ثمّة جملة منسوبة للمايسترو الراحل ليونارد بيرنستاين يتعجّب فيها من الناس الذين يحاولون أن يفسّروا سرّ جمال الموسيقى، متناسين أنهم بهذا إنّما يجرّدونها من غموضها وسحرها.
والحقيقة أن هذا الكلام صحيح، وهو برأيي لا ينطبق على الموسيقى فحسب، وإنما ينسحب على كافّة أنواع الفنون بلا استثناء.
وقد تذكّرت كلام بيرنستاين وأنا أتأمّل هذه اللوحة للرسّام البلجيكيّ فرناند كينوبف. كان كينوبف فنّانا رمزيّا، وقد أحبّ الأدب منذ سنّ مبكّرة وانجذب لأعمال الكتّاب الفرنسيين خاصّة. ثم قرّر أن يدرس الرسم.
ويقال انه من بين أكثر الرسّامين غموضا، وأعماله القليلة لا تكشف سوى عن القليل من سمات شخصيّته أو من حياته الداخلية.
والمؤسف انه بعد وفاته في العام 1920، أحرقت عائلته جميع أوراقه الخاصّة، وكأنها كانت تريد أن لا يحلّ احد غموضه أبدا. وقد ذكّرني هذا بما حدث لرسّام آخر لا يقلّ غموضا هو البريطانيّ جون غودوورد الذي قامت والدته بعد وفاته بإتلاف كافّة صوره وأشيائه الشخصية بسبب علاقتهما التي كان يشوبها التباعد والجفاء.
تأثّر كينوبف بأعمال ديلاكروا وغوستاف مورو وما قبل الرافائيليين. وكانت لوحاته تتمتّع بالشعبية، كما كان له زبائنه الذين يقدّرون موهبته، بالإضافة إلى انه كان معروفا جيّدا في المجتمع البلجيكي. وفي لوحاته سترى الكثير من الأشياء، من الدين والتاريخ وعلم النفس والميثولوجيا وما إلى ذلك.
وهذه اللوحة بعنوان "وأغلقت الباب" تُعتبر من أكثر أعمال الرسّام انتشارا. ويقال انه استوحاها من قصيدة بنفس العنوان للشاعرة كريستينا روزيتي، شقيقة الرسّام والشاعر الانجليزيّ من أصل إيطاليّ دانتي غابرييل روزيتي.
والحقيقة أن كلّ شيء في اللوحة غريب، اسمها وهيئة المرأة ووضعية جلوسها وتعبيرات وجهها. كما أنها تحتوي على تفاصيل غامضة، مثل تمثال الرأس المجنّح الموضوع على الرفّ خلفها.
هذا التمثال الصغير يقال أنه يصوّر "هيبنو" إله الأحلام في الأساطير الإغريقية. وكان كينوبف يملك التمثال الأصليّ وقد التقط لنفسه عدّة صور معه.
أما الزهرة الحمراء إلى جوار التمثال فتمثّل نبتة الخشخاش التي لها خصائص مخدّرة وترتبط بالأحلام.
المرأة التي في اللوحة هي مارغريتا شقيقة الرسّام والتي تظهر في العديد من لوحاته. ومن الواضح أنها تعيش في عزلة، عيناها ساكنتان وملامحها حزينة. الجدران الخربة والأزهار الجافّة والخشب المتآكل والألوان الباهتة والاعتكاف في هذا المكان الساكن الصامت، كلّ ذلك يكرّس الإحساس بالوحشة والانقباض.
وقد ألهمت هذه اللوحة كاتبة تُدعى جويس اوتس بتأليف رواية بنفس العنوان كتبتها عام 1990 وتسرد فيها قصّة حياة فتاة كانت تعيش في ريف نيويورك مطلع القرن الماضي.
بعض النقّاد يشيرون إلى أن للوحة ارتباطا بقصّة وليام موريس التي ينتقل فيها البطل إلى ارض يوتوبية ويؤخذ ليتجوّل في البيت القديم. وهناك يمرّ بتحوّل روحيّ سببه الإحساس بأن الزمن توقّف وتلاشى بداخله الإحساس بالدهشة.
كينوبف، الذي ينتمي إلى عائلة موسرة، كان شخصا غريب الأطوار، فقد بنى لنفسه بيتا بلا نوافذ. وكان الصمت والعزلة فكرتين أساسيتين في لوحاته. وقد نقش على باب منزله جملة تقول: ليس للإنسان إلا نفسه".
ويُروى أن شاعرا عاش في عصره وصفه بأن له شعرا أحمر جميلا وقامة مديدة. وبعد وفاته بعشر سنوات، تمّ هدم بيته بناءً على طلب عائلته.
