كولومبيا - الرسّام الكولومبي فرناندو بوتيرو شخص مثير للجدل. النقّاد لا يستسيغونه كثيرا. بينما يتنافس جامعو الأعمال الفنية على شراء واقتناء لوحاته. شهرته في بلده كولومبيا لا تختلف عن شهرة مواطنه الروائي غارسيا ماركيز. ورغم ارتباطه الكبير بوطنه، إلا انه لا يقضي فيه أكثر من شهر واحد في السنة لأسباب أمنية. وفي كلّ الأحوال، لا ينام بوتيرو في بيته إلا بصحبة شخصين أو ثلاثة، كما يستخدم في تنقّلاته اليومية سيّارة مضادّة للرصاص.
بوتيرو حلّ مؤخّرا في لندن، وكانت تلك مناسبة للحديث معه وسماع بعض الحكايات منه عن الاختطاف والفساد وسرّ حبّه للنساء البدينات.
بوتيرو رجل غاضب غالبا. وقد أتى إلى لندن لحضور أوّل معرض يقام للوحاته في المملكة المتّحدة منذ 26 عاما. "لا أحد دعاني إلى هنا. وإحساسي أن هذا الأمر قد يكون مجرّد مصادفة". غير أن بوتيرو يعتقد انه محظور. "لقد ظلّ النقّاد يكتبون عنّي طوال حياتي بغضب وحنق".
لوحات بوتيرو، التي يصوّر فيها جنرالات كولومبيا وصالات الرقص ومحلات الدعارة والرهبان والأساقفة وأفراد الطغمة العسكرية الحاكمة، معروفة في جميع أنحاء العالم.
بعض نقّاد الفنّ المعاصر يصفون لوحاته بأنها مبتذلة ومثيرة للشفقة وأحيانا ساذجة.
غير أن السفر مع الرسّام في موطنه كولومبيا يعطي فكرة مختلفة عن الطريقة التي ينظر إليه بها الناس هناك.
الكثيرون هناك يعتبرونه بطلا قوميا ورمزا ثقافيا أكثر منه فنّانا أو مبدعا. في بلدته ميديين، يحاط بحشود من الناس الذين يريدون رؤيته أو الطلب منه أن يترك لهم توقيعه على أيّ شيء يحملونه.
بوتيرو يُعتبر ولا شكّ واحدا من انجح الرسّامين بالمعنى التجاري والشعبي. ولوحاته تتعامل مع عدد كبير من القضايا التي كانت وما تزال تقع في قلب العملية الإبداعية والفنية في أمريكا اللاتينية في القرن العشرين.
وصوره على اتساع نطاقها وتنوّع موضوعاتها تمنح جمهوره نظرة بانورامية عن كلّ ما هو نبيل وسيّئ في المجتمع الحديث على طرفي الأطلنطي وفوق وتحت خط الاستواء.
كلمة بوتيرو أصبح لها معنى عام. في الإدراك الجمعي، يمكن أن يشير الاسم إلى رجل أو امرأة أو شيء متحرّك أو ساكن، ضخم ومستدير. وبالنسبة للكثيرين فإن بوتيرو يمثّل احتفاءً بالإثارة الحسّية أو العربدة والشهوانية. لكن من خلال المعارض الفنّية وعبر شوارع وميادين المدن الأكثر شهرة في العالم حيث تتواجد لوحاته وتماثيله، أصبحت أعماله معروفة ومميّزة جدّا مع أن معانيها ظلّت غامضة.
في الأسبوع الماضي ذهبت لتناول الشاي مع فرناندو الجميل وذكّرته بتلك المقولات المُرّة عن فنّه. واكتشفت أن تأثيرها عليه يشبه تأثير الصدمة الكهربائية. ينظر بوتيرو بعصبية ثم يومئ بعنف إلى بعض لوحاته المعلّقة على جدران الغاليري ويقول: هذا فنّ حديث ومعاصر بمعاييري أنا. الرسم لم يمت، حتى إن كان هؤلاء النقّاد يعتقدون ذلك. إنهم يقتلونك ويسخرون منك. لقد ظلّوا يحاولون قتلي طوال حياتي. إنهم يغضبون ويصرخون في وجهي دائما".
يهدأ بوتيرو قليلا ويبدو كما لو انه يبحث عن مساحة للتنفّس. ثمّ يقول: لو كان فنّي فظيعا، فلماذا تبادر المتاحف إلى شراء لوحاتي. ولماذا تتزايد الكتب التي تتحدّث عنّي وعن لوحاتي. لقد عرضت أعمالي في أكثر من ستّين معرضا. ومديرو المتاحف يحترمون لوحاتي أكثر من الأولاد الذين يأتون من معاهد الفنّ وينصّبون أنفسهم نقّادا ويستخدمونني ككيس للملاكمة".
ويقتبس بوتيرو عن نيكولا بوسان مفهومه لمعنى الفنّ بالقول انه عبارة عن مجموعة من الأشكال والألوان التعبيرية التي تمنح المتعة. المتعة كانت هدف الرسّامين منذ 500 عام. والقليل جدّا من الرسّامين كانوا يبحثون عن الجمال، مثل غويا".
قلت لـ بوتيرو: لو قلت هذا الكلام في حفل عشاء لعدد من الفنّانين المعاصرين فسيبتسمون من كلامك ويعتبرونه موضة قديمة. قال بصوت منخفض: نعم، هم الآن يقولون إن الجمال ضرب من الدعارة. ولكنّي أقول لك إنني إن اهتممت بما يقوله الآخرون فلن افعل شيئا على الإطلاق. لديّ قناعاتي الخاصّة وأنا لا اهتمّ بما يقوله أو يفعله غيري".
هل هذه مجرّد نوبة غضب أم حركة تمرّد يقودها رجل فرد لمناهضة اتجاهات الفنّ في عصرنا؟ بحسب بوتيرو، فإن التعبيرات الرديئة للفنّ اليوم هي ممّا يستحقّ الرثاء، وهناك الكثير مما يمكن أن يقال عن الموضوع".
ويضيف: في نهاية القرن التاسع عشر كان الفنّ مدهشا. كان هناك رينوار ومونيه وسيزان. وفي نهاية القرن العشرين أصبح الفنّ مثيرا للسخرية وسيّئا للغاية. حال الفنّ اليوم يشبه حال الإمبراطور الذي يظهر متجرّدا من ملابسه. الناس خائفون جدّا من أن يُصنّفوا بأنهم غير طليعيين ويخشون من أن يُطردوا من عربة الطليعية. الأمر مضحك جدّا".
إحدى أكثر اللحظات أهمّية في تاريخ تطوّر فرناندو بوتيرو حدثت عندما اشترى متحف الفنّ الحديث في نيويورك لوحته المسمّاة "الموناليزا في سنّ الثانية عشرة". في هذه اللوحة وفي غيرها من أعمال بوتيرو نرى بوضوح وعن قرب خصائص أعضاء شخصيّاته التي يمكن التعرّف عليها بسهولة. في الموناليزا، حوّل بوتيرو الطبيعة الايطالية في الخلفية إلى منظر من أمريكا الجنوبية مع لقطة لبركان ثائر.
بوتيرو يمزج رسم الأشخاص بإحساس جميل بالمرح والتعاطف الإنساني الذي لا نراه في أعمال غيره. وهو يتناول المرح والدعابة بعد أن كانا حكرا على رسّامي الكاريكاتير. هذه الحساسية تجاه تقلّبات الوجود الإنساني والاعتراف بجاذبية المتع الدنيوية هي خصائص تميّز فنّ بوتيرو وتضفي على أعماله سمات إنسانية عميقة.
والأفكار الرئيسية التي شغلت خيال بوتيرو مثل الدين والسياسة والجنس والإثارة والحياة اليومية في كولومبيا والحياة الساكنة ومصارعة الثيران، كلّ هذه الأفكار والمواضيع تعامل معها بطريقة خاصّة وكنموذج لنظرة الرسّام وفهمه الخاصّ للعالم.
