عمان - قررت الامانه العامه لاتحاد الفنانين المبدعين للقرن 21 تكليف الفنان التشكيلي الاردني خليل الكوفحي رئيسا اقليميا للاتحاد العالمي للفنانين المبدعين للقرن 21 والزميل الفنان رسمي الجراح مديرا لفرع الاردن , ويتخذ الاتحاد العالمي للفنانين المبدعين للقرن 21من العاصمة الكورية سيؤول مقرا له والذي تراسه الفنانه العالمية بو سك لي
وتضم المنطقه الاقليميه للاتحاد في الشرق الاوسط بالاضافة الى الاردن ,فلسطين ولبنان وسوريا والعراق ومصر ودول الخليج العربي ويهدف الاتحاد العالمي الى نشر الثقافة الفنية تحت شعار الفن والسلام والمحبة بين شعوب العالم جميعها حيث سبق ان نظم الاتحاد العديد من المهرجانات الدولية للفنون التشكيلية في جميع إنحاء العالم وينظم سنويا ملتقى دولي في سيؤول ويضم الاتحاد في عضويته 35 دوله من جميع إنحاء العالم .
الكوفحي حاصل على درجة الماجستير في الفنون التشكيليه ويشغل منصب مساعد مدير دائرة النشاط الثقافي والفني / عمادة شؤون الطلبة / جامعة اليرموك0صدر له «فن الخط العربي والتصميم». 2002 و» مهارات في الفنون التشكيلية « والحروفية في التصوير المعاصر في الاردن / 2015 ومبادئ تصميم ورسم الصور الشخصية ( البورترية )
والجراح حاصل على درجة البكالوريوس في الفنون الجميله من كلية الفنون بجامعة اليرموك له 5 معرض فرديه وعشرات المشاركات الفنية في المعارض والملتقيات الفنية الدولية والمحلية منها دبي والمغرب وتونس وايران وايطاليا واليابان والمانيا وله لوحات مقتناه لدى مؤسسات وهيئات حكومية وخاصه في مختلف انحاء العالم .
ويختار الاتحاد اعضاءه ممن لهم تاريخ رائد في الحركات التشكيلية في بلدانهم وبتنسيب من مدراء الفروع بعد موافقة الرئاسة الاقليمية عليهم وبدورها تقوم بالتنسيب للامانه العامه للاتحاد ومقرها سيؤول في كوريا الجنوبيه .
قام الفرع الاقليمي مؤخرا باستضافة رئيسة الاتحاد الفنانه بوسك لي حيث نظم لها معرضا فنيا في جامعة اليرموك وبالتعاون مع جمعية الرواد للفنون التشكيلية وبمشاركة الفنانين خليل الكوفحي ادريس السعد واحمد بني عيسى ورسمي الجراح .
الى ذلك تستعد جمعية الرواد للفنون التشكيلية لتنظيم ملتقى فني في منطقة الكرامه بمشاركة عدد من الفنانين هو باكورة نشاطات الجمعية والتي نظمت عدد من الملتقيات الفنيه في ام قيس واربد وجامعة اليرموك و عجلون والباقوره بالتعاون مع مؤسسات حكوميه وخاصه وجامعات.
شوو في نيوز - يعيش شعب العراق في آتون عنف دموي شبه يومي تجلت مظاهره منذ احتلال الولايات المتحدة للعراق وتفتيت تماسك وحدة نسيج المجتمع العراقي بشظايا الطائفية والمذهبية الظاهرة للأعين. غير ان التاريخ الانساني يؤكد ان ظاهرة العنف في العراق ليست وليدة العصر الحالي، بل ان حضارات العراق القديمة شهدت العديد من مظاعر العنف والاقتتال، ولذلك فانه وللوهلة الأولى يبدو الشعب العراقي و كأنه شعبا عنيفا وان العنف جزء اصيل في تركيبته الانسانية إلا أن الحقيقة غير ذلك فإن تفسير ما يجري وما جرى على أرض العراق عبر التاريخ غير مشتق من كلمة العنف على قدر ما هو تركيبة إنسانية منفردة ورثها هذا الشعب العريق عبر حضاراته المختلفة كل الدول من حولنا تتغنى بحضارة واحدة عاشت أو مرت من أرضها أو اثنان على الأكثر إلا العراق فقد احتضن سبعة حضارات على أرضه الغنيه بالتراث و الخيرات و من السبع حضارات تكونت سبعة خبرات و سبع تناقدات و بالتالي سبع تناحرات و ولدت سبع أشكال فيسيولوجيه بالشبه و الملامح فتجد بالعراق أنماط مختلفه من هيئات البشر تبعا لاصولهم و جنسهم كما تجد ديانات و طوائف و أنماط فكرية مختلفه من الجنوب حتى الشمال ،شرقا وغربا و بالتالي التقاليد و الأعراف و الأكلات و الزي .
و تباين مقدار اندماج كل فئة منهم مع الحضارة الجديدة و التطور الطبيعي الزمني الذي مر بهم و اوصلنا إلى الوقت الحالي فمنهم من اندمج مع العصر و منهم من آثر أن يبقى في الماضي وفي رأيي كل هذه الاختلافات قوة ما بعدها قوة أن كانت في كنف حكم حكيم و من السهولة أن تتحول إلى نقمة أن كانت كل هذه الطوائف تحت حكم عنيف قاس كما في السابق القريب أو الفوضى و الفساد أو في الحقب الزمنية التي كانت تعاني الضعف و الشتات و بما اننا في مرحلة عصيبة من تكالب الأمم على عراقنا و تآمر البعض من أبنائه مع الأمم المتكالبة و جهل البعض بسبب الفقر و الحروب و انعدام الأمان.
فحتما سيكون هذا التنوع الثقافي الحضاري الذي ذكرناه نقمة و مدعاة للتناحر و الحروب و الفوضى طالما لم يستطع الدستور أن يحوي كل الفئات تحت جناح القانون و العدالة لتتم المواطنة على أساس الانتماء للوطن و ليس الحزب أو الطائفة أو الدين و هذا الفكر لم يكن من الممكن أن يكون قد تشكل في وجدان العراقيين لسبب بسيط انه في السنوات السابقه قبل الاحتلال لم يكن هناك أي فكر مطروح أو انتماء سوى للحزب الحاكم و الحاكم فلم يتدرب الشعب على حب الوطن بالاختيار بل كان انتماء مفروض بالإكراه و التعود و عندما غابت العصاة المخيفة و أصبحوا أحرارا كان من الصعب جدا تقرير المصير قبل أن يكونوا مجهزين لهذا التحول و من الطبيعي أن يتولى أمر التجهيز أولياء الأمر و القائمين على أحوال الشعب إلا أن الحروب الطائفيه و الاحتلال و الإرهاب حال دون مقدرة الاشراف منهم لخدمة الوطن و فشلهم بحل الازمه و جعل الغير إشراف يصولون و يجولون فسادا كل هذا زاد من نظرة الغير عراقيين للعراق على أنه بلد تشبعت أرضه من دم شعبه و انه وطن يحلو له قتل أبنائه و ان تراب العراق لا يهدأ ولا يستكن حتى يحتضن باعماقه اكفان و صناديق الشهداء من كل الملل و الطوائف و لم ينفي أحد و لم يعترض أحد على هذه النظرة التعسفية و التعسَه و لا أقصد النفي فقط بالكلام و إنما بالأدلة و البراهين بأن يصرح أحد المسؤولين أن الإنسان أغلى ما نملك أو أن تقوم الدنيا و لا تقعد عندما نفقد طفل أو امرأة أو رجل عراقي وفي أعلى طموحاتنا أن يجنح العراقيون للسلم فيما بينهم حقنا لدماء اخوتهم بالوطن وان يقفوا صفا واحدا إكراما لدماء الشهداء . و أصبح المشهد العراقي مثير للألم و الحزن و اليأس في كل الأحيان.
