كان قد أصبح خرابة. كان الناس قد نسوا مجد روما القديم، بل وأصبحوا يحتقرونه. فأيّ مستقبل يمكن أن يحلم به طفل لأخته "في بلد مهزوم ومنكسر لا يجد فيه السعادة غير الجبناء"، بحسب ما كتبه ليوباردي في إحدى قصائده؟
الوجود نفسه بالنسبة للشاعر بدا مسموما. والأمل بتغيير الأحوال كان مجرّد وهم. لكن قلّة الأمل كانت لا تُحتمل. والطبيعة، مع كلّ جمالها، كانت متوحّشة ومستبدّة.
مثل هذه الأفكار المظلمة يبدو أنها شكّلت وعي وعقل ليوباردي منذ سنواته المبكّرة. كان عبقريّا عندما كان ما يزال طفلا. ففي العاشرة من عمره استوعب المناهج الأكاديمية، ثم علّم نفسه العبرية واليونانية لدرجة انه أصبح يصوغ قصائد على النمط القديم، ثم يقدّمها إلى معلّميه الذين كانوا يظنّون أنها أشعار أصلية. وقبل أن يكمل سنوات المراهقة كان قد استهلك معظم مكتبة عائلته.
الميزة الوحيدة لوالده هي انه كان جامع كتب، وكان يقرأ الأدب الكلاسيكي اليوناني والروماني وكذلك أعمال آباء الكنيسة.
وعند بلوغ ليوباردي سنّ الخامسة عشرة كان قد كتب تاريخا للفلك. وليس من المدهش، بالنظر إلى قراءاته المكثّفة، أن نظره بدأ يضعف. كما عانى من انحناء في عموده الفقري، وهو تشوّه وجد انه مُذلّ وجعل من الصعب عليه أن يقترب من النساء.
لكنه كثيرا ما كان يقع في الحبّ من مسافة. وقد أحبّ نساءً متزوّجات ظللن يجهلن حقيقة مشاعره. ومن ثمّ أصبح خبيرا بارعا في أكثر أشكال الحبّ عذابا وإحباطا. ولطالما غذّى خياله لسنوات صوت امرأة هنا أو نظرة عجلى من أخرى هناك.
وديوانه الموسوم "كانتي" أو الأغاني ، هو تحفته التي تتألّف من إحدى وأربعين قصيدة كتبها على مدى عشرين عاما. وأشهر قصائد الديوان هي "اللانهائية" والتي تحمل بصمته الخاصّة.
طهران - يروي فيلم "تسلل"(2006)، للمخرج الإيراني،المشاكس والمعارض جعفر بناهي، حكاية مجموعة شابات يقررن تحدي القانون، او التعليمات التي تمنع الفتيات من الدخول إلى ملاعب كرة القدم ومشاهدة المباريات، وذلك على الرغم من أنهن يعلمن أن اكتشافهن سيعرضهن للعقاب وربما السجن.
هل هو الهوس الجماهيري العام بكرة القدم والذي يصيب الذكور والإناث، أم الرغبة في الممنوع، ما يدفع بطلات الفيلم الإيراني"تسلل" للتنكر بهيئة وملابس شبان والتسلل إلى ملعب كرة القدم وسط طهران لمشاهدة مباراة بين الفريق الوطني الإيراني ونظيره البحريني بهدف التأهل لبطولة كأس العالم؟
يصنع المخرج جعفر بناهي من هذه الحكاية فيلما يمزج بين الكوميديا والتراجيديا، بين الرغبة في صنع فيلم ممتع والرغبة في التعبير عن قضية اجتماعية بأبعادها المختلفة، سواء منها ما يتعلق بحقوق المرأة وحقها في المساواة، أو ما يتعلق بالحرية الاجتماعية بشكل عام من خلال نموذج رمزي هو رغبة فتيات بمتابعة مباراة كرة قدم دولية مباشرة في الملعب. حكاية مغامرة الفتيات للتسلل إلى الملعب، وبالرغم من انها تشكل الهيكل الأساسي للفيلم وعماد بنيته الدرامية، إلا أنها تتجاوز كونها مجرد حكاية خاصة، فالفيلم يعكس بوضوح قدرة الفن عموما على التعبير عن العام من خلال الخاص، ونشر الفكرة ما بين السطور.