لم يتأثّر بوتيرو بأعمال الرسّامين الايطاليين وحدهم، بل اخترق العوالم الأكثر خفّة للنهضة الشمالية. فقدّم لوحة فان ايك بعنوان زواج ارنولفيني في هيئة جديدة ومنحها حضورا معلميا في سياق بيئة القرن الحادي والعشرين. ووجد في روبنز نظيرا مثاليا له بسبب طموحاته الكبيرة. روبنز عُرف بلوحاته التاريخية الضخمة ومشاهده الميثية التي تشبه مناظر هوليوود وبحفلات الصيد واللوحات الدينية التي كان يملؤها بصور الرهبان والقدّيسين والعذروات الفاتنات والمثيرات.
لكن من بين جميع رسّامي عصري النهضة والباروك، لم يشعل احد اهتمام بوتيرو ولم يجذب انتباهه أكثر من الرسّام الاسباني العظيم دييغو فيلاسكيز. كان فيلاسكيز دائما مصدر الهام وتحدّ للرسّامين من اسبانيا وأمريكا اللاتينية. وكان بوتيرو قد رأى لوحات فيلاسكيز عيانا في مدريد عندما كان يدرس في أكاديمية سان فرناندو عام 1952م. كان متحف برادو المكان الذي اجتذبه. وسرعان ما أصبح فيلاسكيز وغويا معلّميه الأكثر أهمّية في تلك الفترة.
في بعض لوحات بوتيرو إحساس بالوعي والنقد الاجتماعي. في إحداها يتناول أهمّية الذات ودور الفساد السياسي. رئيس الجيش يرتدي لباسا عسكريا جميلا بينما تتدلّى الأوسمة من صدره وعنقه. زوجته أو خليلته تلبس فستانا مصنوعا من فرو الثعالب النفيس. رأس الحيوان المسكين يتدلّى إلى وسط الفستان. غرور السيّدة تؤكّده ملابسها الزاهية والباهظة الثمن. وفي لوحة السيّدة الأولى، تظهر زوجة الرئيس ممتطية صهوة جواد بينما تظهر خلفها غابة من أشجار الموز.
أسأل بوتيرو عن رأيه في داميان هيرست. فيقول: هيرست؟ انه رجل ذكي، ذكيّ جدّا. لكن لا أعتقد أن ما يقدّمه فنّ عظيم. لديه إبداع يذكّرني بما تفعله وكالات الدعاية والإعلان. الفنّ شيء مختلف تماما. فنّ داميان هيرست فيه أفكار وإثارة. وإذا فرزنا الفنّ عمّا سواه فلن يبقى عنده فنّ كثير".
ولد فرناندو بوتيرو قبل 70 عاما في مدينة ميديين التي كانت قرية صغيرة ضائعة في جبال الأنديز قبل أن تتحوّل اليوم إلى مدينة كبيرة تشتهر بالكوكايين وبالبنوك.
في بوغوتا، وفي سنّ التاسعة عشرة بدأ يخالط الطليعيين الكولومبيين، ثم اخذ يرسم لوحات تذكّر بمرحلة بيكاسو الزرقاء.
وشيئا فشيئا، بدأ بوتيرو في السير على خطى فان ايك وديورر وروبنز وفيلاسكيز وغويا وريفيرا. ثم توجّه إلى أوربا ليدرس أعمال الرسّامين الكبار في متحفي برادو واللوفر. كان اللوفر قلعة ملكية بناها فيليب الثاني في أواخر القرن التاسع عشر. لكن كولومبيا هي التي كانت دائما في عقل بوتيرو. شوارعها، ناسها، جبالها، مناظرها البحرية؛ كلّ هذه الأشياء هي التي أعطته فنّه.
وفي سنّ الخامسة والعشرين أصبحت لوحات بوتيرو متميّزة وبات من السهل التعرّف عليها.
حياة فرناندو بوتيرو غنيّة بالزوجات وبالأطفال. فقد تزوّج من غلوريا زيا وزيرة الثقافية الكولومبية السابقة ورُزق منها بطفلين. ثم تزوّج من سيسيليا زامبرانو وأنجب منها طفلا. وتزوّج من الفنّانة اليونانية صوفيا فاري التي يعيش معها اليوم متنقّلا بين باريس وتوسكاني.
في التسعينيات أصبحت حياة بوتيرو وفنّه قاتمين، تماما مثل كولومبيا التي كانت تترنّح تحت عجلة العنف السياسي والحرب على المخدّرات. وفي عام 1994 اختطفه مجهولون اقتحموا منزله عنوة. وفي العام التالي انفجرت قنبلة تحت إحدى منحوتاته في شارع بـ بوغوتا، ما أدّى إلى مقتل 27 شخصا.
ابن بوتيرو الأكبر، وهو وزير دفاع سابق، قضى في السجن حوالي ثلاثين شهرا لتقاضيه رشوة بـ 6 ملايين دولار من كارتيل كالي للمخدّرات.
ولم يتحدّث بوتيرو مع ولده لمدّة ثلاث سنوات بعد الإفراج عنه. وقبل تسع سنوات حُكم على الابن بستّة وثلاثين شهرا أخرى في السجن بتهمة السرقة.
إن من الصعب الإمساك بحياة بوتيرو. لكن فهم فنّه يبدو أكثر صعوبة. وعلى العكس من زوجاته، تبدو نساؤه المرسومات على درجة من الضخامة والبدانة.
يقول بوتيرو محاولا شرح الأمر: أمريكا وبريطانيا تعبدان كيت موس وفيكتوريا بيكهام وبوش سبايس والجسد الاسطواني النحيل، خاصّة عندما يكون تجسيدا للضعف. البروتستانتية نفسها هي ثقافة نحافة وإنكار. ويضيف: حياة أمريكا اللاتينية والشعوب الناطقة بالبرتغالية والإسبانية والفرنسية "باستثناء كندا" هي حياة فائضة. إننا نعيش حياتنا كاملة. نشرب كثيرا. نمارس الحبّ كثيرا. نشرب الشمبانيا كثيرا. بينما انتم البروتستانت تشربون الماء". إذن فالحياة الكاملة هي السبب في أن راهبات بوتيرو وممرّضاته يبدين حسّيات على نحو مخجل، بينما يظهر جنرالاته منتفخين بلحم أردافهم التي تبرز من داخل زيّهم العسكري.
من الواضح أن بوتيرو ابتكر أسلوبه الخاصّ في الرسم والذي تمسّك به طوال حياته منذ كان مراهقا. كان متعاطفا مع شخصيّات روبنز وقد درس أسلوب المعلّم الهولندي بعمق. لكن فنّ بوتيرو هو عن الحياة في كولومبيا. لماذا، إذن، لم يعش في كولومبيا؟ لماذا يقضي معظم السنة في باريس؟ ولماذا عاش 14 عاما في نيويورك، وطن البروتستانت الذين ينكرون الحياة؟! الجواب هو أن بوتيرو لا يشعر بالأمان في كولومبيا. منظّمات الجريمة والمخدّرات تحكم قبضتها على الريف وعلى المدن الصغيرة مثل ميديين وغيرها.
وقد كان بوتيرو نفسه هدفا للاختطاف وربّما ما هو أسوأ. وفي عام 2000 بدأ يرسم مناظر من العنف الكولومبي. وفي عام 2007 رسم سلسلة من اللوحات التي تصوّر بعضا من مشاهد التعذيب التي جرت في سجن أبو غريب العراقي.
ويوافق بوتيرو على أن كولومبيا هي اليوم أكثر أمنا ممّا كانت عليه قبل عهد الرئيس الجديد. لكنّه ما يزال يكتفي بالإقامة فيها مدّة شهر واحد فقط في السنة.
"في كلّ الأحوال، لا استطيع النوم في البيت إلا برفقة شخصين أو ثلاثة ينامون معي. هذا مع أنني محميّ جيّدا وأتنقّل في سيّارة مصفّحة".
فرناندو بوتيرو يحتاج لأن يبقى في أوربّا. ففيها تسعة وتسعون بالمائة من المتعاملين معه وطالبي لوحاته.