وعودا على بدء، ترى كم من هذه اللوحة تكشّف لك بعد أن قرأت الكلام المكتوب أعلاه وكم منها ما يزال غامضا برأيك؟
أظنّ انه ليس من مهمّة الفنّان أن يجعل عمله مفهوما لكلّ احد، بل بالعكس عليه أن يترك في عمله بعض الغموض، كي يخلق الدهشة في عقل المتلقّي ومن ثمّ يدفعه لطرح الأسئلة والاحتمالات. وربّما أن ما نعتبره كمتلقّين غموضا وإبهاما هو ما أراد الفنّان أن يودعه في عمله أصلا وعن قصد.
إن وظيفة الفنّان، كما يقول الرسّام الانجليزيّ فرانسيس بيكون، هي أن يعمّق الغموض في أعماله دائما. ومن طبيعة الفنّ الغامض انه لا يُنسى بسرعة.
وأختم بعبارة مأثورة وتتردّد كثيرا مؤدّاها أننا كلّما اكتسبنا معرفة اكبر، فإن الأشياء لا تصبح أكثر اتساعا ووضوحا وإنّما أكثر إبهاما وغموضا.
باريس- تقول القصّة إن هنري الثامن ملك انجلترا كان يبحث لنفسه عن زوجة جديدة. وقد اخبره بعض المقرّبين منه عن أرملة جميلة، هي كريستينا ابنة ملك الدنمارك الذي تربطه علاقة قربى مع بعض أباطرة روما القدماء.
في ذلك الوقت، أي حوالي منتصف القرن السادس عشر، لم يكن من المتيسّر دائما أن يرى الرجال النساء اللاتي يريدون الاقتران بهنّ. وكان الملوك والأمراء كثيرا ما يقرّرون زيجاتهم بناءً على صورة للمرأة المراد الزواج منها.
كان عمر هنري وقتها يقترب من الخمسين، وكان متزوّجا من ثلاث نساء، لكنه كان يفكّر في الاقتران بامرأة رابعة. والأميرة الدنماركية لم تكن قد تجاوزت الثامنة عشرة من عمرها.
لكن كان على الملك أن يعرف أوّلا مستوى جمالها ونوعية شخصيّتها. وكان قد سمع عنها كلاما مشجّعا من بعض أفراد حاشيته. لكنه كان بحاجة لشيء ما أكثر من مجرّد السماع. لذا أرسل رسّام البلاط هانس هولبين في مهمّة إلى الدنمارك كي يرى الزوجة الموعودة ويرسمها.
كانت الدنمارك في ذلك الوقت ما تزال منتمية إلى أفكار القرون الوسطى وكانت فيها طبقة نبلاء قويّة وثقافة فروسية.
وقد ذهب هولبين إلى الدنمارك ومكث فيها بضعة أسابيع رسم خلالها لوحة من الواقع للأميرة. الصورة التي رسمها لها كانت بديعة بالفعل وتبدو فيها كامرأة جميلة من عصر النهضة ترتدي ملابس حداد وعلى وجهها ابتسامة تشبه الموناليزا.
ويبدو أن هنري فُتن بملامح المرأة وبجمالها. وعلى الفور طلب يدها، غير أن كريستينا لم تكن في عجلة من أمرها.
والفكرة التي يتناقلها الناس جيلا بعد جيل وردّدها المؤرّخون وكتّاب السيَر من تلك الفترة هي أن كريستينا رفضت في النهاية الاقتران بالملك البدين والمريض.
بورتريه كريستينا لهانس هولبين يُعتبر اليوم احد أشهر الصور الملكية في تاريخ انجلترا، وهو من مقتنيات الناشيونال غاليري بلندن. والبورتريه مثال على امتزاج الدبلوماسية باللغة البصرية، وأيضا على المكانة السياسية العالية التي كان الرسّامون يتمتّعون بها في عصر النهضة.
موسكو- شهدت موسكو يوم 11 ديسمبر/ كانون الأول مراسم رفع الستار عن تمثال الموسيقار الروسي البارز سيرغي بروكوفييف (1891 – 1953).
وقد افتتح التمثال البرونزي وارتفاعه متران في زقاق كامِرغِرسكي بوسط موسكو.
وقال النحات صانع التمثال أندريه كوفالتشوك إن التمثال يصور الموسيقار الموهوب ماشيا في الشارع مرتديا معطفا وقبعة أنيقين، وهو قاصد منزله الواقع في شارع تفِرسكايا ( شارع غوركي سابقا).
ويتميز التمثال بالرشاقة والنظر إلى المستقبل، علما أن بروكوفييف كان من الفنانين المجددين ولم يكرر نفسه أبدا في إبداعاته.
ويتضمن نتاجه الموسيقي الغزير عددا كبيرا من مسرحيات الأوبرا والباليه لا يمكن أن يقارن به نتاج أي موسيقار آخر في القرن العشرين. وضمنها أوبرا "لاعب" و" الحرب والسلم" والباليه "روميو وجولييت " وغيرها.