و عندما صمت الجميع و لم يجب أحد على هذه الاتهامات في حق شعبنا المظلوم أجاب القدر و انتقلت عدوى العنف إلى الكثير من البلدان ليتم الإجابة أن الظروف تخلق العنف و ان النفس البشرية تتقلب و خاصة الضعيف منها و الغير مؤهل و اتضح انه حولنا الكثير ممن حولتهم الظروف إلى العنف الإجباري كما اضطر العراقيون أن يواجهوا مصيرهم طوال السنوات الماضية عبر التاريخ القديم والحديث. و بالعودة لخصوصية العراق مع العنف.. يؤكد هذا التصور النظري ان التاريخ الانساني يسجل الارث الدامي في العراق عبر حضاراته المختلفة مما يجعلهم من أكثر الشعوب تطرفا. غير ان الدراسات التي قام علماء متخصصون في تاريخ العراق وشعبه عبر التاريخ درسوا خلالها سيكولوجية اهل العراق وجدوهم اكثر ميلا للزعامة والرئاسة، وانهم متقلبي المزاج بين البداوة والمدينة، وانهم لا يرضون عن حالهم وسرعان ما ينقلبون عليهم. ويستدل بعض الكتاب على صحة هذه الفرضية بما نقل عن ابن الأثير قوله : " فلما مرض معاوية مرضه الذي مات فيه، دعا ابنه يزيد فقال: انظر أهل العراق، فان سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عاملا فأفعل، فان عزل عامل أيسر من أن تشهر عليك مائة ألف سيف". وهذه المقولة تعكس في تحليل بعض المتخصصين ادراك " معاوية " سرعة تقلب مزاج العراقيين وعدم رضاهم عن الحكام وميلهم للقيادة والزعامة.
وكما تذكر بعض الآثار التاريخية، أن الاسكندر المقدوني كتب إلى أستاذه الفيلسوف أرسطو، بعد فتحه العراق عام 331 قبل الميلاد: «لقد أعياني أهل العراق، ما أجريت عليهم حيلة إلا وجدتهم قد سبقوني إلى التخلص منها، فلا استطيع الإيقاع بهم، ولا حيلة لي معهم إلا أن اقتلهم عن آخرهم". ووفقا لهذه التصورات، فان أهل العراق يوصفون بأن لهم نظر وفطنة وذكاء، وان هذا الذكاء يدفعهم إلى ممارسة الجدل والنقد و قلة الطاعة ومعصية حكامهم وهو ما يولد العنف الظاهري. ولعله مما يبرهن على ذلك، تفسير الجاحظ، وهو احد كبار المفكرين أسباب عصيان أهل العراق على الأمراء بقوله أنهم " أهل نظر وفطنة ثاقبة، ومع النظر والفطنة يكون التنقيب والبحث، ومع التنقيب والبحث يكون الطعن والقدح والترجيح بين الرجال والتمييز بين الرؤوساء وإظهار عيوب الأمراء.
ثم يقول وما زال العراق موصوفا بقلة الطاعة وبالشقاق على أولي الرئاسة" . وهذا يعني بما لا يدع مجالا للشك، بأن نزعة الجدل في الشخصية العراقية بجانب سماتها الشخصية من الأنفة والكبرياء والزهو والتمسك بالرأي قد جعل قيادتهم من أي حاكم أمرا شديد الصعوبة . جذور العنف فالعنف هو الطابع الغالب في الحياة السياسية العراقية قديما وحديثا.
ولهذا العنف جذوره التاريخية والاجتماعية والثقافية والطبيعية، ومن بينها تعرض العراق على مدار التاريخ الانساني لمذابح وانتهاكات كبرى اقترفها غزاة ومحتلون اجانب مثلما اقترفه هولاكو وتيمور لنك في العراق ومن قبلهما الحجاج والخلفاء الامويون وما اقترفه السلطان مراد أوالصفويون ضد الشيعة أو السنة في العراق، والمذبحة التي نفذها الولاة العثمانيون بحق المماليك. فهذه الشواهد التاريخية تؤكد ان العراقيين لقرون طويلة وما زالوا ضحايا الاستبداد والعنف والقهر والقمع بما جعل العنف أرثا ملازما لهم، ابتداء من حكم نبوخذ نصر، مرورا بمأساة كربلاء وطغيان الحجاج واستبداد المنصور والسفاح وهجوم المغول واستباحتهم لبغداد ، وكافة أشكال الاستبداد والقمع والحروب والحصار والمقابر الجماعية لنظام صدام حسين وانتهاء بالاحتلال الغاشم وما افرز ويفرزه من فوضى ودمار وصراعات اثنية ودينية وطائفية ، و الأعمال الإرهابية ذات الآيديولوجية التكفيرية، التي جاءت على الاخضر واليابس ولم ترحم المدنيين العُزَّل من الأطفال والنساء والشيوخ في عالمنا المعاصر.
هذه المآسي التاريخية التي تعرض لها شعب العراق عبر الحضارات المختلفة قد أثرت سلبا في نفسية الانسان العراقي، وجعلته شديد البأس في مواجهة أي خطر قد يستشعره بحسه التاريخي، و قلقاً ومتوتراً وغير مستقر على حال، يغلفه ميراث من الحزن والأسى عبرت عنها أساطيره وأشعاره وأغانيه.
حقيقة تاريخية والملاحظة العملية قد اثبتت تاريخيا أن العنف في العراق جاء دائما من الأطراف، خاصة من جانب الجيوش الغازية من الشرق أو من القبائل البدوية من الغرب، كما حدث مؤخرا مع الغزو الامريكي للعراق الذي هدم مؤسسات الدولة جيشا وشرطة واقتصاد وانتهك حرمات التاريخ وسلب الخزائن التاريخية في المتاحف العراقية ليطمس الذاكرة الحضارية للعراقيين.
ولعل المشهد اليومي للعنف واراقة الدماء في العراق يؤكد استمرار ميراث ثقيل من تاريخ العنف الدموي الذي دفع ثمنه ابناء العراق نتيجة غزو بلادهم، مما اورثه ايضا ثقافة العنف المكتسب كرد فعل على اعتداء الاخرين عليه. الاطفال وميراث العنف لم تتمتع العراق بالاستقرار السياسي الا لفترات قصيرة، بسبب تواصل الصراع السياسي والعسكري العنيف، وما ترتب عليه من سجناء ومعتقلين واعدامات، مثلما حدث في الحرب العراقية الايرانية وقدرت خسائرها بمليون انسان مابين قتيل وجريح ومعوق، اضافة الى 100 الف قتيل في حرب الخليج الثانية، وانتفاضة اذار عام 1991 في الوسط والجنوب.
ونجم عن هذه الحروب ضحايا واسر مشتتة واطفال يتامى بلا نهاية وصولا لما آل اليه حال العراق بعد الغزو العراقي وتداعياته حتى يومنا هذا. وأدى انخراط مئات الاف الاباء في القوات المسلحة والاعمال المساندة إلى انحسار في دور الأب في الاسرة وتراجعه، فولدت مشاكل اسرية، انعكست على التربية الاجتماعية للاطفال، وفقدان الأطفال للثقة بالنفس وبالاخرين والأمن والسلامة، والشعور بالتعرض للاذى، وقد اجبرت العديد من عوائل الاطفال على العمل، مما ادى لانتشار ظاهرة اطفال الشوارع بأعداد كبيرة وهي ظاهرة في تنامي مستمر. مآسي أطفال الشوارع هناك العديد من المخاطر التي تعرض أطفال الشوارع لمخاطر اشبه بالمآسي تقضي على مستقبلهم وعلى مجتمعهم ومن ابرزها : تفشي الامية بين الأطفال المتسولين والمتشردين خاصة وان من بينهم من لم يدخلوا المدرسة، ومنهم من تركوا الدراسة بعد ان نالوا قسطا غير وافٍ من التعليم. وتقودهم ظروفهم الاجتماعية الي الانحدار في مهاوي الرذيلة، حيث يتعرض اطفال الشوارع الى الاستغلال الجسدي، مستغلين ضعفهم وصغر سنهم، وعدم قدرتهم على رد الاساءة، اضافة الى ممارسة العنف و الامور الغير أخلاقية مع بعضهم البعض. كما يتعرض اطفال الشوراع إلى مخاطر الادمان على التدخين والمخدرات، اكدت بعض الدراسات ان 90% من المتسولين والاطفال العاملين يتعاطون التدخين في محاولتهم تقليد الكبار والاخطر من ذلك الادمان على المخدرات المحلية المتوفرة في الاسواق .
وقف العنف يبقى حماية الاطفال من ان يتحولوا إلى اطفال شوراع في العراق رهين، بتغيير ثقافة العنف المنتشرة في المجتمع وبذل أقصى الجهود لنشر ثقافة التسامح، وهذا لن يتحقق بمعزل عن نبذ التطاحن السياسي والعمل على محاربة فكر الطائفية والمذهبية واعادة اعمار العراق وفق اجندة وطنية مخلصة تحافظ على وحدة العراق واستقراره الأمني والسياسي ، ووضع برامج للتنمية الاقتصادية المستدامة وتوفير حضانة آمنة لاطفال الشوراع تتولي رعايته امنيا واجتماعيا واقتصاديا وتربويا . فهل بعد كل هذه الأحداث التي مرت على العراق نتعجب ان كان هناك عنف على أرضه وهل لو مر ربع الذي مر به العراق على اي شعب اخر ما سيتحمل أو هل سيواصل او كان بقي له اثر من الأساس !!؟؟ انا أرى ان شعبنا صامد و باق مهما مر عليه من مشاهد مأساوية و لنا ان نلقي اللوم على الظروف و على العلماء و المفكرين الذين لم يوجدوا حلولا لقطع العنف من دابره و شلع الحرب من جذورها وقطع الفتنة من رأسها و سحب البساط من تحت الخلافات و الاختلافات فليس الجميع واع و قادر إنما العتب على المتميزين بعلمهم و قدراتهم أين هم من نشر الوعي و العلم في بلادهم و اعادة الحضارة و التحضر الذي كان في الماضي القريب و أين هم من وضع الاستراتيجيات التي تساعد في القضاء على الفقر و الجهل الذي كان له التأثير الأكبر على تراجع الفكر و التقدم يجب ان نعتذر جميعنا للعراق فكلنا مقصرين.