أقول له: أنت رجل من هذا العالم وتعيش بسعادة في المنفى. يردّ بصوت أجشّ: لا، أنا رجل من كولومبيا، أنا كولومبي مائة بالمائة. موضوعاتي كولومبية، ولم اشعر بكوني أمريكيا بعد أن عشت في أمريكا لأربعة عشر عاما. كما لا أحسّ بانتمائي لـ فرنسا مع أنني أعيش في باريس منذ سنوات. لو كُتب لحياتي سيناريو مختلف لكنت عشت بسعادة في كولومبيا. كولومبيا مكان صعب. إنها ارض أمراء الحروب وتجّار المخدّرات ورجال العصابات. ولكي أنمو وينمو فنّي معي، كان عليّ أن أغادر. كان من الضروريّ بالنسبة لي أن اخرج من ذلك المكان كي أنمو وتنمو معي نسائي البدينات". "مترجم بتصرّف".
ميونخ - من المفترض أن تكون النجمة البريطانية إيما واتسون سعيدة بما تحصده حالياً من نجاحات في هوليوود. فالشابة البالغة من العمر 26 عاماً باتت وجهاً محبوباً ومطلوباً في عاصمة الفن. كما أنها تحتفل بانطلاق فيلمها الجديد "الجملية والوحش" في قاعات السينما.
لكن قراصنة الكمبيوتر قضّوا مضجع واتسون بسرقة صور خاصة بها من حسابها الإلكتروني الشخصي ليضعوها على مواقع "الإنترنت المظلم" (وهي مواقع إنترنت تأسست بشكل خفي بعيداً عن محركات البحث وعادة ما يتم المتاجرة فيها ببضائع وأنشطة محظورة)، وفق ما كشف عنه الموقع الأمريكي "مراسلو هوليود". هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أيضاً نقلت عن ناطق باسم نجمة سلسلة أفلام "هاري بوتر" الشهيرة لم يذكر اسمه إن "صور تجربة الملابس التي التقطتها إيما مع مصممة أزياء تمّ سرقتها"، موضحاً بأنها "ليست صوراً عارية" وأنه تمّ "توكيل محامين".
وتعتزم واتسون اتخاذ إجراء قانوني ضد القراصنة بحسب موقع "بازفيد نيوز" الأمريكي. كما تمّ أيضاً نشر صور للممثلتين الأمريكيتين الشابتين أماندا سيفريد وجيليان موراي.
يذكر أن حالة مشابهة حدثت في عام 2014، كان قد تم خلالها نشر صور عارية مسروقة للممثلة الأمريكية الشابة جينيفر لورنس والممثلة الأمريكية الشهيرة بأدوارها في أفلام الرعب ماري إليزابيث وينستيد، بالإضافة إلى نجوم آخرين على منصتي "4 شان" و"ريديت" الإلكترونيتين لتبادل المواضيع. وكان القراصنة قد استطاعوا حينها الوصول فيما يبدو إلى الحسابين الشخصيين لهاتين النجمتين على خدمة "آي كلاود" للتخزين.
(د ب أ، DW)
دبي - رسمي الجراح - شوو في نيوز - انطلقت امس فعاليات النسخة الحادية عشر من معرض آرت دبي وفيه يشتمل على مشاركات جديدة للمعارض الفنية العالمية.
يتضمن المعرض كونتمبراري للفن المعاصر بقاعتيه مشاركات معارض تقدم فيه جملة من الأعمال الفنية الفردية أو الثنائية، فيما يواصل معرض آرت دبي مودرن للفن الحديث تميزه للعام الرابع على التوالي كونه المنصة الفنية الوحيدة التي تعنى بعرض اعمال أساتذة الفن الحداثي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
وقال المدير الدولي للمعرض بابلو ديل فال ان الدورة هذا العام تحفل بأعمال خضعت لاختيار وتقييم دقيق حيث قسمت العروض إلى أعمالٍ فردية أو ثنائية للفنانين لتسنح الفرصة للزوار للتركيز بشكل اكبر على هذه الأعمال فيما تأتي العروض الأخرى للمعارض المشتركة لتمنح الزائر فرصة الإطلاع على مختلف الأعمال التي يشارك البعض منها لأول مرة حيث جاءت أغلبيتها من أميركا اللاتينية بالإضافة إلى عدد من الجزائر والبيرو والأوروغواي.
من جهتها، أضافت مديرة المعرض ميرنا أياد قائلة: من خلال آرت دبي وفعالياته الفنية والتعليمية المتواصلة على مدار العام بالإضافة إلى مشاريع التفويض الفني فأن المعرض يعيد تعريف دور المعرض الفني كما يجري استضافة عددٍ من المشاركات الجديدة التي تمثل بلدانها لأول مرة في تناغم مع التنوع الحضاري والثقافي الذي تحتضنه مدينة دبي.
كما يشهد آرت دبي سنوياً إماطة اللثام عن جائزة أبراج للفنون والتي حصلت عليها هذا العام الفنانة الفائزة رنا بغم حيث ستعمل الفنانة البنغلادشية مع القيّم عمر برادة لتقديم عمل تفويضي خاص بالنسخة الحادية عشر من آرت دبي، كما سيقدم الفنانون الذين ترشحوا لنفس الجائزة وهم دعاء علي وسارة أبو عبدالله وراحة ريسنيا عملاً فنياً تشاركياً.
وهناك ايضا تفويضات تشتمل على عروض الأداء الحي حصرياً ليتمكن الجمهور من التمتع بخمسة عروض للأعمال الحية أثناء أيام المعرض حيث سيعمل الفنانين الدوليين إيفان ارغوتي وإيغلي بودفيتيتي ولانا فهمي ومانويل بيلموس تحت إشراف القيّمة ياسمينة رغد لإنتاج وعرض عمل فني جديد ،كما ستقدم الفنانتين ياسمينة رغد ولانا فهمي وصلة راقصة تخليداً لذكرى الفنان الإماراتي المتوفى مؤخراً حسن شريف حيث استوحيت تصاميم الرقصة من مخططاته وتعليماته.
ويعد منتدى الفن العالمي أكبر برنامج حواري من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وآسيا ليكون المنصة العالمية الرائدة للنقاشات الفنية والحوارات الثقافية التي تتضمن حوالي 50 متحدثاُ من مختلف أنحاء العالم. حيث ستعود نسخة هذا العام من المنتدى إلى دبي والشارقة وستبحث الندوة تحت عنوان «مقايضة الأماكن» في تجارة البضائع والأفكار التي تقولب العالم من حولنا كل يوم وذلك تحت إشراف القيّم الفنان شمعون بصار وبمشاركة الفنان أوسكار غارديولا ريفيرا والفنانة أنتونيا كارفر. وأطلق آرت دبي هذا العام مشروع آرت دبي بورتريتس. ويقدم هذا المشروع سلسلة من الأفلام القصيرة التي تقدم لمحة عن حياة وأعمال ومساحات الفنانين المشاركين في برامج المعرض أو في قاعاته ليكون هذا المشروع بمثابة الجناح الرقمي للمعرض.
كما يواصل آرت دبي بالشراكة مع «تشكيل» و»هيئة دبي للثقافة والفنون» فعاليات نسخته الجديدة بتفويضات فنية لزينب الهاشمي وشافا غدار بالإضافة إلى عمل للفنانة شيخة المزروع.
ستشهد النسخة الحادية عشر إطلاق ندوة مودرن على هامش معرض مودرن للفنون الحديثة.
كما تتضمن برامج آرت دبي لكبار الشخصيات مشروع حديث الشرفة الذي يتخذ من شرفة قاعة معرض جائزة أبراج للفنون موقعاً له وهو مجموعة من الحوارات التي تبحث في العلاقات وشبكات الدعم المتوافرة بين الفنانين والقيّمين والرعاة مثل الحوار الذي سيدور بين عمر برادة والفائزة بجائزة أبراج للفنون رنا بغم للمناقشة الأفكار المرتبطة بالعمل.