يتضمن الفيلم الكثير من المواقف الدالة والطريفة في آن، وبخاصة المشاهد المتعلقة باكتشاف تسلل الفتيات وحجزهن في قفص، إلى جانب آخرين مخالفين، خلف سور الملعب، ووضعهن تحت الحراسة، دون ان يمنعهن ذلك من الاستمرار في تحقيق هدفهن والتحايل على الحراس لمشاهدة لحظات من المباراة حتى ولو من خلال ثقب، أو معلومات عن سير المباراة يرويها لهن حارس متعاطف، هو بدوره محروم، بسبب مهمته على الأقل، من التمتع بمشاهدة المباراة من داخل الملعب ولا يملك سبيلا لمشاهدتها إلا التلصص عليها. وهناك أيضا المشهد المتعلق بقيام الفتيات، وهن وسط القفص، بتنفيذ مشهد مسرحي يلعبن فيه كرة القدم.وكذلك محاولة الفتيات متابعة احداث المباراة وهنّ داخل الحافلة التي تقل المساجين إلى قسم الشرطة، ولو عن طريق صوت المذياع.تجري معظم أحداث الفيلم داخل القفص مع وجود مشاهد استعادية(فلاش باك)، لتوضيح خلفيات شخصيات الفيلم. لا يكتفي السيناريو بتصوير حالة الفتيات، بل يتطرق أيضا إلى حالة الشباب، وخاصة من خلال الحوار بين إحدى الفتيات وأحد الحراس الشبان، وهو أيضا ضحية، يسعى للخلاص من وضعه كمجند والعودة إلى قريته للعناية بأرضه وزراعتها.
حاز الفيلم على خمسة جوائز من مهرجانات دولية، منها جائزتان من مهرجان برلين الدولي هما الجائزة الفضية والجائزة الخاصة بلجنة التحكيم.
باريس - الحبّ في زمن الكوليرا للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز: رواية مشوّقة عن حبّ رجل لامرأة أثمر بعد انتظار دام 50 عاما. من خلال نثره الشاعريّ والفخم، يتحدّث ماركيز عن العلاقات الإنسانية وعن الحبّ والزواج والشيخوخة.
مهد القطّة للكاتب الأمريكي كيرت فونيغوت: لا يمكن أن تملّ من قراءة مؤلفات هذا الكاتب البارع. ومهد القطّة هي ولا شكّ أفضل كتبه. الرواية هزلية وساخرة، وفكرتها الأساسية تقول إن عالمنا كلّه مقام على الخداع والنظريات الزائفة وأنه برغم الاختراقات العلمية والتكنولوجية الكثيرة ما يزال هذا العالم لغزا وسيظلّ كذلك.
الرجل البطيء للكاتب الاسترالي جون كويتسي: هذا الكاتب يُعتبر احد أعظم الكتاب الأحياء اليوم. وبإمكانك أن تختار أيّا من كتبه وتطمئنّ إلى انك اخترت كتابا ممتازا. رواية الرجل البطيء عبارة عن حكاية تدور أحداثها على الحدود الفاصلة ما بين الواقع والخيال ويناقش فيها الكاتب مسائل مثل الحبّ والموت ومعنى الوطن والخير من خلال شخصيات صيغت بعمق وفهم.
صورة الفنّان في شبابه للكاتب الايرلندي جيمس جويس: رواية حداثية عظيمة كتبت بلغة راقية. ما يميّز هذه الرواية أيضا براعة الراوي في سرد الأحداث.
غاتسبي العظيم للكاتب الأمريكي سكوت فيتزجيرالد: هذا الكاتب شاعري بامتياز. وروايته هذه، الصغيرة نسبيّاً، تتضمّن الكثير من القوّة والجمال. غاتسبي العظيم تتناول قصّة حبّ عن أمريكا تجري أحداثها في عشرينات القرن الماضي.
آنا كارينينا للكاتب الروسي ليو تولستوي: واحدة من أعظم الروايات في جميع العصور. كارينينا عبارة عن قصص متشابكة بشكل لا يُصدّق يحكيها راوٍ متجوّل وذو معرفة لا تحدّها حدود.