عمان - شووفي نيوز - يفتتح في غاليري بنك القاهرة عمان في التاسع عشر من الشهر الجاري وفي تمام الساعة السادسة مساء،معرض (الإحساس بروح الصين)،يتضمن مختارات من مجموعة وزارة الثقافة الصينية لخمسة وثلاثين فنانا من الفنانين العرب البارزين،ويأتي هذا المعرض بالتعاون ما بين الغاليري وسفارة الصين الشعبية – الملحقية الثقافية في الأردن. حيث سيحضر حفل الافتتاح نائب وزير الثقافة الصيني ووفد من الوزارة،سيحضرون خصيصا لمرافقة المعرض.
يعتبر هذا المعرض المتنقل في الوطن العربي واحدا من اهم الفعاليات التي تقيمها وزارة الثقافة الصينية في الخارج وهو يضم الاعمال الفنية التي انجزها عدد من الفنانين العرب الوازنين ضمن برنامج الإحساس بروح الصين , هذه الورشة التي يدعى لها سنويا أسماء فنية مرموقة من الوطن العربي , وهو البرنامج الذي اطلق في الصين منذ عام 2008 ولا يزال مستمرا" حتى الان .
وقد جاء في كلمة الغاليري: (عندما شق العرب منفذا" لتجارتهم عبر طريق الحرير، كانوا وفي نفس الوقت يتبادلون مع الأمم خيوط الحضارة ويعبدون طريقاً للمعرفة، وكانت الصين وجهتهم لنقل التكنولوجيا الأولى في صناعات، ظلت للان تحافظ على سحرها وقيمتها.
في معرض مجموعة اللوحات العربية التي تقتنيها وزارة الثقافة الصينية، يشق الفنان العربي طريقاً اخر جديداً، ويفتح النوافذ على امة عظيمة، علمت البشرية.
الإحساس بروح الصين، هذا البرنامج الفني والحضاري، ما هو إلا لغة ثالثة بين الصينية والعربية، برنامج استهدف الفن العربي وأتاح الفرصة للفنانين العرب للتواصل مع لوحة صينية خاصة، لا تشتية احداً، سوآءا اللوحة المسندية بنشأتها الأوربية او ما سبقها من رسومات الجدران واثار الانسان القديم في منطقتنا العربية.
يسعدنا ان نستضيف هذا الأثر المتبادل، بين فنان عربي يعيش في بلاد العرب وبين سحر شرقي خالص، صاغته اليد الصينية سواء في الحروفية او الرسم الطبيعي او مناخ جمالي قل نظيرة في طبيعة الصين وخريطتها الانسانية.
نرحب بالأصدقاء الفنانين العرب، هنا في غاليري بنك القاهرة عمان لنعرض تجربتهم الفريدة واحساسهم بروح الصين، لجمهور تعود من الغاليري نقله خارج حدود بلدنا الجغرافية، ونشكر الملحق الثقافي الصيني السيد سامي يونغ مؤسس المشروع ووزارة الثقافة الصينية والهيئة الدبلوماسية الصينية في عمان.)
وقد تحدث السيد سامي يانغ الملحق الثقافي الصيني حول المعرض فقال : ( انها فرصة مهمة ان يتم عرض مجموعة وزارة الثقافة الصينية من اعمال الفنانين العرب هنا في الأردن ضمن جولة المعرض العربية , وعرضها في غاليري بنك القاهرة عمان له دلالات مهمة أيضا , كغاليري يتبع لمؤسسة اقتصادية أعطت للفنون مساحة ضمن برنامج عملها وقدمت للثقافة في الأردن دعما ملموسا , ويأتي هذا المعرض ضمن الاحتفالات المهمة التي تقيمها سفارة الصين بمناسبة الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية ويعتبر هذا المعرض من الفعاليات الفنية المهمة التي تقام بهذه المناسبة )
عندما يتقاطر على منزلك أشخاص مثل تولوز لوتريك ورينوار وبيير دو شافان ليرسموك، فمن المرجّح انك تمتلك شيئا يستحقّ أن ينظر إليه الآخرون.
وإذا درست أعمال هؤلاء الروّاد الفرنسيين الثلاثة، فسرعان ما سترى الملامح المقدّسة لسوزان فالادون وهي تحدّق فيك وجها لوجه أو ترمقك بنظرة جانبية خفيفة.
ولدت سوزان فالادون في فرنسا في سبتمبر من عام 1865 لعائلة متواضعة. وقد أجبرتها الظروف على أن تبحث لنفسها عن عمل وهي ما تزال في سنّ المراهقة. وعندما بلغت الخامسة عشرة من عمرها، عملت بهلوانة في سيرك. وقد اضطرّها سقوطها من إحدى المراجيح لأن تغيّر مهنتها، فعرضت نفسها على الرسّام بيير بوفي دو شافان لتعمل عنده كموديل في مرسمه في حيّ مونمارتر.
تخيّل فتاة جميلة وشابّة تعمل لوحدها مع رسّام عاطفي. لنتذكّر انه خلال أعوام الطفرة الانطباعية في باريس القرن التاسع عشر، كانت الموديلات في كثير من الأحيان يؤدّين دور العشيقات لأرباب عملهن. وسوزان لم تكن مختلفة عن البقيّة. كانت معروفة على الخصوص بعلاقاتها الحميمة مع كلّ من رينوار و دو شافان.
غير أن الآنسة فالادون لم تكن تكتفي بدور الجميلة والمغرية بالنسبة للرسّامين. فخلال الوقت الذي كانت تعمل فيه كموديل، كانت أيضا تولي اهتماما بالموادّ والأساليب التي يستخدمها أرباب عملها. واكتشفت في النهاية أنها تجيد استخدام الألوان وممارسة الرسم. وشيئا فشيئا صارت فنّانة معروفة.
ومع مرور السنوات، أصبحت مشهورة بسبب استخدامها للألوان الحيّة والتوليف الجذّاب وتمثيلها الجريء للأنثى العارية. كانت ترسم غالبا بالباستيل والألوان الزيتية. واستطاعت أن تحصل على دخل ثابت وسمعة محترمة. وكانت تعرض لوحاتها باستمرار. ثم أصبحت أوّل رسّامة أنثى تلتحق بالجمعية الوطنية للفنون الجميلة.
إذا لم يكن هذا كلّه كافيا لإقناعك بموهبة وشهرة سوزان فالادون، فقد يفاجئك أن تعرف أن هناك فوّهة بركان خامد على كوكب الزهرة سُمّيت على اسمها تكريما لها واعترافا بمكانتها وموهبتها.
دبي - شوو في نيوز - يشهد معرض أيام التصميم بدبي الذي يقام في شهر اذار الاعلان عن جائزة أودي للابتكار والمفتوحة لجميع المصممين والفنانين في دول المشرق العربي والتي تنص شروطها على تقديم وصف عن التصميم لايتجاوز الف كلمه وتقديم التصميم على شكل ملفات رقميه من صور واسكتشات والمواد المستخدمة والمقاييس يحق للمشارك ان يقدم تصميم واحد فقط .
ويغلق باب التسجيل للمشاركة في جائزة أودي للابتكار يوم 17 كانون ثان المقبل 2017،ويمكن تقديم طلبات المشاركة على الموقع الإلكتروني الخاص بالجائزة http://audiinnovationaward.com
و تهدف المسابقة إلى تحفيز المصممين الشباب على ابتكار التصاميم المرتكزة على بحوثهم وتسليط الضوء على أفكارهم التي من شأنها أن تغير المستقبل, والغرض من الجائزة أيضاً هي أن تكون بمثابة حافز في مجال التصميم والتكنولوجيا في الشرق الأوسط.
كما تهدف المسابقة إلى دعم المصممين في المنطقة وأرشفة أعمالهم وتقدمهم السنوي في الشرق الأوسط. ومن ركائز الجائزة الاحتفال بالإنجازات المتميزة وتبادل الأفكار والاستثمار في مصممي الغد لتمكين جيل المستقبل من أن يكونوا من صناع التغيير.