وتأتي النسخة الخامسة من برنامج الشيخة منال بن راشد ال مكتوم للفنانين الصغار حيث يوفر هذا البرنامج فرصة فريدة للفنانين من الأطفال والمراهقين في الإمارات من خلال تشجيعهم على الاضطلاع بالفعاليات الفنية، كما ستشهد نسخة هذا العام إطلاق مشروع «الكنوز المتوسعة» تحت إدارة الفنانة سوزان درومان والذي يتضمن مشاركة الأهل والأطفال لتشكيل تركيب فني مؤقت على أرض المعرض.
اما برنامج مدرسة آرت دبي للفنون فهي مدرسة للفنانين والقيّمين والكتاب والمصممين ولمنتجين الثقافيين المتواجدين في الامارات العربية المتحدة حيث توفر لمرتاديها مجموعة مختارة من المحاضرات والحوارات وورش العمل التي يديرها نخبة من الأكاديميين المحليين والعالميين.
وكذلك هو الحال مع مشروع زمالة آرت دبي الفنية هي شبكة نخبوية من الفنانين العاملين في منطقة الشرق الأوسط حيث يجتمع هؤلاء الفنانين لمدة أسبوع في سلسلة من ورش العمل المكثفة خلال أيام المعرض.
وتأتي مبادرة مجموعة مراس لفن الشوارع بصورة ريادية تحت عنوان جدران دبي والتي تتضمن أعمالاً فنية لأشهر فناني الشوارع العالميين والذي سيعملون على تحويل منطقة ممشى مدينة دبي إلى وجهة فنية.
الشارقة - شووفي نيوز -- يسر مركز مرايا للفنون الإعلان عن معرضها المقبل " كان يا مكان: حديقة الأمة" للفنان العراقي صادق كويش الفراجي. حيث يقدم الفنان عملاً تركيبياً بانورامياً بوسائط متعددة، ويتم المعرض بتقييم وإشراف لورا ميتزلر والدكتورة الكسندرا ماكجليب، ويفتتح أبوابه في 4 مارس ويستمر حتى 6 مايو 2017.
في هذا المعرض، يقوم الفنان بمحاولة لإحياء تجربة طفولته في حديقة الأمة في بغداد التي أنشئت في ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت زاخرة بأنواع الأشجار والزهور ، ونوافير المياه ، والملاعب. واعتبرت آنذاك، الوجهة المفضلة لأولئك الراغبين في الانزواء بعيداً عن ضجيج المدينة. كانت الحديقة محاطة بمحالَّ لبيع الأدوات والتسجيلات الموسيقية والتصوير الفوتوغرافي وكذلك المحلات التجارية ودور السينما والمسارح والمطاعم والمقاهي والأسواق. وعلى الرغم من أنها فقدت الكثير من جمالها وخصوصيتها على مر السنين، إلا أنها بَقيت حيةً في ذاكرة وذهن الفنان لدرجة أنه استخدم ذكرياته البصرية والعاطفية لإعادة صياغة إيقاعها.
ولد الفنان صادق الفراجي في بغداد عام 1960، ويعمل الآن في آمرسفورت هولندا حيث يقيم. حصل على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1987 وعلى دبلوم عالي في التصميم الجرافيكي في هولندا عام 2000.
في هذا العمل، استطاع الفراجي أن يعيد للحياة مرتادي الحديقة بلوحات جميلة متحركة صممت من أصل 14,000 رسمة باللونين الأبيض والأسود تعرض على تسعة شاشاتٍ للعرض. وهذا التركيب الفني المتقن من شأنه أن يثير الذكريات والعواطف، لأنه يستعرض تاريخ حديقة عامّة كانت تشكل مَعْلماً بارزاً من معالم مدينة بغداد والتي رسخت في ذاكرة أجيال من العراقيين. ووظّف الفراجي في هذا العمل صوراً فنية لنصب الفنان العريق فائق حسن وتمثال جواد سليم الشهير في حديقة الأمة وذلك في محاولة هامة لإسترجاع أهم ركائز الهوية العراقية الثقافية. هذا العمل الذي يُعيد إحياء ذكريات الفراجي في حديقة الأمة في فترة السبعينات ينتمي إلى مجموعة أعمال تبحث في شؤون الضياع والتشرد والغربة وهو العمل الثاني بعد سلسلة أعماله الشهيرة: كان يا مكان:ذلك البيت الذي بناه أبي.
يبحث الفراجي في مواضيع الوجودية من خلال الرسومات، واللوحات والرسوم المتحركة، والكتب الفنية، والفن الجرافيكي والتركيب. بطل أعماله دائماً ما يكون شخصيةً غامضة تكاد تمثّل فجوةً عميقة يستكشف من خلالها تعقيدات الوجود وحقيقة الإستقرار والضياع في وقتنا الحالي. يرسم الفنان هذه الشخصية بظلال فحمية ويقلل من خصائصها الشكلية ليركّز بدلاً منها على حركاتها والتواءاتها الخفية التي توحي بخفايا وغموض سيكولوجي باهر. يسجل الفنان غالياً قصصه عن طريق هذه الأشكال الغامضة بالأبيض والأسود وكأنّه يؤكد على استمرار حالة الفقدان والضياع والتشتت في غربته.
بالنسبة للفراجي، حديقة الأمة ليست مجرد منتزهاً صغيراً يتوسط بغداد، بل يصفها قائلاً: " كانت باباً مفتوحاً على عوالم من العشق والأحلام والخيال .. تلك التي كونتني منذ الصغر.."
ويضيف قائلاً: " كنت أمر من هناك طفلا سعيداً مع أبي، تبهرني جدارية الثورة لفائق حسن ونصب الحرية لجواد سليم وإعلانات الأفلام والمطاعم والمقاهي.. وتأخذني رائحة الأشجار وصوت نوافير المياه الممزوجة مع صوت الباعة والأغاني وهمس العشاق وهديل الحمائم التي كنت أكاد أن أسمع أنفاسها وهي تقترب عائمة في الهواء.."
وعلّق يوسف موسكاتيلو، مدير إدارة مركز مرايا للفنون عن هذا المعرض قائلاً: " يوثّق هذا المعرض لحظة مهمة في تاريخ العراق الحديث والذي شهد تدمير معالمه التاريخية. ولهذا تعتبر أعمال صادق الفراجي توثيقاً مرئياً مهماً للذاكرة والحنين وعلاقتها بواقع العراق الحالي."
وأضاف موسكاتيلو أيضاً: " نسعد بإقامة هذا المعرض الفردي للفنان العراقي صادق الفراجي والذي هو تقديرٌ منا لمساهمة الحركة الفنية العراقية سواءً في داخل العراق أو في المهجر في تطوير المشهد الفني والثقافي العالمي."
تم إنجاز هذا العمل بتكليف من مؤسسة بارجيل للفنون ، كما وتم دعم المعرض بسخاء من قبل غاليري "أيام".
ولد صادق الفراجي في بغداد عام 1960، يعيش ويعمل في آمرسفورت، هولندا. حصل على بكالوريوس في الفنون الجميلة والتشكيلية من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1987، وعلى دبلوم في التصميم الجرافيكي من كونستاتين هيغنز، هولندا عام 2000.
قدم الفنان مؤخراً معارض فردية عدة، من بينها: متحف ريد ستار لاين، بلجيكا (2016)؛ غاليري تانيت، ميونيخ (2016)؛ غاليري أيام بيروت (2015)؛ غاليري أيام القوز، دبي (2015)؛ مركز بيروت للمعارض (2014)؛ غاليري أيام لندن (2015، 2013)؛ غاليري أيام مركز دبي المالي العالمي، دبي (2011)؛ غاليري ستادس، امرسفورت، هولندا (2010)؛ متحف ستيشن، هيوستن (2008)؛ متحف ستيديليك، دن بوش (2007).