وكان سيرغي بروكوفيف قد أبدع أول أوبرا له وهو في التاسعة من عمره. وقبل ذلك كتب سيناريو شعريا موزونا ومقفى.
يذكر أن روسيا تحتفل العام الجاري بالذكرى الـ 125 لولادة موسيقارها العبقري. وكان المايسترو فاليري غيرغييف المدير الفني لمسرح ماريينسكي في بطرسبورغ قد قدم مؤلفات بروكوفييف في العواصم العالمية الكثيرة بدءًا من موسكو وانتهاءً بنيويورك.
المصدر: فيستي. رو
يفغيني دياكونوف
عمان - رسمي الجراح
انطلاقا من محبة الاخر والمكان وجمالياته اطلقت جمعية الرواد للفنون التشكيلية مبادرة ارسم وطنك والتي تركز على استقطاب الفنان الاردن والعربي والعالمي والطلبة وابناء المجتمع المحلي في التفاعل الفني والحوار الجمالي وبناء علاقة وثيقة مع المكان ونشر ثقافة السياحة الفنية وبناء الجسور المعرفية بين الفنان والمجتمع المحلي.
ملتقيات ارسم وطنك الى الان يوميه فهي على مدار يوم كامل من الصباح للمساء ينخرط فنانون وطلبه في الرسم المتواصل وتتوج بمعرض فني , في حين تطمح الجمعية التي تعمل بجهد ذاتي وبدون دعم الى اطالة كل ملتقى لثلاثة ايام او اكثر , وتستفيد الجمعية من جغرافية وطقس الاردن في تنظيم ملتقياتها حيث تنوع طقس المكان يتيح للمنظمين تنويع محطاتها الفنية ففي الاردن الاف الامكنة الطبيعية البكر والشواهد الاثرية والتاريخية التي لابد من رصدها من خلال الفن.
خمس محطات فنية عدد الملتقيات التي حط فيها الفنانون في الاردن تحت مظلة ارسم وطنك وهم بالعشرات بالاضافة الى طلبة المدارس وابناء المجتمع المحلي , فقد كانت دار السرايا باربد وبيت شاعر الاردن عرار اولى المحطات وتوالت من عجلون الى ام قيس ومن ثم جامعة اليرموك واخرها الباقورة في حين تعد الجمعية العدة لتنظيم اللقاء المقبل في منطقة الكرامه بغور الاردن.
تعاون الجمعية في تنظيم تلك الملتقيات مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص يخلق حالة من التفاعل الاقتصادي والسياحي فقد كان للجمعية تعاون مع وزارة الثقافة ووزارة الشباب في ملتقى عجلون ومع جامعة اليرموك في دار السرايا وومع وزارة السياحة في ام قيس ومع القطاع الخاص مزارع الهنداوي في الباقورة , من هنا لابد من تداعي المؤسسات الحومية والخاصة في دعم مبادرة ارسم وطنك كونها مبادرة جميع ابعادها ايجابيه وهي تؤسس للسياحة الفنية ونشر الوعي وثقافة التلقي.
ومن قاعدة اعرف بلدك تحرص الجمعية على اختيار عدد من الفنانين في كل مرة بينهم النحاتين والخزافين والرسامين والمصممين والفوتغرافيين فضلا عن عدد من طلبة كليات الفنون في الجامعات الاردنية لتثري اللقاء وليقدم كل المشاركين رؤيتهم للمكان ويرصدون باكثر من طريقة المكان الذي يحطون فيه.
ومن ايمانها بان الفن والرسم والتعاطي الفني مع المكان يريح النفس ويطرح الطاقة السلبية ويمنح من يكون بحضرة المكان الانطلاق وتهذيب الروح ونبذ العصبية والذاتية فان الجمعية ترى في مشروعها خلاص من ثقافة التطرف والنرجسية والذاتيه بل ان التعبير الفني الحر في الهواء الطلق وخارج المحترف الفني بعزز شخصية الفنان ويحفز على الابداع والتحدي لان المكان بكل تفاصيله تحد للفنان ان يعبر عنه بما يبرز سحره وغنائيته اللونيه.
وتطلق الجمعية على كل ملتقى عنوان منها النهر والليمون والسنديان وام قيس والبحيرة وارسم بلدك وسمبوزيوم الكرامه وهي مسميات من وحي المكان وربط المكان بذاكرة الفنان وللفت الانتباه الى رموز المكان واهميتها في التاريخ والذاكرة الشعبية وقيمتها لدى قاطني المكان.