خفّة الكائن التي لا تُحتمل للكاتب التشيكي ميلان كونديرا: رواية كلاسيكية عظيمة تدور أحداثها في تشيكوسلوفاكيا في أواخر ستّينات القرن الماضي. كونديرا يستكشف في روايته هذه عبثية الوجود الإنساني بلغة جميلة ومكثّفة.
المتكهّن العصبي للكاتب الأمريكي وليام غيبسون: رواية خيالية رائعة يتخيّل فيها الكاتب عالما تحكمه الشركات الكبرى ومنظمّات الجريمة بدلا من الشعوب. إقرأ هذه الرواية إن كنت من محبّي روايات الخيال العلمي التي تتحدّث عن الكمبيوتر والسايبرسبيس.
اسم الوردة للكاتب الايطالي امبيرتو ايكو: رواية فلسفية تدور أحداثها في دير ايطالي في العام 1327م. الدير يضمّ كنزا من نفائس الكتب المخبّأة خلف متاهة من الأسرار والحكايات الغامضة.
النوم الكبير للكاتب الأمريكي ريموند تشاندلر: إحدى أفضل روايات الجاسوسية. في هذا الكتاب يأخذ تشاندلر هذا النوع من الكتابة إلى آفاق جديدة. وهناك أجيال من الكتّاب الذين ترسّموا خطاه، لكنّه يظلّ الأفضل، وكتاباته ما تزال وثيقة الصلة بالواقع اليوم.
بجعات برّية للكاتبة الصينية يونغ تشانغ: هذه الرواية تتناول أجزاء من التاريخ الحديث للصين من خلال قصّة ثلاثة أجيال من النساء الصينيات. كما تناقش الكاتبة تأثير حكم ماو تسي تونغ على الصين ونضال النساء في ظلّ قيود الثورة الثقافية واستبداد الحزب الشيوعي. بيع من هذه الرواية أكثر من 10 ملايين نسخة وترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة. تشانغ كرّست عشر سنوات من حياتها لكتابة هذه الرواية وكانت شاهد عيان على الجانب المتوحّش واللاإنساني للشيوعية.
الفتاة ذات القرط اللؤلؤي للكاتبة الأمريكية تريسي شيفالييه: تجري أحداث الرواية في هولندا في القرن السابع عشر وتتمحور حول لوحة للرسّام الهولندي المشهور فيرمير. نُشرت الرواية عام 2000 وأصبحت أفضل الكتب مبيعا. تُرجمت إلى أكثر من 30 لغة ثم تحوّلت إلى فيلم سينمائي.
جنرال الجيش الميّت للكاتب الألباني إسماعيل قادري: تأمّلات عن النتائج الكارثية للحروب. بطل الرواية ضابط ايطالي ترسله بلاده لاستعادة جثث الايطاليين الذين قتلوا على الأرض الألبانية أثناء الحرب العالمية الثانية. الرواية تتذكّر بحزن قتلى الحروب وضحاياها، لكنها أيضا تكشف عن براعة وجمال أسلوب هذا الكاتب الذي يُعتبر اليوم احد أهمّ الروائيين في أوربا والعالم.
الأزتيك للكاتب الأمريكي غاري جينينغز: رواية مدهشة من روايات الخيال التاريخي. جينينغز درس موضوع روايته بعناية وبإلمام كبير بالتفاصيل. إذا أعجبتك هذه الرواية فاقرأ روايته الأخرى والتي لا تقلّ إمتاعا بعنوان "الرحّالة" عن أسفار ماركوبولو.
إسمي أحمر للكاتب التركي اورهان باموك: رواية مثيرة تجمع بين الغموض والرومانسية والفلسفة وتدور أحداثها في اسطنبول في القرن السادس عشر أثناء حكم السلطان العثماني مراد الثالث. تُرجمت الرواية إلى أكثر من 20 لغة ونالت العديد من الجوائز العالمية.
