Off Canvas sidebar is empty


الشارقة - أطلقت مؤسسة الشارقة للفنون منصة نشر إلكترونية حملت اسم "تماوج"، وأتت هذه الخطوة ضمن المشروعات المصاحبة لبينالي الشارقة 13 الذي ينطلق في الفترة من 10-15 اذار 2017 إذ ستكون هذه المنصة مساحة لنشر سلسلة متواصلة من المقالات والصور وأعمال الفيديو والكتابات التجريبية والنصوص وغيرها من المواد السمعية – البصرية المتعلقة بثيمات بينالي الشارقة لهذا العام وهي: ماء، محاصيل، أرض، وطهي.
كما صدر ضمن "تماوج" العدد الأول من نشرة "الملخص الرقمي" متناولة "الماء" أولى ثيمات البينالي مسلطة الضوء على ما حمله أول المشروعات الأربعة الموازية للبينالي "يحيا استقلال المياه" الذي أقيم في "جامعة الشيخ أنتا ديوب" في داكار، السنغال. ومن المقرر أن تصدر ثلاثة أعداد أخرى تتناول باقي الكلمات الافتتاحيه للبينالي ألا وهي: محاصيل وأرض وطهي.
أوردت النشرة ضمن افتتاحية عددها الأول "اليوم، يثبتُ العلم إنهيار الغلاف الحيوي لكوكب الأرض. معظم الحكومات تصارع لإدارة دولٍ متزعزعة وغير ثابتة سياسياً. الاعتداءات المأساوية والحوادث الكارثية المتواصلة تقترب من منازلنا أكثر فأكثر. الشعور بخطر الهلاك الذي يلازمنا ويضيّق علينا الخناق من كل جانب، ليس صنيع صور خاطئة عن العالم. إنما هي صور وأحداث حقيقية. غير أن الترابط والتواصل فيما بينها قد يكون مضلّلاً وخادعاً". ومن الجدير بالذكر أن طاقم تحرير منصة "تماوج" مؤلف عمر برادة، وأمل عيسى، وبراين كوان وود، وكايلين ويلسون ـ غولدي.
وقد تضمنت النشرة الأولى من "الملخص الرقمي" 4 أوراق بحثية وهي: "الماء والهالة في التاريخ والمخيال بغرب أفريقيا" للأكاديمي السنغالي إبراهيما وان، و"أروع عجائب البحر العميق هي قساوته التي لا قعر لها" للفيلسوفة الفرنسية من أصول فرنسية سلوى لوست بولبينة، و"حوارية الماء: على الطريق المؤدي إلى سطوة المال" للقيّمة والباحثة فيكتوريا إيفانوفا، و"الماء هو الموت" للفنان والقيّم الجزائري قادر عطية.
ويستعرض إبراهيما وان في "الماء والهالة في التاريخ والمخيال بغرب أفريقيا" دور الماء بوصفه مسرحاً يضج بالتاريخ وسريراً لمخيال خصب، يصلح سطحه كدعامة لتمثيلات أسطورية – دينية أدّت دوراً حاسماً في تطور البشرية، معتبراً العالم المائي جسراً بين الواقع واللاواقع يغذي المعتقدات والطقوس التي تؤطرهما والتطورات التي تحكم العلاقات والممارسات الاجتماعية.
ويورد الكاتب عدداً من الروايات الأسطورية التي ربطت من خلالها شعوب غرب أفريقيا ما بين شخصيات هامة والماء الذي يمتلك قدسية عالية في مرجعيتهم، إضافة لما تضمنه ذلك من عوالم أسطورية ومراحل تاريخية أفضت إلى نتاج فني وموسيقي هائل ومتنوع.
بينما قاربت سلوى لوست بولبينة في بحثها "أروع عجائب البحر العميق هي قساوته التي لا قعر لها" الهجرة الغير شرعية التي راح ضحيتها الآلاف، والتي صارت اليوم تجارة بحرية مزدهرة على نحو مأساوي. تناولت لوست في بحثها الطابع السياسي الذي تنطوي عليه تلك الحوادث مستعرضة عدة إحصائيات لأعداد الغرقى الذين قضوا نحبهم في تلك القوارب. مشيرةً إلى أن أولئك الذين نجوا تعجز أذهانهم عن نقل تفاصيل جغرافية تتوافق مع الخرائط البحرية والأرضية لرحلتهم بل تنقل إلينا مخيلتهم سبل تنقلهم ووسائل النقل التي اعتمدوها.
واقتبست بولبينة من أحد المقابلات الصحفية التي أجريت مع الفليسوف الفرنسي ميشال فوكو (1926 – 1984) والتي تنبأ خلالها بما أسماه "الهجرة الكبرى في القرن الواحد والعشرين" فقد رأى في عام 1979 أن اضطرابات ما بعد مرحلة الاستعمار ستؤدي إلى مشكلة الهجرة التي سيعاني منها ملايين الأشخاص. مؤكداً أنها ستغدو بالضرورة أمراً مؤلماً ومأساوياً بحيث لا يمكن إلا أن يصاحبها الموت والتقتيل، وفي اقتباس لفوكو يرد ما يلي "أنا أخشى أن ما يحدث في فيتنام ليس جرحاً من رواسب الماضي، وإنما هو أمر ينبئ بالمستقبل"، مشيراً بذلك إلى حادثة وقعت عام 1979 تتمثل بإبحار 40 ألف فيتنامي في قوارب صغيرة من دون وجهة محددة، إضافة إلى 40 ألف كامبودي تم طردهم من تايلاند آنذاك.
ومن الجدير ذكره أن مشروع "يحيا استقلال المياه" ركّز على بُعدين رئيسيين للمياه هما البعد الثقافي المتمثل في استكشاف الشعر والسحر والمعتقدات الروحية، وآخر سياسي والذي يقدم الشؤون المتعلقة بالسلطة والسيطرة والاقتصاد والإرث الاستعماري والحداثويات المهيمنة، محاولاً تقديم مقاربات على اتصال بهذين البعدين.
موقع "تماوج" على الانترنت هو https://tamawuj.org:8453/tamawuj/homePage


دبي، الإمارات العربية المتحدة-- كشفت الممثلة تشارليز ثيرون إن أول مشهد جنسي تشاهده كان في السابعة من عمرها، وما زالت تتذكره جيدا، فيما كشفت الممثلة كايت بلانشيت إنها شاهدت أول مشهد جنسي عندما كانت في الثامنة من عمرها وشعرت أنها ترغب في تجربة ذلك.

وقالت تشارلز ثيرون (40 عاما)، في مقابلة مع مجلة "W"، تخللها جلسة تصوير عارية، إن "أول مرة أشاهد فيها ذلك عندما كنت طفلة صغيرة لا تزال راسخة في ذاكرتي لأنها كانت المرة الأولى وكان عمري 7 سنوات".