مؤخرا اختتمت الجمعية ملتقاها الفني في الباقورة مزارع محمد خليل الهنداوي «مزارع الهنداوي «وشارك في إسلام عبيدات وتيسير طبيشات ومحمد ذينات وليد التميمي و نورالعزام وادريس الجراح, دانيا الحوراني وعبد الله التميمي ولميس الحواري وعبير الحنبلي وسمر حدادين ومحمد عواوده رسم وأروى عوده خزف وايمان القرعان ومحمد الاصهب وزينب ملكاوي تصوير فوتغرافي.
اهمية الملتقى الاخير هو مشاركة الفنانة العالمية رئيس الاتحاد العالمي للفنانين المحترفين للقرن 21 الكورية بو سيك لي والتي لم تكن تتوقع المكان في الاردن بهذا السحر وهذه التلونينه الطبيعية وثراء المنظر الطبيعي في الاردن وتبدله بهذه السرعة من السهول الى الجبال الى الاغوار.
الى ذلك انجز الفنانون المشاركون اعمالا من وحي المكان وتجلياته ورسموا مناظر من نهر اليرموك والشريعة وبيارات البرتقال والنخيل والموز وجبال فلسطين والمزارع المطله على نهر الاردن الخالد وجسدوا الفنانين امكنة تعرفوا عليها للمرة الاولى في حين توج الملتقى بمعرض فني رعاه نائب رئيس جامعة اليرموك زياد السعد بحضور محمد خليل الهنداوي مالك مزارع الهنداوي والفنانين وابناء المجتمع المحلي.
جمعية الرواد للفنون التشكيلية هيئة غير ربحية تأسست 2015 لرعاية ودعم الإبداع والمبدعين في مجالات الفنون التشكيلية ورعاية ودعم الفنانين التشكيليين وتوفير ظروف ملائمة لنشر أعمالهم وإقامة المعارض التشكيلية لهم داخل الأردن وخارجه وتوفير ظروف ملائمة لجمع وتوثيق اللوحات الفنية للاماكن الوطنية والتراثية والطبيعية وحفظها والمساهمة في تنمية قدرات الفنانين التشكيليين والتبادل التعليمي والثقافي للفنون التشكيلية مع الدول العربية والأجنبية، بالإضافة إلى تقديم الخدمة للمجتمع المحلي من خلال تنظيم المعارض و ورشات عمل تطوعية في المدارس والجامعات وكافة مؤسسات الدولة العامة والخاصة. وتضم الجمعية في عضويتها عددا كبيرا من الفنانين المختصين بالفنون البصرية من رسم ونحت وخزف وتصوير فوتوغرافي وغيرها من الحقول الابداعية.
في بلدة موريه سور لوي الفرنسية الصغيرة، يرتفع تمثال نصفيّ لأشهر شخصيّة في هذه البلدة. ولم يكن هذا الشخص قائدا عسكريّا، ولا رجل أعمال موسرا، ولا ديبلوماسيا بارزا. كان رسّاما، وكان اسمه الفريد سيسلي. وقد توفّي في هذه البلدة عام 1899م فقيرا ويعاني من الروماتيزم وسرطان الحنجرة. لكنه قضى السنوات الثلاثين الأخيرة من حياته يعيش ويرسم المجتمع الصغير بحساسية فائقة أكسبته لقب شاعر الألوان.
ولد الفريد سيسلي في باريس عام 1839 لأبوين انجليزيين غنيّين. وتلقّى تعليما مختصرا في لندن عندما كان يحاول بقليل من الحظ أن يتعلّم تجارة العائلة. ولم يكن مستغربا أن يفشل في البيزنس لأنه كان يقضي معظم وقته في المتاحف يدرس طبيعة كونستابل وتيرنر.
ثم أراد أن يصبح رسّاما. وفي عام 1862، وبمباركة ودعم ماليّ من والده، عاد سيسلي إلى باريس وتلقّى دروسا في الرسم على يد الفنّان الأكاديمي شارل غلاير.
كان غلاير رسّام تاريخ وكان يعتبر رسم الطبيعة فنّا منحلا. ومع ذلك، كان من بين تلاميذه كلود مونيه واوغست رينوار وفريدريك بازيل. وقد أحبّ سيسلي هذه المجموعة من الانطباعيين المستقبليين ورافق تطوّر حركتهم الناشئة منذ بداياتها.
وخلال ستّينات القرن التاسع عشر رسم معهم في مارلو قرب غابات فونتينبلو، وعرض أعماله معهم في العديد من المعارض الانطباعية. في ذلك الوقت كان سيسلي يعيش حياة مريحة معتمدا على مال والده.
لكن خلال الحرب الفرنسية البروسية تعطّلت تجارة والده ومات بعد ذلك بفترة قصيرة مفلساً. وعاش سيسلي وعائلته في فقر مدقع طوال ما تبقّى من حياته.