أن تقتل عصفورا بريئا للكاتبة الأمريكية نيللي هاربر لي: قصّة جميلة تجري أحداثها في بلدة جنوبية صغيرة مع شخصيّات لا تنسى. نُشرت الرواية عام 1960 وحقّقت نجاحا كبيرا ونالت عليها الكاتبة جائزة بوليتزر لذلك العام.
كافكا على الشاطيء للكاتب الياباني هاروكي موراكامي: هذا الكاتب واسع الخيال جدّا وروايته هذه مختلفة كثيرا عن معظم كتب الخيال العلمي. يمكنك أن تتخيّل حدوث أيّ شيء وأنت تقرأ لـ موراكامي.
مولد فينوس للكاتبة البريطانية سارة دونانت: تحكي الرواية عن قصّة حبّ تجري أحداثها في فلورنسا في القرن الخامس عشر. الرواية احتلّت قائمة أفضل الروايات مبيعا في بريطانيا عام 2003م.
لا تدعني أذهب أبدا للكاتب الياباني كازو ايشيجورو: من الصعب وصف كتابة ايشيجورو، فهو يتلاعب بأدوات السرد التقليدية ويستغلّ فضول القارئ لاستكشاف ما سيحدث لاحقا. هذه الرواية يمكن تصنيفها ضمن أدب الخيال العلمي لأن أحداثها تجري في المستقبل، مع أنها لا تتضمّن الكثير من الخيال.
الإخوة كارامازوف للكاتب الروسي دستويفكسي: رواية كلاسيكية رائعة يستكشف فيها الكاتب دواخل النفس البشرية تحت الظروف الصعبة. دستويفكسي يعالج مسائل وجودية قبل أن تظهر الوجودية.
فتاة بفستان أزرق كحلي للكاتبة الأمريكية سوزان فريلاند: رواية تاريخية قويّة تتضمّن 8 حكايات تروي فيها الكاتبة قصّة أستاذ جامعي يدعو احد زملائه إلى بيته ليريه لوحة ضائعة لـ فيرمير بنفس الاسم تصوّر امرأة شابّة تنظر عبر نافذة وترتدي ثوبا ازرق كحلياً. معظم الحكايات في الرواية مجلّلة بالحزن والتوق، وصورة الفتاة تمثّل شيئا ما مفقودا أو لا يمكن بلوغه.
حضرة المحترم للكاتب المصري نجيب محفوظ: رواية رائعة تتحدّث عن مساوئ البيروقراطية كما يجسّدها رجل يضحّي بكلّ فرصه في أن يعيش حياة طبيعية وسعيدة ويركّز كلّ اهتمامه على الوظيفة والترقية. مع الأيّام يتحوّل اهتمام الرجل بالسلطة والمكانة الاجتماعية إلى هاجس فينتظر موت رئيسه ليصعد السلّم ويجلس مكانه. وينتهي به الأمر في عالم الغانيات والأشرار ويدرك متأخّرا بأن حياته لم يكن لها معنى أو هدف.
الخلق للكاتب الأمريكي غور فيدال: يتتبّع الكاتب في هذه الرواية خطى دبلوماسي فارسيّ متخيّل من الحقبة الإخمينية يُدعى سايروس "أو قوروش" يلتقي الفلاسفة الكبار في ذلك الوقت، من سقراط إلى زارادشت ومن بوذا إلى كونفوشيوس ولاو تسو وغيرهم. .
النمر الأبيض للكاتب الهندي ارافيند ادياغا: رواية ساخرة أثارت كثيرا من الجدل بتسليطها الضوء على جوانب مظلمة من تاريخ الهند الحديث. الكاتب يصوّر الهند كمجتمع يهيمن عليه الفساد والتمييز والعبودية. ورغم أن ارافيند فاز بجائزة البوكر على هذه الرواية، إلا أنها أثارت عليه حنق الهنود وسخطهم.
سرد جميل لحكايات من زمن الثورة الإيرانية. كما تروي الكاتبة قصّة مغادرتها القسرية إلى خارج البلاد بعد الثورة ومن ثمّ عودتها إلى إيران بعد سنوات طويلة في المنفى. ساترابي تتناول في هذا الكتاب تاريخ إيران الحديث بأسلوب مؤثّر وساخر.