وأضافت: "كان يفترض أن أكون نائمة، ولكن عندما دخلت الغرفة شاهدت أحد مشاهد (Body Heat).. كان كلاهما في السرير، وكانت يدها تحت غطاء أبيض تداعب في تلك المنطقة ولكن بطريقة غير رقيقة جدا". وتابعت: "أتذكر عندما كنت فتاة صغيرة كنت أعلم أن منطقة عند الولد وأخرى عند البنت، وكنت مدركة أن يدها بالتأكيد على منطقته، وشعرت بالدهشة".

شاهد.. قطة هوليود تنشر صورتها حاملا بـ"البكيني": بيدي لا بيد الباباراتزي

فيما قالت كايت بلانشيت (46 عاما)، في مقابلة مع مجلة "W"، إن أول مشهد جنسي تشاهده كانت في الثامنة من عمرها عندما ذهبت إلى السينما مع والديها لمشاهدة فيلم "Silver Streak".

وأضافت: "كانت الممثلة تقبل الممثل في وجهه بعد إصابته، وقال لها إنه يشعر بالألم هنا وهنا... وكنت أفكر ماذا سيحدث، ثم بدأت الممثلة تفك أزرار قميصه". وتابعت: "كنت أجلس بجوار والدتي، وكنت أشعر بأردافها تنقبض، وقلت لنفسي إنني أريد بعضا من هذا".

عمان - قررت الامانه العامه لاتحاد الفنانين المبدعين للقرن 21 تكليف الفنان التشكيلي الاردني خليل الكوفحي رئيسا اقليميا للاتحاد العالمي للفنانين المبدعين للقرن 21 والزميل الفنان رسمي الجراح مديرا لفرع الاردن  , ويتخذ  الاتحاد العالمي للفنانين المبدعين للقرن 21من العاصمة الكورية  سيؤول مقرا له والذي تراسه الفنانه العالمية بو سك لي  
وتضم المنطقه الاقليميه للاتحاد في الشرق الاوسط  بالاضافة الى الاردن ,فلسطين ولبنان وسوريا والعراق ومصر ودول الخليج العربي ويهدف الاتحاد العالمي الى نشر الثقافة الفنية تحت شعار الفن والسلام  والمحبة بين شعوب العالم جميعها حيث سبق ان نظم الاتحاد العديد من المهرجانات الدولية للفنون التشكيلية في جميع إنحاء العالم وينظم سنويا ملتقى دولي في سيؤول ويضم الاتحاد في عضويته 35 دوله من جميع إنحاء العالم .
الكوفحي حاصل على درجة الماجستير في الفنون التشكيليه  ويشغل منصب مساعد مدير دائرة النشاط الثقافي والفني / عمادة شؤون الطلبة / جامعة اليرموك0صدر له «فن الخط العربي والتصميم». 2002 و» مهارات في الفنون التشكيلية « والحروفية في التصوير المعاصر في الاردن / 2015 ومبادئ تصميم ورسم الصور الشخصية ( البورترية )
والجراح حاصل على درجة البكالوريوس في الفنون الجميله من كلية الفنون بجامعة اليرموك  له 5 معرض فرديه  وعشرات المشاركات الفنية في المعارض والملتقيات الفنية الدولية والمحلية منها دبي والمغرب وتونس وايران وايطاليا واليابان والمانيا وله لوحات مقتناه  لدى مؤسسات وهيئات حكومية وخاصه في مختلف انحاء العالم .
ويختار الاتحاد اعضاءه ممن لهم تاريخ رائد في الحركات التشكيلية في بلدانهم وبتنسيب من مدراء الفروع بعد موافقة الرئاسة الاقليمية  عليهم وبدورها تقوم بالتنسيب للامانه العامه للاتحاد ومقرها سيؤول في كوريا الجنوبيه .
قام الفرع الاقليمي مؤخرا باستضافة رئيسة الاتحاد الفنانه بوسك لي حيث نظم لها معرضا فنيا في جامعة اليرموك وبالتعاون مع جمعية الرواد للفنون التشكيلية وبمشاركة الفنانين خليل الكوفحي ادريس السعد واحمد بني عيسى  ورسمي الجراح .
الى ذلك تستعد جمعية الرواد للفنون التشكيلية لتنظيم ملتقى فني في منطقة الكرامه بمشاركة عدد من الفنانين هو باكورة نشاطات الجمعية والتي نظمت عدد من الملتقيات الفنيه في ام قيس واربد وجامعة اليرموك و عجلون والباقوره بالتعاون مع مؤسسات حكوميه وخاصه وجامعات.

شوو في نيوز  - يعيش شعب العراق في آتون عنف دموي شبه يومي تجلت مظاهره منذ احتلال الولايات المتحدة للعراق وتفتيت تماسك وحدة نسيج المجتمع العراقي بشظايا الطائفية والمذهبية الظاهرة للأعين. غير ان التاريخ الانساني يؤكد ان ظاهرة العنف في العراق ليست وليدة العصر الحالي، بل ان حضارات العراق القديمة شهدت العديد من مظاعر العنف والاقتتال، ولذلك فانه وللوهلة الأولى يبدو الشعب العراقي و كأنه شعبا عنيفا وان العنف جزء اصيل في تركيبته الانسانية إلا أن الحقيقة غير ذلك فإن تفسير ما يجري وما جرى على أرض العراق عبر التاريخ غير مشتق من كلمة العنف على قدر ما هو تركيبة إنسانية منفردة ورثها هذا الشعب العريق عبر حضاراته المختلفة كل الدول من حولنا تتغنى بحضارة واحدة عاشت أو مرت من أرضها أو اثنان على الأكثر إلا العراق فقد احتضن سبعة حضارات على أرضه الغنيه بالتراث و الخيرات و من السبع حضارات تكونت سبعة خبرات و سبع تناقدات و بالتالي سبع تناحرات و ولدت سبع أشكال فيسيولوجيه بالشبه و الملامح فتجد بالعراق أنماط مختلفه من هيئات البشر تبعا لاصولهم و جنسهم كما تجد ديانات و طوائف و أنماط فكرية مختلفه من الجنوب حتى الشمال ،شرقا وغربا و بالتالي التقاليد و الأعراف و الأكلات و الزي .

و تباين مقدار اندماج كل فئة منهم مع الحضارة الجديدة و التطور الطبيعي الزمني الذي مر بهم و اوصلنا إلى الوقت الحالي فمنهم من اندمج مع العصر و منهم من آثر أن يبقى في الماضي وفي رأيي كل هذه الاختلافات قوة ما بعدها قوة أن كانت في كنف حكم حكيم و من السهولة أن تتحول إلى نقمة أن كانت كل هذه الطوائف تحت حكم عنيف قاس كما في السابق القريب أو الفوضى و الفساد أو في الحقب الزمنية التي كانت تعاني الضعف و الشتات و بما اننا في مرحلة عصيبة من تكالب الأمم على عراقنا و تآمر البعض من أبنائه مع الأمم المتكالبة و جهل البعض بسبب الفقر و الحروب و انعدام الأمان.