وتعليقاً على الجائزة قال المدير التنفيذي لمعرض أيام التصميم دبي سيريل زاميت "نحن مندهشون من عدد المصممين الموهوبين في المشرق العربي نتوقع رؤية ابداعات رائعة من التصاميم المسجلة"
المدير التنفيذي لعلامة أودي الشرق الأوسط إنريكو أتاناسيو اشار الى ان لجنة التحكيم ستلتقي في شهر لمراجعة جميع الطلبات واختيار المصممين الثلاثة الأفضل، ومن ثم، سيتم دعوتهم إلى تقديم نموذجهم الخاص لعرضه في معرض “أيام التصميم في دبي” في شهر اذار 2017 منوها بان أالمنافسة ستكون شديدة”.
ويتمحور موضوع الجائزة حول “البدائل”، لأن لها علاقة مباشرة لاستراتيجية أودي حول موضوع “الطاقة الكهربائية” وطريقة التفكير المتقدمة والاحتفال بالإنجازات الكبيرة التي حققتها أودي في مجال التنقل البديل موضوع “البدائل” لجائزة “أودي للابتكار” هذا العام تهدف الى تحفيز التكامل بين حلول التصميم الموجودة لاستعمالها في جوانب عديدة من الحياة اليومية كما هو الحال في عالم السيارات، التحول من محركات الاحتراق الداخلي الى المحركات الكهربائية هي مثال ممتاز عن استخدام المعرفة لأغراض تفيد النظام البيئي.
وتدعو جائزة “أودي للابتكار” المصممين لتقديم حلول مبتكرة مستلهمة ومصممة للتطوير في أي من الخمس مجالات التالية: الحياة اليومية، الصحة، التنقل، التعليم أو المساحات العمرانية العامة مثل الشوارع والمراكز والحدائق والأثاث. كما الأفكار التي يتم تقديمها قد تكون مستلهمة من الطبيعة أو من أدوات مصنوعة، ويجب على التصميم الفائز أن يدمج هذه الحلول التصميمية لخلق طريقة ايجابية ينتفع بها المجتمع في مجالات الحياة اليومية والصحة والتعليم أو المساحات العمرانية في الشرق الأوسط. الفكرة المقدمة يجب أن تكون مطورة لتأخذ بعين الاعتبار التطبيق، الفائدة والتكلفة الاقتصادية وجودة التصنيع لطول الاستخدام والتحمل والاشخاص المستهدفين من هذا الابتكار، بالإضافة الى عمر المفترض للتصميم , ويجب على جميع التصاميم إظهار الوعي البيئي ونهجا حذرا في استخدام الطاقة.
وسيستلم المرشحين من القائمة النهائية مبلغ 2,500 دولار أمريكي قبيل عرض نماذجهم في معرض “أيام دبي للتصميم” 2017. وتتضمن الجوائز للفائز بالمسابقة رحلة الى مصنع أودي في إنغولشتات، ألمانيا، لخوض تجربة مع مصممي سيارات أودي في المقر الرئيسي للشركة. بالإضافة الى ذلك، يستلم الفائز جائزة تبلغ 25،000 دولار أمريكي مقدمة من أودي الشرق الأوسط على شكل استشارات لتغطية بنود تسجيل المنتج والاستشارات القانونية والتطوير التجاري. وستقوم العلامة بالعمل بشكل وثيق مع شركائها في “أسبوع دبي للتصميم” وذلك لتقديم المشورة في التصميم والتوجيه لضمان حماية التصميم الفائز وتقديم كل الفرص الممكنة للمزيد من التطوير.
أما كان علينا أن نصمت هلعا ونحن نرى المشهد الدموي الذي سيلقي بظلال كئيبة على علاقتنا بأجمل عبارة، يبدأ المسلمون بها نهاراتهم؟
"ألله أكبر" قالها قاتل السفير الروسي وهو في صدد تسويقها مرة أخرى علامة تجارية، تذكر العالم بالقسوة التي لُفقت من أجل أن لا تكون السماء إلا جحيما ومن أجل أن لا تكون بلاغة "إلا بذكر الله تطمئن القلوب" سارية المفعول ومهيمنة على الشك واليقين معا.
كان القاتل قد استعمل العبارة كذبا وتدليسا ونفاقا، بل وغدرا.
فلو كان الله هو الأكبر من وجهة نظره لما أقدم على القتل. فالموت كما الحياة هو شأن الهي لا يمت بصلة إلى وظائف الإنسان.
أعمى البصيرة الذي قتل كان قد أعفى نفسه عن رؤية ما يمكن أن يسببه فعل القتل من أضرار لمن يبدأون صلواتهم بتلك العبارة المقدسة.
لقد سبق لتلك العبارة أن أهينت في أوقات سابقة حين استعملتها الجماعات الإرهابية. فكان الإرهاب يصل إلى العالم بفاتحته التي لطالما تاق المسلم إلى سماعها وهو يتطلع إلى لقاء شخصي بالله من خلال الدعاء، وهو مخ العبادة وسلم موسيقاها اللغوي.
لقد فجعتُ كما فُجع سواي من البشر الأسوياء برؤية إنسان وقد سقط قتيلا أمام عيني من غير أن أملك شيئا لمنع الجريمة. في تلك اللحظة تخلى القتيل عن وظيفته. لم تكن روسيا حاضرة. كانت الإنسانية وحدها حاضرة باعتبارها كيانا معتدى عليه.
كانت الجريمة قد ارتكبت في حق إنسان أعزل. وهي جريمة، يُمكن أن تحدث لأسباب سياسية. التاريخ المعاصر يقول إن هناك عددا من السفراء كان قد تم اغتياله. مصرع أحدهم كان قد أدى إلى قيام الحرب العالمية الأولى. ولكن لم يذكر لنا التاريخ حادثة واحدة، قُتل فيها سفير لأسباب دينية.
الدين في جوهره لا يقر القتل.
وإذا تركنا الدين جانبا فإن الله وهو رمز للعدالة المطلقة لا يمكن أن تكون له علاقة بخلافاتنا التي نسعى إلى تسويتها بأساليبنا المتاحة التي بصل بها المجرمون إلى القتل.
لذلك فإن "الله أكبر" العبارة التي صار يرددها القتلة من العرب ومن غير العرب إنما تمثل تحديا حقيقيا لإيمان المجتمعات التي تدعي التدين بالله.
لقد وهنت علاقة المسلمين، العرب منهم بالأخص بالإيمان حين سمحوا بأن تكون عبارة "الله أكبر" مفتتحا للقتل.
يفجر أحد المعتوهين نفسه في حشد من الأبرياء وهو يصرخ "الله أكبر" فيرى فيه البعض شهيدا. ما لم يقله متطرفو الديانات الأخرى في مجال التشهير بنا وبديننا قلناه بأنفسنا.
لقد صمتنا ونحن نرى الجرائم تُرتكب في ظل العبارة التي نرددها مرات عديدة، فهي القاعدة التي تبنى عليها استثناءات أدعيتنا التي تذهب بنا في طرق متشعبة تتسع لها العبادة كما ترحب بها الحياة.
لم يكن مشهد السفير الروسي المردى قتيلا على الأرض جزء من حكاية دينية. لذلك لم تكن عبارة "الله أكبر" ممكنة. الإرهابي الذي هو صناعة اردوغانية أو اخوانية بالتأكيد بسبب عمره لم يكن يعرف ما معنى أن يكون ألله أكبر.
لقد خطط لجريمته ليكون شهيدا. ما كان للمشهد أن يكتمل إلا بموته. لذلك كانت العبارة المقدسة ضرورية بالنسبة له شخصيا وهو المصاب بالتأكيد بخلل عقلي، لم يسمح له بالتفريق بين رغبته في الاحتجاج ومشيئة الخالق.
في كل ما فعله الارهابيون هناك عدوان صريح على الله.
لقد أحلوا القتل الذي حرمه الله. بل أنهم رفعوا اسمه وهم يقتلون.
نكذب على أنفسنا لو صدقنا إن السفير الروسي في تركيا قد قُتل بسبب ما جرى في حلب. لقد قُتل الرجل لأننا سمحنا لعتاة القتلة والأفاقين وقطاع الطرق واللصوص والمستأجرين من قبل شركات الموت أن يهينوا لفظ الجلالة.
فاروق يوسف
يقول مؤرّخ الحواسّ مارك سميث: من الملاحظ أننا نعيش في عالم يتطلّب منّا إعمال جميع الحواسّ كي نبحر فيه. ومع ذلك وبطريقة أو بأخرى، فإننا نفترض أن الماضي يتكوّن من روائح".