واشنطن - الكاتبة الأمريكية دونا تارت ألّفت رواية تستند في موضوعها إلى لوحة تشكيلية. هذه الرواية هي التي سنتوقّف عندها في هذا الجزء بشيء من التفصيل. عنوان الرواية طائر الحسّون وهي ثالث رواية للكاتبة. وقد نالت عليها جائزة البوليتزر ولاقت صدى طيّبا عند الجمهور والنقّاد. مؤلّف روايات الرعب ستيفن كنغ كتب عن الرواية واصفا إيّاها "بالعمل النادر المكتوب بذكاء والذي يخاطب العقل والقلب معا".
تدور أحداث الرواية حول بورتريه صغير لطائر حسّون رسمه فنّان هولندي يُدعى كارل فابريتسيوس قبل 350 عاما.
وبطل الرواية صبيّ مراهق اسمه ثيو يصطحب أمّه ذات يوم إلى متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك. وفي إحدى قاعات المتحف يتوقّف الاثنان أمام لوحة الطائر الصغير كي يتأمّلا تفاصيلها. وبينما هما هناك، تنفجر قنبلة فجأة ويروح ضحيّتها عشرة أشخاص من بينهم والدة الصبيّ.
وأثناء الفوضى التي تلي الانفجار يأخذ ثيو اللوحة ويحملها معه إلى خارج المتحف. وبقيّة الرواية الطويلة تخبرنا ما الذي حدث للصبيّ وللوحة بعد ذلك. يتذكّر الصبيّ، مثلا، ما حدث له منذ الانفجار ويدرك أن قدره أصبح مرتبطا بهذه اللوحة الصغيرة، وأنه كلّما أطال إخفاءها كلّما أصبح اقلّ قدرة على إعادتها.
يقول البطل في مكان ما من الرواية: بين الواقع والنقطة التي يتلامس فيها مع العقل، ثمّة منطقة وسطى؛ حافّة قوس قزح حيث يمتزج سطحان مختلفان جدّا وتضيع الحدود بينهما ليوفّرا ما لا توفّره الحياة. هذا هو الفضاء الذي يولد فيه الجمال وتوجد فيه كلّ الفنون".
والسؤال الذي تطرحه الرواية هو: ما الذي يجعل الفنّ فنّا، وما الذي فعلته لوحة عمرها أكثر من 300 عام بطفل صغير؟
لكن ترى ما الذي لفت انتباه دونا تارت في هذه اللوحة الضئيلة كي تجعلها موضوعا لرواية؟
اللوحة صغيرة جدّا. ومع ذلك فهي تحتفظ بسحرها الخاصّ رغم وجودها في غرفة تضمّ خمس عشرة لوحة أخرى لفنّانين هولنديين كبار مثل هولس وفيرمير وستين ورمبراندت.
في لوحة فابريتسيوس هذه، هناك شيء ما غامض؛ شيء لن تجده في طبعاتها المستنسخة، لكنك سرعان ما ستكتشفه عندما تقف أمام النسخة الأصلية من هذه اللوحة المدهشة.
وفيها نرى طائرا مغرّدا من نوع الحسّون، وهو طائر معروف بلونه الأصفر الفاتح وبرأسه المبقّع بالأحمر وكذلك بجناحيه الأسودين. في زمن فابريتسيوس كان هذا النوع من الطيور يعامل كطائر أليف في المنازل وكان يجري تعليمه الكلام والحيل.
الطائر يظهر في اللوحة معتليا قفصا خشبيا بينما رُبطت إحدى قدميه بسلسلة. وقد رُسم بطريقة بارعة وبعدد محسوب من ضربات الفرشاة. يمكنك أن تحدّق في اللوحة لعام كامل وتتمعّن في ألوانها وفي أسلوب رسمها، ولا تستطيع أن تعرف كيف رسمها الفنّان ولماذا.
غير أن وراء هذه اللوحة قصّة لا تخلو من إثارة ومأساوية. فقد رسمها كارل فابريتسيوس في نفس السنة التي مات فيها. وقد قُتل وعمره لا يتجاوز الثانية والثلاثين بانفجار في مستودع للبارود في مدينة ديلفت الهولندية عام 1654م.