فحتما سيكون هذا التنوع الثقافي الحضاري الذي ذكرناه نقمة و مدعاة للتناحر و الحروب و الفوضى طالما لم يستطع الدستور أن يحوي كل الفئات تحت جناح القانون و العدالة لتتم المواطنة على أساس الانتماء للوطن و ليس الحزب أو الطائفة أو الدين و هذا الفكر لم يكن من الممكن أن يكون قد تشكل في وجدان العراقيين لسبب بسيط انه في السنوات السابقه قبل الاحتلال لم يكن هناك أي فكر مطروح أو انتماء سوى للحزب الحاكم و الحاكم فلم يتدرب الشعب على حب الوطن بالاختيار بل كان انتماء مفروض بالإكراه و التعود و عندما غابت العصاة المخيفة و أصبحوا أحرارا كان من الصعب جدا تقرير المصير قبل أن يكونوا مجهزين لهذا التحول و من الطبيعي أن يتولى أمر التجهيز أولياء الأمر و القائمين على أحوال الشعب إلا أن الحروب الطائفيه و الاحتلال و الإرهاب حال دون مقدرة الاشراف منهم لخدمة الوطن و فشلهم بحل الازمه و جعل الغير إشراف يصولون و يجولون فسادا كل هذا زاد من نظرة الغير عراقيين للعراق على أنه بلد تشبعت أرضه من دم شعبه و انه وطن يحلو له قتل أبنائه و ان تراب العراق لا يهدأ ولا يستكن حتى يحتضن باعماقه اكفان و صناديق الشهداء من كل الملل و الطوائف و لم ينفي أحد و لم يعترض أحد على هذه النظرة التعسفية و التعسَه و لا أقصد النفي فقط بالكلام و إنما بالأدلة و البراهين بأن يصرح أحد المسؤولين أن الإنسان أغلى ما نملك أو أن تقوم الدنيا و لا تقعد عندما نفقد طفل أو امرأة أو رجل عراقي وفي أعلى طموحاتنا أن يجنح العراقيون للسلم فيما بينهم حقنا لدماء اخوتهم بالوطن وان يقفوا صفا واحدا إكراما لدماء الشهداء . و أصبح المشهد العراقي مثير للألم و الحزن و اليأس في كل الأحيان.

و عندما صمت الجميع و لم يجب أحد على هذه الاتهامات في حق شعبنا المظلوم أجاب القدر و انتقلت عدوى العنف إلى الكثير من البلدان ليتم الإجابة أن الظروف تخلق العنف و ان النفس البشرية تتقلب و خاصة الضعيف منها و الغير مؤهل و اتضح انه حولنا الكثير ممن حولتهم الظروف إلى العنف الإجباري كما اضطر العراقيون أن يواجهوا مصيرهم طوال السنوات الماضية عبر التاريخ القديم والحديث. و بالعودة لخصوصية العراق مع العنف.. يؤكد هذا التصور النظري ان التاريخ الانساني يسجل الارث الدامي في العراق عبر حضاراته المختلفة مما يجعلهم من أكثر الشعوب تطرفا. غير ان الدراسات التي قام علماء متخصصون في تاريخ العراق وشعبه عبر التاريخ درسوا خلالها سيكولوجية اهل العراق وجدوهم اكثر ميلا للزعامة والرئاسة، وانهم متقلبي المزاج بين البداوة والمدينة، وانهم لا يرضون عن حالهم وسرعان ما ينقلبون عليهم. ويستدل بعض الكتاب على صحة هذه الفرضية بما نقل عن ابن الأثير قوله : " فلما مرض معاوية مرضه الذي مات فيه، دعا ابنه يزيد فقال: انظر أهل العراق، فان سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عاملا فأفعل، فان عزل عامل أيسر من أن تشهر عليك مائة ألف سيف". وهذه المقولة تعكس في تحليل بعض المتخصصين ادراك " معاوية " سرعة تقلب مزاج العراقيين وعدم رضاهم عن الحكام وميلهم للقيادة والزعامة.

وكما تذكر بعض الآثار التاريخية، أن الاسكندر المقدوني كتب إلى أستاذه الفيلسوف أرسطو، بعد فتحه العراق عام 331 قبل الميلاد: «لقد أعياني أهل العراق، ما أجريت عليهم حيلة إلا وجدتهم قد سبقوني إلى التخلص منها، فلا استطيع الإيقاع بهم، ولا حيلة لي معهم إلا أن اقتلهم عن آخرهم". ووفقا لهذه التصورات، فان أهل العراق يوصفون بأن لهم نظر وفطنة وذكاء، وان هذا الذكاء يدفعهم إلى ممارسة الجدل والنقد و قلة الطاعة ومعصية حكامهم وهو ما يولد العنف الظاهري. ولعله مما يبرهن على ذلك، تفسير الجاحظ، وهو احد كبار المفكرين أسباب عصيان أهل العراق على الأمراء بقوله أنهم " أهل نظر وفطنة ثاقبة، ومع النظر والفطنة يكون التنقيب والبحث، ومع التنقيب والبحث يكون الطعن والقدح والترجيح بين الرجال والتمييز بين الرؤوساء وإظهار عيوب الأمراء.

ثم يقول وما زال العراق موصوفا بقلة الطاعة وبالشقاق على أولي الرئاسة" . وهذا يعني بما لا يدع مجالا للشك، بأن نزعة الجدل في الشخصية العراقية بجانب سماتها الشخصية من الأنفة والكبرياء والزهو والتمسك بالرأي قد جعل قيادتهم من أي حاكم أمرا شديد الصعوبة . جذور العنف فالعنف هو الطابع الغالب في الحياة السياسية العراقية قديما وحديثا.

ولهذا العنف جذوره التاريخية والاجتماعية والثقافية والطبيعية، ومن بينها تعرض العراق على مدار التاريخ الانساني لمذابح وانتهاكات كبرى اقترفها غزاة ومحتلون اجانب مثلما اقترفه هولاكو وتيمور لنك في العراق ومن قبلهما الحجاج والخلفاء الامويون وما اقترفه السلطان مراد أوالصفويون ضد الشيعة أو السنة في العراق، والمذبحة التي نفذها الولاة العثمانيون بحق المماليك. فهذه الشواهد التاريخية تؤكد ان العراقيين لقرون طويلة وما زالوا ضحايا الاستبداد والعنف والقهر والقمع بما جعل العنف أرثا ملازما لهم، ابتداء من حكم نبوخذ نصر، مرورا بمأساة كربلاء وطغيان الحجاج واستبداد المنصور والسفاح وهجوم المغول واستباحتهم لبغداد ، وكافة أشكال الاستبداد والقمع والحروب والحصار والمقابر الجماعية لنظام صدام حسين وانتهاء بالاحتلال الغاشم وما افرز ويفرزه من فوضى ودمار وصراعات اثنية ودينية وطائفية ، و الأعمال الإرهابية ذات الآيديولوجية التكفيرية، التي جاءت على الاخضر واليابس ولم ترحم المدنيين العُزَّل من الأطفال والنساء والشيوخ في عالمنا المعاصر.