كذلك شارك في معارض جماعية عدة، من بينها: ثلاثية بينالي، ريو دي جانيرو (2015)؛ معرض P21، لندن (2015)؛ المتحف البريطاني، لندن (2015)؛ بينالي البندقية السادس والخمسين، إيطاليا (2015)؛ مهرجان أبو ظبي، أبو ظبي (2015)؛ مركز مرايا للفنون، الشارقة (2015)؛ متحف كانتري، لوس أنجلوس (2015)؛ بينالي فوتوفيست، هيوستن (2014)؛ سامسونغ بلو سكوير ومتحف بوسان للفنون، كوريا الجنوبية (2014)؛ مهرجان ايكونو على الهواء وعلى النت، وعلى الإذاعة (2013)؛ متحف موري آرت، طوكيو (2012)؛ معهد العالم العربي (2012)؛ المركز الثقافي العام سان مراتن، بيونس آيريس (2012)؛ متحف الفن الحديث والمعاصر، الجزائر (2011)؛ والمتحف العربي للفن الحديث، قطر (2010).
مركز مرايا للفنون:
يعود تأسيس مركز مرايا للفنون إلى العام 2006، ويتكون مركز مرايا للفنون من ثلاثة طوابق، وهو مركز إبداعي غير هادف للربح، يتخذ من الشارقة، دولة الإمارات العربية المتحدة، مقراً له، وقدم للجمهور منذ إنطلاقته برنامج معارض فنية مبتكرة لنخبة من الفنانين الرواد في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ومرافق للوسائط المتعددة، وأرشيف للفيديو، ومكتبة للفنون، وبرنامج اعتيادي من ورش العمل والفعاليات العامة التي يعدها فريق عمل مرايا ومجموعة من القيمين الفنيين الزوار. ويمتلك مرايا أيضاً العديد من مواقع الحدائق الفنية على مقربة من المركز، حيث يتم عرض أعمال فنية تفاعلية ومجسمات ومنحوتات.
للمزيد من المعلومات يرجى التواصل معنا:
يسر وسام الدباغ
0566363906
القاهره - انتهى الفنانان حورية فرغلي وأحمد زاهر من تصوير نصف مشاهدهما بمسلسل "الحالة ج"، والمقرر عرضه خلال الماراثون الرمضاني المقبل، وذلك بعد فترة تصوير استغرقت 50 يوما، ما بين التصوير بإحدى الشركات بالمنطقة الصناعية بأكتوبر، وأحد بلاتوهات مدينة الإنتاج الإعلامي، وبعض شوارع القاهرة.
ومن جانبه، قال مخرج المسلسل حسين شوكت لـ"اليوم السابع" إن فريق عمل "الحالة ج"، يواصل التصوير حاليا في أحد القصور الكبرى، والذي تم تخصيص ميزانية ضخمة له، وذلك بعدما انتهى من التصوير خلال الأيام الماضية في ديكور مستشفى تم بناؤه بمدينة السادس من أكتوبر، لافتا إلى أن الشركة على وشك الانتهاء من الجزء الأخير من أحداث المسلسل بحسب الخطة الموضوعة والتي تتطلب تسليم المسلسل بشكل كامل قبل حلول شهر رمضان الكريم.
يذكر أن مسلسل "الحالة ج" بطولة حورية فرغلي وأحمد زاهر وطارق عبد العزيز وأشرف زكي وإيناس كامل وياسر علي ماهر وأحمد جلال عبد القوي وعمرو صالح ومصطفى عباس ومصطفى يوسف ودينا وشاحي، تأليف فايز رشوان، وإخراج حسين شوكت، وإنتاج شركة "نيوسنشري" للإنتاج الفني، والذي يعد أول تجربة إنتاج درامي في تاريخ الشركة.
شوو في نيوز - الشارقة - فاز الفنان الاردني الراحل علي الجابري بجائزة بينالي الشارقه في الدورة الثالثة عشرة والتي اعلنت اول من امس وفي الشارقة والفنان علي الجابري المولود في مدينة القدس عام 1943 حيث درس الفنون الجميلة وفن العمارة في جامعة ستانفورد وتخرج منها عام 1965 وكذلك درس الادب الانجليزي في جامعة بريستول (بريطانيا).
وقد كان هاجسه الفني يتمثل في المحافظة على التراث عبر اسلوب واقعي خاص، فقد رسم معظم المناطق الاثرية الى جانب البيوت القديمة في الاردن.
ومن اهم المناطق التي استهوته مدينة العقبة والبتراء ومعان (مضافة الملك عبدالله) وسوق عمان ومدينة بيلا في الاغوار الشمالية.
شوو في نيوز - شانغهاي ونيويورك -- يتعاون متحف روكبند آرت (RAM) مع متحف سولومون آر. جوجنهايم لتقديم معرض بعنوان But a Storm Is Blowing from Paradise: Contemporary Art of the Middle East and North Africa خلال الفترة من 15 إبريل حتى 11 يونيو 2017. يُعَدُ هذا المعرض الفني هو المعرض الختامي للمباردة العالمية للفن Guggenheim UBS MAP Global Art Initiative، التي تُمَثِلُ برنامجًا مُميَّزًا يتيح فرصةً للاطلاع المباشر على الفنون والثقافات المعاصرة من خلال المعارض الفنية الدولية والمقتنيات والمنح الدراسية في مجال تنسيق المعارض الفنية والبرامج العامة. وقد أُقيم هذا المعرض الفني للمرة الأولى في متحف جوجنهايم في إبريل 2016؛ وسوف يقدم في مدينة شانغهاي حتى يكون أحد أكبر المعارض الفنية للترويج لأعمال الفن المعاصر من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي شهدتها الصين حتى الآن.
تولى تنظيم هذا المعرض الفني سارة رازا - منسقة المعارض الفنية بمبادرة Guggenheim UBS MAP من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا- بالتعاون مع الفريق المسؤول عن أمانة متحف روكبند آرت. يعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تُجَسِّد موضوعاتٍ مهمة تُعبر عمَّا يجري في منطقة تشهد تغيرات متسارعة ومتلاحقة، فضلاً عن شتات شعوبها في أرجاء العالم. يضُم هذا المعرض أعمالًا لخمسة عشر فنانًا تُجَسِّد أفكارًا متداخلة عن العمارة والهندسة والتاريخ، والهجرة باستخدام مجموعة كبيرة من الوسائط، منها: النصب الفنية واللوحات والتصوير الفوتوغرافي والنحت ومقاطع الفيديو. وسيُصاحب عرض الأعمال الفنية في متحف روكبند آرت تنظيم لقاءات عامة فعَّالة وأنشطة تثقيفية للجمهور تناسب مختلف الفئات العمرية.
الفنانون المشاركون في المعرض حاليًا هم: ليدا عبدول، وعباس أخافان، وقادر عطيّة، وإرجين شوفوش أوغلو، وعلي شيري، وجوانا حاجي توما وخليل جريج، وروكني هيريزاده، وسوزان هيفونا، وإيمان عيسى، ونادية كعبي لينكي، وجولسون كارا مصطفي، ومحمد كاظم، وحسان خان، وأحمد ماطر.
ذكر السيد/ ريتشارد أرمسترونج، مدير مؤسسة ومتحف سولومون آر. جوجنهايم: "إن جوجنهايم تتمتع بتاريخ طويل من التعاون المتبادل مع مؤسساتٍ فنيةٍ وفنانين من الصين وجميع أنحاء آسيا. ويسرنا اليوم أن نُقدمَ للجماهير في شانغهاي أعمالاً فنيةً جديدةً من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". وأضاف قائلاً: "تدفعنا مجموعة الأعمال الفنية هذه إلى تأمل أوضاع منطقة بالغة الأهمية في عالمنا المعاصر في وقت حاسم من التاريخ. ويُبرهن هذا على مدى قوة برنامج MAP؛ إذ إنه يُتيح لنا فرصة للذهاب بالفن إلى ما يدور خارج جدران متاحفنا، ويشيد جسورًا تربط بين ثقافاتٍ مُتعددةٍ. ونتوجه بجزيل الشكر لكل من: بنك UBS الذي يتعاون معنا ويدعمنا لسنوات طويلة، والسيدة/ سارة رازا، منسقة المعرض، وزملائنا في متحف روكبند آرت".