في ذلك الانفجار، دُمّرت معظم لوحاته. وحدها "طائر الحسّون" مع بضع لوحات أخرى هي التي نجت. والشخص الذي يشرح اللوحة لزوّار المتحف في نيويورك يزعم انك لو نظرت إلى سطح اللوحة عن قرب فسترى بعض آثار ذلك الانفجار بوضوح.
بعض المصادر التي تعود إلى تلك الفترة تذكر أن الانفجار لم يتسبّب فحسب في قتل الرسّام وتدمير محترفه وإتلاف معظم أعماله، وإنما دمّر أيضا ربع مباني المدينة.
حياة كارل فابريتسيوس كانت قصيرة جدّا. ولوحاته الباقية اليوم قليلة لا يتجاوز عددها العشر، وكلّ واحدة منها تحفة فنّية. كان رسّاما واعدا، وكان أنجب تلاميذ رمبراندت، كما كان له تأثير على فيرمير. اهتمامه بالتأثيرات البصرية، ثمّ حقيقة انه استقرّ في ديلفت، تعني انه كان يُنظر إليه كجسر بين رمبراندت وفيرمير.
ويقال إن فيرمير نفسه تأثّر بهذه اللوحة الصغيرة عندما كان يعمل على لوحته التي أصبحت في ما بعد أشهر لوحة هولندية، أي "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي".
والأمر الذي لا خلاف عليه هو أن "طائر الحسّون" لم تفقد شيئا من قوّتها وبريقها خلال القرون الثلاثة الماضية، كما يقول ثيو في آخر صفحات الرواية. "شيء عظيم ورائع أن تحبّ ما لا يستطيع الموت لمسه".
واشنطن - الكاتبة الأمريكية دونا تارت ألّفت رواية تستند في موضوعها إلى لوحة تشكيلية. هذه الرواية هي التي سنتوقّف عندها في هذا الجزء بشيء من التفصيل. عنوان الرواية طائر الحسّون وهي ثالث رواية للكاتبة. وقد نالت عليها جائزة البوليتزر ولاقت صدى طيّبا عند الجمهور والنقّاد. مؤلّف روايات الرعب ستيفن كنغ كتب عن الرواية واصفا إيّاها "بالعمل النادر المكتوب بذكاء والذي يخاطب العقل والقلب معا".
تدور أحداث الرواية حول بورتريه صغير لطائر حسّون رسمه فنّان هولندي يُدعى كارل فابريتسيوس قبل 350 عاما.
وبطل الرواية صبيّ مراهق اسمه ثيو يصطحب أمّه ذات يوم إلى متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك. وفي إحدى قاعات المتحف يتوقّف الاثنان أمام لوحة الطائر الصغير كي يتأمّلا تفاصيلها. وبينما هما هناك، تنفجر قنبلة فجأة ويروح ضحيّتها عشرة أشخاص من بينهم والدة الصبيّ.
وأثناء الفوضى التي تلي الانفجار يأخذ ثيو اللوحة ويحملها معه إلى خارج المتحف. وبقيّة الرواية الطويلة تخبرنا ما الذي حدث للصبيّ وللوحة بعد ذلك. يتذكّر الصبيّ، مثلا، ما حدث له منذ الانفجار ويدرك أن قدره أصبح مرتبطا بهذه اللوحة الصغيرة، وأنه كلّما أطال إخفاءها كلّما أصبح اقلّ قدرة على إعادتها.
يقول البطل في مكان ما من الرواية: بين الواقع والنقطة التي يتلامس فيها مع العقل، ثمّة منطقة وسطى؛ حافّة قوس قزح حيث يمتزج سطحان مختلفان جدّا وتضيع الحدود بينهما ليوفّرا ما لا توفّره الحياة. هذا هو الفضاء الذي يولد فيه الجمال وتوجد فيه كلّ الفنون".