هذه المآسي التاريخية التي تعرض لها شعب العراق عبر الحضارات المختلفة قد أثرت سلبا في نفسية الانسان العراقي، وجعلته شديد البأس في مواجهة أي خطر قد يستشعره بحسه التاريخي، و قلقاً ومتوتراً وغير مستقر على حال، يغلفه ميراث من الحزن والأسى عبرت عنها أساطيره وأشعاره وأغانيه.

حقيقة تاريخية والملاحظة العملية قد اثبتت تاريخيا أن العنف في العراق جاء دائما من الأطراف، خاصة من جانب الجيوش الغازية من الشرق أو من القبائل البدوية من الغرب، كما حدث مؤخرا مع الغزو الامريكي للعراق الذي هدم مؤسسات الدولة جيشا وشرطة واقتصاد وانتهك حرمات التاريخ وسلب الخزائن التاريخية في المتاحف العراقية ليطمس الذاكرة الحضارية للعراقيين.

ولعل المشهد اليومي للعنف واراقة الدماء في العراق يؤكد استمرار ميراث ثقيل من تاريخ العنف الدموي الذي دفع ثمنه ابناء العراق نتيجة غزو بلادهم، مما اورثه ايضا ثقافة العنف المكتسب كرد فعل على اعتداء الاخرين عليه. الاطفال وميراث العنف لم تتمتع العراق بالاستقرار السياسي الا لفترات قصيرة، بسبب تواصل الصراع السياسي والعسكري العنيف، وما ترتب عليه من سجناء ومعتقلين واعدامات، مثلما حدث في الحرب العراقية الايرانية وقدرت خسائرها بمليون انسان مابين قتيل وجريح ومعوق، اضافة الى 100 الف قتيل في حرب الخليج الثانية، وانتفاضة اذار عام 1991 في الوسط والجنوب.

ونجم عن هذه الحروب ضحايا واسر مشتتة واطفال يتامى بلا نهاية وصولا لما آل اليه حال العراق بعد الغزو العراقي وتداعياته حتى يومنا هذا. وأدى انخراط مئات الاف الاباء في القوات المسلحة والاعمال المساندة إلى انحسار في دور الأب في الاسرة وتراجعه، فولدت مشاكل اسرية، انعكست على التربية الاجتماعية للاطفال، وفقدان الأطفال للثقة بالنفس وبالاخرين والأمن والسلامة، والشعور بالتعرض للاذى، وقد اجبرت العديد من عوائل الاطفال على العمل، مما ادى لانتشار ظاهرة اطفال الشوارع بأعداد كبيرة وهي ظاهرة في تنامي مستمر. مآسي أطفال الشوارع هناك العديد من المخاطر التي تعرض أطفال الشوارع لمخاطر اشبه بالمآسي تقضي على مستقبلهم وعلى مجتمعهم ومن ابرزها : تفشي الامية بين الأطفال المتسولين والمتشردين خاصة وان من بينهم من لم يدخلوا المدرسة، ومنهم من تركوا الدراسة بعد ان نالوا قسطا غير وافٍ من التعليم. وتقودهم ظروفهم الاجتماعية الي الانحدار في مهاوي الرذيلة، حيث يتعرض اطفال الشوارع الى الاستغلال الجسدي، مستغلين ضعفهم وصغر سنهم، وعدم قدرتهم على رد الاساءة، اضافة الى ممارسة العنف و الامور الغير أخلاقية مع بعضهم البعض. كما يتعرض اطفال الشوراع إلى مخاطر الادمان على التدخين والمخدرات، اكدت بعض الدراسات ان 90% من المتسولين والاطفال العاملين يتعاطون التدخين في محاولتهم تقليد الكبار والاخطر من ذلك الادمان على المخدرات المحلية المتوفرة في الاسواق .

وقف العنف يبقى حماية الاطفال من ان يتحولوا إلى اطفال شوراع في العراق رهين، بتغيير ثقافة العنف المنتشرة في المجتمع وبذل أقصى الجهود لنشر ثقافة التسامح، وهذا لن يتحقق بمعزل عن نبذ التطاحن السياسي والعمل على محاربة فكر الطائفية والمذهبية واعادة اعمار العراق وفق اجندة وطنية مخلصة تحافظ على وحدة العراق واستقراره الأمني والسياسي ، ووضع برامج للتنمية الاقتصادية المستدامة وتوفير حضانة آمنة لاطفال الشوراع تتولي رعايته امنيا واجتماعيا واقتصاديا وتربويا . فهل بعد كل هذه الأحداث التي مرت على العراق نتعجب ان كان هناك عنف على أرضه وهل لو مر ربع الذي مر به العراق على اي شعب اخر ما سيتحمل أو هل سيواصل او كان بقي له اثر من الأساس !!؟؟ انا أرى ان شعبنا صامد و باق مهما مر عليه من مشاهد مأساوية و لنا ان نلقي اللوم على الظروف و على العلماء و المفكرين الذين لم يوجدوا حلولا لقطع العنف من دابره و شلع الحرب من جذورها وقطع الفتنة من رأسها و سحب البساط من تحت الخلافات و الاختلافات فليس الجميع واع و قادر إنما العتب على المتميزين بعلمهم و قدراتهم أين هم من نشر الوعي و العلم في بلادهم و اعادة الحضارة و التحضر الذي كان في الماضي القريب و أين هم من وضع الاستراتيجيات التي تساعد في القضاء على الفقر و الجهل الذي كان له التأثير الأكبر على تراجع الفكر و التقدم يجب ان نعتذر جميعنا للعراق فكلنا مقصرين.

 

عمان - شووفي نيوز - يفتتح في غاليري بنك القاهرة عمان في التاسع عشر من الشهر الجاري وفي تمام الساعة السادسة مساء،معرض (الإحساس بروح الصين)،يتضمن مختارات من مجموعة وزارة الثقافة الصينية لخمسة وثلاثين فنانا من الفنانين العرب البارزين،ويأتي هذا المعرض بالتعاون ما بين الغاليري وسفارة الصين الشعبية – الملحقية الثقافية في الأردن. حيث سيحضر حفل الافتتاح نائب وزير الثقافة الصيني ووفد من الوزارة،سيحضرون خصيصا لمرافقة المعرض.