والحقيقة انه نادرا ما باع لوحاته. وعندما كان يبيع بعضها، كان يكتفي بقبول اجر زهيد مقابلها. وبينما عاش مونيه فترة طويلة واكتسب كثيرا من الشهرة، فإن شيئا من هذا لم يتحقّق لـ سيسلي.
لكن التأثير الانجليزيّ لكلّ من تيرنر وكونستابل كان حاضرا وإلى الأبد في جميع لوحاته التي تمثّل مزيجا تعبيريا ونادرا من التقاليد الفرنسية والانجليزية في رسم الطبيعة.
امستردام - الرسّام الهولندي بيتروس فان سكيندل كان متخصّصا في رسم المناظر الليلية التي تضيئها الشموع. ولم يكن احد من معاصريه ينافسه في هذا النوع من الرسم.
رسم مناظر الليل المضاءة بالشموع كان منتشرا في هولندا القرن السابع عشر. وأوّل من بدأه كان الرسّام الهولندي جيرارد دو.
في فرنسا كانوا يلقّبون فان سكيندل بـ "مسيو شانديل" أو "السيّد الشمعة" لكثرة ما تظهر الشموع في مناظره. كان بارعا خاصّة في تصوير مناظر الأسواق ليلا.
في بعض لوحاته يمكن أن ترى عدّة مصادر ضوء في وقت واحد، مثل ضوء القمر ووهج شمعة أو مصباح، وأحيانا مصادر ضوء أخرى لا تُرى.
كلّ التفاصيل في اللوحة إلى فوق تؤشّر إلى براعة فان سكيندل ومقدرته في التعامل، ليس مع الضوء فحسب، وإنما مع التوليف العام للوحة ومع التفاصيل ككلّ
واشنطن - قالت مجلة "فوربس" إن نجمة البوب الأميركية تايلور سويفت وفرقة "وان دايركشن" والمغنية البريطانية أديل يتصدرون قائمة أعلى الموسيقيين دخلا في العالم هذا العام.
وحصلت سويفت (26 عاما) على لقب أعلى الموسيقيين دخلا في 2016 بتحصيل 170 مليون دولار من الجولات الموسيقية والتسجيلات وعقود الرعاية وغيرها من مصادر الدخل.
وحلت فرقة وان دايركشن الإنجليزية-الأيرلندية لموسيقى البوب في المركز الثاني بدخل بلغ 110 ملايين دولار.
وجاءت أديل (28 عاما) صاحبة أغنية "هالو" في المرتبة الثالثة بإيرادات بلغت 80.5 مليون دولار، وهي أعلى حصيلة مالية تسجلها على الإطلاق، كما حقق ألبومها (25) لقب أفضل الألبومات مبيعا في 2015.
وذهب المركز الرابع للمغنية مادونا التي حصدت 76.5 مليون دولار.
وضمت قائمة العشرة الأوائل ريانا وغارث بروكس وفرقة إيه.سي/دي.سي ورولنغ ستونز ودي.جيه كالفين هاريس وديدي.
وجمع أصحاب المراكز الثلاثين أكثر من 1.8 مليار دولار إجمالا هذا العام.
وأعدت "فوربس" القائمة على أساس حساب الدخل، قبل استقطاع الضرائب في فترة 12 شهرا من يونيو 2015 بناء على مقابلات مع مدراء ووكلاء ومحامين عن الموسيقيين.
الشارقه - شوو في نيوز - تفتتح مؤسسة الشارقة للفنون يوم السبت الموافق 19 نوفمبر ثلاثة معارض نوعية تتمحور حول الفن السوداني الحداثي وتجلياته ماضياً وحاضراً تحت عنوان "نساء في مكعبات بلورية - معرض استعادي (1965-الحاضر)" للفنانة كمالا إسحق، و"سعة الأفق.. إيجاز العبارة - معرض استعادي (1956-الحاضر)" للفنان عامر نور، بالإضافة إلى المعرض الجماعي "مدرسة الخرطوم: حركة الفن الحديث في السودان (1945 - الحاضر)" بمشاركة مجموعة من أبرز الفنانين السودانيين، والتي سيتم افتتاحها في تمام 6:00 مساءً في بيت السركال بمنطقة الفنون. بين ثنايا لوحاتها ومنحوتاتها تقدم المعارض الثلاثة أبرز التحديات والصراعات التي خاضها المجتمع والوسط الثقافي في السودان لصناعة هويته الخاصة، والتي تشكل أهمها خلال حقبة الستينيات والسبعينيات باعتبارها حقبة محورية شهدت صعود العديد من الحركات الحداثية التي شكلت انعطافات جذرية في المشهد الأدبي والفني وساعدت على ازدهار مجالات الإنتاج الثقافي والفني كافة.