إن وضع الروائح في سياق تاريخي معناه أن نضيف بعدا كاملا للكيفية التي نفهم بها العالم. هناك، على سبيل المثال، مكان ما في خليج بوسطن يمتلئ في أوقات مختلفة بروائح المستنقعات المالحة والخيول وعوادم السيارات. بعض الروائح تتلاشى بسرعة، وتظهر مكانها روائح جديدة. وبعضها يتحوّل ويتغيّر بطريقة تخبرنا عن قصّة ثقافية. نفحات الياسمين والجلود من عطر شانيل عام 1927 تساعدنا على فهم النساء الاندروجينيات في ذلك العصر. ونفحة الحلوى المنبعثة من أحدث عطور فيكتوريا سِكرِت تقول لنا شيئا ما عن الأنوثة في عالم اليوم. وما نشمّه في مدننا ومنازلنا والمساحات الطبيعية في البيئة المحيطة بنا ما هو إلا جزء من حياتنا، تماما مثل الأشياء التي نراها ونسمعها ونلمسها.
الشمّ حاسّة فريدة من نوعها من بين جميع الحواسّ، من ناحية طريقة معالجتها في الدماغ. فالمعلومات الشمّية تسافر مباشرة إلى تلك المناطق من الدماغ المسئولة عن الذاكرة والمشاعر.
ويقول العلماء إن الطريقة التي تتمّ بها معالجتها تجعل رائحة الذكريات قويّة جدّا وثابتة. ولكنْ خارج ذاكرتنا، فإن الروائح نفسها سريعة الزوال. فهي تتشكّل من مركبّات كيميائية متطايرة وهشّة يمكن أن تتحلّل وتتبدّد بسهولة. لذا فإن الرائحة هي جزء قويّ من تجاربنا. لكنها في نفس الوقت عنصر سريع الزوال.
وحيث أن الروائح ليست في ثبات الأجسام الصلبة، فقد أوجدت التكنولوجيا وسائل لجعلها أقلّ زوالا وتلاشيا. إذ يمكن حفظ العطور لفترات طويلة من الزمن بإبقائها بعيدا عن الضوء والأوكسجين. ويمكن في كثير من الأحيان تحليل الروائح المحيطة وتقطيرها لتحويلها إلى صيغ كيميائية. ثم يأتي بعد ذلك دور العطّارين المهرة الذين يعيدون تخليقها صناعيّاً.
من روّاد هذا الطريقة كيميائي سويسري يُدعى رومان كيسار طوّر عام 1970 تقنية جعلت من الممكن التقاط وتحليل جزيئات الروائح المنبعثة من الأزهار وغيرها من الأشياء.
وفي ما بعد، أي في العام 1995، ألّف كيسار كتابا بعنوان "الأزهار المتلاشية" ضمّنه رسوما توضيحية لنباتات نادرة ومهدّدة بالانقراض. ثمّ اقنع شركة جيفودان التي كان يعمل عندها، وكانت وقتها اكبر شركة للعطور والنكهات في العالم، بأن تسمح له بالشروع في إنشاء مصنع للروائح.
وطوال السنوات العشر التالية سافر كيسار إلى مختلف بلدان العالم ليلتقط روائح المئات من النباتات المهدّدة بالانقراض. وكتابه الصادر مؤخّرا بعنوان "رائحة النباتات المندثرة" يحتوي على قوائم بالموادّ الكيميائية التي تمثّل صيغة كلّ رائحة. كما نجح أيضا في إعادة تخليق العديد من هذه العطورات صناعيا.
وكان هدفه أن يبيّن للناس جمال الروائح العطرية في الطبيعة. لكن للكتاب أيضا قيمة علمية مهمّة. فبفضل المعلومات والتجارب الواردة فيه، سيكون بالإمكان، مثلا، بعد مائتي سنة من الآن إعادة بعث روائح النباتات الموجودة هذه الأيّام عندما تكون جميع هذه النباتات قد انقرضت من على سطح الأرض.
وقد استخدمت شركات صناعة العطور، مثل كريستوفر بروسيوس الأمريكية، هذه الطريقة لإعادة إنشاء روائح أقلّ وضوحا، مثل رائحة معطف فرو قديم أو غلاف كتاب ورقي مهتريء. وهذه الطريقة يمكن أن تكون بداية لبناء قاعدة معلومات واسعة. تخيّل وجود مكتبة للروائح الخاصّة بزمن أو مكان معيّن، على غرار مكتبة الكونغرس للكتب.
ليس مستغربا أن تكون صناعة العطور في طليعة المحافظين على الروائح. وهناك مؤسّسة تدعى اوزموثيك ومقرّها فرساي بـ فرنسا تحتفظ بمجموعة من العطور المهمّة تاريخيا في صيغها الأصلية. وقد وُضعت هذه العطور في قوارير مبرّدة من الألمنيوم. كما تمّ استبدال الهواء في كلّ قارورة بالأرغون، وهو غاز خامل لا يتفاعل مع العطور كما يفعل الأكسجين، ما يساعد على إبقاء الروائح في حالة مستقرّة مهما مرّ عليها من زمن.
باتريشيا دي نيكولاي، صانعة عطور ورئيسة اوزموثيك، أطلقت مؤخّرا عطرا أسمته "قبّلني برِقّة"، وهو عطر حسّاس استلهمته من قاعدة عطر كان مشهورا في القرن التاسع عشر. تقول دي نيكولاي: أحيانا عندما تصادف عطورا قديمة جدّا، يمكنك أن تعثر على فكرة منسيّة تماماً. وهذا في حدّ ذاته مصدر إلهام".
لكن ماذا عن الروائح التي اختفت بالفعل؟
اوزموثيك قامت، وباستخدام ملاحظات دوّنها احد مساعدي نابليون، بإعادة بناء كولونيا صُنعت خصّيصا للزعيم الفرنسي أثناء وجوده في منفاه في جزيرة سينت هيلينا قبل وفاته في العام 1821م.
عندما كان الأستاذ الجامعي جيمس ماك هيو يعمل على أطروحته في الدراسات السنسكريتية والهندية في جامعة هارفارد، وجد ثروة من المعلومات الشمّية في النصوص السنسكريتية القديمة. كانت تلك المعلومات تتضمّن خلطات وصيَغاً تفصيلية عن العطور والبخور وتعليمات استخدامها، فضلا عن أوصاف الروائح التي كان يستخدمها قدماء الهنود في حياتهم اليومية. وأصبح ماك هيو مهتمّا بتحويل هذه القوائم من الكلمات إلى أشياء ملموسة. وقد أثارت جهوده تلك اهتمام شركة لودامييل، ما أدّى إلى صنع سلسلة من العطور على أساس هذه الصيغ القديمة.
يقول ماك هيو إن النصوص التي كانت مكتوبة في الغالب من قبل الأثرياء البراهمة تذكر بعض الروائح بطريقة إيجابية وأخرى بطريقة سلبية. لودامييل استخدمت هذه الأوصاف لخلق نوعين من الرائحة يمثّلان الأفكار المثالية للبراهمة: الأول مكوّن من الزبدة والحليب وأزهار المانغو والعسل وخشب الصندل. والثاني، الذي يشبّهه ماك هيو بالكابوس، قوامه روائح الدخان واللحم المتعفّن والكحول والثوم.
لكن الهدف الأكثر طموحا من الناحية العلمية هو أن علماء الآثار يستخدمون الآن تقنيات تحليلية حديثة في محاولة لجلب الروائح القديمة وإعادتها إلى الحياة. وقد قاموا بتحليل البقايا العضوية المتخلّفة عن القطع الفنّية لدراسة النظام الغذائي وأساليب الطبخ في الثقافات القديمة، ثم بدءوا استخدامها في دراسة العطور.
المتحف المصري التابع لجامعة بون، على سبيل المثال، يعمل الآن على تحليل وإعادة بعث العطر الفرعوني الذي كانت تستخدمه الملكة المصرية حتشبسوت، اعتمادا على بقايا زجاجة يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة عام. ويخطّط المتحف لإعلان التفاصيل قريبا. ويقول أمينه أن العطر يحتوي على أكثر من ثمانين مكوّناً.
من المثير فعلا أن ندسّ أنوفنا في عبق الماضي. لكن ليس كلّ المؤرّخين على ثقة بأننا يمكن أن نعرف أعمق الحقائق عن الماضي من خلال إحياء مثل هذه الروائح. ويقول بعض العلماء انه حتى لو استطعنا إعادة إنتاج روائح من الماضي إلا أننا لن نستطيع استخدامها بنفس الطريقة.