يعتبر هذا المعرض المتنقل في الوطن العربي واحدا من اهم الفعاليات التي تقيمها وزارة الثقافة الصينية في الخارج وهو يضم الاعمال الفنية التي انجزها عدد من الفنانين العرب الوازنين ضمن برنامج الإحساس بروح الصين , هذه الورشة التي يدعى لها سنويا  أسماء فنية مرموقة من الوطن العربي , وهو البرنامج الذي اطلق في الصين منذ عام 2008 ولا يزال مستمرا" حتى الان .

وقد جاء في كلمة الغاليري: (عندما شق العرب منفذا" لتجارتهم عبر طريق الحرير، كانوا وفي نفس الوقت يتبادلون مع الأمم خيوط الحضارة ويعبدون طريقاً للمعرفة، وكانت الصين وجهتهم لنقل التكنولوجيا الأولى في صناعات، ظلت للان تحافظ على سحرها وقيمتها.

في معرض مجموعة اللوحات العربية التي تقتنيها وزارة الثقافة الصينية، يشق الفنان العربي طريقاً اخر جديداً، ويفتح النوافذ على امة عظيمة، علمت البشرية.

الإحساس بروح الصين، هذا البرنامج الفني والحضاري، ما هو إلا لغة ثالثة بين الصينية والعربية، برنامج استهدف الفن العربي وأتاح الفرصة للفنانين العرب للتواصل مع لوحة صينية خاصة، لا تشتية احداً، سوآءا اللوحة المسندية بنشأتها الأوربية او ما سبقها من رسومات الجدران واثار الانسان القديم في منطقتنا العربية.

يسعدنا ان نستضيف هذا الأثر المتبادل، بين فنان عربي يعيش في بلاد العرب وبين سحر شرقي خالص، صاغته اليد الصينية سواء في الحروفية او الرسم الطبيعي او مناخ جمالي قل نظيرة في طبيعة الصين وخريطتها الانسانية.

نرحب بالأصدقاء الفنانين العرب، هنا في غاليري بنك القاهرة عمان لنعرض تجربتهم الفريدة واحساسهم بروح الصين، لجمهور تعود من الغاليري نقله خارج حدود بلدنا الجغرافية، ونشكر الملحق الثقافي الصيني السيد سامي يونغ مؤسس المشروع ووزارة الثقافة الصينية والهيئة الدبلوماسية الصينية في عمان.)

وقد تحدث السيد سامي يانغ الملحق الثقافي الصيني حول المعرض فقال : ( انها فرصة مهمة ان يتم عرض مجموعة وزارة الثقافة الصينية من اعمال الفنانين العرب هنا في الأردن ضمن جولة المعرض العربية , وعرضها في غاليري بنك القاهرة عمان له دلالات مهمة أيضا , كغاليري  يتبع لمؤسسة اقتصادية أعطت للفنون مساحة ضمن برنامج عملها وقدمت للثقافة في الأردن دعما ملموسا , ويأتي هذا المعرض ضمن الاحتفالات المهمة التي تقيمها سفارة الصين بمناسبة الذكرى الأربعين لإقامة  العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية ويعتبر هذا المعرض من الفعاليات الفنية المهمة التي تقام بهذه المناسبة )

 

 

عندما يتقاطر على منزلك أشخاص مثل تولوز لوتريك ورينوار وبيير دو شافان ليرسموك، فمن المرجّح انك تمتلك شيئا يستحقّ أن ينظر إليه الآخرون.
وإذا درست أعمال هؤلاء الروّاد الفرنسيين الثلاثة، فسرعان ما سترى الملامح المقدّسة لسوزان فالادون وهي تحدّق فيك وجها لوجه أو ترمقك بنظرة جانبية خفيفة.
ولدت سوزان فالادون في فرنسا في سبتمبر من عام 1865 لعائلة متواضعة. وقد أجبرتها الظروف على أن تبحث لنفسها عن عمل وهي ما تزال في سنّ المراهقة. وعندما بلغت الخامسة عشرة من عمرها، عملت بهلوانة في سيرك. وقد اضطرّها سقوطها من إحدى المراجيح لأن تغيّر مهنتها، فعرضت نفسها على الرسّام بيير بوفي دو شافان لتعمل عنده كموديل في مرسمه في حيّ مونمارتر.
تخيّل فتاة جميلة وشابّة تعمل لوحدها مع رسّام عاطفي. لنتذكّر انه خلال أعوام الطفرة الانطباعية في باريس القرن التاسع عشر، كانت الموديلات في كثير من الأحيان يؤدّين دور العشيقات لأرباب عملهن. وسوزان لم تكن مختلفة عن البقيّة. كانت معروفة على الخصوص بعلاقاتها الحميمة مع كلّ من رينوار و دو شافان.
غير أن الآنسة فالادون لم تكن تكتفي بدور الجميلة والمغرية بالنسبة للرسّامين. فخلال الوقت الذي كانت تعمل فيه كموديل، كانت أيضا تولي اهتماما بالموادّ والأساليب التي يستخدمها أرباب عملها. واكتشفت في النهاية أنها تجيد استخدام الألوان وممارسة الرسم. وشيئا فشيئا صارت فنّانة معروفة.
ومع مرور السنوات، أصبحت مشهورة بسبب استخدامها للألوان الحيّة والتوليف الجذّاب وتمثيلها الجريء للأنثى العارية. كانت ترسم غالبا بالباستيل والألوان الزيتية. واستطاعت أن تحصل على دخل ثابت وسمعة محترمة. وكانت تعرض لوحاتها باستمرار. ثم أصبحت أوّل رسّامة أنثى تلتحق بالجمعية الوطنية للفنون الجميلة.
إذا لم يكن هذا كلّه كافيا لإقناعك بموهبة وشهرة سوزان فالادون، فقد يفاجئك أن تعرف أن هناك فوّهة بركان خامد على كوكب الزهرة سُمّيت على اسمها تكريما لها واعترافا بمكانتها وموهبتها.