كما يتزامن هذا الحدث مع افتتاح الدورة الثالثة من "مشروع مارس" 2016، في المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون، الساعة الخامسة مساءً، وقد تضمنت هذه الدورة أعمالاً فنية خاصة بمواقع محددة، والتي تم تطويرها من قبل خمسة فنانين شباب خلال برنامج الإقامة التعليمي، وهم الفنان عمّار العطار، باسم يسري، نور عابد، ريم فلكناز، وفيكرام ديفيتشا. وقد شملت الأعمال عروض الأداء، وأعمال الفيديو، والأعمال التركيبة التي شغلت مواقع مختلفة في المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون، وساحة الخط العربي، ومنطقة الفنون. وقد جاءت هذه الدورة تحت إشراف لارا خالدي، وباتريشا ميلنز، محمد المنصوري. ويعدّ مشروع مارس بمثابة برنامج إقامة تعليمي للفنانين الشباب يوفر لهم فرصاً للبحث، ولإنتاج أعمالٍ خاصة بموقع محدد من خلال سلسلة من الدورات المهنية للتطوير، والندوات، والمعارض، والزيارات الميدانية، والحوارات، وذلك تحت إرشاد ممارسين فنيين محترفين.
سعة الأفق.. إيجاز العبارة
على مدى خمسين عاماً، أبدع الفنان عامر نور منحوتات تعكس قدرته على دمج الأساليب والتقنيات والنماذج والأفكار التي استقاها من تجربته في كل من السودان والولايات المتحدة. ويقدّم نور في معرضه الاستعادي الأول رصداً معمّقاً للعقود الخمسة الأخيرة في مسيرته الفنية، كما يبرز دوره المفصلي في حركة الفن الحديث الأفريقي إلى جانب حضوره المؤثر في المسار التاريخي للفن الحديث العالمي المعاصر. يتضمن المعرض مختارات من منحوتاته المصنوعة من مواد متعددة، إضافة للوحاته ورسوماته وصوره الفوتوغرافية، كما يتضمن اثني عشر عملاً كُلِّف بها.
يتخذ عامر نور من عبارة "سعة الأفق..إيجاز العبارة" معبراً لوصف تجربته واختلافها عن الأفكار التقليلية "المينيمالية"، حيث تتموضع أعماله في مساحة تلتقي فيها الأشكال التقليلية مع مفاهيم ذات مرجعيات أفريقية تعكس قدرته على دمج الوسائل والتقنيات والأشكال والأفكار المتأتية من الطبيعة المزدوجة لتجربته بوصفه فناناً سودانياً يعيش في الغرب. كما يضع نور الأشكال الهندسية والنصف كروية في سياق يتقاطع مع سياق تاريخه وبيئته وتقاليده، ويظهر ذلك في أعمال مثل "بيت"، و"واحد فوق الآخر".
نساء في مكعبات بلورية
وجوه النساء على أرصفة محطات القطار كانت الشرارة التي أطلقت الفكرة المحورية لمعرض "نساء في مكعبات بلورية" للفنانة كمالا إسحق، والذي يضم مجموعة من بواكير أعمالها بالإضافة إلى الأعمال الجديدة التي كُلّفت بها من قبل مؤسسة الشارقة للفنون. تعد إسحق واحدة من أبرز فناني ورواد الحداثة في السودان، وقد شكّلت عبر دورها التعليمي مصدر إلهام لجيل من الفنانين الشباب السودانيين، ما جعلها مرشدة لإحدى الحركات المفاهيمية الهامة التي عُرِفت باسم المدرسة البلورية. كما تتصدى أعمال إسحق للمنظور الذكوري للفن في السودان، وذلك بتصويرها مشاهد من حياة المرأة بألوان مستقاة من الشمس والرمل والسماء.
مدرسة الخرطوم
يأتي معرض "مدرسة الخرطوم" بعد مرور عام على انعقاد مؤتمر "الحداثة وصناعة الهوية في السودان" الذي نظمته مؤسسة الشارقة للفنون لتوفير منصة لمجموعة من الباحثين والمثقفين السودانيين، من أجل توثيق وتقديم قراءات نقدية حول تشكل الحداثة في السودان، ويعدّ المعرض محاولة لتوثيق تاريخ حركة مدرسة الخرطوم، واستخلاص الأفكار الرئيسية لهذه الحركة الفنية، من خلال تسليط الضوء على توسّع نطاق حركة الحداثة في السودان والطبيعة المتواشجة لفرقها المختلفة، ومجموعاتها وحركاتها الفنية المتفرعة. وذلك عبر مقاربة اللوحات والرسومات –الأنواع التقليدية للفنون البصرية التي كان ينتجها أكثر الفنانين السودانيين الحداثيين- مع الخزفيات، والفخاريات، والمنحوتات، والصور الفوتوغرافية، والأفلام، والفيديو وعروض الأداء. كما يضم المعرض مواد أرشيفية تعرض للمرة الأولى.