المؤرّخ مارك سميث يعتقد أن دراسة الرائحة والحواسّ الأخرى مهمّة، شريطة أن توضع في سياقها الصحيح. وهناك أمثلة لا حصر لها تشرح كيف أن الظروف تؤثّر على الطريقة التي ننظر بها إلى الروائح. على سبيل المثال، أصبحت شجيرة الشاي الكندي المسطّحة ذات شعبية في صناعة العلكة ومعاجين الأسنان في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. لكن بالنسبة للبريطانيين، فإن هذه الشجيرة تذكّر برائحة المرض، لأنها كانت تُستخدم في صنع المراهم التي كانت تُعالَج بها جروح الجنود. وإذا لم نفهم هذه المعاني، فإننا فقط نشمّ الماضي كما نفعل الآن، وليس كما كان الناس يشمّونه في ذلك الوقت.
غير أن هذا الكلام ينطبق على أيّ تجربة تاريخية. خذ مثلا لوحة زيتية من عصر النهضة. قد تعني اللوحة لنا شيئا مختلفا جدّا عمّا كانت تعنيه للناس في ذلك الوقت. ومع ذلك فإننا ما نزال ندرك قيمتها ونقدّرها. وكما يمكننا وضع الملابس والأمكنة القديمة في سياق تاريخي، يمكننا أيضا أن نفهم المزيد من معاني العطور وغيرها من روائح الحضارة والطبيعة.
كما أن بإمكاننا أن ننظر إلى الماضي بطريقة أكثر شمولا من خلال إشراك أجزاء من الدماغ بشكل مباشر وبأكثر ممّا يمكن أن توفّره حاسّة الإبصار لوحدها.
كحاسّة كيميائية، فإن الشمّ له ارتباط وثيق بما يجري الآن وفي هذه اللحظة بالذات. وبالنسبة للناس اليوم، فإن إضافة روائح لما هو موجود لدينا بالفعل، سواءً كان مصدرها النباتات المنقرضة أو السجّلات والتحف الفنّية القديمة، يمكن أن يعمّق ارتباطنا بالعالم ويوسّع فهمنا له بطرق وأساليب جديدة.
رسم مونيه هذا المنظر الشتويّ في وقت متأخر من ستّينات القرن قبل الماضي. وقد رسمه في الهواء الطلق. في ذلك الوقت اعتُبرت اللوحة استثنائية لدرجة أن صحفيا آنذاك كتب بإعجاب مقالا يمتدح فيه "مونيه الشجاع" بقوله: كان الجوّ باردا جدّا لدرجة انه حتى بعض الحجارة كانت تنشطر إلى جزأين بفعل التجمّد. رأينا آثار أقدام ثمّ حامل لوحة ثمّ رجلا يرتدي ثلاثة معاطف وعلى يديه قفّازان ووجهه شبه متجمّد. هذا الشخص هو السيّد مونيه الذي كان منهمكا في دراسة ورسم آثار الثلج".
بدأ الفنّان رسم اللوحة خارج البيت، لكنه أكملها في ما بعد في محترفه. وقد استخدم ألوانا قليلة كي يمسك بالمزاج الحميم والحالم: الثلوج الكثيفة على السياج، والشمس التي تلقي بظلالها على الأرض المغطّاة بالثلج. وقد سُمّيت اللوحة على اسم طائر العقعق "وهو طائر من فصيلة الغراب" الذي حطّ على البوّابة. الألوان الخفيفة المتوهّجة اُعتبرت جريئة جدّا لدرجة أن لجنة التحكيم في صالون 1869 رفضت اللوحة. لكن اليوم يُحتفل بها كواحدة من أفضل المناظر الانطباعية المبكّرة.
تمثال موسى، 1513
إلى ما قبل ظهور سيغموند فرويد، كان تاريخ الفنّ عبارة عن توثيق للأعمال الفنّية: كيف ظهرت وإلامَ انتهت، وما هي التأثيرات الثقافية والاجتماعية التي شكّلت دافعا للفنّان في انجاز هذا العمل أو ذاك.
لكن عالم النفس النمساويّ الشهير ابتكر طريقة لاكتشاف كيف ولماذا يؤثّر فينا الفنّ العظيم. ومن خلال دراسة العمل الفنّي سيكولوجيا، وكذلك التحليل النفسي للفنّان صاحب العمل، قدّم لنا فرويد أدوات فعّالة تمكّننا من فهم الإبداع وإدراك القوّة التذكّرية والعاطفية للفنّ بطريقة أفضل.
كان أسلوبه في دراسة الفنّ مشابها إلى حدّ ما لطريقته في تفسير الأحلام. فالصور في الأحلام، وكذلك في الرسم والنحت، ما هي إلا تقطير بصريّ للأفكار والتأثيرات.
كان فرويد متماهيا مع النبيّ موسى. كتابه الأخير كان عنوانه "موسى والتوحيد". والواقع انه كان يرى في نفسه، هو أيضا ومثل موسى، زعيما لجماعة صغيرة، لكن تأثيرها قويّ وواسع.
وكان فرويد يقول لأصدقائه دائما أن روما هي مدينته المفضّلة وأن زياراته لها تسرّه كثيرا. وقد عُرف عنه اهتمامه بالآثار وبجمع التحف. وكان يستخدم الآثار والتنقيب كتعبير مجازيّ عن العقل الباطن والكبت. وروما بطبقاتها المتعدّدة والقديمة من عصور النهضة والباروك والحداثة كانت تفتنه وتثير مخيّلته.
وقد جاء إلى روما أوّل مرّة لزيارة تمثال موسى، ثم عاد مرارا لمعاينة التمثال. دراسته بعنوان "موسى وميكيل انجيلو" لها تاريخ غريب. وقد نشرها عام 1917 باسم مستعار في دورية سيكولوجية.
لكن في البداية، ما هي قصّة تمثال موسى؟
في عام 1505، بدأت فكرة بناء قبر للبابا جوليوس الثاني، عندما كلّف هذا البابا ميكيل انجيلو بتصميم القبر الذي كان عبارة عن ضريح فخم.
وكان من المنتظر أن يوضع التمثال في كنيسة القدّيس بطرس التي كانت آنذاك تحت الإنشاء. وقد أتى الاقتراح ببناء الضريح من "بابا" كان يحبّ نفسه كثيرا، وكلّف للمهمّة نحّاتا شابّا كانت له، هو أيضا، طموحات عالية.
ومنذ البداية، كانت النيّة متّجهة لإقامة ضريح ينافس في الفخامة ضريح الملك الإغريقيّ ماسوليوس الذي يُعتبر إحدى العجائب السبع في العالم القديم. ومن اسم ماسوليوس اشتُقّت كلمة موسوليوم التي تعني باللاتينية "الضريح".
وتمثال موسى لم يكن سوى واحد من أربعين تمثالا داخل القبر. وهو على الأرجح كان أوّل قطعة يتمّ انجازها. وظلّ التمثال يشكّل عبئا ثقيلا على ميكيل انجيلو حتى بعد موت البابا جوليوس عام 1513م بوقت طويل.
فكرة التمثال مأخوذة من سفر الخروج في العهد القديم الذي يذكر أن موسى خرج من مصر مع قومه قاصدا "ارض الميعاد" التي سيؤسّس عليها امّة موحّدة. وعندما وصل موسى إلى سيناء صعد إلى الجبل، وهناك تلقّى الألواح المقدّسة المسمّاة اليوم بالوصايا العشر، والتي تُعتبر أساس الأخلاق المسيحية اليهودية.
لكن موسى يُفاجأ عند نزوله بأن قومه عادوا في غيابه لعبادة الأصنام ووجدهم يرقصون حول عجل ذهبيّ. وقد استولى عليه الغضب ممّا رآه، وهو المعروف بمزاجه العصبيّ، فقام بتحطيم الألواح في نوبة غضب.
خلال عصر النهضة، أصبح كلّ من موسى وعيسى موضوعين مفضّلين للرسّامين. ومن يَزُر كنيسة سيستينا في الفاتيكان سيرى مقاطع مصوّرة من حياة هذين النبيّين تمتدّ من الجدار الشماليّ حتى الجنوبيّ. وأكثر الرسومات المتكرّرة تُظهر موسى ممسكا بالألواح عاليا فوق رأسه بعصبية وهو على وشك تكسيرها في الأرض.
تمثال ميكيل انجيلو عن موسى مختلف. وفرويد كان مفتونا بهذا الفارق. وقد لاحظ في البداية أن التمثال ليس عن موسى وهو على وشك تكسير الألواح. فالتمثال العملاق يصوّر شخصا ينظر ناحية اليسار. وليس هناك من شكّ في غضبه الشديد أو قوّة الانفعال التي يختزنها داخل جسده.
كما لاحظ فرويد لحيته الكثّة واليد اليمنى التي يُمسك بها الألواح، بينما الألواح على وشك أن تنزلق منه. وضعية ساقي الشخص توحي بأنه على وشك أن ينهض من مكانه ويندفع إلى الأمام. ومن المؤكّد أن الألواح ستسقط نتيجة لتلك الحركة.