دبي - شوو في نيوز  - يشهد معرض أيام التصميم بدبي الذي يقام في شهر اذار الاعلان عن جائزة أودي للابتكار والمفتوحة لجميع المصممين والفنانين في دول المشرق العربي والتي تنص شروطها على تقديم وصف عن التصميم لايتجاوز الف كلمه  وتقديم التصميم على شكل ملفات رقميه من صور واسكتشات والمواد المستخدمة والمقاييس يحق للمشارك ان يقدم تصميم واحد فقط .
ويغلق باب التسجيل للمشاركة في جائزة أودي للابتكار يوم  17 كانون ثان المقبل 2017،ويمكن تقديم طلبات المشاركة على الموقع الإلكتروني الخاص بالجائزة http://audiinnovationaward.com
و تهدف المسابقة  إلى تحفيز المصممين الشباب على ابتكار التصاميم المرتكزة على بحوثهم وتسليط الضوء على أفكارهم التي من شأنها أن تغير المستقبل,  والغرض من الجائزة أيضاً هي أن تكون بمثابة حافز في مجال التصميم والتكنولوجيا في الشرق الأوسط.
كما تهدف المسابقة إلى دعم المصممين في المنطقة وأرشفة أعمالهم وتقدمهم السنوي في الشرق الأوسط. ومن ركائز الجائزة الاحتفال بالإنجازات المتميزة وتبادل الأفكار والاستثمار في مصممي الغد لتمكين جيل المستقبل من أن يكونوا من صناع التغيير.
وتعليقاً على الجائزة قال المدير التنفيذي لمعرض أيام التصميم دبي سيريل زاميت "نحن مندهشون من عدد المصممين الموهوبين في المشرق العربي نتوقع رؤية ابداعات رائعة من التصاميم المسجلة"
 المدير التنفيذي لعلامة أودي الشرق الأوسط إنريكو أتاناسيو اشار الى ان   لجنة التحكيم ستلتقي في شهر لمراجعة جميع الطلبات واختيار المصممين الثلاثة الأفضل، ومن ثم، سيتم دعوتهم إلى تقديم نموذجهم الخاص لعرضه في معرض “أيام التصميم في دبي” في شهر اذار 2017 منوها بان أالمنافسة ستكون شديدة”.
ويتمحور موضوع الجائزة حول “البدائل”، لأن لها علاقة مباشرة لاستراتيجية أودي حول موضوع “الطاقة الكهربائية” وطريقة التفكير المتقدمة والاحتفال بالإنجازات الكبيرة التي حققتها أودي في مجال التنقل البديل  موضوع “البدائل” لجائزة “أودي للابتكار” هذا العام تهدف الى تحفيز التكامل بين حلول التصميم الموجودة لاستعمالها في جوانب عديدة من الحياة اليومية  كما هو الحال في عالم السيارات، التحول من محركات الاحتراق الداخلي الى المحركات الكهربائية هي مثال ممتاز عن استخدام المعرفة لأغراض تفيد النظام البيئي.
وتدعو جائزة “أودي للابتكار” المصممين لتقديم حلول مبتكرة مستلهمة ومصممة للتطوير في أي من الخمس مجالات التالية: الحياة اليومية، الصحة، التنقل، التعليم أو المساحات العمرانية العامة مثل الشوارع والمراكز والحدائق والأثاث. كما الأفكار التي يتم تقديمها قد تكون مستلهمة من الطبيعة أو من أدوات مصنوعة، ويجب على التصميم الفائز أن يدمج هذه الحلول التصميمية لخلق طريقة ايجابية ينتفع بها المجتمع في مجالات الحياة اليومية والصحة والتعليم أو المساحات العمرانية في الشرق الأوسط. الفكرة المقدمة يجب أن تكون مطورة لتأخذ بعين الاعتبار التطبيق، الفائدة والتكلفة الاقتصادية وجودة التصنيع لطول الاستخدام والتحمل والاشخاص المستهدفين من هذا الابتكار، بالإضافة الى عمر المفترض للتصميم , ويجب على جميع التصاميم إظهار الوعي البيئي ونهجا حذرا في استخدام الطاقة.
وسيستلم المرشحين من القائمة النهائية مبلغ 2,500 دولار أمريكي قبيل عرض نماذجهم في معرض “أيام دبي للتصميم” 2017. وتتضمن الجوائز للفائز بالمسابقة رحلة الى مصنع أودي في إنغولشتات، ألمانيا، لخوض تجربة مع مصممي سيارات أودي في المقر الرئيسي للشركة. بالإضافة الى ذلك، يستلم الفائز جائزة تبلغ 25،000 دولار أمريكي مقدمة من أودي الشرق الأوسط على شكل استشارات لتغطية بنود تسجيل المنتج والاستشارات القانونية والتطوير التجاري. وستقوم العلامة بالعمل بشكل وثيق مع شركائها في “أسبوع دبي للتصميم” وذلك لتقديم المشورة في التصميم والتوجيه لضمان حماية التصميم الفائز وتقديم كل الفرص الممكنة للمزيد من التطوير.



أما كان علينا أن نصمت هلعا ونحن نرى المشهد الدموي الذي سيلقي بظلال كئيبة على علاقتنا بأجمل عبارة، يبدأ المسلمون بها نهاراتهم؟

"ألله أكبر" قالها قاتل السفير الروسي وهو في صدد تسويقها مرة أخرى علامة تجارية، تذكر العالم بالقسوة التي لُفقت من أجل أن لا تكون السماء إلا جحيما ومن أجل أن لا تكون بلاغة "إلا بذكر الله تطمئن القلوب" سارية المفعول ومهيمنة على الشك واليقين معا.

كان القاتل قد استعمل العبارة كذبا وتدليسا ونفاقا، بل وغدرا.

فلو كان الله هو الأكبر من وجهة نظره لما أقدم على القتل. فالموت كما الحياة هو شأن الهي لا يمت بصلة إلى وظائف الإنسان.

أعمى البصيرة الذي قتل كان قد أعفى نفسه عن رؤية ما يمكن أن يسببه فعل القتل من أضرار لمن يبدأون صلواتهم بتلك العبارة المقدسة.

لقد سبق لتلك العبارة أن أهينت في أوقات سابقة حين استعملتها الجماعات الإرهابية. فكان الإرهاب يصل إلى العالم بفاتحته التي لطالما تاق المسلم إلى سماعها وهو يتطلع إلى لقاء شخصي بالله من خلال الدعاء، وهو مخ العبادة وسلم موسيقاها اللغوي.

لقد فجعتُ كما فُجع سواي من البشر الأسوياء برؤية إنسان وقد سقط قتيلا أمام عيني من غير أن أملك شيئا لمنع الجريمة. في تلك اللحظة تخلى القتيل عن وظيفته. لم تكن روسيا حاضرة. كانت الإنسانية وحدها حاضرة باعتبارها كيانا معتدى عليه.

كانت الجريمة قد ارتكبت في حق إنسان أعزل. وهي جريمة، يُمكن أن تحدث لأسباب سياسية. التاريخ المعاصر يقول إن هناك عددا من السفراء كان قد تم اغتياله. مصرع أحدهم كان قد أدى إلى قيام الحرب العالمية الأولى. ولكن لم يذكر لنا التاريخ حادثة واحدة، قُتل فيها سفير لأسباب دينية.

الدين في جوهره لا يقر القتل.