وقال السيد/ لاريز فروجير، مدير متحف روكبند آرت: "نحن مُتحمسون لنكون جزءًا من هذا المشروع الدولي عن طريق استضافة المعرض الختامي للمبادرة العالمية للفن Guggenheim UBS MAP Global Art Initiative". وأضاف قائلاً: "إن روكبند آرت هو أول متحف في الصين يُكرِّس جهوده لدعم إنتاج الأعمال الفنية المعاصرة، ويحرص على عرضها. ومن ثم، تمثل استضافته لمعرض But a Storm Is Blowing from Paradise فرصة فريدة تُمكن الجماهير الصينية من التعرُّف على أفكار فنية من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومُعايشتها. ونطمح، من خلال استضافتنا لهذا المشروع في المتحف، إلى دعم هدف هذه المبادرة التي ترنو إلى توسيع نطاق عرض الأعمال الفنية المُعاصرة على الصعيد العالمي. وتحظى الصين بتاريخ فريد من نوعه مع الشرق الأوسط، ويضمن نطاق التأثير الثقافي التي تتمتع به أن المعرض سيشهد إعادة بناء للمفاهيم في روكبند، مما يعمل على توسيع المنظور الفني المتمركز على الفن الغربي بهذه المناطق وإثرائه. وبالتالي، سيُثمر هذا التحول في المنظور عن رؤى مثيرة وجديدة حول التحديات الجغرافية السياسية والاجتماعية والثقافية التي تواجه الفنون اليوم. ونفخر بالتعاون مع السيدة/ سارة رازا – منسقة المعارض- بشأن تقديم قراءة جديدة تمامًا لمنطقة غالبًا ما لا يُنظر إليها إلا من خلال عدسات رصد الصراعات الدائرة فيها، كما نأمل أن تخرج جماهيرنا بفهمٍ أدق لتصورات فناني دول الجوار باتجاه الغرب".
وحسب ما قالته السيدة/ سارة رازا: "إن معرض But a Storm Is Blowing from Paradise يُصيغ استراتيجياتٍ فنيةً حديثةً ضمن السياق الأوسع للثقافة المعاصرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتعكس الأعمال الفنية على اختلافها أوضاع منطقة جغرافية مُفتتة ودائمة التغيُّر، عن طريق تداخل الأفكار المستوحاة من العلوم والرياضيات والفلسفة التي طُوِّرت في هذه المنطقة في الأساس، فضلاً عن الاستعانة بالأشكال الهندسية كتعبير مجازي عن المساحات المادية والنظرية. وتُتمم إقامة هذا المعرض الموَّسع في متحف روكبند آرت تلك الفخامة المعمارية التي يتميز بها المتحف الذي بُني على طراز "آرت ديكو"، كما يضم المعرض العديد من الأعمال التي لم تُعرض في نيويورك. ونهدف من خلال هذا النصب الفني الجديد والبرامج التي وضعت للجماهير المحلية إلى مواصلة مناقشة الأفكار المهمة والمعقدة التي تناولتها هذه المجموعة من الفنانين المُوقَّرين وفهمها".
وعلَّق السيد/ لي كي، أمين متاحف أول لدى متحف روكبند آرت قائلاً: "إن معرض But A Storm Is Blowing from Paradise بمثابة اعتراف مستقبلي بالفنون والثقافة المرئية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حيث يعكس كل عمل ما يجوب في عقلية الفنان الذي صنعه. وقد كرَّس المتحف جهودَه لتقديم تجربة فنية شاملة ويسهل الوصول إليها لجماهيرنا في شانغهاي. وإضافة إلى الجولات الإرشادية التي يقوم بها أمين المتحف والنقاشات الجماعية التي يشترك فيها الفنانون، يُطلق المتحف أيضًا سلسلة شيقة من الأحداث العامة التي تشتمل على عرض مقاطع فيديو وعروض وورش عمل للأطفال وإلقاء محاضرات في الجامعات، فضلاً عن نوادي الكتب ومهرجانات الطعام بهدف تنويع فرص التفاعل".
وقال السيد/ يوجين كين، رئيس فرع مجموعة بنك UBS في الصين: "إن إقامة معرض But a Storm Is Blowing from Paradise: Contemporary Art of the Middle East and North Africa في متحف روكبند آرت بمدينة شانغهاي تُعَد فرصة استثنائية للجماهير المحلية للتعرُّف على أفكارٍ ورؤى فنية مُذهلة، والانخراط في شكلٍ من أشكال الحوار الدولي الذي يُسهِم في إحداث تغيُّر إيجابي". واستطرد قائلاً: "في الوقت الذي نحتفل فيه بمرور عشر سنوات على مزاولة أعمالنا في الصين، يتأتي دعمنا لمبادرة Guggenheim UBS MAP Global Art Initiative مُتماشيًا مع نهجنا الشامل فيما يخص العلاقات التجارية. نحن نفخر بتمكين عملائنا وموظفينا والجمهور العام من المشاركة في مجتمع الفنون الإبداعي الذي يحُث على التفكر، مثلما نُساعد عملائنا على المشاركة في الاقتصاد العالمي المعقد وهم على دراية بكافة المستجدات".
تعكس مبادرة MAP التاريخ المُشَرِف لمؤسسة جوجنهايم في مجال التعاون الدولي، والتزام بنك UBS بالدعم المباشر للفنون والثقافات المعاصرة، وتبني عليهما. وتصب مشاريع مبادرة MAP اهتمامها على الممارسات الفنية المدوية في ثلاث مناطق: جنوب وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما تدعم إقامة علاقات جديدة بين الفنانين والمؤسسات والدارسين والزائرين. وتُعزز الأبحاث الميدانية الموسعة التي يُجريها أمناء المتاحف المميزون، الذين يتمتعون بالخبرة العملية في كل منطقة من هذه المناطق، الجهود المؤسسية التي تهدف إلى تنوع مجموعة الأعمال الفنية المعاصرة المعروضة في جوجنهايم، وإثرائها بأعمال فنية أخرى من جميع أنحاء العالم، لم يسبق أن كانت ضمن مجموعة الأعمال الفنية المعروضة فيه. وكما ركز المعرضان السابقان اللذان أُقيما تحت هذه المبادرة على عرض أعمال فنية معاصرة من جنوب وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، يعرض معرض But a Storm Is Blowing from Paradise أعمالاً فنيةً تم شراؤها مؤخرًا من مجموعة أعمال متحف جوجنهايم.
com
فى اطار الإحتفال باليوم العالمى للحياة البرية :
فى اطار الاحتفال باليوم العالمى للحياة البرية الذى اقيم بمكتبة القاهرة على نيل الزمالك برئاسة الاستاذ ياسر عثمان مدير المكتبة . قامت الكاتبة سارة السهيل (كاتبة وباحثة فى ادب الطفل ) بعمل ورشة عمل للاطفال لتوعية الاطفال بالحفاظ على النباتات وحماية البيئة حيث شارك فيها 30 طفلا من مختلف مدارس الجمهورية.
حيث اشارت سارة فى كلمتها للاطفال الى ضرورة رفع مستوى الوعي بشأن الحيوانات والنباتات البرية في العالم لدى الاطفال. وأن اليوم العالمي للأحياء البرية يعتبر فرصة للاحتفال بالأشكال المتعددة والجميلة من الحيوانات والنباتات البرية، ولإبراز أهمية حماية الطبيعة بالنسبة للاطفال وزيادة وعيهم في هذا الخصوص. وعن كيفية الحفاظ على النباتات والبيئة قالت الكاتبة سارة السهيل للاطفال يجب توخى الحذر فى ان تكون النباتات في مكان مشمس , فالنبته تحتاج للشمس كي تنمو بشكل جيد وان تكون في تربة نظيفه , لذلك يجب ان نحافظ على نظافة البيئة فلانرمي الاوراق وبقايا الطعام لانها تضر النباتات ويجب ان لانقطع الازهار والنباتات , بل نساعد في زرعها لانها تجعل المكان جميل .
كذلك أقيمت بالاحتفالية ورشة للكاتبة سارة طالب السهيل لتوعية الاطفال بالحفاظ على النباتات وحماية البيئة شارك فيها 30 طفلا من مختلف مدارس الجمهورية وقد قامت سارة مع الاطفال بزرع مجموعة من النباتات و شتلات الزرع المحتلفة منها الريحان والعطر والشيح والنعناع وذلك بحديقة المكتبة بمساعدة الجناينى.