زار فرويد التمثال ورسمه مرارا، ثم توصّل إلى استنتاج أخير مؤدّاه أن هذا هو موسى فعلا، فالثورة تنطق بها عيناه وكلّ عضلة من جسده الضخم، لكنّ التوتّر في الجسد واللحية يُظهر تردّده.
تمثال موسى هو عبارة عن عملاق ثائر وصعب المزاج في حالة صراع. لكن لماذا هذا الصراع؟ يقول فرويد: صحيح أن أمل موسى في قومه خاب، لكن يجب عليه أن يتذكّر أنهم أتباعه ولا يمكن أن يخاطر بالتخلّي عنهم ونبذهم. كان يعرف انه يجب أن يتحكّم في غضبه وأن يجدّد دين قومه.
يقال أن من بين عيوب التمثال حقيقة أن قدمي ويدي الشخص ضخمة بشكل لا يتناسب مع التمثال ككلّ. لكن هذا كثيرا ما يُفسّر بأن التمثال أريد له أن يُنظر إليه من أسفل. وأحيانا قيل أن هذا خطأ فنّي فرضه شكل عمود الرخام الذي نُحتت منه الأطراف.
وحتى عندما نحت ميكيل انجيلو تمثال بييتا عن المادونا وابنها، قيل وقتها وما يزال يقال إلى اليوم على سبيل النقد، بأن وجه الأمّ أكثر شبابا من وجه ابنها الميّت.
غير أن هذه هي فكرة النحّات لما يعنيه مفهوم الأم، وفي هذا أيضا تلميح لحياته هو. فقد انفصل ميكيل انجيلو عن أمّه عندما وُلد، وعُهد به إلى مربّية في قرية مجاورة. وبعد أن أعيد إلى أمّه، توفّيت بعد ذلك بوقت قصير وعمره لا يتجاوز السادسة. والواقع أن ميكيل انجيلو كان له أمّ لم تكبر في عينيه أبدا. وربّما كان هذا انعكاسا لرغبة الإنسان في أن يعود إلى حضن أمّه التي كانت وقت ولادته.
كان عقل ميكيل انجيلو المرهَق ميدان قتال متواصل. القوى المتعارضة للإيمان الدينيّ والجمال الوثنيّ كانت تتواجه في وعيه. لكنّ هذا ساعده على خلق مجموعة من التحف الفنّية الخالدة.
دراساته التشريحية بارعة في تعبيريّتها وإحكامها، كما أن تصميماته لقبور معاصريه، مثل ميديتشي وجوليوس الثاني، ظلّت على الدوام تُلهم الرهبة وربّما الخوف.
وقد عاش النحّات في زمن مثير تخلّلته غزوات نابليون وإصلاحات الكنيسة وفترات الاضطراب السياسيّ. كان مشهورا بحبّه للعزلة. وكان يطبّق على نفسه حالة امتناع عن المتع الدنيوية، بعد أن قرّر أن يصرف جميع انفعالاته ودوافعه على إبداعه الفنّي.
وممّا لا شكّ فيه أن ميكيل انجيلو بذل جهدا خرافيّا في رسم سقف كنيسة سيستينا، ما أدّى إلى تشويه عموده الفقريّ وإتلاف نظره إلى درجة كبيرة.
وبحسب ما يقوله المؤرّخ الايطاليّ انطونيو فورتشيللينو، كان أسلوب حياته المتقشّف وسيلة لادّخار المال. حتى مادوناته متقشّفات وبسيطات، وقد وضعهنّ في طبيعة قاحلة كردّ على انتقادات الكاهن سافونارولا الذي اتّهم الفنّانين وقتها بتصوير المادونا كبغيّ وذلك بإلباسها ثيابا غير محتشمة.
كان سافونارولا قد جاء إلى السلطة في فلورنسا وأتى معه بجملة من القوانين المتشدّدة التي تحذّر الناس من الفراغ والانشغال "بالاهتمامات التافهة". وطبعا كان من بين تلك الاهتمامات الرسم والنحت والحُليّ والمجوهرات والآلات الموسيقية، لذا اُلقي بها جميعا إلى النيران لتأكلها.
لكن لنعد الآن إلى القصّة الأصلية. بحسب فرويد، صنع ميكيل انجيلو تمثالا؛ ليس عن موسى الغاضب وإنّما عن موسى الزعيم الذي يعيش حالة صراع. انه ممزّق بين الغضب وبين الخوف في أن يتسبّب غضبه في تدمير ما كان قد بدأ عمله.
والحقيقة أن كلا الشخصين، أي النحّات والبابا جوليوس الثاني، كان لهما مزاج غضوب جدّا. وقيل إن وجه التمثال هو وجه البابا نفسه. وممّا يُروى أن البابا في إحدى نوبات ثورته ضرب ميكيل انجيلو بالعصا على ظهره. وردّا على ذلك، ترك الأخير الفاتيكان وغادر إلى فلورنسا تاركا البابا في حالة هياج.
وقد تصالح الرجلان مع بعضهما بعد جهد جهيد في ما بعد. وكان ميكيل انجيلو يعلم بأن عليه أن ينصاع في النهاية لرغبات راعيه.
جدار قبر جوليوس انتهى العمل منه طبقا لمخطّط ميكيل انجيلو عام 1547، أي بعد وفاة البابا جوليوس بأربعة وثلاثين عاما. وهو يمثّل محصّلة لسلسلة من التسويات والمفاوضات.
وعلى مرّ السنين، كان هناك جدل كثير عن النتوءات التي تشبه القرون والبادية على رأس موسى. وقد أضافها النحّات اعتمادا على ما ورد في سفر الخروج الذي يذكر أن موسى عندما تلقّى الوصايا العشر نزل من فوق الجبل وفي رأسه قرون من إثر حديثه إلى الربّ. وكانت تلك القرون تميّزه عن غيره وتمنحه نوعا من المكانة والمجد.
لكن يقال أن فكرة القرون نتجت عن ترجمة مغلوطة لكلمة في النصّ اللاتيني عن قصّة الوصايا على أن معناها "القرون"، بينما يشير معناها في العبرية الأصلية إلى صفة "التألّق أو السطوع".
ومن المثير للاهتمام أن فرويد في كتابه "موسى والوحدانية" طبّق مبدأ علمانيّا، فقال إن النصّ الإنجيلي يعني انه كان لموسى جبين بارز للغاية أو سنام، وعادة ما تقترن هذه الصفة بالذكاء الشديد.
ميكيل انجيلو كان يشعر بأن هذا التمثال كان تحفة حياته. وطبقا للمؤرّخ جورجيو فاساري، فإن يهود روما كانوا يأتون جماعاتٍ وفرادى للنظر إلى التمثال وإظهار الإعجاب به كلّ يوم سبت.
لكن كان هناك أيضا جدل بشأن الصدع الظاهر في الرخام على الركبة اليمنى للتمثال. ويقال أنه عندما فرغ ميكيل انجيلو من إتمامه ضربه بالمطرقة وصاح قائلا: هيّا تكلّم"! وطبعا هذا لم يحدث أبدا ولم ترد هذه القصّة في أيّ مصدر موثوق.
كان فرويد يرى بأن دراسة العمل الفنّي من ناحية سيكولوجية يضيف الكثير إلى فهمنا لذلك العمل. وفي ما بعد وضع دراسة عن ليوناردو دافنشي، مضيفا معيارا آخر مهمّا لفهم العمل الفنّي، وهو العلاقة بين تطوّر الشخصية وتجارب الفنّان من ناحية وبين القطعة الفنّية من ناحية أخرى.
وقد أسهم فرويد في دراسته للعمل الفنّي من منظور علاقته بصانعه في إثراء دراسة الفنّ وتقدير الجمهور للأعمال الفنّية.
الجدير بالذكر أن ميكيل انجيلو توفّي وهو في التاسعة والثمانين من عمره، وكان ما يزال يعمل بنشاطه المعهود ويرتدي زيّ الفنّان المتقشّف. ومع ذلك، كان يُعتبر أكثر فنّاني عصره احتفاءً. شهرته كانت مدويّة في أرجاء أوربّا كلّها. ولهذا خصّته الكنيسة الكاثوليكية بمراسم دفن فخمة تعكس أمجاده الشخصية.
وفي صباح اليوم الذي توفّي فيه، تسلّلت مجموعة من أهالي فلورنسا إلى الكنيسة التي كان جثمانه مسجّى بداخلها، ثم سرقوا الجثمان وقاموا بإخفائه في عربة مدرّعة. وبعد ثلاثة أيّام، وصلوا به إلى فلورنسا حيث خرج في وداعه الآلاف.