وإذا تركنا الدين جانبا فإن الله وهو رمز للعدالة المطلقة لا يمكن أن تكون له علاقة بخلافاتنا التي نسعى إلى تسويتها بأساليبنا المتاحة التي بصل بها المجرمون إلى القتل.

لذلك فإن "الله أكبر" العبارة التي صار يرددها القتلة من العرب ومن غير العرب إنما تمثل تحديا حقيقيا لإيمان المجتمعات التي تدعي التدين بالله.

لقد وهنت علاقة المسلمين، العرب منهم بالأخص بالإيمان حين سمحوا بأن تكون عبارة "الله أكبر" مفتتحا للقتل.

يفجر أحد المعتوهين نفسه في حشد من الأبرياء وهو يصرخ "الله أكبر" فيرى فيه البعض شهيدا. ما لم يقله متطرفو الديانات الأخرى في مجال التشهير بنا وبديننا قلناه بأنفسنا.

لقد صمتنا ونحن نرى الجرائم تُرتكب في ظل العبارة التي نرددها مرات عديدة، فهي القاعدة التي تبنى عليها استثناءات أدعيتنا التي تذهب بنا في طرق متشعبة تتسع لها العبادة كما ترحب بها الحياة.

لم يكن مشهد السفير الروسي المردى قتيلا على الأرض جزء من حكاية دينية. لذلك لم تكن عبارة "الله أكبر" ممكنة. الإرهابي الذي هو صناعة اردوغانية أو اخوانية بالتأكيد بسبب عمره لم يكن يعرف ما معنى أن يكون ألله أكبر.

لقد خطط لجريمته ليكون شهيدا. ما كان للمشهد أن يكتمل إلا بموته. لذلك كانت العبارة المقدسة ضرورية بالنسبة له شخصيا وهو المصاب بالتأكيد بخلل عقلي، لم يسمح له بالتفريق بين رغبته في الاحتجاج ومشيئة الخالق.

في كل ما فعله الارهابيون هناك عدوان صريح على الله.

لقد أحلوا القتل الذي حرمه الله. بل أنهم رفعوا اسمه وهم يقتلون.

نكذب على أنفسنا لو صدقنا إن السفير الروسي في تركيا قد قُتل بسبب ما جرى في حلب. لقد قُتل الرجل لأننا سمحنا لعتاة القتلة والأفاقين وقطاع الطرق واللصوص والمستأجرين من قبل شركات الموت أن يهينوا لفظ الجلالة.