حضر الاحتفالية دينا ذو الفقار عضو الاتحاد الدولى لحقوق الحيوان والتى اكدت إن الاحتفالية تهدف إلى الوعى بحماية جميع أنواع عناصر الحياة البرية من أى خطر يهددها سواء حيوانات وطيور برية أو بحرية ونباتات
وحضر الاحتفالية اللواء د. محمد رجائى عبد الحميد يونس رئيس الادارة المركزية لحدائق حيوان الجيزة، ود. خالد علام رئيس الادارة المركزية للتنوع البيولوجى بوزارة البيئة ود. جوهار جارو أستاذ المحميات الطبيعية بكلية العلوم ولفيف من خبراء البيئة والمحميات ونشطاء حقوق الحيوانات منهم د. جبريل ميخائيل ود. عبد الرحمن المكاوي وشرف القاضى وحاتم مشير والإعلامية نجلاء عبد الحافظ وأحمد صقر.
بيروت - بيروت على موعد مع الدورة الثامنة من معرض «بيروت آرت فير» الذي ينظّم من 21 حتى 24 أيلول القادم بدعمٍ متجدّد من مجموعة البحرالمتوسّط (Bankmed).
عقب النّجاح الباهر الذي حقّقه المعرض في العام الماضي، تتمحور الدورة الثامنة من «بيروت آرت فير» حول التالي: معرض استثنائي من تنسيق روز عيسى، ومساحة أكبر لـ Revealing by SGBL، وجائزة بنك بيبلوس للسنة السّادسة على التوالي، إلى جانب مساحة VIDEO BOX الذي يقدّمها المتحف للفنّ الحديث والمعاصر (MACAM)، بالإضافة إلى برنامج كبار الشخصيات الذي يتيح الفرصة لاكتشاف أفضل المجموعات الفنيّة اللّبنانية. سلّط معرض LEBANON MODERN! في العام 2016 الضّوء على دور الفنانات اللبنانيات بين عامَي 1945 و1975. في هذه الدورة، ستقدّم منسّقة المعارض المتخصصة في الفنّ المعاصر في الشّرق الأوسط والكاتبة والمنتجة المقيمة في لندن، روز عيسى، بانوراما للإبداع المعاصر في المنطقة على مدى العقد الماضي. بدعم من مجموعة البحر المتوسّط (Bankmed)، يسلّط المعرض الضوء على مختلف القضايا الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والذاكرة في الفنّ المعاصر في المنطقة.
أما مساحة REVEALING by SGBL، حيث تقدّم مجموعة من صالات العرض أعمال فنّانين شباب واعدين، ستشهد زيادة بنسبة 66% مقارنة مع العام الماضي.
وفي الدورة السادسة على التوالي، تواصل جائزة بنك بيبلوس تشجيعها للمصورين اللّبنانيين الشّباب من خلال منحهم فرصة الوصول إلى الجهات الفاعلة الرّئيسية في سوق الفنّ كالخبراء والعارضين وهواة المجموعات والإعلام. في هذا العام، ستشمل جائزة بنك بيبلوس ورشة عمل تجمع نخبة من الفنانين الشباب بإشراف مصوّرة مشهورة. وتجدر الإشارة إلى أنّ نتائج الابحاث سيتمّ عرضها في مكان مخصّص في المعرض. يواصل MACAM، المتحف للفنّ الحديث والمعاصر، في جبيل، شراكته مع «بيروت آرت فير» في العام 2017 حيث سيقدّم VIDEO BOX الذي يسلّط الضوء على الإبداع في مجال فنّ الفيديو في المنطقة، خلافًا للعام الماضي حيث جرى عرض مجموعة من المنحوتات والكتب الفنية.
كما يطلق معرض «بيروت آرت فير» 2017 سلسلة من الطاولات المستديرة والمناقشات بالإضافة إلى برنامج كبار الشخصيات الذي يتضمّن زيارات ورش عمل ومجموعات خاصّة ومتاحف.
وأخيرًا يحافظ المعرض لهذا العام على لجنة الإختيار نفسها المؤلّفة من الأعضاء الذين يعكسون مميزات المجموعات الكبيرة الموجودة حاليًا في لبنان: باسل دلول (فنّانو العصر الحديث والمعاصر ذات الصلة بالعالم العربي) وأبراهام كاراباجاكيان (فنّانو العصر الحديث والمعاصر) وطارق نحاس (التصوير المعاصر الدولي).
وكذلك يعزّز «بيروت آرت فير»، في العام 2017، مكانته كمنصّة أساسية لإكتشاف أفضل المواهب في إحدى المناطق الأكثر إبداعًا في العالم.- المستقبل
شوو في نيوز - زيوريخ - إقرأ ما كتبه هاينريش هايني واصفا سلوك الجمهور في إحدى حفلات "ليست" التي أقامها في ايطاليا وأكّدت ما كان له من تأثير كبير على معظم أوروبّا خلال سنوات منتصف القرن التاسع عشر. يقول: كان ظهوره في أيّ مكان كفيلا بإثارة جنون النساء. التصفيق الذي يقابَل به كان دائما عاصفا وهستيريّا. كان نوعا نادرا من الجنون؛ الجنون الذي لم يسمع بمثله احد في تاريخ الضجيج".
كان "ليست" نجم الجماهير الأشهر بأوصاف عصرنا الحاضر. النساء والرجال كانوا يتجاوبون بطريقة هستيرية مع حفلاته. كان عزفه يرفع مزاج الجمهور إلى ما يشبه النشوة الصوفية. وكان الجميع يتكالبون عليه ويتقاتلون للحصول على مقتنياته الشخصية.
كانت تحيط به سيّدات منوّمات أو مغمى عليهنّ تقريبا. بعضهن كنّ يلقين بالزهور على المنصّة، بل وحتى بالمجوهرات مع صرخات وتصفيق مدوٍّ. وأخريات كنّ يسرقن خصلات من شعره أو يتشاجرن للحصول على أعقاب سيغاره وبقايا ريقه الذي يتركه على فناجين القهوة.
وهؤلاء لم يكنّ نساء عاديّات. كنّ من نخبة المجتمع الباريسي في القرن التاسع عشر. وقد ضربن عرض الحائط بجميع قواعد اللياقة الاجتماعية لإظهار عشقهنّ للعازف الرومانسيّ الوسيم.
وبينما كانت شعبية "ليست" تزداد، كان معجبوه يكتبون إليه طالبين منه المزيد من خصلات شعره. وأمام هذه الطلبات الكثيرة، اضطرّ لقصّ شعرات من كلبه وبدأ في إرسالها إلى المعجبين. وهكذا ثبت مرّة أخرى أن الكلب أفضل صديق للإنسان!
حاوِل أن تتخيّل اتجاها واحدا يمثّله رجل واحد مع بيانو وسترة جميلة وملامح وسيمة وأسلوب خاصّ في العزف، وربّما مع بعض حبّات الكَلَف في وجهه.
مظهر "ليست" الوسيم واللافت للنظر وأدبه وأناقته ولباسه الفخم لم تكن عوامل كافية لضمان الشهرة والنجاح اللذين حقّقهما. كانت عبقريته الموسيقية النادرة وراء نجاحه الكبير. كان يستطيع قراءة الموسيقى بشكل أسرع وأكثر دقّة من أيّ موسيقيّ آخر في زمانه. وكان يمتلك في يديه قوّة وخفّة حركة لم يكن ينافسه فيهما أيّ عازف بيانو آخر في ذلك العصر.
ولم يكن منتهى طموحات "ليست" أن يكون عازف بيانو أو ملحّنا كبيرا. كان مزيجا غريبا من عدّة أشخاص. وقد أراد أيضا أن يكون رجل علم وشخصية اجتماعية وكاهنا في كنيسة. وكان من عادته أن يقرأ كلّ كتاب يجده. كما تعرّف عن قرب على كلّ من صادفهم في طريقه من أمراء ونبلاء ودوقات وكونتيسات.. إلى آخره.