ولم يرَ الناس وقتها موكبا بمثل تلك الضخامة عدا ما كان يُختصّ به القدّيسون عادة. كانت المعركة على جنازة ميكيل انجيلو رمزا للعلاقة المتناقضة دائما بين الدين والفنّ والسياسة.
عمان- اعلن غاليري بنك القاهرة عمان عن يوم 15-4 – 2017 الموعد النهائي لاستلام مشاركات مسابقة رسوم الاطفال السنوية – الدورة الثامنة والتي جاء في تقديمها
منذ عام 2009 وعندما قرر بنك القاهرة عمان أقامة مسابقة رسومات الاطفال في دورتها الاولى ، كان هدفنا الاساس هو تشجيع اطفال الاردن , على خوض غمار المنافسة الفنية ، واتاحة الفرصة لهم لعمل فني منظم مفتوح , لا يضع شروطاً في الموضوع او الخامة, وكنا على يقين بان هذه المسابقة , ستترك اثارها المهمة في وجدان وذاكرة الطفل وتفتح له باباً جديداً للتذوق الفني والانخراط المبكر في الابداع وتلقي الردود وتحقيق الحوافز .
يسعدنا في غاليري بنك القاهرة عمان ونحن نبدأ التحضير للدورة الثامنة في هذه المسابقة , بعد ان تحقق لها حضورا" خاصا" , في ساحتنا التربوية والتشكيلة وحققت اهدافاً عالية واصبحت الحدث الاهم الذي ينتظرة اطفال الاردن سنوياً للمشاركة والعرض الفني .
بأسمنا واسم شريكنا في المسابقة , فبريانو العالمية المتخصصة في صناعة الورق الفني ، نرحب بأبنائنا الطلاب للمشاركة الواسعة , وسنظل على وعدنا بتقديم كل ما هو مفيد للاخذ بيد اطفالنا ، جوهرة المستقبل ولتظل هذه المسابقة , هدية البنك للاطفال , بما تحملة من قيم تربوية عالية وتشجيع غير محدود لفناني المستقبل .
أن مساهمة وزارة التربية والتعليم والبرنامج التعليمي في وكالة الغوث لها دور فاعل ومهم في نجاح و توسيع دائرة المشاركة في المسابقة , لتحقيق الاهداف النبيلة , في خلق جيل فني متذوق نستشرف به المستقبل .
فلطالما كانت الفنون عبر التاريخ هي الحاملة لروح الأمم ومستوى تقدمها وحضارتها ، ومنذ الإنسان القديم الذي عبر عن مكنونات نفسه ومخاوفه من ويلات الطبيعة بالرسم على جدران الكهوف ، وارتباط ذلك بقوة السحر، الذي وجد فيه أجدادنا الأوائل ، سبيلا وحيدا لتفسير الظواهر الطبيعية وحل ألغازها ، والى الآن وبعد أن تحول الفن من وسيلة لفهم الطبيعة الى قيمة جمالية خالصة ، كان له المكانة العليا في اهتمامات الشعوب ، وكان له هذه السطوة على عقول وقلوب الأجيال المتعاقبة ، وكما كان للفن كل هذه المكانة فقد تأسس في العالم العديد من الأكاديميات والكليات الخاصة بتعليمه بحيث أصبح الآن تخصصا متعدد الاتجاهات ولم يتوقف عند حدود الفنون البصرية ، والرسم على رأسها ، بل تجاوزه إلى الديكور وتصميم الأزياء والتصميم والفنون الأدائية المختلفة من رقص ومسرح وتقنيات ترتبط بهذه التخصصات ، وكان لا بد من تركيز الاهتمام على المناهج الدراسية ، وإعداد الأجيال ومنذ المراحل الابتدائية والروضة وغرس مفاهيم الجمال والاستمتاع به ، فالفن يهذب النفس ويربيها ويساهم الى جانب العلوم الأخرى في بناء الإنسان الجديد الذي نطمح أن يكون ، فأمتنا العربية في ظروفها الحالية أحوج ما تكون للدفع بطاقات الشباب وبناء طفولة بعيدة عن المؤثرات السلبية التي لحقت بإنساننا العربي نتيجة الويلات والحروب والهزائم .
يسعد بنك القاهرة عمان ان يعلن وبالتعاون مع فبريانو عن مسابقة رسومات الأطفال- الدورة الثامنة و لكافة الطلاب في المملكة الأردنية الهاشمية وفق الشروط والبنود التالية :
أولا : موضوعات المسابقة :
1- البيئة التي يعيش فيها الطالب.
2- الاعتزاز بالوطن والهوية .
3- الحياة اليومية
4- القدس في عيون أطفالنا
ثانيا : المواد والخامات :
1- الألوان المائية والخشبية والزيتية.
2- الجرافيك وفن البوستر .
3- خامات فنية مختلفة
ثالثا : شروط عامة :
1- يسمح للطلبة من سن 5-16 سنة بالمشاركة .
2- 50x70 سم هو الحجم الاقصى للاعمال الفنية المشاركة ولا تقبل اعمال النحت والمجسمات .
3- يكتب خلف العمل، الاسم والعمر والمدرسة ورقم التلفون بشكل واضح، ولا يجوز الكتابة على سطح اللوحة أي من هذه المعلومات.
4- لا تقبل الاعمال الملفوفة على شكل رول .
5- ان تكون اللوحات مرسومة على ورق فبريانو .
6- الاعمال المشاركة في المسابقة غير مستردة .
7- آخر موعد لاستلام الأعمال الفنية هو 15/4/2016 في مبنى الإدارة العامة – بنك القاهرة عمان - غاليري بنك القاهرة عمان – وادي صقره – بناية زاره .
ويمكن تسليم المشاركات في المسابقة الى أي فرع من فروع بنك القاهرة عمان المنتشرة في محافظات المملكة
رابعا : الفئات العمرية المشاركة
الفئة الاولى من 5-7سنوات
الفئة الثانية من 8-10 سنوات
الفئة الثالثة من 11-13 سنة
الفئة الرابعة من 14-16 سنة
خامسا : الجوائز
لكل فئة عمرية خمسة جوائز بحيث يصبح عدد الجوائز المالية لكافة الفئات عشرون جائزة على النحو التالي :
1- الجائزة الأولى : حساب توفير بقيمة 500 دينار .
2- الجائزة الثانية : حساب توفير بقيمة 400 دينار .
3- الجائزة الثالثة : حساب توفير بقيمة 300 دينار .
4- الجائزة الرابعة والخامسة : حساب توفير بقيمة 200 دينار .
5- جائزة خاصة مقدمة من فبريانو وهي عبارة عن منحة مدرسية بقيمة 1000 دينار ( الف دينار ) للفائز الذي تختاره لجنة التحكيم من بين الفائزين الخمسة الاوائل لكل الفئات العمرية .
6- جائزة خاصة مقدمة من فبريانو للمعلم المتميز بقيمة 300 دينار ( ثلاثماية دينار )
7- شهادة تقدير للفائزين من الاول - الخامس من كل فئة عمرية .
8- شهادة تقدير للطلاب المعروضة اعمالهم في المعرض وعددهم ثمانون .
9- شهادة تقدير للمدارس الفائزة.
10- هدية خاصة لابرز المشاركات وعددها 80 مشاركة مقدمة من بنك القاهرة عمان وفبريانو .
سوف يقوم بنك القاهرة عمان الجهة المنظمة للمسابقة بطباعة كتاب يتضمن الأعمال الفنية الفائزة وأبرز المشاركات الفنية وعددها ثمانون ، بغض النظر عن الفوز أو عدمه في المسابقة .
سادسا :
سوف يقيم بنك القاهرة عمان وفبريانو احتفالا خاصا لتوزيع الجوائز في غاليري بنك القاهرة عمان الذي سيعرض الأعمال الفنية الفائزة إلى جانب أبرز المشاركات الفنية .
سابعا :
لجنة التحكيم :
تتكون لجنة التحكيم من خمسة أعضاء من المختصين بفن الطفل والفنون التشكيلية .
المزيد من المقالات...
- كينوبوف وغموض الفنّ
- بين الدبلوماسية والفنّ
- رفع الستار عن تمثال للموسيقار الروسي البارز سيرغي بروكوفييف في موسكو
- مبادرة «ارسم وطنك»: سياحة فنية
- سيسلي شاعر الألوان
- ليل تضيئه الشموع
- تايلو سويفت أعلى الموسيقيين دخلا بفارق كبير
- الشارقة للفنون تفتتح معارض الحداثة السودانية يوم السبت المقبل
- ذات الخِمار
- القمر الاخضر للفنان كوينجي
الصفحة 81 من 90