 
فاروق يوسف

 يقول مؤرّخ الحواسّ مارك سميث: من الملاحظ أننا نعيش في عالم يتطلّب منّا إعمال جميع الحواسّ كي نبحر فيه. ومع ذلك وبطريقة أو بأخرى، فإننا نفترض أن الماضي يتكوّن من روائح".
إن وضع الروائح في سياق تاريخي معناه أن نضيف بعدا كاملا للكيفية التي نفهم بها العالم. هناك، على سبيل المثال، مكان ما في خليج بوسطن يمتلئ في أوقات مختلفة بروائح المستنقعات المالحة والخيول وعوادم السيارات. بعض الروائح تتلاشى بسرعة، وتظهر مكانها روائح جديدة. وبعضها يتحوّل ويتغيّر بطريقة تخبرنا عن قصّة ثقافية. نفحات الياسمين والجلود من عطر شانيل عام 1927 تساعدنا على فهم النساء الاندروجينيات في ذلك العصر. ونفحة الحلوى المنبعثة من أحدث عطور فيكتوريا سِكرِت تقول لنا شيئا ما عن الأنوثة في عالم اليوم. وما نشمّه في مدننا ومنازلنا والمساحات الطبيعية في البيئة المحيطة بنا ما هو إلا جزء من حياتنا، تماما مثل الأشياء التي نراها ونسمعها ونلمسها.
الشمّ حاسّة فريدة من نوعها من بين جميع الحواسّ، من ناحية طريقة معالجتها في الدماغ. فالمعلومات الشمّية تسافر مباشرة إلى تلك المناطق من الدماغ المسئولة عن الذاكرة والمشاعر.
ويقول العلماء إن الطريقة التي تتمّ بها معالجتها تجعل رائحة الذكريات قويّة جدّا وثابتة. ولكنْ خارج ذاكرتنا، فإن الروائح نفسها سريعة الزوال. فهي تتشكّل من مركبّات كيميائية متطايرة وهشّة يمكن أن تتحلّل وتتبدّد بسهولة. لذا فإن الرائحة هي جزء قويّ من تجاربنا. لكنها في نفس الوقت عنصر سريع الزوال.
وحيث أن الروائح ليست في ثبات الأجسام الصلبة، فقد أوجدت التكنولوجيا وسائل لجعلها أقلّ زوالا وتلاشيا. إذ يمكن حفظ العطور لفترات طويلة من الزمن بإبقائها بعيدا عن الضوء والأوكسجين. ويمكن في كثير من الأحيان تحليل الروائح المحيطة وتقطيرها لتحويلها إلى صيغ كيميائية. ثم يأتي بعد ذلك دور العطّارين المهرة الذين يعيدون تخليقها صناعيّاً.
من روّاد هذا الطريقة كيميائي سويسري يُدعى رومان كيسار طوّر عام 1970 تقنية جعلت من الممكن التقاط وتحليل جزيئات الروائح المنبعثة من الأزهار وغيرها من الأشياء.
وفي ما بعد، أي في العام 1995، ألّف كيسار كتابا بعنوان "الأزهار المتلاشية" ضمّنه رسوما توضيحية لنباتات نادرة ومهدّدة بالانقراض. ثمّ اقنع شركة جيفودان التي كان يعمل عندها، وكانت وقتها اكبر شركة للعطور والنكهات في العالم، بأن تسمح له بالشروع في إنشاء مصنع للروائح.
وطوال السنوات العشر التالية سافر كيسار إلى مختلف بلدان العالم ليلتقط روائح المئات من النباتات المهدّدة بالانقراض. وكتابه الصادر مؤخّرا بعنوان "رائحة النباتات المندثرة" يحتوي على قوائم بالموادّ الكيميائية التي تمثّل صيغة كلّ رائحة. كما نجح أيضا في إعادة تخليق العديد من هذه العطورات صناعيا.
وكان هدفه أن يبيّن للناس جمال الروائح العطرية في الطبيعة. لكن للكتاب أيضا قيمة علمية مهمّة. فبفضل المعلومات والتجارب الواردة فيه، سيكون بالإمكان، مثلا، بعد مائتي سنة من الآن إعادة بعث روائح النباتات الموجودة هذه الأيّام عندما تكون جميع هذه النباتات قد انقرضت من على سطح الأرض.
وقد استخدمت شركات صناعة العطور، مثل كريستوفر بروسيوس الأمريكية، هذه الطريقة لإعادة إنشاء روائح أقلّ وضوحا، مثل رائحة معطف فرو قديم أو غلاف كتاب ورقي مهتريء. وهذه الطريقة يمكن أن تكون بداية لبناء قاعدة معلومات واسعة. تخيّل وجود مكتبة للروائح الخاصّة بزمن أو مكان معيّن، على غرار مكتبة الكونغرس للكتب.
ليس مستغربا أن تكون صناعة العطور في طليعة المحافظين على الروائح. وهناك مؤسّسة تدعى اوزموثيك ومقرّها فرساي بـ فرنسا تحتفظ بمجموعة من العطور المهمّة تاريخيا في صيغها الأصلية. وقد وُضعت هذه العطور في قوارير مبرّدة من الألمنيوم. كما تمّ استبدال الهواء في كلّ قارورة بالأرغون، وهو غاز خامل لا يتفاعل مع العطور كما يفعل الأكسجين، ما يساعد على إبقاء الروائح في حالة مستقرّة مهما مرّ عليها من زمن.
باتريشيا دي نيكولاي، صانعة عطور ورئيسة اوزموثيك، أطلقت مؤخّرا عطرا أسمته "قبّلني برِقّة"، وهو عطر حسّاس استلهمته من قاعدة عطر كان مشهورا في القرن التاسع عشر. تقول دي نيكولاي: أحيانا عندما تصادف عطورا قديمة جدّا، يمكنك أن تعثر على فكرة منسيّة تماماً. وهذا في حدّ ذاته مصدر إلهام".
لكن ماذا عن الروائح التي اختفت بالفعل؟
اوزموثيك قامت، وباستخدام ملاحظات دوّنها احد مساعدي نابليون، بإعادة بناء كولونيا صُنعت خصّيصا للزعيم الفرنسي أثناء وجوده في منفاه في جزيرة سينت هيلينا قبل وفاته في العام 1821م.
عندما كان الأستاذ الجامعي جيمس ماك هيو يعمل على أطروحته في الدراسات السنسكريتية والهندية في جامعة هارفارد، وجد ثروة من المعلومات الشمّية في النصوص السنسكريتية القديمة. كانت تلك المعلومات تتضمّن خلطات وصيَغاً تفصيلية عن العطور والبخور وتعليمات استخدامها، فضلا عن أوصاف الروائح التي كان يستخدمها قدماء الهنود في حياتهم اليومية. وأصبح ماك هيو مهتمّا بتحويل هذه القوائم من الكلمات إلى أشياء ملموسة. وقد أثارت جهوده تلك اهتمام شركة لودامييل، ما أدّى إلى صنع سلسلة من العطور على أساس هذه الصيغ القديمة.
يقول ماك هيو إن النصوص التي كانت مكتوبة في الغالب من قبل الأثرياء البراهمة تذكر بعض الروائح بطريقة إيجابية وأخرى بطريقة سلبية. لودامييل استخدمت هذه الأوصاف لخلق نوعين من الرائحة يمثّلان الأفكار المثالية للبراهمة: الأول مكوّن من الزبدة والحليب وأزهار المانغو والعسل وخشب الصندل. والثاني، الذي يشبّهه ماك هيو بالكابوس، قوامه روائح الدخان واللحم المتعفّن والكحول والثوم.
لكن الهدف الأكثر طموحا من الناحية العلمية هو أن علماء الآثار يستخدمون الآن تقنيات تحليلية حديثة في محاولة لجلب الروائح القديمة وإعادتها إلى الحياة. وقد قاموا بتحليل البقايا العضوية المتخلّفة عن القطع الفنّية لدراسة النظام الغذائي وأساليب الطبخ في الثقافات القديمة، ثم بدءوا استخدامها في دراسة العطور.
المتحف المصري التابع لجامعة بون، على سبيل المثال، يعمل الآن على تحليل وإعادة بعث العطر الفرعوني الذي كانت تستخدمه الملكة المصرية حتشبسوت، اعتمادا على بقايا زجاجة يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة عام. ويخطّط المتحف لإعلان التفاصيل قريبا. ويقول أمينه أن العطر يحتوي على أكثر من ثمانين مكوّناً.
من المثير فعلا أن ندسّ أنوفنا في عبق الماضي. لكن ليس كلّ المؤرّخين على ثقة بأننا يمكن أن نعرف أعمق الحقائق عن الماضي من خلال إحياء مثل هذه الروائح. ويقول بعض العلماء انه حتى لو استطعنا إعادة إنتاج روائح من الماضي إلا أننا لن نستطيع استخدامها بنفس الطريقة.
المؤرّخ مارك سميث يعتقد أن دراسة الرائحة والحواسّ الأخرى مهمّة، شريطة أن توضع في سياقها الصحيح. وهناك أمثلة لا حصر لها تشرح كيف أن الظروف تؤثّر على الطريقة التي ننظر بها إلى الروائح. على سبيل المثال، أصبحت شجيرة الشاي الكندي المسطّحة ذات شعبية في صناعة العلكة ومعاجين الأسنان في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. لكن بالنسبة للبريطانيين، فإن هذه الشجيرة تذكّر برائحة المرض، لأنها كانت تُستخدم في صنع المراهم التي كانت تُعالَج بها جروح الجنود. وإذا لم نفهم هذه المعاني، فإننا فقط نشمّ الماضي كما نفعل الآن، وليس كما كان الناس يشمّونه في ذلك الوقت.
غير أن هذا الكلام ينطبق على أيّ تجربة تاريخية. خذ مثلا لوحة زيتية من عصر النهضة. قد تعني اللوحة لنا شيئا مختلفا جدّا عمّا كانت تعنيه للناس في ذلك الوقت. ومع ذلك فإننا ما نزال ندرك قيمتها ونقدّرها. وكما يمكننا وضع الملابس والأمكنة القديمة في سياق تاريخي، يمكننا أيضا أن نفهم المزيد من معاني العطور وغيرها من روائح الحضارة والطبيعة.
كما أن بإمكاننا أن ننظر إلى الماضي بطريقة أكثر شمولا من خلال إشراك أجزاء من الدماغ بشكل مباشر وبأكثر ممّا يمكن أن توفّره حاسّة الإبصار لوحدها.
كحاسّة كيميائية، فإن الشمّ له ارتباط وثيق بما يجري الآن وفي هذه اللحظة بالذات. وبالنسبة للناس اليوم، فإن إضافة روائح لما هو موجود لدينا بالفعل، سواءً كان مصدرها النباتات المنقرضة أو السجّلات والتحف الفنّية القديمة، يمكن أن يعمّق ارتباطنا بالعالم ويوسّع فهمنا له بطرق وأساليب جديدة.