ولكن كيف تسنّى لصبيّ من قرية صغيرة في هنغاريا أن يكبر ليصبح نجما ساحرا وعاجيّ الرنين؟ ماذا كان سرّه؟ الإجابة يمكن أن تُختزل في كلمة واحدة: التدريب. ثم التدريب. والكثير من التدريب.
بدأ "ليست" دروسه في العزف على يد والده وهو في سنّ السابعة. وعندما بلغ التاسعة، كان قد أدّى أوّل عزف علنيّ له. وفي سنّ السادسة عشرة، أي عندما توفّي والده، كان يتنقّل من منطقة لأخرى في باريس كي يعطي دروسا في العزف على البيانو.
لكن ماذا كان يفعل شابّ مبدع في القرن التاسع عشر ليساعد نفسه على التأقلم مع الكدح المستمرّ المتمثّل في تدريس الباريسيين العزف على البيانو؟ استغرق العازف الشابّ في التدخين والإدمان على الشراب وعلى النساء. كانت النساء بنفس أهمّية التدريب المستمرّ بالنسبة لمسيرته المهنية.
خذ مثلا حالة الكونتيسة ماري داغو . تركت هذه المرأة زوجها لتلهو مع "ليست" في العام 1835. وأثمرت تلك العلاقة عن ثلاثة أطفال. كما أنتجت علاقتهما مجموعة من المؤلّفات التي كتبها "ليست" والتي تؤشّر إلى انه استفاد بشكل خلاق من وجود هذه المرأة إلى جواره.
ثم هناك حالة الأميرة كارولين فيتغنشتاين ، التي قرّرت أن يكون "ليست" بديلا لزوجها بعد أن رأته يعزف في حفل في كييف في عام 1847. وفي محاولة منها لإبقائه بعيدا عن جحافل المشجّعات المنتشيات اللاتي يحاولن الاقتراب من ملابسه الداخلية، اقترحت عليه الأميرة أن يركّز على التأليف، فترك الحفلات العامّة وخلّف وراءه سمعة تقترب من الكمال وهو ما يزال في منتصف الثلاثينات.
وقد رفضت الكنيسة الكاثوليكية، التي كثيرا ما كانت تتدخّل لتفسد الأمور، السماح لـ "ليست" وأميرته بالزواج. ولم يلبث أن فقد اثنين من أطفاله. وتحوّل بعد ذلك ليصبح شخصا متديّنا وكئيبا. ثمّ انضمّ إلى سلك الرهبنة وارتدى جلباب كاهن وصار الناس ينادونه بـ "الأب ليست" وأصبح يقضي جزءا من وقته في أحد الأديرة. وكلّ هذا أضفى على العازف الوسيم والموهوب لمسة من الغموض والرومانسية.
ارتبط "ليست" بعدد لا يُحصى من النساء. ويُعتقد بأنه أنجب العديد من الأطفال خارج إطار الزواج. وبعد وفاته مباشرة، ظهر مئات الأشخاص الذين يدّعون أنهم أبناؤه. وكان قد أنكر أثناء حياته احد طلبات الأبوّة تلك كتابةً بقوله: أعرف والدته فقط عن طريق المراسلة. والإنسان لا يستطيع انجاز مثل هذه الأمور من خلال تبادل الرسائل".
على الجانب المهني، يذكّرنا "ليست" بأن مقاربتنا للموسيقى الكلاسيكية لا ينبغي أن تعتمد على عامل الجنسية أو القومية. الناس عادة يريدون أن يسمعوا موسيقيين هنغاريين يعزفون بارتوك ورُوساً يعزفون تشايكوفسكي وإنجليزا يعزفون إيلغار وفرنسيين يعزفون ديبوسي وأمريكيين يعزفون كوبلاند . و"ليست" يتحدّى هذا التصنيف السهل. بإمكانك أن تعتبره موسيقيّا هنغاريّا وألمانيّا وفرنسيّا من حيث الجوهر وفي نفس الوقت. نفوذه كفنّان وملحّن كان يتجاوز الولاءات الوطنية والانتماءات والتصنيفات القومية.
وعلى الرغم من شعبيّته الكاسحة، إلا أن الأمور لم تكن تخلو من بعض المتاعب والتحدّيات. فقد كان له منافس خطير تمثّل في شخص عازف بيانو سويسري يُدعى سيغيسموند تالبيرغ . كان "تالبيرغ" هو الآخر عازفا موهوبا وقادرا على إدهاش جمهوره.
وكان الملحّن الفرنسيّ الشهير هيكتور بيرليوز قد منح "تالبيرغ" تقييما أعلى من "ليست". ثم انقسم عالَم باريس الموسيقيّ إلى معسكرين: أنصار "ليست" وأنصار "تالبيرغ"، في ما بدا وكأنه تأجيج للصراع بين الرجلين. وقد ذهب "ليست" إلى حدّ وصف ما كان يعزفه "تالبيرغ" بـ "الزبالة". وعندما اقترح عليه "ليست" أن يعزفا معا ردّ "تالبيرغ": لا شكرا! لست بحاجة إلى شخص لمرافقتي"!
وفي نهاية المطاف، تمكّنت أميرة ايطالية من ترتيب حفل موسيقيّ يتناوب على العزف فيه كلّ من الاثنين. وعلى الرغم من مهارة "تالبيرغ"، إلا أن "ليست" اختير باعتباره العازف الأفضل. وبالتأكيد عاش اسمه كموسيقيّ أطول من اسم منافسه.
صحيح أن "ليست" كان نجما كبيرا واستطاع أن يراكم ثروة لا بأس بها، ولكنه كان دائما يفضّل أن يعيش حياة بسيطة ومتواضعة. كما كان إنسانا سخيّا جدّا. لكن سمعته كزير نساء طغت كثيرا على كرمه المعتاد. كان الناس يتوافدون على بيته لأخذ دروس في العزف والتلحين بالمجّان. وبعد أن أصبح شخصا غنيّا، صار يقدّم لتلاميذه مصروفا يوميّا. وكلّ من عزف بحضوره مرّة أو مرّتين في جلسة، أصبح يصف نفسه بأنه من تلاميذ "ليست".
موسيقى "ليست" مثيرة للجدل مثل صاحبها. البعض يعتبرها مبتذلة ومنمّقة أكثر من اللازم. والبعض الآخر يثني على مقطوعاته الرومانسية على وجه الخصوص. ومع ذلك، لا احد ينكر أصالة الرجل ونفوذه وأهمّيته بوصفه صانع ما يُسمّى بالقصيدة السيمفونية. وهناك من يشير إلى أن "ليست" وجد طرقا جديدة لاستغلال البيانو. أعماله للبيانو تحتوي على قفزات جريئة، كما أن أنغامه محاطة أحيانا بأصوات تتابعية تمنح انطباعا بأن ثلاث أيد، لا يدين فقط، هي التي تعزف على البيانو.
وعلى الرغم من أن "ليست" كان ما يزال مؤلّفا نشطا ومعلّما للموسيقى خلال العقد الأخير من حياته، إلا أن صحّته كانت تذبل تدريجيا إلى أن توفّي بالالتهاب الرئوي في 31 يوليو من عام 1886 عن عمر ناهز الرابعة والسبعين.
هذا هو "فرانز ليست"، العبقريّ الوسيم والجدير بالاحتفاء.
المزيد من المقالات...
- الفنان البلجيكي كينوبف: اللوحة لاتفسر كما الموسيقى
- فوز الفيلم الأردني القصير "المعاهدة" في نيويورك
- الجالوس وعمورة يشاركان في الملتقى العربي للفنون بقطر
- المحاسب انشغل بإرسال التغريدات وارتكب أكبر أخطاء الأوسكار
- سارة السهيل : العلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة اساس السعادة الانسانية
- ريد بُل تنظم مسابقة «جرّة آرت» للفنانين والمصممين المحترفين والهواة
- فيلم «جون ويك» في الجزء الثاني
- سارة السهيل توقع لاطفال معرض الكتاب لقصتها "ندى وطائر العقاقير"
- عشاء مع بريغل
- آرت دبي يعلن عن جدول فعاليات نسخته الحادية عشرة
الصفحة 78 من 90