والسؤال الذي تطرحه الرواية هو: ما الذي يجعل الفنّ فنّا، وما الذي فعلته لوحة عمرها أكثر من 300 عام بطفل صغير؟
لكن ترى ما الذي لفت انتباه دونا تارت في هذه اللوحة الضئيلة كي تجعلها موضوعا لرواية؟
اللوحة صغيرة جدّا. ومع ذلك فهي تحتفظ بسحرها الخاصّ رغم وجودها في غرفة تضمّ خمس عشرة لوحة أخرى لفنّانين هولنديين كبار مثل هولس وفيرمير وستين ورمبراندت.
في لوحة فابريتسيوس هذه، هناك شيء ما غامض؛ شيء لن تجده في طبعاتها المستنسخة، لكنك سرعان ما ستكتشفه عندما تقف أمام النسخة الأصلية من هذه اللوحة المدهشة.
وفيها نرى طائرا مغرّدا من نوع الحسّون، وهو طائر معروف بلونه الأصفر الفاتح وبرأسه المبقّع بالأحمر وكذلك بجناحيه الأسودين. في زمن فابريتسيوس كان هذا النوع من الطيور يعامل كطائر أليف في المنازل وكان يجري تعليمه الكلام والحيل.
الطائر يظهر في اللوحة معتليا قفصا خشبيا بينما رُبطت إحدى قدميه بسلسلة. وقد رُسم بطريقة بارعة وبعدد محسوب من ضربات الفرشاة. يمكنك أن تحدّق في اللوحة لعام كامل وتتمعّن في ألوانها وفي أسلوب رسمها، ولا تستطيع أن تعرف كيف رسمها الفنّان ولماذا.
غير أن وراء هذه اللوحة قصّة لا تخلو من إثارة ومأساوية. فقد رسمها كارل فابريتسيوس في نفس السنة التي مات فيها. وقد قُتل وعمره لا يتجاوز الثانية والثلاثين بانفجار في مستودع للبارود في مدينة ديلفت الهولندية عام 1654م.
في ذلك الانفجار، دُمّرت معظم لوحاته. وحدها "طائر الحسّون" مع بضع لوحات أخرى هي التي نجت. والشخص الذي يشرح اللوحة لزوّار المتحف في نيويورك يزعم انك لو نظرت إلى سطح اللوحة عن قرب فسترى بعض آثار ذلك الانفجار بوضوح.
بعض المصادر التي تعود إلى تلك الفترة تذكر أن الانفجار لم يتسبّب فحسب في قتل الرسّام وتدمير محترفه وإتلاف معظم أعماله، وإنما دمّر أيضا ربع مباني المدينة.
حياة كارل فابريتسيوس كانت قصيرة جدّا. ولوحاته الباقية اليوم قليلة لا يتجاوز عددها العشر، وكلّ واحدة منها تحفة فنّية. كان رسّاما واعدا، وكان أنجب تلاميذ رمبراندت، كما كان له تأثير على فيرمير. اهتمامه بالتأثيرات البصرية، ثمّ حقيقة انه استقرّ في ديلفت، تعني انه كان يُنظر إليه كجسر بين رمبراندت وفيرمير.
ويقال إن فيرمير نفسه تأثّر بهذه اللوحة الصغيرة عندما كان يعمل على لوحته التي أصبحت في ما بعد أشهر لوحة هولندية، أي "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي".
والأمر الذي لا خلاف عليه هو أن "طائر الحسّون" لم تفقد شيئا من قوّتها وبريقها خلال القرون الثلاثة الماضية، كما يقول ثيو في آخر صفحات الرواية. "شيء عظيم ورائع أن تحبّ ما لا يستطيع الموت لمسه".
عمان - شووفي نيوز - صُورت مشاهد الفيلم الدرامي "كل المال في العالم"، من إخراج ريدلي سكوت، هذا الأسبوع في الأردن وعلى وجه التحديد في الجنوب في وادي رم.
هذه المرة الثالثة التي يختار فيها المخرج البريطاني الشهير الأردن لتصوير أفلامه، بعد "بروميثيوس" في 2012 و "رجل المريخ" في 2015؛ وقد تم تصوير الأخير في وادي رم لمدة ثمانية أيام متتالية.
يُعرف سكوت بأسلوبه البصري الفريد من نوعه، و"جمالية منطقة وادي رم" هي بالضبط الأمر الذي لا ينفك يجذب المخرج إليها، على حد قوله، إضافة إلى "لطافة الناس الذين يعمل معهم".