يعاين هذا المعرض أعماق جماليات مدرسة الخرطوم ويأخذ بعين الاعتبار تأثيرها المعاصر، من خلال تتبع رواد الجيل المبكر من الفنانين المرتبطين بمدرسة التصميم – أمثال عثمان وقيع الله، عبد الله محي الدين الجنيد، إبراهيم الصلحي وعبد الرازق عبد الغفار- الذين دمجت أعمالهم الفنية أعراف الحداثة الغربية للشكل والأسلوب مع موضوع سوداني. ابتكر هؤلاء الفنانون طرازاً جمالياً وهوية "سودانية" واضحة تجاوزت في آن واحد حدودهم الوطنية لتشمل المواضيع والعناصر النابعة من القارة الأفريقية. كما سيتم عرض أعمال الفنانين الشباب نسبياً الذين تداخلت مسيرتهم المهنية مع الرواد الأوائل، أمثال حسين جمعان، صالح مشمون، عبد الباسط الخاتم وعمر خيري.
يستمر معرض "نساء في مكعبات بلورية" لغاية 9 يناير 2017، بينما يستمر "سعة الأفق.. إيجاز العبارة"، و"مدرسة الخرطوم" لغاية 12 يناير 2017.
بعد سنوات طويلة من النسيان، تحاول السويد بعث الاهتمام بواحد من أشهر رسّاميها الذي عاش قبل أكثر من مائتي عام.
كان الكسندر روزلين رسّام الطبقة الأرستقراطية الأوروبّية في منتصف القرن الثامن عشر. وكان عمله مطلوبا من قبل أشهر العائلات الملكية في أوربّا. وما يزال هذا الرسّام شاهدا غير عادي على مجتمع كان فيه الارستقراطيون على علاقة حميمة بالفنّانين والمثقفين.
تعلّم روزلين الرسم على يد مواطنه الرسّام جورج إنغلهارد شرودر. لكن بمجرّد أن شعر أنه لم يعد قادرا على تعلّم المزيد من أستاذه، وضع عينه على أوروبّا، وبالتحديد على باريس. وبعد بضع سنوات قضاها في إيطاليا، وصل إلى باريس التي التحق بأكاديمية الفنون فيها.
عندما وصل روزلين إلى فرنسا عام 1752، عقد صداقة مع فرانسوا بوشيه الذي كان آنذاك أستاذا في أكاديمية الرسم الملكي. وقد أدّت تلك العلاقة إلى فتح الكثير من الأبواب أمامه، وحقّق نجاحا كبيرا في أوساط الفنّ الفرنسي. وعند وفاته عام 1793، كان أغنى فنّان في فرنسا.
أسلوب الكسندر روزلين في الرسم كان مذهلا. وعمله يثبت قدرته على تصوير العوالم الداخلية للشخصيات التي كان يرسمها، كما يظهر من بورتريهاته التي تتميّز بنغماتها الواضحة والجديدة وبتأثّره بأسلوب الروكوكو.
ومن أشهر أعماله، التي تربو على المائة، البورتريه المسمّى ذات الخِمار والذي اعتبره الناقد والفيلسوف دونيه ديدرو أفضل لوحة عرضها صالون باريس عام 1769م. المرأة ذات الابتسامة الغامضة في اللوحة لم تكن شخصية ملوكية ولا هي كانت عضوا في المجتمع الراقي أو الارستقراطي، بل كانت زوجة روزلين نفسه ماري سوزان غيروست.
تصوير روزلين الواقعي والرائع لزوجته مغرٍ ومستفزّ. كما انه يثير الإحساس بالغموض والأنوثة والإغواء، ويذكّر بعلاقة الحبّ الملتزم التي كانت تربط الفنّان بزوجته الجميلة.
لوحات روزلين، بشكل عام، تركّز على الثقافة المصطنعة والنخبوية للقرن الثامن عشر، بما كانت تتسم به من ميل إلى حياة البذخ والاستهلاك. كانت النخبة الأوروبية في ذلك الوقت ترغب في أن تنأى بنفسها عن بقيّة المجتمع. وكان أفرادها مهجوسين بالمثل الجمالية العالية وبتمثيل الأدوار واستهلاك السلع الكمالية.
وقد استخدم روزلين مهاراته الفنّية في رسم نمط الحياة الباذخة لرعاته وزبائنه ولم يتردّد في الامتثال لرغباتهم. وبفضل موهبته الفنّية وشبكة اتصالاته وصداقاته الواسعة، استطاع الرسّام وبطريقة منهجية أن يتقدّم إلى الأمام وأن يطوّر فنّه.
هناك سمة مميّزة في أعمال روزلين تتمثّل في قدرته على الاستنساخ، الفوتوغرافي تقريبا، للملابس والاكسسوارات والملامح الناعمة لشخصيّاته. كما أن الملابس وطبيعة الأماكن في اللوحات هي دليل لا يخطئ على مكانة ومهنة الأشخاص المرسومين.
الفنّان الروسي من أصل يوناني ارشيب كوينجي رسم الليل في واحدة من أكثر اللوحات شهرة في تاريخ الرسم والتي اكتسب الرسّام بفضلها شهرة أسطورية. اسم اللوحة ليلة مقمرة على ضفاف نهر الدنيبر. وقد رسمها في العام 1882م.
عندما عرض الرسّام هذه اللوحة لأوّل مرّة في سانت بطرسبيرغ اصطفّ الناس في طوابير طويلة لرؤيتها. وقد وُضعت داخل غرفة مظلمة، بينما صُفّت حول إطاراتها المذهّبة والفخمة شموع محترقة.
في اللوحة، يصوّر كوينجي إحدى ليالي اوكرانيا الشاعرية والدافئة. القمر الفضّي يطلّ من أعلى المشهد محاطا بهالة خضراء من الغيوم. وفي أسفل المنظر يظهر شريط متوهّج من نهر الدنيبر الذي يفيض فوق مساحات واسعة من السهوب.
ربّما لم يعبّر رسّام من قبل عن سحر وجمال القمر بهذا الشكل المدهش. الصورة تثير إحساسا بالحرّية واللانهائية. فأمامنا عالم واسع مليء بالضوء. وكلّ ما في هذه الطبيعة مشرق وبهيّ. الضوء الفوسفوري الغامض يغمر كلّ شيء على الأرض.
كان على الجمهور أن يدخلوا إلى القاعة ذات الأنوار الخافتة قبل أن يتوقّفوا أمام وهج الضوء البارد المنبعث من اللوحة. بعضهم كان يظنّ أن مصدر الضوء ربّما يكون فانوسا أو مصباحا موضوعا بالجوار. المجال السماويّ الذي رسمه الفنّان فيه فخامة وجلال. قوّة الكون وضخامته تتجلّيان بأوضح صورة في هذا المشهد. التفاصيل على الأرض تتضمّن بيوتا وأشجارا كثيفة ونباتات شوكية ابتلعتها الظلمة.
هذه اللوحة استنسخت مرّات كثيرة في جميع أنحاء روسيا وتحدّثت عنها الكثير من الصحف آنذاك. وقد ابتاعها الأمير الروسي كونستانتينوفيتش الذي شُغف بها منذ رآها لأوّل مرّة. وبلغ من حبّه للوحة انه كان يأخذها معه في تطوافه عبر العالم. وقد حاول الروائي ايفان تورغينيف، الذي كان يعيش في باريس في ذلك الوقت، إقناع الأمير بعرض اللوحة في احد الغاليريهات الفرنسية، لكنه رفض.
لوحات ارشيب كوينجي تتّسم بالتصوّرات التأمّلية والفلسفية عن العالم. كما أن فيها إحساسا بعظمة الحياة. ولم يكن يهتمّ بتصوير الحالات الدراماتيكية للطبيعة، ولا حتى مظاهر الجمال فيها. كان معنيّاً أكثر بتصوير الإحساس بالكون ووحدة الوجود والتناغم ما بين الطبيعة والإنسان.
الألوان الفوسفورية في اللوحة تستحضر مشاعر متسامية وتثير التأمّل عن طبيعة الحياة على الأرض وعن عالم السماء التي تبدو وهي تتحرّك في إيقاع بطيء. وبعض لوحات الرسّام الأخرى تصوّر عوالم تبدو أشبه ما تكون بالكواكب البعيدة التي لم تُكتشف بعد.
المزيد من المقالات...
- سمبوزيوم ايله الدولي في العقبه : محترف فني عالمي
- العقبة تستضيف سمبوزيوم أيلة الدولي للفنون الأول
- الشاعرة العراقية سارة طالب السهيل تنظم قصيدة للوحدة الوطنية
- «ايام دبي للتصميم 2106».. الجمال والابتكار في ارجاء المدينه
- الكاتبة السهيل تقرأ للأطفال قصة «أميرة البحيرة»
- اختتام سمبوزيوم «ارسم وطنك» في أم قيس بأعمال فنية من ذاكرة المكان
- اضطراب الهوية الجنسية بقلم الدكتورة مونيكا شاولا
- البحر يعزف الموسيقى
- فيلم جنرال الحرس الأبيض ينال جائزة بمهرجان "القديس فلاديمير" السينمائي
- لمى حوراني تشارك للمرة الرابعة في اسبوع باريس للموضة
الصفحة 82 من 90