يروي فيلم "كل المال في العالم" قصة بول غيتي الذي بنى امبراطورية نفطية ليصبح واحداً من أغنى الناس في السبعينات من القرن الماضي. يتتبع قصة اختطاف حفيده جون بول غيتي الثالث ومحاولات الأم الحثيثة لإقناع الجدّ على دفع الفدية. سيتم عرض الفيلم لأول مرة في 8 كانون الأول وهو من بطولة كيفن سبايسي ومارك ولبرغ وميشال ويليامز وتشارلي بلامر وتيموثي هوتون وغسان مسعود.
مارك ولبرغ، الذي يلعب دور فلاتشير شيز، وهو موظف سابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية ساعد على التوصل إلى اتفاق مع الخاطفين، أعرب عن انبهاره خلال زيارته القصيرة إلى الأردن قائلا إن منطقة وادي رم "مذهلة وموقع لا يصدق". ويرى أن "العمل مع الطاقم الأردني رائع، فهم أصحاب خبرة كبيرة ودراية عالية ومتعاونون للغاية". متلهفاً للعودة، يأمل ولبرغ أن تتم دعوته للعمل في فيلم مع مخرج أردني!
أمّا الممثل غسان مسعود، وهو صاحب باع طويل في المسلسلات التلفزيونية العربية وسبق أن مثّل في فيلم "مملكة الجنة" من إخراج سكوت، فيقول إنه يتعين على الممثلين العرب أداء أدوارهم في مجتمعاتهم المحلية وكأنهم يمثلون في أفلام هوليوود.
تجدر الإشارة إلى أنه من ضمن 360 شخصاً عملوا خلال يوم التصوير، تم توظيف 290 أردنياً بمن في ذلك الذين قدموا الدعم اللوجيستي وأفراد من المجتمع المحلي. ونفقات الفيلم في الأردن كانت عالية جدا مقارنة مع الوقت القصير في البلد. وقد نال الفيلم دعما كان محل التقدير من طرف القوات المسلحة الأردنية والسلاح الجوي الملكي والسلطات المحلية. تعليقاً على الطاقم المحلي، قال مارك هافم الذي أنتج العديد من أفلام سكوت: "لا يمكنك الحصول على طاقم أكثر حماسا في أي مكان آخر ويبدو أنهم يستمتعون بما يقومون به، مما يجعل التجربة أكثر متعة بالنسبة لنا. لقد تلقينا الكثير من المساعدات من السلطات المعنية في كل مناسبة ومن العائلة المالكة أيضاً. والأمير علي كان مصدر عون هائل." واختتم حديثه قائلاً: "جميع تجاربنا في الأردن جيدة ونعتبره مكانا مُيسرا لصناعة الأفلام."
ومع نهاية التصوير الذي نجح في تغطية فترتين زمنيتين (1948 و 1972) في السيناريو، قال ريدلي سكوت: "قبل سنتين، أمضيت أسبوعين هنا للعمل على فيلم "رجل المريخ". أنا سعيد جدا (بعودتي) لأنني أحب هذا المكان."
المزيد من المقالات...
- الرقي لا يكمن بلغه الكاتبه الاء بدر بكار
- "ديسباسيتو" تعني الهدوء وهي اغنية للترويج السياحي
- إيطاليا تستعيد لوحة فنية نادرة ثمنها 6 ملايين دولار
- بيكاسو وقف ضد الجمال في المتاحف وانتصر للبدائية الخلاقة
- الفيلم الإيطالي "مرحبا في الجنوب" كوميدي عن علاقة الازواج
- وزير الثقافة يفتتح متحف ومركز جلعاد الثقافي
- لوحة ركاب الدرجة الثالثة لدوميية المهمشون للناقد رسمي الجراح
- الفيلم العالمي فاليريان ومدينة الألف كوكب يشهد عرضه الأول هذا الشهر في دبي
- أنف ميكيل أنجيلو
- "ابو وديع والحناوي والحلاني والديك وشيبة وكوكبة من الفنانين الاردنيين"في الفحيص 26
الصفحة 66 من 90